-->

الفصل الثالث - ظلمات حصونه (الجزء الثاني: الانتقال من الظلمة إلى النور)



الفصل الثالث


لا تُدرك لماذا فعلت هذا الشيء بكل تلك السرعة!!، لماذا خشيت أن تسمع إليه وهو يترجاها فى أن تعطى له فرصة أخرى وأغلقت الباب بكل تلك السرعة فى وجهه!!، أهى حقا لاتزال تخاف منه!!، أم تخشى أن تضعُف أمامه؟!، نعم هى تخشى أن تضعف أمامه لأنها بالفعل تتعاطف معه ومع ماضيه، هى تشعر تجاهُ بالشفقة والحزن، ما حدث له لا بحتمله أية طفلا بالعالم


بداية من فقدان والدته وموتها أمام عينيه، مرورا بتلك التربية القاصية والمؤلمة حد اللعنة التى كان يتلقاها على يد تلك المرأة الشيطانة التى تُدعى "هناء" مُصاحبا بمراهقة طائشة ومتُتهورة كان يُحاول أن يتخلص بها من سيطرة "هناء" عليه، نهاية برجل أعمال يُسمى "جواد الدمنهورى" الذى تخطى الثلاثون من عمره ءلك الشخص القاصى عديم الرحمة، خالى المشاعر الذى لا يشفق على أحد، بينما بداخله طفل صغير يموت رعبا من مجرد إمرأة عجوزه مريضة نفسيا


هى بالطبع لم تكن تعرف عنه سوا طفولته الذى سمعته منه فى إحداى المرات وهو يُحادثها، وفى تلك المرة عندما وجدته عند طفلهما فى المشفى، ولكنها لم تكن تعلم عن مراهقته شيئا، ولكنها عندما سألت "إياد" عن بعض الأشياء التى تخص مراهقته ل "جواد" أخرها عن كل شيء، وكم كرهت تلك المرأة أكثر عندما علمت ما أوصلت هذا الشاب له


"هناء" هى من حطمت "جواد" وشوهت شخصيته، ولكن ما ذنبها هى بهذا الأمر!!، ما ذنبها أن يفعل بها كل ما فعله!!، لقد أهانها وذلها بأبشع الطرق بل وضربها أيضا ومارس معها بطرق شعرت بها وكأنها إحدى العاهرات خاصته!!، لحظه واحدة هو كان يراها هكذا، كيف لها أن تُكمل معه!! كيف لها ان تُسامحه وتعطى له فرصة أخرى؟!، كيف لها أن ترفع عينيها فى خاصته ويتبادلان الحديث المرح معا؟!


هو من فعل بها هذا الشيء، هو من بنا ذلك السور بينهم، هى من صعب عليها الأمر، هو من أرغمها على هذا الزواج وعلى تلك العيشقة القاسية والخالية من أية إنسانية، هو من جعلها تشعر وكأنها أسيرة بين ظلمات حصونه ولكن الأن لا، هى الأن سوف تخرج من تلك الظُلمة مُتعلقة بأى شعاع نورا وستتركه هو يجد من يخرجه من ظُلمته، لأنها لن تستطيع أن تفعل ذلك


تذكرت كل ما حدث بينهم خلال هذا اليوم، ياله من محتال ومُستغل للفرص، لم يترك ولو فرصة صغيرة أن تمر دون أن يستغلها ويقترب منها، ضحكت "ديانة" رغما عنها عندما تذكرت ملامح وجهه وهو يحدثها منذ قليل ببلاهة وطفوله مُستغلا أيضا ما قاله له والده


نعم والده ووالدتها بالفعل لاحظ ما كانوا يُحاولون فعله أثناء الحفل، يبدو أنه ليس المُحتال الوحيد هُنا ولكنها أيضا ليست بغبية، هى تلاحظ أن ووالدتها وعمها يستغلان أمر زوجهما فى أن يُقربان بينها وبين "جواد" وهى تصتنع عدم الأنتباه أو الفهم، لا تريد أن تُحطم سعادتهم الأن، لا تريد أن تُخبرهم بأن كل ما يُحاولون فعله لن يأتى بنتيجة معها


لما يظنها الجميع تكره "جواد" أو مُنزعجة منه، بالعكس تمام هى لا تكره، ولكنها أيضا لا تُحبة، هى حزينته عليه وبنفس الوقت تخاف منه، تصطنع القوة والصمود والجرأة أمامه ولكنها بداخلها تموت رعبا، تخشى من أن يضربها مرة أخرى، تخشى من أن يغتصبها مرة أخرى، تخشى من أن يُهينها كما كان يفعل، كيف ستتحمل كل تلك الأشياء!!، كيف ستتعامل معه كزوج أمام الجميع وهم يعرفون ما كان يفعله بها؟!، كيف يمكن أن تتناقش معه نقاشا حاد فى إحدى الأيام أمام طفلهم ويصفعها امامه!!، كيف يمكن أن تعيش معه كزوجه وهى لا تستطيع أن تنسى ما كان يفعله بها!! نعم الأمر فى غاية الصعوبة وقد يكون مُستحيلا


