-->

الفصل التاسع والثمانون والأخير - مملكة الذئاب black

 




الفصل التاسع والثمانون 

والأخير


كانت رحله العوده للمملكه هادئه رغم حزن النساء الشديد على فراقهن ل سابين بهذه الطريقه...ولكنهم رغم ذلك تقبلوا الأمر لمعرفتهم أن الملك لن يسمح بإذاء سابين... 


وصل الجميع للعاصمه وقد تمكن الاجهاد منهم....

لهذا قرر جورج أخذ زوجته وطفلته والعوده لمنزله للحصول على بعض الراحه...ومن ثَم يعود للقصر لإستكمال عمله...


بالوقت الذى دلف فيه جورج وفكتوريا لمنزلهم.... كانت ليلى قد غرقت بالنوم من شدة إرهاقها...لهذا قام جورج بحملها برفق وصعد لغرفتها ووضعها بالفراش ودثرها جيدا...ثم قبل جبينها بحب وهو ينظر لهذه الملاك وهى تنام بهدوء على عكس طبيعتها الصاخبه...


ثم ابتعد عنها وخرج من الغرفه بهدوء..وهبط للأسفل وهو يملأ صدره بأكبر قدرا من الهواء لهذه الحرب التى ستندلع بينه وبين زوجته الحبيبه الأن لانهم

رحلوا بدون سابين...حين وصل لغرفة زوجته وجدها تجلس على فراشها وهى شارده بعيون زابله...


فسار نحوها حتى أقترب منها وجلس جوارها وظل صامت لا يعلم ماذا يقول...خاصه أن فكتوريا لم تبدى له أنها ترغم بالتحدث...إلا أنها فاجئته حين إلتفتت إليه تنظر له بألم....سامحة لذاتها بطرح ذلك السؤال الذى دائما كانت تبحث عن إجابة له إلا أنها لم تجدها

:لما؟!...لما سمحت بحدوث كل هذا لصغيرتى رغم أنك كنت تمتلك القدره لإيقافه؟!....لما هذا الكره الذى كنت تبرع بإظهاره لهذه الصغيره....وكأنها من تسببت بإيلامك وليس أنا؟!...لما جورج؟!... 


كانت عينى جورج متحجره بالدموع وهو ينظر لها بإنكسار جعل عينى فكتوريا تتسع صدمة للحظه...

فهو لم يظهر ألمه لها من قبل سوى بتلك المرة التى واجهته خلالها بالحقيقه...إلا أنها تخطت ذلك سريعا  وركزت على ما سيقوله...


جورج بصوت خرج متشقق:لأنها تشبهنى لهذا ظننت أنه يجب أن أمحو ذلك التشابه مهما تطلب منى الأمر إلا أننى أخطأت ومحوتها وأنا أحاول حمايتها...


هبطت دموع فكتوريا المثقله وهى تقول بندم:

أتعلم أن صمتى على أفعالك أكثر ما يؤلم قلبى 

لأننى ساعدتك بهذا... 


ثم التفتت من جديد تنظر أمامها بشرود وهى تكمل بتحسر:ولكن أتعلم رغم كل هذا إلا أن قلبى اللعين مازال ينبض لأجلك...وهذا يجعلنى أشعر بالإشمئزاز كونى لازلت أحب من تسبب بتحطيم صغيرتى...لهذا لا تفكر أننى سأسامحك أو أسامح ذاتى على ما تسببنا به من أذى ل سابين...ذلك الاسم الذى حرم النطق به وكأنه لعنه ستصيب من يسمعه بالدمار... 


بعدما انتهت فكتوريا من حديثها استقامت لتخرج من الغرفه....إلا أن أيدى جورج منعتها وهو يقف مقابلا لها قائلا بتسأل...وعيناه تحمل من الندم والألم ما أصاب قلبها بالحزن من أجله....إلا أنها لن تتراجع يكفى ما تنازلت عنه من أجله...


جورج بحده:أذا لما وافقتى على العودة معى إن كنتِ لا ترغبين بتواجدى؟!...ابتسمت فكتوريا ببرود وهى تخفى حزنها ببراعه قائله بثبات:لقد عدت لأننى شعرت أنها هى والملك يستحقون فرصه أخرى 

بعدما تألموا بسبب أخطأ ليس هم من تسببوا بها.... لهذا تركتها لعله يقدم لها ما نزعناه نحن منها دون وجه حق... 


أنهت فكتوريا حديثها وهى تتخطى جورج صاعده لغرفة صغيرتها ليلى للإطمئنان عليها...بينما عاد جورج ليجلس على الفراش من جديد وهو يضع رأسه بين كفيه وهو مغمض العينين شاعرا بثقل العالم أجمع فوق كاهله...


إلا أنه فتحها من جديد قائلا بتصميم:ولأننى تسببت بقتل كل ما هو جيد بهذا المنزل سأحارب من جديد حتى استعيد ذلك الدفئ من جديد....انهى جورج حديثه وتحرك خارج المنزل متجها للقصر الملكى ليرى سير الأعمال خلال فترة تغيبه...


❈-❈-❈


عاد الجميع للقصر وحين تخطوا أبوابه...كان ماثيو أول من ذهب لجذب زوجته متجها بها لغرفته وهو 

لا يزال منصدم من تواجدها معه وبرغبتها الكامله...

فنظر لأيديهم المتشابكه وهو يتذكر ما قالته له منذ أيام...


"فلاش باك"


حين خرجت من المنزل ليلا بعدما تأكدت من ذهاب الجميع لغرفهم..وقامت بطرق باب المحلق وللمصادفه كان ماثيو هو من قام بفتح بابه...ورؤيتها أصابته بالتجمد وهو لا يعلم ماذا يجب عليه أن يفعل...فهو رغم ثورته ورغبته الملحه خلال الايام المنصرمه لرؤية زوجته...إلا أنه لم يكن يعلم كيف سيبدأ 

حديثه...فكل ما كان يفكر فيه هو رغبته التى 

تكمن فى شوقه لرؤية عينيها والشعور بوجودها 

من حوله....لهذا ظل ينظر إليها بجسد مشدود وأنفاس منقطعه غير مصدقا أنها من أتت لرؤيته...


لاحظت ليليان تصلبه لهذا قررت أن تحدثت هى وتخبره بما أتت من أجله...حتى تنهى الأمر وتوقف ذلك الشعور المؤلم الذى غزى قلبها منذ رأته والذى إزداد بعدما تحدثت معها سابين....وقالت بتوتر وهى لاتزال واقفه أمام بابه وهى تتهرب منه بنظراتها:لقد فكرت كثيرا وأدركت أن مشاعرى من كانت تتحكم بعقلى...لهذا ألقيت عليك ذنب ما حدث لصغارى وظللت أفكر هكذا لأعوام....


توقفت ليليان وهى تشعر بوخز حاد بقلبها فحاولت التنفس بهدوء...وهى تكمل بعيون دامعه:لقد حاولت مرار قتل نفسى إلا أننى كنت أفشل بكل مرة...وكأنه ليس مقدرا لى الرحيل بعد...لهذا حاولت أن أتناسى ما حدث إلا أننى لم أستطع...كما كنت أفكر بك دائما وأتسأل كيف هو حالك؟!..وكيف تعيش؟!..ومن ثَم تغير تفكيرى وأصبحت أرى كم عانت أنت الأخر كما عانت أنا....وأشتقت لك حينها....


توقفت ليليان عن إكمال حديثها وهى تنظر ل ماثيو للمرة الأولى بوجه مغرق بالدموع....وهو ييادلها النظرات المشوشه والضائعه غير مصدق ما قالته...

مما جعل ابتسامة حزينه ترتسم على ثغرها وهى تكمل:لقد فعلت حينها شئ جنونيا وقررت البحث عنك لعلى أشبع شوقى إليك...حتى ولو كان من 

خلال مراقبتى لك من بعيد...ولم يكن مهمه البحث عنك وإيجادك مهمه صعبه....فأنت بالأخير المستشار الأعلى للملك وهذا سهل على إيجادك....وبالفعل أصبحت أراك من بعيد وأشبع عينى بحضورك...

