الفصل الثمانون - مملكة الذئاب black
الفصل الثمانون
كانت سابين تقف أمام هؤلاء الرجال الثلاثه بتحفز شديد وهى تقول:مرحبا بالرجال...هل كانت رحلتكم إلى هنا أمنه؟!...
أومأ لها دراكوس قائلا بجديه:يجب أن نتحدث
سابين....أيده ماثيو بتوتر منفعل:أين ليليان سابين؟!... نظرت سابين لوالدها الذى لم يتحدث منذ وقوفهم وهى تقول له:وأنت سيد جورج ألا يوجد ما تريده؟!..
نظر لها جورج بإشتياق جارف وهو يقول بعيون تلمع شوقا:لقد ظننت أن مخيلتى ستبرع برسمك وأنتِ بتلك الثياب وخاصه حين يستطال شعرك...إلا أنكِ أثبتى لى العكس...فما أراه الأن يدل على أنكِ أجمل فتاة رأتها عينى يوما....كما أننى أتيت حتى أخبركِ أننى قد اشتقت لكِ صغيرتى....
توترت نظرات سابين الثابته من ذلك الحديث الصادق الذى أغدقها والدها به...إلا أنها تصنعت
البرود وهى تقول:أعتذر منكم إلا أننى لن أسمح
لأحد منكم بالدخول...فما تبحثون عنه لن تجدوه داخل منزلى...إلا حينما أريد أنا ذلك...
ظهر التسائل على وجوههم حتى قال ماثيو:وكيف سيحدث ذلك؟!...نظرت له سابين بهدوء وهى تقول: بالوقت الذى ستوافق به زوجتك على رؤيتك...حينها سأسمح لك برؤيتها....
ثم نظرت ل ثيو وجابى نظرات فهمها جيدا...كما أنها أطلقت صفير مرتفع فأسرع جرومز نحوها....فنظرت له بحب وقالت بصوت سمعه الجميع جيدا:من يحاول منهم التحاذق فالتقم بإلتهامه صغيرى....
أنهت سابين حديثها وهى تقبله بين عينيه ودلفت للداخل.....وتركت الرجال الثلاثه يقفون أمام باب منزلها....وثيو وجابى وجرومز بالداخل....
دلفت سابين للمطبخ وهى تنظر للجالسات واللاتى يظهر عليهن التوتر الشديد...وخاصه ليليان التى كانت ترتجف بطريقه ملحوظه....نظرت سابين لها ثم نظرت للفتيات وابتسمت بهدوء قائله ل ربيكا:هل من الممكن أن تصعدى مع الفتيات لأعلى؟!...
أومأت لها ربيكا بطاعه وأخذت الفتيات للأعلى...
وبعد تأكد سابين من صعودهم تقدم من مقعد ليليان قائله بحنان:لن يحدث إلا ما تريدين جميلتى...لهذا فالتكفى عن الإرتجاف...فهو من يجب عليه التوتر لا أنتِ....
ثم اقتربت منها أكثر وأكملت بصوت خافت مليئ بالمرح:رغم أننى أراه هكذا بل أكاد أجزم أنه يكاد ينتفخ إلى أن ينفجر بالجميع بعد لحظات...
لم تستطع ليليان منع ابتسامتها من الظهور فربتت سابين على كتفها بحنان قائله بمأذره:أن الأوان لرد الحقوق لأهلها لهذا فالتفعلى ما يمليه عليكِ قلبك... نظرت لها ليليان بعيون باكيه وهى تؤمى لها بالموافقه قائله بخفوت:ولكن أنا لا أعلم ماذا على
أن أفعل؟!...
ابتسمت لها سابين بحنان وهى تسألها قائله:إفعلى ما يمليه عليك قلبك...هل يريد رؤيته الأن؟!...أم أنه مازال يخشى رؤيته ويريد الاستعاد للأمر حتى يعتادى على وجوده بمحيطك....
نظرت لها ليليان بتشتت وهى تقول وتشير لعقلها بتيه:لا أعلم...أقسم أننى لا أعلم فعقلى لا يعطنى إجابة وقلبى يؤلمنى بشده....تنهدت سابين بهدوء وهى تنظر لكلا من والدتها...وميلسيا التى أصبحت شارده منذ استمعت لأصوات الرجال الواقفين بالخارج ليقدموا لها يد العون....
