الفصل الواحد الثمانون - مملكة الذئاب black
الفصل الواحد والثمانون
أتى الصباح ومع اول ظهور لشعاع الشمس استيقظت سابين وقامت بإرتداء ثيابها....وحملت الرسائل وخرجت من المنزل هى تأمر جرومز بالبقاء وعدم السماح لأحد بدلوف المنزل...
ثم خرجت لتقوم بإرسال الرسائل وتذهب للقصر الملكى لترى ابنة الملك....ولكن حين خرجت من المنزل وجدت ثيو جالسا على صخره ما بعيده
نسبيا وهو ينظر لها بإبتسامه هادئه...فبادلته الابتسامه وسارت تجاه حتى وقفت مقابله له...
وهى تقول بإشراقه:صباح الخير أيها الوسيم...
اتسعت ابتسامه ثيو وهو يرد عليها بحب:صباح
يشبه جمال عينيكى جميلتى...
نظرت له سابين بملامح وجه صافيه وهادئه وهى تقول متسائله:لما أنت مستيقظ باكرا؟!....هل أنت بخير؟!...
رفع ثيو يده يربت على رأسها وهو يجيبها بود:أنا معتاد على الاستيقاظ بمثل هذا الوقت صغيرتى... لهذا لا تقلقى حلوتى...
أومأت له سابين براحه وكادت تتحدث إلا أن ثيو سبقها بسؤاله قائلا بهدوء:وأنتِ لما استيقظتى باكرا
هل هناك ما يزعجك؟!...
حركت سابين رأسها بالنفى وهى تقول بمشاكسه:
لا أنا معتاده على الاستيقاظ بمثل هذا الوقت...نظر لها ثيو بحاجب مرفوع حين أدرك أنها تشاكسه...
فقام بالإمساك بخصرها على حين غفله وقربها إليه وهو يقول بغضب زائف:أتسخرين منى يا فتاة؟!..لم تمانع سابين لمساته او تتأثر بها سلبا فقد إعتادت على ذلك منه منذ كان صغارا....فقد كان يأخذها بأحضانه ليبث لها الأمان وحتى تستطيع النوم
حين كان يقوم ألدس بمعاقبتها على تحديها الدائم
له...
كما كان ثيو يدافع عنها ويتلقى هو الأخر الكثير من العقاب من أجلها...لهذا هو له مكانته الخاصه التى لن يستطيع أن يصل إليها أى شخص...
نظرت له سابين بعينى متسعه وهو تشير لذاتها قائله: أنا أسخر من ثيو العظيم...كيف تجرأ على اتهامى بمثل ذلك الاتهام؟!....ضيق ثيو نظراته عليها وهو يمرر يده على وجنتيها قائلا بصوت خطير:أظن أنكِ تريدين أن أعاقبك يا فتاة أليس كذلك؟!..
نظرت له سابين بثقه وهى تقول بغرور ورأس شامخ:
ومن هذا الذى يستطيع إيذائى ف أنا لا أراه أحد؟!..
إرتفع حاجب ثيو متعجبا وهو يقول:حقا... إذا أنتِ من جنيتى على نفسك...ولم يعطى لها فرصه للرد عليه....وقام بحملها رأسا على عقب وهو يمازحها بينما هى يصدر منها ضحكات مرتفعه صادقه اطربت أذان ثيو...الذى قام بإنزالها بعد أن شعر بإختناقها من كثره الضحك...وهو ينظر لوجهها بشغف ولم يستطع منع ذاته من تقبيل جانب شفتيها بتريث وهدوء...
بينما قبلته هذه جعلت سابين تتصنم ولا تعلم ما الذى حدث للتو وهى تنظر له بصدمه وتسأل...
فتوترت نظرات ثيو وهو يقول مغير للحديث:لم تخبرينى إلى أين أنتِ ذاهبه؟!...
ابتلعت سابين ما بجوفها وهى تبتعد عنه خطوة وتحمحم قائله:سأذهب لإرسال بعض الرسائل لشقيقاتى...كما سأذهب لقصر الملك لرؤية ابنته....
اومأ لها ثيو وهو يمسك بيدها ويسير بها للخارج ويقول:إذا هيا بنا...نظرت له سابين بتسأل قائله:هل ستأتى معى؟!...
أومأ لها ثيو وهو يجذبها لأحضانه قائلا:بالطبع ف أنا سأكون معكِ كظلك...هيا حتى لا نتأخر بعودتنا...
