الفصل الثامن والثمانون - مملكة الذئاب black
الفصل الأخير
(الجزء الأول)
كانت سابين تفكر بإيجاد حلا مناسبا لجعل الملك يرحل دون إحداث مشاكل...فرغم أنها متمسكه بحبه وتتمنى قربه إلا أن كبريائها هو الأحق بالتمسك...لأنها تعلم أن حبها له أقوى وأكبر من حبه....واصراره على رحيلها من مملكته خير دليل على ذلك....
إلا أن رغم ذلك هى لا تنكر أنها قد سامحته على كل ما اقترفه بحقها....فهى الأخرى قد أخطأت بحقه....
تنفست سابين بقوة وهى تقف أمام باب غرفتها تحاول التحلى بالقوة والثبات أمام سطوته...ومن
ثَم رفعت يدها وكادت تطرق باب الغرفه...إلا أن
يدها قد علقت بالهواء...
وكلا حاجبيها ينعقدان قائله لذاتها بخفوت:واللعنه إنها غرفتى وهو من كان يجب عليه طلب إذن الدخول إليها وليس العكس....لهذا لم تفكر مرتين ودلفت دون أن تقوم بطرق الباب...مما لفت انظار إستيفان الذى كان قد انتهى من استحمامه وتبديل ثيابه إلى أخرى قد استعارها من عمه دراكوس بدلا من الأخرى التى تلوثت بدماء ثيو....
كانت نظراته ثابته جامده لا تعبر عن شئ من تلك الحروب الطاحنه بين عقله وقلبه...وكلاهما يتفقان للمرة الأولى على شئ ألا وهو الحصول على سابين...
ولكن كلا منهم يفكر بطريقه مختلفه...ف قلبى يخبره أن يعتذر منها ويحاول إرضائها لعلها تقبل مسامحته وتعود معه من جديد...بينما عقله يخبره أن يستخدم معها الشده حتى تستسلم له وتعود له ومن ثم يقوم بإرضائها...
ولكن إستيفان يعلم جيدا أن استخدام العنف مع إمرأة ك سابين لن يأتى بنتيجه مرضيه...لهذا كان يحاول الوصول لحلا ما حتى تقبل هذه العنيده العودة معه لمملكته من جديد...
دلفت سابين للداخل وتركت باب غرفتها مفتوح عمدا وهى تنظر بجمود لعيني إستيفان وهذا لتخبره أن وجوده لم يؤثر بها...وقالت ببرود:ألا تعلم أنه ليس من اللائق أن تدلف لغرفه أحدهم دون إستئذانه وخاصه إذا كانت فتاة....
إرتفع حاجب استيفان ولم يستطع منع لسانه من القول ساخرا:هذه الفتاة حتى وقت قريب كنت أظنها فتى...كما أننى على معرفه بكل ما يخصك....لهذا لا أظن أن الأمر مربك لهذه الدرجه التى تتحدثين عنها...
نظرت له سابين زاهله وهى لا تجد ما تجيبه به فما قاله قد أخرسها...فقد ظنت أنه سيوبخها ويتشاجر معها...وهذا ما كانت على استعاد كامل له...بينما هذا الهدوء بل والمزاح فهى لم تعدت عليه من قبل...
كانت نظرات إستيفان تتابع تلك الحرب الدائره بعقلها لعلها تجد اجابه مرضيه لترد عليه إلا أنها لم تجد... وهنا اهتدى عقل إستيفان لفكرة جيده سيقوم بها لإعادة سابين إليه من جديد...إلا أنه يجب أن يتحلى بالصبر والهدوء...والأهم أن يكون معها على سجيته حتى تدرك تميزها وحبه لها وأنه لم يفعل ذلك من قبل مع أحد سواها...
كما أنه يدرك أن إستخدامه للعنف سيعقد الأمور بينهما...وهى ليست ذلك النوع الذى يستسلم بسهوله لهذا انتظر خطواتها القادمه ليعلم ما تخطط له...ومن ثَم يحدد هو الأخر ما سيفعله معها...
ولم ينتظر طويلا فقد أتاه الجواب سريعا حين قالت سابين بصوت خرج ثابتا وهى تنظر له بكبر:أظن أنه من الجيد لو أخذت جميع رجالك ورحلت من منزلى اليوم...فكما قلت سابقا أنت لست ضيفا مرحب به هنا ملك إستيفان...
بالماضى كان ليقوم بقتل من يحدثه بمثل هذه الطريقه فما بالك بطردها له من منزلها...إلا أنه لم تتغير ملامح وجه إستيفان....بل إن هناك ابتسامة
لم يستطع إستيفان منع ظهورها...فهو لا ينكر أنه ولأول مرة يتم طرده ومن قِبل أحدهم...
عندما رأت سابين ابتسامته ارتفعت نبضات قلبها عنوه....كما أنها أشعلت غصبها بالوقت ذاته لظنها أنه يسخر منها....إلا أنها تماسكت أمامه وقد ارتفع احدى حاجبيها قائله بحده طفيفه:ما الذى يثير الضحك بحديثى أخبرنى لعلى ابتسم معك...
كاد إستيفان ينفى الأمر ولا يخبرها إلا أنه تذكر وعده لذاته أن يكون على سجينه معها...لهذا أجابها ببساطه وهو يسير ليجلس على طرف الفراش قائلا:انها المرة الأولى التى يتم فيها طردى من قِبل أحد...ومِن مَن منك أنتِ سابين؟!....
أدركت سابين معنى ما تفوهت به الأن وأنها بالفعل قامت بطرد ملك يهابه الجميع من منزلها...وهذا جعل ابتسامتها تظهر عنوة هى الأخرى....مما جعلها تلتفت بوجهها مبتعده عن مرمى عينيه الثاقبه...حتى لا يرى ابتسامتها وحين تمكنت من السيطرة على ذاتها عادت لتنظر له من جديد...فوجدته بنظر لها بطريقه جعلت قلبها يذوب عشقا...
إلا أنها لم تعطى له فرصه قائله بحزم:كلانا يعلم أن تواجدك معى بذات المكان ليس بالصحيح...لهذا من الأفضل أن تقوم بالرحيل أنت ورجالك...
كانت نظرات إستيفان لا تزال هادئه وهذا ما أثار قلق سابين لأنها لم تعدت على هذا الهدوء منه...خاصه إذا كان الأمر يمس كرامته وكبريائه...كانت سابين تفكر بعمق ولكن أخرجها من هذا يد إستيفان التى أحاطت خصرها....والأخرى التى وضعها على وجنتيها بلطف أذابها...نظرت له سابين بتشوش وهى تفكر بمتى استقام وتقدم نحوها هكذا دون أن تشعر بذلك... لمساته جعلت جسدها تنتفض بالبدايه...
ومن ثم بدأ عقلها بإستيعاب ما حدث...فوضعت يدها على صدرها لتبعده إلا أنه أحكم يده على خصرها يمنعها من الابتعاد...وهو يقول بهدوء وعيناه تنظر
لها برجاء زلزلها:لنعقد صفقه فيما بيننا...وإذا وافقتى حينها سأرحل إن كانت هذه رغبتك...
ابتلعت سابين ما بجوفها وهى تنظر له بتشتت قائله بصوت حاولت جعله غير مبالى....إلا أنه خانها وخرج مهزوز:وإن رفضت....
أجابها إستيفان بثقه:أنتِ تعلمين ما قد يحدث حينها إلا أننى أتمنى أن تستمعين لما سأقوله بدايةً ومن ثم فالتقررى حينها قبولك أو رفضك...
ابتلعت سابين ما بجوفها للمرة التى لا تعلم عددها... وهى تمسك بيده التى تربت على وجنتها بنعومه أفقدتها تركيزها.....والأخرى التى تحيط خصرها لتبعدهم....وهى تعود خطوة للخلف فسمح لها إستيفان بهذا وهو يعود هو الأخر خطوة للخلف ليعطى لها مساحتها الخاصه...ويقف باستقامه
سامحا لجاذبيته بإكتساح الغرفه...منتظر سماع ما قررته سابين...
التى قالت بهدوء:حسنا أنا أستمع إليك...وسارت حتى وصلت لأحد المقاعد البعيده نسبيا عن موضع جلوس إستيفان..وجلست عليه تنظر له بجمود فقال إستيفان برزانته المعهوده:إتفاقنا سيكون كالتالى سيظل كلانا معا بهذا المنزل وهذه الغرفه لسبع أيام بمفردنا...و...
وكاد يكمل حديثه إلا أن سابين قد استقامت واقفه وكأن ثعبان قد قام بلدغها....وهى تقول بصدمه وانفعال مانعه إياه من إكمال حديثه:ما اللعنه التى تقولها أنت...هل تعى حقا ما يقوله لسانك؟!..
كانت هذه العبارة مهينه بدرجه خطيرة لشخص ك إستيفان...إلا أنه أغمض عيناه يحاول التسلح ببروده وهو يذكر نفسه أنه هو من أخطأ بالبدايه حين سمح لها بالرحيل....لهذا يجب عليه التعقل حتى يعود بها لقصره من جديد....ومن ثم يستطيع أخذ ثأره منها كيفما يشاء ولكن بطريقته الخاصه...
لهذا فتح عيناه من جديد والتى بدأ لونها الهادئ يتعكر...وهذا ما لاحظته سابين التى تعلم أنها تهينه للمرة الثانيه وهو لم يبدى أى رد فعل على هذا...
إلا أنها لم تهتم فما الذى سيأخذه منها إذا قرر معاقبتها....فهى لم تعد تملك ما تخشى عليه...