حاولت "ديانة" أن تُخرج هذا الأمر من رأسها وأن تُشغل تفكيرها بأمرا أخر وهو جامعتها التى تغيبت عنها لمدة عاما بأكمله من سبب هذا ال "جواد" الغبى، ألتقطت "ديانة" هاتفها الجديد وأخذت تبحث عن إحد الأسماء المُهمة جدا بالنسبة لها الذى توصلت لهم عن طريق حسابها البريدى، وبمجرد أن وجدته شرعت فى الأتصال عليه، لحظات وأتها ذلك الصوت الواضح على الأستفسار :


_ أيوه


أعلنت "ديانة" عن إنها هى صاحبة هذا الأتصال بمجرد أن تحدثت، هى متأكده إنها سوف تتعرف على صوتها، وكيف لصديقتها المقربة أن لا تتعرف على صوتها :


_ أزيك يا أمال عامله أيه؟!


قفزت تلك الفتاة من مكانها صارخة بلهفة وإشتيقاق وكثير من الأستفسارات صائحة بعدم تصديق :


_ ديانة يخرب عقلك، أنتى فين يا بنتى طول الفترة اللى فاتت دى؟!، حتى أهلك عرفت إنهم سابوا البيت، روحتوا فين يا ديانة؟!


أجابتها "ديانة" بإبتسامة مُقتضبة مُحاولة تطمئنها دون التطرق لدخول فى أية حديث الأن رادفة بتوضيح :


_ حوار كبير أوى يا أمال هبقى أحكيلك عليه بعدين، المهم أنا دلوقتى أعده فى أسكندريه ومعرفش غيرك هنا وعايزه أنزل الجامعه بكره ومحتاجاكى أوى


شعرت "أمال" بنبرة الحزن فى صوت صديقتها وأدركت إنها لن تستطيع أن تُجيبها على أسئلتها على الهاتف، لتقرر عدم الضغط عليها الأن مُعقبة بموافقة :


_ حاضر يا قلبى من عنيا، دا أنتى وحشانى جدا يا ديانة، أختارى نتقابل فين وأمتى وأنا أجيلك


تنهدت "ديانة" بكثير من الراحة لتفهم صديقتها ما تمر به وعدم الضغط عليها مُمتنة جدا لها، لتُجيبها "ديانة" بتوضيح :


_ أنا هخلى السواق يجبنى الجامعة بكرا أخلص شوية حاجات ونتقابل هناك وبعدها نخرج نروح أي حته سوا


أضاقت "أمال" ما بين حاجبيها بقليل من القلق وكثير من الأستفسار مُتمتمة بتعجب :


_ سواق!!


زفرت "ديانة" بكثير من الحزن مُلاحظة تعجب صديقتها وقلقها ، لتُحاولة تهوين الأمر عليها مُجيبة بهدوء :


_ مش بقولك حوار كبير، يلا بكره مش بعيد


❈ - ❈ - ❈


صعد كلا من "هاشم" و "لبنى" إلى غرفة "هاشم" كى يُكملا تمسليتهم التى يمثلها على الجميع، وهذا من وجهة نظر "لبنى" فقط، بينما "هاشم" هو يُحاول أن يكسب قلب "لبنى" ويجعلها تُحبه وتشعر بما يحمله لها من حب وعاطفة، ولكنه أيضا لن ينقض إتفاقه معها سيلتزم بوعده لها حتى ولو كان هذا الشيء صعب عليه، سيفعلها فقط لأنه لا يريد أن يذكرها بمدى وحشيته وقسوته التى كان يُعاملها بها فى السابق


دلفت "لبنى" الغرفة وهى تشعر بكثير من الخجل والإرتباك، تقدم خطوة وتؤخر الأخرى، لا تعلم إذا كان ما تفعله الأن صحيحا أم لا!! ، هى فقط تعلم إنها تُحاول إصلاح حياة أبنتها التى تحطمت بسبب "هناء" وهوسها، هل هى تكذب على نفسها الأن!! هل حقا لا تشعر بتلك المشاعر التى تنمو بداخلها تجاه "هاشم"!! هل تُنكر أنها تشعر بالإنجذاب تجاهه؟!


