-->

المقدمة والاقتباس الأول - كما يحلو لها - النسخة العامية

 



مقدمة


كما يحلو لها


الجزء الثالث





لا اكتب اليوم كما بات يحلو لي مؤخرًا، ولا لأنقل بكلماتي ما يحلو لي.. 

ولا اكتب مخاطبًا حبيبتي بعبارات الغرام والشوق الجارف بالرغم مما يعانيه قلبي دونها..

اكتب من أجل كل امرأة لا تعلم بعد أنها لابد من أن تفعل كل ما يحلو لها دون يأس أو استسلام..

ولكِ، على هامش السيرة اذكر أنكِ من جعلتني اكتب فلكِ كل الامتنان..

ولكل امرأة تستطيع تغير رجال، وحياة بأكملها بمجرد مشاعر صادقة منها..

للزوجة والأم والأخت والطفلة والحبيبة..


عمر يزيد أكمل الجندي ..




❈-❈-❈



الاقتباس الأول





- والمفروض الجملتين الجايين انك بتحبني وعمرك ما حبيت غيري ويالا نرجع بقا مش كده؟!


عقد حاجباه وهو يحاول أن يحتوي بركان غضبها الذي يسيطر على كل ذرة بكيانها وانعكس من عسليتيها كخناحر من حميم طعنت قلبه لتحرقه بالكامل ثم اجاب معقبًا على سؤالها الساخر بمصداقية والانكسار يقبع بأعماق مقلتيه وهو يحول سخريتها لسخرية من نفسه وشاهدت هي صمته بالاضافة إلى تلك الهيئة الغريبة التي لم تعهده عليها قط من هدوء لا تدري هل يطمئنها أم يُثير ريبتها:

- أنا كنت قربت اموتك.. مين بيموت حد بيحبه غير المجنون..



حدقها بحسرة شديدة هشمت روحه ثم أكمل بمصداقية:

- مش مستني اشوف واحدة زيك متجوزة واحد مجنون ولا المفروض تكمل معاه حياتها!
استحالة تسمعي مني اننا نرجع لبعض ولا اقدر اطلب منك ده، لا انا استاهلك ولا انتي مجبرة تكملي حياتك معايا تحت أي ظرف من الظروف..

❈-❈-❈


حدقها وهي تغادر هذا الجمع بأكمله ليجد نفسه قد نهض لا يدرى متى ولا كيف وعلى ما يبدو لقد حدث هذا دون شعوره منذ مدة ولابد أنه أبله أمام كل تلك الأعين، على الاقل، كونه أبله أفضل بكثير من أن يلاحظ أحد حقيقة ذلك الحديث المنطوق بين اعينهما دون كلمات مسموعة!!


رغمًا عن أنفه تبعها ثم نادى بصوتٍ غارق في تلك الحقيقة المُرة بأنه لم يعد له شأنًا بها بعد الآن ولكن هناك هذا الشعور الذي يحتم عليه التيقن من أنها بخير:


- روان استني..



التفتت له وهي تكاد أن تصرخ به ولكنها تحاول أن تحافظ على بقايا ماء وجهها بعد كل ما حدث بالفعل فأسرتيهما بأكملهما بالقرب منهما فقضمت شفتاها بغيظ وهي تمنع نفسها بأعجوبة عن ارتفاع صوتها وهتفت به بنبرة غاضبة مكتومة:


- أنت بالذات اخر واحد ممكن اتكلم معاه دلوقتي!!




حدقها باحتراس وانتقى كلماته ليتبعها من جديد بعد أن توجهت بعيدًا عن أعين الجميع فما يحدث لها بات أكثر مما تتحمله هذه الأيام فتفوه بما جعلها تتجمد بمكانها دون أن تلتفت له:


- أنا الوحيد اللي فاهم اللي بيحصلك، زي بالظبط ما كنت فاهمك اول ما اتجوزنا، زي ما فضلنا منتكلمش بالعشرين يوم.. انتِ الاهمال مبتستحمليهوش!!




ابتلعت وهي مشتتة بين فهمه لكل ذلك بمجرد نظرات عابرة تبادلتها معه وبين حقيقة ما تحاول أن تخفيه وأخيرًا ذاك الجرح الغائر الذي قام بفتحه من جديد فالتفتت له بملامح مختلطة بين الغضب المستعر الذي جعل عسليتيها كلون اللهيب وبين ذلك القهر الذي بددها بداخلها، وما زال بعد كل تلك السنوات يملك نفس التأثير بتشتيته وكأنها لم تمر بشيء على الاطلاق معه!



- عايز ايه وانت بتفكرني بكل ده؟ ممكن بقا تسبني اعيش حياتي في سلام بعيد عنك؟! كل ده مش فاهم انك مهما عملت عمرنا ما هنكون زي الاول؟ كل شوية افهمك ده وانت مصمم متفهمش! خلاص بقا اعتبر روان صفحة في حياتك وقطعتها!



تفاجئ من كلماتها فهو لم يرها منذ شهور ولم يرفض لها أمر قط ولكنه رأى تلك الدموع التي انهمرت من عينيها وكأنها تصب كل غضبها نحوه هو ليستغرب من تلك الكلمات التي غادرت شفتيها فحاول أن يمنعها عن البكاء وعينيه تلتمع بالحسرة لعدم استطاعته ضمها له بين ذراعيه فهي لم تعد له منذ مدة وهو إلى الآن لا يزال منكرًا للأمر بينه وبين نفسه مما جعل قلبه يعتصر وكأن هناك قبضة فولاذية تنعقد حوله فأخبرها بصوت مرتجف، مبحوح بألم من أثر البكاء الذي ابتلعه بحنجرته:


- عيشي زي ما تحبي، وعارف اننا عمرنا ما هنبقى زي الاول، بس متنسيش تعيشي حياتك مع واحد يقدرك مش مجرد واحد شايفك كماليات في حياته، انتي مينفعش غير تكوني أولوية وعمرك ما هتقبلي غير ده!!




التفت وغادرها ولم يستطع أن يحارب تلك الدموع أكثر فسمح لها أخيرًا بالانتصار عليه ولكنه اطمئن أنها لا تراه لا هي ولا غيرها ولم يعد يتلاعب معها لكي يبتز مشاعرها، جيد.. لقد تغير هذا الرجل بداخله بعد صراع طويل بينه وبين عقله الذي لطالما مارس ألاعيب شتى عليها، ولطالما أنهكه من كثرة افكاره المؤلمة!!


يُتبع..