حتى قالت فكتوريا بهدوء غريب عليها ولا يتناسب مع موقف كهذا....وهى تنظر ل ليليان:لقد ذاق من ذات الكأس ليليان....لهذا نصيحتى لكِ أن تحاولى الجلوس معه والاستماع له....فأنا قليلا ما أرى رجل يظل على ذكرى زوجته التى تركته ورحلت...إلا أنه من الأفضل ألا تتقابلوا اليوم....وأن تقوم سابين بجعل جابى وزوجته ينتقلون للعيش معنا...والرجال يستقرون بالملحق حتى يتسنى لكِ رؤيته عن بعد وتألفيه من جديد..وخلال ذلك ستجدين قلبك يخبرك بما يريد وهو بكامل إرادته....
انتهت فكتوريا من حديثها فنظرت لها سابين للمرة الأولى بفخر جعل الرضى يملئ قلب فكتوريا...ثم نظرت سابين ل ليليان سائله إياها:إذا ما هو قرارك أميرتى؟!...
أجابتها ليليان بهدوء انتقل إليها من حديث فكتوريا ونظراتها الهادئه:اتركيه قليلا حتى اعتاد وجوده... اتسعت ابتسامة سابين وهى تقترب منها وتقبل وجنتها بحب....ثم استقامة مبتعده عن النساء الثلاثة وخرجت بوجه جامد....
وهى تنظر للواقفين أمام منزلها قائله ببرود:جميعهن رفضوا مقابلة أى منكم...لهذا لن أستطيع إدخالكم كما أننى سأسمح لكم بالبقاء بالملحق الخاص بمنزلنا..
وذلك بعد أن يقوم السيد جابى بجمع أغراضه هو وأسرته للإقامه بالمنزل...أنهت حديثها وهى تنظر
ل جابى الذى أومأ لها بتفهم....
كما أضطر الرجال لتنفيذ ما تقوله على خلاف ماثيو الذى قال بحده:واللعنه إن كان كلاهما أخطأ بحق إمرأته...فأنا لم أفعل لهذا أنا لن أذهب سابين قبل مقابلتها والأن....وحين حاول الدخول وجد ثيو يقف أمامه قائلا بنذق:لا أظن أن وجودكم بالداخل مرحب به من قبل الجميع....كما أنها أخبرتك أنك لن تدلف للداخل لهذا أنصحك بالابتعاد الأن...
اقترب ماثيو من ثيو بعيون مشتعله وكاد كلاهما يتصادمان....إلا أن سابين أسرعت نحوهم ووقفت أمام ثيو وهى تقول ل ماثيو بهدوء:أنها هى من طلبت ذلك ماث...كما أنها متوتره بدرجه كبيره
وإذا حدث بينكما لقاء الأن ستصبح الأمور أكثر تعقيدا...لهذا فالتنتظر قليلا حتى تتقبل عودتك...
تنهد ماثيو بحده وهو يؤمى لها بتفهم....فتنفست سابين بهدوء وهى تستدير لتتلمس صدر ثيو قائله بهدوء:أرجو منك أن تساعد جابى والرجال بترتيب المنزل...رفع ثيو يده يربت على رأسها بحب وقَبَل رأسها وهو يقول بعشق ظهر للعيان:أمرك جميلتى...
وتحرك خارجا من المنزل ليسير مع الرجال الذين ينظرون له بفضول وتعجب...خاصه من تلك النظرات الهائمه ب سابين...والتى تسمح له بملامستها هكذا بكل حريه لم تسمح بها لغيره...
وهذا جعل دراكوس يتحدث ل سابين بصوت مرتفع وماكر قبل تحركهم قائلا:اللعنه كدت أنسى إخبارك أيتها الصغيره...حديثه جذب انتباه الجميع حين
أكمل بعيون تلمع كذئب ينتظر سقوط فريسته:بما أنك رفضتى رؤيتنا للنساء...فالملك قد أرسل رسالة هامه للأميره ميلسيا...أرجو منكِ أيصالها...أومأت له سابين بتوتر حاولت إخفائه...
فقال دراكوس بهدوء:أرد أن أخبرها أن هناك بعض الأخبار المكذوبه انتشرت خلال الفترة المنصرمه
عن قرار الملك بالزواج...وأن هذه الأخبار ليست بصحيحه....