أفاقها من شرودها صوت "هاشم" الذى كان يُحمحم منذ دقيقتين تقريبا ولكنها لم تنتبه ليُقرر أن يُناديها كى يُفيقها من هذا الشرود :


_ لبنى


نظرت له "لبنى" بصدمة خشية من أن تكون كانت تُفكر بصوت عالى وأستمع إلى ما كان يدور برأسها، ولكنه سريعا ما طمئنها وجعلها تشعر بالراحة عندما أخبرها بلطف :


_ هدومك كلها فى الاوضه دى، أدخلى غيرى هدومك براحتك وأنا هدخل أغير فى الحمام


أومأت له "لبنى" بالموافقة وسريعا ما أسرعت إلى غرفة تبديل الملابس وكأنها تهرب من نظراته المليئة بالدفئ والأشتياق، بينما تنهد "هاشم" بقلة حيلة وتوجه نحو المرحاض بعد أن ألتقط ملابسه من الخزانه


لم يمر الكثير من الوقت حتى خرج "هاشم" من المرحاض وهو مُرتدى بنطال منزلى قطنى رمادى اللون وكنزة بيضاء اللون مُوضحة تقاسيم جسده الرياضى الخالى من أية دهون وهذا بفضل تلك التمارين الرياضيه التى لايزال يقوم بها إلى وقته الحالى، وهذا لكى يُحافظ على رشاقة وقوة جسده الذى يتخطى المئة والسابعة والسبعون من السنتيمترات والذى لا يبدو أنه بالفعل قد تخطى الخامسة والخمسون من عمره!!، بل يبدو وكأنه لايزال رجل أربعينى لم يسبق له الزواج


تقدم "هاشم" ناحية الفراش مُلتقطا إحدى الوسائد وأحد الأغطيه وتوجه بهم ناحية الأريكه المُقابلة له عازما على النوم عليها، بينما خرجت "لبنى" من غرفة تبديل الملابس وهى مُرتدية منامة قطنية سكرية اللون تاركة العنان لشعرها كى ينسدل وراء ظهرها، لتقع عين كلاهما على بعضمها ويسقطان فى تفكيرهم ، كيف لهذان الأثنان أن يُقال عليهم أجداد فتلك المرأة قصيرة القامة التى لا تتخطى المئة والستون من السنتيمترات صاحبة الجسد المنحوت والبشرة الحليبية والحركة الخفيفة، لا يمكن أن يُقال عنها إنها قد توصلت للخامسة والأربعون من عمرها، بل تبدو وكانها لا تزال فى العقد الرابع من عمرها، وكأن الزمان توقف بهذان الأثنان ولم يمر عليهم أو يُغير بملامحهم شيء قد


وها هو "هاشم" بمجرد أن رائها بتلك الهيئة المنهدمة وأثار البعض من مستحضرات التجميل لاتزال ظاهرة على وجهها، مما أكسبها جمالا ورقة وكأنها عادت تلك الفتاة صاحبة الخمسة والعشرون من عمرها، وهذا جعلها يتمنى لو يستطيع أن يرقض نحوها ويخبرها كم هو يحبها ويتمنى لو أن يستطيع أن يضمها إلى صدره ويعوضها على كل ما بدر منه طوال تلك السنوات الماضية...


بينما "لبنى" أيضا لم تستطيع أن تخفى إعجابها بجسد "هاشم" الذى لايزال رياضيا ومتناسق وكانه لايزال فى العقد الرابع من عمره، هى بالفعل لم ترى جسده بكل هذا الموضوح منذ تلك المرة المشؤمة التى لا تريد أن تتذكرها الأن، فهو طوال هذه السنوات لم يذهب إليها سوا وهو مرتدي تلك الملابس الرسمية التى لم تفصح عن رشاقته تلك، لحظة واحدة!! بماذا تفكر تلك المرأة الأن!!  لماذا تتصرف وكأنها فتاة مراهقة؟!، هى الأن جدة ووافقت على تلك الزواجة من أجل أبنتها وليس من أجل أية شيء أخر...


لاحظ "هاشم" إنزعاجها ليفسر أنه بسبب تفحصه الشديد لها وخمن إنها بالتأكيد شعرت بالكثير من الحرج، حمحم "هاشم" ببعض من الأرتباك مُحاولا التخفيف من ضغط الموقف على كلاهما، وهذا وهو ينحنى ليلتقط هذا الغطاء من فوق الفراش رادفا بهدوء :


_ معلش يا لبنى، أصلى سرحت فى حاجة كده ومخدتش بالى إنك واقفة، تعالى عشان ترتاحى شوية


قالها "هاشم" وهو يبتعد عن الفراش مُتجها نحو الأريكة واضعا عليها تلك الوسادة وهذا الغطاء، لتافجئة "لبنى" بسؤالها الذى لم يتوقعه منها وخصيصا فى هذا الوقت :


_ أنت رايح فين يا هاشم!!


ألتفت إليها "هاشم" وهو غير مُدركا عن ماذا تُحاول أن تسأل!! أليس واضحا عليه أنه يتخذ تلك الأشياء لكى ينام أمامها على تلك الأريكة، أم أن لسؤالها مغزا أخر!! :


_ هنام على الكنبة هنا قدامك


ما هذا السؤال الغبى الذى تفوهت به، أهى غبية لم وُخمن أنه سينام على تلك الأريكة التى أمامها!! أم هذا السؤال بسبب تأثيرة القوى عليها والذى يجعلها تتوتر وترتبط ولا تفكر فيما تتفوه به، لتحاول "لبنى" الأنتهاء من هذا الحديث قبل أن يتطور هذا الأمر، أومأت له "لبنى" بالموافقة مُضيفى بإبتسامة هادئة :


_ تصبح على خير


أبتسم لها بكثير من الحب والحنان مُحاولا عدم الأفصاح عن تلك اللهفتة والأشتياق الموجودان بداخل عينيه مُجيبها :


_ وأنتى من أهله


خلد كلاهما إلى النوم وهما يشعران بكثير من الأرهاق والتعب لما مر عليهما فى هذا اليوم الطويل، وأيضا لكثرة تفكيرهما الشديد فى بعضهم ومحاولة عدم إظهار هذا الشيء، ولكن إلى متى ستظل تلك المشاعر خفية؟!


