الفصل الثاني والثمانون - مملكة الذئاب black
الفصل الثانى والثمانون
عادت سابين لغرفة الحكيم وتسطحت على الفراش وأغمضت عينيها بهدوء كما وأنها نائمه منذ ساعات...
كل ذلك كان أمام نظرات الحكيم الزاهله مما تفعل... وكاد يتحدث إلا أن طرق الباب منعه من ذلك...ونظر نحو الباب وهو يقول رغم تعجبه الذى يزداد تجاه هذه الفتاة:تفضل بالدخول...
ولقد كان الطارق هو الأمير آيدان بصحبه الأميره جيسكا...التى تستند عليه لتطمئن على سابين بعد
ما أخبرها شقيقها أن الفتاة بخير....وأنها ستستيقظ خلال ساعات...
جلست جيسكا على المقعد المقابل ل سابين النائمه وهى تنظر لوجها الهادئ وتسائل الحكيم بتوتر:هل ستصبح بخير؟!...
نظر الحكيم لها ثم للأمير آيدان الذى نظر له نظرات فهمها جيدا....ثم عاد ينظر لها من جديد وهو يقول بعمليه:أجل سيدتى ستكون بخير...فلقد تم انقاذها بالوقت المناسب لهذا لا تقلقى....
أومأت له جيسكا بتفهم وهناك ابتسامه مشرقه على وجهها....لذلك الشعور الغريب الذى داهم قلبها بعد جفائه لعامين...من أنها ليست شخص ذو أهميه ولا تستطيع فعل الكثير بتلك الساق المبتوره...إلا أن كل شئ قد اختلف الأن حين استطاعت تقديم المساعده لهذه الفتاة...
ظلت جيسكا جوار سابين النائمه لبعض الوقت...ثم طلبت من آيدان أن يعيدها إلى غرفتها...وبعد خروج الأميره جيسكا مع شقيقها قامت سابين بفتح عينيها من جديد....وهى تنظر للحكيم بإبتسامه مشاكسه وهى ترى خطتها تسير كما خططت له....
إلا أن الحكيم لم يكن يعى ذلك...لهذا كان ينظر ل سابين بحذر شديد...ثم قرر العوده لإستكمال عمله دون أن يوجه لها أى كلمه....
ظلت سابين بالغرفه لبضع ساعات وعندما وجدت الظلام قد انتشر بالأفق...قررت الخروج ولكن قبل ذلك نظرت للحكيم وهى تقول بهدوء:شكرا لأنك سمحت لى بالبقاء هنا...
ثم تركته مغادرة الغرفه أمام نظرات الحكيم المتسائله....وصلت سابين لغرفه الأميرة جيسكا وقامت بطرق بابها...ودلفت حين سمحت لها الأميرة بالدخول....
نظرت سابين للغرفه المضيئه ببعض الشموع...مما جعل ابتسامه هادئه وسعيده ترتسم على شفتى سابين وهى تقترب منها...وتنظر لها بشكر حقيقى
فقالت الأميرة جيسكا بود:كيف حالك الأن؟!...
أجابتها سابين بهدوء:أجل بخير لا تقلقى...كما أننى استيقظت منذ قليل وحين تسألت عمن قدم لدى المساعده...فأنا لا أتذكر شئ بعد اصطدام رأسى...
فأخبرنى الحكيم أنكِ من فعلتى ذلك...وهذا أصابنى بالصدمه....
نظرت لها الأميرة جيسكا بالتوتر وهى تقول:لما؟!... أجابتها سابين بصدق:لأننى ظننت أنكِ تكرهين تواجد أى شخص بغرفتك...وسترفضين مساعدتى لأننى أتطفل على عزلتك....
عادت ابتسامة الأميرة جيسكا من جديد حين فهمت المقصد من حديث سابين....وهى تقول برقه:أنتِ لم تفعلى شئ يزعجنى...بل بالعكس لقد كنتِ هادئه لدرجه تعجبت لها وتسألت كثير حول ما تخططين له فأنتِ كنت على عكس الجميع معى لم تحاولى فعل ما يغضبنى....
أومأت لها سابين بتفهم وهى تقول بشكر:شكرا للطفك....كما أننى أتيت لأخبركِ عن امتنانى لما قدمتيه لى رغم عدم معرفتك بى....وهذا جعلنى أتيقن أن بداخلك ملاك وجد ليساعد الجميع....
