الفصل العاشر - ظلمات حصونه الجزء الثاني (الانتقال من الظلمة الى النور)
الفصل العاشر
أنتهوا جميعا من تناول العشاء لتنعض كلا من "منال" و
"ملك" لحمل الأطباق إلى المطبخ، بينما نظر "إياد" إلى
"محمود" معقبا بإحترام وهدوء:
_ عمى أنا كنت عايز أتكلم معاك فى حاجه مهمه، بس ياريت لو نكون على
إنفراض
بالرغم من أنه أرتاب قليلا لطلب "إياد" إلا أنه حاولا جاهدا على
عدم إظهار هذا الشيء، وسريعا ما وافقه قائلا بهدوء:
_ وماله يا أبنى
نظر "محمود" نحو زوجته "منال" وهو ينهض من مقعده معقبا
بإحترام:
_ أبقى هاتيلنا العصير فى أوضة المكتب يا منال
أومأن له "منال" بالموافقة على طلبه رادفة بإنصياغ:
_ حاضر يا محمود
توجه "محمود" نحو غرفته مكتبه مُصحبا "إياد" معه إلى
الداخل رادفا بترحيب:
_ أتفضل يا أبنى
بالفعل دخلوا إلى المكتب وأغلق "محمود" الباب ليتجها للجلوس على
تلك الأريكه لكى يتبادلوا الحديث، ليعقب "محمود" رادفا بإستفسار:
_ خير يا إياد، أنت من ساعة ما جيت وأنا شايف فى عينك كلام كتير
عايز تقوله
حمحم "إياد" بقليل من الأتباك، خسية من ردة فعل
"محمود" على الحديث الذى ينوى التحدث فيه، ولكن يجب عليه أن يتحدث مع أى
ما سيكون رده، عليه المحاولة، ليعقب "إياد" بقليل من الحرج:
_ بصراحه يا عمى فيه موضوع كده عايز أتكلم معاك فيه بقالى فترة بس
كنت خايف من رد حضرتك
_ أتكلم يا أبنى خايف من أيه!!
أخذ "إياد" نفسا عميقا مستعدا للبدا فى الحديث ومحاولا أيضا أن
يكون واضح وصريح معه، لعله يتفهم ما يمر به، ليهتف "إياد" رادفا بصدق:
_ أنا هكون صريح معاك يا عمى وأتمنى تفهم قصدى لأنى لا بعرف أذوق
الكلام ولا بعرف ألف وأدور
أبتسم له "محمود" بود كبير مُقدرا كل كلمة يقولها
"إياد" ويقدر أيضا صراحته معه منذ البداية رادفا بإمتنان:
_ ودى أحلى حاجه فيك يا إياد، وده اللى مخليانى مطمن على بنتى وهى
معاك، لانك مش بتعرف تكدب وبيبان عليك
كانت جملته تلك لها تأثير قوى على "إياد" شاعرا بالذنب والخزى من
نفسه على ما فعله فى شقته وما كاد أن يرتكبه فى حق "ملك" وفى حق نفسه
وفى حق والدها الذى يثق به إلى هذه الدرجة، ليتنهد "إياد" بضيق معقبا
بصدق:
_ عمى أنت عارف إن أنا اهلى متوفين ومليش حد خالص، وأنا شاب وعايش
لوحدى وأنت عارف الشيطان وحش والنفس ضعيفه، خصوصا لو المجال مفتوح قدامك، وأنا
بصراحة محتاج ملك أوى فى حياتى، محتاجها تشاركنى حياتى كلها وتفاصيل يومى بالكامل
وتكون جمبى وتقتل الوحدة اللى أنا فيها، عايز كمان أعصم نفسى من الغلط حتى معاها
وأفضل قد ثقتك فيا كده، أتمنى إنك تكون فهمت قصدى
بالطبع "محمود" يفهم جيدا ما يقصده "إياد"، ذلك
الأرتباك الواضح عليه للغاية هو و"ملك" أيضا يخبره أنه كاد أن يفعل شيء
يندم عليه كثيرا، لو لم يكن "محمود" مقدرا لصدق "إياد" معه
ومحاولته الأن فى التمسك بأبنته وطلبه أن تكون معه طوال الوقت، لكان قتله الأن لا
محال، ولكنه يقدر أيضا أن "إياد" يُصارحه الأن بأنه قد أخطأ ويريد أن لا
يكررها مرة أخرى ولكن بطريقة غير مباشرة، ليتنهد "محمود" بهدوء رادفا
بإستفسار:
_ يعنى أنت عايز أيه يا إياد؟!
