-->

اقتباس - صرخة عشق

 



اقتباس١



دلفت "ندا" غرفتها ملتقة هاتفها من على الكومود الذى بجانب فراشها، عازمة على أن تتصل ب "عز" لكى تخبره بما حدث بينها وبين والدتها منذ قليل، ولكنها لم تجد منه أى ردً عليها أو على إتصالتها، لتُرسل له رساله قصيرة وكان نصُها:


_ أنت فين يا عز مش بترد عليا ليه!! عايزة أتكلم معاك ضرورى، فى حاجه مهمة جدا حصلت وعايزة أقولك عليها، كلمنى ضرورى


وسريعا ما قامت "ندا" بإرسالها وظلت مُنظرة أن يتصل بها أو حتى يرد على رسالتها التى ظهر لها أنه قد رائها بالفعل، ولكنه لم يرد عليها، لترتاب "ندا" من طريقته تلك التى لم تُجربها من قبل وعدم إهتمامه بالرد عليها 

مرت عدة دقائق ولا يوجد رد لتشعر "ندا" أن هناك خطب ما وكادت أن تراسله مرة أخرى، ليوقفها وجود إشعار برساله جديدة منه، لتُسرع "ندا" بفتحها وبمجرد أن رأت مُحتواها سقط الهاتف من بين يديها أرضا وتخشبت بمكانها من هول صدمتها وفزعها من كلماته تلك، كيف يمكن ل "عز" أن يرسل لها حديثا كهذا!! ماذا يقصد بهذا الحديث!! كيف طاوعه قلبه أن ينطق كلام كهذا الذى فى تلك الرسالة التى كان نصُها:


_ أنا بقى مش عايز أتكلم معاكى فى حاجة ولا عايز أشوف وشك تانى فى أى حته ولا عايز أعرف حاجه عنك تانى، أنتى فاهمه!! مش عايز أشوف وشك يا ندا لأنى والله العظيم لو شوفت وشك تانى هخليكى تندمى إنك عرفتينى وهخليكى تتمنى الموت من اللى هعمله فيكى


جلست "ندا" بنهاية فراشها فى صدمة وخوف مما قرأته، صمتت قليلا مُحاولة أن تستوعب ما الذى قاله "عز"!! لماذا يتحدث معها بتلك الطريقة!! أيُعقل أن يكون علم بطلب "حازم" والتقدم لزواج منها؟! هل يمكن أن يكون فسر الأمر بطريقة أخرى؟! يجب عليها أن تذهب وتحدث معه وتفسر له الأمر، يجب أن تشرح له ما حدث!! هى بالطبع تعلم إلى أى حد هو يعشقها وبالطبع الأمر ليس بهين بالنسبة له 


أسرعت "ندا" فى الخروج من منزلها بعد أن أخبرت والدتها أنها ذاهبة إلى منزل "زيزى" لتحدث معها بأمرا ما، وبالفعل أتجهت "ندا" إلى منزل "عز" والخوف والقلق يتملكان منها مع كل خطوه تخطيها، إلى أن وصلت لباب شقتهم وطرقت عليه بخفوت 


ثواناً فقط وفتحت لها "زيزى" التى شعرت بالدهشة تجاه هذا الأمر، فلطالما "ندا" لم تأتى إلى بيتهم قبل أن تُخبر أحد بقدومها، ولكنها رحبت بها كثيرا وأدخلتها غرفة الأستقبال الخاصة بهم، لتلحق بهم "منى" التى أستمعت إلى صوت ترحيب أبنتها بها، أتجهت "منى" نحو "ندا" وأخذت تُعانقها بحب وسعادة رادفة بترحيب: 


_ دا أيه النور ده كله يا ولاد!! ندا عندنا فى البيت!! عامله أيه يا حبيبتى


حاولت "ندا" أن تُخفى خوفها وتوترها أمام "منى" و"زيزى" بأبتسمة هادئة رادفة بحب مُتبادل: 


_ الحمدلله يا طنط، أنا بخير أنتى عامله أيه؟!


أبتسمت لها "منى" بأمتنان رادفة بحب: 


_ الحمدلله يا بنتى نشكر ربنا


صمت الجميع للحظات ف "منى" تود أن تسألها عن سبب قدومها حتى أنها لم تفعل مثل كل مرة وتعطى لهم خبر بقدومها، بينما تلك المرة لم تُخبر أحد على الإطلاق، لأبد أن هناك أمرأ ما وهذا لا يشعرها بالطمئنينه، وعلى الجانب الأخر أيضا "زيزى" تشعر بالريبة لقدوم "ندا" بهذة الطريقة المفاجأت حتى إنها لم تُخبرها وما زاد ريبتها تلك الملامح على وجه "ندا"، فهى تبدو وكانها واقعة بمشكلة كبيرة ويصعب حلها 


بينما "ندا" كانت تشعر بالحرج والخجل الشديد، كيف أنجرفت وراء غبائها وجأت بتلك الطريقة المفاجأة ولم تُخبر أحد بقدومها!! حتى إنها لا تعلم ماذا تقول لهم وهى لا ترى "عز" بأى مكان!! كيف ستسأل عليه وما هى حجتها لسؤال عنه الأن، أتاتها فكرة لتقطع هذا الصمت رادفة بلهفة: 


_ أومال فين عز يا جماعة!!


يتبع