أنهى دراكوس حديثه وهو ينظر ل سابين بإبتسامه هادئه..فأومأت له سابين بجمود وهى تقول:بالطبع سأخبرها...أنهت سابين كلماتها واستدارت عائده للمنزل...وقد إلتمعت عينيها بالدموع التى لم تستطع منعها...مغلقه الباب خلفها وهى تسير بأليه إلى الأعلى تاركه خلفها السيدات ينظرن لأثرها بحزن على حال تلك الصغيره...فقد استمعن لحديث دراكوس عن الملك...
دلفت سابين لغرفتها وهى تحاول إلتقاط أنفاسها بصعوبه...ويدها المرتعشه تربت على قلبها بهدوء
لعل نبضاته تهدأ قليلا....وقلبها يخبرها قائلا بثقه:
أرأيتى هو لم يكن ليفعل هذا بنا.....لم يكن ليتخلى عن وجودنا...وأن كل ما وصل إلينا من أخبار كان كذب محض....
إلا أن عقلها لم يعجبه حديث قلبها فأجابه ساخرا:
او أنه أدرك أن الأمر سيصل إلينا..وحينها قرر التلاعب حتى يصبنا التشتت كما يحدث الأن...انتفض قلبها بعنف وهو يجيب عقلها بغضب وألم:لما واللعنه دائما ما تحاول تحطيم كل ما هو جيد؟!...لما؟!...هل تحب رؤيتى أعانى وأتألم؟!...أم أن رؤيتى منكسرا محطما هو ما يرضى غرورك اللعين...وهذا حتى تستطيع وحدك التحكم بكل شئ...أليس كذلك؟!...
صمت عقلها قليلا يحاول استيعاب هذا الكم الهائل من الأكاذيب السامه التى يلصقها قلبها به....حتى ابتسم ساخر وهو يقول بإنفعال:أتعلم أنا أرتضى لذاتى أن أكون باردا مغرورا لا يأبى لتلك المشاعر التى تضعفنى...وذلك أفضل من الذى يقوم بتزيف الحقائق من أجل بناء عالما ورديا يحلق به لساعات... ومن ثَم يأتى الواقع ليصفعنى ويصيبنى بالضعف حتى أظهر انكسارى للجميع...أهذا ما تريد أن نكون عليه....لهذا اللعنه على حبك له ذلك الحب الذى أصابنا بالضعف...وبينما هو ينعم بالراحه نحن هنا
لا نملك سوى البكاء...والبحث عنه بكل ما يحيطنا والاشتياق له ولنظراته اللعينه....لهذا فالتكف عن اهانتى....خاصه إن كان من أجل شخص لم يعد
يهتم لأمرنا....
أنهت سابين الحديث بين عقلها وقلبها وهى تزيل دموعها العالقه بجفنيها بعنف...وهى تقول بصوت خافت:لم يعد الأمر يعنينى بعد اليوم....وذهبت لمرحاضها وقامت بغسل وجهها...ثم جلست على فراشها لبعض الوقت حتى استعادت هدوائها...
ثم استقامة خارجه من الغرفه لتساعد البقيه بنقل اغراض جابى واسرته....هبطت سابين للاسفل وهى تبحث بعينيها عن النساء...إلا أنها لم تجد أحد بالطابق السفلى....
فخرجت من المنزل وذهبت لتساعد الرجال...وبعد انتهائهم من نقل الأغراض...قرر ثيو الرحيل لتأخر الوقت...فسارت سابين معه لتقوم بتوديعه....
وبعد رحيله عادت وقامت بتجهيز بعض الطعام مع ميلسيا للرجال....بينما كانت النساء يقومون بترتيب غرفه ريبكا وجابى...كما قررت ليلى ولينا النوم معا بالغرفه ذاتها...
وخلال تحضير سابين وميلسيا للطعام...قالت ميلسيا بخفوت:قومى بأخذ الطعام إليهم وعند ذهاب الجميع إلى غرفهم....فالتأتى لغرفتى سأنتظرك...نظرت لها سابين بهدوء وأومأت لها بطاعه وهى تقبل وجنتيها بحب....
ثم قامت بحمل الطعام وذهبت نحو الملحق وقامت بوضع الطعام على أحد الصخور...ثم طرقت باب الملحق الذى قام دراكوس بفتحه لها...وقام بأخذ الطعام منها وهو يقول:شكرا لكِ سابين...
أومأت له سابين بإبتسامه هادئه ثم تركته لتعود للمنزل...إلا أنها قررت السير لبعض الوقت لعل تلك الحروب الضاريه والمشتعله بين عقلها وقلبها تهدأ قليلا....
