الفصل السادس والستون - مملكة الذئاب black
الفصل السادس والستون
وصلت فكتوريا للقصر الملكى ودخلت بسهوله فقد أصبح وجهها مألوف لدى الحرس...ثم سارت بإتجاه غرفه الأميره ميلسيا للتحدث معها...وحين طرقت الباب وجدتها بالداخل تأذن لها بالدخول....
دخلت فكتوريا وجلست معها وبعد الاطمئنان على حال بعضهم البعض...بدأت فكتوريا تخبرها كل شئ عن طفولتها ووالدها وشقيقتها....وكيف التقت ب جورج وكيف كانت حياتهم معا؟!...
وميلسيا تستمع لها ويختلف شعورها مع اختلاف حديث فكتوريا....فمرة تشعر بالحزن....ومرة تشعر بالشفقه...وأخرى بالغضب...كل هذا وهى تسمع دون أن تقوم بمقاطعة فكتوريا وتركتها تخرج ما بقلبها... لأنها رأت كم هى متألم؟!...
وبعد إنتهاء فكتوريا من اخبار ميلسيا بما حدث... نظرت لها بألم وقالت:إلا أن الأمر لم ينتهى هنا.... نظرت ميلسيا لها بحاجبين معقودين وهى تسألها قائله: لما؟!..ماذا الذى حدث؟!...
ابتسمت فكتوريا بتحسر قائله:لقد عادت سابين من جديد...وبدأت تخبرها عن لقائهم الاول...والثانى الذى كان منذ قليل...
وبعد انتهاء فكتوريا من حديثها وقعت الغرفه بصمت كئيب....حتى قالت ميلسيا بحزن:لما هى هكذا؟!..كيف تحمل كل هذا الحقد بقلبها تجاهك وانتى شقيقتها؟!..
ابتسمت فكتوريا بألم وهى تجيبها بشرود:ماذا تريدين من فتاة كانت والدتها تخبرها كل يوم أن والدها يحب شقيقتها أكثر منها؟!....من المؤكد ستشعر بالكره والحقد تجاها....
أومأت لها ميلسيا متفهمه ما تقول ثم قالت بتفكير: يجب أن نوقفها ولن يحدث ذلك بمواجهتها...لأننى أظن أن من يملك صفاتها هذه لا يتجه لمثل هذه الأفعال إلا حينما تكون قد خسرت كل شئ....لهذا تريد تدمير كل ما يحيطها...
اومأت لها فكتوريا متفقه معها وهى تقول بقلق:إذا ماذا سنفعل؟!...أجابتها ميلسيا بثبات:ستخبرين سابين بالحقيقه...
وقفت فكتوريا فزعه وهى تقول بصدمه:ماذا؟!... نظرت لها ميلسيا بتأكد قائله:اجل هذا هو الحل الأفضل المواجهه....وأنتى أفضل من يعلم عواقب الصمت والاختباء....
نظرت لها فكتوريا بتفكير وهى تعلم صدق حديثها فغير أن هذا هو حق صغيرتها..هى أيضا قررت التغير من اجل فتياتها وستفعل ما يلزم لحمايتها...
لهذا نظرت ل ميلسيا قائله بثبات ظاهرى رغم خوفها: حسنا سأخبرها بالأمر....ولكن لن أذهب إليها بمفردى هل تأتين معى؟!...وافقت ميلسيا على طلبها...وذهبت كلاهما تجاه غرفه سابين يبحثون عنها....
❈-❈-❈
كانت سابين تحاول بث الهدوء لقلبها وعدم التفكير بوجه سيلا المتورم.....وظلت تقنع ذاتها أن ليو قام بعمل جيد...فوجه الفتى لا يوجد به مكان سليم...
خلال ذلك كان جرومز يقفز على جسدها ويلاعبها بشقاوة وهو يتمسح بها.....وهى تربت على فرأه وتبتسم له وتقبله....فيقوم هو بغرز راسه برقبتها يزمجر براحه وسعاده...كما ان جسده أصبح مناسب....وإزداد وزنه بسبب اهتمام سابين به...
خلال ذلك كانت ميلسيا وفكتوريا واقفتين أمام باب غرفتها....وفكتوريا تخبرها انها تخشى ما ستفعله سابين حين تعلم بالحقيقه...إلا ان ميلسيا لم تعطيها فرصه وقامت بطرق الباب....ودخلت هى وفكتوريا بعد أن سمعا سابين تأذن لهم بالدخول...
نظرت سابين لكلتاهما بتعجب إلا أنها جلست على فراشها بإستقامه...وهى تقول بترحاب:لما تقفان اجلسوا....نظرت فكتوريا ل ميلسيا بتوتر فأومأت لها ميلسيا تبث الأمان لقلبها...ولم يخفى هذا على سابين التى نظرت لهما بشك إلا انها لم تتحدث...
جلست كلا من فكتوريا وميلسيا كل واحده على احد جانبى الفراش...نظرت ميلسيا ل فكتوريا فوجدتها لا تعلم كيف تبدأ حديثها...لهذا تكفلت بالبدأ وهى تقول بحنان:صغيرتى هناك أمر تود والدتك إخبارك به...
ولكن أنا أريد منكى أن تستمعى لها حتى تنتهى حسنا....
نظرت لها سابين بقلق وهى تقول بصوتا خرج متعحبا:حسنا...ونظرت لوالدتها التى بدأت حديثها قائله بندم:ما سأخبرك به الأن اعلم أنك لن تتقبيله بسهوله...كما ستكرهيننى بسببه...إلا أنه حقك لهذا ارجو منك مسامحتى سابيتى....
ادركت سابين أن القادم سيحطمها...وكادت توقفها لأنها لم تعد كالماضى لم تعد تستطيع الثبات وتقبل كل ما يقال لها...إلا أنها لم تستطع نطقها وهى تنظر لوالدتها بعيون قلقه ترجوها بالصمت....
ابتلعت فكتوريا ما بجوفها وبدأت تخبر سابين كل شئ....كل شئ كان السبب بدمارها وتحطيمها...ولم تكن سابين تتصور أن ما فعله والدها سببه هذا...
لقد كانت دائما تتسأل عن الذنب الذى اقترفته حتى يفعل بها والدها ما فعله...كانت تنظر لوالدتها بزهول وعيون دامعه..وللمرة الاولى لا تشعر بالألم حين رأت دموع والدتها....او حتى بالشفقه لنظراتها النادمه...
لقد امتلأ قلبها بالخيبات ولم يعد به مكان لشئ أخر....كانت تستمع وعينيها تأبى تحرير دموعها
وكأنها أكتفت من كثرة البكاء...اكتفت من كثرة ما لاقته من ظلم على ايدى أحب الناس ل قلبها...
اكتفت من تكفير ذنب ليست أثمه به....
وبعد إنتهاء فكتوريا من قص الحقيقه...انتهت معها أخر حبل للإنسانيه بقلب سابين...التى قالت بهدوء ونظرات لائمه:لما؟!..لما حطمتى قلبه كما فعل والده وشقيقتك؟!...الأن قد أدركت لما قام ببيعى...ليس فقط لأن أسمى مشابه لأسمها...بل لأننى كنت جزء من المرأة التى قتلته بحبها...ولكننى أتسائل ما الذى اقترفته حتى يتم معاقبتى بمثل هذا العقاب؟!....لما دائما ما تبرعون بقتلى ثم تأتون معتذرين؟!...لما ارى ندما بعينيكى الأن سيده فكتوريا؟!...فأنا لم أكن شئ ذو قيمه لكى بالماضى حتى تشعرين بالاسف على فقدانه الأن....
كان بكاء فكتوريا وشهقاتها يعلو وهى تنفى ل سابين برأسها ما تسمعه....وهى تنظر لها برجاء وندم وألم إلا أن سابين لم ترأف بحالها هذه المره...بل هى من تحتاج أن يرأف احدهم بها...وبدون سابق إنذار أتى هو بعقلها...وهو يحاورها بهدوء....وهو يحتويها بنظراته....او حين يسمح لها بالغضب واخراج
مكنون قلبها دون أن يوقفها....حينها صمتت تبتلع ألمها ومرارته....
