الفصل الثاني - القانون لا يحمي المغفلين
الفصل الثاني
"مصر أُم الدُنيا "
الساعة الثالثة عصرًا أمام مطار القاهرة خرج " سيد " برفقة " خالد " من بوابة المطار، وقف الأول يستنشق هواء البلد الذي أشتاق إليه، أغلق عيناه وفرد ذراعيه ورفع وجهه إلى السماء يستمتع بالهواء وهو يتخيل موسيقى تصويرية تتماشى مع الأجواء إلا أنهُ عبس بملامحه بعد لحظة وهو يعود إلى أرض الواقع، نظر إلى " خالد " قائلًا بأشمئزاز:- إيه يالا ريحة العفرة دي!
نظر " خالد " حوله بملامح مُتعجرفة قائلًا:- دي ريحة هواء مصر أُم الدُنيا يا غالي.
بملامح عابسة هتف " سيد " قائلًا:- لا بقولك إيه مش عايزين كام سنة في الغُربة ينسونا أصلنا، أحنا لسة بنقول يا هادي.
=ماشي يا عم هادي.
- تاكس يا خواجة! أي ويل " i will " أي ويل توك " take " فايف هاندرد باوندز " five Hundred pounds " ها!
قبض " خالد " على تلابيب ملابس سائق السيارة الأجرة الذي أعتقد أنهُما سائحان وصاح قائلًا:- 500 جنيه يا نصاب يا حرامي، ليه ياض هتطلع بينا على حدود الأردن!
أرتعش السائق قائلًا بتوتر:- مصريين!! تحيا مصر يا باشا!
تأفف " سيد " بضيق قائلًا:- يابني سيبك منُه وأتصل على الزفت التاني دة شوفُه أتأخر ليه!
=الباشا الكُمل دة معاه حق، سيبني بقا أشوف أكل عيشي.
نفضهُ " خالد " بعيدًا عنهُ فركض الرجُل نحو سائح أخر، أخرج الأول هاتفهُ من جيب بنطاله وضغط على عدة أرقام ووضع الهاتف على أذنه، مرت دقيقة وأخرى ولم يأتيه رد، تأفف قائلًا بضيق:- مش بيرود.
جز " سيد " على أسنانه قائلًا بغيظ:- أنا متأكد إن الحيوان دة نسي إننا جاين أصلًا.
=لا ياعم متقولش كدة!
حاول " خالد " الأتصال مُجددًا حتى أتاه الرد من على الجهة الأخرى، كان يتصل على صديقهُما الثالث " كرم " الذي أجاب الأتصال بنبرة ناعسة قائلًا:- مممممم!
أتسعت عيناه على وسعهُما وأبتلع ريقه بتوتر من ردة فعل " سيد " لكنهُ أضطر أن يهتف قائلًا:- أنت فين يازفت؟!
=مين!!
أنفجر " خالد " قائلًا:- مين إيه يالا، أنا " خالد " يا عرة، أنت نايم وأحنا واقفين قُدام المطار مستنين البيه يجي ياخُدنا!
على الجانب الأخر أنتفض " كرم " من على السرير قائلًا بفزع:- يانهار أزرق، دة أنا نسيتكُم خالص وراحت عليا نومة!
نظر " خالد " إلى " سيد " العابس بجانبه بمعنى أنهُ مُحق ثُم همس قائلًا من بين أسنانه:- تصدق يالا أحنا غلطانين عشان أعتمدنا على عيل زيك.
=طب خليكُم مكانكُم وأنــ اااا.
أغلق الهاتف في وجهه دون أن يستمع إلى باقية الحديث، نظر إليه " سيد " بنظرات ثاقبة قائلًا:- مش قولتلك!
تأفف " خالد " قائلًا:- هنعمل إيه دلوقتي!
سخر منه قائلًا:- تعالى ناخُد تاكسي من أبو 500 جنيه دة.
ضحك " خالد " قائلًا:- لا ياعم أنت فاكرنا خواجات بجد ولا إيه!
=طب يلا نتمشى قُدام كدة يمكن نلاقي أتوبيس ولا حاجة.
