-->

الفصل الخامس والثمانون - مملكة الذئاب Black

 


الفصل الخامس والثمانون 


خرجت سابين من المنزل لتستقبل ضيفتها....ولكنها توقفت ورفعت احدى حاجبيها حين رأت النساء يجتمعن معا بجزء بعيد عن الرجال...وهذا حتى لا تظن سابين أنهن قد تحدثن معهم...


مما جعل ابتسامة ساخره ترتسم على شفتى سابين من طفولتهن...إلا أنها قررت أن تدعى هى الأخرى عدم الفهم حتى يأتين لها ويخبرونها بما فعلنه أثناء غيابها...


وصلت سابين لضيفتها وهى تحيها بحفاوة...تحدثت سابين بتسأل:هل أنتِ بخير؟!...هل الأمر مريح؟!...


أومأت لها جيسكا بإبتسامة سعيده وهى تقول بشكر صادق:مهما فعلت من أجلك ف أنا لا أستطيع الوفاء بما قدمته سابين...


ربتت سابين على يدها برفق قائله:أنا لم أفعل سوى ما أملأه على قلبى....وهو أنكِ تستحقى الأفضل كما أنه من الجيد أنكِ أتيت اليوم حتى تقدمى لنا بعض المساعده فى جمع بعض النباتات....هذا بالطبع إذا أردتى ذلك....


أجابتها جيسكا بحماس:بالطبع أريد تقديم بعض المساعدة....فقالت سابين بحماس مماثل:إذا هيا 

بنا... 


وسارت هى والأميرة تجاه النساء وقالت بصوت مرتفع نسبيا...حتى يستمع إليها الجميع:اليوم سنقوم بجمع أكبر قدر من النباتات التى قمنا بزراعتها خلال الفترة المنصرمه...وهذا ما سيساعدنا بالبدأ فى تقديم المساعده لكل من يحتاج إليها...


ابتسم الجميع بسعاده وهم يعودون للعمل...فمنهم من يقوم بالزراعه والبعض الأخر يقوم بجمع النباتات...

كان الوقت يمر سريعا حتى اوشكت الشمس على المغيب....


وثيو قد استيقظ من سباته وهبط للأسفل بعد أن حاول العديد من المرات معرفه ما حدث...وكيف أتى إلى هنا إلا أن ذاكرته لم تسعفه....لهذا قرر الهبوط للأسفل وجلس على أحد الصخور يشاهد الجميع يعملون بسعاده....


إلا أن عيناه كانت منصبه على سابين وحدها...وبينما الجميع يعمل حدث ما جعل الجميع يصدم....وهو قدوم شاب يركض نحو الجميع بثياب ملطخه 

بالدماء صارخا ب:أين الطبيبه؟!...أين الطبيبه؟!... شقيقتى ستفارق الحياه أرجوكم....


وبدأ بالنحيب فأسرع الجميع نحوه...وخاصه سابين التى قالت له بقوة:أين هى؟!...أجابها الشاب ببكاء وخوف:إن...إنها بالمنزل....


أومأت له سابين وهى تسرع تجاه المنزل تأتى بتلك الحقيبه التى قامت بتجهيزها أمس...وهى تحمد الإله لأنها فعلت ذلك.....ثم خرجت من المنزل وهى تأمر الشاب قائله:هيا بنا....ثم نظرت ل ثيو وجرومز قائله: إتبعانى....


وأسرعت تركض خلف الفتى الباكى وجوارها جورمز وخلفهما يركض ثيو....الذى لم يكن سيتركها تذهب بمفردها حتى لو لم تطلب منه القدوم....


وصلت سابين وثيو وجرومز لمنزل الفتاة....وهى تدلف داخل غرفتها....فتنصمت مما رأته فهناك فتاة تفترش الأرض وجسدها مليئ بالخدوش...التى قد مزقت أجزء كبيره من جسدها ويكاد يكون عظامها بارز ببعض هذه الخدوش...كما أنها فقدت الكثير من الدماء....


