الفصل السادس والثمانون- مملكة الذئاب black
الفصل السادس والثمانون
وصلت سابين لمنزلها وثيابها وكلا يديها مليئه بالدماء...البعض منها يخص تلك الفتاة التى قامت بمداواها.....والبعض منها يخص ذلك الحقير الذى تلقى منها العديد من اللكمات...
صدمت النساء حين رأينها على هذه الحاله إلا أنها قالت مهدئه إياهم:لا تقلقوا هذه ليست دمائى...ثم أكملت بمرح حتى تخفف من قلقهم:ألم تطالبوا بأن أساعد المرضى ها أنا أفعل وأيضا لم تتقبلوا هذا الأمر...انا لم أعد أعلم ماذا أفعل حتى أحصل على إرضائكم....
ولم تعطى لأحد منهن فرصه لتجيبها ونظرت للجميع قائله:أظن أنه من الأفضل أن يعود كلا منا لمنزله لينال قسطا من الراحه...وغدا نكمل ما بدأناه....
أيدها الجميع بهذا فالوقت كان متأخر والجميع يحتاج للراحه...وبعد تأكدها من تواجد الحيوانات بأمان داخل الحظيره...وأن ذلك الحقير تم وضعه مسلسلا بتلك السلاسل التى كان يضعها حول تلك الحيوانات أمام منزلها بالعراء...
وبعد رحيل الجميع أمرت النساء بالذهاب لغرفهم وقامت بسؤال جابى عن سير الأعمال خلال تواجدها بالخارج....فأخبرها عما قاموا به وبعد انتهائه أمرته سابين بالصعود لغرفته ليستريح هو الأخر....
كما صعدت هى الأخرى لغرفتها لتنظيف جسدها وتستريح لبعض الوقت...وخلفها جرومز الذى تحمم معها كما يفعل...وبعد انتهائهم قامت بتجفيف جسد صغيرها جيدا حتى لا يصاب بالمرض وهذا أخذ منها بعض الوقت...
وبعدها بدأت تنظر لثيابها حتى تختار الثوب المناسب الذى تريد إرتدائه...وقف جرومز أمامها فتوقفت سابين عن بحثها وهى تنظر له بتسأل....
فقام جرومز بما جعلها تتصنم وتنظر له بصدمه...
فقد قام بلعق جرحها الذى صنعته منذ أيام وهو يزمجر بحزن وألم...وهذا جعل عينى سابين تمتلأ بالدموع وهى تحتضنه وتبتسم رغم دموعها العالقه وهى تقول له بخفوت:أتعلم أنك أفضل من حصلت عليه بهذا الكون الفسيح؟!....
زمجر جرومز لها وهو يمرر فكه على جسدها بحب وظلوا هكذا حتى قررت سابين الابتعاد عنه...بعدما أغرقت وجهه بقبلتها التى أحبها جرومز كثيرا... وقامت باختيار أحد الثياب التى ستشعرها بالراحه وإرتدتها.....ثم صعدت إلى فراشها هى وجرومز...
وتدثر كلاهما جيدا وسقط كلاهما بنوما عميق محتضن كلا منهم الأخر....
❈-❈-❈
كان الرجال الثلاثه يسيرون بصمت طوال رحلتهم والتى قرر استيفان عدم أخذ استراحه خلالها سوى بضع ساعات قليل....حتى يستريح الفرس قليلا ثم يعود ليكمل طريقه...
كما حاول ديفيد وألفين التحدث معه لأكثر من مرة إلا أنه لم يكن يجيب أحد منهم...مما جعل كلاهما يلتزمون بالصمت...خاصه حين لاحظوا أنه يتسلح ببروده حتى لا يقوم بإيذاء أحد...
وكلاهما يتمونون مرورا الأمر على خير....خاصه أنه لم يتبقى سوى اليوم ونصف اليوم حتى يصلوا لوجهتم المحدده...
❈-❈-❈
أتى الصباح بهوائه العليل والشمس مشرقه وتنشر دفئها بالأرجاء...فبدأ الجميع بالاستيقاظ من سباتهم على خلاف سابين التى استيقظت قبل شروق الشمس ببعض الوقت....فقررت الهبوط للأسفل للإطمئنان على تلك الذئبه....وحين قامت بفتح باب منزلها وجدت ذلك الحقير قد استيقظ من سباته...