وخلال سيرها ظلت تفكر بهدوء حتى أدرك عقلها
شئ لم تلاحظه عند حضور الرجال....مما جعلها تتوقف عن السير وهى تفكر بكيف ستتأكد مما
تشك به؟!...حتى توصلت لحلا...
فعادت مسرعه نحو المنزل واتجهت لغرفتها وقامت بكتابه أربعه رسائل...ثلاثه منهم لشقيقاتها وواحده ل دوغلاس...والذى سيأتى لها بحل هذا اللغز....
بعد انتهائها من كتابه الرسائل قامت بوضعها على طاولتها حتى يأتى الصباح وتقوم بإرسالها....
ثم خرجت من غرفتها متجه لغرفه ميلسيا بعد أن ذهب الجميع لغرفهم...ودلفت للداخل بهدوء فوجدت ميسليا تجلس أرضا بشرفتها وهى تنظر للقمر بهدوء فجلست سابين جوارها...وهى تشاركها النظر للقمر...
ظل كلاهما على هذا الوضع لبعض الوقت حتى تحدثت ميلسيا بشرود...وهى لاتزال تنظر للقمر وعينيها تذرف الدموع بسخاء:أتذكر ذلك اليوم
جيدا حين قرر والتر اعدام بيلا وألكسندر أمام الجميع...وذلك بعد أن أعلن خيانة كلاهما وأنهما يستحقان الموت....ولقد كان الأمر على مرأى
ومسمع من الجميع...حتى أنه لم يرحم الصغير إستيفان حينها وأجبره على الوقوف جواره...
حتى يرى والدته وهو يقوم بشنقها أمام الجميع لخيانتها له مع اقرب مستشاريه....
ولقد كان الأمر صادما فبعد إعدام كلاهما....ظل حبيس غرفته كذلك إستيفان كان هادئ لدرجه مخيفه ويرفض التحدث مع أحد....كما أننى كنت محطمه فموت شقيقتى وصديقتى ورفيقه دربى
كان مؤلما لقلبى....
لهذا قررت الابتعاد عن الجميع وذهبت لأحد القريه النائيه ومكثت بأحد الأكواخ أواسى قلبى...حتى أتى هو وبدأ يتوغل بحياتى كالمرض السام....إلا أننى لم أشعر بسمه المميت سوى بالنهايه....فلقد أتى بالوقت الذى شعرت فيه بوحدتى وضعفى....
حتى أصبح لا يمر يوما إلا وكان هو جزء منه... وأصبحنا على علاقه وثيقه ووقعت أنا بشباكه دون أن ألاحظ...وبعد مرور شهران على علاقتنا...عدت للقصر فقد اشتقت ل إستيفان الصغير....إلا أننى وجدت حالته سيئه لهذا قررت البقاء معه لرعايته....
إلا أن ذلك الأمر لم يلقى استحسانه وقام بصفعى حينها للمرة الأولى لرفضى بالبقاء معه...وخيرنى
بينه وبين إستيفان...كانت سابين تستمع لها وهى تشعر بالنيران تضرم بصدرها...إلا أنها لم تتحدث بل تركتها تكمل حديثها....
تنهدت ميلسيا بألم وعينيها لم تكف عن ذرف الدموع وهى تكمل بإنكسار:حين قام بصفعى رفضت البقاء معه خوفا منه...واخترت إستيفان لأنه كان بحاجة لوجودى ورحلت....إلا أننى واللعنه إشتقت له لهذا قررت الذهاب له والتحدث معه...وايجاد حلا يرضى كلانا دون أن أخسره....رغم علمى أنه كان مساعد ألكسندر الخاص والذى تسبب بموت بيلا....إلا أن قلبى اللعين لم يهتم وظل يضع له الكثير من المبررات....حتى صدمتنى الحقيقه وحطمت قلبى وروحى معا....وذلك حين ذهبت له فقام هى بمعاشرتى بقوة....وأخرجنى من منزله عاريه وهو يخبرنى أمام الجميع....أنه لم يقترب منى سوى
لأخذ ثأر سيده من السيدة التى تسببت بموته...
ولقد نجح بفعل ذلك من خلالى....