لم تتوقع سابين أن يكون الأمر بهذه البشاعه... إلا أنها رمشت بعينيها للحظات ثم عادت لوعيها من جديد.... وأمرت الجميع بحده وهى تقترب من الفتاة قائله: فاليخرج الجميع للخارج....ثم أكملت بصوت خافت قائله للفتاة التى بدأت بفقدان كامل وعيها بسبب ألمها وفقدانها للكثير من الدماء:لا تقلقى لن يصيبك أذى...


ثم بدأت بفتح حقيبتها لتخرج منها ما تحتاج له...

إلا أنها لاحظت أنه لم يخرج أحد من الحاضرين كما أمرت...فقالت بحده منفعله:لقد قلت فاليخرج الجميع 


وبالفعل استفاق الجميع من صدمتهم وخرجوا خارج الغرفه...وبدأت سابين بتمزيق ثياب الفتاة ببطئ وهى تشعر بالغضب....حين أدركت أن هذه ليست خدوش لشخص عادى...بل القول الأصح هى لحيوان وحيوان مفترس حاول تناول هذه الفتاة على أنها وجبه دسمه أتته بعد جوع دام لأشهر....


لعنت سابين بصوت خافت وبدأت رحله علاجها   التى بدأت فى مداوته الجروح العميقه بالبدايه ثم بالسطحيه..حتى انتهت بعد ما يقارب الخمس ساعات وهى تجلس جوار الفتاة التى سقطت بسبات عميق... 


بعدما اعطتها سابين منوما ومسكن حتى تحصل على بعض الراحه....وجلست جوارها تأخذ بعض الوقت لتريح عضلات جسدها المتشنجه بعد كل هذا الوقت من العمل المتواصل....


مر بعض الوقت وخرجت سابين من غرفه الفتاة مغلقه الباب خلفها...ونظرت للجالسين بالخارج وملامح وجههم تعبر عن الندم والحزن والأسى... وخاصه شقيقها الذى أتى بها إلى هنا....


لهذا هى تقدمت من الجميع وجذبت أحد المقاعد وجلست عليه قائله بقوة رغم إرهاقها:الأن فاليخبرنى أحدكم ما الذى حدث؟!...



كاد الشاب الذى أتى بها يجيبها....إلا أن والده قد سبقه قائلا ببرود:لا نعلم ماذا حدث؟!...فقد وجدنا جسدها ملقى أمام باب المنزل مغرقا بالدماء....هذا كل ما نعلمه...ثم أكمل بإنفعال:كما أن وظيفتك هى مداوتها وليس سؤالنا عما حدث.....



كانت نظرات سابين هادئه عكس ما كانت تشعر به تجاه هذا الرجل...فقد تمنت لو قامت بلكمه إلا أن ما يمنعها هو ارهاقها الشديد....



كاد ثيو يتدخل ليعنف هذا الرجل الوقح....إلا أن سابين منعته بإشاره من عينها قائله ببرود يماثل  برود الرجل:بالفعل أنت محق....



ثم أطلقت صفير حاد جعل جرومز الذى أمرته مسبقا قبل دلوفها أن ينتظرها بالخارج....حتى لا يفزع أهل المنزل حين يروا هذا الذئب الضخم....لم تمر سوى لحظه واحد وتقدم جرومز وهو يقترب من الجميع حتى وقف جوار سابين....


والتى قالت بجمود:والأن سأعيد سؤالى من جديد...وإذا قمت بإعطائى إجابه خلاف التى أريد سماعها فلا تلومنا إلا نفسك....



كانت ملامح وجهه جرومز الشرسه وزمجرة الغاضبه أصابت الجميع بالخوف....بل بالرعب المطلق ورغم وجود فتاتين بسن متقارب من سن شقيقاتها...إلا أنها لم تهتم فكل ما يشغل عقلها الأن هو التأكد مما حدث لهذه الفتاة.....لأنها تعلم جيدا بل متيقنه أن تلك الخدوش المتفرقه على أنحاء جسد الفتاة...ل هى خدوش حيوان مفترش جائع ولكنه كان مسلسل حتى لا يقوم بإفتراسها كاملا....