رغم ذلك الحزن الدفين الذى كنت أراه قابع بعينيك خلف برودك....فتمنيت أن أمحوه إلا أن قلبى كان يخبرنى دائما أن عودتى إليك ستسبب بعودة الألم لكلينا من جديد....لهذا لم أفكر بالاقتراب منك والاكتفاء بمراقبتك من بعيد....


أنهت ليليان حديثها وهى تشعر براحه تغزو قلبها عكس ما ظنت...لهذا قررت العوده للمنزل بعدما أفضت مكنون قلبها...ولكن قبل أن تتحرك كانت يد ماثيو توقفها وهو ينظر لها بإشتياق جارف وصدمة لم يستطيع اخفائها...قائلا بصوت خرج متحشر بسبب كثرة انفعالاته الداخليه:هل تخبرينى أن بالوقت الذى كنت أبحث به عنك...كنت أنتِ بالقرب منى بالفعل...

ألم ترى كم كنت أتعذب ببعدك وأبحث عنكِ كمختلاً فقد عقله؟!...كيف سمح لكِ قلبك بالإبتعاد رغم علمك بأننى لست المذنب بما حدث....واللعنه لقد مُتُ ألاف المرات وأن أفكر بأن روحك قد غادرتنى أو أن مكروها قد أصابك...ثم تأتى أنتِ الأن وتخبرينى أنك كنت تراقبيننى من بعيد....


أنهى ماثيو حديثه بحده غير مقصوده مما أصاب ليليان بالخوف...فعادت غريزيا خطوة للخلف وهذا جعل ماثيو يشعر بالضيق....فقام بجذبها نحوه فإصطدمت بصدره وهى تنظر له بزهول...


وكادت تتحدث إلا أن ماثيو سبقها وهو يقول بمشاعر جاشيه:أتعلمين كم أود تأديبك على ما فعلته...إلا أننى واللعنه اشتقت لكِ ولكل ما يخصك جميلتى....وقام بضمها لقلبه بإشتياق جارف وهى لاتزال منصدمه مما قام به....


إلا أن هناك ابتسامة مريحه لم يراها ماثيو قد نمت على شفتيها...وهى تغمض عينيها قائله بخفوت لم يسمعه ماثيو:أشتقت لك... 


"إنتهاء الفلاش باك"


عاد ماثيو من شروده وهو يقرب ليليان إليه... ويخبرها عما سيقومان بفعله بعدما يحصلون على قليل من الراحه بعد سفرهم المجهد...وقد كانت ليليان تستمع له بإبتسامه عاشقه دون أن تقاطعه وهى تشعر بالأمان يعود لقلبها من جديد.... 


❈-❈-❈


كان ألفين يبحث عن جوليا لإشتياقه الشديد لها... فبحث عنها بالحديقه الخلفيه للقصر إلا أنه لم يجدها فقرر البحث عنها بغرفتهم إلا أنه لم يجدها أيضا....

فشعر بالقلق فأوقف أحد الخدم وسأله عن مكان تواجدها....فأخبره الخدم بهدوء أنها تتواجد بغرفه السيده كيت للإعتناء بها....


فإبتسم ألفين لحب صغيرته فى مساندة من تحب... واسرع نحو غرفه كيت وماكس وقام بطرق باب الغرفه وانتظر حتى سمع اذن الدخول...وحين دلف وجد كيت نائمه على الفراش وجوليا تجلس جوارها على أحد المقاعد القريبه...وهى تتحدث معها وهناك ابتسامه صادقه مرتسمه على شفتيها...


فإقترب منهم وباللحظه التى رأته بها جوليا أسرعت نحوه وهى تحتضنه بإشتياق....وقد لمعت عينيها بالدموع وهى تقول له بحب:لقد اشقت لك كثير أل عدنى ألا تبتعد عنى مرة أخرى أرجوك....


ضمها ألفين اقرب لقبله وهو يشتم رائحتها قائلا بصدق:أعدك صغيرتى...ثم ابتعد عنها بلطف وهو يقترب من كيت وقبل جبينها بحب قائلا بحنان:

كيف حالك كيت؟!...


إجابة كيت التى بدى عليها الارهاق إلا أنها تبتسم:

بخير...وأنت أخبرنى هل أتت رحلتكم بثمارها؟!...

صمت ألفين للحظات ثم أجابها برزانته المعهوده:

لقد أتت ببعض ثمارها...فقد عادت كلا من الأميرة ميلسيا والسيدة فكتوريا.....كما عادت السيدة ليليان ل ماثيو...


ابتسمت كلا من كيت وجوليا بسعاده لهذه الأخبار السعيده...إلا أن جوليا سألته بتشوش:وماذا عن سابين؟!....هل تركتموها وحدها؟!...


أنهت جوليا سؤالها بحزن شديد فأسرع ألفين بإجابته قبل أن تبدأ زوجته بإحدى نوبات بكائها...قائلا بثبات:

لا هى ليست وحدها  ف إستيفان ظل معها... 


تنفست كيت وجوليا الصعداء وكلاتهما تقول براحه: جيد...ولكن حين استوعب عقلهما ما قاله نظرتا إليه بصدمه...وقالتا بصوت واحد:ماذا؟!...


ابتسم ألفين بهدوء وهو يقول:هذا ما حدث....والأن أنا سأعود لغرفتى لأحصل على بعض الراحه...قبل 

أن يرانى زوجك العزيز ويجبرنى على العمل...


وخرج تاركا الفتاتان تنظران لبعضها بزهول حتى قالت كيت بإبتسامه لعوب:اظن أن سابين ستعود لنا قريبا....نظرت لها جوليا بقلق قائله:أتظنين ذلك؟!... 


أومأت لها كيت بتأكيد وهى تقول:أجل والأن إذهبِ  لغرفتك فمن المؤكد أن زوجك يحتاجك جواره بعد هذا السفر المتعب...


أومأت لها جوليا بطاعه وهى تسرع بالذهاب لغرفتها لتبث شوقها لزوجها الحبيب...


❈-❈-❈


بينما كانت ميلسيا تريد الذهاب ل كيت للإطمئنان عليها...أمسك بها دراكوس ومنعها من ذلك وهو يذهب لغرفته...بعد أن أمر أحد الحرس بتوفير غرفة جيده ل جابى وأسرته ليقيموا بها...


دلف دراكوس لغرفته هو وميلسيا وهو يغلق الباب خلفه ويجذب ميلسيا التى تنظر له بعدم فهم...

وجعلها تجلس على أحد المقاعد وجلس هو جوارها يمسك بيديها بحنان...


وهو يقول بشوق:أنا لن أسمح بمرور مزيد من الوقت بعيداً عنك...لهذا أرجو ان تقبلى عرضى بالزواج منك عزيزتى...لأننى أقسم لكِ أننى لم أعد أستطيع التحمل أكثر من هذا...


كانت ميلسيا تنظر له وهى غير قادره على اخراج كلمه...إلا أنها شعرت بكم هائل من المشاعر التى لم تستطع وصفها...كما أنها أردت قربه...لهذا أومأت له بالموافقه وهى تبتسم له بحب...


فنظر لها دراكوس بصدمه وهو يقول:أنتِ حقا 

موافقه على الزواج....عادت ميلسيا لتؤمى له من جديد وعينيها تلمع بحب...لهذا الرجل الذى عشقها كما هى ولم يلتفت لأى شئ قِيل عنها...بل إنه لم يصدق ما سمعه عنها يوما ودافع عنها أيضاً...


فأسرع دراكوس لجذبها وقام بإحتضانها وهو يقول لها بصدق:أحبك صغيرتى.....وقام بإحتضانها بقوة وهو يشكر الإله على تلك نعمه حبها التى أنعم بها على قلبه...


❈-❈-❈


وبينما كان الجميع منشغل بعلاقته...ولم يفكر أحدهم بالذهاب ل ماكس ومساعدته...كان ديفيد هو الشخص الوحيد الذى قرر مساندة صديقه الذى يعلم جيدا بتراكم الأعمال عليه...


وصل ديفيد لمكتب الملك وطرق بابه ودلف بعد أن سمع إذن الدخول...وهو ينظر لذلك القابع على مقعد الملك ويعمل بتركيز على أحد الأوراق...حتى رفع رأسه ورأى ديفيد يقف أمامه وينظر له بإبتسامه مسليه... 