لهذا أكملت سابين بثقه وهى تضرب بحديث عقلها الذى يخبرها بالهدوء والتعقل عرض الحائط...وهى تسير نحو باب غرفتها لتخرج منهيه هذا الحديث:
من المحال أن أقبل بحديثك هذا ملك إستيفان...
لهذا سيكون من الجيد أن ترحل أنت ورجال الأن
من منزلى....
وكادت تخرج إلا أن يد استيفان أوقفتها وهو يجذبها ليعدها من جديد داخل الغرفه التى صفع بابها بحده مغلقا إياه...فأصبحت سابين محاصره بينه وبين باب غرفتها المغلق...وهذا أربكها إلا أنها أظهرت عكس ذلك...ونظرت له بهدوء وثبات وهى تقول بحده طفيفه:ما الذى تفعله أنت لقد استمعت إليك كما طلبت وانتهى الأمر؟!...
تجعد ما بين حاجبى إستيفان وهو يشعر بالغضب يعود ليحتل جوفه من جديد...مما جعل عيناه تزداد قتامه وعروقه النابضه تصبح أكثر وضوحا...وهو يقول بهدوء مصطنع:أنا لم أنهى حديثى اللعين بعد حتى تتركينى وترحلين...لهذا أنا لن أسمع صوت لكِ حتى انتهى من حديثى اللعين...
كانت نظرات سابين تبدلت من البرود للتوتر...فهى أدركت أنه لم يعد يستطيع التمسك بهدوئه وأنه قد سمح لغضبه بالتحكم به...كما أنها محاصره من قِبله لهذا لم تجيبه منعا لإغضاب الوحش...
فعاد إستيفان ليقول بهيمنه وهو ينظر لعينيها:
أفهمتى ما قلته...ورغم هدوء صوته إلا أنها شعرت بمدى خطورته...لهذا أومأت له بطاعه وهى تحاول النظر بعيدا عن مرمى عيناه...
فتنهد إستيفان بحده وهو يقول بصوت لازال يحمل الغضب بين طياته:لنعد لحديثنا....وكاد يكمل إلا أن سابين قاطعته قائله بخفوت وهى تتهرب بعينيها منه ك طفلة صغيرة طلبت شئ محرما من والدها:هل من الممكن أن تبتعد قليلا حتى أستطيع التنفس؟!...
وهذا جعل ابتسامه إستيفان تعود له من جديد...بعد أن استطاع السيطره على عنفوان هذه السيدة لهذا أراد إستفزازها فقربها إليه أكثر قائله بتلاعب:أظن أننى أشعر أن هذا أفضل...ابتلعت سابين ما بجوفها وهى تلوم لسانها الذى أخطأ حين قرر التطاول على الملك...وهى تدرك جيدا عواقب هذا جيدا...
لهذا يجب عليها الصمت حتى ينتهى هو من اخبارها بما يريد ومن ثم تقوم بطرده من منزلها كيفما تشاء... بدأ إستيفان حديثه حين أدرك عدم معارضتها قائلا بهدوء وهو ينظر لعمق عينيها:بهذه الأيام السبع سأخبرك بكل شئ أشياء تريدين معرفته...وسأطلعكى على أمورا لم أفكر يوما بأن أخبر أحد بها...إلا أنكِ كنتى ولازلتى إستثناء سابين...لهذا سأخبرك بكل شئ وبنهايه هذه الايام سأرحل وأتركك تقررين إن أردتى العودة معى أم لا...
كانت سابين لا تصدق ما تسمعه أذنيها لهذا كادت أن تتحدث....إلا أن إستيفان نظر لها نظرتا أجبرتها على الصمت حتى ينتهى من حديثه...وهو يكمل:ولكن هناك شرط لإتمام الأمر؟!...
كانت سابين تنظر له بتشتت وضياع بسبب حديثه الذى يحاول عقلها إلى الأن إستيعابه وتصديقه...
لهذا تحدثت بنبرة ناعمه وخافته دون قصد منها أصابت قلب إستيفان بالإنصداع:وما هو هذا الشرط؟!...
لم يستطع إستيفان منع ابتسامته من الظهور وهو يقول بعيون راغبه...وهو يقترب منها لدرجه خطيرة جعلت أنف كلا منها تلمس الأخرى:إذا أنتِ موافقه سابين...خرج اسمها من شفتيه وكأنه يتذوق حروفه فخرج ببحه مميزه أصابت قلب سابين بالإنتفاض... وأنفاسه تضرب وجهها دون رحمه وهذا جعل نبضات قلبها ترتفع حتى صمت أذنيها وإزداد تشتتها وتوترها
مع إرتجاف جسدها....
كانت هيئه سابين مبعثره وهادئه بالوقت ذاته...
مما جعل إستيفان يرغب بتقبيلها بشده...خاصه
وهى تحاول التنفس عن طريق فمها المفتوح بطريقه تدعوك لإقتحام حصونه...
إلا أنه تماسك وقرر عدم استغلال ضعفها ضدها وقام بالابتعاد عنها....وهو يحمحم قائلا بصوت خرج معه بحته بطريقه مثيرة حتى تنتبه إليه سابين المتصنمه: أن تطيعينى بكل ما أطلبه منكِ حتى تنتهى السبعه أيام....
ابتلعت سابين ما بجوفها وهى تنظر له بتشتت ولا تعلم ما هذا التخدر الذى أصاب قلبها ولا تدرى ما الذى يجب عليها فعله...هل توافق على طلبه وتظل معه لعلها تصل لإجابة مرضيه لجميع تلك التساؤلات التى تراودها منذ تعرفت عليه والتى تعلم أنه لن يجيبها عليها أحد غيره...أم ترفض وتظل هنا وحيده خاصه أنها تعلم أن الجميع سيرحل وأنها ستعود لتصبح بمفردها من جديد...
هنا أصابها خوف غريب تشعر به للمرة الأولى...ألا وهو أن تعود لتصبح بمفردها من جديد...كما أن هذا أقل ما تستطيع تقديمه لقلبها...الذى عاش متألما منذ كانت طفله لا تعلم شئ عن هذه الحياة...لهذا قررت المخاطره...فقالت وهى تنظر لعينى إستيفان بتوتر وتقول بصوت خرج مشتتا لعدم تأكدها من ذلك القرار الذى اتخذته:موافقه...
❈-❈-❈
كانت النساء بالاسفل قد استعدت للرحيل وذلك بعد أوامر سابين التى أضطرتهم لذلك....ورغم أن الملك هو الأخر قد أمرهن مسبقا وهو يدلف للداخل لتبديل ثيابه وقد بدى عليه الغضب مما حدث بالخارج...بأن يقوموا بتجميع أمتعتهم لأنهم سيرحلون مع رجالهم ولا نقاش بهذا...وليس ذلك فحسب بل أنه أمر ربيكا هى الأخرى أن تتجهز لأنها سترحل هى وزوجها مع الجميع...والتى كانت تنظر له برهبه وخوف بسبب ما فعله بالخارج...وبسبب تلك الهاله الغريبه التى تحيط به والتى تجبرك على عدم رفض أوامره...لهذا قامت بتنفيذ أوامره دون أن تعود لتسأل زوجها عن رأيه...
ورغم حبه ل ميلسيا إلا أن هذا لم يشفع لهم برفض أوامره التى ستجبرهم على ترك سابين بمفردها أمامه...ولقد كانوا يظنون أن سابين سترفض رحيلهن وبالتالى سيتمسكون بها وسيضربون بأوامر الملك الغاضب عرض للحائط...إلا أن سابين هى الأخرى قد أمرتهم بالرحيل وهذا دمر مخططهم...
❈-❈-❈
أردت سابين النزول للإسفل لتوديع الجميع...إلا أن الملك طلب منها أن تنتظره بغرفتها حتى يعود لها.. وبالفعل أطاعته سابين وهذا لأنها لا ترغب بتوديع أحبتها....فهى تشعر بالألم والحزن منذ الأن...
مر ما يقارب الساعتين وسابين نائمه على فراشه بوضع الجنين وهى تنظر أمامها بشرود وحزن....
وهى تتخيل ما سيحدث بعد اسبوع من الأن...
عندما ستصبح بمفردها هى وكيشان مع جابى
وأسرته...
خرجت تنهيده متألمه من جوف سابين التى قررت أن تدلف لتتحمم لعل ذلك الأرق الذى إحتل جسدها يختفى...سارت سابين نحو مرحاضها ونزعت ثيابها ببلاده وبدأت تتحمم...
وخلال ذلك أفرجت سابين عن تلك الدموع الحبيسه فظلت تسكب المياه على رأسها وهى تبكى بقوة... وتضع اليد الأخرى موضع قلبها المتألم...وهى تفكر بأنها ستصبح بمفردها من جديد...ولكن ليس لأنها تريد ذلك بل لأنها مجبره على هذا....
فهى على يقين أنها لن تعود مع الملك من جديد للمملكه...لإدراكها أنها لا تصلح أن تكون معه فهى مليئه بالقبح والإنكسار...وهو يريد من يحتوى قلبه ويمحو غضبه ويطيع أمره...
وهى ليست هذا الشخص فهى دائما ما تبرع بمخالفه أمره وإغضابه على الدوم....عند هذه النقطه أغمضت سابين عينيها وهى تسمح لشهقاتها بالظهور....حتى تعلن ضعفها وتحطيم قلبها المتهالك...وهى تتوقف عن سكب المياه على رأسها وتتمسك بالدلو...وهى تبكى بحسرة على ما أصبحت عليه من حطام إمرأة تحطم عالمها...