فقد كان المغرى من وضعها معه واضحا...وهو إخافتها وبث الرعب بقلبها.....لهذا هى تريد التأكد من الأمر حتى تعلم هوية من قام بهذا الفعل الشنيع وتأخذ بثأر هذه الفتاة منه....



ظلت سابين تنتظر بعض الوقت إلا أنه لم يأتيها الرد...فقالت بإنفعال جعل غضب جرومز يتصاعد 

هو الأخر:ألن تتحدث؟!...أنهت حديثها بالوقت الذى خرجت زمجرة غاضبه وقويه من جرومز...



جعلت إحدى الفتاتين تفقد وعيها....لم تهتم لها سابين فقد كانت نظراتها موجه نحو هذا الرجل الذى تشعر بكره وحقد شديد نحوه منذ اللحظه التى رأته به.... والذى كاد يبلل ثيابه خوفا من جرومز وهو يقول بتوتر وخوف:لقد تقدم لها أحد النبلاء لطلب الزواج إلا أنها لم تقبل عرض زواجه....وهذا أغضب النبيل فقام بأخذها عنوة....وبعدما انتهى منها أعادها للمنزل على تلك الحالة.... 



كان الشاب يستمع لحديث والده وهناك عقدة تشكلت بين حاجبيه...وهو لم يعد يحتمل الصمت بعد الأن... لهذا استقام واقفا وهو ينظر لوالده ويقول بغضب وعينين مليئه بالدموع النادمه:واللعنه فالتكف عن كذبك هذا...لقد كاد يقتلها....



ثم وجه أنظاره نحو سابين قائلا بصدق:إن أبى رجل مهووس بالمقامرة...ولقد كان يقامر مع النبلاء حتى خسر جميع أمواله...فقرر المقامرة على أحد شقيقاتى ولقد كان يقامر مع أحد النبلاء المعروفون بجنونهم إلا أنه وكالعاده لم يهتم سوى بملاذاته وقام بالمقامرة على بريا....وكعاته خسر أمام أحد الرجل الذى طالبه بأخذ شقيقتى...والذى لم يبخل والدى العزيز بإعطائها له....



ولأن شقيقتى رفضت الإنصياع له قرر تقديمها لأحد تلك الوحوش الذى يقوم بتربيتها داخل منزله...

وبعدما انتهى منها قام بإلقائها كالقمامه أمام منزلنا... 



أنهى الشاب حديثه بنحيب شديد وألم وهو ينظر ل سابين التى لمعت عينيها بالدموع....إلا أنها تنفست بهدوء وهى تقول للشاب بهدوء:هل تعرف مكان إقامته؟!... 



أومأ لها الشاب بالإيجاب فقالت سابين وهى تنظر ل ثيو نظرات فهمها جيدا:حسنا هيا بنا...واستقامت هى وثيو والشاب ليخروجوا من المنزل...إلا أنها توقفت ثم عادت لتلتفت من جديد...



تنظر لهذا الرجل بإحتقار قائله ببرود:أعدك سأنتهى منه ثم أعود من أجلك...ثم خرجت من المنزل بهدوء تاركه خلفها رجل يرتعد خوفا مما ستفعله تلك الفتاة به....



سارت سابين مع الفتى تجاه منزل هذا النبيل...ثم طلبت منه أن يعود لمنزله من جديد ليهتم بأسرته وهى ستنهى الأمر...وستعود لتخبره بما قامت به.... إلا أن الفتى رفض تركها وهو يقول بتحسر وندم:لن أترك حق شقيقتى لهذا أنا معكِ ولن أرحل... 



