-->

الفصل الستون - مملكة الذئاب BLACK


 

                         الفصل الستون


بعد حديث دراكوس الصادم للجميع بلا استثناء كادت ميلسيا تفقد وعيها....من شدة الرعب الذى اصاب قلبها حين أدركت مشاعر دراكوس نحوها....

لهذا حاولت الفتيات مساعدتها وأخذها لغرفتها لتستريح بعد كل هذه الاحداث المتلاحقه....


وظل الرجال كما هم بالقاعه كما أدرك ساب السبب الحقيقى وراء فعلت الملك...فلقد قام بوضعه ك كبش فداء كما فعلها سابقا...وهذا جعل غضبه يتصاعد ويريد الفتك بكل من حوله...لهذا قرر الخروج من المكان قبل أن يقوم برد فعل غير مناسب.... 


لهذا تحرك ساب مبتعدا عن الجميع وخرج بهدوء دون أن يتحدث بشئ أمام نظرات الجميع المتعجبه... من صمته بل وخروجه الهادئ....كما أن دوغلاس قرر أن يتبعه هو وليو ليطمئنوا عليه فملامحه كانت لا تبشر بالخير بعد أن طلبوا الإذن بالإنصراف من الملك....


كما أمر الملك الجميع بالعوده لأعمالهم...وامر ألفين بأن يتبعه لأنه يريد التحدث معه بأمر هام....


كان ساب يشعر بنيران تشتعل بحلقه مما فعله الملك لهذا قرر اخماد غضبه فيما يبرع فيه...لهذا اتجه لورشه الحداده وبدأ بتجمع الحطب لإشعال النيران... 

رغم شعوره بالألم بسبب احتكاك اصابته بدرعه إلا أنه لم يهتم...


بينما كان ليو ودوغلاس يحاولون اللحاق ب ساب... الذى اختفى عن الانظار ولم يستطيعوا تحديد موقعه لسرعته...ولكن عند بحثهم صادفوا مارلين....الذى قال ل ليو بقلق حين رأه:ما الذى حدث ل ساب؟!...فلقد رأيته  يسير بإتجاه الحديقه وهو غاضب بشده...حتى أننى حاولت التحدث معه إلا أنه لم يلتفت لى....


نظر كلا من دوغلاس وليو ل مارلين بقلق...كما أدركوا إلى أين ذهب ساب لينفس عن غضبه....وكاد ليو ومارلين يتحركون مع دوغلاس تجاه ورشة الحداده ليطمئنوا على حاله ساب...إلا أن دوغلاس طلب منهم ان يتركوا يذهب له بمفرده...


فأذعنوا له وذهب دوغلاس ل ساب واضطر الشبان أن يعودا للقصر....وقرر ليو الإطمئنان على والدته التى فقدت وعيها من الصدمه...ثم يعود ليرى ما فعله العم دوغلاس مع ساب...


كما أرد أخذ مارلين معه إلا ان مارلين رفض ذلك معللا أنه يجب عليه الرحيل...وأنه سيعود ليراه مرة أخرى ليؤكد عليه دعوة زواجه ب أليس...فوافق ليو وقام بتوديع مارلين....واسرع تجاه غرفة والدته للإطمئنان عليها فوجد غرفتها مليئ بالفتيات....


وكانت سيلا منهم والتى نظر لها مبتسما قبل أن يقترب من والدته يطمئن على صحتها....قائلا بخوف حقيقى:أمى هل أنتى بخير؟!...أومأت له ميلسيا التى تستند على فراشها بهدوء....وهى تربت على وجهه بحنان قائله:لا تقلق يا صغيرى أنا بخير....


هنا تدخلت الليدى ففيان التى شاهدت ميليسا قبل قليل...والفتيات تساعدها على دخول غرفتها فذهبت خلفهم....لتعلم ما الذى حدث لها ليس حبا كما تحاول أن تظهر بل فضولا....


ففيان بمكر لمعرفه ما حدث:ما الذى حدث لك اميرة ميلسيا؟!...فأنتى فى الصبح كنت بخير حين رأيتك... لم يجد أحد من الحاضرين اجابه مناسبه للرد على سؤالها....حيث شعروا جميعا بالنفور منها إلا واحده وهى ليلى.....التى اقتربت منها حتى وقفت أمامها قائله بإبتسامه قد يظنها البعض بريئه....إلا انها ابتسامه شيطانيه تنبئ بإقتراب كارثه:اظن أننى 

أعلم لما أتيتى؟!...أنتى تريدين معرفه ما حدث أليس كذلك؟!...


هنا علت شهقات الصدمه من الفتيات...وميلسيا وفكتوريا حملت نظراتهم التوتر من جرائة هذه الصغيره...بخلاف ليو الذى نظر لما إبتسام شاكرا الصغيرة ليلى على احراجها للسيدة الواقفه أمامها لعلها تستحى وترحل بعيدا عنهم...وتترك والدته وشأنها....


نظرت الليدى ففيان ل ليلى بترفع وهى تجيبها بملامح متقززه:ومن انتى يا صغيره حتى تتحدثى مع من هم أعلى منكى شأننا؟!..أنا هى المخطأه التى اردت الأطمئنان على سلامتك....أنهت حديثها وهى تنظر للأميرة ميلسيا والحاضرين بغضب....


رمشت ليلى بعينها ثم اتسعت ابتسامتها قائله ببرود وبرائه اصابة ففيان بالإشمئزاز:اعلم ان الحقيقه دائما ما تكون مؤلمه لهذا أنا لست متضايقه من حديثك سيدتى....أنهت ليلى حديثها بأبتسامه مشرقه تمنت ففيان لو تمحها هى وابتسامتها....إلا أنها نظرت لها بدونيه وسارت نحو الباب لتخرج....


إلا أن حديث ليلى جعلها تقف متيبسه مكانها....ليلى بحماس طفولى:انتظرى ألا تريدين معرفه ما حدث حين تقاتل الرجال من أجل الفوز بالأميرة والزواج بها اليوم؟!...توقفت ففيان منصدمه من حديث الصغيرة واستدارت لها قائله:ماذا تقولين؟!...


أجابتها ليلى بملامح حزينه:أدرك شعورك جيدا فجميعنا قد اصبنا بالصدمه مثلك.....وخاصه حين تقدم أخى ساب لطلب لزواج من الأميرة أولا....إلا 

أن هناك رجلا يدعى دراكوس لكم أخى...وصرخ أنه هو من يحبها ويعشقها ويتمنى الزواج بها...وظلت ليلى تحرك يدها وجسدها بطريقه مضحكه لتعبر عن ما حدث هناك وهى تكمل بإندماج:عندها لم تستطع الأميره التحمل وسقطت مغشى عليها....هذا ما حدث...


