-->

رواية كما يحلو لها بتول طه - اقتباس النسخة العامية

 

 رواية كما يحلو لها 

الجزء الثالث من رواية كما يحلو لي بقلم بتول طه



اقتباس

الفصل الرابع

النسخة العامية

رواية - كما يحلو لها





اتجه لمقعد مكتبه ثم جلس عليه بزهو وابنه يتابعه بفحميتين متأنيتين ولا يريد سوى أكثر من أن يذهب ويغادره قبل أن يترك تعليق سخيف على مظهره أو ضرورة عودته لعمله ولكن عليه أن يتحمل أولًا خوفًا عليها، فهي لا تعلم ما إمكانيات رجل مثل والده إلى الآن وليست على دراية بما يُمكنه فعله!

 

-       عمر الجندي زي يزيد الجندي بالظبط، الشطارة، النجاح، معروفين انهم رجالة وكلمتهم واحدة.. عيلتنا كلها معروفة.. تفتكر لو أي حاجة اتقالت عن واحد فينا، أنا أو أنت أو حتى واحد من اعمامك ولا أنس ابن عمك الباقي مش هيتجر في الرجلين معاه!

 

زفر بإرهاق وسأله مستنكرًا بانزعاج وهو يشعر بأن صداع رأسه يأبى التوقف وعقله لا يريد مواكبة تحذيرات والده ولا يُصدق أنه سيستخدم تلك الحجج الواهية في محاولة إيقاف ارتيابه:

-       حاجة ايه اللي هتتقال يا بابا؟ إن واحد طلق مراته فده خلاص هيوقع العيلة كلها؟ ما احنا كل يوم بتجيلنا قضايا الخلع والطلاق.. كان ايه اللي حصل! الناس بتتطلق وبتعيش وسمعتها مبتتهدش يعني ولا بيجرالها حاجة!

 

التوى فمه بحركة جانبية ساخرة ثم تحول هدوئه وطريقة مجاراته في الحديث إلى نبرة جدية ولهجة آمرة صريحة تجاهه باطناب لن يترك له سوى الانصياع لما يقوله وفهم تحذيره جيدًا:

-       الناس تطلق وقضايا، ماشي، بس بلاش اقولك كلام زي عيلتنا مش كده وميصحش، مش أنا اللي هقولك تتصرف ازاي ومتتصرفش ازاي، أنت خلاص راجل كبير مع إني هافضل طول عمري أكبر منك ومحدش في الدنيا عايز مصلحتك قدي.. بس هقولك حاجة تانية، هكلمك بدماغ المحامي اللي أنا وأنت بقالنا سنين بنفكر بيها.. إيه اللي يخلي بنت زيها تاخد منك فلوسك، وتسجلك كلامك معاها، وتمسك عليك فيديو، ولما تشوفك واقع وبتنزف ميفرقش معاها غير انها تهرب وتبعد، سواء متطلقة منك أو لأ.. اللي تتصرف بالطريقة دي مع جوزها عمرها ما هتسكت.. والشوشرة جاية جاية!

 

زفر بإرهاق ورأسه لا تنفك تذهب لكل ما فعله بها إلى أن أوصلها إلى حالة من الفشل الذريع بعد محاولاتها لصوغ جملة واحدة ولم يحدث سوى بعد أن حاول قتل نفسه ليستمع لها تنطق بشيء لم يتبينه وقتها ولكنها تحدثت على ما يتذكر.. التشويش لا يتوقف، وكلمات والده تفاقم من صعوبة الأمر عليه!

 

نهض بتحفز ثم تحدث له بجدية:

-       عشان نخلص الكلام ومنقعدتش نتناقش لغاية بكرة الصبح، أنا هتصرف لو هي عملت حاجة.. وكل اللي أنت بتقوله ده ليه أسباب كتيرة أوي أنا وأنت في غنى عن تفاصيلها، واللي هي شافته على ايدي مكنش سهل.. فمن الآخر بلاش تدخل.. أنا هقدر وهاعرف اتصرف لو حاجة حصلت!

 

أومأ له بالموافقة وضيق عينيه نحوه بنفس نظرة التفحص التي تنعكس على كل من وجوههما عندما يريدان تبين صدق من أمامهما وأخبره مباغتًا سؤال جعل لسانه ينعقد:

-       تقصد اللي شافته في الأوض بتاعتك اللي موجودة في كذا بيت ليك؟!

 

كان يتوقع الكثير من التخمينات بصحبة والده، ولكن أن يحدثه عن هذا تحديدًا لم يكن من حساباته على الاطلاق، بل هو حتى لم يتوقع معرفة والده عن هذا الأمر في يوم من الأيام ووفر عليه والده تلك الصعوبة التي تلوح على وجهه واطنب من جديد:

-       اسمع يا عمر، البنت دي لو دورت وراك مش هتلاقي ولا اوضة من دول، كل الأوض دي اختفت.. وأنت حر اعمل اللي أنت عايزه بس اتعلم تاخد بالك، أنت راجل ومش صغير، مش هتعرف تثبت عليك أي حاجة حصلت.. هي معهاش غير الفيديو اللي سجلتهولك قبل ما تختفي معاها.. ولعلمك الفيديو ده وصلني وعرفت اسيطر إنه ميخرجش من ايدي، أنا مش صغير عشان حد يمسك حاجة يهددنا بيها.. اتصرف معاها أو متتصرفش، مراتك وحاجة ترجعلك، إنما لو حصل وأي كلمة سمعتها عننا معجبتنيش.. أنا، أو أنت، أو عيلتنا، بأي شكل ممكن يؤثر على سمعتنا ساعتها البنت دي أنا اللي هتصرف معاها ومش هستناك أنت تتصرف!

افتكر كلامي ده كويس يا عمر، أنا حذرتك قبل كده ومسمعتش كلامي، يا ريت المرة دي تبقى غير أي مرة وتبدأ تفهم إن واحدة زيها عمرها ما كانت سهلة!






يُتبع..