حين لاحظت ميلسيا الحالة التى اصبحت عليها سابين...فقالت بعيون باكيه:يكفى صغيرتى لق...
لم تستطع اكمال حديثها بسبب صراخ سابين التى وقفت مبتعده عن فراشها....وهى تقول بألم وحزن على قلبها الدامى:كفى...كيف؟!...كيف أكتفى وقد كانت والدتى من تسببت بقتلى وأنا على قيد الحياة؟!...اتعلمى هو اخطأ حين قام ببيعى...إلا
أن خطأها وأثمها أكبر حين صمتت على بيعه لى...
حين أخفت عنه الحقيقه رغم صدقه معها....حين قبلت بهتك كرامتها وكبريائها أمامه من أجل حبها المريض له....
ثم نظرت لفكتوريا قائله بصدمه:لقد سمحتى له بقتلنا من أجل حبك اللعين له...التزمتى الصمت حتى تكفرى عن خطأك بحقه...واللعنه مازلت أتذكر ضربه العنيف لكى....وكيف كانت الفتيات يصرخن باكيات خوفا من أن يلحق بهم الأذى؟!...وأنا...ثم صمتت تشير لذاتها وهى تكمل....وأنا ألم تشعرى بخوفى وألمى؟!.
ألم تشعرى بكم عانت حين عدت لكى فتى حليق الرأس مليئ بالجروح؟!....حتى أنك لم تسألين ما الذى أصابنى؟!...أقسم أننى قد أنتظرتك أعوام واعوام لعلكى تعطفين على بسؤالا واحد عما
حدث لى بذالك القصر اللعين....إلا أنكى لم تفعلى حتى اعتدت على الصمت والجمود....لقد قمتى بقتل روحى وقلبى الذى واللعنه نبض لأحدهم...نبض رغم حطامه نبض وأنا لم أكن أعلم بحبه....لقد أصبحت مسخا لا يعلم بما يشعر....أترين أين أصبحت؟!...
أتعلم أنا أشفق علي كلاكما...فكلاكما كالمرض لا يستحق أن يعيش بين الاصحاء...
ثم قامت بالإستداره لتضع ثيابها بحقيبتها لترحل... فهى لم يعد لديها القدره على الاستماع لأحد...وكادت ميلسيا تقترب منها لتحاول تهدأتها....إلا أن جرومز أتخذ أول رد فعل دفاعى بحياته لحماية صديقته... وهو يقف أمام ميلسيا يكشر عن أنيابه بزمجره... يهددها بنظراته ألا تقترب لأنها لو فعلت سيقوم هو بقتلها....لهذا توقفت ميلسيا محلها لا تستطيع الإقتراب خوفا من جرومز....
انتهت سابين من حزم أمتعتها وقامت بحمل جرومز وخرجت خارج الغرفه تغلق الباب خلفها بعنف....وهى لا تعلم لما يحدث معها كل هذا....ما ذلك الذنب الذى اقترفته حتى تتراكم عليها الألم والاحزان هكذا؟!... اقتربت من فراسها وإمتطته راحله من القصر والعاصمه بأكملها.....متجهه للمقاطعه حتى تنهى عملها الذى اتفقت عليه مع الملك...وحتى تبتعد عن الجميع لبعض الوقت....
مر نصف يوم وقد كان الليل حالكا والجميع قد عاد لمنازله...ولم يتبقى سوى المشردين الذين لا يملكون مأوى....وصلت سابين لمنزل دوغلاس ودخلته مغلقا الباب خلفها....ووضعت الحليب لجرومز الذى قامت بشرائه قبل قليل.... ثم صعدت لغرفتها ونزعت ثيابها واتجهت للمرحاض لتتحمم....
كان عقلها يؤلمها من كثرة التفكير...وهى تقوم
بسكب المياه على جسدها بشرود....ولكنها فزعت حين وجدت جرومز يهرول نحوها بالمرحاض....
فنظرت للباب فأدركت أنها لم تغلق باب غرفتها او باب مرحاضها بسبب شرودها....
لهذا نظرت لجرومز وقالت بصرامه ليطيعها:إلى الخارج يا صغير....سأنتهى واخرج سريعا....إلا أنه زمجر برفض وهو يمسح فرائه بقدمها المبلله.... فنظرت له وقالت:هل تريد الاستحمام أنت الأخر ؟!..
فقفز جرومز بسعاده وقد فهم ما تقول...مما جعل ابتسامه باهته تنمو على شفتيها وهى تنخفض لتحمله....وتضع بعض من العطور والسوائل التى
قليلا ما تستخدمها على جسدها...وتضع منها على جسده ثم ثقوم بسكب المياه على كلاهما....وهى تضحك بعذوبه على ملامح وجه جرومز حين يسقط الماء عليه...
ظلوا هكذا قرابة الساعه حتى انتهوا من استحمامهم وقامت سابين بلف منشفه كبيره على جسدها.... والأخرى قامت بلف جرومز بها...وهى تضمه وتقبله وهى تحمد الإله على وجوده بحياتها حتى يخفف عنها....
انتهت من تجفيف جرومز وأمرته بالبقاء على فراشها حتى ترتدى ثيابها....وقامت بإخراج ثياب نظيفه لها وارتدها...ثم اقتربت من جرومز وقامت بإحتضانه كما يفعلون عند نومهم وهو يضع رأسه بين عنقها....
مر بعض الوقت وسابين تنظر للعيا بشرود وعيون دامعه...حتى قالت بخفوت:جرومز...فرفع جرومز رأسه سريعا ينظر لها فى الظلام.....فظهرت لمعه عيناه بوضوح لها وهو يقترب منها يمسح أنفه وجانب وجهه بخدها ويزمجر بحزن....
فأكملت سابين بخفوت اكبر...وهى تشعر بثقل على صدرها يمنعها من التنفس جيدا:أشعر بالاختناق.... وظلت تبكى بقوه وهى تحتضنه وتدفن وجهها بفراء صغيرها.....وهو يزمجر بحزن على حال صديقته...
مر الوقت وهى تبكى حتى سقطت سابين بالنوم.... او أنها قد فقدت الوعى...لا يهم أيهم حدث فكل ما كانت تريده هو النوم...وكم تمنت لو أن شمس غدا
لا تشرق عليها.....
❈-❈-❈
كانت حالة فكتوريا يرثى لها...فقد حدث ما كانت تخشاه وفقدت صغيرتها...بينما كانت ميلسيا تجلس جوارها تضمها وتربت على ظهرها...وهى تؤذرها ببعض الكلمات....
حتى ابتعدت فكتوريا عن أحضانها قائله بالم:لا أظن أنها ستسامحنى يوما....أنها تشبه أباها فهو لا يسامح من يجرح قلبه....
نفت ميلسيا ما تقوله فكتوريا قائله بهدوء:أنتى مخطأه فهى تحبك كثيرا...ولو لم تكن تحبك لما تألمت من فعلتك....كما أن ما فعلته كان متوقعا...
بل أنا ظننت أنها ستأمر ذئبها أن يقتلنى انا وأنتى..
الم ترين كيف كان ينظر لنا؟!..
ختمت ميلسيا حديثها بجديه وخوف جعلت فكتوريا تنظر لها وتضحك على برائتها رغم بكائها...فنظرت لها ميلسيا بإبتسامه مطمئنه قائله:لا تقلقى ما حدث أمر طبيعى...وحين تعود ستأتى لتتحدث معكى أنا متأكده من هذا...
شعرت فكتوريا بالراحه من حديث ميلسيا لهذا قامت بإحتضانها...وهى تقول بحب:شكرا لكى ميلسيا فلقد كنت أتمنى أن تكون لى شقيقه تحبنى واحبها.... شكرا لتواجدك....
ربتت ميلسيا على ظهرها قائله:وأنا ايضا تمنين بقاء شقيقتى معى....وها أنا قد التقيت بك....