تنهدت سابين وهى تؤمى له بتفهم...ثم نظرت ل ثيو قائله:فالتعد للمنزل وقم بجمع الرجال....وانتظرنى هنا حتى أعود...أومأ لها ثيو وهو يقوم بسؤالها بشك: وانتِ إلى أين ستذهبين؟!...



ابتسمت سابين بشقاوة قائله:سأستخدم ورقتى الرابحه....كاد ثيو يسألها عن معنى حديثها إلا أنها  

لم تعطيه الفرصه....



وقالت ل جرومز والفتى:هيا اتبعانى....واسرعت بالسير بالاتجاه المعاكس...فتنهد ثيو وسار متجها للمنزل لجمع الرجال كما طلبت...



بينما ذهبت سابين للقصر الملكى ودلفت للداخل بسهوله...وطلبت من الشاب الذى كان يدعى روشان أن ينتظر مع جرومز حتى تعود لهما....



أسرعت سابين نحو مكتب الملك وطلبت من الحارس أن تدلف له....ولم يمر سوى لحظات وأذن لها الملك بالدخول....دلفت سابين بتلك الثياب الملطخه ببعض الدماء فصدم الملك مما يراه... 



وهو يقول بقلق:سابين ماذا حدث؟!...أجابته سابين 

ب ثبات:لقد أتيت من أجل ذلك الاتفاق الذى قمنا بالاتفاق عليه....



أومأ لها الملك بتفهم قائلا برزانه:ماذا تريدن سابين؟!.. أجابته سابين بهدوء:منصة إعدام بعد يومان من الأن لأحد النبلاء....



تجعد ما بين حاجبى الملك وهو يقول:لما؟!....ماذا فعل لكِ؟!...أجابته سابين بثبات:سأخبرك ماذا فعل ولكن فالتعدنى أنك ستفعل؟!... 



نظر لها الملك بتفكير قائلا:وما الذى قام به هذا النبيل حتى يخرج شياطين ساب للعلن؟!....ظهرت ابتسامة مظلمه من شفتى سابين وهى تقول بجمود:سأخبرك وبدأت تقص عليه ما قام به....



وبعد انتهائها تنهد الملك قائلا برزانه:سأخبرك بما أنا قادرا على فعله.....وهو أن أقيم له محاكمه ليتم  محاكمته على ما اقترفه بحقها....وهذا لأنه من طبقة النبلاء....ولكن نصيحتى لكِ أن تمتلكى كافه الادله التى تدينه...لأنه لم يحدث من قبل أن تتم محاكمه أحد النبلاء من أجل أحد العامه....




تنهدت سابين وهى تؤمى له بالايجاب ومن ثم أسرعت بالخروج من مكتبه...وهى تبتسم بطريقه مرعبه وتتخيل ما ستقوم بفعله...



❈-❈-❈




بينما كان الملك بغرفته يبدل ثيابه لأخرى تصلح للسفر....اتفق كلا من ألفين وديفيد وماكس أن يظل ماكس بالقصر ليدير شؤون البلاد....



بينما كلا من ألفين وديفيد سيقومون بالرحيل مع استيفان....لعلهم يستطيعون انقاذ ما يمكن انقاذه... وبالفعل استعد كلاهما للسفر وهبطوا للاسفل....



فوجدوا استيفان قام بتجهيز كيشان هو الأخر 

ليرحل معه...كما لم يتحدث أحد منهم بل قام كل منهم بتجهيز فرسه وساروا خلفه دون قول كلمه....




وبينما كان دوغلاس جالس بغرفته قد استلم رسالته هو الأخر.....وبدأ يقرأ ما دون بها وهناك ابتسامة مرتسمه على شفتيه:


كيف حالك أيها العجوز؟!...لقد اشتقت لك كثيرا...

كما اشتقت لأحاديثك المهتمه....أتمنى أن تكون بأفضل صحه....كما أريدك أن تهتم بصحتك جيدا...



فأنا لازلت أتذكر أنك كنت مريض بالأيام الأخيره...