أنهت ليلى حديثها بإبتسامه سمجه...وهى تعود لتقف بهدوء ورزانه لا تناسب ما فعلته منذ لحظات....جوار اخواتها وكيت الاتى يحاولن كتم ضحكاتهن بصعوبه بالغه....من ملامح وجهه الليدى ففيان المنصدمه والتى قالت وهى لا تزال منصمه:أنت كاذبه من المستحيل أن يقع دراكوس بغرامها...قالت جملتها وهى تركض خارجه من الغرفه....


وليلى التى تنظر لأثرها بحزن زائف قائله:لقد فقدت المسكينه عقلها...وعادت بنظرها ل ميلسيا التى كانت تنظر لها بصدمه مما فعلته...فقالت ليلى ببرائه:هى المخطأه....هنا لم يتحمل الجميع التماسك أكثر من ذلك واصبحت اصوات ضحكاتهم مرتفعه...بسبب أفعال ليلى التى تدعى البريئه...وهى تتحدث مع الليدى ففيان قبل قليل....


                        ❈-❈-❈ 


كان يشعر بغضبه يتصاعد وهو يقوم بجمع ما يلزم لبدأ عمله....ولم يشعر بحضور دوغلاس الذى جلس على مقربة منه يراقبه بهدوء...حتى قال بحنان:أظن أنه من الأفضل أن تستخدم تلك القطعه اللامعه فهى افضل من التى تحملها بيدك....حتى لا تصيب سيفك بالإنطفاء....


توقف ساب عن التحرك حين ادرك وجود دوغلاس معه....وأغمض عيناه يحاول التنفس بهدوء وهو ينصاع لأوامره ويترك تلك القطعه من يده....ويأخذ الأخرى وهو يعود للموقد الذى بدأت نيرانه بالاشتعال كما يشتعل هو....وهو يقول بثبات ظاهرى:كيف حالك؟!...


ابتسم دوغلاس وهو يجيبه بحب:بخير مادمت أنت بخير....ابتسم ساب بسخريه وهو ينظر لموقده ويضع به المعدن ليذوب قائلا بتنهيده: لا تقلق أنا بخير لقد اعتدت على ذلك منه...


وقف دوغلاس واقترب من ساب وهو يمسك بيده حتى ينظر لوجهه الذى اصابه الإرهاق قائلا:أتعلم كم اشتقت لحديثك معى...ابتسم ساب بهدوء وهو يربت على كتف دوغلاس قائلا:ها أنا قد عدت لأتحدث معك ولن اتركك حتى تمل منى ومن احاديثى المزعجه... 


نفى دوغلاس برأسه وهو يقول بحنان أبوى:لا اظن أن هناك شخصا قد يمل من احب الناس على قلبه...

ظهر الألم جليا بعينى ساب الذى نظر له بهدوء قائلا: إذا لما؟!... 


ابتسم دوغلاس بهدوء فهو يعلم أن ساب لن يجعل الأمر يمر بسلام دون معرفه الحقيقه...لهذا نظر للموقد من خلفه ثم بدأ بنزع ثيابه الرسميه وهو يقول....اثناء طى أكمام قميصه:أظن أن حديثنا سيطول لهذا فالنعمل معا أثناء اخبارى لك بما تريد... 


اومأ له ساب وقد بدأ كلاهما بالعمل ودوغلاس يقول مركزا على ما يقوم به من عمل:هناك الكثير من الأمور التى لا تعلم بشأنها والتى أود اخبارك بها...إلا اننى لا أملك الصلاحيه لإخبارك بها....لأن الأمر لا يخصنى بمفردى....لهذا سأخبرك عن ما يحق لى اخبارك به....

أما الباقى فوالدك هو الوحيد المخول بالتحدث عنه.... 


نظر ساب ل دوغلاس بحاجب معقود يشعر بالضيق الشديد وهو يسأله قائلا:أظن أن معرفه ما حدث بينكم من حقى....ف أنا طرفا بهذا الأمر أيضا....


نظر دوغلاس ل ساب بثبات قائلا:لقد عاهدته على عدم الإفشاء بسره ساب....اغمض ساب عيناه يحاول السيطره على غضبه الذى عاد ليشتعل من جديد وهو يقول صاغطا على ضروسه:إذا لما أتيت؟!...ولما واللعنه جعلته يعمل هنا إذا لم تكن ستخبرنى بما بينكم؟!...وانت تعلم جيدا أننى لن اهدأ حتى أعرف بكل ما حدث..لهذا لا تجعل الأمر يسوء أكثر وأخبرنى بالحقيقه....


نظر دوغلاس له بندم وصدق قائلا:كل ما استطيع اخبارك به أنه ليس سيئ كما تعتقد....كان ساب ينظر ل دوغلاس بعينى متسعه ونفس منقطع...هو لا يصدق ما سمعه....هل دوغلاس الذى شهد على كل 

ما حدث له منذ الصغر بسبب والده يخبره أن والده ليس سيئ؟!....


قال ساب بألم رغم ابتسامته المتسعه:إذا من السئ هنا....أظن أنه أنا أليس كذلك؟!...كاد دوغلاس يجيبه ليوضح له ما يقصده....


إلا أن ساب أوقفه قائلا:أظن أننى سمعت منك ما يكفى اليوم...لهذا سيكون من الجيد لو تركتنى بمفردى حتى أنهى ما بدأته....ثم استدار لموقده ليقوم بتقليب معدنه الذى قرب على الذوبان داخل إنائه الكبير....كما يذوب هو داخل نيران قلبه.... 


تنهد دوغلاس مدركا أن الحديث مع ساب الأن سيضره.....لهذا قرر تركه بمفرده كما طلب...وهو  

يعلم أيضا أن ساب سيفكر جيدا بجملته....وحمل دوغلاس ملابسه وخرج بهدوء كما دخل...تاركا 

خلفه بركان لن يخمد سوى بموت صاحبه....


                            ❈-❈-❈


كان كلاهما جالسان أمام بعضهم البعض بمكتبه...

يتشابهان فى الكثير...لهذا كان هو الوحيد الذى 

يفهمه جيدا...كما كان ولازال الاقرب له...لهذا هو  يعلم أنه يخفى عنه شئ لهذا بدأ حديثه قائلا:أريد منك أن تقص على ما حدث معك بالحرب منذ التقيت ب ساب إلى أن عدتم للقصر....