وهى لم تعد تملك شئ سوى البكاء لهذا بكت كما لم تبكى من قبل....بكت حتى ألمتها روحها وأَن قلبها وتهاوى جسدها أرضا...
ظلت سابين على تلك الحاله حتى وقت لا تعلمه...
إلا أنها بالأخير بدأت تعود لوعيها...فإستقامت وقامت بتجفيف جسدها الذى قد جف بالفعل لطول المدة التى مكثتها تبكى وحدها....ومن ثم قامت بإرتداء ذلك الثوب الذى لم تهتم بتفاصيله حين أخذته من بين ثيابها...فقد أخذت أول ثوب وضعت يدها عليه ولقد كان ثوب أسود اللون كحال قلبها....
ابتسمت سابين ساخره وهى تلاحظ التطابق بين ثوبها وقلبها...وحين أوشكت على فتح باب المرحاض لتخرج....تذكرت أنها لن تكون بمفردها بالغرفه وأن الثوب الذى ترديه كاشف بعض الشئ...بل إنه فاضح فهو أقرب لثياب النوم....بهذا الثوب ذو الحملات الرفيعه والطويل نسبيا...وذلك الشق الواسع الذى يظهر نهديها بسخاء....
فلعنت سابين حماقتها وهى تفكر برد فعل الملك إذا رأها بهذه الثياب...من المؤكد أنه سيظن أنها دعوة صريحه منها ليقترب منها...صفعت سابين جبتها بغضب من حماقتها...وهى تذهب لثيابها التى نزعتها لترى هل من الممكن أن ترديها....إلا أنها وجدتها مبلله بالكامل....
تنهدت سابين بإرهاق شديد فهى قد بكت كثيرا وهذا أخذ كثيرا من طاقتها...لهذا اقتربت بأذنيها من الباب لتسمع هل هو بالخارج أم لا؟!...وظلت هكذا تتنصت لسماع أى شئ يدل على وجود أحد بالخارج...إلا أنها لم تسمع سوى صوت السكون...
فتنفست براحه وهى تفتح باب المرحاض وتركض مسرعه نحو باب غرفتها لتغلق بابها بالمفتاح...حتى
لا يدلف هو على غفله منها ويراها بهذه الثياب...
تنهدت سابين بصوت مسموع وهى تستند برأسها على باب غرفتها....وتضع يدها على قلبها تحاول تهدأته...وهى تخبره أن كل شئ على ما يرام وأنها الأن بأمان وتستطيع تبديل هذه الثياب بأخرى أكثر احتشاما قبل أن يصعد هو...
كانت سابين تخاطب ذاتها وهى لا تشعر بهذا الذى يجلس على ذلك المقعد الموضوع بزاوية غرفتها الواسعه والقريب من شرفتها...منذ ما يقارب الساعتين يستمع لصوت نحيبها وبكائها بالمرحاض...
ورغم أنه رغب بشده الدلوف إليها ليحتوى قلبها ويهدأ من روعها...فهو يعلم أنها تتألم لرحيل الجميع إلا أنه أراد أعطائها مساحتها الخاصه...لهذا تركها تخرج ما بقلبها لعلها تهدأ قليلا...
كما أنه بعد أن تأكد من رحيل الجميع حتى ذلك ال ثيو الذى أمرهم بإعادته لمنزله....ومنع أحد من الدخول بمحيط هذا المنزل...
كاد إستيفان يتحدث بالوقت الذى قامت هى فيه بفتح باب المرحاض...إلا أن ما كان يجهزه من حديث قد تبخر حين رأى ما ترتديه....ومعه توقفت أنفاسه وهو ينظر لها بزهول وهو يراها تركض سريعا بتلك الهيئه الجذابه....التى حطمت جميع تخيلاته تجاه باب غرفتها تغلقها بإحكام....
واللعنه هذه الفتاة ستقتله يوما ما بسبب أفعالها العشوائيه والغير مدروسه...والتى تجعله يقع لها بطريقه مؤلمه...كما أنه لا يجب أن يراها أحد بمثل هذه الثياب غيره...كانت عينى إستيفان تغرق بظلامها وهى تمر على منحنيات جسد سابين البارزة أمامه بوضوح...
مما جعله يغمض عيناه ويحاول التنفس بهدوء ليستعيد رباطة جأشه...فهو ليس بحيوان حتى
يفكر بمثل هذه الطريقه...إلا أنه حين أغلق عيناه تجسدت صورتها أمامه...مما جعله كلمة نابيه تخرج بخفوت من بين شفتيه...ولكن بالنهايه استطاع السيطرة على ذاته واستعادة بروده من جديد...
تنفست سابين براحه ظنن منها أنه لن يراها وهى بهذه الهيئه...وهذا جعل ابتسامه ماكره ترتسم على شفتي إستيفان الذى أدرك ما حدث...وهو ينظر لأدق حركاتها منتظر اللحظه التى ستلتفت بها وتراه جالساً بأحد الزوايا يشاهد ما تفعله بهدوء شديد...
وبالفعل استدرات سابين لتجلب بعض الثياب
الأخرى إلا أن جسدها تيبس وامتنع الهواء عن الوصول لرئتيها وجحظت عينها....وتوقف قلبها عن النبض وهى تنظر بصدمه لذلك الجالس بإرتخاء على أحد المقاعد التى تختبئ بأحد الزوايا....
رمشت سابين بعينيها التى تميل للإحمرار بسبب بكائها...وحاولت التنفس بهدوء وهى تبحث عن كلمات لتقولها ولكن دون جدوى...فعقلها قد توقف عن العمل....كما شعرت بجفاف شفتيها فأخرجت لسانها تبللها وهى تراه استقام ويتقدم نحوها بهدوء أربكها وزعزع ثباتها...
وهو يقول بتريث ويشير إلى الباب المغلق:لما قمتى بغلق باب غرفتك بهذه الطريقه؟!...ابتلعت سابين ما بجوفها وهى تحاول إخفاء جسدها بيدها...وتقول بتوتر وهى تنظر بكل مكان ما عداه:لقد أردت فقط تبديل ثيابى...قالتها بصوت خرج متحشر بسبب كثرة شهقاتها وبكائها....
فاقترب منها إستيفان وهو يتلمس وجهها بحنان جعل جسدها يرتجف....وهو يتعمد عدم النظر لجسدها حتى لا يصيبها بالإرتباك...ويقول:أظن أن
ما يحتاجه كلانا الأن هو القليل من الراحه أليس كذلك؟!...
نظرت له سابين بحاجب معقود قائله:ماذا تقول؟!.. أجابها إستيفان وهو يمسك ييدها يجذبها نحو الفراش يجلسها عليها....ويأمر بالتسطح وهى كالمغيبه تطيعه دون مجادله... وكأن عقلها قد
أرهق من كثره الجدال فقرر الإزعان له ولو لمرة واحده...
وبعد تسطحها قام هو الأخر بالتسطح جوارها وهو يقربها إليه حتى إلتصقت أجساهم...وسابين تحاول إلتقاط أنفاسها بصعوبه من هذا التقارب ولا تدرى ما الذى يجب عليها فعله....وإستيفان يحاوط خصرها بيده وينظر داخل عينيها بعمق حتى يمنعها من الابتعاد...ويقول بخفوت:إغمضى عينيكى وتنفسى بهدوء سابين لتنالى قسطا من الراحه فجسدك يحتاجها...
ظلت سابين تنظر له بتشتت وتوتر شديد إلا أنها أطاعته بالنهايه....واغمضت عينيها وهى تحاول التنفس بهدوء....ظلت على هذه الحاله تحاول
النوم ولكن دون جدوى....
فإقترب أستيفان من أذنيها وهو يربت على ظهرها بحنان قائلا:فالتحاولى التفكير بشئ يسعد قلبك حتى تستطيعى النوم براحه...فتحت سابين عينيها من جديد وهى تنظر له بحزن قائله بألم لم تستطع إخفائه:لا أستطيع إيجاد شئ أسعد قلبى من قبل...
قرب إستيفان وجهه من وجهها حتى تلامست أنوفهم قائلا بهدوء:هل سيسعدك أذا أخبرتك بشئ لم أخبره لأحد من قبل؟!...نظرت له سابين بفضول لم تستطع منعه...وهذا جعل ابتسامه إستيفان تظهر وهو ينظر لعينيها بشرود ويقول:أتعلمين أننى قد أترك كل شئ من أجل البقاء قربك والنظر لعينيكى التى تشعر قلبى بالأمان الذى لم أشعر به من قبل...
كانت نظرات سابين ل إستيفان غير مصدقه وهذا جعله يكمل بعيون صادقه:أتعلمين أيضا أننى لم أسمح لأحد من قبل أن ينام جوارى أو أن يتلمس جسدى....وأمسك بيدها ووضعها موضع قلبه ثم
رفع يده ووضعها على وجنتيها...وظل يمرر يده
عليها بلطف مكملا:أنتِ أول من سمحت له بملامستى بعد موت والدتى....
بدأ جسد سابين يهدأ وهى تنظر له بتركيز وانصات شديد وهى تقول بضعف:لما؟!..لما لم تسمح لأحدهم بالإقتراب؟!...