لهذا فالتهتم بصحتك حتى لا أعود وأقتلك بيدى أيها العجوز.... 



كما أريدك أن تتأكد لى من شئ ما....ولكن دون أن تخبر أحد بذلك....أريدك أن تتأكد من أن الملك لم يأمر أحد بإتباع خطاى لأننى أشك بالأمر...وأتمنى 

أن تجيبنى بأسرع وقت أيها الوسيم...فأنا أنتظر ردك من الأن...



              توقيع صغيرتك....




انتهى دوغلاس من قرأة الرساله...وظل ينظر أمامه بشرود غير مدركا بما سيفعله:هل يخبرها بذلك الرجل الذى يلاحقها كما أمره إستيفان؟!...أم يخبرها أنه لم يجد شئ... 



ولكن بالأخير أمسك بورقه وبدأ يكتب فيها الأتى:

عزيزتى سابين صغيرتى وجميلتى...التى كانت هديه الإله لقلبى العليل....لقد اشتقت لكِ أكثر من اشتياقك لى....كما أتمنى تواجدك الأن جوار قلبى وأمام أعينى....كما لن أكذب وأخبرك أننى بخير بعيدا عنكِ إلا أننى أتمنى أن تجدى الراحه بالمكان الذى تقيمين به الأن...أما بالنسبه لسؤالك عن شكك من أن الملك قد أرسل أحد رجاله خلفك....فما تشكين به صحيح... فالملك قد أرسل خلفك أحد رجاله ليخبره بكل تحركاتك....لهذا فأحذرى صغيرتى فكل ما تقومين  

به يتم إرساله للملك.....وبالنهايه أتمنى ألا تنقطع أخبارك ورسائلك جميلتى التى أسعدت قلبى....



توقيع العجوز دوغ....



قام دوغلاس بطى رسالته وامر أحد الحرس بأرسالها بأسرع وقت.....ثم عاد ليكمل عمله وعقله منشغل بصغيرته وما سيحدث لها بالمستقبل...على أيدى ذلك الملك الذى لا يعلم ماذا يريد من صغيرته؟!...



❈-❈-❈




بالوقت التى وصلت به سابين وروشان لمنزل ذلك النبيل....كان ثيو قد جمع رجاله هو الأخر كما حضر معه جورج وماثيو ودراكوس...الذين أسروا على الحضور معه حين أخبرهم بما حدث....



إلتقى الجميع أمام منزل ذلك النبيل فتعجبت سابين من حضور والدها وماثيو ودراكوس....فنظرت بحده ل ثيو الذى قال بدفاع عن نفسه:هم من أسروا على القدوم....



تنهدت سابين وهى تقول:حسنا الخطه كالتالى... سنقسم أنفسنا لمجموعتنا مجموعه تقوم بتطويق المنزل من الخارج....والأخرى تقتحم المنزل....ولكن فاليكن الجميع على قدر كبير من الحذر...لأنه يمتلك حيوانات مفترسه بمنزله قد تظهر أمامنا....



ظهر الخوف على ملامح البعض بينما كانت ابتسامه دراكوس متسعه فهو من محبى كل ما هو مفترس.... وكلا من جورج وماثيو وثيو كانت ملامحهم هادئه لا تعبر عن شئ....



بدأ الجميع بالتحرك وكانت سابين بالمقدمه وجوارها جرومز الذى زمجر بخطر عندما دلفوا داخل المنزل... فأدركت سابين أن القادم ليس بالجيد لهذا استعدت جيدا لكل ما ستقابله...وأمرت جرومز بالبقاء أمام باب المنزل....


توغلت سابين ومن معها للداخل وكان المنزل يعمه الهدوء والسكون...فمن المؤكد أن الجميع نائم بهذا الوقت المتأخر....بدأت سابين ومن معها بتفتيش الغرف بهدوء....فوجدوا أغلبها فارغا إلا أن هناك 

بعض الغرف التى وجدوا بها بعض الخدم...فأمروا الجميع بالخروج....لم يعترض أحد بل خرجوا مسرعين لينجوا بحياتهم...