ابتسمت فكتوريا لها وظلت كلتاهما يتحدثان معا ويفكران كيف سيقومون بإرضاء سابين؟!...وكيف ستوقف شقيقتها عند حدها وتمنعها من التطاول عليها ومنعها من الذهاب لمنزلها من جديد...
وبعدها عادت لمنزلها لتنتظر فتياتها يعدن من عند شقيقتهم...بينما جورج لم يقم بإيقاف البحث عن سابين حتى الأن...والتى لم يجدها هو او أحد
الرجال الذين كلفهم بالبحث عنها...
❈-❈-❈
كانت سابين تجلس بمخبأها التى تختبأ به من رجال جورج...فهى تعلم ببحثه عنه إلا أنها أذكى منه ومن رجاله الذين لم يستطيعوا الامساك بها....
وبعد أن نزعت ثيابها المتراكمه وظلت بثيابها المريحه...جلست على فراشها المتهالك وبيدها مذكرات جورج....التى قامت بفتحها وقرائتها
مرت ساعات وهى تقرأ ما بداخلها.....وعقلها لا
يصدق كل هذه المعلومات التى حصدتها...فهذه المذكرت بدأ جورج بكتابتها بعد زواجه من فكتوريا....وكم كانت صفحاتها الاولى تعبر عن
مدى سعادته حتى التقى بها....
مما جعل ابتسامتها تتسع إلا أنها اختفت وتحولت نظراتها لحاقده.....وهو يصفها بأبشع الصفات مما جعل حقدها تجاه يزداد....أكملت وهى مازالت لا تصدق أنه جعل اسم فتاته الأولى سابين...ولاحظت أن حديثه بدأ يكون منصب على هذه الفتاة فقط....
وكم تألم حين قام بأعطاها لهذا اللعين الذى كان يعرفه من أحد الحفلات التى كانت تأخذه هى لها... والذى اصر عليه ان يعمل معه حين علم بمقدار ثروته...ظلت سابين تفكر بهوبه هذا الشخص الذى قام جورج ببيع صغيره له....
حتى تذكرت ذلك العجوز الذى طلب منه أن يعمل معه وجورج رفض حينها....اتسعت ابتسامتها بشده فأحد العاملين بمنزل هذا الرجل كانت على صله قويه بهم...
اكملت سابين قرأتها وقد اصابها الزهول...حين أدركت أن سابين هذه لم تمت كما كانت تظن.....
بل عادت لمنزلها من جديد ولكن ك فتى وليس ك فتاة....وأن جورج هو من تسبب بهذا...
وكم شعرت سابين بسعاده لم تشعر بها من قبل... وظلت تصرخ بسعاده وهى تلقى بمذكرات جورج بعيدا عنها بعد أن أنتهت من قرأتها لساعات....
قد علمت من أين ستبدأ بتدمير فكتوريا وجورج معا لهذا قامت سابين بالاستعاد للنوم مبكرا....فغدا لديها يوما حافل سيبدأ بسفرها للمقاطعه للبحث بماضى شبيهتها.....لتعلم لما قررت أن تكون فتى وتخفى حقيقتها ك فتاة....
❈-❈-❈
اتى الصباح كسابقه على تلك النائمه باحضان ذئبها والتى استيقظت على صوته وهو يتحرك على جسدها لتستيقظ....وبالفعل فتحت سابين عينيها وهى تنظر له بعيون زابله ترغب بمزيد من النوم.....
إلا أنها ادركت أنها لن تستطيع العوده لإستكمال نومها من جديد...لهذا جلست وهى تحتضنه وتقبله وهى تقول بتوبيخ:لما لم تتركنى أنام لبعض الوقت؟!....فلم يمر على نومى سوى بضع ساعات قليله...
فنظر لها جرومز بجانبيه فتنهدت قائله:حسنا ساضع لك الطعام....فتركها جرومز يركض نحو الأسفل مما جعل ابتسامه زابله تظهر على شفتيها...وهى تهبط للأسفل وتضع له طعامه...حتى تستعد للذهاب إلى منزل مات حتى يساعدها بالاتيان ببعض المعادن التى رأتها لديه من قبل....
وضعت للصغير طعامه وعادت لغرفتها لتبديل ثيابها إلا أنها خلال فك قميصها عينيها سقطت على تلك الجروح المتفرقه على صدرها...وهى تنظر فى مرأتها فقامت بتمرير يدها عليهم....حتى شعرت أنها تحتاج لوضع جرح جديد...فلم تعيد التفكير مرتين...
وتقدمت تبحث عن اى أداه حاده وبعد بحثها وجدت أحد الشفرات التى خبأتها بعيدا عن عينى دوغلاس... أمسكتها بجمود وهى تنظر لذاتها وأنفاسها تعلو وعينيها تدمع...ثم قربت شفرتها لموضع قلبها الذى ينبض بقوة تحت إصبعها...وكادت تمرر الشفره عليه لتضع الجرح السادس...
إلا أنها تراجعت وقد تساقطت دموعها وهى تتمسك بالشفره بين يدها...وتغلق يدها عليها بقوة وهى تلكم المرأه بيدها وهى تصرخ بأقوى ما لديها...وهى تصرخ وتلكم المرأه بكلتا يديها حتى نزفت كلا يديها....
وهى تفكر بكم تمنت أن يعود والدها كما كان ينظر لها بحب....حتى أنها ظنت أنه بالفعل يكره الفتيات ويريد صبى كما كان يخبر والدتها...حتى صدقت الأمر أنه يكن الكره لهم لأنهن فتيات....الأن فقد علمت لما أصرت على أن تكون فتى؟!...لما أصبحت ساب؟!....فلم يكن خوفها وحده من جعلها تصبح فتى....فلقد أصبحت فتى حتى تكون له ما أرد...
لعله يعود ويمدها بحبه من جديد...لعله يعود ويبث الأمان لروحها التى تم اغتيالها...إلا أنه لم يعد يحبها...
لأنها لم تعد كما كانت...
حين أدركت هذا جلست أرضا جوار المرأه المحطمه وتبكى بقوة وتشهق...حتى أتى جرومز على صوت صراخها وهو يزمجر بشراسه ظنا منه أن أحد قد هاجمها...إلا أنه وجدها بمفردها...وكاد يقترب منها إلا انها منعته
وهى تعنفه قائله:لا تقترب... فظل ينظر لها بألم حتى إبتعدت هى عن شظايه المرأه المنتشره...هى تحاول أن تهدأ من شهقاتها حتى لا تفزع صغيرها...
ثم قالت بصوت خرج محطم وهى تمد يدها المليئه بالدماء له...تخبره أن يقترب فلم يفكر مرتان وأسرع نحوها يلقى بجسده فى أحضانها....وهى تبكى بقوة وهى تنظر ليدها التى جرحت من كلا الجانبين...حتى أن بعض الشظايا قد علقت بها....إلا أنها لم تعد تهتم فألم قلبها أكبر من ألم يدها....
وبعد مرور بعض الوقت وقفت وهى تأمر جرومز بالبقاء على الفراش وأن لا يتبعها....ثم دخلت للمرحاض تغسل يدها وتلقى بالشفره التى مازالت تحملها بيدها بعيدا...والتى شوهت باطن كفها بالكامل...كما كانت دمائها تتدفق ولا تكف عن الهبوط فقامت سابين بغسل يدها...
ثم خرجت تبحث عن شئ يوقف تدفق دمائها حتى وجدته...وبعدها قامت بلف يدها بقطع قماش قطعتها بصعوبه بالغه....ثم نظرت لجرومز بصرامه حين لاحظت وقوفه وأنه سيترك الفراش قائله:لا تتحرك حتى أعود لك...
وذهبت لتجلب شئ لتنظيف المكان من شظايه المرأه المنكسره...وبعد انتهائها نظرت لجرومز قائله بإرهاق: أظن اننا لن نخرج من المنزل اليوم...لهذا أعتذر منك صغيرى...وعادت لتجلس على فراشها ويسيطر عليها حاله من الإنكسار والألم...التى لا تستطيع إيقافها....