❈ - ❈ - ❈


منذ أن دلف غرفته وهو مُلقيا بنفسه على الفرش، حتى أنه لم يُبدل ملابسه بعد، لا يفعل شيء سوا أنه يحاول أن لا تتلاشي صورتها التى كانت عليها اليوم من مخيلته، يُفكر فى طلتها التى خطفت أنظاره بمجرد أن رأها تسير تجاهه بصحبة شقيقته


أحقا هى كان بين يديه طوال اليوم!!، أحقا كانت متعلقة فى زراعِه وقريبة منه بهذا الشكل بموافقتها وإرادتها!!، يبدو أنه مدين ل "زينة" و"مالك" على ذلك العُرس الذى جعلها تقترب منه هكذا، حتى ولو كان هذا مجرد تمثيل منها أمام الجميع، هو موافق بهذا ولا يربد شيئا أخر فى الوقت الحالى


شرد بذهنه عندما طلب منه المصور أن يقترب منها لكى يلتقط لهم صورة معا، لا يستطيع أن ينسى رجفة جسدها بين يديه وهو يُحاوط خسرها ويضمها إلى صدره، وماذا عن رقصهم معا!! يقسم أنه كان يستمع إلى ضربات قلبها العاليه وهو تتوصد صدره وزرقاوتيها مقابله لخاصتيه


اليوم هو الأروع على الأطلاق منذ أن تزوجا، اليوم كان يقترب منها ويضمها دون عنف أو إرغام أو تهديد، اليوم كانت تتوصد صدره وتشتم رحيق أنفاسه بكامل إرادتها


أنفجر من الضحك عندما تذكر تلك الطريقة البلهاء التى أستعملها وهو يتجه معاه صوب غرفتها وتحجج بكلام والدته مُصطنعا الغباء وعدم الفهم مما كان يقصده والده


تنهد بسعادة مفرطه عندما تذكر إنها ستنزل الشركة غدا، يبدو أن تلك الأيام هى أيام حظه، ها هو الأن سيسطيع التقرب منها بحجة العمل، سيجعلها بجانبه طوال الوقت، سيستغل كل لحظة تمر فى تقربها منه وجعلها توافق أن تعطيه فرصة أخرى، لن ييأس أبدا ولن يتكركها مهما حدث


نهض "جواد" بخفة مُنجها نحو المرحاض وهو يخلع سترته عازما على أخذ حمام دافئ قبل أن يخلد إلى النوم لكى يهدأ، لان غدا لن يكون يوما عاديا بالنسبة له


❈ - ❈ - ❈


دلف كلا منهما إلى الجناح الخاص بهم والذى حجزه لهم "جواد" كهدية لزفافهم، وضع العامل الحقائب داخل الجناح وهو يوجه حديثه إلى "مالك" مُضيفا بالغة الأنجليزية :


_ تهانينا لك يا سيدى


أيتسم له "مالك" بمجامله وهو يخرج بعضا من النقود الذى سبق وقام بتغيرها لعملة البلاد الذى جاء إليها، ليعطيها لهذا الشاب مُضيفا :


_ شكرا جزيلا لك


بأدله الشاب الأبتسامه بعد أن التقط تلك الوقات مستعدا لذهاب رادفا بأدب :


_ العفو سيدى، فلتسمح لى


خرج ذلك الشاب من الجماح وسريعا ما أغلق "مالك" الباب خلفه والتفت كى بدلف وراء "زينة"، بمجرد أن دلف وجدها تجلس على تلك الأريكة خارج الغرفة بملامح فارغة وباردة حد اللعنة


أقترب منها "مالك" وهو يُحاول أن يجد حديثا كى يتفوه به ولكنه لم يجد، وكأن الكلمات هربت من على لسانه، ليصطنع أية شيء لكى يعرف كيف ستكون ردة فعلها، ليحمح "مالك" وهو يقترب منها قائلا :


_ حمدلله على السلامة


أجابتة حتى دون النظر إليه أو التحرك من مكانها ولو قيد أنملة :


_ الله يسلمك


أدرك "مالك" ما تُحاول "زينة" أن تفعله، هى تُحاول أن تتلاشاه وتتلاشى وجوده معها، يبدو إنها لاتزال مصرة على عدم مسامحته أو إعطائه فرصة أخرى، ولكن عليه أن لا يقف مكتوف الأيدى هكذا!!، يجب أن يحاول معاها ولو على الأقل بتبادل الحديث الخفيف، ليعقب "مالك" مرة أخرة مُصطنعا أي عذر للحديث مستفسرا :


_ مش جعانة!!