فأستقام سريعا وهو يتجه نحوه ويحتضنه بسعاده قائلا:اللعنه أنت لا تعلم كم أشعر بالسعادة لعودتكم... أين إستيفان حتى أقوم بتسليمه ما تركه لى؟!...

قالها دون اضاعه للوقت...


اتسعت ابتسامة ديفيد وهو يقول بتريث مدركا ما سيحدث ل ماكس بعد ما سيقوله:لم يعد إستيفان بعد كما أنه لن يعود قريب...ظلت نظرات ماكس جامده وهو ينظر ل ديفيد بجمود منتظر منه أن يخبره أن ما قاله ليس سوى مزحه سخيفه...


إلا أن ملامح ديفيد المستمتعه أخبرته أن ما قاله ليس سوى الحقيقه.....وهذا جعل غضبه يتصاعد 

وهو يلعن جميعهم وإستيفان بالمقدمه...وهذا جعل ضحكات ديفيد تتصاعد وهو يقول محاولة تهدأته: اللعنه فالتهدأ يا رجل لقد عاد الجميع وسنساندك لا تهلع....


نظر له ماكس بحده وهو يقول مشيرا للغرفه من حولهم:وأين هم أنا لا أرى أحد....واللعنه من المؤكد أن كل واحد منهم الأن يجامع زوجته...وأنا هنا واللعنه أعمل وحدى...حتى أوشكت على فقدان عقلى من كثرة القرارات التى يجب اتخاذها خلال اليوم الواحد....


شعر ديفيد بكم الضغط الذى يواجهه ماكس فاقترب منه وربت على كتفه يهدأه قائلا بثبات:أعلم أن الأمر متعب....لهذا ما رأيك أن تهدأ قليلا وتذهب لغرفتك لتستريح بعض الوقت...وأنا سأكمل بدلا منك... وبالمساء سنقوم بعقد اجتماع لتقسيم العمل فيما بيننا....


نظر له ماكس بأنفاس متلاحقه إلا أنه أومأ له بالنهاية وهو يسير خارجاً من الغرفه ليبحث عن بعض الهدوء...بينما سار ديفيد نحو المكتب وجلس وبدأ يقراء الاوراق التى أمام ليفهم طبيعه العمل الذى امامه....ولكن بعد مرور ساعتين تيقن ديفيد أن 

ماكس لديه كامل الحق بأن يفقد أعصابه....لأن اتخاذ مثل هذه القرارات قد يؤدى لإباده مملكة بأكملها.... وخاصه تلك التى تنص على بعض المعاهدات مع بعض الممالك المجاوره....وتمنى أن يعود إستيفان بأقرب وقت ممكن...


❈-❈-❈



بصباح يوم جديد قرر إستيفان أن يذهب هو وسابين لشراء ما يلزم من طعام لنفاذ ما لديهم...وقرروا أخذ كيشان معهم....وبينما هم يسيرون بين العامه كان إستيفان يأمر سابين بالبقاء بمكان هادئ.....حتى يجلب هو بعض الخضروات الطازجه التى سيحتاجها من أجل طبق اليوم.... 


فوافقت هى لشعورها بمدى رغبته بفعل ذلك...وظلت تشاهده من بعيد بحب حتى يعود وجوارها كيشان...

ولكن خلال تأملها ل إستيفان لم تلاحظ تلك العربه التى تقترب منها...والتى بالفعل اصطدمت بها بكتفها....فكادت تفقد توازنها وتسقط إلا أن هناك يد أمسكت بخصرها تمنع سقوطها...فأسمكت سابين بثيابه غريزيا حتى لا تسقط....


فإلتقطت بوجه الأمير آيدان الباسم الذى قال بود جارف:لا تقلقى سيدتى فأنا لن أسمح بحدوث ضرر لك... 


توترت سابين خاصه أنه لايزال ممسك بخصرها ولا يظهر عليه أنه يريد تركه...فوضعت سابين يدها على يده تريد إبعاده بلطف....إلا أن الأمير فعل ما جعل تنفسها يتوقف وهو يرفع يده يلامس شعرها ويعيده خلف أذنيها بنعومه....ويلامس وجنتيها بلطف قائلا وهو شارد بملامح وجهها:أتعلمين أننى كنت قادم إليكِ اليوم لأخبرك بشئ هام اردت إخبارك به منذ اليوم الذى إلتقيتك به....


ابتلعت سابين ما بجوفها بقلب ينبض...ولكن ليس نبضاً خجلا بل نبضاً مرتعبا لشعورها أن شئ سيئ سيحدث...وأن ما سيخبرها به ليس جيدا...كما أنها متعجبه من جرائة الأمير الزائده معها...


وقبل أن توقفه سابين قال الأمير بعيون عاشقه:أنا واقع بحبك سابين...إتسعت عينى سابين وهى تشعر وكأنها سقطت من فوق جبل واصطدم رأسها بالأرض بقوة....من هذا التصريح إلا أنها تذكرت إستيفان فشعرت بالدوار من هذا الكم الهائل من الضغط التى تشعر به....


لهذا أردت إبعاده ولكن قبل أن تقوم بهذا وجدت يد إستيفان تمسك بها وتجذبها نحوه بعنف...والذى استمع لحديث الأمير مما جعل لون عيناه يتحول إلى اللون القاتم...وهو ينظر للأمير آيدان بشراسه ويمسك بيده التى لامست سابين.....وهو يقترب منه لدرجه خطيره ويقول للأمير الذى زُهل من تواجد الملك إستيفان أمامه...وينظر له بهذا الغضب الحارق الذى أصابه برجفه قويه...وهو يشعر بتلك الهاله المخيفه التى تحيط به....


تحدث إستيفان ببرود رغم ذلك البركان المندلع بعينيه والذى يخبرك بإقتراب إنفجاره:ألا تعلم أنه  

من الوقاحه أن تقترب مما هو ملك لغيرك أيها المدلل.... 


كانت سابين تشعر بالخوف فملامح إستيفان ليست مبشره....كما أنه يضغط على يدها بقوة دون أن يشعر حتى شعرت أن عظامها تتحطم بين أصابعه...فقامت بالربت على يده وهى تقول بخفوت:أرجو....


ولكن لم تكمل سابين حديثها لأن صوت صرخات الأمير آيدان بدأت تملأ المكان من حولها...مما تسبب بصدمتها خاصه أنها قد سمعت صوت عظامه وهى تتحطم...


وحين حاول المحيطين بهم التدخل رغم الخوف المرتسم على ملامحم من تلك الهاله المخيفه...التى تحيط بإستيفان فهذا الذى يصرخ بالأخير هو أميرهم ويجب عليهم مساندته....إلا أن إستيفان كان دائما الأسرع والأذكر....حين قال بغضب:كيشان....


فزمجر كيشان بغضب وهو يأخذ وضعية الإستعداد للهجوم....فعاد الجميع للخلف خوفا ورعبا ولم يحاول أحد التدخل رغم أنهم أرادوا ذلك....إلا أن هالة الملك الغاضب وذئبه منعتهم من هذا.... 


ظل عقل سابين يهيئ لها ما سيحدث حين يعلم الملك بما فعله إستيفان بولى عهده....لهذا حاولت التدخل وهى تقول بقلب يخفق رعباً:إستيفان....


ولكن إستيفان لم يعطها فرصه للتحدث مرة أخرى وهو ينظر لها بغضب قائلا:لا أريد سماع صوتك أفهمتى...


وأكمل وهو ينظر للأمير بسوداويه:أنصحك ألا تفكر بها حتى لا تتسبب بإحزان والدك على فقدانه لولى عهده...ثم ترك يده وسار مبتعدا وهو يسحب سابين خلفه بعنف....غير مدركا ليدها التى تحطمت بقبضته وخلفهم يسير كيشان...


❈-❈-❈ 


وصل إستيفان للمنزل وعقله لا يزال يكرر مشهد احتضان الأمير ل سابين وترديده كلمه أحبك لها.... دلف إستيفان للداخل وهو يترك يدها قائلا بصوت مرتفع وحاد بالوقت ذاته...وهو يسير ذهابا وإيابا أمامها ك الوحش الذى يتمنى قتل أحدهم:واللعنه كيف سمحتى لهذا الفاسق اللعين بلمسك...كيف سمحتى له أن يخبرك بكل جرائة أنه واللعنه يحبك؟!..كيف؟!...