إرتفع حاجب ألفين منصدم من طلب صديقه فقال بتعجب:حقا تريد التحدث بهذا الأمر الأن...اوما له الملك ببرود....فتنهد ألفين مدركا أن إستيفان لن يتركه إلا عندما يصل إلى مبتغاه....


لهذا نظر له بثبات وبدأ يسرد له ما حدث بينه وبين ساب....ولكن دون التطرق لتفاصيل حدثت بينهم من معرفته أنها فتاة....او أنه أخبره بماضيه لقد قرر ترك هذه الأشياء بالخفاء كما هى...حتى لا يتأذى صديقه وساب معه....وبعد انتهائه من سرد ما حدث كانت نظرات إستيفان له مبهمه....


والذى اقترب منه قائلا بعيون تراقبه بدقه:لما اشعر أن هناك شئ تحاول إخفائه بعيدا عن الجميع حتى أنا الأقرب لك.... 


كان المتوقع أن يظهر القلق او التوتر على وجه ألفين إلا أننا نتحدث عن الذئب الماكر....الذى ظهرت ابتسامته الماكره وهو يقترب من إستيفان قائلا:وما هذا الشئ الذى تظن أننى أحاول إخفائه بعيدا عنك؟!... 


لم تتغير ملامح وجه إستيفان البارده الذى أجابه بجمود:أنت تعلم أننى لن أصمت حتى اعلم بما 

حدث هناك وسأعلمه منك او سأكتشفه بنفسى....

تجعد ما بين حاجبى ألفين تعجبا من إصرار صديقه وهذا جعل عقله يتسأل:هل يعلم إستيفان بحقيقه ساب من البدايه ويجعلنا نظن أننا نتلاعب به وفى الحقيقه هو من يتلاعب بنا؟!....إلا أنه نفى ذلك فهو يدرك كيف يفكر إستيفان....وأنه لو كان يعلم حقيقة ساب لما كان يتحدث معه الأن....بل كان قد قام بقتل ساب وجميع من يعرف حقيقته.... 


لهذا تحدث ألفين بجزء من الحقيقه لعله يفهم السبب وراء اصرار إستيفان لمعرفة ما حدث:لقد أخبرته بما حدث لعائلتى...وكيف قام والدى بقتلوالدتى وشقيقتى؟!...وبالمقابل بدأ هو الأخر يسرد لى 

بعض ما حدث له على يد والده....لهذا أظن أننا 

تقاربنا من وقتها....واظن سماحه لى بلمسه لأننى كنت أقوم بالإطمئنان على إصابته كل ساعه تقريبا...

لهذا أظنه إعتاد قربى....


بدأت ملامح استيفان تتبدل من البرود والجمود للتعجب قائلا:أخبرته بما فعله والدك بوالدتك وشقيقتك؟!...أوما له ألفين بهدوء....فسأله الملك بتعجب إزداد على ملامح وجهه:لما؟!....وكلانا يعلم أنك تبغض تذكر هذا الأمر...لا التحدث بشأنه....


أغمض ألفين عيناه بإرهاق ثم فتحها وهو يقول بشرود:لقد كاد يموت وأنا لم اكن أملك شئ  يساعدنى على جعله متيقظ....فلم أجد سوى 

إخباره بالماضى حتى أبقيه متنبها ولا يفقد الوعى...حتى أنتهى من مداوة جرحه وبالفعل 

نجحت الخطه...وقمت بكى جرحه...


اومأ إستيفان متفهما وهو يعود ليسأل ألفين بشك وهو يقف متحركا بالغرفه يحاول التحكم بغضبه قائلا:ألم تلاحظ أى شئ مختلف به؟!..اجابه ألفين ببرائه بتسأل:مثل ماذا؟!...نظر له إستيفان بجمود وهو يقول:لا أعلم ألفين ف أنا من اتسأل هنا....فمثلا هل لاحظت شئ غير مألوف به؟!...كم أن هذا ليس وحده ما يثير غضبى فهو أيضا اصبح يكذب بإستمرار وهو ينظر لعينى...وانا لم افكر بمعاقبته على ذلك بعد....


قاطعه ألفين حين لاحظ التشتت الذى لازم صديقه بسبب قرب ساب منه...حتى جعله ينتقل من حديث لأخر بهذه الفوضى الغريبه عليه....لهذا قال ساخرا ليثبت له انه قد عاقب ساب ولكن بطريقته الخاصه متجنبا الرد على سؤاله: أجل وانا أيضا رأيت ذلك...

خاصه حين قررت أن تضعه طعم لعمك الذى لم يبخل بلكمه امام الجميع...كما أن كلانا يعلم أن 

هذه لم تكن المرة الأوله التى تضعه بمواقف كتلك....


أغمض الملك عيناه يشعر بألم حاد برأسه...بسبب صراعه الذى يمزق عقله وقلبه وهو يعود ليجلس 

على مقعده وهو ينظر ل ألفين بعيون تلمع كذئب حبيس قائلا بحده:انا لم أعاقبه لأن هناك علاقته تجمعه ب ميلسيا...لأننى أعلم أنها تراه ك ليو وهو يعاملها كما يعامل والدته...


نظر له ألفين بشك قائلا:إذا لما عاقبته إن كنت متيقن من علاقته التى تجمعه بالأميرة....نظر له إستيفان بثبات قائلا:هل تتذكر اليوم الذى اضطررت فيه للبقاء بمنزل ساب؟!....اومأ له ألفين فأكمل إستيفان بضيق: لقد رأيت فتاه تحوم حولى بالغرفه التى بقيت بها...

إلا أننى لم اكن متأكد من ذلك....فأنا لم اكن أتذكر سوى القليل لهذا طلبت حضوره وسألته حينها...هل كان هناك أحد غيره قد تواجد بالغرفه؟!...فأنكر ذلك لهذا ظننت أننى بسبب مرضى قد ترأت لى أمور لم تحدث...حتى يوم أمس كنت قد عدت مساء لغرفتى وجالست على الفراش...ثم بدأت بعض المشاهد تتشكل أمامى عن فتاة لا تظهر ملامح وجهها تساعدنى على الاستحمام....كما أنها ساعدتنى 

بتغيير ثيابى...وحين سألتها عن هويتها لم تجيبنى حسنا كل هذا لا يهم فما يثير غضبى بعد تفكير دام لساعات....ان ساب قد انكر شئ قد حدث بالفعل...