أنهت ميلسيا حديثها وهى تبتسم ساخره وشهقاتها تظهر بين كل جمله والأخرى...وتنظر ل سابين قائله بتحسر وهى تشير لذاتها:لقد كنت الأداة التى قرر الإنتقام من خلالها سابين....إلا أن انتقامه قتلنى وحطم كبريائى الذى حافظت عليه لأعوام....حتى أتى هو وحطمه ببضع كلمات....
اقتربت منها سابين وهى تضمها لصدرها وتربت برفق على ظهرها...وهى تنظر لعينيها وتقول بصدق:أقسم ألا أدع أحد يصيب قلبك بالأذى ما دام هناك نفس بصدرى....
نظرت لها ميلسيا بعيون باكيه وهى تقرب سابين لقلبها وتحتضنها بحب وهى تبكى بألم...ظلوا على تلك الحاله لبعض الوقت حتى هدأت ميلسيا وكفت عن البكاء....
حينها استقامت سابين وأوقفت ميلسيا هى الأخرى...
جعلتها تتسطح على فراشها وبعدما قامت بتدثيرها خرجت من غرفتها بهدوء....
وخلال ذهابها لغرفتها سمعت صوت باكى يأتى من غرفة والدتها....فأغمصت سابين عينيها بإرهاق وهى تعود لتتجه لغرفه والدتها وتدلف دون طرق الباب...
نظرت فكتوريا بفزع للقادم حين تم فتح باب غرفتها... إلا أنها هدأت حين علمت أن القادم سابين وحاولت إزاله الدموع العالقه بعينيها....وهى تقول بصوت حاولت جعله هادئ إلا أنه خرج مهتزا:لقد ظننت أنك ذهبتى لغرفتك لتستريحى لبعض الوقت.....
جلست سابين جوارها وهى تمرر يدها على ظهرها بحنان قائله:لقد كنت ذاهبه لغرفتى بالفعل إلا أننى أردت الإطمئنان عليكى قبل خلودى للنوم...
اجابتها فكتوريا بإبتسامه هادئه وهى تقبل وجنتيها بحب:أنا بخير صغيرتى...هيا فالتعودى لغرفتك حتى تحصلى على قدرا من الراحه....
رفعت سابين يدها تمررها على وجه والدتها وهى تقول بخفوت متجاهله طلب والدتها:ماذا يبكيكى حسنائى؟!...عادت الدموع لتحتل عينى فكتوريا...
إلا أنها قالت بمراوغه لتبتعد عن ذكر ما يحزنها:لقد استمعت لمحادثتك مع الرجال...ولقد كنت فخوره
بكِ صغيرتى وأنتِ تقومين بحمايتنا اليوم...
أدركت سابين ما تسبب بألم والدتها مما جعلها تقول بصراحه مطلقه:إذا لقد استمعتى لحديثه حتن قال أنه قد أتى من أجلى ولم يأتى من أجلك أنتِ...أليس كذلك؟!...
لم تستطع فكتوريا منع عينيها من ذرف الدموع...
إلا أنها قالت ببأس وقوة:هذا ما يسمى بضريبه
العشق صغيرتى...فهو يؤلم القلوب أكثر مما يسعدها....
نظرت لها سابين بحزن وهى تقول بصدق:هل ستصدقينى حين أخبرك أنه كان يبحث عنكِ من خلالى...نظرت لها فكتوريا بعيون منكسره...فأكملت سابين بصدق:أنتِ تعلمين أننى من المحال أن أنحاز له على سبيل راحتك...إلا أنه يجب على قولها فهو يستحق فرصه أخرى رغم ما فعله...
نظرت لها فكتوريا بصدمه وكادت تتحدث إلا أن سابين منعتها وهى تشير لها بعدم التحدث...لتوضح مقصدها قائله بهدوء:كلانا يعلم كم هو يحبك أمى فرغم كل ما حدث بينكما إلا أنه لم يستطع التفريط بكِ...كما أنه فاشلا بالكذب وحديثه أكبر دليلا على ذلك...فلقد قال أنه قد أتى من أجلى أليس كذلك؟!..
أومأت لها فكتوريا بالإيجاب فأكملت سابين موضحه: الجميع يعلم وهو بالأخص أنه من الصعب أن أغفر له ما فعل بشئنى...كما أننى سأحتاج للكثير من الوقت حتى أتقبل وجوده...لهذا سؤالى هنا لماذا سيأتى من أجلى وهو يعلم أنه سيعود خائب الوفاض؟!...