أنهى حديثه وهو يطيح بما على الطاوله التى كانت تجاوره...وبدأ بتحطيم كل ما تطوله يده...انقبض قلب سابين رعب ليس منه بل خوفا من أن يصيبه أذى.... لهذا حاولت سابين التحلى بالهدوء فهى تراه غاضب هكذا للمرة الأولى....فهو دائما ما كان بارداً ويتفادى الغضب أمامها...وإن حدث وغضب لا يكون بمثل هذه الطريقه.... 


لهذا لم تكن تعلم كيف تمتص غضبه كما أنها لم تهتم لألم يدها التى تيقنت أنها قد كسرت...بل اقتربت منه بخطوات بطيئ وهى تمد يدها حتى لامست ظهره... فتصنم جسده الذى كان يتحرك بعنف....فتشجعت سابين أكثر وقامت بإحتضانه من الخلف وهى تقول بخوف حقيقى:أرجوك كفى أنت تؤذى نفسك هكذا... أرجوك إستيفان....


ولم تدرك أنها كانت تبكى بقوة بسبب ما عايشته من ضغط شديد خلال وقت قصير...كان إستيفان يتنفس بقوة بسبب ما بذله من مجهود...إلا أنه بدأ يهدأ وهو ينظر ليدها التى تحتضنه بقوة...فلاحظ ذلك الإحمرار الذى يظهر أصابع يده التى ارتسمت على يدها بعنايه....فأدرك أنها تأذت بسبب غضبه فرفع رأسه للأعلى وهو يغمض عيناه ويتأوه بصمت حين أدرك خطأه....فهى لا ذنب لها بالنهايه فهذا اللعين هو من تحدث وليس هى....


قال إستيفان بخفوت متألم:اللعنه عليك إستيفان...

ثم ابتلع ما بجوفه وقد قرر كشف سر أخر لها...ورغم أنه يرى أن هذا أقبح أسراره...إلا أنه كان صادقا فى قراره من البدايه فى اخباره بكل شئ حدث له.... 


إلتفتت إستيفان ل سابين ببطئ وهو يمسك بيدها بلطف....وعيناه مليئه بالألم الذى أصاب قلب سابين بالتحطم دون أن تدرك السبب وراء هذا الألم القابع بعينيه...وهو يقول بصوت ساخر يظهر بين طياته ألم شديد:لقد سمحت لغصبى بإيذائك...


أجابته سابين على الفور حين أدركت ما يعنى:إنها لا تؤلمنى أقسم لك...اتسعت ابتسامة إستيفان الساخره وهو يقول ببحة حزينه:ولكنها تؤلمنى أنا سابين....


ثم أكمل بهدوء تعجبت له سابين:أعلم أنكِ دائما ما تتسائلين عن سبب هذا العنف الذى يتملكنى حين أغضب أم أنا مخطئ؟!...


تعجبت سابين من حديثه هذا بمثل هذا الوقت...

إلا أنها أومأت له دون شعور منها فهى بالفعل تسائلات الكثير من المرات حول هذا....خاصه أنه 

لم يحاول أحد رجاله من قبل إيقافه عما يفعله.... 


ابتسم إستيفان لهذا وقال وهو يمسك بيدها السليمه بلطف ويسير بها خارج المنزل متجها للحظيره:لن أخبرك بل سأجعلك ترين بنفسك....وبعد دلوفهم للداخل وقف أمامها وقال بثبات وهو يمسك بحبلا وجده بمدخل الحظيره:أتثقين بى؟!...


أومأت له سابين بدون ترددمما جعل ابتسامة صادقه ترتسم على سفتى استيفان...الذى أمسك بيدها بلطف مكملا:إذا سأطلب أن أقوم بتقيد يديك حتى أشعر براحه أكثر أثناء اخبارى لكِ بالسبب وراء خوف الجميع من الاقتراب منى....


توترت نظرات سابين للحظات إلا أنها أومأت له بالنهايه....وهى تقول له بتشوش:حسنا...ابتسم لها استيفان وأمسك الحبل وقام بربط يدها بأحد الأعمده....وبعد تأكده أنها لا تؤذيها كما لن تستطيع فك وثاقها...


سار بثبات نحو قفص ذلك الفهد الغير مروض وقام بفتحه ودخل ثم أغلقه...اتسعت عينى سابين بصدمه وبدأت تصرخ برعب:إستيفان إخرج  فى الحال..اللعنه ماذا تفعل إستيفان...بينما كانت سابين تصرخ هجم الفهد بشراسه على إستيفان الأعزل...وبدأت المعركه وكان الاصوات تتلاحم....بين صوت زمجره الفهد وصراخات سابين التى لا تتوقف...


والعجيب أنه لم يحاول كيشان أو جرومز التدخل...

بل ظلوا يشاهدون ما يحدث بنظرات حزينه وكأنهم يدركون ما يحدث....


ظلت صراخات سابين وشهقاتها ترتفع وهى ترى إستيفان والفهد يتقاتلون بضراوة...وتسبب كلاهما بإيذاء بعضهم البعض...إلا أن جروح إستيفان رغم قلتها إلا أنها كانت عميقه وتسببت بنزيف جسده.... 


بدأ صوت سابين يخفتى من شده صراخها ومحاولتها فى فك وثاقها تفشل....ظل القتال قائم حتى تغلب إستيفان على الفهد وشل حركته وأجبره على الخضوع له....


وبعدما تأكد إستيفان من خضوع الفهد له...استقام بجسده المليئ بالجروح وخرج ل سابين التى خارت قواها وجلست أرضا وهى تبكى بقوة...وتنظر له بجسد ينتفض من شده خوفها عليه... 


اقترب إستيفان منها وجلس أمامها قائلا بجمود وهو يفك وثاقها ببرود بيده المغطاه بالدماء:هذا ما كنت عليه بصباى وحش يقاتل الوحوش التى تشبهه...حتى يستسلموا أو أقتلهم...


سألته سابين بصوت خرج مقطعا بسبب شهقاتها التى لم تتوقف:ل...لم...لما؟!...أجابها إستيفان ببساطه:لقد تعمد دراكوس وضعى معهم حتى أصبح أقوى...إلا أنه لم يلاحظ تأثيرهم السيئ على شخصى...إلا حينما قمت بكسر يده وكدت أقتله حين أغضبنى بحديثه بأحد المرات....حينها أدرك خطأه وأدركت أنا أننى حين أغضب يجب ألا يحاول أحدهم الأقتراب منى حتى لا يتأذى أو أتسبب بقتله.... 


رفعت سابين يدها السليمه والتى تهتز ووضعتها على وجنته قائله بصوت خرج صادقا متألما ك ألم الأم على ولدها: لقد خرج قلبى من بين ضلوعى وتحطم لشظايا حاده مزقت روحى حين رأيتك تقاتل...وأنا لا أملك سوى البكاء...


ثم توقفت وهى تهبط بيدها السليمه لتمسك بيدها المنكسره...ووضعتها موضع قلبها برفق مكمله:أقسم أننى لن أجعل أذى يصيبك بعد اليوم لهذا لا تخف يا صغيرى....لأنه لا توجد امرأة تسمح لأحدهم بإحزان صغيرها....


أنهت سابين حديثها وهى تعود لتبكى بقوة من جديد وهى تنظر لجروح إستيفان العميقه...وعقلها يخيل إليها ما كان يحدث لهذا الصبى على أيدى هذه الوحوش.....وأقسمت أن تلقن دراكوس درسا لن ينساه على ما تسبب به لعزيز قلبها....


حديث سابين كان له مفعولا سحريا على قلب إستيفان الذى أثلج بحديثها...وهو يقربها إليها ويحتضنها أقرب لقلبه رغم جروحه المتفرقه...

إلا أنه لم يهتم فكل ما يريده الأن أن ينعم بدفئ جسدها الذى يريح قلبه المظلم... 


❈-❈-❈


كانت فكتوريا تتجهز بعدما ساعدت ليلى بتغير ثيابها للذهاب لرؤية فتياتها....فقد اشتاقت إليهن كما أنها تريد الإطمئنان على صحه أليس والصغير...