ظهرت ابتسامه ساخره على شفتى إستيفان الذى قال بألم لم يحاول إخفائه:لأننى كنت ذلك الطفل الصامد والهادئ والذى لم يعتد على إظهار ضعفه أمام أحد...كما اعتاد والده تعليمه لأنه سيكون ملكا يوما ما لهذا لا يجب أن يكون ضعيفا....إلا أن نقطه ضعفه الوحيده كانت احتضان والدته لقلبه....ذلك الحصن المنيع فكان يختبئ بأحضانها ليخفى دموعه وضعفه بها حتى لا يراها أحد ويشفق عليه....خاصه حين كان والده يقسو عليه....ولكن حين فقد والدته فقد معها هذا الحصن الذى كان يحتمى به....كما أنه لم يقم بمساعدة والدته أو يحاول منع الأمر....لهذا أقسم على ألا يمسه أحد...لأنه لا يستحق أن يخفف أحد من ألمه الذى يستحقه....ولكى يمنع محاولات الجميع بالإقتراب منه تعمد الصمت والبقاء وحيداً... واستخدم البرود كأفضل سلاح له حتى كفى الجميع عن محاولة التقرب إليه...
كانت عينى سابين قد امتلأت بالدموع وهى تنظر له بألم يماثل ألمه...وهى تربت بعفويه على صدره بحنان فإبتسم إستيفان بألم وهو يقول:ألا تتسائلين لما؟!..لما أخبرك بهذا الأن؟!...ولما أسمح لكِ بما لم أسمح به لغيرك؟!....
اومأت له سابين بالنفى وهى تنظر له بتسأل رغم الألم الذى لايزال يحتل عينيها...فأجابها إستيفان بثقه:من أجل عينيكِ التى دائما ما كانت تناظرنى
بألم يشبه ذلك الألم الذى نجحت بقتله...ولأنكِ لن تنظرين لى بشفقه تقتل كبريائى وتحطم قوتى التى حاربت الجميع من أجلهم...كما تفعلى الأن...
أنهى إستيفان حديثه وقد امتلأت عيناه هو الأخر بالدموع....وهذا حطم قلب سابين لأشلاء..التى بدأت دموعها بالهبوط وهى تقرب جسدها أقرب إليه....
وترفع يدها تمررها على وجهه بحب وهى تقول بصوت ضعيف:أعلم جيدا هذا الشعور الذى يسلبك أقل حقوقك ألا وهو الأمان...لتشعر أنك جسدا بلا روح ليس هذا فقط...بل أنت مجبر على الثبات ولا يحق لك إظهار هذا الضعف....لأن الجميع قد اعتادوا قوتك....وهذا يقتلك أكثر من محاولتك إخفاء ضعفك وألمك....لهذا لا ضير من إظهار كل ما يحزنك بعد اليوم...لأن إظهارك له يثبت مدى قوتك وليس العكس...قوتك التى تشكلت من ذلك الضعف...
وتحملك مالم يتحمله غيرك خير دليلا على ذلك... لهذا يجب أن تعلم أن ضعفك هو مصدر قوتك إستيفان...فلا تحاول إخفائه بعد الأن حتى لا يتسبب بقتلك يوما ما....
أنهت سابين حديثها وهى تشعر بأن حديثها قد عبر أسوار قلبه...ولامس ذلك الصغير الذى لايزال داخله ويبحث عن الأمان الذى فقده مع فقدانه لوالدته...
لهذا اقتربت منه وقامت بأحتضانه ودفنت وجهها بعنقه....وأغمضت عينيها تبحث عن بعض الراحه وبالفعل لم يمر سوى القليل حتى سقطت بنوما عميق...وإستيفان يراقبها ويربت على ظهرها بعشق جارف....حتى تأكد أنها ذهبت بنوما عميق...
فقال بخفوت:لم يخطئ قلبى حين قرر النبض من أجلك سابين...أنهى حديثه وهو يقبل رأسها وأغمض عيناه هو الأخر ليحصل على القليل من الراحه....
❈-❈-❈
كان الجميع يسيرون بالغابه متجهين نحو مملكتهم... الرجال بالمقدمه يتحدثون عن سير الأعمال التى سيلقونها حيال وصلوهم...وكان جابى يستمع لأحاديثهم دون تدخ...فهو ليس على مقربه من
أحد منهم ولولا أوامر الملك برحيله لظل مع
سابين التى لا يعلم ما الذى تواجهه الأن...
وبينما كان ماثيو يراقب زوجته بين كل فنيه والأخرى خلال حديثه مع الرجال...فهو لايزال لم يصدق بعد أنها قد سامحته وقررت العوده إليه...
كانت النساء يتحدثن والطفلتان بمرحن وربيكا تهتم بهم حتى لا يصيهن الأذى بسبب ركضهن...كان الحزن الدفين يخيم على النساء الثلاثه لرحليهن...ولعدم قدرتهم على رؤيه سابين قبل ذهابهن...
تحدثت ليليان بضيق وحزن شديد:كنت أتمنى لو ظللنا معها ولو ليوم إضافى...حتى أشرح لها لما أخفيت الأمر عنها...من المؤكد أنها الأن حزينه مما فعلناه....
أجابتها ميلسيا بإرهاق فهى أكثر من تشاجر قبل رحيلهم لعدم رغبتها بترك سابين بمفردها:لا تقلقى هى تتفهم الأمر جيدا ولا تشعر نحوك بالغضب
لهذا لا تحزنى....
فعادت ليليان لتسألها من جديد:إذا كان ما تقولينه صحيح...إذا لما قررت رحيلنا بهذه الطريقه؟!..كادت ميلسيا تجيبها إلا أن فكتوريا سبقا القول بشرود: لأنها أرادت رحيل الملك وهذا لم يكن يحدث بدون رحيل رجاله....الذين تركوا أعمالهم ليسترجعوا نسائهم لهذا أردت انهاء الأمر من طرفها...حتى لا نشعر بالسوء حيالها إذا أردنا الرحيل....
أومأت لها ليليان بصمت متفهمه مقصدها من الحديث وتنهدت ميلسيا وهى تبتسم بسخريه قائله:دائما ما تبرع هذه الفتاة بتحطيم ذاتها من أجل من تحب.... وهذا سيسبب لها الكثير من الأذى....
انهت ميلسيا حديثها ومعه عم الصمت...وكل سيدة منهن شارده بأفكارها المتزاحمه...
❈-❈-❈
أتى الصباح على هذا الثنائى النائم ولازالت سابين محتضنه جسد إستيفان...وهو الأخر يقيدها بجسده وجزء كبير من وجهه مدفون بعنقها...وجسده مطبق فوق جسدها وكأنه يخشى هروبها...
كانت سابين أول من إستيقظ من نومه وهى تفتح وتغلق عينيها لأكثر من مرة بسبب ضوء الشمس...
وهى تشعر أنها لم تنم بمثل هذه السكينه من قبل...إلا أن هناك ثقل كبير على جسدها...فحاولت سابين رفع يدها اليسرى لتمررها على وجهها لتستفيق كما تفعل عادة....إلا أن هناك ما يمنعها من ذلك فرفعت رأسها لترى ما يقيدها....فوجدت جسد إستيفان مطبق فوق جسدها حتى ساروا كالجسد الواحد...
وهذا جعل عينيها تتسع وعقلها بدأ يستوعب ما يحدث...وهذا لم يقلل من توترها بل جعل نبضات قلبها تتقافز بين ضلوها وهى تشعر بكل جزء من جسد إستيفان النائم فوقها...
حاولت سابين التنفس بهدوء حتى لا تقم بإيقاظه حتى لا يرى كيف يلتصق كلا منهم بالأخر...وهى ترفع يدها الحره لتمسد بها على عينيها لتزيل تلك الغشاوة التى تحتلها حتى تستطيع التركيز....وهى تفكر بحلا لهذا الأمر...لهذا بدأت تبحث عن أجزاء جسدها الحره التى لا يحتلها إستيفان....إلا أنها لم تجد سوى تلك اليد فقط....فهو يقيد كلا قدميها بقدمه...ويده تحتضن خصرها وكأنه لا يكتفى بأن يجعلها فراش
له ليتسطح عليها بكل حريه فحاوطها حتى لا تفر منه هاربه....كما أن رأسه مدفون بقوة بين عنقها وكتفها...
ولقد كان موضع رأسه أكثر ما يرهقها وذلك بسبب أنفاسه التى تضرب عنقها بلا هواده...وشفتاه التى تلامس عرقها النافر وهذا أصابها بالتشتت...وتحول تنفسها المنتظم لأخر أشد إضطراب...خاصه حين مسح أنفه بعنقها وهو لايزال مستغرقا بنوما...لم يكن ثقل جسده يؤلما كذلك الإحتراق
هنا توقف قلب سابين عن النبض للحظات ثم عاد ليضخ الدماء بكامل جسدها بسرعه مهوله...وقد أدمعت عينيها من شدة توترها وإضطرابها لما يفعله بها....لهذا رفعت يدها الحره والتى أصابتها رعشه طفيفه بسبب توترها...وحاولت نزع يده التى تحيط خصرها بقوة إلا أنها وجدته يتمسك بها بإحكام...
وكأنه يخشى فقدانها....
فأغمضت سابين عينيها فسقطت دمعه منها وهى تحاول تهدأت قلبها....وإيقاف إرتجاف جسدها بسبب تلك المشاعر التى تراودها للمرة الأولى بهذه القوة...
إلا أن الأمر كان يزداد سوء وهى لم تكن ترغب بإيقاظه....
إلا أنها تشعر أن روحها ستغادر جسدها بعد لحظات إن لم يبتعد عنها الأن....لهذا بدأت تربت بيدها المرتشعه على كتفه بلطف حتى يستيقظ....وهى تقول بصوت خرج مهتزا:إس..تيف..ان...
ثم ابتلعت ما بجوفها وهى تكرر إسمه من جديد وتربت على كتفه ليستفيق:إستيفان...وبالفعل بعد العديد من المحاولات بدأ إستيفان يستفق....وهو يفتح عيناه ويرمش بها أكثر من مرة لتعتاد عيناه على ضوء الشمس...