ظلوا هكذا لبعض الوقت جرومز جالس جوارها دون حراك فقط ينظر لها...حتى نظرت له سابين وسألته قائله:لما تنظر إلى بهذه الطريقه...ثم صمتت متنهده بإجهاد وهى تكمل:أشعر بالسوء لأننى اخفتك بسبب أفعالى المتهوره....لهذا ما رأيك أن اقوم بتعويضك ونخرج سويا؟!...
وقف جرومز يقترب منها يمسح بفكه على وجهها...
مما جعلها تبتسم له بحب وهى تقف لتنزع ملابسها وتردى درعها وتعود لتردى ثيابها من جديد...ثم قامت بحمل جرومز ولكن بعيدا عن يدها فهى تؤلمها الأن بشده....
وخرجت من المنزل وتركته يسير جوارها ظلوا يسيرون لبعض الوقت...وكل من يقابلهم ينظر لهم بتعجب فليس من الطبيعى رؤيه ذئب بالجوار....إلا ان سابين لم تهتم....حتى أنها تسابقت معه وفاز جرومز عليها....كما أمضوا يوم جيدا بالخارج وعادوا جائعين منهمكين....
قامت سابين بوضع الطعام له....وجلست جواره أرضا تحسى كوب من الحليب...وهى تقول له بهدوء:اظن أنه كان يوما جيدا...كما أن مذاق هذا الحليب جيد ألا تعقد ذلك...نظر لها جرومز بهدوء ثم عاد ليكمل طعامه...وبعد انتهائهم صعدوا لغرفتهم وسقطوا
بنوما عميق...
❈-❈-❈
أتى يوم جديد قرر ساب الذهاب ل مات حتى ينهى الأمر معه...وبالفعل أخذ جرومز معه وذهب لمنزله وجلس معه ليخبره بما يحتاج....كما يريد منه الذهاب إلى العاصمه حين يجد ما يريد من معدن...
فوافق مات على عرضه المغرى ويكفى أنه سيرسل معدن لقصر الملك...وحين قرر ساب الذهاب رفض مات كعادته واصر على بقائه معهم لتناول الطعام...
كما سأله عن جرح يده فأخبره ساب أنه جرح قديم منذ عده أيام بسبب العمل...فتمنى له مات الشفاء العاجل...
كما أن احد أبنائه قد أحب جرومز وظل كلاهما يلعبان سويا....لهذا وافق ساب على البقاء بعض الوقت من أجل جرومز.....وبعد انتهاء اليوم سمح مات بذهاب ساب...كما أرد إيصاله وفعل رغم رفض ساب للإمر...إلا أن مات رفض تركه وظلوا يتحدثون طوال الطريق عن المعادن....حتى وصلوا لمنزل دوغلاس وتركه مات عائدا لمنزله....بعد أن اطمئن على ساب...
صعد ساب وجرومز لغرفتهم ونام جرومز سريعا...
فقد مرح كثيرا اليوم...بينما ظلت سابين تربت على فروه بهدوء وعقلها ذهب للملك...وهى تتسأل هل هو مع أحد جواريه الأن؟!..ام انه عاد لخلوته من جديد وكم تمنت أن يعود وحيدا من جديد...ولم ينتهى الامر هنا بل اصبح قلبها يتعمق أكثر وهو يتسأل...
هل يسمح لهن بلمسه كما سمح لها؟!..أو ينظر لهن بهدوء وسكينه كما ينظر لها؟!....
ظل عقلها يفكر ويطرح الكثير من التسائلات....
وقلبها بتألم من الإجابه على هذا التسائلات...
لهذا أجبرت جفنيها على الانغلاق لعلها تجد بعض الراحه بنومها....
❈-❈-❈
كان الملك قد عاد لعادته القديمه فى اختيار جاريه كل يوم لينفس عن ذاته....فهو ظن أن ذلك الشعور اللعين الذى يشعر به تجاه ساب بسبب بعده عن جواريه...لهذا قرر أن يشبع رغبات جسده لعل تفكيره ب ساب يختفى....ورغم أن هذا لم يحدث إلا أنه قرر الإستمرار بالأمر حتى تختفى صورة هذا الفتى من رأسه وقلبه...فما يشعر به لا يجب أن يحدث فهذا تفكير يثير اشمئزازه حين يفكر بهذه الطريقه....
❈-❈-❈
كان هذا اليوم الثالث ل ساب بالمقاطعه...والذى من المفترض أن يكون قد عاد للقصر...إلا أنه قرر البقاء بضع أيام أخرى حتى يعود السكون لقلبه....كما أنه قرر الذهاب للسيده ليليان للإطمئنان عليها....لهذا تجهز ساب وجرومز وخرج كلاهما للطريق حتى وصل ساب لمنزلها...وقام بطرق باب منزلها منتظر فتحها للباب....
والذى تم فتحه بعد دقائق وحين رأت ليليان ساب ابتسمت بإتساع وهى تضمه بترحاب.....وتطلب منه أن يدخل ولم تلاحظ جرومز الواقف خلفه....وحين رأته صرخت بفزع وهى تشير نحوه بخوف قائله:من هذا؟!...
فنظر لها جرومز براس ملتوى...ثم نظر لساب وكأنه يسأله ما خطب هؤلاء النسوة اللاتى يصخرن كلما رأينه...ولقد فهم ساب نظرات صغيره وابتسم...إلا أنه نظر ل ليليان وقال بهدوء ليطمئنها:لا تخافى فهو لا يؤذى أحد....كما أنه ودود فإنخفض بجسده وقام بحمله رغم ألم يده....وهو يشير له مكملا:ولطيف...
فاومأت له ليليان ليدخل فدخل وهى مازالت تنظر ل جرومز بخوف....إلا أنها سمحت له بالدخول جلس ساب وجرومز يدفن رأسه بين عنقه....وهى تقول بترحاب:من المؤكد أنك لم تتناول طعامك كما أننى ام أتناوله....لهذا انتظر حتى اقوم بتجهيزه لنتناوله معا.... إلا أنها لاحظت يده فسألته عن سبب جرحه فأخبرها أنها بسبب عمله...فدعت له بالشفاء...
وذهبت لتحضر الطعام وساب يفكر بهل يخبرها ام لا؟!...حتى عادت وهى تحمل صحون الطعام وتضعها أمام كلاهما....فبدأ ساب يتناول طعامه الذى لم يتناوله منذ أيام...وكان يقتصر على تناول الحليب فقط....
بعد انتهائهم من تناول الطعام نظر ساب للسيدة ليليان قائلا:هناك قصه أريد اخبارك بها...هل تودين الاستماع لها؟!....نظرت له ليليان بهدوء وهى تقول: هل هى حزينه؟!...
نظر ساب لها بحزن وهو يقول:أجل...إلا أننى أظن أنه يجب عليكى الاستماع لها...فقالت ليليان بتوتر: لما؟!...
أجابها ساب بهدوء:لأن بها رساله مهمه من أجلك...
ازاد توتر ليليان وهى تقول:حسنا أنا استمع لك.....
بدأ ساب يقص عليها ما قام بقصه على ماثيو من قبل..وهو ينظر لعينيها التى بدأت تلمع بالدموع غير مصدقه ما يقول...
وبعد انتهائه قالت ليليان بألم:هو من أرسلك حتى تخبرنى بهذا...أليس كذلك؟!...نفى لها ساب برأسه وهو يقول:ما تقولينه غير صحيح....فما أخبرتك به كان قبل قدوم ماثيو من الخارج....فمن اين له أن يعلم بما حدث قبل قدومه....كما أننى قد رأيت ما أخبرتك به وأنا نائم بغرفة أبنائكم...حتى قبل أن أعلم بإسم ماثيو....ولكى أثبت لكى الأمر أكثر ألم تتسائلى كيف لى أن أتعرف عليكى وماثيو لا يحمل ما يدل عليكى؟!...وإن كان يحمل فهو لا يتحدث عنك او عن عما حدث بمنزلكم....