لهذا ذهبت لها بالبدايه وصلت فكتوريا وليلى لمنزل أليس...وقامت بطرق بابها منتظرة بشوق رؤية طفلتها...وبالوقت الذى فتح فيه مارلين الباب قالت فكتوريا بتلهف:أين صغيرتى مارلين؟!..أريد لقائها... 


ابتسم مارلين بسعادة لرؤية السيدة فكتوريا قائلا:من الجيد رؤيتك سيدتى...تفضلِ أنها جالسه بغرفتنا لأن الحكيم لا يسمح لها بالكثير من الحركه....


أسرعت فكتوريا نحو الغرفه التى أشار لها مارلين ودلفت للداخل...فوجدت أليس جالسه على فراشها وتنظر أمامها بشرود....فقالت فكتوريا بعيون دامعه: أليس...


إلتفتت أليس تنظر لمصدر الصوت وهى تظن أنها تتخيل من جديد أنها ترى والدتها وشقيقتيها.... 

فقالت بعيون دامعه:أمى هل هذه أنتِ حقا...لقد إشتقت لكِ...


فأسرعت فكتوريا نحوها تضمها بحنان غلف قلب أليس بسكينه لم تشعر بها منذ غادرت والدتها وسابين معا....لهذا ظلت متمسكه بها وهى تبكى  بقوة غير مصدقه أن والدتها هنا ومعها الأن...


كما لاحظت قفز ليلى الصغيرة بأحضانها وهى تبكى أيضًا....فظلت أليس تقبل وجهها بعاطف أمومه وتحتضنها قائله بحب واشتياق:إشتقت لكِ جميلتى... إشتقت لكِ كثيرا...


ردت عليها ليلى قائله بحب:أنا أيضًا إشتقت لكِ ولمزاحك أليس....ابتسمت أليس لها بحب وهى 

تربت على رأسها بحنان...بينما فكتوريا كانت تنظر 

ل أليس بإشتياق وهى تمسك يدها قائله بود:

أخبرينى صغيرتى كيف حالك؟!..هل أنتِ بخير؟!.. 


أومأت لها أليس بهدوء قائله:أجل والفضل يعود ل مارلين وجوليا وكيت...فلقد كانوا يتناوبون على حراستى...حتى لم تعد كيت تستطيع التحرك فطلبت من جوليا البقاء معاها حتى لا تظل بمفردها وتضع صغيرها....بينما مارلين هو يهتم بأمرى...وانهت حديثها بنظرت عاشقه لهذا الواقف بأحد زوايا 

الغرفه.... 


فنظرت له فكتوريا بشكر واستقامت متجهه إليه وقامت بإحتضانه....فتفاجأ مارلين بالبدايه إلا أنه بادلها...وقالت فكتوريا بعدما ابتعدت عنه:شكرا لك على اعتنائك بصغيرتى مارلين....


ابتسم مارلين لها بخجل قائلا:إنها زوجتى وحبيبتى لهذا يجب أن أهتم بها...كما أنك الشخص الثانى الذى يشكرنى على ما أقدمه لزوجتى الحبيبه باليوم ذاته...


تجعد ما بين حاجبى فكتوريا بفضول قائله:ومن هذا الذى شكرك أيضا على الاعتناء ب أليس؟!... أجابها مارلين بإبتسامه هادئه:إنه السيد جورج كان هنا ورحل منذ قليل... 


تجعد حاجبى فكتوريا أكثر ولكن بسبب تعجبها من حضور جورج...وهى تلتفت ل أليس وتسألها بقلق ظهر بوضوح على معالم وجهها:ما الذى كان يريده منكِ؟!...هل قام بإيذائك؟!...


نفت لها أليس ذلك وهى تقول بعيون تلمع بالدموع من جديد...إلا أنها ليست دموع الحزن بل السعاده: لقد أخبرك مارلين أنه طلب منه الاعتناء بى أمى...

لهذا كيف له أن يقوم بإيذائى؟!... 


عادت فكتوريا لتسألها من جديد قائله بإصرار:لم تخبرينى بعد لماذا قدم إلى هنا؟!...تنهدت أليس بصبر وهى تجيب والدتها بهدوء:لقد أتى  لطلب مسامحتى أمى...


اتسعت عينى فكتوريا من الحديث الذى سمعته وقالت لنفسها:اللعين جاء لطلب الغفران من إبنته  ولم يطلبه منها...إلا أن هذا لا يمنع سعادتها بمحاولة للإقتراب من الفتيات....لهذا قالت بتسأل تخفى سعادتها:وأنتِ ماذا كان ردك؟!...


أجابتها أليس بخجل تراه والدتها على وجهها للمرة الأولى:لقد اخبرته أننى أسامحه..كما أننى أحبه رغم ما فعله بنا....ظهرت ابتسامة فكتوريا السعيده لمعرفتها بنقاء قلب صغيرتها...والتى أكملت بسعادة كبيره:كما أخبرنى أنه سيأتى مرة أخرى للإطمئنان على صحتى وصحه الصغير....


أكمل مارلين هو الأخر بمرح:ليس ذلك فحسب بل قام بتهديدى بالقتل إذا حاولت إحزان أليس يوما ما...

وأنه لا يمزح بهذا....


فلتت ضحكه من فم فكتوريا وهى ترى شراسه زوجها تعود للظهور من جديد...وتمنت من أعماق قلبها أن تفلح خطتها بإعادته كما كان بالماضى.... 

ذلك الرجل الذى أحبت صدقه وحنانه واحتوائه لقلبها ولقلوب صغارها....


❈-❈-❈



ساعدت سابين إستيفان على تطهير جروحه...وقامت بخياطة العميق منها...وذلك بعد أن قامت بمداوة الفهد بمساعدة من إستيفان...الذى أصر على مداوة يدها أولا...ثم مداوة الفهد ثم هو بالنهايه....


وبعد انتهائها جلست أمامه على فراشها وهى تقول برزانتها المعهوده:يجب أن نعود للمملكه بأقرب فرصه...كما أظن أنه سيكون من الجيد لو بدأنا بتجهيز أمتعتنا للرحيل بالصباح....


ارتفع حاجب إستيفان تعجبا من حديث سابين الذى يفهم جيداً المغزى الحقيقى ورائه...فإعتدل بجلسته ليكون وجهه مواجها لها وهو يقول بخفوت:هل تظنين أننى من ذلك النوع الذى يهرب بعد افتعال شجار مع أحدهم حتى وإن كان إبن الملك؟!...


تجعد ما بين حاجبى سابين غيظاً من هذا المغرور الذى يطالعها الأن بتسليه....فقالت بحده طفيفه وعينيها تحمل خوفا حقيقى:واللعنه لقد قمت بكسر يده....وليس ذلك فحسب بل قمت بتهديده بالقتل أيضاً أمام الجميع...لهذا يجب علينا الرحيل قبل أن يحدث شئ سيئ....


قام إستيفان بجذب سابين من يدها السليمه نحوه حتى أصبحت تجلس على قدميه...وأنوفهم تتلامس قائلا بهدوء وهناك إبتسامة مغترة مرسومه على وجهه:أنتِ لا تعلمين بعد ما أنا قادر على فعله يا صغيرة...إلا أننى موافق على رحيلنا بالصباح فأنا  

لا أستطيع رفض عرض كهذا...هل هذا القرار يرضى ملكتى؟!...


رمشت سابين بعينيها صدمة من هذا اللقب وطاعته لها وهو المعروف بعناده....كما أنها لاحظت قربهم الشديد وهذا تسبب بإرتفاع نبضات قلبها...وزيادة وتيرة تنفسها للضعف....فحمحمت قائله وهى تنظر بعيداً عن عينيه القاتله لقلبها:أجل أظن أن هذا جيد لهذا يجب أن نذهب للنوم....حتى نسافر مع أول شروق للشمس....


أومأ لها إستيفان بطاعه وهو يقترب منها وقبل جانب شفتيها برفق وبطئ أصابها بالتخدر..فأغمضت عينيها ببرأة تستمتع بقربه المهلك لحواسها....


فإستغل إستيفان إستسلامها ومرر إبهمه على شفتيها برفق...وهو لايزال يقبل جانب شفتيها برفق...ثم قام بفتح شفتيها برفق وحين لم تمنعه...سمح لشفتيه أن تغزو شفتيها ولكن برفق ونعومه أذابتها....فكان يتزوقها وكأنها أشهى شئ تناوله....