فشعرت سابين برموشه تصدتم بعنقها حال حركتها وهذا زاد من تشتتها...ظل إستيفان كما هو لم يتحرك بل قام برفع يده وهو يمررها بهدوء على عنق سابين النابض بقوة وهو يتنفس براحه...ثم قام بتلثيم عنقها بقبلة شغوفه تعبر عن مدى سعادته بقربها....
بينما كانت سابين تظن أنه حينما يستيقظ سيبتعد عنها...ولكنه عاد ليفاجأن بحدث العكس...وحين لثم عنقها بقبلته صدرت منها شهقه قويه تعبر عن صدمتها من فعلته...
وهذا جعل ابتسامة جذابه ترتسم على شفتى إستيفان التى لا تزال تقبل ذلك العرق النابض بعنقها....إلا أنه أدرك توترها الشديد ومحاولاتها لتتنفس....فقرر الإبتعاد حتى يسمح لها بإلتقاط أنفاسها...
فوضع يده جوار رأس سابين يستند عليها لرفع جزعه العلوى....فأصبحت سابين أسفله والتى قالت بثبات رغم نظراتها المليئه بالتوتر والإضطراب...وهى تبعده لتستقيم وهى تضع يدها على صدرها لتخبئه...عن أنظار ذلك الذى استقام هو الأخر حتى أصبح مقابلا لها:أنا سأذهب لأطمئن على جرومز وثيو فمن المؤكد أنه قد استيقظ من سباته الأن وينتظر حضورى...
وتحركت مبتعده عنه لتجلب ثيابها إلا أن أيدى إستيفان استوقفتها وأعادها لمكانها مرة أخرى..... وهو يقول بصوت خرج هادئ رغم اشتعال عيناه الظاهر أمامها:نحن لازلنا بالصباح الباكر...كما أنه من المؤكد أن هناك من يعتنى به...لهذا أنا الأحق بتواجدك الأن....
تجعد ما بين حاجبى سابين بتفكير وهى تنظر له بعدم تصديق...هل ما فهمته صحيح؟!....هل يطلب منها البقاء معه؟!...ابتلعت سابين ما بجوفها وكادت ترفض طلبه...إلا أنها تذكرت ذلك الحديث الذى دار بينها مساء أمس...
فقالت بدون تفكير حتى لا تحزنه:حسنا سأظل معك... ظن إستيفان انها سترفض طلبه وستصر على الذهاب لهذا ال ثيو....إلا أنها لم تفعل....وهذا جعل ابتسامه صادقه ترتسم على شفتيه جعلت قلب سابين يرقص طربا لها....
وليس ذلك فحسب بل اقترب منها ولثم جانب شفتيها بقبله خاطفه....وابتعد وهو ينظر لعمق
عينيها التى تناظره بزهول قائلا بصوت سعيد
ومريح لم تعد هى على سماعه:ألا تشعرين بالجوع؟!..
أومأت له سابين بالإيجاب وهى شارده بهذا الصفاء والراحه التى تحتل ملامحه....وهى تفكر بأن بقائها جواره ليس سيئ أو مؤذى لقلبه كما كانت تظن....
أن ذلك الصفاء الذى ارتسم على ملامحه الجذابه بسبب بقائها معه...
قالت سابين بإبتسامه عاشقه:إذا سأقوم بتبديل ثيابى وأخبر ربيكا بتحضير الطعام...هنا نظر لها إستيفان بمراوغه وهو يحمحم قائلا:لقد رحل الجميع سابين وأعنى بالجميع ربيكا وزوجها أيضا...
نظرت له سابين بعدم فهم ثم تحولت عينيها من الصفاء للإشتعال حين أدركت مقصده...وكادت تتحدث إلا أن إستيفان سبقها قائلا بصدق:لقد أردت أن نظل بمفردنا...لأننى لن اشعر بالراحة أو أكون على سجينى بوجود أحد غيرك بمحيطى....لهذا ارسلتهم إلى المملكه جميعا....
نظرت له سابين بغيظ شديد رغم علمها بصدق حديثه....لهذا أغمضت عينيها تبحث عن هدوئها وحين عادت لها من جديد فتحت مقلتيها...وقالت بخفوت:حسنا سأذهب أنا لتحضير الطعام....
وسارت نحو خزانه ثيابها وأخرجت ثياب أكثر احتشاما....وحملتها وخرجت من الغرفه بهدوء
لتبديل ثيابها بغرفه أخرى....وبعد خروجها عاد إستيفان ليجلس على الفراش من جديد وهو
يتنفس بقوة مغمضا عيناه قائلا:ستكونين سبب
موتى يوما ما سابين....
أنهى حديثه وهناك ابتسامه قد ارتسمت على شفتيه وهو يستقيم ليهبط للأسفل...ولكن عليه تبديل ثيابه أولا...فقام بإخراج ثياب نظيفه من التى استعارها من دراكوس....وقام بتبديل ملابسه وهبط للأسفل حتى يرى ماذا صنعت له سابين ليتناوله....
هبط إستيفان للأسفل فوجد سابين تعمل برشاقه لتحضير الطعام...فإقترب منها وهو يقول بود:هل تودين بعض المساعده؟!...نظرت له سابين بلسان معقود وهى تنظر لها نظرات فهمها إستيفان جيدا...
فإبتسم وهو يمسك بيدها ويسير بها نحو الطاوله.... وسحب أحد المقاعد وأجلسها عليها وجلس هو الأخر أمامها يحتضن يديها بين كفيه قائلا بخفوت وتزبذب تراه بعيناه للمرة الأولى:أعلم أنكِ تستصعبين الأمر... وعقلك لا يتقبل ما أقوم به لأنكِ لم تعادى سوى على الجمود والبرود من قِبلى...إلا أننى تمنيت كثيرا أن يأتى من يجعلنى أقاتل من أجله...أن تأتى فتاة ترغمنى على التفكير بها عنوة....وتجبرنى على تحطيم ذلك البرود والجمود الذى صنعته ليكون مخبئ...ولتكون هى ذلك الحصن الذى احتمى به
من غضبى وضعفى....لهذا أنتِ الأن تتواجدى مع إستيفان فقط....ذلك الرجل الذى ترك كل شئ من أجل إسترداد من يحب....
انهى إستيفان حديثه بعيون عاشقه....وسابين تنظر له بعيون تلمع بدموع السعاده التى لم تظن يوما أنها ستطرق بابها....غير مصدقه ما يحدث إلا أنها قررت بينها وبين ذاتها أن تعطى له ولقلبها فرصه للنجاة... لعل الحظ يحالفها وتحصل على ما لم تحصل عليه من قبل....ألا وهو سند تحتمى به ويحتمى بها....
تكشف أمامه ضعفها وانكسارها فيحتويها...وتكون حصنه الحصين الذى يعود لها بعد كل هزيمه...
لهذا ابتسمت سابين بأمل وهى تنظر لعينى إستيفان قائله بمشاكسه جعلت ابتسامة إستيفان تتسع:حسنا هل أنت متيقن أنك تستطيع تقديم بعض المساعده؟!.
أم أنك ستكتفى بإلقاء الأوامر....
إرتفع حاجب إستيفان قائلا بمكر:مازال هناك الكثير من الاشياء بجعبتى...والتى لا تعلمين عنها شئ أيتها الحسناء...لهذا فالتقومى بتنصيب كامل تركيز على ما سأفعله....لعلكى تتعلمين بعض الأموار التى قد تحتجينها بالمستقبل...
واستقام يشمر عن ساعديه ويقترب من الطعام
التى كانت سابين تحضره...وبدأ يضيف لمساته
عليه وسابين جلست على الطاوله تشاهد ما يقوم
به بإنبهار دون تدخل....قائله بفضول:أين تعلمت طهى الطعام؟!...
ابتسم إستيفان بهدوء وهو يقول بسلاسه:بتلك الأعوام التى مكثت بها مع دراكوس تعلمت الكثير
من الاشياء....ومنها طهى الطعام فهو كان يرفض دخول النساء لمنزله...وكان معه أحد رجاله هو من يقوم بإعداد الطعام...والذى يصاف أن يكون بارع بالطهى لدرجه كبيره...وبأحد الايام مرض هذا الرجل فأمرنى أن أصنع الطعام بدلا منه....ولكننى لم أعلم كيف لى أن اصنع طعام وأنا لم أدخل مطبخا من قبل؟!...بل كان طعامى يأتينى وأنا جالس...فأدركت وقتها أنه إحدى أفخاخ دراكوس...لهذا لم أستطع رفض أوامره لأنه كان ينتظر أى خطأ أقوم به ليعاقبنى....لهذا طلبت من الرجل المريض أن
يمكث معى بالمطبخ....ويقوم بتوجيهى حتى
أطهو الطعام جيدا...ونجحت بالأمر رغم أنها كانت المرة الأولى لى....ولقد كان هذا أول شئ أسعدنى
بعد وفاة والدتى...لهذا قررت تعلمه وها أنا كما ترين أستطيع صنع ما أشاء وبالوقت الذى أريد....
اتسعت ابتسامه سابين وهى تقول بتسأل:ومتى كانت أخر مرة قمت فيها بطهى الطعام؟!...
اجابها إستيفان وهو يركز على سكب الطعام بالأطباق:منذ تركت منزل دراكوس وكنت بالسادسه عشر حينها...صدمت سابين وهى تعود لتسأله من جديد:إذا أنت تخبرنى أن هذه هى مرة الأولى لطهى الطعام منذ عدة سنوات؟!...