وأكملوا بحثهم حتى وصلوا لأخر غرفه بالمنزل.... تنفست سابين وروشان بثبات وقامت سابين بفتح باب الغرفه...فوجدت الرجل الذى تبحث عنه...ولكن ما جعل عينيها تتسع هو وجود أسد نائم جوار فراشه مسلسل بالكثير من السلاسل...وجسده مليئ بالجروح من سوط وحرق وغيرها....




امتلأت عينى سابين بالدموع مما تراه...وخرجت شهقه من جوفها دون قصدا منها....حين قام ذلك الأسد بفتح عينيه على حين غره.....وقام بالزئير بضعف إلا أنه أيقظ ذلك النائم براحه على فراشه.... 




وهو ينظر ل سابين وروشان بحاجب معقود وهو يستقيم عن فراشه....ويحمل سلاحه قائلا وهو ينظر ل روشان بسخريه:هل أتيت لتأخذ بثأر شقيقتك؟!...



أتته الإجابه من سابين التى تشعر بكم كبير من الغضب...فهى قد أدركت ما يقوم به هذا الحقير مع تلك الحيوانات التى يقتنيها...فهو يقوم بتعذيبها حتى تستوحش أكثر مما هى عليه...لهذا هى تريد الأخذ بثأر كل من قام بإذائهم...لهذا قالت بحده:

ليس ثأرها بمفردها بل بثأر كل من قمت بإذائهم.... 



ابتسم الرجل بإتساع وهو يقول:ومن أنتِ أيتها الجميله؟!...بادلته سابين ابتسامته بإبتسامه مظلمه وهى تخبره بجمود:سأخبرك من أنا...




أومأ لها الرجل بإبتسامه متشوقه وهو يقول:وأنا أنتظرك....وقام بالطرق بقوة على الحائط من خلفه وهذا جعل ذلك الأسد الجريح يزئر بقوة وغضب من جديد...وهو يحاول الوصول لسابين وروشان للإمساك بهم....



شعر روشان بالرعب فعاد خطوة للخلف حتى أصبح خارج الغرفه...بينما ظلت سابين كما هى تنظر لذلك الأسد بحزن....وكادت تتحرك صوبه دون تفكير....إلا أن دلوف جرومز المفاجأ أوقفها....وهو يحطم باب الغرفه مما تسبب بسقوط روشان أرضا... 



ووقف جرومز أمامها وهو يزمجر بغضب بوجه هذا الأسد الجريح.....الذى شعر بالرعب حين رأى ذئب سابين الذى كان جسده يعادل حجم جسده ثلاث أضعاف....



كما إرتعب الرجل هو الأخر من حجم ذلك الذئب الغاضب...إلا أنه عاد ليضرب بسلاحه على الحائط  من جديد مما تسبب بهيجان أسده من جديد...الذى حاول الهجوم على جرومز وذلك كان خطأ فادح....




فقد قام جرومز بالإنقضاض عليه....وأمسك رقبته بأنيابه بقوة حتى فصل جزء كبير من رقبته عن جسده....وهذا أصاب سابين بالحزن...إلا أنه رغم حزنها على موته إلا أنه قد ذهب لمكان أفضل بكثير من ذلك المكان الذى عاش به...



لهذا نظرت سابين للرجل بغضب حارق وتقدمت منه وبدأت تقاتله....وهى تتذكر كيف عانت الفتاة وذلك الاسد بسببه....كما أمرت جرومز بمنع أحد من دخول الغرفه...



وظلت تبارز هذا الحقير حتى قامت بالتغلب عليه واسقطت سيفه....فقامت سابين بجرح كلا يديه بجروح سطحيه إلا أنها مؤلمه....كما قامت بترك سيفها هى الأخرى...وجلست على صدره وظلت 

تكيل له اللكمات حتى فقد الوعى...وإمتلأت كلا  يديها بدمائه...