اومأت له سابين بهدوء وهى تنظر له بتسأل خفى
من ذلك الشعور الغريب الذى لامس قلبها من قبلته...
والتى ذكرتها بقبلة الملك لها...إلا أن قبلة الملك كانت تصيب قلبها وجسدها بالانتفاض...بينما قبله ثيو لا تستطيع تحديد الشعور الأمثل نحوها...
إلا أنها حاولت إقناع ذاتها أنه من المؤكد لم يقصد فعلها على هذا النحو...وأنه ينظر لها ك شقيقة التى يفضل حمايتها من الجميع...كما هى تراه الشقيق الاقرب لقلبها...
❈-❈-❈
كانت كيت وجوليا تتجهزان للخروج من القصر لزياره أليس التى أصابها الحمل بالوهن والضعف...مما جعل الحكيم يأمرها بعدم التحرك بكثرة حتى لا تصاب هى وطفلها بالأذى....
ورغم أن كيت بشهورها الأخيره إلا أنها تذهب كلما سنحت لها الفرصه للإطمئنان على صديقتها...كما أن الحكيم أمرها أن تتحرك بكثرة حتى يكون وضعها للطفل أسهل وأيسر...
تجهزت الفتاتات وكادوا يخرجون من القصر ففوجؤ بعربة السيدة ففيان الخاصه تدخل بوابات القصر... فنظرت كلا من كيت وجوليا للعربه بتعجب...فلقد ظنوا أن السيدة ففيان لن تطئ بقدميها هذا القصر من جديد بعد ما أهانها دراكوس أمام الجميع...حتى أن ولدها ماكس لم يحاول التدخل بل ظل يشاهد ما يحدث ببرود تام...
فضول كلا من كيت وجوليا جعلهم يتوقفون ليروا ما هو الشئ الذى جعل الليدى ففيان تعود لقصرهم من جديد...إلا أنهم قد اصيبوا بالتعجب حين رأوا لورا وحدها من تهبط من العربه...وهى تبكى بعنف ومعها حقيبه كبيره....وبعد هبوطها تحركت العربه للخارج على الفور...
اقتربت كيت وجوليا منها بهدوء وقالت كيت بتسأل وحزن على بكاء تلك الفتاة....فهى رغم أنها كانت تعاملها بطريقه فظه...إلا أن كيت تعلم جيدا أن الليدى ففيان من تسببت بذلك...وأن الفتاة جيده من الداخل: هل أنتِ بخير لورا؟!...
نظرت لورا إليها وبدا أنها تحاول التحكم بإنفعالاتها حتى لا تبكى وهى تقول بثبات زائف :أجل بخير وأنتِ كيف حالك؟!...
نظرت لها كيت بود وهى تجيبها قائله:بخير عزيزتى أومأت لها لورا وهى لا تعلم ماذا تقول بعد...
فحمحمت جوليا قائله بنعومه وهى تبتسم بلطف:
إننا ذاهبتان لزياره شقيقتى الأن...هل تودين القدوم معنا؟!...
نظرت لها لورا بإستعلاء ثم عادت بنظراتها ل كيت وهى تقول وكأنها لم تسمع ما قالته جوليا:هل أخى بالقصر؟!...
أومأت لها كيت بالإيجاب فتحركت لورا مبتعده عن كلاهما....بعد أن نظرت بكره ل جوليا فهى لن تنسى أنها من سلبت منها الرجل الذى تحب...واتجهت نحو القصر تسير بشموخ لعلها تخفى انكسار قلبها عن أعين الجميع....
بعد ذهابها تنهدت كيت بإرهاق قائله وهى تنظر ل أثرها:لا أظن أنها قد تتغير للأفضل يوما.....فوالدتها قد نجحت بجعلها نسخه مصغرة عنها...ثم نظرت ل جوليا مكمله :لا تغضبى من تصرفاتها فهى هكذا دائما مع الجميع...
ابتسمت جوليا بود وهى تقول بصدق:أنا لم أغضب منها...فما حدث لا يستحق الغضب...كما أنها بالأخير
شخص لا يعنينى بشئ...والأن هيا بنا فلقد تأخرنا كثيرا على أليس....