أومأ لها استيفان وهو يقول:أجل منذ ما يقارب ثلاثة عشر عام....شعرت سابين بنشوة لأنها وللمرة الأولى تحصل على مثل هذا الاهتمام الذى لم تحظى به من قبل...إلا أنها أحبت مشاكسته وهى قائله:أتمنى أن يكون طعامك جيداً كما ادعيت…حتى لا اتأكد حينها أن كنت تتفاخر فقط أمامى أيها الوسيم....
كانت نظرات إستيفان عميقه وهو يبتسم لها بحب قائلا بثقه:حسنا أنتِ ستتناولين طعامى الأن وأنا سأتناول طعامى بالمساء...وحينها سنحددى من منا طعامه أطيب وأشهى من الأخر....
ابتسمت سابين وهى تؤمى له موافقه:حسنا لك ذلك وقامت برفع ملعقة الطعام إلى شفتيها لتتذوق الطعام....وإستيفان ينظر لها بترقب منتظر رأيها والذى ظهر على صفحات وجهها...حين ارتفع إحدى حاجبيها وهى تنظر له بعدم تصديق...قائله بصدق:لم أكن أظن أنه سيكون جيدا بل لذيذا لهذه الدرجه...
عند انتهاء سابين من حديثها ظهرت ابتسامة رضا على محى إستيفان...وبدأ كلاهما يتناولات طعامهم وهما يتشاركنا الحديث عن أفضل الأطعمه التى يبرع كلا منها طهوها....
ومن يراهم من بعيد لن يصدق أن هذا الرجل الذى يشع حيويه وسعاده الأن...هو ذاته الملك المعروف بجموده وبروده فى تعامله مع الأخرين...
كما أن حال سابين لم يختلف عنه....فقد كانت تشبه المراهقه التى ذهبت بموعد غرامى مع شابا وقعت بعشقه منذ اللحظه التى سقطعت عينيها عليه....
❈-❈-❈
عاد ماكس لغرفته وهو يشعر بالإرهاق الشديد فمنذ رحيل إستيفان وألفين وديفيد...وهو يقوم بكل شئ بمفرده ولولا وجود العم دوغلاس لمساندته ومساعدته لكان قد فقد عقله...
خاصه أن كيت بشهرها الأخير ولا تتحمل أى حديث منه أو من غيره...وقد أخبره الحكيم أنها قد تضع مولودها بأى لحظه....ورغم سعادته بهذا الخبر إلا أنه يشعر بالخوف فهو سيكون والد لطفل صغير ولا يعلم ما الذى يتوجب عليه فعله...من أجل أن يشعر طفله بالراحه والسعاده...إلا أنه أقسم أن يفعل أقصى ما يستطيع حتى لا يحزن صغيره....
كان هذا ما يدور بعقل ماكس أثناء استحمامه بعد أن أنهى يوم شاق بالإجتماعات والأوامر التى لا حصر لها...خرج ماكس من مرحاضه وهو ينظر لتلك النائمه بطريقه طريفه على الفراش...ومعدتها تتمدد أمامها براحه وهى غارقة بنومها...بعدما كانت تنتظر ماكس كما تفعل دائما إلا أن الإرهاق قد أخذ منها مأخذه فسقطت بنوما عميق...
اقترب ماكس من فراشه وقام بتصحيح وضعيتها حتى لا يتألم عنقها...ثم تسطح جوارها وسقط هو الأخر بنوم عميق من شده إرهاقه وهو يقربها إليه...
❈-❈-❈
مر بعض الوقت على سابين وإستيفان وهما يتحدثان
بعشوائيه عن الكثير...كما أنهم ذهبوا للإطمئنان على جرومز ورحبت بوجود كيشان وعبرت له عن اشتياقها الشديد...كما إطمئنت على حال تلك الذئبه التى بدأت تتحسن وهذا أسعد سابين التى كانت تتفقد حالتها عن قرب...
حتى باغتها إستيفان بسؤاله مازحا وهو ينظر للذئبه:
حين رأيتها فور قدومى تسألت وقلت لنفسى...يا ترى ما هو الاسم الذى أطلقته عليكِ أيتها الفتاة؟!...
نظرت له سابين بإبتسامه تشبه ابتسامته قائله بمراوغه:وماذا أخبرتك؟!...ارتفع حاجب إستيفان
قائلا بصوت مرح:حينها رد على ذلك الفتى بغيرة شديده وأشار ل جرومز مكملا:وأخبرنى أنه أمر لا يعنينى....لهذا قررت انتظارك حتى تخبرينى انتِ بإسمها....لأن فتاكِ تسبب بإحراجى...
لم تستطع سابين التماسك وضحكت بصدق فهى لم تراه يمزح هكذا من قبل...كما ظل إستيفان يراقبها بعيون عاشقه حتى هدأت ضحكاتها...ولا تزال هناك ابتسامة هادئه مرتسمه على شفتيها وهى تقول بحزن زائف:للأسف لم أفعل بعد....لهذا ما رأيك أن تعطيها أنت اسماً؟!...
نظر لها إستيفان بتفكير ثم قال بإبتسامه هادئه:
حسنا ما رأيك ب فاسيليا!!..نظرت له سابين بتسأل قائله:وماذا تعنى؟!..
اقترب إستيفان من سابين حتى تقابل وجهيهما وقال بخفوت وهو ينظر لعمق عينيها وكأنه يعنيها بحديثه: تعنى الملكة...
نظرت له سابين بتوتر حين تفهمت نظراته إلا أنها لا تنكر إعجابها بالإسم قائله بمدح:لديك زوق راقى بإختيار أسماء ذات معانى وجذابه بالوقت ذاته...
اومأ إليها إستيفان بإبتسامه شاكره...وعاد الاثنين لصمتهم ولكن صمت هادئ ومريح خلاله ظلت سابين تفكر بأن عليها الذهاب لرؤيه ثيو...لهذا حمحمت لتلفت انتباه وهى تنظر للذئاب قائله بثبات:يجب
أن أذهب الأن لرؤية ثيو...فهو من المؤكد ينتظر حضورى...
تبدلت نظرات إستيفان من الهدوء والصفاء إلى الجمود والبرود...وهو يعلم أنها لن تتنازل عن ذهابها إلي هذا ال ثيو....هو لا يريد ذهابها....كما أنه لا يريد اجبارها على عدم الذهاب له...لهذا قال بجمود:افعلى ما تشائين...قالها وهو يتحرك خارجا من الحظيره حتى لا يؤذيها بكلماته...أو أنه سيمنعها من الذهاب بالقوة...
أغمضت سابين عينيها تتنهد بإرهاق تعلم أنه غاضب من ذهابها إلى ثيو...إلا أن هذا لن يمنعها من فعل ذلك لأن ثيو بحاجه إليها الأن...إلا أنها قررت إسترضاء إستيفان حين تعود بأن تصنع له وجبه عشاء جيده...
لهذا نظرت ل جرومز وكيشان وفاسيليا بإبتسامه هادئه...وقالت وهى توجه حديثها ل جرومز:أظن أنه من الجيد لو بقيت أنت مع فتاتك اليوم صغيرى...لهذا سأصطحب كيشان معى فهو لم يرى المكان هنا من قبل...
فزمجر جرومز بحزن بينما اقترب منها كيشان وهو يزمجر بسعاده فربتت سابين على رأسه بلطف... ثم اقتربت من جرومز وقبلت ما بين عينيه...ثم اقتربت من أذنه تقول بخفوت حتى لا يستمع إليها أحد:أنت هو حبى الأول صغيرى...وقبلت فكه وسارت مبتعده هى وكيشان....
بينما ظل جرومز يجالس فتاته فاسيليا حتى لا تظل وحيده...خلال سير سابين نحو منزل ثيو كانت تفكر بما ستقوله....إلا أنها لم تجد ما تستطيع قوله....لهذا تنهدت وهى تقرر أن تترك الأمر يسير بلا تعقيد...
ولترى ما سيحدث حينها....
وصلت سابين وكيشان لمنزل ثيو ودلفت للداخل هى وكيشان لغرفته....بعد أن قام أحد رجال ثيو بفتح الباب لها...
سحبت سابين أحد المقاعد جوار فراش ثيو وجلست عليه وجلس جوارها كيشان بهدوء...كانت نظرت ثيو الموجهه ل سابين هادئه على عكس ما توقعت هى... فقد ظنت أنه سيثور حين يراها...
لهذا قالت بإبتسامه صادقه حنونه وهى تربت على يده بلطف:كيف حالك الأن ثيو؟!...نظر لها ثيو وقد اغتصب ابتسامه حتى لا يثير قلقها قائلا بخفوت:
بخير لا تقلقى...كما لن ينجح ملكك على التخلص منى بهذه السهوله....
هنا امتلأت عينى سابين بالدموع وهى تقول:ومن أخبرك أننى سأسمح له أو لغيره بالإقتراب منك...
أنت لازلت لا تعلم مقدار حبى إليك...وما أنا قادره على فعله من أجلك أيها الوسيم...وشددت على يده التى لاتزال تمسك بها لتؤكد له صدق حديثها...
فرفع ثيو يدها وقبلها بحب وهو ينظر لعينيها...
ثم أعادها لموضعها من جديد وهو ينظر لأيديهم المتشابكه بإبتسامه حزينه قائلا بشرود:أعلم أنكِ غاضب بسبب ما فعلته دون علمك...وأننى تسببت بإنقلاب عالمك الذى حاولتى بنائه على مر الشهور المنصرمه...وأ..