إلا أن هدوئه لم يستمر طويلا وتحولت قبلته لتكون أكثر شغفا وتطلبا....حتى انقطع الهواء عن سابين فعادت لوعيها وبدأت بالربت على صدره برفق ليبتعد...وبالفعل ابتعد عنها إستيفان برفق وهناك ابتسامة جذابه مرتسمه على شفتيه....وقد أصبحت عيناه أكثر قتامة قائلا بمكر:أظن أن هذا أشهى ما تناولته بحياتى....


أصبح وجهه سابين مائلا للقرمزى من شده خجلها لهذا ابتعدت عن أحضانه سريعا...وهى تقول بإنفعال بسبب توترها:الأن يجب أن تذهب للنوم لأننا لا نملك الكثير من الوقت...هيا أغمض عينينك...


ابتسم إستيفان وهو يقول بطاعه من جديد:أمرك ملكتى....وأغمض عيناه قبل أن يرى تلك الابتسامه المشرقه التى أضائت وجه سابين....


وهى تعود لتتسطح جواره فقام هو بسحبها أقرب إليه...وقام بإحتضانها كما كان يفعل منذ بدأ كلاهما بالنوم معا بغرفه واحده...


❈-❈-❈


كانت سيلا سعيده لأنها ستعود للعاصمه من جيد بعد أن أمضت بضع شهور فى تعلم التلاميذ...والأن انتهى النصف الأول من الدراسه وسيأخذ الجميع راحه لمده شهر....ثم سيعودون لإستكمال دراستهم...


لهذا قرار ليو أن يعودوا للعاصمه لإتمام زواجهم هناك وللإطمئنان على الجميع....خاصه أن رسالة والدته التى تخبرها بأنها عادت للعاصمه أسعد قلبه الذى اشتاق لها وللجميع...


لهذا تجهزت سيلا وليو للعوده وبدأو بالفعل رحلتهم مع أول صباح...وهما يخططان لما سيقومون به حين يصلون للعاصمه...


❈-❈-❈ 


أتى الصباح سريعا على تلك الجميله التى يقيدها إستيفان بجسده إلا أنها لم تمانع ذلك كما أنها بدأت تعاد الأمر...استيقظت سابين وحاولت فك قيد إستيفان عن جسدها إلا أنها لم تفلح بهذا كما يحدث كل يوم....


لهذا بدأت توقظه قائله بلطف:إستيفان...إستيفان استيقظ...بعد بعض الوقت بدأ إستيفان يستفيق وسمح ل سابين بالتحرر....وهى لم تضيع وقت 

فبدأت بتجهيز ثيابها....وطلبت منه مساعدتها لأنها 

لا تستطيع استخدام يدها المصابه...وبعد مرور ساعتين انتهوا من تجهيز كل شئ...


كما قام إستيفان بجلب عربات تحمل الأمتعه والحيوانات الخاصه بهم...وأمرهم بالعودة للمملكه 

ثم طلب إستيفان من سابين أن يذهبوا لمكان ما قبل رحيلهم....فوافقت سابين ولكنها صدمت حين وجدت ذاتها أمام القصر الملكى للملك دانيال...الذى سمح حراسه بمرورهم سريعاً لمعرفتهم ب سابين...


بعد دلوفهم تعرف أغلب قاتنى القصر على إستيفان فإنتشر خبر تواجد الملك إستيفان بالقصر....والذى كان مدرك لوجهته وهو يسير وجواره سابين نحو مكتب الملك الذى سمح بدخولهم على الفور...


عند دخولهم لاحظت سابين توتر الملك دانيال...الذى كان معروف بوقاره وسلطته ينظر الأن للقابع جوارها برهبه...إلا أن ذلك لا يمنع استقباله الجيد ل إستيفان فكثره التسائلات بعقل سابين وهى لا تجد تفسير منطقى لما يحدث...


ورغم ذلك لم تتدخل بأحديثهم والتى كانت تخص علاقه المملكتان ببعضهم البعض والتى سارت جيدا...

كانت فقط تنتظر أن ينتهى الأمر..وحين قرر إستيفان رحيلهم نظر للملك ببرود كعادته قائلا:أظن أن ما حدث بالأمس للأمير آيدان جعله يدرك  مدى خطائه وأتمنى أن تساعده فى إدراك ذلك جيداً....


تنهد الملك دانيال بصبر قائلا:بالطبع ملك إستيفان كما أننى أتمنى ألا يؤثر ذلك على علاقتنا....أومأ له إستيفان بتفهم قائلا ببرود:من المؤكد ف أنت تعلم أننى لا أهتم لتصرفات الصبيا المتهوره...لم تستطع سابين سوى الشعور بالصدمه التامه من حديث إستيفان المهين لولى العهد...


وبعد انتهاء إستيفان من حديثه أمسك بأيدى سابين وخرجوا من المكتب والقصر...وهى لاتزال لم تفهم بعد ما حدث وتنتظر من إستيفان أن يقوم بتوضيح ما حدث...والذى قال بهدوء أثناء ركوبهم للخيل متجهين خارج المدينه:باليوم الذى علمت بتواجدك هنا أرسلت للملك خطاب أخبره فيه أنكِ ملكا لى...

وأننى لن أسمح لأحد بالإقتراب لما هو ملكى....وأنه لو حاول أحدهم الاقتراب منكِ فإنه سيواجه غضبى حينها....لهذا أظن أنه أخبر ولده بهذا إلا أنه لم يستمع لوالده...فأردت أن ألقنه درسا حتى يأخذ بنصيحة والده بالمستقبل...ألا تظنين أننى قدمت لهذا الملك بعض المساعدة لتربيه ولده المدلل...


لم تستطع سابين قول شئ فقط حركت رأسها للجانبين بصدمه وهى مبتسمه وغير مصدقه ما 

يفعله هذا الرجل...إلا أن ذلك لم يمنع ملاحظتها أنه ينسبها له وكأنها شئ يقتنيه....وهذه ليست المرة الأولى التى يتحدث بمثل هذه الطريقه...ولهذا قررت التحدث معه بهذا الشئ ولكن ليس الأن... 




❈-❈-❈


أتى المساء وأمر ديفيد بجمع جميع الرجال بمكتب الملك لعقد اجتماع عاجل...وبالفعل بعد مرور ساعه اجتمع الجميع وبدأو بتقسيم الأعمال فيما بينهم... 



ولكن ظل النزاع قائم على من سيقوم بمهام إستيفان وخاصه بإصدار القرارات الهامه...حتى وقع الاختيار على ألفين لأنه الأقرب ل إستيفان بالتفكير...



والذى اقترح قائلا بحكمه:ولما لا نقوم بالتشاور بمثل هذه الأمور ونقوم بأخذ رأى الأغلبيه حتى يعود إستيفان....اقتراح ألفين لقى إعجاب الجميع وتم الاتفاق عليه...إلى أن يعود إستيفان لإستيلام عمله... 




وبعد مرور ما يقارب الثلاث ساعات من العمل 

الجاد انتهى الاجتماع...كان ألفين أول من تحرك 

للخارج.....لأن لديه اجتماع هام مع أحد رجاله لمناقشه ما يحتاجه الجيش وكيف تسير الأعمال الداخليه للمملكه...



وبعد خروج ألفين قرر كل واحد من الحاضريين انهاء بعض أعماله....ولكن قبل أن يتحرك الجميع للخروج دلف آدم للمكتب بسرعه البرق وهو يلهث قائلا بتوتر: سيد ماكس إن السيد كيت تضع صغيرها وتصرخ مطالبه بحضورك الأن... 



سقط قلب ماكس وهو يخرج مسرعا من المكتب وخلفه الرجال...وبالفعل كان صراخ كيت يملأ المكان وهى تجاهد لتظل مستيقظه ولا تفقد وعيها من شدة الألم....وبعد مرور بعض الوقت الذى فقد فيه ماكس صوابه....سمعوا صوت بكاء حاد للصغير فأسرع الجميع نحوه يهنؤنه بقدوم طفله...