فظلت سابين تنظر له بحقد وهى تلتقطت أنفاسها بقوة....ثم قامت بالبصق عليه وخرجت من الغرفه وهى تأمر الرجال بالإتيان به فهى لم تنتهى منه بعد.... 



ولكن أثناء خروجهم أوقفها دراكوس قائلا:سابين هناك ما يجب أن تريه...وتركها وسار بأحد الإتجاهات التى تشير للساحه الخلفيه للمنزل....



سارت سابين وجرومز ملاصق لها خلف دراكوس حتى وصلت لملاحق كبير نسبيا....دلفت سابين للداخل فصدمت مما تراه....فهناك حيوانات أخرى يمتلكها هذا الرجل المختل..وجسدها مليئ بالجروح 



شعرت سابين بروحها تتألم لدرجه هى لم تعد تتحملها....فمتلأت عينيها بدموع الحزن جراء  

ما حدث لهذه الحيوانات...التى ليست لها ذنب بما حدث لها....



ولقد كان يتواجد خمس حيوانات بالملحق اثنان من فصلية الأسود كالذى قام جرومز بقتله منذ قليل...

كما كان هناك فهد لونه أسود وبجسد ممشوق رغم وجود بعض الخدوش على جسده....



وجواره يتواجد صقر ذو حجم مميز وألوان مبهرة... وبالأخير ذئب يفترش الأرض ويلتقط أنفاسه بصعوبه وهذا أصاب سابين بالفزع....فأسرعت تجاه المكان الذى يتم حبسه داخله....بينما الجميع يحاولون إيقافها فقد يقوم الذئب بإذائها....



إلا أنها لم تهتم ودلفت للداخل وخلفها جرومز الذى كان ملتصق بها حتى لا تتأذى....وهى لم تمانع ذلك 



طلبت سابين من روشان اعطائها حقيبه علاجها التى تركتها بحوزته....واسرعت تدواى الذئب بتركيز وهناك ابتسامه هادئه مرتسمه على شفتيها....ثم نظر  لجرومز وهى تقول بخفوت:من المؤكد أنك علمت 

إنها فتاة....أليس كذاك؟!...كما أنها بمثل عمرك أيها الوسيم....



حديثها جعل زمجره مستاءه تخرج من جوف جرومز وهذا جعلها تبتسم بخفوت....وهى تعود لتستكمل عملها بعد أن طلبت من دراكوس أن يخبر الرجال كيف يقومون بإخراج هذه الحيوانات بهدوء؟!...



وأخذها لمنزلها لتقوم بمداوتهم وترويضهم...وبالفعل بدأوا بإخراج الحيوانات التى ظلت تصدر اصوات غاضبه لتواجد هؤلاء الغرباء بمحيطها....



وبعد انتهاء سابين من مدواتها لتلك الذئبه اقتربت من أذن جرومز قائلة بخفوت:لا تقلق ستكون بخير أيها الوسيم....


نظر لها جرومز نظرات قاتله وهو يزمجر بحدة.... 

وكأنه يخبرها أن تصرفاتها طفوليه وهو لا يتقبلها...

ثم تركها وخرج بعد أن كان ملتصق بها منذ قليل.... 



فتنهدت سابين وهى تربت على فراء تلك الذئبه 

التى علمت أنها ضيفه هذا الحقير منذ أيام قليله... وهذا بسبب خدوشها التى تأكد لها ذلك....وهذا أراح قلب سابين من أنها لن تحتاج لمجهود كبير حتى تعود لطبيعتها.....كما أن وجود جرومز سيساعدها كثيرا.... 



سارت سابين خارج الملحق بعد أن أخذت جميع الحيوانات.....حتى ذلك الأسد الذى قتله جرومز لتقوم بدفنه....عائدين للمنزل ومعهم ذلك الفاسق الذى تسبب بكل هذا...




#يتبع