أومأت لها كيت بالموافقه وسار كلتاهما خارج القصر
حتى وصلوا لمنزل أليس...فقامت جوليا بطرق باب المنزل والذى قام مارلين بفتح بابه....وهو يتنهد براحه قائلا:من الجيد أنكما قد أتيتم...ف أنا لدى أعمال متراكمه....ولم أستطع ترك أليس بمفردها...
لهذا خلال تواجدكم معها سأذهب لأنهى بعض الأعمال وأعود....
أومأت له كلا من جوليا وكيت بإبتسامه ودوده...
كما أن كيت قالت له مازحه:لا تنسى جلب بعض الفواكه الطازجه حين تعود....ف أنت تعلم أن
زوجتك تشتهيها خلال الساعات المتأخره من الليل... وأنا لن أقبل بإعطائك شئ من حديقتى بعد الأن....
توقف مارلين وهو يرد عليها بمشاكسه:وما دخلى أنا بكل ذلك...فهى صديقتك أنتِ بالأخير...أنهى حديثه وتحرك مبتعدا...وهو يقول بصوت مرتفع حتى تسمعه الفتيات:أخبروا أليس أننى سأشتاق لها...ورحل بإتجاه ورشة الحداد لإستكمال عمله...
بينما دلفت كلا من جوليا وكيت للداخل....وظلت جوليا تنادى على أليس حتى أجابتها الأخرى بأن يأتوا لداخل الغرفه....دلفت الفتاتان للداخل ورحبت بهم أليس بسعاده...وهى تقول بتسأل:لما تأخرتم اليوم؟!...لقد ظننت أنكم لن تأتوا؟!...
أجابتها كيت بود ومرح بأن واحد:وكيف لنا ألا نأتى لزيارة الأميره التى لا تبارح قدميها الفراش؟!...بينما أنا أسير ذهابا وايابا وكأنه يتم معاقبتى على شئ لا أعلم مهيته...كما أن سبب تأخيرنا أننا إلتقينا ب لورا شقيقه ماكس أمام بوابه القصر...
نظرت لها أليس بتعجب فهى تعلم بما حدث لوالدة ماكس وشقيقته من جوليا وكيت....حين كانوا يتبادلون الأحاديث سابقا....وقالت بفضول:وما الذى أتى بها؟!...أومأت لها كيت برأسها نفيا وهى تقول:لا أعلم إلا أنه يظهر عليها البكاء الحاد....
تدخلت جوليا بالحديث قائله بسأم:لا دخل لنا بها...ثم أكملت بود:أخبرينى كيف تشعرين الأن؟!...
أجابتها أليس بإبتسامه هادئه وهى تتلمس معدتها:
أنا على أفضل حال...إلا أن مارلين يفرط بتدليلى...
بالمناسبه أين هو؟!...لماذا لا أستمع لصوته؟!...
ابتسمت الفتيات واجابتها كيت قائله:لقد رحل لإنهاء بعض الاعمال....كما أخبرنا أن نهتم بكِ حتى يعود...
اومأت لهم أليس بتفهم وظلوا يتسامرون حتى أنهم لم يشعروا بمرور الوقت...فلقد مر الوقت سريعا حتى انتشر الظلام...وعاد مارلين من الخارج....والذى أصر علي بقائهم لتناول وجبه العشاء معهم....إلا أنهم رفضوا ذلك لأنهم ينتظرون أزواجهم لتناول وجبه العشاء معا...
أذعن لهم مارلين إلا أنه لم يتنازل عن إيصالهم فقد تأخر الوقت ولا يجب أن يسيروا بمفردهم بمثل هذا الوقت...وبالفعل خرج مارلين مع جوليا وكيت بعد أن ودعوا أليس ليقوم بإيصالهم للقصر الملكى....
❈-❈-❈
كان استيفان يقوم بإنهاء كافه الاعمال والاوراق التى تحتاج لتواجده حتى لا يتم تعطيل العمل أثناء غيابه... ولقد فعل ذلك بعد إلحاح وإصرار شديد
من ألفين وماكس الذى لم يعلم بالأمر...إلا أنه فطن ما حدث من كلمات إستيفان القليل....والتى أكثرها كان كلمات نابيه لكل من يحاول التقرب من سابين...
إلا أنه لم يفكر بسؤاله عما حدث...لعلمه أن إستيفان قد يفجر غضبه الكامن به وحده وهذا ما لا يريد حدوثه....كما كان الجميع يحاولون تفاديه وعدم اغضابه....حتى أن كيشان لم يستطع إعادته لهدوئه كما كان يفعل من قبل....