تحرك الصديقان معًا وأستمر سيرهُما عدة دقائق حتى وجدا أتوبيس نقل عام، أستقلاه سريعًا ولكن الزِحام بداخل الأتوبيس كان مُريعًا، كانت أجساد البشر تكاد تكون متلاصقة ببعضها البعض ولا منفذ واحد للتنفُس، هتف " خالد " قائلًا بنبرة مكتومة لأن وجهه مدفون برقبة الرجُل الذي أمامهُ:- ياريتنا كُنا خدنا التاكسي أبو 500 جنيه بدل القرف دة.
سخر " سيد " قائلًا:- معاك كام 500 جنيه أنت عشان تضيعهُم على التكاسي!
لم يُجيبه " خالد " ولكن بعد قليل بدأ يشعر بأصابع تتحرك أسفل ظهرِه، أتسعت عيناه وأنتفض هادرٍ بنبرة عالية:- إيه يا جماعة في إيه، عيب اللي بيحصل دة، أنا " خالد " مش " خلود"!
لم يُجيبه أحد وتوقفت حركة الأصابع لكن بعد دقائق قليلة عادت الحركة من جديد، أنتفض " خالد " من جديد وبقوة أكبر مما جعلهُ يلتفت ليتفاجيء برجُل ضخم الجثة، حاد الملامج لدرجة التجهم، لم يخاف منهُ بل بلحظة كان يقبض على كفه ويرفعها عاليًا هادرٍ بعُنف:- آة يا مُتحرش يا ااا.
قطع حديثه بصدمة عندما وجد حافظة نقوده في يد الرجُل ليهتف قائلًا:- آة يا حرامي يا ابن الـ*****
أنهى جملته وقام بتوجيه لكمة قوية لم تؤثر بهِ البتة، أبتلع " سيد " ريقه بقلق قائلًا:- الله يخربيتك أهو أنت كدة عصبته.
زمجر الرجُل زمجرة قوية وبدون أيّ حديث قام بتوجيه لكمة قوية إلى وجه " خالد " كادت أن تفقدهُ الوعي، لم يتحمل " سيد " أن يترك صديقه بموقف كهذا ليلقي بنفسه بينهُما متوكلًا على الله، سادت حالة هرج ومرج بالأتوبيس مما أضطر السائق أن يتوقف أمام أقرب نقطة تفتيش.....
❈-❈-❈
" كلية الأداب "
كانت " قمر " تقف بين مجموعة من زميلاتها يتناقشن في عدة أمور خاصة بالدراسة وأثناء أنشغالهُن أتى شابٍ ما ووقف أمامهُن، تبادلن النظرات فيما بينهُن مع ضحكات خبيثة ورحلن تاركين " قمر " تقف بمُفردها أمام هذا الشاب، تنهدت الأخيرة بضجر قائلة:- خير يا " شهاب "!
كان " شهاب " شاب في الثالثة والعشرون من العمر وزميل " قمر " بالكلية، شاب مُجتهد وطموح ولا يوجد تجارب لهُ لكنهُ منذُ أن رأها وقد وقع في عشقها وحاول كثيرًا أن يجعلها تحبه كما أنهُ أخبرها برغبتهُ في التقدُم لخُطبتها إلا أنها لم تجد بهِ سوى زميل دراسة فقط وبالرغم من ذلك لم ييأس " شهاب " ويستمر بملاحقتها بكل مكانٍ لعل وعسى يميل قلبها إليه بيومٍ ما..
تجاهل " شهاب " نبرتها الجافة وهتف قائلًا بنبرة هادئة على الرغم من عيناه التي تلتمع بهُما نظرات الحُب والوله:- إيه أخبارك يا " قمر "، يارب تكوني بخير!
تنهدت قائلة بهدوء:- الحمدالله بخير، بعد إذنك عشان عندي مُحاضرة تانية دلوقتي.
أستوقفها سريعًا قائلًا بلهفة:- بس أنا كُنت عايز أتكلم معاكي في موضوع.
كانت تعرف تمامًا ماهية الموضوع الذي يريد أن يتحدث بهِ معها لكنها تساءلت بملل:- موضوع إيه!
توتر الشاب وبدأت حبات العرق تغزو جبهته، للحظات أشفقت عليه فهو شاب خلوق ومُجتهد وهي تعرف أنهُ يعشقها لكنها لا تشعر بشيءٍ تجاهه، تشعر أن من تتمناه شريکٍ لحياتها ليس هو لذلك رفضت أن تخوض معهُ تجربة خاسرة، تنهدت " شهاب " قائلًا بجدية:- أنا عارف إنك رفضتيني قبل كدة بس أنا نفسي في فرصة واحدة بس، فرصة بس يا " قمر " وهثبتلك قد إيه بحبك.