ولهذا أتمنى أن تقبلى بصداقتنا...
نظرت لها الأميرة جيسكا بتررد بالبدايه...إلا أن ابتسامه سابين المشجعه انتقلت لها...وهى تصافحها بود...فقالت سابين بإشراقه:أنا أدعى سابين...وأنتِ؟!..
ابتسمت الأمير جيسكا وهى تجيبها قائله:وأنا جيسكا اتسعت ابتسامة سابين قائله:سعدت بلقائك جيسكا.. ثم أكملت بسعاده:هل لديك مانع بأن أقترح عليكِ أمرا؟!...
نظرت لها جيسكا بتسأل وهى تجييها بعفويه:بالطبع لا...فقالت سابين بهدوء ما رأيك أن تأتى لزيارتى غدا لتتعرفى على أسرتى كما سأريكى ما أقوم بزراعته من نباتات وزهور نادره
نظرت لها جيسكا بتردد وهى تقول:لا أعلم كما أخشى حدوث شئ خاطئ...فأنا ظللت جليسه غرفتى لعامين ولم أفكر بالخروج للعالم الخارجى منذ فقدت قدمى....
نظرت لها سابين بتشجيع قائله:لكل شئ بدايه والأن هو الوقت الأنسب لتثبتى لذاتك أنكِ تستطيعين فعل الكثير...نظرت لها جيسكا بتفكير فأكملت سابين بثبات:إذا ما رأيك يافتاة بأن تأتى معى لمنزلى وتساعدينى ببعض الأعمال كزراعه الورود والنباتات المختلفه....
نظرت لها جيسكا بحماس وهى تؤمى لها بعيون
تلمع بسعاده جديدة عليها قائله:حسنا غدا صباحا ستجدينى أمام منزلك...بادلتها سابين الابتسامه
ثم اقتربت منها وقامت بإحتضانها بود وهى تربت على ظهرها بحنان....جعل جسد جيسكا يتيبس ويتفاجأ من فعلة سابين...التى لاحظ ذلك إلا أنها
لم تبتعد وهى تقول بلطف:من الجيد أننى إلتقيت بكِ جميلتى....ثم ابتعدت عنها وهى تستقيم لتخرج من الغرفه بعد أن قامت بتوديع جيسكا...لتعود لمنزلها وهى تفكر بما الذى قد حدث خلال فترة غيابها...
❈-❈-❈
بعد رحيل سابين وثيو من المنزل بالصباح الباكر كان هناك أكثر من شخص يشاهد ما يحدث...فلقد كانت ميلسيا تقف بشرفتها بالوقت الذى رأت به سابين تتقدم من ثيو...
كما كان هناك دراكوس وجورج الذان شاهد كل شئ منذ حضور ثيو وانتظاره ل سابين حتى خرجت من المنزل...فكلاهما لم تغمض عيناهما خوفا من تهور ماثيو...الذى ظل يسب ويلعن حظه العثر منذ دخولهم للملحق....والذى ينعم الأن بالنوم العميق بعد أن هلك من كثرة فقدانه لأعصابه...
بعد رحيل سابين مع ثيو جلس كلا من دراكوس وجورج بصمت....حتى قال دراكوس بهدوء:أظن
أن كلانا جيدا يعلم ماذا تعنى هذه النظرات؟!..كما نعلم جيدا أن تلك الغبيه لا تعى تلك المشاعر التى يكنها لها هذا الفتى...لهذا تعامله بكل هذه الأريحيه...
نظر له جورج ببرود وهو يجيبه قائلا:وماذا تريدنى أن أفعل؟!...هل أقوم بمنعها من رؤيته أم أخرج وأقتله؟!...
تنهد دراكوس بسأم وهو يقول بضيق:من المؤكد أن روح الدعابه هذه ستلازمك حتى الموت...إلا أنه يجب أن أذكرك بشئ قد تغافلت عنه...
نظر له جورج بإرهاق لقله نومه وهو يقول:وما هو الشئ الذى تغافلت عنه أيها الذكى؟!...ارتفع حاجب دراكوس غضبا من سخريه جورج...إلا أنه حاول التمسك بهدوءه وهو يقول:إستيفان....