كان حديث ساب مقنع لهذا صمتت ليليان وهى تبكى بألم..مما جعل ساب يضع جرومز على مقعده ويجلس جوارها وهو يضمها له ويربت على ظهرها بحنان...
ظلوا هكذا لبعض الوقت حتى هدأت ليليان وهى تنظر ل ساب قائله بألم:هل حقا رأيت صغارى؟!...
اومأ ساب لها وهو يصف لها الصغار كما يتذكر...
وبدأت ليليان تتحدث عنهم وعما كانوا يحبون...
وكيف كان ماثيو يهتم بهم....
وظل ساب يستمع لها كثيرا وهى تتحدث وتخرج ما بقلبها....حتى توقفت ثم سألت ساب بقلق:هل ستخبر ماثيو بمكانى؟!...ابتسم ساب بود وهو يقول:كنت أخبرته حين رأيتك بالمره الأولى....
أومأت له ليليان بهدوء وهى تعود لتتحدث له حتى مر اليوم...وهو لا يمل من الاستماع لها فقد وجد بها أما صالحه احبت أولادها رغم أن لا ذنب لها بموتهم إلا انها مازالت تتذكر كل ما يخصهم....
كان الظلام قد حل منذ مده لا بأس بها...لهذا طلب ساب من ليليان أن يرحل إلا أنها رفضت...وأجبرته على المكوث معها هذه الليله...فأذعن لها وتناولوا طعام العشاء معا...ثم قاموا بترتيب الغرفه التى سيمكث بها ساب...ثم تركته ليستريح...
بعد ذهب ليليان للنوم نظر ساب لجرومز قائلا بخفوت: لقد أحتاجت لتخرج ما بقلبها...كما أرى
أنها مازالت تكن ل ماث الحب...لهذا لما لا نحاول إصلاح الأمر بينهم لعلى أستطيع الوفاء بما عاهد الصغيرة عليه....أنهى ساب حديثه وهو يتسطح
على فراشه ويضم جرومز له... وسقط كلاهما بنوما عميق....
استيقظ ساب على رائحه الطعام الشهى...فنظر للخارج وجد الشمس قد أشرقت منذ مده لا بأس
بها....وحين نظر جواره لم يجد جرومز فقفز من فراشه يبحث عنه حتى لا يفزع ليليان...إلا انه
وقف متعجبا حين وجده يتناول طعامه بالخارج...
فنظر له مبتسما وهو يقترب من ليليان ملقى عليها تحيه الصباح...فنظرت له بإبتسامه حنونه تسأله بود: هل نمت جيدا....فأجابها ساب بالايجاب...وجلسا معا يتناولون الطعام بين احاديث ساب المضحكه على ماثيو وديفيد....
وبعد انتهائهم من تناول الطعام أخبرها ساب أن عليه أن يقوم بعمل ما ثم يعود للعاصمه....فهناك أعمال عالقه يجب أن يقوم بإنهائها...ترجته ليليان أن يظل معها اليوم فقط....واقسمت أن تتركه يرحل غدا فوافق ساب حتى لا يقوم بكسر خاطرها...
وقرر أن يأخذها معه لمنزل مات فهو كان سيقابله أمس ليرى المعادن قبل سفره كما اتفق معا....فوافقت ليليان وخرج كلاهما معا متجهين لمنزل مات...الذى قابلهم بترحاب شديد....وقام ساب بتعريف ليليان على أنها شقيقته والدته...مما جعل السعادة تحتل قلب ليليان من تعرفيه لها على أنها خالته...
وبعد أنتهاء زيارتهم قام بإيصالها لمنزلها وقام بتوديعها وهو يعدها أن يأتى لزيارتها الشهر المقبل...
ثم تركها وقرر أن يقوم بأخر زياراته....أخذ جرومز وذهب للمقابر وكان الوقت ليلا...
إلا أن ساب دائما ما كان يذهب إلى هناك بهذا
الوقت وظل هو وجرومز جالسان أمام المقبره إلى
أن أشرقت السماء....فنظر ساب ل جرومز قائلا:هل أنت مستعد للعوده يا صغير؟!...
نظر له جرومز بهدوء فإبتسم له ساب وهو يربت على فرائه...وهو ينظر له بحب ثم طلب منه أن يتبعه لأنه لا يستطيع حمله بسبب يده المصابه....
عاد ساب لمنزل دوغلاس وجمع أشيائه وامتطى فرسه....وجرومز يجلس بأحضانه وساروا عائدين للعاصمه بعد مرور أربعه أيام له بالمقاطعه...
❈-❈-❈
عادت سابين للعاصمه عند غروب الشمس وقرر الذهاب ل أليس للإطمئنان على حالها...وصلت
سابين لمنزل شقيقتها التى رحبت بها بشده...
وهى سعيده برؤيتها وحين لم تجد مارلين....
وسألتها عنه أخبرتها أليس أنه قد ذهب للورشه...
لأن هناك الكثير من الاعمال المتراكمه التى يجب
أن ينتهى منها....
اومأت لها سابين ورحلن بعد أن اطمئنت على حالها...وسارت من أمام منزلها وكادت تتخطاه....
إلا أنها لم تستطع فعلها لهذا عرجت على المنزل...
وقامت بطرق الباب فكانت والدتها هى من قامت بفتح باب المنزل...والتى أرتمت بأحضانها حين رأتها وهى تبكى وتقبل وجهها بقوة...
وهى تقول بشوق:لقد انتظرت قدومك كثيرا...أنا أعتذر عما فعلته وأعلم أننى لا استحق مسامحتك ف أنا أيضا لن أسامح ذاتى...إلا أننى أرجوكى ألا تتركينى صغيرتى...
كانت سابين تنظر لها بإرهاق ف لقد حاربت كثيرا... حتى لم يعد لديه طاقه لتشيد أسوار حول قلبها ليحميه من طعناتهم...لهذا نظرت لها وقالت بهدوء: كلانا يعلم أننى سأسامحكى أمى إلا أننى احتاج لبعض الوقت حتى أعتاد الأمر فقط...أو أتناساه...
اومأت لها فكتوريا بالموافقه وهى تقول برضا:
ف لتفعلى ما تريدين صغيرتى...ولكن لا تبتعدى أرجوكى لا تبتعدى...
نظرت لها سابين بحاجب معقود وهى تقول بتسأل: لما؟!..لما أنتى هكذا؟!...لما دائما ما تقبلين بما يلقيه لكى الجميع....حتى وإن كان سيسبب لكى بالألم...
حتى أنكى لا ترفضين هذا...ألم تسأمى هذه الضعف بعد...
نظرت لها فكتوريا بألم وهى تقول بإهتزاز:ماذا تريدين من فتاة كانت تعيش حياتها تخشى النوم ليلا حتى لا يقوم أحد بإيذائها...فتاة اعتادت أخذ رفات الباقين سواء كان حنان والدها الذى لم يدوم... أو شفقة من حولها من الخدم حين يتم صفعها دون مبرر....لقد اعتدت هذا لأننى لم أجد غيره....
نظرت لها سابين بغضب وهى تجيبها قائله:بل أنتى من أحببتى هذا...وجعلتى الجميع يقدمون لكى رفات مشاعرهم لأنك قمتى بإختيار الضعف....اخترتى الصمت والضعف والذل من أجل لا شئ....
قاطعتها فكتوريا قائله بحرقه:أنتى محقه لم يكن يجب أن أقبل بما يعطفون علي به من بقايا مشاعرهم
وها أنا أطالب بحقى بكى أريد أبنتى....أريد أن تعودى كما كنتى صغيرتى الأحب لقلبى....هل ستعطينى ما أريد؟!..
نظرت لها سابين بهدوء وهى تجيبها قائله:لو كنت أملكها لاعطيتها لكى...إلا أنكى تبحثين بالمكان الخطأ...فما تبحثين عنه ليس معى أمى....أنهت
سابين حديثها وهى تتركها راحله متجهه للقصر
لبدأ عملها....
❈-❈-❈
وصل ساب للقصر واول من إلتقى به كان ديفيد...