نظرت لها فكتوريا بهدوء وقد توقفت عن ذرف الدموع...حين فهمت المقصد الحقيقى وراء قدوم زوجها وهذا جعلها تبتسم بخفوت...فقد ظنت لوهله أنه قد تخلى عنها ولفظها خارج حياته حين قررت الابتعاد عنه...إلا أنها لا تعلم ما الذى يجب عليها فعله...
كانت سابين تنظر لها بهدوء وهى تلاحظ التغيرات التى تطرأ على صفحات وجهها...ففهمت ما تشعر به والدتها...فقالت بمشاكسه وهى تجلس بإرتياح جوارها:أظن أننى لو كنت محلك لكنت رددت له الصاع صاعين....
نظرت لها فكتوريا بإستفهام وهى تمسح دموعها قائله:وكيف ذلك؟!...أجابتها سابين بثقه:أخبره بطريقتى الخاصه أن وجوده لا يشكل فارقا
بالنسبه لى...فهو ومن معه يثقون أنه لن تقوم
إحداكن بالخروج من المنزل لتواجدهم...ومعنى خروجك للعمل غدا دليل على أن وجوده أو رحليه
لا يشكل فارق لديكِ...حينها أقسم لكِ أننا سنرى غضب هذا الرجل الذى لم أراه غاضب بحياتى سوى مرات تكاد تعد على أصابع الأيدى...
ظهرت ابتسامة فكتوريا مقتنعه بحديث صغيرتها... فهى تعلم أن أكثر ما يثير غضب زوجها العزيز هو عدم اعطاء الاهتمام ل جورج ولوجوده...وهذا ما ستفعله...
اتسعت ابتسامة سابين حين رأت ابتسامه والدتها فقامت بتقبيل وجنتيها بحب...وهى تستقيم وتجعلها تتسطح على فراشها وتتدثرها جيدا...ثم خرجت من غرفتها بهدوء...وسارت عائده لغرفتها وحين فتحت بابها وجدت جرومز يحتل فراشها وهو ينتظر عودتها من الخارج...فإقتربت منه وتسطحت بجواره وهى تحتضنه وتشتم رائحته العطره وتقبل فكه بقوة.... مما جعله يزمجر برضا تام وهو يدفن وجهه بعنقها حتى سقط كلاهما بنوما عميق....
❈-❈-❈
كان الملك منشغل بالكثير من الأعمال المتراكمه... خاصه حين قرر دراكوس وماثيو وجورج الرحيل... وماكس الذى أصبح منشغل أكثر بزوجته التى اقترب موعد وضعها لطفلهم الأول...بينما ديفيد هو لم يعد يراه بسبب ملاحقته لتلك الفتاة التى يريد الزواج بها...
لهذا فالعمل أصبح منحصر بينه هو وألفين...مما جعله يحصل على وقت قليل من الراحه...حتى يستطيع انهاء كافه الاعمال التى أصبحت على عاتقه وحده...
تنهد إستيفان بإرهاق وهو يحاول عدم التفكير ب سابين والتركيز بأعماله....إلا أنها تعود وتحتل جزء كبير من تفكيره وهو يتسأل عما تقوم به الأن...
وخلال محاوله للعوده لإستكمال عمله طرق باب مكتبه...ودلف أدمز بعد أن سمح له بذلك...وقام بإعطائه أحد الرسائل التى وصلته من خادمه...
فإنتظر إلى أن خرج أدمز وقام بتمزيق غلافها
وعينيه بدأت تلتهم الكلمات المدونه...
والتى جعلت الدماء تغلى بعروقه وعينيه تتحول للون القاتم...واحتلت ملامحه للبرود الثلجى والذى يحاول من خلاله التحكم بإنفعالته وعدم السماح لغضبه بالخروج....إلا أنه كلما استمر بقرأة ما كتب بالرساله إزدادت النيران اشتعالا بجوفه...
وبعد انتهائه من قرأته الرساله وقف عن مقعده يحاول أن يهدأ من غضبه....إلا أن الأمر لم يفلح
وبدأ بتحطيم الغرفه والتى لم يترك بها جزء إلا
ونال جزء من غضبه...
كان الحرس بالخارج يشعرون بالقلق والخوف من تلك الأصوات المتلاحقه....والتى بدأت بالتصاعد بعد خروج أدمز بدقائق....ولقد كانت الأصوات مرتفعه وتعبر عن ثوره الملك وغضبه الشديد....إلا أنه لم يجرأ أحد على الدخول....