لم يستطع ثيو اكمال حديثه وذلك لأن سابين أوقفته قائله بثبات:أظن أن كلانا أراد الأفضل للأخر ولكن كلا منا فعلها بطريقته الخاصه...فأنا أيضا أجبرتك على شئ لا ترغب بفعله..إلا أننى أقسم لك...أقسم بمكانتك التى لن يصل لها بشر أننى لم أفعلها لأننى أردت التخلص منك...فكل ما كان يخطر بعقلى حينها أن هذه الفتاة سيتم قتلها بضياع حقها على يد ذلك القاضى الوضيع...لهذا أردت إنقاظها وكعادتى فكرت بك أنت أولا لأنك الأقرب لقلبى...لهذا وجدت نفسى ألفظ إسمك وأنك تكون زوجا لهذه الفتاة دون تفكير منى....
ختمت سابين حديثها وهى تنظر له بإبتسامه منكسره وقد سقطت احدى دموعها...فإقترب منها ثيو وهو يمسح تلك الدمعه قائلا بصدق:وهل ستصدقين أنتِ إن أخبرتكِ أننى فعلت ما فعلته دون تفكير...خوفا من أن يصاب قلبك بألم سيظل عالقا به حتى مماتك...
وأنا لن استطيع حينها تخليصك منه مهما حاولت...
لهذا قررت أن أتأكد من عشقه لكِ...وهذا لن يحدث سوى بإستفزازى لمشاعره...وأن أقوم بتهديد وجودك بحياته....وانتظرت لأرى هل سيتحرك أم لا؟!...وقلت حينها لنفسى إذا لم يتحرك هو سأتحرك أنا وأجبر قلبك على نسيانه...حتى لا تتعذبى بحبه ولكنه فعل ما لم أتوقعه...وأتى هو بنفسه ليسترد ما هو له...
كانت سابين تنظر له بزهول غير مصدقه ما يقوله... لهذا سألته قائله:إذا لما قمت بإستفزازه حتى جعلته يتقاتل معك بهذا العنف؟!...ابتسم ثيو بمشاكسه رغم ذلك الألم القابع بعمق عيناه والذى يحاول إخفائه وهو يقول بحب:لأننى أردت الإطمئنان عليكى ومعرفه هل أتى من أجل كبريائه ك رجل أم أتى لأنه رجلاً عاشق؟!...
تنفس ثيو بألم بسبب اصابته إلا أنه لم يهتم...وعاد ليكمل وهو ينظر ل سابين التى تطالعه بصدمه وعينيها تذرف الدموع بسخاء من هول ما توصلت أدركته:أنا الأن أستطيع الرحيل وأنا لا أشعر بالخوف أوالقلق تجاهك طفلتى...فهناك من سيدافع عنكِ ويحميكى مهما تطلب الأمر منه...كما إعدت أنا أن أفعل....
شعرت سابين وكأن روحها تغادرها حين قال كلمه الرحيل...لهذا وبدون تفكير ارتمت بأحضانه تتشبس به وهى تبكى بأسف وألم...وقد بدأت شهقاتها بالظهور قائله برجاء:أقسم أننى أعتذر على ما تسببت به من ألم لقلبك النقى....إلا أننى أرجوك لا تتركنى وترحل....أرجوك ثيو أنت تعلم أن كلانا لن يستطع الإبتعاد عن الأخر....لهذا لا تفعل أرجوك...
كانت عينى ثيو قد امتلأت هى الأخرى بالدموع...فهو أكثر تألما منها فهو من أَحب وترك من يُحب من أجل من رجل أخر...
لهذا قال وهو يربت على ظهرها بحنان كما اعتاد قائلا بلطف:هذا هو الأفضل لكلانا صغيرتى....ثم أبعدها عنه لينظر لعينيها الباكيه مكملا برزانة:كما أنك لن ترضى إذائى وبوجودى معكِ سيؤلم قلبى..لهذا قررت أخذ زوجتى التى قمت بإختيارها وأرحل لعلى أجد ذاتى التى ظللت أبحث عنها عمرا بأكمله يوما ما...
كانت سابين تنظر له بندم وألم وتتمنى لو تعدل من قراره للرحيل...إلا أنها تعلم أنه محق وأن بقائه جوارها سيكون سبب ألمه...وهى لا ترتضى له ذلك لهذا عادت لتحتضنه من جديد وهى تقول بألم وقله حيله:حسنا سأتركك ترحل...ثم أكملت بأمر:ولكنك ستعدنى أنك ستأتى لترانى بين كل فنيه والأخرى...
ربت ثيو على ظهرها وهو يشتم رائحتها العطره قائلا بحب:أعدك صغيرتى أنه مهما بعدت المسافات بيننا إلا أننى سأعود لأرضك من جديد...
ظلت سابين على هذه الحاله حتى قرر ثيو أن يذهب لزوجته ومعه سابين لتوثيق زواجه...ثم يرحل من هنا بعد أن تنازل عن قيادته لأحد رجاله....وبالفعل خلال ساعات كان الأمر قد انتهى....
وسابين تقف أمام بوابات المدينه وهى تودع أحب الناس إلى قلبها...وقد كانت تحاول التماسك خلال الساعات الماضيه وأمام الجميع حتى لا يتثير شكوكهم...
وحين تأكدت أنه قد اختفى بدأت تجهش بالبكاء الحاد...وهى تعود للمنزل الذى تغيبت عنه لساعات حتى أصبح الليل بمنتصفه...وجوارها يسير كيشان وهو يشعر بالحزن على سابين التى تأخذ أنفاسها بصعوبه بليغه بسبب قوة شهقاتها وبكائها الدامى...
بينما كانت أعصاب إستيفان منفلته خلال هذه المده التى تغيبتها سابين...وغضبه قد تمكن منه فقد تغيبت عن المنزل لأكثر من نصف يوم تجلس مع هذا الحقير الذى لا يعلم أين مسكنه...وإلا لكان ذهب إليها لجلبها ولو بالقوة...لهذا ظل يزرع المكان ذهابا وايابا وهو يشعر بالنيران تشتعل بجوفه لأول مرة بهذا الشكل...
وأثناء انتظاره لقدومها استمع لصوت بكاء حاد قادم من الخارج....صوت يعلم صاحبته جيدا مما جعله يركض مسرعا للخارج ليتأكد من ظنونه....
وبالفعل وجد سابين جالسه أمام المنزل وهى تبكى بقوة...وتحاول التنفس إلا أنها لم تستطع ذلك بسبب قوة شهقاتها...تجمد جسد إستيفان حين رأها بهذه الحاله المزريه...وكل ما فكره به الأن هو قتل من تسبب بإيلامها بهذا الشكل....
لهذا اسرع نحوها بخوف وقلق وقد تناسى غضبه منها وهو يحتضنها...ويربت على ظهرها بحنان قائلا برعب حقيقى من تلك الحالة التى هى عليها:فالتهدئ صغيرتى...أنا هنا ولن أترككِ....
فتشبست به سابين وهى تقول من بين شهقاتها كلمات غير مفهومه:ل..لقد..تر...تركنى...ور...ورحل...
إن...إنه...يتأ...يتألم...بسب...بسببى...أشعر...أأأ..أن...
رو...روح...روحى...تح...تحترق...
كان أغلب حديثها غير مفهوم...إلا أنه أدرك شئ واحد أن ثيو قد تركها ورحل..لهذا قام بحملها وسار بها نحو المنزل....وهو يأمر كيشان بالذهاب للحظيره....
وصعد بها للأعلى ودلف لغرفتها وتسطح على الفراش وهى لا تزال تدفن وجهها بعنقه...والذى ابتل بدموعها وكلما انتفض جسدها بسبب شهقاتها...كان هناك ألم حاد ينتشر بقلبه إستيفان...ألم لم يشعر به مسبقا ألا وهو ألم الشعور بأنك مقيدا ولا تستطيع مداوت ألم من تحب....
لهذا تمدد على الفراش وهى فوقه وظل يربت على رأسها وظهرها بحب....ويقبل رأسها بين كل فنيه والأخرى....حتى سقطت بنوم عميق بسبب بكائها...
بينما ظل إستيفان ينظر للأعلى وهو يفكر بما الذى حدث بينها وبين ثيو حتى يرحل بهذه السرعه...ظل يفكر ولم يجد سوى اجابة واحده وهى الأقرب للصواب:ألا وهى أن هذا ال ثيو أراد اسعاد سابين على حساب سعادته هو فقرر التضحيه بحبه من أجل حبها له....
تنهد إستيفان بشرود وهو يقول بخفوت مقرب
سابين له أكثر بإحتضانه لها:إن كان ما توصلت له هو ما حدث...إذا لكِ كل الحق بالبكاء من أجله صغيرتى فنحن لا نلتقي كل يوم بشخص يقتل قلبه من أجل يحب....
وأغمض عينيه يحاول الحصول على بعض الراحه بعد هذا الوقت العصيب الذى مروا به....
❈-❈-❈
مر يومان وسابين هادئه وصامته بالوقت ذاته...إلا أن هذا لا يمنع مواصلتها للبكاء ليلا بأحضان إستيفان... والتى اصبحت ملاذها وحصنها من ذلك الخوف الذى يملأ قلبها يوما بعد يوم من أنها ستصبح وحيدة يوما ما....
وهذا يسبب لها الرعب فقد اكتشفت أنها لم تحب الوحده يوما...بل أحبت ذاك الساتر الذى حماها من الجميع والذى صنعته من تلك الوحده....لهذا كانت تتشبس ب إستيفان بقوة دون أن تشعر هى بذلك...