وهو يحاول نزع السلاسل التى تحيطه إلا أنه لم يفلح بهذا...كما لم يكن يستطيع التحدث فالرجال قد قاموا بوضع قطعه من القماش حول فمه حتى لا يصدر صوتا...
اقتربت سابين منه وعلى حين غفله قامت بركل معدته بقدميها مما جعل جسده يتقوس وهو يصرخ بصوت مكتوم متألما من شده الركله...إلا أن سابين
لم ترأف به وأمسكته من رأسه وسددت له بضع لكمات جعلت فمه ينزف ويلوث قطعه القماش التى تمنعه من الصراخ....كما بدأ بالبكاء لشدة ألمه...
فابتسمت سابين بسخريه وهو تقترب من أذنه قائله: أنا لم أبدأ الحفل بعد...أقسم أن أجعلك تذيق الألم أضعاف ما أذقته لغيرك...وما لا تعلمه أنك بالوقت الذى رأيتك به أمامى جعلتنى أتذكر شخص لا أحب تذكره وهذا شئ ليس جيد من أجلك....
ثم ترك رأسه بعنف واتجهت للحظيره لتطمئن على تلك الحيوانات ....بدأت سابين بتلك الذئبه بينما جرومز ظل بالخارج ولم يفكر بالدخول...بينما بدأت تلك الذئبه بإستعادة وعيها وهى تنظر ل سابين بإعياء وخوف....وكأنها تطلب مساعدتها....
فربتت سابين على فكها بحنان قائله:لا تخافى صغيرتى....أنتِ الأن بأمان...وبدأت بإعطائها بعض النباتات التى أذابتها لتجعلها تشعر بالراحه....ثم تركتها وخرجت دون اغلاق بابها....ثم نظرت ل جرومز قائله بهدوء:أنها تحتاج مساعدتك أنت الأخر....
فزمجر جرومز بإستياء فتركته سابين وأكملت رحلتها وبدأت بذلك الصقر ذو الألوان المبهره والجسد القوى وهى تضع بعض الطعام بيدها وتقربها منه ف غقغقه الصقر بقوة....وقام بجرح يد سابين فشهقت سابين بألم وتساقطت الديدان التى جمعتها من ألارض لأجله....
كما لم يحاول هو إلتقاط ما أسقطته سابين بل ظل ينظر لها بعنفون وعيون حاده قد ترهب البعض...إلا أنها أسعدت سابين الذى اسرع جرومز نحوها...وكاد يفتك بالصقر إلا أن سابين أمرته بالهدوء....فأطاعها جرومز وهو مازال يزمجر بحده وهو ينظر لذلك الصقر....
فأمرته سابين بأن يظل جوار الذئبه فأطاعها جرومز فنظرت سابين للصقر من جديد...وهى تخرج بعض الديدان وقدمتها له بذات اليد التى جرحها....وهى تنظر له بهدوء وثقه وكأنه لم يقوم بفتح يدها...
وظلت ثابته كما هى تنظر لعينيه بهدوء....حتى هدأ هو الأخر وبدأ بالإقتراب منها وبدأ يلتقط تلك الديدان من يدها.......وبعد انتهائه ابتعد عنها وهو ينظر لها بثبات....
فابتسمت سابين بهدوء وهى تقول:أظن أنك أنت الأخر كنت ضيفه الجديد مع هذه الذئبه....كما أظن أنه كان سيبدأ إحتفاله بك اليوم إلا أنه لن يفعل....
انهت سابين حديثها وهى تبتعد عنه وتمسح يدها من تلك الدماء...وتقدمت من ذلك الفهد الذى تدل ملامح وجهه على الشراسه....كما دقتت النظر ل جسده فوجدت خدوشه قديمه بعض الشئ....والتى تدل على أنه متواجد مع ذلك الفاسق قرابه الخمسة
أشهر....