أجابة أخرى دون النظر إليها بالإضافة على أداة النفى التى أستخدمتها وكأنها تصرخ بعدم تقبل حديثها معه وعزمها على إنهاء الحديث :


_ لا


لن ييأس سيُحاول إلى أن ييأس اليأس منه وتستسلم للإصراره على فتح مجال للحديث معاها، ليضيف مستفسرا :


_ مش محتاجه حاجه؟!


كم مرة يجب عليها أن تخبره إنها لا تريد شيء وخصيصا لو كان منه هو!!، هى حتى لا تريد أن تنظر فى وجهه الذى بكل مرة ترا تتذكر كم كانت حمقاء وغبية عندما أحبتة!!، مجددا تجيبه بتلك الأداة النافية ولكن تلك المرة بتأفف :


_ لا


اللعنة، هل لا يوجد على لسانها كلمة غير كلمة "لا"!!، إلى متى ستظل تصده بتلك الطريقة!!، هكذا لن يكون له أية فرصة للحديث معها بسبب تلك الطريقة الباردة التى تعامله بها، هل تريدين اللعب معى وتعرفين إلى أية مدى أنا صبور!!، حسنا يا فتاة من أجلك سأصبر وأصبر إلى أن يمل الصبر منى، مجداا يحاول أن يحادثها :


_ طب مش محتاجه أ...


يكفى إلى هذا الحد، لم تعد تستطيع تحمل سماع صوته الذى يرغمها على التحدث معه رغم نفورها الشديد والواضح بالنسبة له، ولكن كيف لشحص مثلة معدم البصر والبصيرة أن يلاحظها نفورها منه ومن مجرد الأستماع إلى صوته، قاطعته وهى تلتفت إليه بوجهها ونظراتها تصرخ بالحدة والإنزعاج مُضيفة بحزم :


_ مش محتاجه غير إنى أنام


لم تكن كلماتها تلك سوا إنظار واضح وصريح منها له يُحذره من عدم فرض نفسه عليها مرة أخرى، على الأقل فى تلك الليلة وهذا لأن ما يُحاول أن يفعلة سيذيد الأمر سوء، ليستسلم "مالك" لتحذيرها ويتمتت وهو ينهض من مكانة :


_ اللى يريحك، أنا هدخلك الشنط فى الاوضه


لم يجد منها أية رد ولا حتى نظرت له بل أشات بوججها إلى الجانب الأخر، بينما مالك أنحنى وألتقط الحقائب ودلف بهم إلى داخل الغرفة، خرج "مالك" من الغرفة وهو يحمل أحد الاغطيه التى سيحتاج إليه لكى يُنسه ودته فى تلك الليلة، ليتجه نحوها مُضيفا بيأس :


_ أنا حطيت الشُنط على الكنبه و...


لم تعطيه فرصة كى يُكمل حديثه وسريعا ما نهضت من مكانها بسرعة البرق وأتجهت نحو الغرفة مُضيفة بسخرية لازعة :


_ شكرا


دلفت "زينة" إلى الغرفة وسريعا ما أغلقت الباب خلفها بحدة وغضب، ليميل "مالك" برأسه إلى الجانب قليلا وهو لايزال ينظر تجاه الباب مُضيفا بحنق :


_ دا أنا باين كده هيطلع عينى وعين اللى خلفونى معاكى يا بنت الدمنهورى، أشرب بقى يا عم مالك


قال جملته الأخيرة بنبرة ساخرة وهو يتجه نحو حقيقبته مُخرجا منها بعض الملابس الذى سيرتديها، وسريعا ما أتجه نحو المرحاض لأخذ حماما باردا لعله يساعده على الأسترخاء



❈ - ❈ - ❈

كان "إياد" متجها إلى مكتب "جواد" ولكنه لفت إنتباهه المكتب الذى خصصه "جواد" ل "ديانة" لكى تكون قريبة منه طوال الوقت، ليدلف "إياد" إلى هذا المكتب بعد أن لاحظ وجود "جواد" بداخله هو وبعضا من العمال :


_ الله الله يا جواد بيه دا أنت مش مهندس معمارى وبس، لا ده طلع ديكور كمان


رمقه "جواد" بكثير من الحماس والسعادة تتطاير من زرقاوتيه مُضيفا ببعض من المرح :


_ وأشتغلها عامل بنا كمان لو هى تحب


ضحك "إياد" بصوته كله على تلك الحالة التى يشاهدها على صديقه لأول مرة بحياته، بالإضافة إلى تلك البسمة السعيدة والمتحمسه المحتلة وجهه، ولكنه أراد أن يشاكسه قليلا ليضيف بمرح :