تجعد ما بين حاجبى جورج بعدم فهم قائلا:ماذا به الملك؟!..أجابه دراكوس ببرود يشابه بروده:من الذى أخبرنا بموقع سابين ومن معها؟!...
أجابه جورج بهدوء وهو لا يزال لم يفهم مقصد دراكوس:الملك...إرتفع إحدى حاجبى دراكوس وهو يقول بمكر وابتسامه شيطانيه:إذا؟!...
نظر له جورج بتفكير لبعض الوقت حتى اتسعت مقلتيه حين توصل لما يريد دراكوس قوله....وهذا جعل ابتسامة دراكوس تتسع وهو يؤمى له قائلا بمراوغه:هل نتراهن أنه خلال أسبوع واحد أو أقل سيكون إستيفان هنا ليأخذ ما هو له....
نظر له جورج بحده وهو يلعن غبائه الذى منعه من عدم استدراك الأمر...إلا أنه لا يملك الحق بمنع سابين عن رؤية هذا الفتى...فهى لا تتقبل وجوده فكيف بأوامره....
تنهد جورج بإجهاد للمرة التى لا يعلم عددها وهو يجيب دراكوس بخفوت:أتمنى ألا يصل له الأمر لأن كلانا يعلم أن الأمور سيتم تعقيدها حينها...أومأ له دراكوس موافقا إياه....
وبعد مرور بعض الوقت لاحظ الرجلان خروج فكتوريا وليلى ولينا وجرومز من المنزل...متجهين للحقل لإستكمال الأعمال....وخلفهم خرج جابى وزوجته ربيكا....
بينما انتظروا خروج ميلسيا وليليان إلا أن كلاهما لم تخرج...فقرر جورج الخروج للتحدث مع فكتوريا وهو يشعر بالغضب....فرغم شعوره بالسعاده من رؤيتها هى وليلى إلا أنه علم السر وراء قرر خروجها...وهو لتثبت له أنها لا تهتم له....
خرج جورج متجها لها وهى تعمل بتركيز وتعطيه ظهرها....اقترب جورج منها وامسك بيدها وأدارها تجاهه وهو يقول بحده دون مقدمات:لما؟!...لما رحلتى؟!...فأنا رغم فعلتك لم أتركك وأرحل لأنكِ واللعنه قد توغلتى بقلبى حتى أصبح ملك لكِ...
بينما أنتِ كنتِ ولازلتى مخادعه....فبالماضى كذبت بشأن قربتك من سابين....واليوم تتركين منزلنا وترحلى عند أول فرصه لكِ...لهذا فالتجيبى سؤالى بصدق...هل أحببتنى يوما؟!..
كانت فكتوريا تنظر له بصلابه على غير عادتها...ورغم تألم قلبها بسبب كلماته إلا أنها إدعت الثبات ونجحت بذلك....وهى تجذب يدها تبعدها عن يده وهى تنظر لعينيه بثبات قائله:بالفعل لقد وقعت بحبك...
لم يستطع جورج منع تلك السعاده التى غزت قلبه من اعترافها بحبه...إلا أن سعادته لم تدم وهى تكمل ببرود حطم روحه:إلا أننى توقفت عن حبك بالوقت التى أهنت به جسدى بصفعاتك....وحطمت به قلبى بالماضى كنت دائما ما أضع لك المبررات لأفعالك حتى انتهت جميع مبرراتى....ومعها انتهت لعنتك وانتهى حبى معها...لهذا نصيحتى لك أن ترحل وتبتعد فكلانا لم يعد يصلح للأخر جورج....
وإلتفتت لتستكمل عملها إلا أنه لم يعطيها فرصه
وهو يمسك بخضرها يقربها له....حتى اصطدم ظهرها بصدره وهو يقرب شفتيه من أذنها قائلا بشراسه:لا تحلمين بالتخلص منى زوجتى العزيزة...فاليوم الذى سأبتعد عنكِ فيه....سيكون هو يوم مماتى لهذا إذا أردتى ابتعادى فإدعى الإله ليخلصك من روحى...
حتى تنعمى بتلك الراحه اللعينه التى تبحثين عنها...
انهى جورج حديثه وهو يبتعد عنها ويعود للملحق دون أن يتحدث مع ليلى...وهو يشعر بغضبه يتصاعد ويحرق جسده بأكمله....وكم تمنى أن يهشم رأس أحدهم....
