-->

الفصل الثالث - صرخة عشق




الفصل الثالث


أتسعت عينِاى "ندا" بصدمة كبيرة مما أخبرتها به والدتها لتو، لم تكن تستوعب طلب "حازم" لزواج منها فهى لا تشعر تجاه بأى مشاعر وتعتبره مثل شقيقها "معاذ" ، كيف يمكن له أن يطلب طلب مثل هذا!! و "عز" ماذا سيفعل عندما يعلم بطلب "حازم"؟! ماذا سيفعل به؟!


قطع شرود "ندا" صوت "هدى" مُتفوهة بحنان وبدون أى نوع من أنواع الضغط على أبنتها رادفة بإستفسار: 


_ ها يا بنتى قولتى أيه؟!


أعتلت وجه "ندا" ملامح الأنزعاج والحنق من طلب هذا الذى يدعو "حازم" ومن سؤال والدتها ذلك أيضا، لتجيبها "ندا" رادفة بأنفعال وإنزعاج شديد: 


_ رأيى فى أيه بس يا ماما!! أنا أصلا بشوف حازم زى معاذ أخويا بالظبط مش أكتر ومقدرش أشوفه أكتر من كده


لأحظت "هدى" إنفعال أبنتها لتصبح متأكدة أن قلب أبنتها مُتعلق بشخص أخرى غير "حازم"، فذلك الأنفعال ليس من فراغ، لتبتسم لها كى لا تُشعرها بالضغط عليها مُعقبة بحب: 


_ طب يابنتى أهدى بس ليه الانفعال ده كله!! يغور حازم وأمه كمان ولا تزعلى نفسك، بس الظاهر كده إن فى حاجه أكبر من أن حازم زى أخوكى ولا أنا كلامى غلط؟!


أبتلعت "ندا" بصدمة وقد ظهر عليها علامات الأرتباك والتوتر خوفا من أن تكون والدتها قد تعلم شيء بموضوعها هى "عز" ويُزعجها الأمر، لتضيف "ندا" بتلعثم: 


_ حاجه!! حاجه زى أيه يعنى يا ماما؟!


أبتسمت "هدى" على تلعثم وإرتباك أبنتها ومحاولتها الفاشلة فى إخفاء الأمر رادفة بتهكم: 


_ يا بت عيب ده انا أمك اللى مربياكى وحفظاكى أكتر ما أنتى حافظة نفسك


أرتبكت "ندا" أكثر وأصبحت محاصرة بين أن تُخبرها بموضوعها هى و "عز" أم تتركها مفاجأة كما خططت هى و"عز" لهذا الامر!! لتستيلم "ندا" للأختيار الثانى وهى أن تنتظر ليكون الأمر مفاجأة للجميع، لتعقب "ندا" رادفة بحب: 


_ بصراحة هو فيه حد بس بلاش نتكلم دلوقتى يا ماما خليها مفاجاة، وقريب أوى هتعرفى كل حاجة


أبتسمت "هدى" بحب لأبنتها وأدركت أنها لا تريد التحدث بالأمر الأن، ولهذا تركتها على راحتها وهى بداخلها تشعر بالثقة الكامله تجاه أبنتها، لتضيف بحب وعاطفة:


_ ماشى يا ندا وأنا هستنى الوقت المناسب اللى تيجى تقوليلى فيه، ومدام أنتى مش عايزة حازم مقدرش أغصب عليكى يا بنتى، انا هتصل ب نجلاء وأعتذرلها واقولها أنك مش شايفة حازم أكتر من أخ وإن الموضوع صعب بالنسبالك


شعرت "ندا" بسعادة عارمة لتفهم والدتها لهذا الأمر وعدم إجبارها على هذا الشئ، لتُقبل "ندا" والدتها بكثير من الحب رادفة بإمتنان: 


_ ربنا يخليكى ليا يا حبيبتى وميحرمنيش منك أبدا يا أحلى وأجمل أم فى الدنيا


بأدلتها "هدى" القُبلة مضيفة بحب: 


_ ولا منك يا حبيبة قلبى


❈ - ❈ - ❈


يجلس "حازم" على البار الخاص بغرفته وبيده كأس الخمر وظل يشرب ويشرب من فرط سعادتة، فهو أقترب من تحقيق هدفه الذى خطط له منذ فترة طويلة لكى يحصل على "ندا" وبالطبع قد قطع شوطا كبير فى مخططه ولم يبقى سوا القليل منه 


دلفت "نجلاء" غرفة أبنها لتجده يشرب الخمر وهو فى قمة سعادة وإنتشائه، فعلمت انه قام بتنفيذ كل شيء، لتشعر بالراحة لرؤيتها سعادة أبنها ولكنها لم يعجبها شربه الكثير للخمر لتزجره رادفة بأنزعاج: 


_ ليه بس كده يا أبنى!! ليه كل الشرب ده؟! حرام عليك يا حازم صحتك!!