فأدركت أنه سيأخذ منها بعض الوقت فقدمت له الطعام وتركته ينعم ببعض الراحه......وبالأخير اقتربت من هذان الاسدان الذان يظهر عليهم الإعياء الشديد...والتى أدركت سابين أن كلاهما يحتضران فأجسادهم قد تضررت بشكل كبير...ومهما حاولت لإنقاذهم لن يفلح الأمر....وهذا سيجعل من عذاب كلاهما مستمر....
فقررت سابين أن تريح كلاهما وخرجت بعض النباتات السامه....التى تحتفظ بها بمكان منعزل بنهاية الحظيرة....وأذابتها ببعض المياه وقدمتها لكلاهما....وظلت تنظر لكلاهما وهما يتناولون المياة بشراهه لشدة عطشهم....حتى عاد كلا منهم لجلسته بعد ارتوائه...
ولم يمر سوى دقائق وسكن جسديهما للأبد ومعها سقطت دمعه من عينى سابين......فقامت بإزالتها بعنف وهى تعود للخارج من جديد...ولم تعطى أهميه للمتواجدين....واقتربت من الرجل الملقى أرضا وظلت تركله بكل مكان تصل إليها قدمها...وهناك ومضات مما كان يحدث لها وللفتيات اللاتى كان معها على يد ذلك الحقير الأخر تظهر أمام عينيها...
لم يحاول أحد إيقافها فهذا الحقير يستحق أكثر من ذلك.....وبعدما شعرت سابين بالارهاق توقفت وهى تلتقط أنفاسها بقوة...ثم نظرت للجميع وقالت بعنف: طوال يومين سيكون هذا الحقير هو كيس إفراغ الغضب الخاص بنا...لهذا كل من يشعر بالغضب يتأكله فاليقم بأفراغ غضبه بهذا الوضيع اللعين....
ثم تركته وتحركت تجاه الحظيره بعد أن طلبت من ثيو أن يتبعها ورجلان أخران لإخراج الأسدين ليقوموا بدفنهم جوار أخاهم....وبالفعل قاموا بدفن كلا الاسدين وعاد كلا إلى عمله...
❈-❈-❈
مر اليومان سريعا ولقد استطاعت سابين والرجال بتحطيم جسد هذا الرجل....ثم قامت بأخذه وتركته أمام دار القضاء ليتم الحكم عليه جراء ما فعله بحق هذه الفتاة...فقد أصدر قرار بمحاكمته منذ صباح الأمس بقرار من الملك كما طلبت سابين...
كما أن الملك تدخل وأمر القاضى بعدم السؤال
عن اختفاء الرجل خلال اليومين المنصرمين
والبدأ بالمحاكمه على الفور....
حضر الجميع ليروا ما ستؤلو إليه الأحداث....بدأت المحاكمه ولأن الرجل من طبقه النبلاء تم وضع بعض الاستثنائيات من أجله...كأن يكون له الحق بالدفاع عن نفسه أو بتوكيل أحد للدفاع عنه.....
بينما بريا لا يوجد من يدافع عنها وذلك لكونها فتاة بالمقام الأول....ولأنها من العامه فى المقام الثانى....
(بهذه القرون لم تكن مهنه المحاماه قد وجدت بعد...
لهذا كان يقوم كل شخص بالدفاع عن نفسه أمام القاضى.....أو الطلب من أحد موثوق أن يدافع عنه...وتلك كانت ميزة خاصه لمن هو من الطبقات النبيله فقط)
لم يتلقى الأمر اعجاب سابين التى قررت الدفاع عن بريا...لهذا وقفت أمام القاضى الذى قام بسؤالها قائلا: لما لا تقوم الفتاة بالدفاع عن نفسها؟!...
اجابته سابين بثبات:كما ترى سيدى أنها مريضه ولا تستطيع التحدث....لهذا أنا من سيقوم بالدفاع عنها ابتسم القاضى بسخريه قائلا بصوت خافت:لا يهم سواء كانت هى أم أنتِ فكلاكما نساء بالأخير....
ورغم أنه قالها بخفوت إلا أن الجميع سمعها مما جعل أغلبهم يضحكون بسخريه على سابين التى لم تغضب لما قاله....فكان شاغلها الأكبر أن يوافق على كونها موكله ل بريا....