لما يفعل شئ كهذا؟!...


انقبض قلب ألفين من حديث إستيفان إلا أنه سأله بثبات:وما الذى يؤكد لك أن من تواجد معك بالغرفه كانت فتاة؟!....ابتسم إستيفان بسخريه وهو يجيبه قائلا:لقد كانت يدها ترتعش وهى تقوم بنزع ثيابى كما انها رفضت مساعدتى بنزع جميع ملابسى.... والأهم أننى أتذكر جيدا رائحه جسدها...والتى  للمصادفه تشبه رائحه جسد ساب....


هنا تيقن ألفين أن نهايه ساب قد اقتربت....ويجب عليه أن يجد حلا لهذا الأمر...ألا وهو إبعاد ساب عن القصر باقرب فرصه...وإن لزم الأمر سيقوم بتهريبه خارج المملكه بأكملها....


تحدث ألفين بعقلانيه متيقن أن إستيفان سيأخذ بحديثه:اظن أن من رأيتها هى إحدى شقيقاته... فجميعهم ذات أجساد متقاربه.....ومن المؤكد أنه رفض اخبارك بهذا خوفا من رد فعلك على هذا....


أوما له إستيفان بتشتت وهو يقول:هذا ما سأحاول التأكد منه...لهذا طلبتك منك اخبارى بما حدث حين تمت إصابته....لأنه من المؤكد انك قد رأيت جسده كما رأه الحكيم الذى لم يعلق بشئ....


نظر الفين لإستيفان بصدمه سائلا اياه:هل سألت الحكيم عن هوية ساب حقا؟!....اوما له إستيفان ببرود قائلا:أجل وحديثك المتطابق مع حديث  

الحكيم جعل ساب مستبعد من الأمر...إلا أننى 

مازلت اتسأل لما كذب بشأنها؟!..


نظر الفين أمامه بتفكير وهو يجيبه قائلا:إنه يغار عليهم بشده لهذا أظن أنه لم يرد وضع شقيقته بموقف كهذا امام الملك....


أوما له إستيفان قائلا بإرهاق:حسنا يكفينا حديثاً وهيا اذهب لغرفتك لتسعد...كما سافعل أنا الأخر  فمن المؤكد أن الامراء والملوك قد اوشكوا على الوصول للقصر...اومأ له ألفين وخرج متجها لغرفته ليتسعد...رغم رغبته فى الذهاب للبحث عن ساب واخباره بما حدث.....حتى يجدوا حلا للأمر إلا أنه يخشى أن يكون إستيفان قد وضع أحدهم لمراقبته.. فلو ذهب ل ساب الأن سيؤكد ظنون الملك الذى سيحرق القصر على قاتنيه...إذا تأكد من الأمر 

كما أنه متأكد ان معرفه إستيفان للحقيقه ستكون قريبه...    


                         ❈-❈-❈


كان الليل بدأ ينتشر بالأفاق وساب قد نفذت قواه فقرر الصعود لغرفته لأخذ دوائه وليستريح لبعض الوقت....إلا أنه قبل وصوله لغرفته تذكر الأميرة ميلسيا وكيف فقدت وعيها؟!....لهذا قرر الإطمئنان عليها ثم يعوده لغرفته....


وصل ساب لغرفة الأميرة ميلسيا التى كانت تعج منها الكثير من الاصوات....التى يعرف أصحابها لهذا طرق الباب ودخل حين أذن له بذلك...ونظر للجميع فوجد والدته وشقيقاته وكيت وليو هم من يتواجدون مع الاميره....


لهذا قال بإبتسامه هادئه:أتمنى أن تكونى بخير مع وجود هذه الضجه؟!...ابتسمت ميلسيا وهى تقول: أظن ان بقائهم هو ما يجعلنى لا اشعر بالإعياء...رفع ساب احدى حاجبيه وهو يجيبها قائلا بمرح:هذا إن كان يوجد إعياء من الأساس أميرتى..هنا ظهر الخجل على صفحات وجهه ميلسيا من كشف ساب لأمرها... 


فإبتسم ساب وهو ينظر لوالدته قائلا:هل أنتى بخير حبيبتى؟!...اوما له والدته وهى تقترب منه محتضنه إياه بحب قائله:من الجيد أننى رأيتك قبل ذهابى... فنظر لها ساب بتفهم وهو يقول:سأخبر احد الحرس بإيصالكم حتى لا تذهبوا بمفردكم...


أومأت له والدته موافقه وامرت الفتيات بالتحرك ليرحلن...إلا أن ليو قال ل ساب:لقد طلبت منها البقاء اكثر من مرة...فاليوم يوجد احتفالا بسبب حضور الأمراء والملوك من كافه الممالك المجاوره....إلا أنها رفضت ذلك....ثم نظر ل فكتوريا مكملا:لهذا اقترح ان تعودى انتى للمنزل سيدتى....وقبل منتصف الليل أنا من ساقوم بإيصال الفتيات للمنزل...ما هو رايك ساب؟!..أنهى حديثه وهو ينظر ل ساب منتظر أن يؤيده...


نظر ساب لوالدته قائلا بعدم معرفه:لا اعلم...فاومأت والدته بالموافقه حين لاحظت ان الفتيات يردن البقاء....مما جعل الفتيات تصرخ حماسا من بقائهم لوقت الاحتفال....فخرجت فكتوريا راحله بعدما قامت بتوديع الجميع....كما خرجن الفتيات وليو ليتسعدوا للاحتفال على طريقتهم الخاصه كما أخبرهم ليو...


وظل ساب وميلسيا بمفردهم فاشارت ميلسيا للفراش تطلب من ساب الجلوس جوارها....فأذعن ساب لهذا وهو ينظر لها بندم وبعد جلوسه..كاد يتحدث ليخبرها السبب الحقيقى وراء طلبه للزواج منها....إلا أنها أوقفته قائله بحب:لا تقلق لقد أخبرنا ليو بالحقيقه... 


فتنهد ساب براحه شاكرا ليو على شرح ما حدث لها... إلا أنه سألها قائلا بمشاكسه:إذا كيف كنتى سترفضين الزواج بى أمام الجميع؟!...نظرت له ميلسيا برهبه بعد تذكرها لطلب دراكوس الزواج منها هو الأخر...


كان ساب ينظر لها بإبتسامه هادئه منتظر جوابها الذى أتى سريعا....ميلسيا بخوف:من المؤكد كنت ساوافق على الزواج منك....فمن المحال أن اوافق على الزواج بهذا البربرى ذو الدم البارد... 