والذى طلب منه أن يذهب لعائله حايك للإطمئنان عليهم....فهو لا يستطيع الذهاب لكره والدة جايك له....وألفين يهتم الأن بالتجهيز لزواجه من جوليا...
لهذا لا يستطيع ان يطلب منه الذهاب لهم...
وافق ديفيد على طلبه...وأخبره أن سيذهب لهم الأن رغم تأخر الوقت وهذا لأن لديه الكثير من الأعمال غدا...فشكره ساب على ذلك وسار تجاه عمله ليكمل أحصاء ما لديه من معدن...بعد أن قرر عدم الصعود للملك...فمن المؤكد أنه ذهب لغرفته ليستريح...
إلا أنه توقف وهو يتذكر تأكيد الملك عليه بأن يذهب له ليخبره بما فعله حين يعود....مما جعل ساب يلعن يغضب وهو يعود أدراجه للقصر من جديد...وهو ينظر لجرومز الذى يركض حوله سعيدا بعودته للمنزل...مما جعل ساب يبتسم له بحب....
وصل ساب لمكتب الملك فأخبره الحارس أن الملك قد ذهب لغرفته منذ ساعة....تنهد ساب بغيظ وهو يسير ليصعد لغرفة الملك حتى يخبره بالأمر ويعود لغرفته ليستريح...فقد قرر أنه سيترك أمر الإحصاء والعد للصباح فهو لن يستطيع رفع بعض الأشياء....
كما أنه يحتاج للراحه بعد سفره هذا...
وصل ساب لغرفة الملك وقام بطرق بابها وقد لاحظ عدم وجود حرس...كما أنه لم يفكر بالأمر....ولم يعى أن جميع من بالقصر محرم عليهم طرق باب غرفه الملك حين لا يتواجد أحد من الحرس أمامها....وهذا لأن الملك لا يكون بمفرده حينها...إلا أن ساب لم يكن يعلم بهذا...فهو لم يرى الملك مع سيدة من قبل حتى يعلم قوانين قصره الصارمه تجاه هذا الشأن....
كان ساب ينظر لجرومز وهو يقول له بخفوت: سأخبره بما اتفقنا عليه مع مات ثم نذهب لغر...ولكن لم يكمل ساب حديثه حتى وجد الباب قد تم فتحه بحده من قِبل الملك....الذى كان يرتدى سروالا فقط وينظر ل ساب بغضب تحول لتعجب....
وهو يقول:ساب!!...كان ساب ينظر لجسده المتعرق وأنفاسه التى عادت لتنتظم من جديد بعد أن كانت سريعه....وهو لا يعلم ماذا يقول؟!...فقد تأكد الأن أن الملك ليس بمفرده....
وهذا قتله ام نقول قتلها وجعل عينيها تمتلأ
بالدموع دون أن تشعر...وهى تقول بخفوت:أعتذر كنت أظنك بمفردك..وإستدارت مغادره دون أن تعطى للملك فرصه للتحدث....وهى تحاول كتم شهقاتها والألم الذى احتل روحها مزقها لأشلاء....
وصلت سابين لغرفتها مغلقه الباب خلفها بعنف...
وهى تحاول التنفس إلا أنها تشعر بالاختناق...
فحاولت التفكير بأى شئ أخر غير هيئته التى تراه بها للمرة الأوله....لعلها تهدأ وبدأت تفكر بجرومز وما يفعله....و ليلى وضحاكتها ومشاكستها....
حتى بدأ تنفسها يعود من جديد وهى تنظر أمامها بشرود....حتى قالت بسخريه:أظن أننى لن أستطيع النوم صغيرى...لهذا لنهبط للأسفل....
أنهت حديثها وهى تمسح وجهها بثيابها وخرجت من الغرفه متجهه للعمل....وقامت بإشعال النيران وهى تعلم أن ما ستقوم به أمر خطأ....فجرح يدها لم يلتأم بعد...إلا أنها لم تهتم وبدأت تجمع المعادن بعد أن أمرت جرومز بالجلوس بأحد الأركان...
كان ألم يدها يشتد عليها وهى لا تعطى له أهميه...
فألم قلبها كان أقوى....بدأت سابين بوضع المعادن بإنائها وجلست جوار جرومز حتى تنصهر...
بينما كان الملك قد أغلق باب غرفته وظل ينظر له بشرود لبعض الوقت....ويشعر أنه قد أخطأ خطأ فادحا إلا أنه لا يعلم ماهية هذا الخطأ...إلا أن هذا
ما يخبره به قلبه....
كما حاول ابعاد الأمر عن عقله والعوده لإستكمال ما يفعله...إلا أنه لم يستطع ووجه ساب لا يذهب من مخيلته...وأمر جاريته بالانصراف وهو يشعر بالغضب يحتل كيانه...من ذلك الشعور الذى يزاد كلما مر عليه الوقت....
حتى طفح به الكيل وارتدى ثيابه وخرج من غرفته متجه له...إلا أنه مر من جوار غرفته ولم يفكر بدخولها...فهو يعلم أين هو الأن؟!....
كانت سابين قد بدأت بالعمل....ويدها عادت لتنزف من جديد بسبب حملها للإناء الثقيل أو لمطرقتها حتى تطرق على المعدن....كانت تعمل وهى تشعر
أن أحشائها تتمزق ألما...ولم تشعر بهذا الذى اقتحم المكان وهو يقول ببرود يخفى خلفه تلك البراكين المشتعله داخله:ما الذى حدث جعلك تفر هاربا بهذه السرعه؟!...
توقفت سابين عن الطرق بالمطرقه...ورفعت يدها الداميه تمسح بها وجهها الذى تلطخ بدمائها..التى
لم تراها وهى تجيبه قائله بجمود دون ان تلتفت:
أنا لم أكن أعلم أن هناك أحد معك بالغرفه....لهذا قررت الذهاب والتحدث معك بالصباح....
تحدث الملك وهو يقترب منه حتى اصبح خلفه قائلا: أنظر إلى حين تحدثنى...تنفست سابين بعمق وهى تستدير له قائله بجمود:اعتذر سيدى ول....إلا أن
ما قام به الملك جعل أنفاسها تتوقف حين رفع يده يلامس وجهها الملطخ بدمائها....
وقد تجعد ما بين حاجبيه وهو يقول بتشوش:ما
هذه الدماء؟!...توترت سابين بشده من قربه ومن لمسه لوجهها....لهذا عادت خطوتين للخلف حتى
انها اصطدمت بالطاوله دون أن تشعر....وهى تقول: دماء اين؟!...وقامت بلمس وجهها من جديد فإتسخ أكثر بدمائها....
حينها شعرت بوغز مؤلم ليدها فنظرت لها فوجدتها تنزف بشده....وهى لغضبها لم تكن تشعر بألمها....
وكادت تتحرك إلا أن يد الملك التى أمسكت بيدها منعتها من ذلك....وهو ينظر لكلتا يديها بصدمه فكلاهما تنزف بشده...ولم يعطى لها فرصه لتتحدث بل قام بسحبها خلفه متجه لمعمل الحكيم....يأمرها بأن تخبره ما الذى يقوم بجلبه حتى يوقف هذه الدماء...وكل ما يحركه الأن قلقه الشديد الذى أصابه بالتوتر....والذى يشعر به دائما تجاه ساب فقط...
بينما ركض خلفهم جرومز حتى دخل خلفهم لغرفه المعمل...وجلس جوار سابين ملتصق بها وهو ينظر للملك بهدوء...
أجابته سابين بخفوت أنها تحتاج لخياطتها لأن جرحها كبير...خاصه ذلك الذى سببته الشفرة...
مما جعل الملك يطلق كلمه نابيه وهو يقول بحده لم يستطيع السيطرة عليها:لننتهى من مداوتك ثم ستخبرنى ما اللعنه التى فعلتها أفهمت؟!...
ولم يترك لها فرصه لتجيبه فقد تركها بمعمل الحكيم وخرج صافعا الباب خلفه....واتجهه لغرفه الحكيم يوقظه من سباته وطلب منه أن يأتى معه ليداوى ساب....