حسنًا لقد بدأت تستاء من هذا الأمر وهو لم يترك لها الفُرصة بل إنهُ مُصر على أن تجرحه، أردفت " قمر " قائلة بجدية وثبات:- شوف يا " شهاب " أنا بعزك وبحترمك جدًا، في وقت ما كُنا أتنين زمايل كويسين أوي مع بعض بينا كُل تقدير وأحترام لغاية ما أنت قررت تحول الزمالة اللي بينا لشيء تاني، وأنا لازم دلوقتي أقولك إني مش شايفاك أكتر من زميل دراسة وبس، أنا مش حاسة إنك ممكن تكوني زوج ليا ويكون بينا حياة زي دي، بتمنى تفهمني وتقدر موقفي من غير زعل.
أسودت ملامحه من شدة الحُزن، لمعت عيناه بدموعٍ أذهلتها وقبل أن تتحدث كان هو يتمالك نفسه ويتماسك ثُم تنهد قائلًا بكبرياء:- تمام يا " قمر " ومفيش زعل أو أي حاجة، بعد إذنك عشان ألحق مُحاضرتي أنا كمان.
رحل " شهاب " تاركًا إياها تتخبط بين مشاعر عديدة كالندم على حدتها معهُ والذهول من مشاعره القوية نحوها لدرجة أن تدمع عيناه لأجلها لكنها ليست مُخطئة هي لا تشعر تجاهه بشيءٍ ما وإذا وافقت وخاضت هذه العلاقات ستظلمهُ معها وعلى هذا القرار توجهت إلى مُحاضراتها ومن ثُم بدأت تتناسى ما حدث مع " شهاب " صباحٍ وأستمر يومها كأن شيءٍ لم يكُن..
على الجانب الأخر وصل " شهاب " إلى بُقعة هادئة بالجامعة، لا يوجد بها أحد تقريبًا وهُناك جلس وحيدًا يُفكر في السبب الذي جعلها ترفضهُ، منذُ أن وقعت عيناه عليها وبدأ قلبه يتحرك نحوها لكنهُ ليس من هذا النوع من الشباب، هو لديه حلم ويرغبُ في تحقيقه، ولكن دون إرادة منهُ بدأ قلبه يميل إليها أكثر، أكتشف أن بينهُما أشياء كثيرة مُشتركة وبدون إنذار سقط في هواها وياليتهُ ما فعل، لقد رفضته وكسرت قلبه دون أن تعطيه حتى فرصة واحدة، عاد من شروده على صوت بجانبه يهتف قائلًا بسُخرية:- إيه دة " شهاب " دحيح الدُفعة قاعد لوحده كدة، إيه بتفكر في الأمتحان الجاي ولا إيه!
نظر إليه " شهاب " بملامح متجهمة دون أن يجيب فلكزه زميله قائلًا بسماجة:- إيه ياعم مش بكلمك!
=بقولك إيه يا " حسن " أبعد عني أحسنلك، أنا مش فايق ليک.
جلس المدعو " حسن " بجانبه وقد كان شاب مُستهتر، لا يهتم بمستقبله كما أنهُ مُتعدد العلاقات ولم يكُن يومٍ رفيقٍ لـ " شهاب "، هتف قائلًا:- ياعم رواق كدة، مين بس مزعلك!
=مفيش حد مزعلني.
-طب بقولك إيه ما تيجي تسهر معايا النهاردة أنا والشلة، هتتبسط وهتنسى الدنيا.
-ياعم مش رايح في حتة ومليش في الجو بتاعك أنت وشلتك دة، سيبني في حالي بقا..
زم " حسن " شفتيه ثُم هتف قائلًا بلامُبالاة:- خلاص ياعم متزوقش، أنا همشي وأنت اللي في يوم هتجيلي برجلك.
❈-❈-❈
"مركز الشرطة "
=يا باشا بقول لحضرتك حرامي وسرقني قدام الناس دي كُلها تقولي عرفت إزاي!