أخرجها القاضى من شرودها قائلا ببرود:ما هى قضيتك؟!...أجابته سابين بثبات:أنها قضيه اختطاف وانتهاك وإيذاء وتشويه..لقد قام هذا الرجل بإختطاف هذه بريا عنوة....وقام بحبسبها مع أحد حيوانته المفترسه حين رفضت الذهاب معه....وطلبت من بريا الوقوف أمام القاضى بعد مساعدتها على الوقوف...
وقامت بالكشف عن جسدها حتى يرى القاضى جروح جسدها...صدم القاضى مما رأه إلا أنه قال بثبات ناظر للرجل:ما هو ردك على اتهام السيدة؟!...
أستقام الرجل والذى يدعى شمويل أرسلان بثقه...
رغم الاعياء الشديد الظاهر على تقاسيم وجهه المتورمه...ودون أن يتطرق لما قامت به سابين...
لأنه يعلم بل متيقن بخروجه من تلك المحاكمه
دون أن يتم سجنه...وأنه هو من سيتكفل بأخذ ثأره منها...
وقال بثبات وبرود:لقد قام والد هذه الفتاة ب بالمراهنه عليها وخسر رهانه أمامى....لهذا أصبحت الفتاة ملكا لى...
تنهد القاضى وهو يستدعى والد الفتاة الذى وقف أمام الجميع...فقام القاضى بسؤاله:هل قمت بالفعل بالمراهنه على ابنتك؟!...
نظر الرجل للقاضى وقال بثقه:لا لم أفعل سيدى.... فهذا الرجل وأشار ل شمويل وأكمل:قد تقدم للزواج من ابنتى...إلا أنها رفضت عرضه لهذا قرر الانتقام منها وقام بإختطافها وتعذيبها وبعدما انتهى منها قام بإلقائها أمام منزلنا....
نظر القاضى للرجل الذى ينظر لوالد الفتاة بصدمه وغضب...وقال ببرود:ما هو ردك على تلك الاتهامات سيد شمويل؟!...
أجابه شمويل بغضب:إنه رجل كاذب فهو من قام بالمراهنه عليها....وإلا كيف لى أن أعلم بوجودها من الاساس؟!...
تنهد القاضى وهو يعود ليسأله من جديد قائلا:وهل تملك شهود على تلك الحادثه سيد شمويل؟!...
صمت الرجل يفكر بعض الوقت ثم قال بغضب:لا...لا أملك شهود...فقد كنا بمفردنا...فقال القاضى بثبات: إذا سيتم الحكم عليك بالتالى لعدم وجود شهود على ما حدث بينكما...سيتم سجنك لثلاثه أشهر جراء ما تسببت به من أضرار لهذه الفتاة....أو تقوم بدفع ثلاثين قطعه نقديه كتعويض لما تسببت به من أضرار للفتاة....انهى القاضى حكمه واستقام ليخرج....بينما كانت هناك ابتسامه شرسه ارتسمت على شفتى شمويل لإقترابه مما يريده...
كان البعض يراى عداله القاضى بهذا الحكم...والبعض يرى أنه أعطى لهذه الفتاة حجم أكبر من حجمها فهى بالأخير فتاه ومن العامه...والبعض الأخر كان منصدم من قرار القاضى الجائر...وبينما كان الجميع منتبه لما يحدث بالقاعه...
كان هناك فى احدى الزوايه يقف ثلاث رجال يرتدون ثياب تغطى أغلب ملامح وجوههم...يشاهدون ما يحدث بصمت منتظرين ما سيحدث تاليا...
وبالفعل اشتعلت عينى سابين غضبا من حكم هذا القاضى... وقررت الايطاحه به وأخرجت أخر أوراقها...والتى كانت تمنت عدم استخدامها....