انتهى اليوم وعاد ماكس لغرفته ليستريح بعض الوقت فهو يشعر بالإجهاد الشديد...ولكن ليس من العمل بل من تصرفات إستيفان التى ستسبب له الموتى الحتمى يوما ما....
انهى ماكس استحمامه وخرج من المرحاض وهو يحاول التذكر إلى أين ذهبت كيت؟!..وبعد بعض المحاولات تذكر أنها أخبرته أنها ستذهب سيرا هى وجوليا للإطمئنان على أليس...
تنهد وهو ينظر للسماء من شرفته وتعجب لعدم عودتها بعد فقد تأخر الوقت...لهذا قرر تبديل ثيابه والذهاب لجلبها....وبعد ارتداء ثيابه سار نحو باب غرفته ليخرج....إلا أنه وجد لورا شقيقته أمام باب الغرفة وهى رافعه يدها لطرق الباب.....
والتى نظرت ل ماكس بإشتياق وقامت بإحتضانه قائله:لقد اشتقت لك أخى...ربت ماكس على ظهرها بحنان وهو يعود لداخل غرفته من الجديد ويدخلها معه....
وهو يقول بتسأل:منذ متى وأنتِ هنا؟!...أجابته لورا بإرهاق:منذ بضع ساعات...كما أننى بحثت عنك إلا أنهم أخبرونى أنك تعمل....لهذا قررت رؤيتك بعد انتهائك من اتمام عملك....
أومأ لها ماكس بتفهم وهو يقول:هل أتيتى بمفردك؟!... أومأت له لورا بالإيجاب وهى تقول:أجل أتيت بمفردى...كما لا يعلم أحد بقدومى إلى هنا...
تجعد حاجبى ماكس بتسأل وهو يقول:ولما لا يعلم أنى بقدومك....هل حدث شئ ما؟!...أومأت له لورا وهى تقول بعيون تلمع بالدموع:حين رحلنا من هنا وعدنا لمنزلنا تقدم لى رجل للزواج....إلا أننى لم أشعر بالارتياح نحوه وأخبرتها بأننى أخشى من التواجد معه بالمكان ذاته...إلا أنها أجبرتنى أكثر من مرة على مقابلته لأنها يغدقها بالكثير والكثير من الهدايا الثمينه....وحين فاض بى الكيل أخبرتها أننى لن أقابله...فقامت بصفعى وأخبرتنى أنها ستقوم بتزوجى له عنوة....لهذا انتظرت حتى نام جميع
من بالمنزل ورحلت من المكان بأكمله....ولم أجد مكان أذهب إليه سوى هنا....
ربت ماكس على ظهرها بحنان وهو يقول:من الجيد أنك قد فعلتى هذا....الأن عودى لغرفتكِ لتستريحى بعض الوقت وغدا لنا حديث أخر....
أومأت له لورا بطاعه وهى تستقم لتخرج من الغرفه إلا أنها قالت قبل خروجها بحب:شكرا لك ماكس على كل ما قدمته لى...أومأ لها ماكس بود وهو ينظر لها تخرج من الغرفه بهدوء...
بعد خروج لورا تنهد ماكس بإرهاق من كثره الأعباء التى تثقل كاهله....وبعد مرور بعض الوقت استقام ليخرج للإتيان بكيت....إلا أنه وجدها تدلف للغرفه
وعلى محياها ابتسامه كبيره والتى تقدمت منه
وهى تحضنه بحب...
وتقول بسعاده:كيف حالك عزيزى؟!...وكيف كان يومك؟!...لقد اشتقت لك...
احتضنها ماكس بقوة وهو يقول بإرهاق:وأنا أيضا اشتقت لكِ ولصغيرنا...كما أن يومى كان مليئ بالاعمال والتوتر الشديد....إلا أن كل شئ سيمر ويصبح على ما يرام....لهذا لا تقلقى...
ربتت كيت على وجنته بحنان قائله:من المؤكد سيصبح كل شئ بخير...فقط لا ترهق عقلك بالتفكير الدائم....
أومأ لها ماكس بإبتسامه محبه وهو يقبل مقدمه رأسها...ثم حثها على التقدم من الفراش لتنعم ببعض الراحه...وهو يقوم بنزع حذائها من قدميها ويضعهما على الفراش وهو يدلكها لها ثم وضعها على الفراش بلطف...وقام بتدثيرها وتسطح جوارها وهو يضمها هى وطفلهم أقرب لقلبه....وهو يستمع لأحاديثها بإبتسامه عاشقه عما ستفعله حين يأتى صغيرهم حتى سقط كلاهما بنوما عميق....