هدر " خالد " بهذه الجُملة بعصبية بالغة أمام ضابط الشُرطة الذي يجلس أمامه براحة دون إن يعبىء بهِ لكنهُ تنازل وتحدث أخيرًا قائلًا ببرود:- وأنا نزلتُه الحجز والمحضر أتعمل عايز إيه أنت بقا!
أتسعت عيناه على وسعهُما قائلًا:- عايز إيه! عايز حقي، أنا أتضربت وأتهانت وأتشلفط أنا وصاحبي، حتى شوف أهو!
نظر الضابط إلى ملامح " سيد " و " خالد " التي تكاد توشك على الإختفاء من شدة الضرب بجانب ملابسهُما المُمزقة، كان شكلهُما كالمُشردين وليس أثنين أتوا من أمريكا للتو، أبتسم الضابط بسماجة على هيئتهُما وهتف قائلًا:- والله هو دة اللي عندنا، الضرر اللي بالنسبة لينا ونقدر نحاسبه عليه هو السرقة وأظن إن محفظتك وشنطكم معاكُم وزي الفل، موضوع الضرب دة بقا ملناش فيه، ويلا من هنا بدل ما تشرفوا معاه تحت.
قبض " سيد " على معصم " خالد " وسحبه معهُ إلى الخارج قائلًا:- خلاص يافندم شكرًا.
كان " خالد " يشعر بالغيظ مما حدث لكن ما بالأمر حيلة، فور أن خرجا من مركز الشرطة صاح قائلًا:- الظابط مكسل حتى يعمل محضر بالضرب، قال ملناش دعوة بالضرب قال!
تأفف " سيد " قائلًا:- خلاص ياعم متزعلش نفسك، اللي حصل حصل بقا.
=حبايب قلبي حمدلله على السلامة.
كان هذا الصوت لـ " كرم " الذي أتصل بهِ " سيد " وأبلغهُ ما حدث فور أن وصلا إلى القسم، نظر إليه " خالد " بغيظ شديد ثُم قبض على تلابيبه وهو يهدر قائلًا:- كلُه منك أنت يا زفت، لو مكنتش أتأخرت مكنش زمان حصلنا اللي حصل.
صاح " كرم " برُعب قائلًا:- فيه إيه بس أنا عملت إيه، وإيه اللي حصلكُم ما أنتوا زي الفُل أهو!
نظرا إليه بصمت تام فأبتلع ريقه بتوتر قائلًا:- مش زي الفُل أوي يعني بس لسة ليكُم منظر.
وجه إليه " خالد " لكمة جعلتهُ يتأوه بشدة فتركهُما " سيد " وسحب حقيبته وتحرك مُبتعدًا عنهُما وهو يُبلطم قائلًا:- جوز مُتخلفين ووقعت معاهم، قال وأنا اللي جاي مستبشر خير قال، أهو إن فلحت!
بعد قليل كانوا الثلاث شباب بسيارة " كرم " متوجهين إلى منزل منزل " سيد " القديم الذي كان يقطن بهِ قبل السفر والهجرة ويعود هذا المنزل إلى عائلتِه بالأصل لكن بعد وفاة والديه قرر أن يُهاجر إلى الخارج فهو كان وحيدًا وبلا أهل، عاد من ذكرياته قائلًا بتساؤل جاد:- عملت إيه يا " كرم " في موضوع المطعم اللي كلمتك عنه؟!
صاح " كرم " قائلًا بمرحٍ:- إيه ياعم أنت جاي سُخن من بلاد برة علينا ليه، ما تستنى لما توصل بيتك وتنام وتريح وتاكُل ونبقا نشوف الشُغل.
ضحك " سيد " قائلًا:- لا ياعم أنا مش عايز أريح وأتدلع أنا عايز أشتغل على طول.
أجابه صديقه قائلًا بجدية:- على العموم متقلقش، أنا لاقيت مطعم تحفة وسعره هيكون مُناسب للرقم اللي أنت قولتلي عليه وهنروح بُكرة نشوفه إن شاء الله.
أومأ " سيد " بهدوء وصمت وهو يتخيل اليوم الذي سيفتتح مطعمه الخاص بينما " كرم " أستمر طوال الطريق بمُناكفة " خالد " وأستمر نقارهُما كالقط والفأر حتى وصلا إلى المنزل بسلامٍ أخيرًا....