لهذا وقفت سابين وهى تقول بصوت مرتفع وقوى اوقف الجميع:لقد قمت بإصدار قرار دون أن أنتهى من قص كافه الحقائق...لهذا حكمك لا يعتد به...كما سيكون من الجيد لو عدت لمجلسك من جديد حتى انتهى من حديثى...بعد حديث سابين وقعت القاعه بصمت مطبق فلم يجرأ رجلاً على إهانه قاضى كما فعلت هى فما بالك لو كانت فتاة هى من أهانته
لهذا عاد القاضى وهو يقول ببعض الإنفعال:هل فقدت عقلك أيتها الفتاة؟!...أستطيع الأن حبسك ولن يجرأ أحد على إخراجك من هنا...
هنا ظهرت ابتسامه سابين وهى تقول: حقا؟!...
أظن أنك تجهل مع من تتحدث؟!...
أجابها القاضى ببرود واستخفاف:لا أظن أننا على
علم بهويتك...لهذا فالتتكرمى علينا وتخبرينا من
انتِ حتى تأمرينى بمثل هذه الطريقه؟!...
كان الجميع بلا استثناء ينظر لها بترقب منتظر ما ستقوله...اجابته سابين بإنفعال وهى تسمح لغضبها بالتحكم بها....وتستخدم سلطتها للمرة الأولى وهذا لأنها تعلم جيدا تأثيرها على الجميع:أنا أدعى سابين ألكدورى المستشار الملكى للملك استيفان والتر أوين ملك مملكة الذئاب...كان صدى حديثها يتردد بأركان القاعه...
كما أصيب الجميع بالزهول خاصه من على معرفة
مسبقه ب سابين...فهى تستخدم صلتها بالملك للمرة الأولى وبالعلن...كما كانت تقف بشموخ وقوة وهاله من الكبر تحيط بها أجبرت الجميع على الصمت احتراما لها...كما لاحظت علامات التوتر قد ظهر
على صفحات وجه القاضى الذى كان يدعى اللامباله....
وأثناء كل هذه الفوضى ظهرت ابتسامه على شفتى ذلك الذى بنهايه القاعه...
كانت نظرات سابين مشتعله ولم تهدأ بعد...فقد أردت رد الصاع صاعين لهذا القاضى اللعين...لهذا أكملت الأمر بإطلاقها صفير حاد تعجب له الجميع...ثم تحول تعجبهم إلى صدمه وفزع حين دلف جرومز للداخل بسرعه البرق...
وهذا تسبب بإخافة الجميع...وأكملت بهيمنه قائله: والأن أنا أأمرك بالجلوس...خرجت زمجره قويه من جرومز أجبرت القاضى على العودة لمقعدة من جديد....
وهو يقول متنحنا:حسنا فالتكملى سيدتى....أغمضت سابين عينيها تحاول التحلى بالهدوء ثم فتحتها من جديد....وهى تقول بثبات رغم الجمود الذى احتل كيانها:هناك قانون بهذه المملكه ينص على أنه من يقوم بمحاوله التعدى على ممتلكات الغير سواء خاصه كل ما هو قيم يكون عقابه الموت الحتمى...
أليس ما أقوله صحيح؟!...
أجابها القاضى بتشوش:أجل...ولكن ما دخل ذلك بما
نحن بصدده...
ارتفع حاجب سابين وهى تجيبه بجمود وثقه:بريا سيدة متزوجه...وهذا يندرج تحت هذا القانون الذى أخبرتك عنه الأن...
تعجب القاضى قائلا:ولكن لم أكن أعلم أنها متزوجه كما لا يوجد ما يؤكد لنا ذلك...
أجابته سابين بثبات:بلى متزوجه...إلا أننا تكتمنا الأمر لعدم لفت الأنظار...فهى تكون زوجة مساعدى الخاص السيد ثيو أرمانيو...
عند هذه النقطه أصاب الجميع بلا استثناء بالصدمه التامه للمرة التى لا يعلمون عددها....خاصه ثيو الذى لم يستوعب عقله ما تفوهت به سابين حتى الأن... نظر لها القاضى بثبات قائلا:هل تمتلكين شهود لإثبات هذا الزواج؟!....
أجابته سابين بثقه:أجل والبعض منهم يتواجد معنا الأن...السير دراكوس أوين والسيد ماثيو المستشار الملك....والسيد جورج وزير الملك الخاص...تستطيع الأن استدعاء ثلاثتهم لتتأكد من الأمر....