صاح "إياد" مره واحدة وبسرعة كبيرة مُعلنا عن طلبه رادفا بلهفة:
_ عايز نكتب الكتاب أول ما مالك وزينة يرجعوا من السفر والفرح يبقى
فى أول أجازه تأخدها ملك من الجامعه
أبتسم له "محمود" ولايزال يحافظ على هدوئه مضيفا بمزيد من
الأستفسار:
_ مش شايف إنك كده مستعجل أوى يا إياد؟!
أومأ له "إياد" بالموافقة مؤكدا على حديثه مضيفا بإصرار:
_ مستعجل وعارف إن ده مكانش إتفاقنا من الأول، بس صدقنى أنا بجد
محتاج ملك جمبى وخلاص معدتش مستحمل
أومأ له "محمود" برأسه مُتفهما ما يقوله "إياد" فهو لن
يلوم عليه، فأبنه هو الأخر طلب من والد "زينة" أن يتمموا الزواج فى أسرع
وقد، والجميع وافقه على هذا، ليس من العدل أن يوافق أبنه ويرفض طلب
"إياد"، ليعقب "محمود" رادفا بإستفسار:
_ طب ملك موافقة على الكلام؟!
أجابه "إياد" بصدق غير عالما بقرار "ملك" ويمكن هذا هو
ما يريده "إياد"، يريد ان يعلم هل هى مازلت تحبه وتريد إكمال حياتها
معه!!، أم إنها أصرفت نظر عن هذا الأمر!!، ليردف بصدق:
_ فى الحقيقة مش عارف، أنا مقولتلهاش على الموضوع، قولت يبقى منى
لحضرتك الأول
تنهد "محمود" بإستسلام غير مُمانعا لطلب "إياد" رادفا
بهدوء:
_ شوف يا أبنى دى حياتكم أنتوا، وأنتوا بس اللى من حقكوا تختاروها،
وعشان كده أنا زى ما سمعتلك هسمع ل ملك كمان وأشوف رائيها
دلفت "منال" إلى الغرفه بعد أن ترقت الباب حاملا لصنية العصير
بين يديها، ووضعت إياها على الطاولة أمامهم، وأستعدت للخروج لتتركم يُكملوا
حديثهم، ولكن أوقفها صوت زوجها معقبا برجاء:
_ لو سمحتى يا منال أندهى ملك وتعالى معاها
أومأت له "منال" موافقة على طلبه وسريعا ما خرجت لكى تخبر أبنتها
أن والدها يريدها الأن، وبالفعل بعد مرور بعض الثوانً، دلفت "ملك" بصحبة
والدلتها لكى تجيب على والدها، لينظر لها "محمود" بحب وعاطفة معقبا
بإستفسار:
_ إياد عايز يكتب الكتاب أول ما أخوكى يرجع ونعمل الفرح فى أجازتك
يا ملك، أيه رائيك؟!
أتسعت أبتسامة "منال" للغاية، فهى مثلها مثل أى أم تريد أن تفرح
بأبنتها وتراها وهى عروسا تُزف إلى عريسها، بينما "ملك" قد صُدمت من
سؤال والدها، ف "إياد" لم يخبرها من قبل عن هذا الأمر!!، هل ما حدث
بينهم اليوم هو السبب فى طلبه هذا!!، هل هو نادم إلى هذه الدرجه على ذلك الضعف
الذى حدث لها وله!!، أم أنه يريد أن يضمن وجوده بجانبه من الأن فصاعدا؟!..
كان الجميع ينتظر رد "ملك" وأولهم "إياد" الذى كان
قلقا جدا من أن ترفض طلبه، هل يمكن أن يكون ما فعله اليوم سببا فى رفضها لهذا
الزواج فى الوقت الحالى!!، أم إنها سوف تدرك أنه حقا يحتاج لها أن تكون بجانبه من
الأن فصاعدا!، لتضع "ملك" وجهها فى الأرض شاعرة بكثير من الخجل مجيبة
على سؤال والده رادفة بحرج:
_ اللى حضرتك تشوفه يا بابا!!