أبتسم لها "حازم" بسعادة وفخر رادفا بثقة: 


_ أنا بحتفل بنجاحى يا ماما، خلاص أنا تقريبا نفذت كل اللى أنا عايزه وزرعت البذرة وراعتها ومستنى حصادها، كلها كام يوم بالكتير وندا هتكون معايا وملكى أنا وبس


شعرت "نجلاء" بالفخر بقوة وإرادة أبنها وإصراره على الحصول على ما يريد، حتى ولو كان على حساب أوجاع أشخاص أخرى فقط كل ما يُهمها هى سعادة أبنها وتلبية راغباته فقط 


❈ - ❈ - ❈


دلفت "ندا" غرفتها ملتقة هاتفها من على الكومود الذى بجانب فراشها، عازمة على أن تتصل ب "عز" لكى تخبره بما حدث بينها وبين والدتها منذ قليل، ولكنها لم تجد منه أى ردً عليها أو على إتصالتها، لتُرسل له رساله قصيرة وكان نصُها:


_ أنت فين يا عز مش بترد عليا ليه!! عايزة أتكلم معاك ضرورى، فى حاجه مهمة جدا حصلت وعايزة أقولك عليها، كلمنى ضرورى


وسريعا ما قامت "ندا" بإرسالها وظلت مُنظرة أن يتصل بها أو حتى يرد على رسالتها التى ظهر لها أنه قد رائها بالفعل، ولكنه لم يرد عليها، لترتاب "ندا" من طريقته تلك التى لم تُجربها من قبل وعدم إهتمامه بالرد عليها 


مرت عدة دقائق ولا يوجد رد لتشعر "ندا" أن هناك خطب ما وكادت أن تراسله مرة أخرى، ليوقفها وجود إشعار برساله جديدة منه، لتُسرع "ندا" بفتحها وبمجرد أن رأت مُحتواها سقط الهاتف من بين يديها أرضا وتخشبت بمكانها من هول صدمتها وفزعها من كلماته تلك، كيف يمكن ل "عز" أن يرسل لها حديثا كهذا!! ماذا يقصد بهذا الحديث!! كيف طاوعه قلبه أن ينطق كلام كهذا الذى فى تلك الرسالة التى كان نصُها:


_ أنا بقى مش عايز أتكلم معاكى فى حاجة ولا عايز أشوف وشك تانى فى أى حته ولا عايز أعرف حاجه عنك تانى، أنتى فاهمه!! مش عايز أشوف وشك يا ندا لأنى والله العظيم لو شوفت وشك تانى هخليكى تندمى إنك عرفتينى وهخليكى تتمنى الموت من اللى هعمله فيكى


جلست "ندا" بنهاية فراشها فى صدمة وخوف مما قرأته، صمتت قليلا مُحاولة أن تستوعب ما الذى قاله "عز"!! لماذا يتحدث معها بتلك الطريقة!! أيُعقل أن يكون علم بطلب "حازم" والتقدم لزواج منها؟! هل يمكن أن يكون فسر الأمر بطريقة أخرى؟! يجب عليها أن تذهب وتحدث معه وتفسر له الأمر، يجب أن تشرح له ما حدث!! هى بالطبع تعلم إلى أى حد هو يعشقها وبالطبع الأمر ليس بهين بالنسبة له 


أسرعت "ندا" فى الخروج من منزلها بعد أن أخبرت والدتها أنها ذاهبة إلى منزل "زيزى" لتحدث معها بأمرا ما، وبالفعل أتجهت "ندا" إلى منزل "عز" والخوف والقلق يتملكان منها مع كل خطوه تخطيها، إلى أن وصلت لباب شقتهم وطرقت عليه بخفوت 


ثواناً فقط وفتحت لها "زيزى" التى شعرت بالدهشة تجاه هذا الأمر، فلطالما "ندا" لم تأتى إلى بيتهم قبل أن تُخبر أحد بقدومها، ولكنها رحبت بها كثيرا وأدخلتها غرفة الأستقبال الخاصة بهم، لتلحق بهم "منى" التى أستمعت إلى صوت ترحيب أبنتها بها، أتجهت "منى" نحو "ندا" وأخذت تُعانقها بحب وسعادة رادفة بترحيب: 


_ دا أيه النور ده كله يا ولاد!! ندا عندنا فى البيت!! عامله أيه يا حبيبتى


حاولت "ندا" أن تُخفى خوفها وتوترها أمام "منى" و"زيزى" بأبتسمة هادئة رادفة بحب مُتبادل: 


_ الحمدلله يا طنط، أنا بخير أنتى عامله أيه؟!