حمحم القاضى وهو يقول:بالطبع فاليتقدم الرجال الثلاثه للأخذ بشهادتهم.....وبالفعل تقدم الثلاثه وأكدوا صحه حديثها....وأن إخفاء الأمر لعدم لفت الأنظار...فهم تواجدوا بالمملكه دون معرفه الكثيرون
فتفهم القاضى الأمر والذى قال بثبات:وبعد الاستماع للشهود واثبات زواج السيدة بريا من أحد النبلاء... وبعد الإطلاع على كافه الأدله...سيتم الحكم بالموت شنقا على المدعو شمويل أرسلان....وذلك سيكون بعد إسبوعا من الأن...
بعد انتهاء المحاكمه بدأ الجميع بالخروج من القاعه ولقد كان ثيو بالمقدمه تاركا المكان دون قول كلمه واحده...وهذا أصاب سابين بالقلق إلا أنها برعت بإخفاء الأمر....كما أخبرها والدها أنهم عائدون
للمنزل بعد هذا اليوم الحافل...فطلبت منه اصطحاب جرومز معه حتى تعود...
بعد أن رحل الجميع تنهدت سابين بإرهاق وهى تقترب من بريا قائله: أعتذر عما قمت به بالداخل...
إلا أن ذلك كان الحل الوحيد حتى تحصلين على حقك كاملا....كما أن إعلان زواجك من ثيو ليس
بمثل هذا السوء...ف أنت لا تعرفينه فهو رجل جيد وشجاع....وأى فتاة تحلم بالزواج منه...
نظرت لها الفتاة بعيون تلمع بالدموع وهى تقول بإبتسامه هادئه رغم الإرهاق الذى مازال بادى على ملامح وجهها:بل أنا من يجب أن أعتذر عما سببته
لكِ من ضرر أنت والسيد ثيو....كما أنك قد تغافلتى عن أمر هام وهو...هل السيد ثيو سيقبل بفتاة مشوه لتكون زوجة له؟!....
حديث بريا أصاب سابين بمقتل إلا أنها ابتعلت ما بجوفها قائله...وهى تتلمس وجهها بحنان:أنا لا أرى أى شئ مما تفوتى به...فكل ما أراه فتاة تحمل من النقاء والجمال ما أجبرنى على الدفاع عنها...حتى أننى فكرت بقتل ذلك القاضى الحقير من أجلها فقط....وأما بالنسبه ل ثيو ف أجل سيتقلبكِ لأنكِ لازلتى جميلة رغم كل ما حدث لكِ...كما أنه سيأتى ليصطحبك من منزل والدك حتى يعلن زواجه منكِ قريبا...
بعدما أنهت سابين حديثها الذى تعلم أنه قد أصبح على عاتقها أن تقوم بتنفيذه...وأن تجبر ثيو على تقبل هذه الفتاة التى لا ذنب لها....وكم تعلم بمشقه هذا...إلا أن ما قامت به كان هو القرار الأمثل حتى يدرك ثيو أنه لا يحبها كما يعتقد...
كما قررت سابين ايصال بريا لمنزلها والإطمئنان عليها....ومن ثم تعود للمنزل لتواجه تلك العاصفه التى تنتظرها....كما أنها لم تكن تعلم بذلك الطوفان الذى سيحل عليها بالوقت الذى ستصل به لمنزلها...
فلم يكن ثيو وحده من كان ينتظرها هناك....
❈-❈-❈
وصل الجميع للمنزل والكثير من التساؤلات تطرح دون وجود اجابه لها...كما أن ثيو مختفى ولا يعلمون إلى أين ذهب؟!...
وبالوقت الذى وصل فيه الرجال للمنزل أصيب ثلاثه منهم بالصدمه....حين وجدوا كيشان متواجد أمام المنزل....نظر الرجال الثلاثة لبعضهم البعض بقلق حتى قال بخفوت:هل ما أراه حقيقى؟!...
أجابه دراكوس بخفوت مماثل:واللعنه..أجل...
أغمض ماثيو عينيه بإرهاق قائلا:اتمنى أن يمر
هذا اليوم على خير...رد عليه جورج بجمود:لا
أظن ذلك...