بينما كانت فكتوريا ساكنه كما هى...وهى تنظر أمامها بعيون زاهله منصدمه تلمع بالدموع....ونبضات قلبها تصم أذنيها من قوتها...وهى لا تصدق ما قاله لها حتى الأن إلا أنها استعادت رباط جأشها....وهى تتنفس بعمق وتعود لإستكمال عملها...وهناك ابتسامة بلهاء لم تستطع منعها مرتسمه على شفتيها سعيده بما حققته من المواجهه الأولى بينها وبين زوجها الحبيب....
بينما كان دراكوس ينظر لجورج بتسأل عن غضبه...
إلا أن جورج لم يعطه الفرصه ليتحدث ودلف لغرفته مغلقا بابها خلفه بغضب...وهو يلعن ذاته بأبشع الألفاظ...
مما جعل دراكوس يبتسم بسخريه على ما سيلاقوه على أيدى هؤلاء النسوة...
❈-❈-❈
عادت سابين للمنزل وهى تشعر براحه كبيرة لما قامت به...وحين اقتربت وجدت ماثيو ودراكوس ووالدها يساعدون الجميع بإنهاء باقى العمل لهذا اليوم....وهذا جعلها تبتسم لأنها أدركت أنهم من المؤكد قد شعروا بالملل فقرروا تقديم المساعدة...
تقدمت سابين نحوهم قائله بصوت مرتفع:عملا موفق نظر لها الجميع بهدوء...إلا أن فكتوريا وربيكا والرجال تحولت نظراتهم للتعجب من اصابتها...فلقد كانت بخير صباح اليوم...
أسرعت فكتوريا نحوها تتفقدها فقالت سابين بهدوء لتهدأ من روع والدتها:إنها لا شئ أقسم لكِ أننى بكامل صحتى...فقد اصطدمت بالحائط فقط لهذا فاليعد الجميع لأستكمال عمله....
هدأت فكتوريا وهى تحضن سابين بحب وتقول: فالتنتبهى صغيرتى بالمرة القادمه...أومأت لها سابين بطاعه وهى تقول:لكِ ذلك جميلتى...
كان ثيو يقف جوارها وقال حين ابتعدت عنها فكتوريا:يجب أن نتحدث الأن...إلا أن سابين
نظرت له برجاء قائله:هناك أمر يجب على فعله
أولا ثم أعدك أننى سأعود لك حسنا...
ولم تعطيه فرصه للرفض أو القبول وابتعد عنه
متجه ل جورج...الذى تعجب من وقوفها أمامه فتوقف عن العمل وهو ينظر لرأسها المصابه بتسأل قائلا:هل أنتِ بخير؟!...
ورفع يده يريد تمريرها على جبهتها بلطف...إلا أن سابين ابتعدت خطوة للخلف وهى تحمم قائله:أجل أنا بخير لا تقلق...
ظهرت ابتسامه ساخره على شفتى جورج فطفلته ترفض اقترابه منها....بينما تسمح لغيره بتقبيلها فقال جورج بهدوء:إذا ما الذى تريده أيتها السابيه؟!...
أجابته سابين بثبات:ليس هنا أريد أن أحدثك بمفردنا أومأ لها جورج بهدوء وسار كلاهما مبتعدين عن الجميع...وخلال سيرهم بدأت سابين حديثها عن العمل الذى وكله لها الملك وليام لمساعدة الأميرة والتى تم بتر احدى قدميها....
وبعد انتهاء سابين من قص ما حدث....كان جورج سعيد أنها تشاركه جزء من يومها...كما أنه يعلم أن هناك شئ خلف ذلك فهى لن تخبره بذلك لأنها تحب التحدث معه...لهذا لم يقاطعها حتى قالت هى:لقد فكرت بتقديم بعض المساعدة لها...
أومأ لها جورج مؤيدا إياها قائلا بود:أظن أن هذا عملا جيد سواء ما قمتى به أو ما ستقدميه لها من مسانده...
نظرت له سابين بشكر وهى تكمل: ولكن أنا لم انتهى بعد ف أنا لن أستطيع مساعدتها بمفردى...كما لن أنكر أنك أول من خطر بعقلى لأنك تكاد تكون الوحيد القادر على فعل ما أريده....