نهاها "محمود" عما تقوله غير راضيا عن تلك الأجابة معقبا بكثير
من الحب والعاطفة رادفا بتوضيح:
_ مفيش حاجه أسمها اللى تشوفه يا بابا، لو على اللى أشوفه مش هجوزك
خالص ولا هسيبك تبعدى عنى أبدا، بس دى حياتك وأنتى اللى من حقك تقررى، هاا موافقة
ولا لا؟!
أومأت له "ملك" براسه موافقة على طلب "إياد" وهى
لاتزال تنظر إلى الأسفل، بينما نطر لها "إياد" بكثير من الحب والعشق
مُتمنيا لو يستطيع أن يُعنقها الأن أمام الجميع، ليلفت إنتباه صوت
"محمود" مُعقبا بتهنئة:
_ طب على خيرة الله، مبروك يا عريس
صاحت "منال" مُهللة بكثير من الفرحة وهى تعانق أبنتها بكثير من
الحب والسعادة، بينما بادلتها "ملك" العناق وهى تشعر وكأنها أسعد شخص
بالعالم كله، بالطبع هى منذ فترة طويلة وهى تحلم بهذا اليوم ولكنها لم تكن تعلم
أنه سيتحقق بهذه السرعة...
❈ - ❈ - ❈
كانت "زينة" على تلك الأريكه ممسكة بهاتفها تتصف مواقع التواصل
الأجتماعى الخاصة بها بإنتباه شديد، ليلفت إنتباها صوت إغلاق باب الجناح الذى دخل
منه "مالك" بعد أن عاد من الخارج، يبدو أنه كان يقوم بشراء شيء ما
ودليلا على هذا تلك الحقيبة التى يحملها بيده
أصنعت "زينة" عدم الإنتباه له وأكملت تصفحها بمزيد من الأهتمام،
بينما أقترب منها "مالك" وجلس بجانبها على الأريكة مُتنهدا بقليل من
التعب، نظر لها بطرف عينه ولكنه لم يجد منها أية ردة فعل وكأنها لا تره من الأساس،
ليقرر إرغامها على الأنتباه له، ليعقب "مالك" دون أى مقدمات ليلفت نظرها
رادفا بسرعة:
_ على فكرة أنا كلمت هاشم بيه النهارده
ما إن ذكر أسم والدتها حتى أنتبهت له رغما عنها شاعرة بالقلق على جميع
أسرتها، لتصيح بكثير من اللهفة مُستفسرة عن الأمر ويبدو عليها الفزع الشديد قائلة:
_ بابا!!، ليه فيه أيه!!، فيه حاجه حصلت؟!
حاول "مالك" تهدأتها وإشعارها بالأطمئنان، يبدو أنه قد أختار
الطريقة الخاطئة فى لفت إنتباهها، ليعقب بهدوء:
_ مفيش حاجه أهدى، أنا بس كنت بطمنه علينا
تنهدت "زينة" براحة فور سماعها لكلماته، لتؤمئ له برأسها مُتفهمة
لحديثه وعادت لصمتها مرة أخرى، بينما أغتاظ "مالك" من هذا البرود الذى
تتعامل به معه، وقرر تغير الحديث قائلا:
_ وسألنى هنرجع أمتى قولتله بعد أسبوعين تلاته
ها هو نجح فى لفت إنتباهها تلك المرة وأرغمها على تبادل الحديث معه، بينما
نظرت له "زينة" بكثير من الإنزعاح غير موافقة على هذا الحديث رادفة
بنيرة إعتراد شديد:
_ أحنا لسه هنقعد هنا أسبوعين تلاته؟!!
أومأ لها "مالك" مؤكدا على حديثه مسببا لها الكثير من الغضب والإنزعاج
مضيفا بتوضيح:
_ أيوه وده كلام الدكتور، مينفعش تسافرى أو تتحركى من هنا غير لما
هو يسمحلك بده
صاحت به بنبرة شديدة الغضب والإنزعاج مُعترضة عما يقوله رادفة بإستياء:
_ يعنى أيه!!، أنا محبوسه فى البلد دى ولا أيه؟!