إلا أن إستيفان لاحظ ذلك واحترم صمتها جيدا...بل انه كان يعاملها بلطف وكأنه والدها الذى يتفهم ما تمر به من حزن على شخص كان الاقرب اليها بأحلك أيام حياتها بؤسا...لهذا هو أكثر من يفهمها لهذا تعامل معها كما تمنى أن يتعامل معه الأخرين أثناء حزنه على فقدان والدته....
وهذا جعل سابين تشعر براحه وتحسن لقربه وعدم تسائله ولو لمرة واحده عما حدث...بل انه يقوم بطهى الطعام لها كل يوم دون تذمر....ولم يغضب لبكائها المستمر....ورغم أن رحيل ثيو حطمها إلا أن وجود إستيفان أحيى قلبها...وجعل جدار متين من الثقه والاحترام ينشأ بين كلاهما....فرغم وجود العشق المتبادل بين كليهما إلا أن هذا ما ينقص علاقتهم
وقد حصلت عليه....ببعض النظرات المطمئنه والغير متسائله...بل القلقه والمتفاهمه بالوقت ذاته....والتى ظلت تبحث عنها بالكثير ممن يحيطون بها إلا أنها لم تجدها سوى به وحده....
كان المساء قد حل منذ وقت قريب واجبرها إستيفان على الجلوس بالمطبخ أمامه حتى تشاهده وهو يطهو لهما وجبه العشاء...ولقد كانت سابين تتابعه بشرود ولم يخفى ذلك عن إستيفان الذى لم يقطع هذا الشرود....وقرر استكمال عمله بهدوء ويتركها على سجيتها...
حتى قطعت هى ذلك الصمت الذى يحيطهم منذ يومين....قائله بعيون ممتلئه بالدموع تنظر إليه بضعف وإنكسار:أنا لم أكن غاضبه مما فعله....ثم توقفت تنظر ل إستيفان...الذى ترك ما بيده ليستمع إليها بإنصات...
وأكملت بحزن دفين:لقد جعلك تأتى لأجلى لهذا لم أفكر بالغضب تجاه...بل كانت حزينه مما تسببه به من أذى له...حين أجبرته على الزواج من تلك الفتاة دون علمه...لهذا أردت الذهاب له بشدة حتى أعتذر منه.... إلا أنه فاجئنى حين أخبرنى أنه من قصد إرسال تلك الرسالة لك...وذلك حتى يرى هل أنت تحبى حقا أم لا؟!...
تساقطت دموع سابين وهى تتحدث بهدوء وقلبها يتمزق بين ضلوعها....وقد جف حلقها مما جعلها تبلل شفتيها بطرف لسانها...ومن ثم تعود لتكمل:وحين قمت بسؤاله عن سبب استفزازه لك...أخبرنى أنه أرد التأكد من حبك لى وأنك ستحمينى كما يفعل هو.... حتى يشعر بالإرتياح حين يرحل ويتركنى...أتعلم أشعر أننى تسببت بإيذائه وهو لا يستحق ذلك...هو لا يستحق أن يتألم بسببى...وأنا قد أقسمت على عدم إيذائه لقد أخلفت بعهدى.....لهذا أنا لا أستحقه....ولهذا هو رحل....ختمت سابين حديثها وهى تشعر بعالمها قد تحطم من حولها....
تحرك إستيفان نحوها وجلس مجاورا لها وهو يدير مقعدها لتواجهه...وهو يقول بثقه ويمسك بكلا يديها بقوة:لا أحد وأنا أعنى لا أحد يفعل ما فعله ثيو إلا إذا رأى أنها لشخص يستحق مثل هذه التضحيه...كما أن قراره بالرحيل كان الحل الأفضل من أجله...وليس من أجلك فهو سيتألم كلما نظر إليكِ وانتِ تنتمين لرجل غيره....لهذا رحل لأنك فتاة تستحق أن يُترك كل شئ من أجلها...فتاة قررت جميع النساء الرحيل معها من أجل ذلك الحب الذى يملأ قلوبهم نحوها...وهن أيضا من بكين بألم حين أمرتهن بالرحيل والابتعاد عنها...
وهى ذات الفتاة التى قررت التضحيه بذاتها من أجلى رغم جمودى وبرودى معها...وهى أيضا من قاتلت من أجل اسرتها...كما ناصرت وغضبت لأجل أناس لا تعلم عنهم شئ....لهذا سؤالى لكِ يا فتاة وأريدك أن تفكرى به جيدا...هل تظنين أن مثل هذا الفتاة لا تستحق هى الأخرى القليل من التضحيه من قبل الجميع...حتى تحصل على سعادته التى لم يفكر بالحصول عليها يوما ما.....حتى وإن كان عن طريق إبتعادهم...
توقفت سابين عن البكاء وهى تنظر له بشرود وتفكر بما قاله...لهذا اقترب منها إستيفان وقبل جبهتها واستقام ليكمل طهى الطعام...وهو ينظر لها بين كل فنيه والأخرى...ليرى هل هى بخير أم لا...
وبالفعل بعد مرور بعض الوقت الذى ظلت سابين خلاله تفكر بكلمات إستيفان...حتى وجدت أنه محق فرحيل ثيو كان الأنسب من أجله حتى لا يتألم كلاهما...فهى لن تستطيع مبادلته حبه ولن تستطيع منعه من التفكير بها...لهذا يجب أن تتمنى له الأفضل لأن هذا أقل ما تستطيع تقدمه له...
لهذا استقامت سابين بإزاله دموعها وهى تقول ل إستيفان بصوت خافت:سأصعد لتبديل ثيابى وأعود سريعا...أومأ لها إستيفان بهدوء وظل ينظر لأثرها حتى اختفت عن أنظاره...فعاد ليركز على عمله وهو يتمنى أن يكون حديثه قد أثر عليها بطريقه ايجابيه ولو قليلا...
بينما سابين قد انتهت من تبديل ثيابها وقفت أمام مرأتها وقالت بإبتسامه مريحه رغم زبولها:أتمنى أن تجد تلك السعاده التى وجدتها أنا ثيو....أتمنى أن تحيا سعيدا مطمئنن لأنك تستحق هذا...ثم خرجت من غرفتها وهى تشعر بإختلاف كبير بعد حديث إستيفان...
مما جعل قلبها يعود ليشعر بالراحه والطمئنينه من جديد...وهناك ابتسامتها قد ارتسمت على شفتيها وهى تدلف للمطبخ...وتقترب من إستيفان الذى نظر لها بإبتسامه محبه حين رأى ابتسامتها...
ولكنه تصنم حين اقتربت منه سابين وقامت بتقبيل وجنته...ثم ابتعدت عنه قائله بعشق:أشكرك لتواجدك بعالمى المحطم والذى استطعت تزينه بكلماتك الصادقه حتى اضائت عتمته...
رفع إستيفان يده يربت على وجنتيها بحب وقبلها هو الاخر بحنان قائلا بمشاكسه:كلماتك الرائعه هذه لن تمنعنى من جعلك تساعدينى الأن بتحضير الطعام أيتها الجميلة...ابتسمت سابين وهى تقول بحزن زائف:أظن أننى أخطأت حين قمت بشكرك أيها السيد...لأننى متأكده أنك الأن ستقوم بإستغلال ذلك وتجبرنى على طهى الطعام بالمرة المقبله...
نفى لها إستيفان برأسه وهو يقول بمكر:كيف لكِ أن تفكرى بمثل هذه الطريقه...فأنا لن أجعلكى تقومين بطهى الطعام المرة المقبله...هنا اتسعت ابتسامة سابين وكادت تتحدث....إلا أن إستيفان أكمل بما جعل ابتسامتها تختفى ويحل محلها البغض الزائف: بل سأجعلك تطهين الطعام لثلاثة أيام كما فعلت أنا... والأن سأترك لكِ الأمر لتنهيه وسأجلس أنا على مقعدى حتى تأتى بطعامى...
لم تستطع سابين منع ابتسامتها من الظهور وهى تقول بلا مبالة:حسنا الأمر ليس بهذه الصعوبه...
وبدأت بوضع الطعام الذى كان إستيفان قد انهاه بالصحون ليتناولوا طعامهم....
وأثناء ذلك قال إستيفان بتسأل:هل فكرتى بما ستفعلينه مع هذه الحيوانات؟!...نظرت له سابين وهى تؤمى له ببساطه قائله:أجل سأقوم بالاعتناء بهم فهو يحتاجون فقط للصبر...وسوف يعودون كما كانوا بالسابق...فقط بعض التدريب وسيتحسنون...
أومأ لها إستيفان متفهما وهو يقول بصوت جاد...إلا أنه يحمل بعض السخريه:أستطيع مساعدتك بهذا...
فأنا أجيد التعامل مع الحيوانات...لم تلاحظ سابين تلك النبره الساخرة...لهذا لم تعلق عليها بل قالت
وهى تتناول طعامها بشراهه:هل أخبرتك من قبل أن طعامك لذيذ وذو مزاق رائع؟!...
ابتسم إستيفان وهو يقول بهدوء:لا لم تفعلى...
فأجابته سابين بمشاكسه قد عادت لها من جديد: ولكننى فعلت للتو...وعاد كلاهما لتناول الطعام وكلا من سابين وإستيفان يكتشفون جانب أخر من احدى جوانبهم والتى تقرب كلا منهم للأخر حتى انتصف الليل...وقررا إستيفان ان يصعدوا ليتستريحوا وغدا يهتمون بأمر هذه الحيوانات...
وكلاهما لا يعلمون ما ينتظرهم بالغد...
يتبع