نظر لها جورج بتسأل قائلا:رغم كل ما قلتيه إلا أننى لازالت لم أفهم مقصدك من كل هذا...وكيف لى أن أقدم لهذه الفتاة المساعد؟!...
ابتسمت سابين بهدوء قائله:أتتذكر حتى قمت برسم ذلك الدرع الذى لا يسمح لأحد بفكه سواى...حتى لا يعلم أحد بهويتى....
أومأ لها جورج بهدوء متذكر هذا...فأكملت سابين بتريث:أنا الأن أريدك أن تساعدنى بصنع قدم من المعدن الصلب والخفيف ليحل محل قدم الأميرة المفقوده...ما هو رأيك؟!...
نظر لها جورج بتفكير ثم قال بهدوء:حسنا لنذهب الأن للسوق لنشترى بعض الأدوات التى سنحتاجها لإنهاء هذا العمل بأسرع وقت ممكن...
نظرت له سابين بسعاده وهى ترمى له بالموافقه... وساروا مبتعدين عن الحقل دون اخبار أحد برحيلهم وصل كلاهما للسوق واشترى جورج أوراق وريشه لتجهيز التصميم...ثم بدأو بالبحث عن معدن يناسب ما خططوا له....إلا أنه لم يقبل أحد من الحدادين مساعدة سابين بسبب ما اقترفته بوقت سابق...
وتعجب جورج من ذلك لهذا سألها قائلا:هل هناك علاقه سابقه تجمعك بهم؟!...فقصت عليه سابين ما قامت به وهى تبتسم....بينما كانت هناك ابتسامة هادئه مرتسمه على شفتى جورج وهو يستمع لصغيرته....وهى تحدثه بمرح عما فعلته بهذا الحداد الوقح....
وبعد انتهائها رفع جورج يده وربت على رأسها بحركه عفويه مليئ بمشاعر الحب....والعجيب أن سابين ابتسمت له ولم تبعد يده كما فعلت منذ قليل....
خلال سيرهم تذكرت سابين الحداد الذى طلبها للعمل معه وأنه من المؤكد سيوافق على مساعدتها...
فأخبرت جورج أن يتبعها حتى وصلت لورشته...
لم تجده وحين قامت بالسؤال عنه أخبرها مساعده أنه عائد بعد قليل...فإضطرت لإنتظاره وبعد مرور بعض الوقت أتى الرجل...والذى تعرف على سابين من الوهله الأولى...
فقال ببشاشه:مرحبا...كيف حالك سيدتى؟!...ابتسمت سابين بإشراقه وهى تجيبه:بخير ولقد أتيت لطلب خدمه منك...قالتها دون اضاعه للوقت...
أجابها الرجل بصدق:إن كان بمقدروى فعله ف لن أبخل به عليكى...قالت سابين:أتتذكر ذلك الشئ المعلق على أحد الورش....وأنا أخذته حين تحدنى ذلك الحداد...
صمت الرجل قليلا يتذكر ما تتحدث عنه سابين...
حتى قال:أجل أتذكره...قالت سابين بتلهف:هل أجد لديك مثل ذلك المعدن؟!...
نظر لها الرجل بتفكير وهو يقول بثبات:من المؤكد أنكِ تعلمين أن هذا المعدن قليلا ما يتم إيجاده...
ومن يحصل عليه لا يفكر بالتفريط به...ولكن كما أخبرتك أنا لن أبخل عليكِ به...لهذا انتظرينى هنا...
اومأت له سابين بهدوء وانتظرت حتى خرج الحداد وهو يحمل معه كمية لا بأس بها من المعدن الذى تريده...ويعطيها ل سابين قائلا:لقد اقتسمته بينى وبينك...أتمنى أن يفى هذا بالغرض...
أجابته سابين بإمتنان:أجل سيفى بالغرض شكرا لك سيدى...وقامت بإخراج بعض النقود وسلمتها له...
رفض الرجل بالبدايه إلا أن أصرار سابين هزم رفضه
بعدها رحلت سابين وجورج عائدين للمنزل....وحين وصلوا نظر لهم كلا من دراكوس وماثيو وثيو وجابى بتعجب لتأخرهم ولما يحملون معهم من أشياء...