رمقها بنظرة صارمة غير قابلة لنقاش مُصطنعا الحدة فى طريقته معقبا بحزم:
_ والله ده كلام الدكتور اللى هيتنفذ سوا رضيتى أو لا!!
رمقته "زينة" بنظرات الحقد والإشمئزاز، وسريها ما نهضت من جانبه
بكثير من الأنفعال زافرة بتأفف وإستلام ضاربه الإرض أسفل قدميها ولكن بقليل من
الحدة، وسريعا ما دلفت غرفتها وصفعت الباب فى وجعه بطريقة مُعبرة عن إنزعجنها
الشديد منه..
بينما "مالك" بمجرد أن أغلقت الباب ظهرت على وجهه إبتسامة كبيرة
يُتابعها ضحكة خافته على غضبها وتزمرها الطفولى، ليصيح بصوت عالى مُتعمدا أن
يجعلها تستمع إلى ما سيقوله معقبا بسخرية:
_ وأنتى من أهله يا حبيبتى
❈ - ❈ - ❈
بعد مرور يومين فى شركة "الدمنهورى"، كان "إياد" يجلس
بصحبة "جواد" ويخبره عما حدث منذ يومين تلك المواجهة بينه وبين
"ملك" وطلبه بالزواج منها فى أقرب وقت وتحديد موعد عقد القيران والزفاف،
بالطبع مُستثنيا ما حدث بينه وبينها فى شقته، لينهى حديثه مُعقبا بهدوء:
_ بس يا سيدى، هو ده كل اللى حصل
وافقه "جواد" على قراره على الفور، فتلك هى الطريقه الوحيدة
لتعويض "إياد" عن ذلك الفقد الذى عاش فيه أكثر من ثمانية أعوام، ليعقب
"جواد" رادفا بتأكيد:
_ اللى أنت عملته ده هو الصح وكويس إنك صارحتها بكل حاجه دلوقتى
والحمدلله إنها قدرت تتفهم ده، بس تعالى هنا!!، أنت مقولتليش إنك عايز تكتب الكتاب
وتعمل الفرح بالسرعة دى!!، أيه سبب الأستعجال ده؟!
قال "جواد" جملته الأخيرة تلك بنبرة شك مُتقصدا إحراج
"إياد" وإرغامه على الحديث بعد أن علم أن تلك المواجه كان فى منزل
"إياد"، وهو متأكد أنه لم يجعلها تمر هكذا مرور الكرام، بينما شعر
"إياد" بكثير من التوتر والإرتباك مٌجيبا إياه بتلعثم:
_ عادى يعنى يا جواد..، عايز أتلم وأبطل صياعه!!
ضيق "جواد" عينيه بعدم تصديق وأصبح شكه أكبر من زى قبل، مُضيفا
بمشاكسة ونبرة إتهام قائلا:
_ مش مرتاحلك مش عارف ليه!!، أنت قولتلى إنكوا كملتوا كلامكوا فى
البيت عندك صح؟!
أتسعت عينى "إياد" بصدمه من أن يظن صديقه أنه قد فعل شيئا حقيرا،
أو تقوده مُخيلته لتخمين ما هو أبشع مما فعلعه، ليصيح "إياد" بلهفة
قائلا:
_ جواد!!، دماغك متروحش لبعيد
ضحك "جواد" بشدة وتلك من المرات القليلة التى يضحك فيها بهذا
الشكل، مُعقبا بمزيد من الضحك:
_ لا وأنت الصادق اللى على راسه بطحه بيحسس عليها، عملت أيه فى
البت يا أبن الكلب أنت؟!