❈-❈-❈
انتهت سابين من ارسال رسائلها وسارت هى وثيو بإتجاه القصر الملكى...ولكن حين اقتربوا منه أخبرها ثيو أنه سينتظرها بالخارج....فوافقت سابين وأخبرته أنها لن تتأخر ودلفت للقصر الملكى...
وسارت نحو غرفة الاميرة جيسكا وذلك بعد أن
أمرت الخدم بفعل شئ ما...وانتظرت لبعض الوقت ثم قامت بطرق الباب ودلفت بهدوء....وهى تقول بخفوت حتى تعلم الأميرة هويتها:مرحبا...
لكن الأميرة جيسكا لم تعطيها أى إنفعال يذكر...
كما أنها وجدت الأميرة كما تركتها سابقا جالسه
على فراشها والغرفه مظلمه....
سارت سابين لتحاول الوصول للفراش إلا أنها اصطدمت بشئ فإختل توازنها...وسقطت أرضا
بقوة...إلا أنها خلال سقوطها أصطدمت رأسها
بحافه الفراش بقوة مصدره صوت حاد دليل على قوة الصدمه....مما جعلها تفقد الوعى...
كل ذلك كان على مرأى ومسمع من الأميرة جيسكا التى كانت تنظر للأمر بتوتر وقلق وعيون مشتته.... ولا تعلم ما الذى يجب عليها فعله...مما جعل وتيرة تنفسها تكون أعلى وهى لم تلاحظ ذلك لشده توترها فهى لامرة الأولى يتم وضعها بمثل هذا الموقف... خاصه بعدما فقدت إحدى قدميها وانعذلت عن الجميع....
كان جسد سابين كالجسد الهامد لا يتحرك وهذا زاد من فزع ورعب الأميرة جيسكا...التى بدأت الافكار السودويه بالتمكن من عقلها عن كون هذه الفتاة ستلقى حتفها لا محال خاصه أنها من المؤكد تنزف الأن...وإن لم تقدم لها يد العون لن يأتى صباح الغد لتراه تلك الفتاة...خاصه أنه لن يأتى لغرفتها أحد الخدم خلال الساعات القادمه...
حاولت الأميره جيسكا الصراخ لطلب العون إلا أن صوتها خذلها ولم يتمكن من الخروج....لهذا ولأول مره تحاول تحريك جسدها بمفردها دون مساعدة
من أحد...لترى هل مازالت تلك الفتاة حية أم لا؟!...
تلمست جيسكا حافه فراشها وهبطت بقدمها السليمه أرضا...وظلت تتزحزح حتى وصلت للجانب الأخر من فراشها...ثم هبطت بجسدها أرضا وهى تحبو لتصل إلى جسد سابين الملقى أرضا...ظلت تتلمس الأرض بيدها ك الكفيفه حتى وصلت لجسدها الممد أرضا...
وقامت برفع رأس سابين بهدوء ووضعتها على قدمها المبتره....وهى تربت بيدها على وجنتيها بلطف وهى تحاول التحدث...فخرجت بعض الكلمات المتقطعه من جوفها وهى تقول بفزع...ووتيرة أنفاس عاليه: ا.اس. ت.ي.قظ.ى أر.ج.و.كِ.
وحين لم تجد منها رد نظرت تجاه باب غرفتها بعيون دامعه وشهقات بدأت بالتصاعد...ثم عادت لتنظر لوجه سابين الملطخ بالدماء...والتى شعرت بها عندما لامست يدها رأس سابين...فقامت بوضع رأسها أرضا بلطف وأيدى مرتعشه....
ثم تمسكت بحافه الفراش لتستقيم وحاولت الوصول للباب إلا أنها سقطت ارضا بعنف...فبدأ صوت نحيبها يعلو وشهقاتها ترتفع...وهى تحبو من جديد تجاه باب غرفتها حتى صدرت من جوفها صرخه عاليه...وهى تقول بصوت زلزل أركان القصر بأكمله:النجده خرج صوتها جافا بسبب صمتها الدائم...إلا أنها أصيبت بالمفاجئه حين إلتقطت أذنيها سمع صوتها...