نظر لها ساب بدهشه قائلا:حقا كنتى ستقبلين الزواج بى من أجل أن تبتعدى عن دراكوس...لما فانا أراه وسيما؟!...ختم ساب حديثه بمشاكسه إلا أن ميلسيا نفت برأسها وهى تخبره قائله:هذا لأنك لم ترى شئ مما رأيته أنا....لقد كان هذا البربرى يقوم بجمع الحيوانات المفترسه لتربيتها....


نظر لها ساب بتعجب قائلا:وما المخيف بهذا...فمن المؤكد أنه رجل يحب ترويض الوحوش وامتلاكها...

كما فعل الملك مع كيشان....ظهر الخوف على ملامح وجهه ميلسيا كطفل صغير شهد مقتل أحدهم للمرة الأوله بحياته قائله بخفوت:لقد رأيته وهو يدخل على أحد الوحوش المفترسه...وقام بإغلاق الباب خلفه وظل يكيل له الضربات حتى مات..أعلم أنه وحش 

إلا أنه قتله لهذا هو ليس جيدا....بل هو غير انسانى لهذا انا اكره واخاف منه....


تنهد ساب وهو يقول لها بعقلانيه:من المؤكد أن هناك سببا لفعلته هذه.....هذا ما أنا متيقن منه....رفضت ميلسيا تقبل حديثه قائله:وإن كان حديثك صادقا ف أنا مازلت أخشاه ولن اتقبله ك زوجا لى حتى لو تهدمت السماء....


اومأ لها ساب بإبتسامه هادئه وهو يساعدها على التسطح جيدا على فراشها....لتحصل على بعض الراحه وبعد تأكده من نومها....خرج من غرفتها  بهدوء وقرر الاتجاه لغرفة دراكوس حتى ينهى 

الأمر معه....


وصل ساب أمام غرفه دراكوس وقام بطرق الباب وانتظر إلى أن قام دراكوس بفتح بابه...والذى رفع احدى حاجبيه من تواجد ساب أمامه بعد أن قام بلكمه أمام الجميع....تحرك ساب وسار للداخل دون أن يسمح له دراكوس بهذا....وهو يقول ببرود:هناك أمرا هام أريد التحدث معك بشأنه....


نظر دراكوس بسخريه ل ساب قائلا:وما هو الأمر الهام الذى قد يجمع بيننا....نظر له ساب بإستهانه قائلا ببرائه:لا أظن أنه يوجد سوى أمرا واحد وهو زواج أحدنا من اميرتى البريئه...


بعد انتهاء ساب من حديثه ظهر التوحش على ملامح وجهه دراكوس الذى اقترب منه ممسكا بثيابه قائلا: اظن أن اللكمه الأوله قد لاقت استحسانك لهذا تريد اعاده تجربتها من جديد أليس كذلك؟!... 


لم تتبدل ملامح وجه ساب الذى نظر له ببرود قائلا: بل أنا من اظن أنك قد اصبت بفقدان جزئى لعقلك لظنك أنك تستطيع فعلها معى مرة اخرى...ابتعد حتى لا اجعلك تندم أيها العجوز....نظر له دراكوس بغضب وهو يبعد يده عن ساب بعنف....


وهو يقول بغضب:اخرج من هنا قبل أن أقوم بقتلك أيها الصغير....ارتفع فم ساب بإبتسامه ساخره وهو يقول:إذا أنت ترفض أن أساعدك فى الفوز بقلب أميرتى البريئه...حسنا أنت هو الخاسر...وكاد يتحرك ليرحل....


إلا أن دراكوس أوقفه وهو يقول بدهشه:ماذا قلت؟!.. تنهد ساب قائلا بسخريه:لم أكن اعلم أن ذكائك محدود لهذا الحد....حتى لا تعلم ان الملك قد قصد فعل ذلك أمام الجميع حتى تخبر الأميرة بحبك الخفى....


نظر دراكوس ل ساب بتفكير فتيقن أن ساب محق فيما قال....فقال بتسأل:لازالت لا افهم لماذا تريد مساعدتى رغم انك الأخر تريد الزواج منها؟!...

تحرك ساب إلى أن جلس على أحد المقاعد وهو 

يخبر دراكوس قائلا:هذا لا يهم...فأنا هنا الأن حتى أقوم بإصلاح العلاقه بينكما...الأن ستخبرنى هل تعلم لماذا تخشى منك الأميرة ميلسيا؟!....


نفى دراكوس براسه وهو يجيب بسأم:لو كنت أعلم لحاولت اصلاح الأمر....إلا أنها واللعنه لا تعطينى فرصه للتحدث معها بأى شئ....


اومأ له ساب متفهما وهو يقول:أنا اعلم سبب خوفها منك...نظر له دراكوس بشك فأكمل ساب قائلا:أتتذكر ذلك الحيوان الذى قمت بالدخول لقفصه...وقمت بضربه إلى أن مات بسبب ضربك له....


نظر دراكوس ل ساب بتركيز وهو يستمع لحديثه وعيناه تتسع صدمه...حتى انتهى ساب من حديثه فقال دراكوس بلهفه مبررا:اقسم أن الأمر ليس كما ظنت...اللعنه على هذا الحظ العسر.... 


ابتسم ساب قائلا بهدوء:انا أيضا اخبرتها بهذا...إلا 

أنها مازالت متيقنه بأنك بربرى ذو دما بارد....ظهرت ابتسامه على وجه دراكوس ذادته وسامه...هذا لأنها ابتسامه حقيقيه حين استمع إلى اللقلب الذى لقبه ساب به.... 


وهو ينظر ل ساب قائلا:هى من أخبرتك بهذا؟!...أومأ له ساب قائلا بهدوء:أظن أنك الأن ادركت السبب الحقيقى وراء هلعها منك...لهذا من الافضل ان تبدا بإيضاح الأمر لها...وأنا متأكد أنها قد توافق على اتمام الزواج بك يوما ما... 


انهى ساب حديثه وتحرك خارجا من الغرفه إلا ان حديث دراكوس أوقفه قائلا:ألا تريد معرفه الحقيقه وراء قتلى له؟!....استدار له ساب نصف استداره وهو يقول مبتسما:لا أظن الامر يعنينى...إلا أننى قد اود الاستماع لها يوما ما....وداعا....وتحرك خارجا من الغرفه....