ثم نظر ل دراكوس قائلا:قم بأمر الجميع أن يرحلون دراكوس....حتى ندلف للداخل ونعلم ما الذى يخبئه لنا القدر...وسار هو وماثيو نحو المنزل لمعرفه هل أتى الملك بالفعل أم لا؟!...ورغم معرفتهم بوجوده إلا أنهم تمنوا العكس...
بينما نظر دراكوس للعاملين وقال بصوت مرتفع حتى يستمع له الجميع:فاليتوقف الجميع عن العمل وليعود كلا منكم لمنزله...لقد أعطت سابين باقى اليوم إجازة بسبب ما قمتم به من أعمال شاقى خلال اليومين المنصرمين....
سعد الجميع بهذا وبدأو بجمع متعلقاتهم الخاصه والابتعاد عن الحقول والمنزل....
تعجب جابى من هذا والذى كان متواجد معهم بالمحاكمه...ولم يستمع ل سابين وهى تخبر دراكوس بهذا...
اقترب جابى من دراكوس وقال بتعجب:ولكن سابين قد قررت أن تقوم بجمع ما تبقى من النباتات اليوم حتى تعمل عليها مسائا...كما أنها لم تخبرنى بهذا...
نظر له دراكوس ببرود يخفى به قلقه وهو يجيبه:لقد أخبرت جورج بعد رحيلنا...أومأ له جابى متفهما وعاد ليكمل احصاء ما قاموا بجمعه ليطلع سابين عليه حين تعود...
بعد رحيل جابى خرج جورج وماثيو من المنزل وعلامات التجهم مرتسمه على صفائح وجههم...
وحين اقتربوا من دراكوس قال بتسأل:إنه هنا أليس كذلك؟!...أومأ له ماثيو وهو يقول:وهل كنت تشك بذلك؟!...كما أنه ليس بمفرده ف ألفين وديفيد قد أتوا معه...
فعاد دراكوس ليسأل من جديد قائلا:إذا أين هم؟!..
أجابه جورج بسخريه:لقد كانوا متواجدين معنا بقاعه المحاكمه...
اتسعت عينى دراكوس بصدمه قائلا:أتمزح معى؟!... لم يستطع ماثيو منع ابتسامته من الظهور...فنظر له جورج بحاجب مرتفع قائلا:أترى الأمر مضحك؟!...
نفى له ماثيو برأسه قائلا:الأمر ليس كما تظن...فرغم توتر الأجواء إلا أننى تخيلت رد فعل سابين حين تعلم أن الملك حضر حين أعلنت أنها تنتمى له بطريقه غير مباشره....أقسم أن الفتاة قد تقوم
بقتل ذاتها...
أيده دراكوس بهذا وهو يقول:واللعنه لقد أجبرت الجميع على طاعتها من مجرد لفظها لإسمها مقترنا
ب إستيفان...كما لاحظت تأثير هذا على ذلك القاضى الفاسق...
كان جورج صامت يستمع لحديث دراكوس وماثيو حتى قال بتعجب:انها المرة الأولى التى أراها...
تتحدث بهذا الكبر والغرور عن مكانتها...والغريب
أن يحدث ذلك على مرأى ومسمع من الجميع...
خلال تحاور الرجال كان جرومز يقوم بالترحيب بوالده ويتودد كلاهما للأخر بإشتياق...حتى حضر إستيفان وخلفه ألفين وديفيد...وهو يقوم بنزع تلك الثياب التى تخفى جميع ملامح وجهه ويقول دون مقدمات ببرود ثلجى:ألم تأتى بعد؟!...
توقف الجميع عن التحدث ونظر ثلاثتهم له...ولم يخفى عليه ذلك التوتر الذى ارتسم على وجوههم...
كما أن ألفين وديفيد لم يكونوا بأقل منهم توترا...
ف سابين التى رأوها منذ قليل تختلف كثيرا عن ساب الذى يعرفونه...فتلك إمرأة جذابه ذات عنفوان وشراسه تليق بها وتجبرك على الإعجاب بشخصها....