أبتسمت لها "منى" بأمتنان رادفة بحب: 


_ الحمدلله يا بنتى نشكر ربنا


صمت الجميع للحظات ف "منى" تود أن تسألها عن سبب قدومها حتى أنها لم تفعل مثل كل مرة وتعطى لهم خبر بقدومها، بينما تلك المرة لم تُخبر أحد على الإطلاق، لأبد أن هناك أمرأ ما وهذا لا يشعرها بالطمئنينه، وعلى الجانب الأخر أيضا "زيزى" تشعر بالريبة لقدوم "ندا" بهذة الطريقة المفاجأت حتى إنها لم تُخبرها وما زاد ريبتها تلك الملامح على وجه "ندا"، فهى تبدو وكانها واقعة بمشكلة كبيرة ويصعب حلها 


بينما "ندا" كانت تشعر بالحرج والخجل الشديد، كيف أنجرفت وراء غبائها وجأت بتلك الطريقة المفاجأة ولم تُخبر أحد بقدومها!! حتى إنها لا تعلم ماذا تقول لهم وهى لا ترى "عز" بأى مكان!! كيف ستسأل عليه وما هى حجتها لسؤال عنه الأن، أتاتها فكرة لتقطع هذا الصمت رادفة بلهفة: 


_ أومال فين عز يا جماعة!! أنا بصراحة كنت عايزاه عشان أسأله على حاجة بخصوص الحساب البنكى بتاعى


تنهدت "منى" براحة فهى كانت تظن أن هناك أمراً سئ لتجيبها بابتسامة صادقة: 


_ عز فى أوضته يا حبيبتى، لحظه واحده بس أما أندهلولك


نهضت "منى" مُتجة نحو غرفة "عز"، وسريعا ما دلفت الغرفة لتجده مُستلقى على فراشة ولايزال يحرق الكثير من السجائر بشراهة، لتقطع شروده "منى" رادفة بهدوء: 


_ ندا برا يا عز وعايزه تتكلم معاك فى حاجه


أتسعت عينى "عز" بكثير من الغضب والحنق مما أخبرته به والدته، وسريعاً ما نهض من فراشه مُتجهاً نحو باب الغرفة وملامحه لا تُبشر بالخير أبدا، ولكنه توقف من تلقائه نفسه مُدركا أنه إذا رأها لم يستطيع التحكم فى غضبه وقد يقتلها بين يديه الأن، ليعود "عز" للخلف مرة أخرى مؤجها حديثة نحو والدته التى شعرت بالدهشة لتوقفه المفاجئ، فهى تعلم أنه يُحب "ندا" لما إذا توقف عن الذهاب لها!! لتزداد دهشتها عندما جلس "عز" مرة أخرى وهو يحدثها بحدة: 


_ مش عايز أقابل حد أو أتكلم مع حد


ضيقت "منى" ما بين حاجبيها شاعرة بالصدمة والغرابة من حديث "عز" لتضيف بإستفسار رادفة بقلق: 


_ فى أيه يا عز!! مالك يا أبنى؟!


زفر "عز" بغضب وحنق والشر يتطاير من عينيه رادفا بحدة وحزم: 


_ يووه قولت مش عايز أكلم حد يا أمى بالله عليكى، قولها مش عايز أكلمها ولا أشوف وشها


فزعت "منى" من هيئته التى قاربت من هيئة الوحوش بسبب إحمرار عينيه وبرز عروقه وأسنانه الملتحمة، لتومأ له والدته بالموافقة خارجة من غرفته وهى متأكدة أن هناك أمرا ما!!... 


توجهت "منى" نحو "ندا" التى بالفعل أستمعت إلى صوت صراخ "عز" بأنعدام رغبته بالتحدث معها ونفوره من مقابلتها، لتسألها "منى" رادفة بإستفسار: 


_ هو أنتوا متخانقين مع بعض يا بنتى أو زعلانين من بعض فى حاجه؟!


أعتلت وجه "ندا" ملامح الحزن لعدم معرفتها سبب ما يحدث أو ما يفعله "عز"، لتجيب "ندا" على سؤال "منى" رادفة بأعين دامعة: 


_ لا والله يا طنط مفيش حاجه جاحه خالص، أنا مش عارفة فى أيه!!


تنهدت "منى" بأستياء مُحاولته تهدأت "ندا" التى قاربت على ذرف الدموع رادفة بموساة: 


_ طب متزعليش يا بنتى، هو بس عنده مشكله فى شغله يمكن هى اللى مخليه مزاجة وحش، شويه بس كده يفك وهو بنفسه اللى هيجى يكلم ويراضيكى دا عز مفيش أحن منه ولا أطيب من قلبه


أومأت لها "ندا" بالموافقة وهى تشعر أن الأمر أكبر من ذلك بكثير، ولكنها فضلت عدم التطرق فى الحديث أكثر من ذلك، لتردف "منى" بمرح: 


_ يلا بقى أنا هقوم أحضر العشا وأسيبكوا تحطوا راسكوا فى راس بعض زى عوايدكم


نهضت "منى" وأتجهت نحو المطبخ حتى تترك لهم مساحة للحديث معا، فهى تعلم كم هم يحبون بعضهم وأنهم أصدقاء مقربين منذ طفولتهم..