هنا توقف بكاء جيسكا واتسعت عينيها بزهول وهى تستمع لصوتها قد عاد من جديد...إلا أنها لم تجعل صدمتها تتمكن منها...وظلت تصرخ بطلب المساعده حتى فتح باب غرفتها على مصرعيه....ودلف بعض الخدم والأمير آيدان والملك والجميع يشعر بالصدمه من سماع صوت جيسكا يعود من جديد....
إلا أن صراخها أصباهم بالفزع...لهذا أسرع آيدم نحو الشرفه لإزاله الستائر...وهاله وهال والده ما رأه ف جسد سابين ملقى أرضا وراسها ينزف دم...وجسد شقيقته يبعد عنها القليل وثيابها ملطخه ببضع قطرات الدماء....
أسرع الملك نحو ابنته ليطمئن عليها بينما اتجه آيدان لجسد سابين يتفقدها...كانت جيسكا تبكى وهى تقول لوالدها:فالتقم بإنقاذها فقد اصدمت بحافه الفراش...
اومأ لها آيدان الذى حمل سابين وخرج متجها لغرفه الحكيم....وقام بوضعها على أحد الأسره بينما قام الحكيم بتجهيز ما يبحتاجه لمداوتها....وطلب من الأمير آيدان الابتعاد...
بدأ الحكيم بتفقد جرح سابين فوجده سطحى فقال بهدوء:إنه مجرد جرح سطحى لهذا لا تقلق أيها الأمير....
فسأله الأمير آيدان بقلق:إذا ما سبب هذه الدماء؟!.. أجابه الحكيم بعمليه:من الطبيعى أن تفقد بعض الدماء....فقد جرحت قدمها ويدها وجزء من رأسها... إلا أنها مجرد خدوش وجروح بسيطه....
تنهد الأمير آيدان وهو يقول:حمد للإله...كاد الحكيم يضع يده على رأس سابين ليعالجها فوجد سابين تنظر له بهدوء...ففزع من ذلك وهو يعود خطوة للخلف يقول بصدمه:ألم تكونى فاقده للوعى؟!..
ابتسمت له سابين وهى تقول بهدوء:لا لم أكن فاقدة للوعى....واستقامت جالسه على الفراش أمام نظرات الحكيم والأمير آيدان المتسائله...
فطلبت سابين من الحكيم الخروج وعدم اخبار أحد أنها قد استفاقت بعد....فنظر الحكيم للأمير آيدان بتسأل فأومأ له الأمير بأن يطيع أمرها....اومأ له الحكيم وخرج من الغرفه بهدوء...
انتظرت سابين حتى خرج الحكيم وطلبت من الأمير أن يجلس على أحد المقاعد....واستقامت وهى تبحث بين الأشياء التى أتى بها الحكيم عن مطهر لجروحها
فسألها الأمير بتشوش هل ستخبرينى بما حدث؟!... أومأت له سابين بهدوء وهى تقول:أجل سأخبرك بما حدث من البدايه...لقد أتتى بعقلى فكرة جيده...
وفكرت أن أفضل طريقه لعلاج شقيقتك تكمن فى أن أسبب لعقلها صدمة توازى أو تعادل صدمتها
حين فقدت قدمها....وذلك حتى أجبر عقلها على التحرك للأمام...
لهذا طلبت من الخدم أن يصعدوا لغرفتها بطاوله متحركه عليها أطباق...ويتركونها بمنتصف الغرفه ويذهبون دون لفت انتباه الأميرة...التى من عادتها
ألا تهتم بأى شئ يحدث من حولها...وسار الأمر كما أردت....
فحين دلفت قولت لها مرحبا بصوت خافت حتى تميز حضورى....وتحركت بسرعه نحو المنتصف على أمل الوصول لفراشها كما فعلت سابقا...إلا أننى اصطدمت بالطاوله المتحركه فسقطت أرضا....إلا أننى لم أضع بالحسبان أن رأسى سيصطدم هو الأخر بحافه فراشها....واللعنه لقد كان الأمر مؤلم بحق...وتمنيت
لو أصرخ...إلا أننى تعمدت البقاء ساكنه وألا أحرك عضله واحده من جسدى لأرى ما هو رد فعلها على ما حدث....