وبعد لحظات انفتح الباب وتقدمت أحد الخادمات بالصغير....وقدمته ل ماكس الذى امتلأت عيناه بالدموع وهو يشعر بمشاعر غريبه تراوده للمرة الأولى....فتركه الجميع يأخذ وقته بتأمل صغيره خاصه جورج الذى لمعت عيناه بالدموع دون أن يشعر....وهو يرى نظرات ماكس لصغيره متذكرا 

نفسه حين رأى سابين للمرة الأولى وحملها...



فإستدار ينظر للبعيد فلاحظ وجود جوليا بأحد الزوايا تبكى بضعف كما كانت تفعل منذ طفولته...

فسار نحوها دون ادراك وقام بضمها بحنان وظل يربت على ظهرها بلطف...قائلا بحب:لا تقلقى حبييتى هى الأن بخير...كما أنها أنجبت طفلا فائق الجمال...



ثم اقترب من أذنيها مكملا بخفوت:إلا أنه لم يكن بمثل جمالك أنت وشقيقاتك حين أنجبتكم فكتوريا... كانت جوليا تنظر له بصدمه بالبدايه حين قام بإحتضانها....إلا أن عينيها امتلأت بالعاطفه تجاه  حين شعرت بحنانه حين قربها لقلبه...وخاصه حين تحدث فقامت جوليا بمبادله احتضانه وهى تبكى بسعاده...لأن هذا الرجل يخبرها شئ جيد للمرة الأولى بحياتها بل وقال لها حبييتى وهى لن تنكر 

أنها قد أحبت ذلك منه... 



❈-❈-❈



كانت رحلة العوده للمملكه هادئه بقدر كبير حيث كان هناك تناغم كبير بين كلا من إستيفان وسابين...

وخلال أحد استراحتهم لاحظ إستيفان التسائل المرتسم بعينى سابين...فقربها إليه حتى أصبحوا متلاصقين وأحاطها بذراعه فأصبح يحتويها...



وهو يقول بحب:ما الذى تريد الملكه السؤال عنه؟!... ابتلعت سابين ما بجوفها وهى تنظر له بتوتر...لأنه أصبح يعلم ما تريده دون أن تتحدث...



إلا أنها حمحمت تجلى صوتها وقد قررت سؤاله قائله بخفوت:لقد لاحظت أكثر من مرة أنك تخبر الجميع أننى ملك لك وأننى لك وحدك وهذا شئ يسعدنى... لكن لما تقولها بهذه الطريقه... 



تجعد حاجبى إستيفان بتركيز وهو ينظر ل سابين بعمق لعله يفهم المقصد من حديثها...لهذا قال بهدوء: هل يضايقكك كونى أخبر الجميع أنكِ تنتمين لى؟!... أومأت له سابين بالنفى وهى تقول بتعجل حتى لا يسئ الظن بحديثها:ليس هذا مقصدى بل أنا اتسأل لما؟!.لما تسخدم هذه الكلمات؟!..ولما لا تقول أنك لا تسمح لأحد بالاقتراب منى لأنك تحبى؟!...أتمنى أن تفهم مقصدى من الحديث كما أننى لا أر....



كانت سابين تتحدث بتوتر ملحوظ خوفا من أن تحزن إستيفان بحديثها...كما كانت تحرك يدها بكل اتجاه لتشرح له مقصدها جيداً...ولاحظ إستيفان هذا وقد فهم المقصد من سؤالها...لهذا أوقفها وهو يمسك بخصرها ويجلسها على قدمه ويمسك بيدها يوقف تحركاتها....ثم ربت بلطف على وجنتيها وهو يقول بسلاسه وود:أفهم مقصدك جيداً سابين كما أنتِ لا تحتاجين كل هذه الكلمات لتوضيح مقصدك فأنا أفهمكِ جيداً... 




تنفست سابين الصعداء وهى تقول بخفوت حين شعرت أنه لم يحزن او ؤغضب من حديثها:إذا أنت لست حزين....نفى لها إستيفان برأسه وهو يقربه له حتى تلامست جبهتهم وأنوفهم وهو ينظر لعينيها بعشق...قائلا بصوت ساحر:لقد ولدت أمير ثم  أصبحت مَلكاً إلا أننى لم أحصل يوم على شئ أردته أو قمت بإختياره...بل كنت دائما مجبر على تنفيذ الكثير من الأوامر لأنه لا يصح أن أكون ملكاً متقاعص عن أداء واجبى...أو أكون ضعيف...كما يمتنع أن أشبع رغباته التى تمنين تحقيقها منذ الصغر لأن لدى شعب يجب على الاهتمام به...حتى أتيتِ أنتِ وحينها....



صمت إستيفان يتنفس هواء تلك الشارد بعينيه بطريقه جعلته يفكر بأشياء لا يجب أن يفكر بها بالوقت الحالى...كما أن سابين نظرت لها بإلحاح وفضول قائله بحماس طفولى جعله تمنى تناولها:

ها وحينها ماذا؟!...أخبرنى ثم ماذا؟!...



لم يستطع إستيفان منع ابتسامته من الظهور وهو يقول بصدق:حينها أدركت معنى الحريه التى كنت أبحث عنها...أدركت معنى اختيار ما أحب...التمسك  بشئ يكون ملك لى وحدى...ولست مجبر على وجوده لهذا أجل أنتِ مِلكاً لى سابين....



كانت عينى سابين قد لمعت بدموع لا تدرك مصدرها جيدا....هل هى دموع السعادة التى ظنت أنها لن تجدها يوماً؟!...إلا أنها وجدتها بالفعل مع من تمنته وتمنت حبه....



وخلال تلاحم نظراتهم قال إستيفان بجديه:سابين هل تقبلين الزواج بى؟!...اتسعت عينى سابين صدمه وتوقفت انفاسها وهى لا تعلم ما الذى يجب عليها قوله...إلا أنها ارتمت بأحضانه تتشبس به كطفله صغيرة...وهى تبكى من فرط سعاده فقام إستيفان بإبعاده عن أحضانه بلطف قائلا بمراوغه:هل أعتبر بكائك هذا رفض لطلبى؟!.. 



اتسعت عينى سابين وقالت بدون تفكير:واللعنه من أخبرك أننى سأرفض بالطبع موافقه....لم يستطيع إستيفان منع ضحكاته من انفعال سابين السريع...

وهذا جعل سابين تدرك ما تفوت به...فقامت بوضع يدها على فمها وهى تشعر بالخجل....وكادت تبتعد عن إستيفان إلا أنه لم يسمح لها بالابتعاد....وهو يقربها إليه ويدفن وجهه بعنقها مستنشقا رائحتها بحب ويقبل عنق سابين بشوق....



مما جعل رجفه تنتشر على طول عمودها الفقرى وهى تتمسك به عند شعورها أنها ستفقد توازنها....اقترب إستيفان بقبلاته من أذنها وقال بصوت خرج محموما من كثرة المشاعر التى تخالجه:ما رأيك أن نتزوج بأول مدينه نصل إليها ملكتى؟!...



كانت سابين بعالمه الخاصه بسبب أنفاس إستيفان وقبلاته إلا أنها أومأت له بالموافقه...وهى تتلمس وجنتيه قائله بعاطفه:موافقه...ثم أكملت بعيون باكيه أنا لم أظن أننى قد أبتسم يوم بسعاده...إلا أنك جعلتى أبكى من فرط سعادتى...جعلت تلك المحطمه التى تمنت الموت يوما تعود لتتمنى البقاء والتمسك بأحلامها...والأهم جعلتها تشعر أن هناك من تحتمى به...وأنها لم تعد بحاجه لإظهار قسوتها حتى لا يستهين بها أحد أو يقلل من شأنها....لقد قدمت لى ما لم يقدمه غيرك إستيفان....ألا وهو عودة سابين تلك الفتاة التى تمنت العيش فقط بسلام....فأتيت أنت وأهديتها الحياة ومن عليها حين أخبرتها أنك تريدها تريدها بصعفها وألمها تريدها كما هى...لهذا أريدك أن تعلم جيداً أننى أحببتك وأحبك وسأظل أحبك...لأن حبك هو ما يبقينى على قيد الحياة ملكى العزيز... 



ختمت سابين حديثها بقبله رقيقه على شفتى إستيفان...الذى استقبلها بشغف كبير وهو يضمها أقرب لقلبه وهو يشعر بالكمال...