فلقد أصبح منتصف الليل اقترب ثيو من سابين وجورج وهو يقول بإنزعاج حاول اخفائه:كيف لكِ
أن ترحلين دون اخبارى؟!..نظرت له سابين بهدوء وقالت:لقد طرأ أمر ما لهذا رحلت مع والدى لشراء بعض الاشياء الهامه...كما أننى سأظل منشغله لوقت أطول حتى أنتهى من هذا الأمر قبل شروق الشمس...
هنا أجابها ثيو بإنزعاج واضح:حسنا أفعلى ما ترينه مناسب لكِ....واستدار راحلا بغضب فتنهدت سابين بإرهاق وهى تترك ما تحمله أرضا...وتسرع نحو ثيو الذى يسير مبتعدا....
كل ذلك أمام نظرات الرجال الصامته...أمسكت سابين بيد ثيو توقفه قائله:ثيو لم أعتد عليك هكذا؟!...منذ متى وأنت تتركنى وترحل غاضبا؟!....
لم يجبها ثيو وظل صامتا فتنهدت سابين بإرهاق قائله:الأمر وما فيه أننى أحاول مساعدة الأميرة جيسكا لتختلط بالعالم الخارجى...بعد أن قررت الانعزال عن الجميع لمده عامين بغرفتها...واليوم استطعت اقناعها بالخروج والقدوم غدا إلى هنا...
وأنا أحاول صنع مفاجأة من أجلها...
أنحل عقدة حاجبى ثيو وكاد يسألها عما تنتوى فعله إلا أن سابين أدركت ذلك فأسرعت قائله:لن أخبرك بشئ لأنه أمر يخصها وحدها....لهذا فاعذرنى أيها الوسيم فهناك عمل يجب على انهائه...
ابتسم ثيو لها وهو يربت على رأسها ويقبل جبتها بحب...ثم ابتعد عنها قائلا بحنان:حسنا صغيرتى لكِ ذلك...وداعا...
وتركها راحلا تنهدت سابين براحه لأنه لم يصر عليها لمعرفة ما ستفعله...واستدارت لتعود لأغراضها التى تركتها أرضا...فوجدت أربعة أزواج من العيون ينظرن لها بتسأل وفضول....
فحمحمت سابين وهى تقول ل جورج:هل سنبدأ
الأن؟!..أومأ لها جورج بصمت وسار تجاه الملحق وسابين خلفه...والتى ظلت جالسه أمامه تشاهد ما يقوم برسمه على الأوراق...حتى توصل لشئ رسمه سيساعد الأميره على ارتدائه ونزعه بسهوله دون مساعدة من أحد...
ثم قدم الرسمه ل سابين قائلا:هل ستستطعين صنعه؟!..نظرت له سابين بمشاكسه قائله:سترى ذلك واستقامة خارجه من الملحق...وقامت بتجميع بعض الحطب وأشعلته...ودلفت للمنزل وجائت بأكبر قدر بالمطبخ وقامت بوضعه على الحطب...
بدأت بوضع أجزاء صغيره من المعدن حتى يذاب وعند زوبانه بدأت بوضع القطع الأكبر حتى ذاب جميعه...وخلال المده التى تركت المعدن يذوب
كانت قد صنعت مجسم يشابه تلك الرسمه التى رسمها جورج...ولكنه منقسم لجزئين جزء خارجى يشابه الرسمه وجزء أخر داخلى...
لم تكن سابين تجلس بمفردها فلقد كان الرجال يجلسون أمامها ويشاهدون ما تقوم به...كما كان جرومز يجلس بإسترخاء بالقرب منهم يشاهد ما تفعله صديقته....
عندما تأكدت سابين من ذوبان المعدن بدأت بصبه بالمجسم ببراعه...وبعد تأكده من إستقراره قامت بوضع الجزء الداخلى...وبدأ المعدن يتساقط من كل الجوانب حتى استقرت القطعه الداخليه للمجسم.... ثم قامت بتنظيفه من الخارج حتى لا يلتصق المعدن به...وظلت تطرق عليه بلطف بين كل فنيه والأخرى.... حتى تأكدت أنه قد أوشك على تماسك...فقامت بإخراج الجزء الداخلى للمجسم بسهوله...وبعد ما يقارب الثلاث ساعات من وضعه والتى خلالها سقط جابى بالنوم وهو يشاهدها...