لهذا أسرع أحد الحرس للبحث عن أحد المستشارين لعلهم يوقفون ما يحدث بالداخل...وبالفعل نجح الحارس بإيجاد ألفين وأخبره بما حدث وهم بطريقهم لمكتب الملك....
وعند اقترابهم أمره ألفين بأخذ الحارس الأخر والأبتعاد عن محيط المكتب...ودلف هو للداخل
وهو يرى إستيفان يقوم بتحطيم تلك المكتبه الخلفيه الضخمه التى تحتوى على الكثير من
الكتب والأوراق الهامه...إلا أن إستيفان لم يكن
يعى ما يقوم به....
فأدرك ألفين أن الأمر قد تخطى المعقول....خاصه حين لاحظ قتامه عينيه لهذا تركه يخرج ما بداخله لعل غضبه يسكن بالأخير ولا يتسبب بإيذاء أحد....
مر بعض الوقت حتى شعر جسد استيفان بالإنهاك بسبب ما بذله من جهد كبير فى تحطيم مكتبه...بينما كان ألفين ينظر لصديقه بهدوء ولم يحاول التدخل لإيقافه....حتى هدأ إستيفان وعاد بأنفاس متلاحقة وقام بإعادة مقعده الوثير كما كان بعنف وجلس عليه وهو ينظر أمامه ببرود وجمود....رغم هاله الغضب التى لاتزال تحيطه....
هنا تحرك ألفين وجذب هو الأخر المقعد الوحيد الذى يصلح للجلوس عليه...وجلس أمام إستيفان دون قول شئ....ظلو هكذا لما يقارب الساعه لم يتحدث خلالها إستيفان....ولم يحاول ألفين هو الأخر أن يتسأل عما يحدث...
حتى بدأ إستيفان بالتحدث قائلا بصوت خرج باردا إلا أنه يحمل بين طياته عذاب أحرق قلب صاحبه:لقد ظننت أنها ستظل كما هى تحتمى بذلك الساب الذى برع بإخفائها عن أعين الجميع...إلا أنها واللعنه تخلت عنه وليس ذلك فحسب بل قررت العوده ك حداده وهى ترتدى تلك الثياب اللعينه...وهذا سبب لها بعض المشاكل....وحينها جعلت الكثير من الأنظار تتجه نحوها....واللعنه هذا ما تبرع به....
ثم ارتسمت على شفتيه ابتسامه مميته وهو يكمل: وللمصادفه كان الأمير آيدان من هؤلاء...والذى قرر اغتنام الفرصه واتخذ أولى خطواته بدعوتها لقصر والده ليتقرب منها...
هنا تحدث ألفين للمرة الأولى منذ دلوفه قائلا بهدوء: كلانا يعلم أنه شاب ذكى ووسيم إلا أنه لن يكون ندا لك...كما أنك تستطيع إيقافه عن مجرد المحاوله فى التقرب إليها...
نظر له إستيفان بعيون لاتزال قاتمه وهو يقول بإنفعال لم يستطع التحكم به:وماذا عن ذلك اللعين الأخر الذى ظهر من العدم....والذى يتحرك معها ك ظلها...
تجعد ما بين حاجبى ألفين وهو يحاول ايجاد شئ يهدأ من غضب صاحبه....الذى إذا ترك له العنان قد يتسبب بقتل أحدهم...لهذا أجابه ألفين بعقلانيه:من المؤكد أن خادمك قد لبث عليه الأمر...فقد يكون شخص قدمت له سابين يد العون...فقرر تقدم بعض المساعده...
استقام إستيفان بعنف وهو يقول بسخريه لازعه:
حقا شخص تقدم له يد العون...وبالمقابل تسمح له بملامستها بحريه...وليس ذلك فحسب بل وتجعله يظل بمنزلها حتى وقت متأخر...كما أن رجلنا الشهم قام بتسخير رجاله ليكون طوعا لأمرها...
صمت قليلا يحاول أخذ أنفاسه ثم عاد ليقول بتصميم:أقسم على أن أزهق روح هذا الحقير...
هو وكل من تسول له نفسه الاقتراب مما يخصنى...
وتحرك خارجا من مكتبه وخلفه ألفين الذى لعن بصوت خافت....وهو يحاول أن يجد ما يقلل به من حده غضب صاحبه....الذى سيتسبب بإيذاء الكثيرون وسابين هى من ستكون بالمقدمه...
يتبع