تاركا خلفه دراكوس الذى تيقن الأن...أن ابن شقيقه محق بالاهتمام بهذا الفتى....فهو يشبه اللغز الذى يجذبك له لتحاول حله....


                         ❈-❈-❈ 


كان جالسا بغرفته يفكر فيما يجب عليه فعله....حتى يثبت ل صديقه أنه أخطأ فى ظنه تجاه ساب....كما أنه لا يستطيع اخبار ساب بالأمر حتى لا يتوتر أمام إستيفان وينكشف أمره....لهذا يجب أن يعمل وحده دون أن يخبر أحد بشئ..


هو يعلم أنه سيقوم باستغلال ثقه إستيفان ولكنه مضطر لهذا حتى لا تسوء الأوضاع....كما أنه على 

علم أن إستيفان لن يبحث خلفه...اذا أتى له بالدليل القاطع على أن ساب ليس من كان معه بالغرفه...



ولكنه يحتاج فقط لشئ يقينى لا يحتمل الشك حتى يخرس افكار صديقه...امتلاء عقل ألفين بالكثير حتى شعر برأسه سينفجر من كثرة تفكيره....


لهذا قرر الأنتهاء من الترتيب لحفل اليوم ثم سيفكر بحل لهذه المعضله....انتهى ألفين من تبديل ثيابه وخرج من غرفته متجها لقاعه القصر ليرى سير الأعمال....


وبعد مرور بعض الوقت قرر الخروج لحديقه القصر الخلفيه ليستنشق بعض الهواء النقى....لعل عقله المنشغل بكثرة التفكير يهدأ قليلا... 


خلال ذلك كانت الفتيات انتهين من تبديل ثيابهن ألى أخرى نظيفه...قد اتى بها الحارس من منزلهم حين قام بتوصيل والدتهن للمنزل...والأن هن يجلسن معا بالحديقه مع كيت وليو ويعملون على لصق بعض الزينه....التى قام ليو بجلبها ليقوموا بتعليقها بالحديقه... 


كانت اصوات ضحكاتهم مرتفعه تدل على مدى سعادتهم بما يقومون به...كما أن ألفين قد قابل  ديفيد الذى سأله عن وجهته...وعندما أدرك أنه 

ذاهب لحديقه القصر الخلفيه لإستنشاق بعض 

الهواء قرر الذهاب معه....وهم فى طريقهم لاحظو تجمع الفتيات وليو وهم يعملون على لصق الزينه... 



فإقتربوا منهم لإلقاء التحيه...وألفين ينظر ل جوليا التى تعمل بتركيز كبير وابتسامه كبيره...مما جعل ملامح وجهها يبدو له طفوليه وانوثيه للغايه....كما 

أنه ابتسم حين تذكر لقائهم أمس وكيف كان وجهها مائل للإحمرار من قربه....


وصل هو وديفيد أمام الجالسين أرضا على شكل دائرى ويعملون بمرح...وكان ديفيد أول من تحدث قائلا بمرح:هل تحتاجون للمساعدة يا رفاق؟!... 



نظر له الجميع مبتسمين وكادت كيت تجيبه إلا      أن ليلى سبقتها بالرد قائله بحده:لا دخل لك بعملنا فالترحل من هنا...نظر لها ديفيد بهدوء وهو يجيبها بسخريه:وما دخلك أنتى أيتها القزمه ذات اللسان اللسليط؟!...فأنا أتحدث لأصدقائى...كما انك منذ يومين فقط كنتى ترتمين بأحضانى باكيه وشاكيه 

الحارس الذى قام بدفعك ألم افعل؟!...



وقفت ليلى وهى تقترب منه قائله بحده:لقد كنت مضطره حينها...وإن كنت انا قزمه وذات لسان سليط...فأنت رجل كاذب تخلف الوعد وغير صادق....كما أننى أكرهك وبشده...أنهت حديثها ثم قامت بركل قدمه...فتألم ديفيد بعض الشئ وهو يتذكر وعده لها أنه سيأتى ليأخذها من منزلها لزياره كيت والاطمئنان على زهورها....إلا أن احداث القصر المتلاحقه أنسته الامر...وجعلته يخالف وعده ونسى الذهاب لها كما اتفقا بأخر لقاء بينهما...



أغمض ديفيد عيناه بندم حين تذكر  وعده الذى لم يفى به...فتقدم منها يحاول طلب استرضائها وطلب  مسامحتها....إلا أنها ابتعد عنه هاربه حتى لا يستطيع الامساك بها وهو يركض خلفها ويقول بأسف:أقسم أننى نسيت أعتذر منك ياصغيره...فالتتوقفى حتى اشرح لك الأمر....



كانت ليلى تركض وهو يركض خلفها...إلى أن قررت الاحتماء ب ألفين حين أوشك ديفيد على الامساك بها....وحتى يمنع ديفيد من الاقتراب منها لأنها  غاضبه منه بشده...فوقفت أمام ألفين وهى تحاول التقاط أنفاسها المتلاحقه بسبب ركضها...وامرته  قائله بلهفه وهى ترفه له يدها:قم بحملى...




وافق ألفين على طلبهاوحملها وهو يبتسم على مشاغبتها....فقامت ليلى بإحتضانه ودفن وجهها برقبته...حتى لا تسمح ل ديفيد برؤية وجهها...

والذى وقف أمام ألفين يحاول التقاط انفاسه هو الأخر....يعتذر منها كثيرا إلا أنها لم تجيبه او ترفع رأسها لتنظر له... 




كان الجميع يضحكون على ما تفعله ليلى ب ديفيد... إلى أن حضر أحد الحرس يخبر ديفيد أنهم يحتاجون إليه بالداخل....فإنصاع له ديفيد متنهدا بحزن وذهب معه ليرى ما الأمر....



وبعد ان ذهب ديفيد اقترب ألفين بوجهه من أذن ليلى قائلا بخفوت:لقد رحل...إلا أنه اثناء اقترابه منها إلتقطت انفه رائحه عطره لملابس ليلى....وكانت ليلى قد ابعدت وجهها عن عنقه...وهى تسأله بهمس وهى تتفقد المكان من حولهم:هل رحل؟!....



أومأ لها ألفين مبتسما بشرود وهو يتركها كما طلبت وظل هو واقفا لا يحرك ساكنا...وعقله يصيح بسعاده من تلك الفكرة التى داهمته...وكاد يتحرك مبتعدا لتنفيذها إلا أنه توقف ناظرا للجميع وخاصه جوليا... قائلا بتأدب:هل من الممكن أن تأتى معى سيدة جوليا لمساعدتى بإختيار بعض الملابس...التى سأردتيها غدا بالاحتفال فقد لاحظت ذوقك الرفيع بإنتقاء ثيابك؟!..