ذهب معه الحكيم وهو متعجب من توتر الملك الذى قلق ما يتوتر...ظنن منه أن ساب قد أهمل جرحه الذى أصيب به فى الحرب....إلا أنهم حين وصلوا وجد أن يديه هى من تنزف...
فاقترب منه سريعا وهو ينظر ليده ثم ذهب لأحد الأرفف وأتى ببعض القارورات الصغيره...وأتى بخيط وإبرة طويله وجلس أمام سابين التى تنظر أمامها بجمود...رغم شعورها بألم قاتل ينخر عظام يدها...
إلا أن ملامح الملك الحاده وعيناه التى تنظر لها بتركيز...جعلتها تتسلح بالجمود خوفا مما قد يفعله...
بدأ الحكيم يطهر موضع الجرح وهو ينظر لها نظرات غاضبه...ولم يحتمل الصمت وهو يرى جمودها هذا رغم علمه بمدى الألم الذى تشعر به الأن...وهو يقول موبخا بصوت مرتفع سمعه الملك الواقف خلفه جيدا: كيف اصيبت يدك هكذا؟!...
كاد سابين تجيبه إلا أنه سبقها قائلا:ولا تخبرنى
أنها اصابه عمل لأن ما جرحا كهذا لا يتم إلا بأده حاده....ثم توقف عن العمل ونظر لعينى سابين بشك قائلا:هل كنت تنوى قتل نفسك؟!...
كان الملك ينظر لها نظرات قاتله منتظر منها أن تجيب الحكيم...إلا أن صمتها طال والذى جعل الملك يخرج عن طوره وهو يقول بغضب:واللعنه أجبه ولا تنظر ببرود هكذا....حتى لا أقوم أنا بكسر رأسك اليابس هذا....
هنا زمجر جرومز بحده وهو يكشر عن أنيابه وهو ينظر للملك...فنظر له كلا من الملك والحكيم بتعجب له...كما أن سابين نظرت له وامرته أن يهدأ....فعاد جالسا جوارها وهو مازال ينظر للملك بتحفز...لإتخاذ أى خطوة ضده إذا فكر من الاقتراب منها....
نظرت سابين لكلاهما بتوتر وهى تقول:أنا لم افكر بقتل نفسى...إلا أننى كنت أتألم لهذا أردت أن ألتهى بألم أشد لهذا قمت بجرح يدى...حين خرجت عن السيطره وقمت بضرب المرأه...ولم ألاحظ ان هناك شفرة بيدى سوى بعدما حدث الأمر...
كانت نظرات سابين صادقه مما جعل كلاهما ينظرون لها بصمت....وعاد الحكيم ليكمل عمله والملك ينظر لها بغموض...وهو يحاول معرفه السبب وراء ألم قلبه على حالة ساب الذى يحاول مدارة ألمه....
بعد انتهاء الحكيم من عمله قال بهدوء:لا يجب أن تحمل أى شئ على يدك لمده لا تقل عن شهر او أكثر كما أنك ستأتى كل يوم لأقوم بتنظيف جرحك...لأنه يحتاج للعنايه ومما رأيته معك أرى أنك مهملا...لهذا سأقولها لك أمام الملك إذا أهملت يدك أو قمت بحمل شئ عليها...قد تفقد أصابعك حركتها لأن جرحك عميق....
ثم نظر لها بأرهاق وتركهم وخرج عائدا لغرفته لينعم ببعض الراحه فغدا لديه الكثير من الاعمال...وترك الفريسه أمام ذئب غاضب....
كان الملك يقف بشموخ وينظر لها دون أن يتحدث... حتى نظرت له سابين بإرهاق فهى تعلم أنه لن يتركها إلا حينما تخبره بما حدث...بينما يجلس جرومز بهدوء بعد أن أطمئن ان الملك لن يقترب منها....وهو ينظر لكلاهما منتظر ما سيحدث...
لهذا بدأت حديثها قائله بخفوت:لقد أردت التحدث مع أحد ولا أعلم لما أتيت إليك....ولكن أعتذر عما سببته لك من تدمير ليلتك..قالتها سابين وهى تشعر بألم فى حلقها حين تذكرت ما رأته...كما أنها لا تعلم لما تريد أن تخبره عما دار بينها هى ووالدتها...إلا أنها لا تعلم ماذا تقول؟!....
أعادها من شرودها سحب الملك لمقعدا ووضعه أمامها وجلس عليه يضع قدما فوق الأخرى...وهو يقول ببرود استطاع التسلح به ليخفى توتره:أنت تعلم أن هذا ليس ما أنتظر سماعه...
فتنهدت سابين قائله بعض من مكنون قلبها الذى يتألم:قبل سفرى بساعات أتت والدتى لتخبرنى أنها من تسببت بكل ما حدث لنا من دمار....بعد أن كنت أظن أن جورج هو المتسبب الوحيد لكل ما حدث...
لقد قامت بتدمير الكثير بحديثها هذا...وأنا لا أعلم ماذا أفعل؟!...
أنهت سابين حديثها وهى تنظر له بعينى زجاجيه لامعه....ولقد كان حديثها بالنسبه للملك غامضا إلا
أنه احترم كتمانها......وهو يقول بهدوء:أتعلم أننى تمنيت لو ظلت أمى على قيد الحياة....حتى وإن كانت المتسببه بمحاولة قتلى كما قيل عنها....
نظرت له سابين بصدمه...مما جعل ابتسامة ساخره ترتسم على شفتى الملك الذى أكمل بشوق:كثيرا ما أشتاق لرؤيتها واشتمام رائحتها الطيبه....أشتاق لإحتضانها...جميعا نحتاج لأم بحياتنا ساب....حتى وإن كان وجودها يسبب لنا الكثير من الألم....وهذا لأن رحيلهن ألمه أكبر وأعظم....ف غدا أنت لن تتذكر ما قلته لى الأن....إلا أنك ستظل متذكرا ملامحها الباكيه والحزينه....وسيظل هذا مرتسم بقلبك وعقلك وحينها ستتمنى لو سامحتها وأخبرتها بكم تكن لها من حب...وهذا لأنها تستحق امتلاك قلبك لأنها أكثر من أحبك....
كانت نظرات سابين زاهله فهو لم يتحدث معها عن مشاعره بهذه الطريقه من قبل..كما شعرت بالألم حين اخبرها بإشتياقه الشديد لوالدته....لهذا سألته اول سؤال تبادر لذهنها قائله:أخبرنى كيف كانت؟!...
ظهرت ابتسامة حانيه على شفتى إستيفان وهو ينظر أمامه بشرود وهو يتذكر ملامح وجهها....وبدأ يصف لها وجهها ولون شعرها وكيف كان طويلا لامعا...
حينها قامت سابين بمقاطعته وسألته أكثر سؤالا راودها حين رأته بالمرة الأولى:لقد ظننت أنك تشبه والدتك وخاصه لون شعرك...
ظهرت ابتسامه متسعه على شفتى الملك أظهرت غمازته التى نادرا ما تظهر....وهو يجيبها قائلا وهو يعود بظهره للخلف ليجلس براحه على مقعده:لقد حاولت تغير لونه لأكثر من مرة وأنا بعمر أصغر....إلا أن جميع محاولاتى قد بأت بالفشل...لهذا قررت تركه كما هو الأن....
أجابته سابين بإبتسامة غير مصدقه:حقا؟!...اومأ لها إستيفان وهو يقول بمرح:لقد علمت بأحد الايام ان الحكيم يملك أحد النباتات....التى طلبتها منه أحد النساء اللاتى ظهر الشيب برأسهن لتعيد له لونه الطبيعى...حينها اتفقت مع ديفيد وألفين وماكس
أن نقوم بسرقته ووضعه على شعرى...لعل لونه يتغير وبالفعل استطعنا سرقته وقمت بوضعه على رأسى...