إلا أنها ظلت هادئه لبعض الوقت....وهذا أثار تعجبى حتى استمعت لصوت تنفسها يعلو...وأقسم حينها أننى شكرتها لعدم إنارة الغرفه وإلا رأتنى وأنا ابتسم بإتساع لنجاح خطتى...
لهذا انتظرت خطواتها التاليه وبالفعل لم يمضى سوى لحظات...وبدأت أسمع محاولتها فى الصراخ لطلب المساعده...هنا أدركت أنها سمحت لمشاعرها بالتحكم بها....وحين لم يستجب لها صوتها هبطت بجسدها أرضا....وحملت رأسى ووضعتها على قدمها وهى تبكى وتحاول أن تطمئن على....
ولكن حين لم تجد استجابه منى ابعدت رأسى وحاولت الاستقامه لتصل لباب غرفتها....إلا أنها سقطت وحينها على نحيبها وشهقاتها معا...حتى صرخت بأولى كلماتها منذ عامين....
كان الأمير يستمع لها وهو لا يعلم ماذا يقول...فهذه الفتاة ليست بالهينه كما ظن...ولقد أثارت فضوله أكثر حول شخصها...
إلا أنه ألقى بمشاعره بعيدا الأن وقال بتسأل وفضول لم يستطع منعه:ولكن لما فكرتى بفعل هذا؟!...ألم تفكرى بأنها قد لا تعطى أهميه لما يحدث لكِ؟!...
ابتسمت سابين بمشاكسه جعلت الأمير يسقط لها أكثر...وهى تقول بثقه:لأننى كنت أعلم أنها تنتظر حضورى....فمنذ خرجت من غرفتها بلقائنا الأول قامت هى بتجهيز ذاتها على كل ما قد أقوم به لإستفزازها...وذلك حتى تضع حاجب بين وبين
عقلها وحواسها...فإذا حاولت فعل شئ لجذب
انتباها حينها هى لن تستجيب لى...كما أن رد
فعلها تجاه ما حدث لها أكثر ما شجعنى على فعل ذلك...
جلس الأمير آيدان بإرتياح وهو ينظر لها بإعجاب شديد قائلا:وكيف هذا؟!...أجابته سابين بسلاسه: بقائها وحيده بغرفتها....وحبها للظلام كل ذلك فعلته حتى تنعزل عن العالم...ولا تسمح لأحد برؤية نقصها فيشفق عليها وهذا أكثر ما تكره...كما أن صمتها وعدم تحدثها ليس سوى دليلا على ضعف قوتها ورقه قلبها لهذا احتج العقل لما حدث لصديقته فإمتنع عن التحدث....كل هذه الاسباب أخبرتنى أن خطتى ستنجح وهذا ما حدث....
أنهت سابين حديثها بإبتسامه جذابه جعلت الأمير آيدان يبتلع ما بجوفه...وهو يحمحم قائلا:حسنا ما التالى؟!...
أجابته سابين بتفكير:أنت ستخبر الحكيم أن ينشر خبرا بالقصر أننى سأصبح بخير...وذلك لأن الأميرة جيسكا استطاعت مساعدتى بالوقت المناسب...
وأننى سأستفيق خلال ساعات....
أومأ لها الأمير آيدان بالموافقه وتركها مغادرا الغرفه ليخبر الحكيم بما أمرت بتنفيذه....بينما عادت سابين لتطهر جراحها وهى تبتسم بسعاده لما وصلت له...
إلا أنها تذكرت ثيو الذى ينتظرها منذ وقت طويل خارج القصر...لهذا قررت الخروج لإخباره أنها ستظل بالقصر لوقت أطول....وأن يعود هو للمنزل ليهتم بالأعمال هناك...
❈-❈-❈
خرجت سابين من القصر ولكن دون أن يلاحظها أحد وذهبت للمكان الذى أخبرها ثيو أنه سينتظرها به....
وصلت سابين للمكان وظلت تبحث بعينيها عن ثيو حتى وجدته...فإقتربت منه وهى تبتسم بهدوء قائله: أعتذر لجعلك تنتظر كل هذا الوقت...
لم يسمع ثيو أى من حديثها بل كان كل تركيزه موجه لإصابة رأسها الواضحه للعيان....وتلك الدماء العالقه بثيابها....فأمسك بكتفها وبدأ يتفحص جسدها وهو يقول بقلق وخوف شديد:ما الذى حدث؟!...وكيف تمت أصابتك بهذه الطريقه؟!...