نظر الجميع توجهه ل جوليا التى توقفت عن العمل وشحب وجهها كالموتى...وهى تنظر له بخوف وتوتر قائله بصوتا خرج مرتعشا وهى تشير لذاتها:أنا...



كاد يبتسم ألفين على الحاله التى تلبستها حين طلب منها الذهاب معه.....إلا أنه تماسك وهو يؤمى لها بهدوء وثبات قائلا بتأكد:أجل سيدتى..إن لم يكن لديك مانع بالتأكيد... 



ابتلعت جوليا ما بجوفها رعبا وكادت ترفض طلبه...

إلا أن أليس هى من أسرعت تجيبه قائله بإبتسامه متسعه:بالطبع سيدى ليس لديها مانع....وقامت بتشجيع جوليا على الذهاب مكمله:هيا جوليا فالتذهبى مع السيد ألفين لمساعدته.... 




كانت نظرت جوليا لها تحمل حقدا كبير...فهى لم تعد تستطيع الرفض الأن....لهذا وقفت ببطئ تتبع ألفين الذى بدأ يسير نحو القصر...وخلفه تسير جوليا ببطئ تفكر كيف ستفر هاربه منه؟!...




                          ❈-❈-❈



وصل ألفين أمام غرفته التى قام بفتح بابها ونظر ل جوليا طالبا منها الدخول أولا....والتى كانت حالتها يرثى لها وهى تقوم بتدليك يدها بتوتر شديد قائله برهبه:انا لن أدلف للداخل معك...اخبرنى هنا ما الذى تريده منى....



اتسعت ابتسامه ألفين الماكره وهو يقول لها بمشاكسه:لقد أخبرتك بالفعل وأمام الجميع أننى 

أريد مساعدتك بإختيار ثيابى للإحتفال غدا...ردت عليه جوليا بحده متوتره:أنت كاذب...كيف سأختار لك ثيابك وأنت لا ترتدى سوى الأسود والرمادى...

لهذا أخبرنى ماذا تريد منى؟!...



كانت ابتسامه ألفين قد اتسعت وهو يقترب منها بهدوء حتى لا يصيبابها بالفزع...فهى تنتفض خائفه منه بدون شئ:هل تقومين بملاحظة ما أردتيه جميلتى؟!... 



هنا أدركت جوليا فداحة خطأها لهذا قررت الانتهاء سريعا من الأمر...حتى تتخلص منه وتعود لتجلس  مع الجميع قائله بحزم زائف:اخبرنى أين هى ثيابك حتى ننتهى من هذا الأمر؟!...



ابتسم الفين وهو يتنحى جانبا حتى يسمح لها بالمرور قائلا وهو ينحنى لها بدرامه:أنها بالداخل اميرتى....نظرت له جوليا بحقد وهى تسرع من خطواتها لتدخل الغرفه...لتختارى اول شئ 

سيقابلها لتبتعد عن هذا الوسيم الوقح....الذى 

يشعل قلبها وروحها بنظراته وحديثه....




بعد دخول جوليا دخل ألفين واغلق الباب خلفه... وأمامه جوليا التى تنظر حولها تبحث عن الثياب التى ستنتقى منها أحدهم...إلا انها لم تجد شئ مما جعلها تتأكد من كذبه....وتنفعل وهى تستدير له قائله: ألم أخبرك أنك كاذب محتال....إلا انها انتفضت حين وجدته خلفها تماما وكادت تسقط....



إلا أنه امسك بها قائلا بحنان حتى يهدأ من رعبها وارتجاف جسدها الملحوظ:لا تخافى صغيرتى فأنا 

لن أصيبك بأذى...كما أننى بالفعل لم اطلب مرافقتك من اجل انتقاء الثياب المناسب لحفل غد...فكما قلتى أنا لا أرتدى سوى الاسود والرمادى لهذا لن أجد صعوبه بإنتقاء ثيابى... 



تأكيده لحديثها جعلها تحمر خجلا...إلا أنه امسك يدها بطلف وسار بها إلى أن أجلسها على احد المقاعد بغرفته وجلس أمامها....وهو ينظر لها بحنان وجديه بأن واحد قائلا:ما سأخبرك به الأن أريده أن يظل بيننا ولا يعلم أحد به حتى شقيقاتك....هل تعدنى بهذا؟!...



نظرت له جوليا بتعجب بالبدايه إلا أنها اومأت له برأسها قائله بخفوت وقد بدأت تهدأ:أعدك...فابتسم ألفين لها بحب ثم قال بهدوء وهو ينظر لعينها:أنا اعلم حقيقة ساب....نظرت له جوليا بتشوش قائله: ماذا تقصد؟!..



أجابها ألفين بذات الهدوء:أعلم أنها فتاة...هنا صدرت شهقه قويه من جوف جوليا التى نظرت لها بصدمه وقد عاد جسدها ليرتجف من جديد...مما جعل ألفين يقترب منها وهو يمسك بيدها قائلا بحنان:لا تخافى صغيرتى فهى من أخبرتنى بهذا...لهذا لا تقلقى...




نظرت له جوليا بصدمه وشك غير مصدقه ما يقول مما جعله يبتسم موضحا لها الامر:هى من طلبت منى اسعافها اثناء الحرب ولم تطلبها من احد غيرى...

لانها تأمن على سرها معى....



نظرت جوليا له بعيون دامعه مبتسمه بسعاده...ثم اقتربت منه محتضنه إياه قائله بإمتنان حقيقى: شكرا لك...


تفاجئ ألفين من رد فعلها كما اتسعت ابتسامته وهو يضمها لقلبه ينعم بدفئ جسدها..الذى ارتمى بأحضانه 

مسالما...إلا أنه لم يدم كثير حيث ابتعدت عنه جوليا بخجل وهى تتهرب منه بعينها قائله بأسف:أعتذر لم اقصد ذلك...



اجابها ألفين بعشق:وانا أيضا اعتذر لأننى أحببت هذا ثم تنهد مبتعدا عنها حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه....متنحنا وهو يعود لجديته قائلا:الأن نأتى للجزء الأصعب...