_ يا عينى على الحلو لما تبهدله الأيام، ده أيه الرومانسية دى كلها!! على الله تجيب نتيجه ومتكسفكش زى كل مرة


تبدلت ملامح "جواد" من اللهفة والحماس إلى الإنزعاج والغضب مما تفوه به هذا الغبى الأحمق، ليزجره "جواد" بكثير من الحنق :


_ تصدق إنك عيل معندكش دم وسديت نفسى، على مكتبك يلا


كاد "جواد" أن يلكمه فى وجهه وهو يقول جملته الأخيرة، ولكن نجح "إياد" فى تفاديها وهو يضحك بصخب شديد على إنزعاج صديقه، ليضيف بعد أن هدأت ضحكاته مُعقبا :


_ أستنى بس يا عم الحنين، أحنا عندنا أجتماع مهم النهاردة مع عميل جديد


تأفف "جواد" من إصرار "إياد" على تعكير صفو مزاجه الجيد، ليضيف بملامح منزعجه ونبرة مستأة :


_ عميل مين بقى دلوقتى، بقولك ديانة النهاردة أول يوم ليها فى الشركة، أجل أي أجتماع النهاردة


نهاه "إياد" عما يُفكر فية مُذكره بأهمية هذا الأجتماع وأنه مُحدد منذ فترة طويلة من قبل والده شخصيا، ومُحاولا إقناعه بإستخدام هذا الأجتماع فى صلحيه :


_ يا عم مينفعش، أصلا اللى محدد الاجتماع ده هاشم بيه نفسه ومش هينفع نأجل، ولو على ديانة دى ممكن تكون طريقه حلوه تخليها أعده قصادك أطول فتره ممكنه


راقت ل "جواد" تلك الفكرة جدا وأعجبته كثير، وهذا سيجعلها أمام عينيه وسيستغل هذا الشيء فى جعلها تحضر معه جميع الأجتماعات :


_ طلعت بتفهم وأخيرا أستفادت منك بحاجه، قولتلى العميل ده يبقى مين!!


قال "جواد" جملته الأخيرة تلك بعدم إكتراث وهذا بسبب إنشغاله فى توضيب أدراج مكتب "ديانة" ووضع تلك الشيكولاته التى أحضرها لها داخل المكتب، بينما أجابه "إياد" وهو يتابعه بعينيه بعدم إهتمام مُضيفا :


_ ده صاحب شركة B.N_Group تقريبا


❈ - ❈ - ❈


أتسعت عينى "أمال" بصدمة مما أخبرتها به "ديانة" عن كل ما حدث لها منذ أن أوقف "جواد" خطبتها ب "أدهم" إلى ما حدث لها على يد "هناء" هى ووالدتها التى أكتشفت إنها لا تزال على قيد الحياة بعد كل هذه السنوات الطوال :


_ معقول يا ديانة كل اللى قولتيه ده!!، معقول فيه أهل كده!!، معقول إنتى أستحملتى كل ده لوحدك؟!


أجابتها "ديانة" بعد عن عجزت فى منع إخراج شهقاتها وأخذت دموعها فى التهاوى دون توقف وهى تُكمل وصف ما مرت به له وتقص لها مُعانتها التى ظلت تُعانيها طوال تلك الفترة المادية مُضيفة ببكاء :


_ أنا عشت ٨ شهور فى عذاب يا أمال، مفيش يوم عدى عليا غير وأنا معيطه، بقالى ٨ شهور مضحكتش ولا أبتسمت حتى، ٨ شهور وجع وقهر وعذاب وضرب وإهانة، أنا تعبانه أوى يا أمال تعبانة أوى


سريعا ما ضمتها "أمال" إلى صدرها بكثير من التأثر والحزن على كل ما مرت به صديقتها من مُعانة وألم بسبب تلك العائلة وخصيصا تلك العاهرة الملعونه "هناء" لتربط "أمال" على ظهر "ديانة" مُحاولة مواسته مُضيفة:


_ يا حبيبتى يا ديانة طب أهدى يا قلبى، أهدى وكل حاجه هتتحل إن شاء الله، طب قوليلى بس وصلتى معاهم لفين؟!


أجابتها "ديانة" وهى تخرج من عناقها مُحاولة أن تمحوا أثار دوعها التى لفتت إنتباه بعض المارئين من حولهم مُضيفة بيأس وحزن طاغى على نبرة صوتها :


_ مفيش أتفقت أنا وعمى إن جواد يطلقنى بعد شهرين كده ولا حاجه عشان منلفتش النظر إن بمجرد ما أعلنا عن جوازنا وقالوا إنهم لأقونى، أقوم أطلق من جواد كده بالسرعة دى...


أومأت لها "أمال" بتفهم لما أخبرتها به صديقتها، ولكنها سريعا ما شعرت بالفضول لتعرف ماذا كانت ردة فعل هذا الوحش الذى يُدعى "جواد" لتصيح مُستفسرة :


_ طب وجواد ده رد فعله أيه!!