ورغم معرفتهم أن حديثها بالقاعه قد جعل بعض الهدوء يعود لصديقهم...إلا أن غضبه لايزال كما هو...
لم ينتظر إستيفان طويلا ليأخذ ايجابته حيث اجابه جورج بهدوء:لا لم تعد بعد...
لم يعلق إستيفان على حديث جورج حيث كانت أنظاره موجه ل كيشان وجرومز...وكاد دراكوس يحدثه....إلا أن إستيفان سار مبتعدا عنهم واتجه
نحو ذات الوجهه التى سار نحوها كلا من كيشان وجرومز....الذى قرر أخذ والده ليرى تلك الذئبه التى أتت بها سابين....
كان إستيفان يسير تجاه الحظيره وهو يفكر بشرود ويتذكر هيئه سابين....وكيف استطال شعرها الذى جعله يتمنى لو يتلمسه ويشتم رائحته...كما أنه لم يكن يتصور أن تكون بمثل هذا الجمال وهى ترتدى هذه الثياب النسائيه...
تنهد إستيفان وهو يغمض عيناه ويتذكر أخر لقاء جمع بينها حين كانت بالحبس...فإرتسمت ابتسامه جذابه لا إراديه على شفتيه...وهو يتذكر انتفاضتها وهى بين أحضانه...ثم زوبانها الذى رحب هو به وانصهر معها بقبله تمنى لو تمادى لتكون أكثر من مجرد قبلة....
كان إستيفان شارد بعقله حتى أخرجه من شروده توقف جرومز وكيشان أمام ذئب يبدو عليه الاعياء... فتجعد ما بين حاجبيه وهو يقترب منه...وبدأ يربت على فرائها بحنان...فحرك الذئب رأسه وبدأ يتمسح بيده...
فإبتسم إستيفان لها وهو يقول بخفوت:إذا أنت فتاة كما أظن أنها قررت تزوجيك لهذا الشرس....أليس كذلك؟!...
أنهى إستيفان حديثه وهو ينظر ل جرومز الذى زمجر بغرور...وهذا جعل ابتسامة إستيفان تتسع وهو يعود ينظر للذئبه قائلا:يا ترى ما هو اسمك يا جميله؟!..فمن المؤكد أنها أطلقت عليك اسم ما منذ اللحظه التى وقعت عينيها عليكى....كما فعلت مع كيشان من قبل... ظل إستيفان معهم لبعض الوقت وخاصه حين لاحظ ذلك الصقر الذى يخطف الأنظار وأيضا ذلك الفهد...
لهذا ظل يتنقل بينهم وهو يشعر بالسكينه قد عادت له من جديد....بعد أن غادرت سابين قصره....
كان الرجال يقفون مجتمعين بالخارج يتحدثون ولقد كان ديفيد أول من بدأ بالحديث...حين قال بتسأل وفضول:هل الرجل الذى اعلنت سابين زواجه بالمحاكمه هو ذات الشخص الذى قام بتقبيلها منذ أيام؟!...
ارتفع حاجب دراكوس وهو يقول:وهل قام رجل إستيفان بإخباره بقبلته ثيو ل سابين؟!...
ابتسم ديفيد بسخريه وهو يقول:أجل كما قام هذا ال ثيو بإرسال رساله خاصه ل إستيفان....حين كشف أمر الرجل الذى وضعه إستيفان لمراقبة سابين...
اتسعت أعين الرجال الثلاثه صدمة وكان جورج أول من خرج من صدمته قائلا:ماذا تقول أنت؟!...اومأ له ديفيد مؤكدا وهو يكمل:لقد أرسل رسالة يهدد إستيفان ويأمره بالابتعاد عن سابين...
كانت الصدمات تتوالى على الجميع حتى قال جورج بتشوش:من المؤكد أن هذا الفتى قد فقد عقله...أيده ديفيد قائلا بإرهاق:أظن ذلك...
وأثناء ما هم واقفين....أتى ثيو وعلامات الغضب مرتسمه على وجهه وهو يحدث الرجال قائلا ببرود: أين هى سابين؟!...
كاد الرجال يتحدثون إلا أن الجواب على سؤاله قد أتاه من خلفه...
يتبع