❈ - ❈ - ❈


كان "عز" بغرفته واقفاً أمام المراه يستعد للخروج من المنزل، لتقترب منه "منى" وأخذت تربط على كتفه بحنان رادفة بأستفسار: 


_ مالك يا عز يا أبنى!! فى ايه يا حبيبى؟!


لاتزال ملامح "عز" يعتليها الغضب والكراهية، ولكنه فعل قصارى جهده كى يُحاول أن لا يكون وقحاً مع والدته، ليجيبها رادفا بهدوء: 


_ مفيش حاجه يا أمى، زى ما قولتلك مشكله كده فى الشغل " 


أمتعضت ملامح وجه "منى" بكثير من الحزن رادفة بعتاب: 


_ طب يا أبنى وأيه دخل ندا فى شغلك ليه عملتها عملت كده و...


قاطعها "عز" زاجرأ إياها بحدة وعينان قاربت على إخراج النيران رادفا بحدة وغضب: 


_ مش عايز أسمع أسمها تانى يا أمى لو سمحتى، معدتش عايز أشوف وشها تانى، قوللها تبعد عنى أحسن لها بدل ما أعمل حاجه أخليها تندم إنها عرفتنى طول عمرها


خرج "عز" من الغرفة بل من المنزل بأكمله غير مكترث لولدته التى وقعت بصدمة كبيرة مما أستمعت إليه من أبنها التى لم تعتاد على أن تراه بهذه الحاله، لتعقب "منى" بكثير من الخوف والحزن رادفة برجاء:


_ أسترها معانا يارب


❈ - ❈ - ❈


أتسعت عينى "زيزى" بدهشة مما قصته عليها "ندا" بداية من طلب "حازم" بالزواج منها نهاية بالرسالة التى أرسلها إليها "عز" وبتلك الطريقة الفظة ورفضه الأن من مقابلتها، لتصيح "زيزى" رادفة بإستفسار: 


_ طيب ليه يا ندا عز يقول كده!! وليه مش عايز يشوفك أو يتكلم معاكى ورافض بالشكل ده!! وأزاى حازم ده أصلا يطلب طلب زى ده وأنتى أصلا بتعامليه على أنه أخوكى بالظبط، هو مجنون ده ولا أيه!!


تنهدت "ندا" بملامح يعتليها الكثير من الحزن والخزلان، لا تعلم لماذا حدثها "عز" بهذه الطريقة!! حتى أنه رفض أن يُقابلها، لتزفر "ندا" بضيق صدر وقد خانتها دموعها فى الهبوط رادفة بحزن كبير: 


_ مش عارفه يا زيزى، مش عارفه ليه عز كلمنى بالطريقة دى!! حتى أنه مش عايز يرد عليها ولا يشوفنى، يمكن يكون عرف حاجه عن موضوع حازم ده وفهم غلط، بس ليه مش راضى بدينى فرصه أفهمه وأشرحله اللى حصل!!، ليه بيعمل معايا كده ليه؟!


أجهشت "ندا" فى بكائها وهى تشعر بكثير من الظلم عليها من قبل "عز"، حتى أنه لا يريد الأستماع لها وأعطائها الفرصة لتوضيح له حقيقة الأمر!!، لتحتضنها "زيزى" مُحاولة تهدأتها وهى حزينة على صديقته رادفة بتأثر وتعاطف شديد: 


_ أهدى بس يا ندا إن شاء الله خير يا حبيبتى، ولو كان على عز كلها شويه وهيهدا ووقتها أبقى فهميه كل حاجه، وهو هيفهم وهترجعوا أحسن من الأول متخافيش


أبتعلت "ندا" فى حزن وألم رادفة برجاء وتمنى: 


_ يارب يا زيزى، يارب


❈ - ❈ - ❈


ألتقطت "هدى" هاتفها عازمة على الأتصال ب "نجلاء" كى تُخبرها بقرارها هى و"ندا" والأعتذار منها هى وأبنها عن طلبهم لأبنتها، دقائق وأتى "هدى" صوت "نجلاء" رادفة بود مُصطنع: 


_ والله يا هدى كنت حاسه أنك هتكلمينى النهاردة معرفش ليه!! القلوب عند بعضها الظاهر


أبتسمت لها "هدى" بصفاء نية غير مدركة بما تعنيه "نجلاء"، لتكمل "هدى" رادفة بود:


_ فعلا والله القلوب عند بعضها يا حبيبة قلبى


_ طمينينى بقى يا حبيبتى، هنيجى نشرب الشربات عندكوا أمتى!!