كانت سابين تقوم بإعاده وضع المعدن الذى تساقط بالإناء من جديد حتى تكمل ما تبقى من عمل...
وبعد تأكده من تماسك المعدن قامت بتكسير
المجسم الخارجى..وعندها ظهرت القدم وبدأت تحددها وتسوية مقدمتها حتى أصبحت تشبه القدم الطبيعيه....كل هذا كان أمام نظرات الرجال الجالسون...
وبعد انتهائها قامت بنزع حذائها وقامت بإرتداء القدم وبدأت بالسير بها....فأدركت أنها نجحت بالأمر فقامت بنزعها ووضعها بالجوار...
ثم قامت بأخذ المجسم الأخر الذى صعنته خلال الساعات السابقه لتكوين المسامير التى ستضعها بالقدم لتثبيتها....وبالفعل قامت بصبها وانتظروا لنصف الساعه وتماسك المعدن لتعرضه للهواء...
فقامت بتركيب كل شئ بموضعه ثم أمسكت بالقدم وتقدمت من الرجال ووضعتها أمامهم....ثم عادت لتجلس على أحد الصخور وهى تنظر لهم بغرور يناسبها....
كان جورج أول من أمسك بالقدم وظل يدقق النظر حتى تأكد أنها كالتى قام برسمها....كما أنها تمتاز بالخفيه....أمسك بها ماثيو ودراكوس كذلك وأعجب ببراعة سابين....
كانت سابين تنظر إليهم بهدوء ثم قالت وهى تنظر للسماء:أوشكت الشمس على الشروق...لهذا أظن أنه من الأفضل لو ذهب الجميع لغرفهم لينالوا قسطا من الراحه....أومأ لها الجميع خاصه جابى الذى لم يكن يرى جيدا بسبب قيلولته التى أخذها منذ قليل...
صعد الجميع لغرفهم وكذلك سابين وجرومز...نزعت سابين ثيابها ودلفت للمرحاض لتزيل إرهاق اليوم عن جسدها....وبعدها خرجت لتستيرح بضع ساعات...
إلا أنها وقفت متعجبه حين وجدت ميلسيا جالسه على أحد المقاعد بغرفتها تنتظر خروجها....نظرت
لها سابين بإبتسامه هادئه:جميلتى لما لم تنامى إلى الأن؟!..هل أنتِ بخير؟!...
أومأت لها ميلسيا قائله بود:أجل بخير حبيبتى إلا أننى أريد التحدث معكِ بأمر هام...أعلم أنكِ مرهقه ولكن تعلمين لو لم يكن أمر هام لما أتيت لكِ الأن...
أومأت لها سابين بهدوء وهى تجلس مقابله لها...
فقالت ميلسيا بعد تنهيدة حارة:هل أنتِ على علم بمشاعر ثيو تجاهك صغيرتى؟!..
تجعد ما بين حاجبى سابين بعدم فهم...وعقلها لا يعى شئ مما تقولوه ميلسيا...لهذا قالت بتسأل:عن أى مشاعر تتحدثين؟!...فأنا لا أفهمك...
نظرت لها ميلسيا بثبات قائله:ألازلتى لم ترين كيف ينظر إليكِ بحب؟!...أم أن عقلك لم يدرك الأمر بعد؟!..
كانت سابين تنظر لها بتشتت وهى تقول بإهتزاز:
من المؤكد أن هناك سوء فهم ميلسيا....من المحال
أن يشعر ثيو بشئ كهذا تجاهى...
أنهت سابين حديثها بثقه اكتسبتها من قلبها الرفض لهذه الفكره...ابتسمت ميلسيا بسخريه قائله:إذا فالتحاولى إخباره أنكِ تشتاقى ل إستيفان وتودين رؤيته....وانظرى ماذا سيكون رده؟!...
نظرت لها سابين بجمود دون رد...فإستقامت ميلسيا لتخرج من الغرفه إلا أنها توقفت وهى تقول بثبات: كما لا تنسى النظر لعينيه وأنت تخبريه بهذا...حتى تعلمين لما أخبرك بهذا؟!...
أنهت ميلسيا حديثها وتركت سابين وحدها...والتى كانت تنظر أمامها بجمود وتنفسها يكاد يكون منعدم...
وعقلها يرفض تصديق ما سمعه من ميلسيا...
يتبع