تنهدت "ديانة" بكثير من الأسئ والتشتت فى حقيقة علاقتها هى وذلك ال "جواد" الذى بمجرد أن تأتى سيرته بالحديث تشعر بالضعف والعجز والكثير من الغضب وتود أن تبكى إلى أن تنفذ دموعها، ولكنها أجابتها ببعض من الإنزعاج :


_ من ساعة ما هناء دخلت المستشفى وعرف الحقيقة وهو عمال يطلب منى إنى أسامحه وأديله فرصه تانية، بس أنا مش قادرة يا أمال وحساه أنانى أوى أنه بيطلب إنى أسامحه بعد كل اللى عمله فيا ده


أنزعجت ملامحها ل "أمال" وأعتلت وجهها ملامح الغضب والإنزعاج من هذا "الجواد" القاسى المغرور رادفة بحدة :


_ ده معندوش دم بقى، طب والله أنا لو شوفت الواد ده لديله بالجذمة على دماغه


نظرت لها "ديانة" بإستنكار مُحاولة إخبارها بالأمر ولكن بطريقة مراوغة كى تستطيع أن تقنعها مُضيفة :


_ أعتبر ده وعد


أجابتها "أمال" بكثير من الأنفعال والعفوية غير مُنتبه لما قالته "ديانة" قائلة :


_ أه طبعا و...


ما كانت إلا لحظه حتى أدركت "أمال" ما تعنيه "ديانة" مما قالته لتو، لتضيف "أمال" بإستفسار :


_ قصدك أيه!!


أجابتها "ديانة" وهى تُحاول توصيل الأمر لها شيء فشيء رادفة بتوضيح :


_ يعنى إنتى فعلا هتشوفيه النهاردة


رفعت "أمال" حاجبها بعدم إدراك لما تُحاول "ديانة" إخبارها به مُصيفة بإستفسار :


_ وده ليه ده!!


أجابتها "ديانة" وهى تتناول من كأس العصير الذى كان موضوع أمامها مُضيفة :


_ عشان هتنزلى معايا الشركة النهاردة


ضيقت "أمال" ما بين حاجبيها بإستنكار شديد مُعقبة بإستفسار :


_ أنا!!، وبصفتى أيه إن شاء الله


أجابتها "ديانة" بعد أن عزمت على إخبارها بما تعنيه بالضبط وعن حاجتها الشديد فى أن تعمل معها :


_ بصفتك صحبتى والمساعدة بتاعتى، مش أنتى بردو إدارة أعمال زيى وخلاص فضلك سنه على التخرج!!


حاولت "أمال" رفض إقتراح "ديانة" وهذا بسبب حرجها الشديد من وجودها فى مكان كبير كهذا وهى لم تتخرج بعد :


_ أيوه يا ديانة بس أ...


قاطعتها "ديانة" مُمانعة أية إعتراض تُحاول أن تقوله "أمال" مُعلنه عن حاجتها الشديدة فى وجودها معاها فى هذا المكان التى ستشعر فيه بالوحدة والضعف :


_ مبسش ولا حاجه يا أمال، أرجوكى أنا محتجالك جمبى جدا


أستسلمت لها "أمال" ووافقت على طلبها بعد إلحاح صديقتها الشديد عليها مُضيفة بكثير من المرح :


_ أمرى لله، وهتدينى مرتب حلو بقى ولا أيه!!، شوفى أما أقولك أنا أكبر شريكات إسكندرية تتمنانى


ضحك كلا منهما وأحتضنا بعضهم البعض بقوة وكأنهما يُمدان بعضهما بالطاقة والقوة


❈ - ❈ - ❈

كانت "ديانة" صاعدة إلى مكتب "هاشم" بصحبة "أمال" بعد أن سألت أحد الموظفين عن مكانه، بينما كان "إياد" هو أيضا خارجا من مكتبه وتلاقى ب "ديانة" وصديقتها، ليصيح "إياد" مرحبا بها :


_ صباح الخير يا ديانة، نورتى الشركة كلها


بأدلته "ديانة" التحية بإبتسامة إمتنان مُضيفة بود :


_ صباح النور يا إياد، منوره بوجودك، أعرفكم


قالتها وهى تُشير نحو "أمال" مُحاولة تعريف كلاهما على بعض مُعقبة :


_ أمال يا إياد صحبتى الانتيم وزى أختى بالظبط


حولت نظرها إلى "أمال" معرفة إياها عليه مُضيفة بتوضيح :


_ وده يا أمال إياد خطيب ملك اللى حكتلك عنه


أمتدت يد "أمال" ل "إياد" لكى تصافحه بإبتسامه تعارف :


_ أهلا وسهلا تشرفت بمعرفتك


صافحها "إياد" أيضا بإبتسامة مرحبة، لتوجه "ديانة" حديثها نحو "إياد" مُعقبة بأحترام :


_ أمال يا إياد هتكون السكرتيرة الخاصه بتاعتى وياريت لو نعملها الأزم


أومأ لها "إياد" بالموافقة على حديثها رادفا بقليل من المرح :