رفعت جوليا عيناها له بتسأل فاكمل ألفين بثبات: الملك بدأ يشك ب ساب....صدرت شهقه جوليا للمرة الثانيه وهى تنظر ل ألفين منتظر منه اكمال حديثه... والذى لم يبخل مكملا:هل تتذكرين اليوم الذى ظل الملك به بمنزلكم؟!...اومأت له جوليا فاكمل ألفين:لقد تكفل ساب بالإعتناء به وقتها...لهذا اظن أنه قام بنزع درعه حتى يسهل عليه التحرك...كما أنه من المحتمل نزعه مطمئن من أن الملك لن ينتبه لهذا بسبب مرضه...ألا ان الملك تذكر أشياء مما حدث أمس... وأهمها رائحه ساب....



توترت جوليا قائله:إذا ماذا سنفعل؟!..هل سنخبر ساب بالأمر؟!....رفض ألفين اقتراحها قائلا بتوضيح:إذا فعلنا هذا ستتوتر الأجواء...وقد يزداد شك الملك وهذا ما لا نريده....



فتسائلت جوليا بضياع:إذا ما الذى سنفعله؟!...

ابتسم ألفين قائلا:لقد وجدت حلا لهذا ولكن أريد منكى مساعدتى دون أن يعلم أحد بالأمر...أومأت 

له جوليا وهى تقول:حسنا موافقه...ما الذى تريدنى أن اقوم به؟!...



قال ألفين بثبات:أريد منكى أن تأتى بقطعه من ملابس أليس وملابسكى وملابس ساب التى تحمل رائحتكم....ولكن أريد منكى تميز كل واحده منهم لتخبرينى صاحبتها...كما لا أريد ثياب ساب الرجوليه بس تلك الاخرى التى ترتديها النساء....ولكن تحمل رائحته.....كما أريدك ان تأتى بعطره الذى يضع منه... وأنا سأنتظرك هنا....هل تستطيعى فعل ذلك؟!...



أومأت له جوليا بتوتر قائله:اجل أستطيع فعلها... سأعود سريعا....ووقفت متحركه لتخرج من الغرفه... إلا أن ألفين أمسك بيدها يوقفها قائلا بحذر:لا اريد 

أن يظهر علي ملامح وجهكى أى توتر حتى لا تلفتى الأنظار لكى...كما أريدك ألا تظهرى الملابس لأحد وأنتى تحملينها....



أومأت له جوليا وهى تخرج من غرفته بثبات تحسد عليه.....متجهه لغرفة شقيقها بخطوات ثابته بخلاف الرعب الذى يدق قلبها...وألفين الجالس بغرفته يتمنى نجاح خطته...



وصلت جوليا لغرفه ساب فوجدتها فارغه فتنفست براحه لعدم وجود أحد بها...وبدأت بالبحث عن عطر ساب....واحد ملابسه النسائيه والتى تكون قطعه واحده تعرفها جيدا...دائما ما كان ساب يحب إرتدائها تحت ثيابه لنعومتها....



وبعد القليل من البحث وجدتها مما جعل ابتسامتها تتسع وهى تقفز حماسا لنجاحها....إلا أنها هدأت وهى ترفع ثيابها لتضع قطعه الثياب أسفل ملابسه....

وقنينه العطر تخبئها بأكمام ثيابها....ثم خرجت بهدوء من الغرفه بعد أن أعادت كل شئ لموضعه....



ثم سارت بتجاه الغرفه التى اشتركت بها هى وشقيقتها لتبديل ثيابهن....ثم قامت بإستخراج قطعتين من الثياب متقاربه مع ثياب ساب التى قامت بسرقتها.....ثم قامت بتخبئتهم أسفل ملابسها كما فعلت بملابس ساب...ونظرت لذاتها بالمرأه لترتب ثيابها ثم تنفست بعمق وخرجت من الغرفه....متجهه لغرفه ألفين الذى ينتظرها....



وصلت جوليا لغرفه الفين ودلفت دون طرق للباب وقامت بإغلاقه خلفها....وهى تتنفس بقوة مما جعل ألفين ينظر لها بحب على برائه صغيرته....التى تشعرك انها كانت تقوم بمهمه مستحيله....وليست مجرد جلب بعض الملابس....إلا انه لم يتحدث وتركها حتى تهدأ...



وبالفعل هدأت أنفاس جوليا التى استدارت ل ألفين وقالت بثبات:قم بالاستدار....اذعن لها ألفين واستدار دون مشاكستها فهذا ليس الوقت المناسب لهذا.... واستدار بعدما طلبت منه جوليا النظر لها....وهى تقترب منه معطية لها الملابس قائله وهى تشير 

لكل قطعه بإسم صاحبتها....




تعجب ألفين من تقارب الملابس وتشابهها لحد كبير...وقد لاحظت جوليا هذا فقالت مشبعه فضوله: هذا ثيابها النسائى الوحيد والذى دائما ما تردتيه....

لأنه يشعرها بالراحه كما تقول....



اومأ لها الفين متفهما وطلب منها قنينه العطر...وطلب من جوليا وضع البعض منه على ثيابها..والتى أطاعته ثم قام ألفين بإشتمام رائحه ثياب ساب....ثم اقترب من جوليا واشتم رائحتها فوجدها تشبه رائحه ثياب ساب....



فإبتسم وهو يقول:الأن اصبحت رائحتك تشبه رائحه ثياب ساب...لما لا تضعين عطرا كما تفعل النساء... توترت جوليا من من سؤاله وأجابته قائله:لان ساب دايما ما يخبرنا أن رائحه أجسادنا جيده...وأنه يضع عطرا مضطرا بسبب عمله الذى قد يسبب رائحه سيئه لجسده....خاصه انه دائما ما يكون مردتى 

درعه....



أومأ لها ألفين قائلا:حسنا جميلتى...تستطعى الذهاب الأن....اومأت له جوليا موافقه...إلا أنها نظرت له بتسأل قائله:ولكنك لم تخبرنى ماذا ستفعل بهذه الملابس؟!...فمن المؤكد أن ساب سيبحث عن هذا... وأشارت لقطعة ثياب ساب....



نظر لها ألفين بهدوء قائلا:سأعطى هذه الثياب للملك ليكتشف وحده من هى الفتاة التى تواجدت معه بالغرفه أثناء مرضه....اومأت له جوليا متفهمه بتوتر ثم انصرفت بهدوء.... 



وبعد القليل من الوقت خرج ألفين من غرفته متجها لغرفه الملك....لتنفيذ خطته متمنيا أن تنطلى عليه الخدعه...وإلا انه سيكون بعداد الموتى...   




#يتبع