❈-❈-❈
"منزل آل شندويلي "
كانت " نجمة " بغُرفتها ترتدي ملابسها على عجل فهي لديها ميعاد مع صاحب المطعم وإذا أعجبها ستقوم بشرائِه بأمر الله، وأثناء أنشغالها دلفت عمتها السيدة " صابرة " مُبتسمة بحنان ثُم نظرت إليها قائلة:- إنتِ خارجة يا " نجمة "؟
أغلقت " نجمة " أخر زر في قميصها القُطني الطويل ثُم هتفت قائلة ببساطة:- أيوة يا عمتو، عايزة حاجة مني يا حبيبتي!
جلست العمة على حافة الفراش قائلة بنبرة يشوبها الندم:- كنت عايزاكي متزعليش مني يعني عشان موضوع العريس إياه دة، إنتِ عارفة أنا بحبک إنتِ وأخواتك قد إيه ونفسي أفرح بيكُم.
توقفت " نجمة " عما تفعلهُ منذُ أن بدأت عمتها الحديث بهذه النبرة الحزينة، أقتربت منها سريعًا وأحتضنتها بقوة قائلة:- إيه اللي بتقوليه دة يا عمتو، أزعل منك إيه بس، أنا عارفة إن اللي بتعمليه دة من حُبک فينا مش أكتر.
حاوطت عمتها وجهها بكفيها قائلة بأبتسامة حزينة:- إنتِ عارفة إن ربنا مرزقنيش بولاد بس أنتوا ولادي اللي مشالتهُمش بطني، ونفسي أشوفكُم عرايس مبسوطين جمب رجالة تسُر العين.
أبتسمت بهدوء وعادت لأحتضانها من جديد قائلة بحُب:- ربنا يخليکِ لينا يا عمتو، وبإذن الله تفرحي بينا وبولادنا كمان.
آمنت السيدة " صابرة " على دُعائها ثُم همست قائلة بمرحٍ حتى تُلطف من أجواء الحُزن التي أحاطت بهُما:- ها قوليلي بقا رايحة فين بالشياكة دي كلها، رايحة تقابلي الجو!
ضحكت " نجمة " بقوة قائلة:- جو إيه بس يا عمتو، هو أنا بتاعت الكلام دة!
صمتت للحظة ثُم هتفت قائلة بلهفة:- رايحة أشوف المطعم اللي هبدأ بإذن الله فيه المشروع بتاعي، إدعيلي يا عمتو إن المطعم يكون حلو ومن نصيبي.
=ربنا يا بنتي يحققلك اللي نفسك فيه ويريح بالك.
بعد ساعة كانت " نجمة " تقف بداخل المطعم برفقة شقيقتيها و " هنا " صديقتها، كانت الفرحة تعُم الأجواء بعد أن نال المطعم إعجابهُن، هتفت " سما " بسعادة:- المطعم حلو أوي ومش محتاج توضيب كتير كمان.
هتفت " نجمة " قائلة بسعادة مُماثلة:- بجد عجبكُم!
أجابتها " قمر " بأبتسامة هادئة:- حلو أوي يا حبيبتي، مبروك عليکِ.
صاحت " هنا " قائلة بمرحٍ:- أنا بجهز جهازي الهضمي من دلوقتي لكُل الأكلات الحلوة اللي هتعمليها في المطبخ جوة.
ضحكت " نجمة " بقوة وبعد قليل كانت تجلس برفقة صاحب المطعم تتفق على السعر وكُل شيءٍ، هتف الرجُل العجوز قائلًا بأبتسامة لطيفة:- كدة نُبقا متفقين، بإذن الله نتقابل بُكرة عند الشهر العقاري ونسجل العقود.
كادت " نجمة " أن تتحدث ولكن سبقتها " هنا " بنبرة المُحقق " كونان " قائلة:- على فكرة أحنا معانا مُحامي وهيكون معانا بُكرة برضُه.
لكزتها " نجمة " برفق ولكن أبتسم العجوز قائلًا:- زي ما تحبوا، أنا معاكُم في أي طريقة تحبوا تضمنوا بيها حقكُم.
أبتسمت لهُ " نجمة " بلُطف وبعد قليل خرجت من المطعم برفقة الفتيات وهي سعيدة للغاية لأنها وأخيرًا.. ستُحقق حلمها....
يُتبع