❈-❈-❈




كان الليل قد حل بالوقت الذى وصلت خلاله سيلا وليو للعاصمه...والتى قررت الذهاب لمنزلها بالبدايه قبل الاتجاه للحكيم واطلاعه على مجريات العمل... إلا أنها لم تجد أحد فقررت الذهاب مع ليو للقصر... 



فوجدت الجميع هناك بالساحه الخلفيه مع الكثير من الشموع والزينه للإحتفال بطفل كيت وماكس....كما أن أليس التى يجب أن تستقر بمنزلها ولا تتحرك متواجده لتهنئة صديقتها....



كما استغل ديفيد ذلك وطلب من حبيبته صوفى هى ووالدتها السيدة مولى الحضور للحفل....



رحب الجميع ب سيلا وليو وبعد تبادل العناق المليئ بالعاطفه...اعلن دراكوس أمام الجميع زواجه من الأميره ميلسيا باليوم الذى يلى عودة إستيفان وسابين....بدأ الجميع بالتسفيق الحار وتهنئتهم وتمنى السعاده لهم...وميلسيا كانت تشعر بالخجل ولكنها سعيده بحق من أعماقها....



ولم يمر وقت حتى وقف ليو على مقعده حتى يجذب أنظار الجميع إليه....وهو يقول بحماس:

أنا أيضا أريد إعلان زواجى من سيلا باليوم الذى سيتزوج فيه السيد دراكوس من أميرتنا...وأجل لم يخبرنى أحد متى سيعود الملك وسابين؟!..



صدحت ضحكات الجميع على رغبه ليو بعودة إستيفان سريعا....وبينما كان الجميع يضحكون ويتحدثون بسعاده....كان ديفيد شاردا بحزن لرغبته بطلب الزواج من صوفى ولكنه يخشى رفضها... 

ولم يلاحظ تلك القزمه التى أتت وجلست جواره سوى وهى تقول بخفوت حتى لا يسمعها أحد غيره: متى ستقرر أنت الأخر الزواج من الفتاة التى تريدها؟!...أم أنك ستنتظر حتى أذهب أنا لها وأخبرها بأنك تريد الزواج منها....



نظر ديفيد لها بحزن قائلا:وماذا تريدين منى أنا أفعل؟!...تنهدت ليلى بيأس وهى تصفع جبهتها 

بأسى ثم تحولت نظراتها لأخرى شيطانيه يدركها ديفيد جيدا...



وهى تقول بمكر:إذا اترك الأمر لى...ولم تعطيه فرصه ووقفت على مقعدها ثم على الطاوله وهى تقول بصوت طفولى متحمس:ديفيد يريد أن يخبركم بشئ هام....



كانت نظرات ديفيد متوتره وهو ينظر للجميع الأن...

إلا أنه تنفس محاولا الهدوء وهو ينظر ل صوفى ثم استقام وسار نحوها وهى تنظر له بتوتر شديد...وفعل ما جعل الجميع ينظر له بصدمه...فلقد ركع على ساق واحده أمام صوفى قائلا بصوت حماسى ومتوتر بالوقت ذاته:هل تقبلين الزوج بى جميلتى؟!..



وضعت صوفى يدها على شفتيها بصدمه وقد امتلأت عيناها بالدموع...وهى تؤمى له برأسها موافقه...فهلل الجميع بسعاده ولقد كان هذا اليوم من أسعد الاوقات التى مرت بحياة الجميع...



وخلال ما كان الجميع يحتفل بهذا كان إستيفان وسابين يتزوجان بأحد القرى التى توجد بأطراف المملكه...وقرر إستيفان أن يذهبوا لمكان خاص قبل العودة للقصر الملكى...



سار إستيفان وسابين بإتجاه الغابه....ولقد تعجبت سابين من ذلك إلا أنها لم تعترض...وبعد مرور بعض الوقت وصلوا لوجهتهم....



ولقد كان بقايا منزل وجواره حديقه ماتت نباتها  وحظيره صغيرة نسبيا هى الوحيده التى لاتزال على حالتها الطبيعه...ظلت سابين تنظر للمحيط من حولها حتى احتضنها إستيفان من الخلف وهو يدفن وجهه بعنفها ينتفسها بعشق....



قائلا بخفوت:هذا هو المكان الذى أقسمت فيه لأبى على عدم السماح لقلبى بالسيطرة على عقلى...وعدم اعطاء الأمان لأحد حتى لا أفقد ذاتى كما فقد ذاته... إلا أننى كنت مخطأ لهذا كان يجب أن أتى بكِ إلى هنا حتى ترى حطام الماضى الذى سأشيد منه مستقبلنا....



تمسكت سابين بيده التى تحيطها وهى تحضنها قائله بحب:وأنا سأعينك بهذا....ثم استدارت إليه مكمله بنعومه:زوجى العزيز....وقامت بتقبيله بحب فقربها إستيفان إليه وقام بتعميق القبله...



وخلال قبلتهم بدأت الأمطار بالتساقط ففصل استيفان قبلتهم...وأسرع بجذبها نحو الحظيرة 

وأتمم زواجهم...



وباليوم التالى عادوا للقصر الملكى ولقد كان الجميع بإستقبالهم لعلمهم بقدومهم...بسبب الحيوانات التى أتت للقصر أمس....وخلال ترحيب الجميع بهم أعلن إستيفان أنه هو وسابين قد تزوجوا بأحد القرى وهم بطريق العودة إليهم....وأنه سيتم تتويجها ك ملكه بنهايه هذا الاسبوع....



ورغم صدمة الجميع إلا أن السعادة انتشرت بأرجاء القصر بأكمله....وخبر زواج الملك وصل لأقصى الممالك....



وخلال هذا الاسبوع الذى حدده إستيفان لتتويج سابين ك ملكه...تحضر الجميع لزواج كلا من دراكوس والأميرة ميلسيا...وليو وسيلا...وديفيد وصوفى....



كان الجميع يعمل على قدم وساق فهو ليس زفاف شخص واحد بل ثلاثه...والأهم هو حفل تتويج سابين ك ملكه للبلاد...



أتى اليوم المنتظر وكانت قاعه العرش ممتلئ بالحضور...الملوك...والنبلاء....والعامه....ولقد بدأ 

الحفل بزواج دراكوس وميلسيا....ثم ديفيد وصوفى من بعدهم وكان ليو وسيلا...



وبعد انتهاء عقد زواج الجميع خرج الملك والملكه ك ثنائى ترك بصمته الخاصه بقلوب الجميع....فقد كانت طلتهم ساحره وتمت مراسم التتويج على أكمل وجه واستمر الحفل لوقت متأخر من الليل....



حتى انتهى الحفل وصعد كلا إلى غرفته...وبعد دلوف سابين وإستيفان لغرفتهم الخاصه....تعرقلت سابين بثوبها الملكى الضخم فتمسكت ب استيفان الذى لم يكن مستعداً لذلك....



فسقط كلاهما أرضا إستيفان بالأسفل وسابين فوقه اتسعت عيني سابين بصدمه مما حدث وتجمد جسدها....بينما قلق إستيفان من اصابه سابين بأى ضرر....فأصبح يمرر يده بخوف على جسدها وهو يقول بتوتر:هل أنتِ بخير سابين؟!..هل أصبتى؟!..




ولكن توقف عن اكمال حديثه...حين بدأت سابين تضحك بصوت مرتفع وهى تخفى وجهها بعنقه فتركها حتى هدأت ضحكاتها...ورفعت وجهها الباسم تنظر له بحب قائله:وكأن القدر قرر تهنئتنا بطريقته الخاص...فقرر تذكيرنا بلقائنا الأول ملكى العزيز...



تجعد ما بين حاجبى إستيفان بتفكير حتى تذكر لقلئهم الأول بمكتبه...حين حاولت منعه من الوصول ل ليو فقامت بعرقلته وحينها سقط كلاهما أرضا...

كما حدث لهما الأن...


وهذا جعلها تعود لتضحك من جديد وهو أيضا شاركها الضحك...حتى توقف كلاهما وهما ينظران لبعضهما بعشق...



وقال إستيفان بعيون حالمه:أهلا بكِ بقصرك ملكتى... وختم حديثه بقبله يبث فيها حبه إلى الفتاة التى اختارها لتكون ملكته...


لتكون ملكه مملكه الذئاب... 




تمت