أبتلعت "هدى" بكثير من الحرج الشديد، لا تعلم كيف ستقول لها هذا الأمر!! ولكنها يجب أن تُخبرها بحقيقة الأمر حتى لا تبنى أمال زائفة، لتحمحم "هدى" رادفة بتردد: 


_ والله يا نجلاء يا أختى أنتى عارفة انا بعز حازم قد أيه!! وعارفه كمان أنه عندى زى معاذ بالظبط وبصراحة طلع كده كمان عند ندا وشايفاه زى أخوها بالظبط


شعرت "نجلاء" بكثير من الغضب على رفض "هدى" لأبنها بتلك الطريقة الغير مباشرة، ولكنها حاولت ألا تفقد أعصابها مُصطنعة الحرج رادفة بأنزعاج: 


_ ليه بس يا هدى هو حازم أبنى وحش ولا فيه حاجة مش كويسه


صاحت "هدى" بلهفة حتى لا تفهمها الأخرى بشكل خاطئ رادفة بتوضيح: 


_ لا يا أختى والله أسم الله عليه، بس هنعمل أيه يا نجلاء يا أختى ده نصيب وأنتى عارفه ومينفعش البت تتجوزه وهى حساه أنه زى أخوها


تنهدت نجلاء بملل وإنزعاج من كلام هدى التى لم تستسلم له ولو مهما كلفها الأمر، لتصطنع الحزن رادفة بتمنى: 


_ طيب يا هدى اللى يريحكوا بس برضو حاولى معاها تانى وأنا هستنى منك رد تانى، بس أنتى حاولى ويكمن الأمور تتغير بإذن الله


شعرت "هدى" بالكثير من الحرج من إصرار "نجلاء" لتستسلم لها رادفة بهدوء: 


_ طيب يا نجلاء أنا هحاول معاها تانى، بس مترميش أمل على الموضوع ده وربنا يقدم اللى فيه الخير يا أختى


❈ - ❈ - ❈


مر أكثر من أسبوع و "عز" لا يتحدث إلى "ندا" ولا يسمح لها بالتحدث إليها حتى، وهو لا يزال يشعر بالغضب والكراهية تجاهها وتجاه ذلك الذى يُدعى "حازم"، ويُحاول أن لا يرى "ندا" حتى لا يفقد السيطرة على نفسه ويفعل شيء يندم عليه فيما بعد، بينما "ندا" كانت تُحاول بكل الطرق أن تلتقى به حتى توضح له حقيقة ما حدث، ولكن دون فائدة ف "عز" لا يسمح بذلك، ليزداد شعور "ندا" بالظلم والخزلان من قبل "عز" لانه لم يترك لها فرصه لتوضح له ولكنها ستظل تحاول حتى تعلم لما يفعل كل ما يفعله ذلك؟!


كانت "ندا" كعادتها تقف بنافذة غرفتها تنتظر عودة "عز" لكى ترأه ولكنها اليوم لن تكتفى برؤيته فقط، بل عليها التحدث معه وإخباره انها ليست لها يد فى طلب "حازم" لخطبتها تلك، وما إن أُتيحت لها الفرصة بأن تعلم أن "منى" و"زيزى" عند "سهر" و"ذياد" و"ماجد" أيضا معهم ولن يعودا إلى المنزل الأن، لتستغل "ندا" تلك الفرصة لتحدث معه بمفردهم، وبالطبع لم يمر الكثير من الوقت حتى عاد "عز" من عمله صاعداً إلى شقتهم، وسريعا ما أسرعت "ندا" فى اللحاق به إلى بيته 


طرقت "ندا" باب شقة "عز" الذى لتو عأد من عمله ولحظات حتى قام "عز" بفتح الباب، ولكنه عندما وقعت عينيه عليها شعر بالكثير من الغضب وبداخله يتمنى أن يُكسر رأسها الأن، ليرمقها بنظرة أحتقار مواليا لها ظهره دالفاً لداخل شقته يُقسم أنها لو تجرأت على الدخول خلفه سيجعلها تندم أشد ندم وأن سيجعلها تكره اليوم الذى كذبت عليه به وقالت له أنها تحبه 


بالفعل دلفت "ندا" خلف "عز" إلى داخل الشقة بينما "عز" أتجه نحو غرفته وهى لاتزال مُتبعة إياه بغضب من تجاهله لها كل تلك الفترة الماضية، حتى عندما ألتقط أعينهم تجاهلها أيضا، لتصيح به "ندا" معاتبة إياه رادفة بأنزعاج: 


_ أستنى هنا يا عز، هو فيه أيه بقى!! أنت بتتجاهلنى ليه طول الفترة دى؟! عاملتلك أيه أنا عشان تعمل فيا كل ده!!


لم يلتفت لها "عز" وظل موليها ظهره مُعقبا بأسنان ملتحمة مُحاول أن يتحكم فى أعصابة مُتمتما بحده:


_ أطلعى برا يا ندا


أمتعضت ملامح "ندا" بكثير من الغضب والحنق من تلك الطريقة التى لم يتعامل بها معاها من قبل، لتصيح به "ندا" مُعقبة بحدة: 


_ مش هطلع برا يا عز وعايزة أفهم فى أيه بقى!! أنت بتعمل معايا كده ليه؟!