لم يجد "إياد" مفر من أسئلة صديقه، التى إن لم يُجيبها سوف يُفسر
الأخر سكوته هذا بطُرق أخرى، ليحك "إياد" مؤخرة رأسه مُعقبا بإستياء
وحرج:
_ كنت للحظه هنسى نفسى وأعمل كارثه، بس الحمدلله مامتها أتصلت فى
الوقت المناسب ولحقتنى
صاح "جواد" بمزيدا من الضحك على حرج صديقه وأفعاله الصبيانيه مضيفا
بمرح:
_ لا أنت حالتك بقيت خطر، أحنا فعلا لازم نجوزك
أومأ له "إياد" بكثير من الأستياء رادفا بتأكيد:
_ أه والله دا أنا بقت حالتى تصعب على الكافر
تنهد "جواد" بقليل من الضيق هو الأخر مُتذكرا علاقته مع
"ديانة" مُعقبا بنبرة تهكم مُعبرا عن إستيائه هو الأخر قائلا:
_ مش لوحدك يا أخويا، كلنا فى الهواء سوا
رمقه "إياد" بقليل من الحزن على صديقه مُتفهما ما يقصده رادفا
بإستفسار:
_ لسه معصلجه معاك!!
زفر "جواد" بكثير من الغضب والإنزعاج مُتذكرا ما أخبره به
"فارس" عن إلتقاء "ديانة" بذلك الأحمق الذى يُدعى
"أدهم"، مُعقبا بضيق وحدة:
_ لو على العصلجه مقدور عليها، أنا كل اللى شاغلنى أبن الكلب اللى
ظهر تانى فاجأه ده!!
أدرك "إياد" ما يقصده صديقه على الفور من إنزعاج ملامحه مُعبا
بإستفسار:
_ قصدك اللى أسمه أدهم!!، عمل أيه تانى؟!
قص عليه "جواد" كل ما أخبره به "فارس" عن تلك المقابلة
التى حدثت بين "ديانة" وهذا "الأدهم" اللعين، ليعقب
"إياد" رادفا بتأكد وثقة من رده فعل صديقه قائلا:
_ وطبعا أنت مكدبتش خبر وروحت عملت حوار معاها وسوقت فى الوقاحه،
وطبعا هى مسكتتش وردت عليك
أمال "جواد" فمه إلى اليمين قليلا متذكرا ما حدث بينهم، وده
إدراك منه وضع يده مكان صفعتها له مُستشعرا إياها وهو شارداوالذهن رادفا بتهكم:
_ من نحية مسكتتش!!، فهى مبتسكتش على حاجه
أنفجر "إياد" من الضحك عل ما صوره له عقله بعد سماع هذا الحديث
من صديقه وتأكده من إنها صفعته ردا على وقاحته معها، معقبا بسخرية وأستهزاء:
_ مهو باين على وشك أهو
فاق "جواد" من شروده ليدرك أنه وقع بالحديث وأخبر صديقه إنها
بالفعل صفعته فى هذا اليوم، ليشعر "جواد" بالغضب الشديد من سخرية صديقه
وصاح به معقبا بكثير من الحدة والتهديد:
_ تعرف لو مأحترمتش نفسك ولميت لسانك!!، أنا اللى هقوم أنسى نفسى
معاك دلوقتى
ضحك "إياد" بمزيدا من الصخب عازما على المرح مع صديقه قليلا،
ليهتف مُعقبا بنبرة أنثوية رادفا بدلال:
_ طول عمرك جواك مشاعر نحيتى بس أنت اللى مخبى
رفع "جواد" حاجبيه من وقاحة صديقه مانعا نفسه عن الضحك بصعوبة
بالغة مُصطنعا الحدة قائلا:
_ لا وأنت الصادق، أنت اللى طول عمرك نفسك أرزعك علقه عشان تظبط
كده وتبقى راجل
أصنع "إياد" العبث والحزن من تلك الكلمات وتحولت ملامحه إلى
البرائة مُعقبا بمزيد من الدلال وللعُهر رادفا بإستفسار:
_ طب بذمتك إياد حبيبك يهون عليك؟!
رمقه "جواد" بنظرة توعد وبالفعل نهض من مكانه عازما على تلقين
ذلك الحقير درسا لعله ينضج ويصبح رجلا، ولكن ردة فعل "إياد" كانت أسرع
منه وأسرع فى الركض إلى خارج المكتب هاربا من "جواد" ومما كاد أن يفعله
به!!