أمسكت سابين بوجنتيه حتى تتقابل نظراتهم وهى تقول بحنان:ثيو انظر إلى انا بخير ولم يصبنى شئ... نظر ثيو لعينيها بتشوش ثم قال بإنفعال:إذا ما الذى حدث واللعنه حتى تصيبى هكذا؟!...
واشار لجسدها تنهدت سابين بهدوء وهى تقول بود: هذا حديث سيطول شرحه...لهذا أريدك أن تعود للمنزل لتهتم بالأعمال هناك....وانا سأنتظر هنا لبعض الوقت وحين انتهى سأعود وأقص عليك كل ما تريد معرفته...
نظر لها ثيو بعدم ثقه قائلا:وكيف تريدن منى تركك بعدما رأيتك هكذا وأرحل؟!...هل فقدتى عقلك يا فتاة لم تستطع سابين منع ذلك الشعور من الراحه والأمان الذى غز قلبها من حديث ثيو....
لهذا اقتربت منه وقامت بإحتضانه بحب وهى تربت على ظهره بحنان قائله:أقسم أننى بخير....كما لا يستطع أحد الاقتراب منى....فأنت لازالت لا تعلم ما أصبحت عليه أيها الوسيم...ثم ابتعد عنه وهى تنظر له بلطف زائد تترجاه بطفوليه جعلته يتمنى لو قام بإلتهامها...إلا أنه تذكر رد فعلها على قبلته صباحا وهو لا يريد اخافتها لهذا تماسك أمام كتله اللطافه هذه.... وهو يستمع لها تقول:لهذا أطلب منك الرحيل الأن وحين انتهى سأخبرك بكل شئ اقسم لك....
تنهد ثيو بزيف وهو يقول:حسنا لكِ ذلك...ولكن أنا
لن أجعل هذا الأمر يمر هكذا افهمتى يا فتاة؟!...
أومأت له سابين بطاعه وهى تبتعد عنه وتسير بسرعه متجهه للقصر الملكى حتى لا يلاحظ أحد اختفائها....
بينما ظل ثيو ينظر لأثرها وهو يتذكر ما حدث خلال الوقت السابق....فلقد قرر الخروج مع سابين اليوم لأنه لاحظ أن هناك من يلاحقها أينما ذهبت خلال الفترة المنصرمة....لهذا قرر اليوم الامساك به وذلك بعد يقوم بإيصال سابين لوجهتها....فيقوم هو بالإمساك به...وبالفعل نجح بالأمر وأمس بالرجل
الذى يلاحقها...
تحرك ثيو نحو منزل سابين وهو يتذكر ما حدث منذ قليل...
"فلاش باك"
تحرك ثيو مع سابين لإرسال الرسائل وهو يرى الشخص ذاته يسير على مسافه قريبه منهم...
كما أنه يخفى وجهه حتى لا يلاحظه أحد...إلا
أن حظه العثر أوقعه ب ثيو الذى أمسك به بعد أن تأكد من دخول سابين للقصر الملكى....
ولقد دخل كلاهما بمشاجره عنيفه حيث لم يفكر ثيو بسؤاله عن سبب تتبعه ل سابين....بل توجه نحوه وظل يكيل له اللكمات والرجل لم يستطع إبعاده...
وبعد أن اكتفى ثيو من لكمه أمسك بتلابيه سائلا إياه بغضب:من أنت ولما تلاحق سابين؟!...كان وجه الرجل ينزف بشده إلا أنه قال بضعف وأنفاس متلاحقه:أنا هنا تنفيذا لأوامر الملك إستيفان....فهو من أمرنى بتتبعها ونقل أخبارها له....
نظر ثيو للرجل بشك فأدرك الرجل هذا فقام بإخراج ذلك الختم الذى أعطاه الملك له واراه ل ثيو...فتأكد ثيو من صدق الرجل....فهدأ غضبه قليلا وهو يقول له بثبات وثقه:إذا أخبره برسالتك القادمه أن هناك من أخذ مكانه بقلب سابين...لهذا فاليبدأ بالبحث عن أخرى لأن سابين لم تعد متاحه له بعد اليوم...
"انتهاء الفلاش باك"
عاد ثيو من شروده وهو يتذكر ملامح وجهه الرجل الدامى...وهو يبتسم بمكر على ما خطط له للأخذ بثأر سابين من ذلك الذى تسبب بكسرها...حتى وإن كان الملك ذاته...
يتبع