إلتفت إليها "عز" والنيران تتطاير من عينيه جاذباً إيها من ذراعها بقسوة زاجراً إياها بقوة وحدة مضيفا بنيرة أقل ما تتصف بها هى الأشتعال: 


_ هو أنا مش قولتلك اطلعى برا!! مش عايز أشوف وشك ولا أسمع صوتك يا ندا، أطلعى برا


صاحت "ندا" بوجهه وقد ترقرت الدموع بعينها صائحة بألم: 


_ ليه يا عز!! أنا عملتلك أيه لكل ده؟!


زاد "عز" من حدة قبضته على يدها وقد تحولت ملامحه من غاضبة إلى مُفزعة وتدب الرعب فى قلب كل من يراها، صائحاً بوجها رادفا بصوت جمهورى: 


_ عشان أنتى أوسخ واحده شفتها فى حياتى يا ندا، واحدة كذابة وبتمثل الحب على كل راجل شويه، واحده رخيصة وزباله وبتعشق النوم فى أحضان الرجاله و...


أسكتته "ندا" بصفعة قوية لا إرادية منها قد تهاوت على وجهه وهى تشعر بالصدمة من فعلتها تلك، فهى حقا تشعر بكثير من الغضب مما تفوه به لتو، ولكنها لم تستطيع التحكم فى يدها التى أندفعت رغما عنها وتهاوت على وجهه وكل هذا بسرعة البرق، لتصرخ "ندا" بوجهه بألم وضيق مُضيفة بحدة: 


_ أخرس يا كلب حيوان، أنت بجد طلعت إنسان قذر وزبالة وأنا ندمانة بجد إنى عرفت واحد زيك


ألتفت "ندا" سريعا شارعة فى الخروج من الغرفة بل من المنزل بأكمله، لتوقفا يد "عز" التى جذبتها سريعا من شعرها وألقت بها على الفراش مُتوعدا لها بأن يُريها الحجيم المشتعل بسبب تلك الصفعة التى تجرأت بها عليه، وأيضا لكى ينتقم منها على كل ما رأئه فى ذلك اليوم


بينما فزعت "ندا" من حركته تلك وخصيصا عندما وجدته يحرر أزرار قميصة مُتخلصا من ملابسه، لتصيح "ندا" فى وجهه برعب وفزف رادفة بهلع: 


_ أنت بتعمل أيه يا عز!! أنت أتجننت؟!


أقترب "عز" منها مُثبتا يديها بيد واحدة منه وهو يجردها من ملابسها بيده الأخرى رادفا بكثير من الغضب:


_ أيوه أتجننت، وبعدين مالك خايفه كده ليه!! ده أنا هعمل حاجة أنتى متعوده عليها جدا وهتبسطك أوى أوى


حاولت "ندا" أن تصرخ مُستنجده بأحد، ليضع "عز" يده على فمها رادفا بتحذير: 


_ صوتك لو طلع من هنا والناس أتلمت!! أنتى اللى هتتفضحى وخصوصا إنك أنتى اللى جيالى برجليكى وأنا حذرتك قبل كده يا ندا، أستحملى بقى نتيجه عدم سمعانك الكلام وتحذيرى


وبالفعل جرادها "عز" من كل ملابسها وأخذ يتحسس جسدها بطريقة مُهينة ومؤلمة وكأنه ينتقم من ذلك الجسد الذى سمح لغيره بلمسه، ليجعلها تندم على خداعه والعب معه وأستغلال مشاعره، بينما "ندا" كانت تتمنى أن كل ما يحدث هذا يكون كابوس وليس حقيقى، هى لا تصدق حتى أن "عز" الذى يعشقها يفعل بها مثل ما يفعل الأن، بالطبع هذا كابوس يجب أن تفيق منه 


لأحظ "عز" عدم مُقاومتها النابعة من صدمتها بما يحدث ولكنه لم يُفسرها بتلك الطريقة، بل ظن أنها أستسلمت له لرغبة فى أن تُمارس معه هذا الشيء المُحرم، ليشعر بالكثير من الغضب يتمنى لو أن يخرج روحها من جسدها الان، ولكنه عزم على أن يحقق لها رغبتها وأخذ يطبع بعض القُبل العنيفة على رقبتها نزولا إلى نحرها وقد فقض السيطرة على نفسه تماما وأوشك على أن يتم ما بدأ به


سريعا ما عادت سيطرته على نفسه مرة أخرى زاجراً إياها بانه لم يفعل ذلك حتى ولو كانت هى ليست عذراء!! أنه قد سبق وأعطى وعدا لشقيقها بأن يُحافظ عليها ولن يكسر هذا العهد حتى ولو كانت هى لا تستحق ذلك، لن يُنجس نفسه فيما نجسه غيره، لينهض "عز" بعيدا عنها رامياً إيها بنظرات الحقارة والأشمئزاز رادفاً بحدة: 


_ مش أنتى اللى تستاهلى أوسخ نفسى عشانها، أخرج من الحمام ملاقيكيش هنا، ولو شوفت وشك مرة تانية يا ندا مش عارف وقتها أنا ممكن أعمل فيكى أيه!!