_ يا سلام أنتى تأمرى يا مدام ديانة


كان كل هذا يحدث تحت أنظار "جواد" الذى كانت يتابعهم من بعيد دون أن يلاحظه أحد، ولكنه لم يعد يحتمل يريد أن يقترب منها ويكون بجانبها، أقترب منهم "جواد" بتطفل فارضا نفسِه عليهم مُضيفا :


_ صباح الخير يا جماعة


أجابه كلا من "إياد" و"أمال" التى لم تكن تعلم من هذا الشخص الوسيم والجذاب إلى حد اللعنة هذا!!، لم تتخيل أبدا أن هذا هو نفسه الشخص المتوحش التى كانت تخبرها عنه صديقها منذ قليل، بينما "جواد" ظل ينظر إلى "ديانة" متفحصا إياها وهى بهذا الزى الأسود الرسمى الذى يُبرز أنوثة جسدها ورشاقة قوامها بالإضافة إلى هذا الكعب العالى الذى أزادها رقعة ورقى


لاحظ "إياد" شرود صديقه فى معشوقته تلك والتى لم تنظر له قط منذ أن ألقى عليهم التحية، ليُحاول "إياد" إفاقة صديقة موجها حديثه له بتنبيه :


_ دى أنسة أمال يا جواد هتبقى السكرتيرة الخاصه ب ديانة


ما إن أعلن "إياد" أن هذا الجذاب هو نفسه "جواد" حتى أنصعقت "أمال" من صدمتها، أهذا هو الشخص الذى كان يضرب صديقتها ويُعذبها ويغتصبها!!، أيمكن أن تخرج تلك الأفعال من شخصا كهذا؟!


بينما "جواد" إبتسم لها بكثير من الترحاب مما زاد وسامته مُضيفا وهو يقدم يده لمصافحتها قائلا :


_ أتشرفت بمعرفعتك يا أنسه أمال


بأدلته "أمال" المصافحة وهى تُحاول أن تُخفى صدمتها بتلك الأبتسامة المُصطنعه والمشتته أيضا، بينما "ديانة" قد رفعت حاجبيها بكثير من السخرية والأستهزاء مما يُحاول "جواد" أصطناعه، هل يُحاول الأن يكون الأن الشخص الخلوق المحترم المرحب بالجميع، اللعنة عليه


لاحظ "إياد" ملامح السخرية على وجه "ديانة" وجاهد كثير فى عدم الأنفجار من الضحك أمام الجميع، ولكنه تذكر هذا الأجتمام ليُصيح موجها حديثه نحو "ديانة" :


_ طيب يا ديانة أحنا عندنا أجتماع كمان ربع ساعه ويدوبك نروح أوضة الاجتماعات عشان عندنا عميل جديد النهاردة ولازم كلنا نبقى موجودين


أومأت له "ديانة" بالمواففة على حديثه رادفة بإنصياغ :


_ تمام يله بينا


دلفوا جميعا غرفة الأجتماعات ليجدو "هاشم" بإنتظارهم، ليلقوا عليه جميعا التحية ويجلس كلا منهم فى مكانه الذى حدده لهم "هاشم" ومنهم "جواد" الذى كان يتوسط الطاولة


_ العميل وصل يا فندم


قالها الموظف بعد أن أستأذن فى الدخول، ليجيبه "هاشم" سامحا له بأن يجعله يدخل مُضيفا :


_ خليه يتفضل


ظهر أمامهم راجل فى العقد السادس من عمره ويبدو عليه الكثير من الثراء والوقار مُعقبة لإبتسامة أحترام :


_ مساء الخير يا جماعة


رد عليه "هاشم" الذى نهض من كرسيه مرحبا به، فهو يُعتبر صديقه منذ فترة طويلة، ليعقب مُضيفا بترحاب :


_ مساء النور، أتفضل يا بكرى


دلف "بكرى" وخلفه شاب يبدو أنه فى منصف العقد الثالث من عمره ويبدو عليه الثراء والرقى وحسن المظهر، ولكن تلك النظارة التى تُخفى نصف وجهه كانت تُعيقهم فى تحدبد ملامحه، ولكن بمجرد أن أنتشلها وظهر وجهه أعتلت وجه "جواد" ملامح الغضب والأنزعاج وهو يرمق "إياد" بكثير من النظرات القاتلة، بينما "إياد" كان ينظر له وكان يقسم أنه لم يكن يعلم بهذا الأمر؟!


بينما رفعت "ديانة" وجهها لتتعرف على هذا الشاب وما إن وقعت زرقاوتيها عليه حتى شعرت بكثير من الصدمة التى ألجمت لسانها وجعلت القشعرية تسرى بسائر جسدها، وأخيرا أنحلت عقدة لسانها بعد لحظات وما كان تعليقها سوء أن تذكر أسمه بنبرة أستنكارية قائلة :


_ أدهم!!


يتبع..