ليضحك "جواد" بخفوت وهو يجلس مرة أخرى بعد أن خرج
"إياد" من المكتب وأغلقه خلفه مُعقبا بمرح:
_ عيل و* سخ
❈ - ❈ - ❈
كانت "ملك" جالسة بصحبة "ديانة" فى قصر
"الدمنهورى" بعد أن أتصلت بها وأخبرتها إنها تريد رؤيتها لإعلامها
بأخبار سارة، وأيضا لأنها أشتاقت لذلك الصغير، لتعقب "ديانة" بكثير من
الحب وهى جالسة بجانبها رادفة بإشتياق واضح عليها:
_ وحشتينى أوى يا ملك
قابلتها "ملك" بكثير من الأشتياق هى الأخرى رادفة بحب:
_ وأنتى كمان يا ديانة وحشتينى جدا، أومال فين القمر الصغنون!!
أجابتها "ديانة" على سؤالها رادفة بتوضيح:
_ ماما بتغيرله فوق ونازله أهو، المهم أنتى عامله أيه فى الدراسه؟!
أومأت لها "ملك" كأجابة على أن كل شيء على ما يرام رادفة بهدوء:
_ الحمدلله تمام
غمزتها "ديانة" محاولة مُشاكستها رادفة بنبرة لعوبة مُستفسرة عن
علاقتها ب "إياد" قائلة:
_ طب ومع إياد!!
أبتسمت له "ملك" بكثير من الخجل من حركة "ديانة" عازمة
على إخبارها بما حدث بعد هذا العشاء، معقبة بلهفة وحماس:
_ مهو أنا جيالك عشان كده، فيه حاجه مهمه حصلت لازم أقولك عليها..
ضيقت "ديانة" ما بين حاجبيها بإستنكار مُتمنية أن يكون ما حدث هو
شيء جيد، مضيفة بإستفسار وقليل من القلق قائلة:
_ حاجه إيه؟!
أضافت "ملك" بكثير من السعادة والحماس مُلقية عليها ما حدث بين
"إياد" ووالدها رادفة بلهفة:
_ إياد جيه قعد مع بابا وطلب منه إننا نكتب الكتاب الشهر ده لما
مالك وزينة يرجعوا، والفرح يكون فى أجازتى الجايه
على الرغم من إنها شعرت بالسعادة الكبيرة من أجل شقيقتها، إلا إنها شعرت
بكثير من الغرابة من تسرع "إياد" فى تقديم موعد الزفاف!!، وما أثار
إهتمامها حقا هو معرفة ماذا كانت ردة فعل والدها، لتعقب "ديانة" رادفة
بإستفسار:
_ ليه السرعه دى كلها!!، وبابا قاله أيه؟!
أجابتها "ملك" شاعرة بالدهشة وعدم الفهم من ردة فعل والدها معقبة
بتعجب:
_ بابا رد فعله هو اللى كان غريب خالص، بالعكس ده سألنى عن رأى
ومكنش باين أنه ممانع أبدا
المزيد من الدهشة والغرابة تعتلى وجه "ديانة" متمتمة بنبرة تعجب
قائلة:
_ غريبه!!
وافقتها "ملك" الرأى موضحة لها ما حدث بالضبط رادفة بهدوء:
_ فعلا غريبه، هو إياد طلب منه إنهم يتكلموا على إنفراد وبعدها
بابا نده عليا أنا وماما وأخد رأينا ووافق
ضحكت "ديانة" بخفوت مادحة فى شخصية "إياد" وإصراره
وتمسكه الشديد ب "ملك" رادفة بإعجاب:
_ الواد إياد ده مصيبه، عنده وسيلة إقناع رهيبه
تذكرت "ملك" ما حدث بينها وبين "إياد" عندما كانوا فى
شقته، لتؤمأ لها "ملك" بالموافقة مؤكدة على حديثها مضيفة بإبتسامة
خافته:
_ فعلا
نظرت لها "ديانة" بإهتمام شديد مُستفسرة عن مشاعر أختها الصغيرة،
هاتفة بجدية وإنتباة رادفة بإستفسار:
_ المهم أنتى مبسوطه بالموضوع ده؟!
أومأت لها "ملك" برأسها بسرعه ولهفة مُعبرة عن سعادتها رادفة
بحماس:
_ جدا يا ديانة
أحتضنت يد "ديانة" يد "ملك" بحنان وعاطفة صادقة مضيفة
بكثير من السعادة من أجلها رادفة بحب:
_ يبقى ألف مبروك يا قلب ديانة
يتبع ..