إلا أن النتيجه جائت عكسيه حين مال لونه للون الثلجى اللامع أكثر مما كان عليه....وكأن شعرى قرر معاقبتى على فعلتى...حينها قررت عدم وضع أى شئ عليه...
هنا أجابته سابين بود:أظن أن اللون الثلجى يعطيك رونق خاص كما أظن أنه خلق من أجلك....لابد أنك مميز لدى الإله حتى يميزك هكذا....
ارتفع حاجب الملك لأعلى دليل عل استنكاره لحديثها وهو يرد عليها قائلا بسلاسه:حديثك يتشابه مع حديث والدتى...حينما كنت أغضب وأثور لأننى لا أحب لونه...
ظل كلاهما يتحدثان حتى اقتربت الشمس على الشروق دون أن يشعروا بمرور الوقت...فقد كان حديثا مريحا مليئ بالكثير من المشاعر التى يشعر
بها كلاهما للمرة الأولى....تحدثوا خلاله عن الكثير وإزداد تعلق سابين بالملك أكثر...وهو لا يعلم ما الذى يصيبه حين يكون برفقة هذا الفتى.....الذى يجذبه لعالم لا يعلم عنه شئ....
إلا أنه يشعر معه براحه وسكينه لم يشعر بها منذ
كان صغيرا...بعد معرفتهم بإقتراب شروق الشمس والتى ظهر من خلال شرفة المعمل...
أمر الملك ساب بالعوده لغرفته والنوم هو وذئبه الذى ظل مستيقظا معهم طوال فترة حديثهم...بينما
ذهب هو لمكتبه ليبدأ عمله وهو لم يحصل على
بعض الراحه لجسده....فقد اكتفى بما تحصل عليه
من راحه ل قلبه وروحه...اللذان كان يرهقانه كثيرا خلال الايام المنصرمه....كما قام بإخراس عقله لليوم فقط....ثم سيعود ليفكر من جديد فهو يستحق هذه الراحه وإن كانت فقط لبعض الوقت...
❈-❈-❈
عادت سابين لغرفتها لتستريح لبعض الوقت...ولقد سقطت بنوم عميق هى وجرومز بعد هذا الحديث المريح والمحبب لقلبها مع الملك...ومر النهار سريعا وسابين لم تستيقظ بعد كما لم يقم أحد بإزعاجها...
وهذا لأن الكثيرون لا يعلمون عن عودته سوى الملك المنكب على عمله الأن....وديفيد الذى ذهب أمس لمنزل والدة جايك.....كما طلب ساب وقابل والدته وشقيقته ذات الجمال الأخذ...والتى شعر بالإنجذاب لها....
إلا أنه لم يظهر هذا ووعد السيده مولى بأنه سيعود لزيارتها من جديد ليطمئن عليهم....كما أنه سأل عن ساب فأخبره الملك أنه يحتاج لراحه لهذا اخبره أن يذهب لغرفته ويستريح....
مر اليوم سريعا وقد غربت الشمس واستيقظت سابين التى شعرت بالراحه...وأنها ترغب بالذهاب لوالدتها لتخبرها أنها قد سامحتها....وبالفعل تجهزت بعد أن تناولت الطعام هى وجرومز....وبعد أن قام الحكيم بالاطمئنان على جرحها...
ذهبت لمكتب الملك فوجدته يعمل فأخبرته أنها ستذهب لوالدتها وأنها ستعود غدا صباحا...فوافق الملك ورحلت هى لمنزلها....
ولكنها ذهبت لجلب الفاكهه المجففه ل ليلى قبل ذهابها والحليب لصغيرها....ثم وصلت للمنزل وعلى وجهها ابتسامه تعجب منها الجميع...
ولقد كانت أليس تتواجد معهم بالمنزل منتظره انتهاء مارلين من عمله حتى يعودوا معا لمنزلهم....كما أن ابتسامتها أصبحت كالعدوى التى انتقلت للجميع...
كما أنها اقتربت من أذن والدتها وهى تجلس جوارها وجرومز بأحضانها تخبرها بخفوت معتذره:اعتذر عما فعلته معكى مساء أمس....كما أننى سامحتك لعلمى أنكى تحبيننى....
هنا نظرت لها والدتها بندم وهى تقربها لها وتحتضنها بحب وهى تبكى حتى هدأت وظلوا جميعا يضحكون على مزاح ليلى....ومضايقه كلا من سيلا وأليس لها
حتى تذكرت سابين ما اتفقوا عليه مع ألفين....
وأخبرت الجميع أن ألفين قد حدد معهم موعد زواجه من جوليا...وأنه سيكون بنهايه هذا الشهر...
الذى لم يتبقى عليه سوى اسبوع من الأن...
قام الجميع بمباركة جوليا التى احمر وجهها خجلا... خاصه من حديث أليس وسيلا عن نظرات ألفين لها...
كانت فكتوريا تنظر لفتياتها بحب وحنان...وهى تشعر أنه كان يوما مميز من بدايه....ولقد كانت المره الأولى التى يتجمع فيه جميع فتياتها معا منذ زمن طويل... وهذا جعلها تشعر بالراحه تعود لقلبها من جديد....
❈-❈-❈
عاد ساب للقصر باليوم التالى ليباشر عمله..وهو يقوم بتنفيذ ما أمر به الحكيم من عدم حمل أى شئ على يده...بينما كان الجو يسوده بعض الهدوء والسكينه بين ساب والملك....
كان ألفين يجهز لزواجه كما قرر شراء منزل خاص
به هو وجوليا...فهذا ما كان يتمناه...أن يكون له منزله الخاص الذى يعود له بعد يوم مرهق...وزوجة محبه تنتظر قدومه....حتى يقص عليها ما حدث معه خلال يومه...
كما اختاره منزلا بسيط قريب من القصر الملكى...
بينما ألفين يقوم بالتجهيز لمنزله....وكلا من ماثيو وساب يساعدانه وكذلك ليو كان يساعدهم بأوقات فراغه....
وتكفل ماكس وساب بتقسيم عمل ألفين فيما بينهم... بينما كان ديفيد غير مرئى..فقد كان يغيب عن الانظار لفتره طويله...وخاصه خلال فترة الصباح...ولا يعلم أحد أين يذهب...وحين يقوم أحد بسؤاله يتهرب...
كان ديفيد يذهب كل يوم فى الصباح إلى منزل السيدة مولى...يراقب تلك الجميله التى تجلس
أمام منزلهم وبعض أطفال جيرانهم الصغار يمرحون جوارها....
ولقد كانت نوعه المفضل بالنساء كما أنه ظل يفكر بها منذ رأها....فقد جمعت بين الخجل والجمال الأخذ كما أنها خطفت أنظاره منذ رؤيتها بأول مرة...إلا أنه لم يجعلها تراه وهو يراقبها من بعيد...
حتى لمعت فكرة جيده بعقله....حين لاحظ تواجد الاطفال دائما حولها وهى تمرح معهم وتبتسم لهم...
لهذا لم يفكر مرتان وتوجه لمنزل ساب لينفذ ما خطط له...
وصل ديفيد إلى هناك وقام بطرق الباب الذى تم فتحه من قبل من جاء بطلبها.....ليلى بصدمه حين رأت ديفيد:انت ماذا تفعل هنا؟!...هل أخى بخير؟!...
أومأ لها ديفيد وهو يقول:أجل هو بخير...فنظرت له ليلى بتعجب وهى تقول:إذا لماذا أتيت؟!.أجابها ديفيد بود:لقد أتيت من أجلك...
نظرت له ليلى بعدم فهم قائله:ماذا تقصد؟!...أجابها ديفيد بثبات:أريد ان نتفق على شئ فيما بيننا ولا يعلم عنه أحد....قالت ليلى بتركيز:وما هو هذا الاتفاق؟!...
أجابها ديفيد بثبات:بالبدايه ستتعهدى أنكى لن تخبرى أحد بما سيكون بيننا...هل أنتى موافقه؟!..
وقام بمد يده له....فنظرت له ليلى ثم قدمت يدها وهى تصافحه قائله بثقه:أجل موافقه....
يتبع