تركها "عز" ونهض مٌتجها نحو المرحاض، لتنهض هى وقد تأكدت أن كل ما يحدث ليس بكبوسا بل حقيقة عليها أن تتقبلها وعليها أيضا أن تُصدق أن كل ما بينها وبين ذلك الحقير أصبح ثراب، وأنهم لم يكن بينهم بيوماً من الأيام حباً حقيقى بل كان أوهام، لتنهض بخيبة أمل خارجة من المنزل مُقسمة على أن تجعله يندم أشد ندم على ما فعله بها 


❈ - ❈ - ❈


مر أكثر من شهر على ما حدث بين "عز" و"ندا" وكلاً منهما يُحاول إقناع نفسه بشيء مختلف عن الأخر ويشغل نفسه بشيئا حتى يستطيع نسيان الشخص الأخر، كانت "ندا"  تحاول إشغال عقلها بأمتحانتها مُحاولة أن تقنع نفسها بأن "عز" كان يريد أن يتعدى عليها وأنه لم يكن يحبها منذ البداية، بل كل ما كان يريده هو أن يتملكها فقط وإلا لم يكن ليفعل ما فعله ذلك


بينما "عز" كان يُشغل باله بالعمل وحبس نفسه بالبيت، حتى أنه لا يختلط بأسرتة بل أصبح يختلى بنفسه كثيرا وكأنه يُحاول زرع القسوة بداخل قلبه مُقنعا إياها بأن "ندا" قامت بخداعه واللعب بمشاعره وليس فقد ذلك، بل فرطت فى نفسها لذلك الحقير بكامل إرادتها وكانت تُمثل عليه هو الشرف والخجل، لم يكن إيًا منهما يعلم أنه سيُجرح جرحا عميقا إلى ذلك الحد من بعضهما البعض 


أستيقظت "ندا" من نومها مثل كل يوم ويبدو عليها الكثير من ملامح التعب والأرهاق بالطبع ، فهى لم تعد تتناول الطعام بشكل جيد وقد خسرت الكثير من وزنها بالأضافة إلى وجهها الذى أصبح شاحباً وعينيها المتورمتان بسبب زرف الكثيى من الدموع كل يوم، هى بالفعل لم تتوقف عن البكاء منذ شهر من بعد ما حدث بينها وبين "عز"، لتنهض من فراشها التى كانت متوسدته كعادتها غير ممتلكة أى نوع من انواع الشغف بأن تخرج من غرفتها، لتتذكر ما دار بينها وبين والدتها منذ أسبوعا


•• 


طرقت "ندا" على باب غرفة والدتها منتظرة منها إذن السماح لها بالدخول ، ليأتيها صوت والدتها وسريعا ما  دلفت "ند" إلى الغرفة مُتجه نحو والدتها رادفة بوجه شاحب وأعين مُتورمة: 


_ ماما ممكن أتكلم مع حضرتك شويه؟!


أفسحت لها "هدى" مجال للجلوس لتعقب رادفة بترحيب:


_ أيوه طبعا يا حبيبتى أقعدى


جلست "ندا" برفقة والدتها مُحاولة الحفاظ على سبتها وعدم إظهار ما بداخاها من ألم وحسرة رادفة بصوت يغلفه الحصرة: 


_ أنا موافقة على حازم يا ماما


صُدمت "هدى" من تغير قرار "ندا" المُفاجئ، فهى أخبرتها انها لا تُفكر فيه وانها مُعجبة بشخص أخر!! وها هى الان تغير رأيها!! لتحاول "هدى" الأستفسار منها رادفة بدهشة:


_ بس أنتى يا ندا قولتيلى إنك م....


قاطعتها "ندا" بحدة رادفة بأصرار: 


_ أنا عارفه يا ماما انا قولت أيه ودلوقتى جايه أقولك إنى موافقة


شعر "هدى" بالقلق على أبنها الذى أدركت أنها مُصابة بجرح فى قلبها تُحاول أن تُداويه بغيره، لتردف "هدى" مُحاولة تهدئتها:


_ الجواز مش لعبة يا ندا ومينفعش يا بنتى تعملى حاجه أنتى مش حساها عشان ترضى عنادك


لم تكترث "ندا" لحديث والدتها الواضح عليه أنها أكتشفت أمرها وأنها تُحاول الثأر لقلبها المُحطم، لتردف "ندا" بمزيدا من الأصرار:


_ أنا مش بعاند يا ماما أنا فعلا موافقة، حازم مهندس ناجح وشاطر وشكله كويس ومشوفتش عليه حاجه وكمان قريبنا، يبقى مفيش أى سبب يمنع الخطوبه دى


عقبت "هدى" بمزيدا من القلق رادفة بأندفاع: 


_ بس أنتى مش بتحبيه يا ندا


ترقرقت الدموع بعينى "ندا" متذكرة ذلك الذى أحبته ولكنه لم يكترث لحبها ذلك، بل وكأد ان يُنهى على مستقبلها وشرفها، لتُحاول "ندا" إخفاء دموعها بأبتسامة حزينة:


_ الحب ده سهل يجى يعد الجواز يا ماما لان مفيش خطوبه هتطول، أنا موافقة بس بشرط إن الخطوبه الشهر ده وكتب الكتاب بعدها بشهر والفرح بعد كتب الكتاب بأسبوعين


بالفعل أختيار فى منهى الذكاء فذلك اليوم الذى حددته للزفاف هو مُعد عيد ميلاد "عز" فهى تُحاول أن تجعله يندم على ما فعله بها وأن تكسر له قلبه مثل ما فعل بها، وذلك وهى غير مُدركتة أنها بتلك الطريقة تنتقم من نفسها وليس منه هو فقط


❈-❈-❈


فاقت "ندا" من شرودها على صوت طرقات على باب غرفتها، لتجفف دموعها التى انسابت على وجنتيها رادفة بهدوء: 


_ أدخل


دلفت "زيزى" الغرفة مُسرعة فى التقدم نحو "ندا" وما أن أفتربت منها حتى أحتضنتها بكثير من الأشتياق رادفة بصدق: 


_ وحشتينى يا ندا، ايه شهر بحاله معرفش حاجه عنك!! ما صدقت خلصت أمتحاناتى وجيت أطمن عليكى


بأدلتها "ندا" العناق رادفة بهدوء عكس ما بداخلها من تخبط:


_ معلش يا زيزى كنت تعبانة شويه


لاحظت "زيزى" حالة "ندا" بداية من إنقاذ وزنها نهاية بذلك الجمود وأنعدام اللهفة والأمعة بعينيها، لتُعقب "زيزى" مُستفسرة والقلق بدأ فى التسرب إلى قلبها رادفة بأهتمام:


_ مالك يا ندا فى أيه!!


لم تستطيع "ندا" التحكم بنفسها أكثر من ذلك لتلقى بنفسها داخل حضن "زيزى" وشرعت فى البكاء بمرارة وضيق رادفة بألم: 


_ انا تعبانة، تعبانة أوى يا زيزى


شعرت "زيزى" بالفزع مما أستمعت إليه من "ندا" لتربط على رأسها مُحاولة تهدئتها رادفة بلهفة: 


_ مالك يا حبيبة قلبى!! أحكيلى با ندا فى ايه؟!


قصت عليها "ندا" مع حدث بينها وبين "عز" منذ أكثر من شهر، وأيضا ما حدث بينها وبين والدتها الأسبوع الماضى، لتشعر "زيزى" بالصدمة والفزع مما تحدثت به "ندا" رادفة بأستفسار: 


_ عز بجد عمل كده يا ندا!! ازاى؟! وليه؟! وأنتى ليه أتسرعتى وقولتى كده لطنط


أجهشت "ندا" فى البكاء مُعقبة بألم وحسرة على قلبها الكسور رادفة بصراخ: 


_ مش عارفة يا زيزى مش عارفه!!


شعرت "زيزى" بالحزن والأسئ على ما حدث لصديقتها رادفة بتأثر:


_ طيب اهدى يا ندا، أهدى وكل حاجة هتتصلح إن شاء الله، وأولهم الكلام اللى قولتيه لمامتك لانه مينفعش


نهضت "ندا" من صدر "زيزى" رادفة بأصرار:


_ لا يا زيزى الكلام ده مش هيتغير وفعلا هتخطب لحازم الشهر الجاى وهتجوزه بجد


زجرتها "زيزى" مُحاولها منعها مما تُحاول أن تقوم به رادفة بأنفعال: 


_ أنتى مجنونه يا ندا هتتجوزى حازم بس عشان تكسرى قلب عز!! طيب بالنسبة لقلبك أنتى كده هيتصلح يعنى!!


تنهدت "ندا" مُصطنعة الجبروت والشدة رادفة بحدة: 


_ مش مشكله قلبى أنا، المهم اخلى عز يندم على كل حاجه عملها فيها وكل كلمة قالهالى


شعرت "زيزى" بالحزن الشديد على صديقتها وعلى شقيقها أيضا ، فهى ترى أن حالته هو الأخر ليست جيدة، ولكنها لا تستطيع أن تُخبر "ندا" بذلك الأمر حتى لا تظن انها مُتعاطفة مع أخيها وتُحاول أستعطافها، لتُحاول "زيزى" تحذيرها ظننا منها أنها قد تغير رأيها رادفة بتحذير وصدق: 


_ بلاش يا ندا تتسرعى فى حاجة زى دى لأن مفيش حد هيندم فى الموضوع كله غيرك انتى


أصرت "ندا" على موقفها مُعقبة بمزيج من الألم والرغبة بالضحك على نفسها رادفة بأستهزاء: 


_ هو أنا لسه هندم يا زيزى!! أنا فعلا ندمت إنى حبيت عز فى يوم من الأيام ولأزم أخليه يندم هو كمان على اللى عمله فيا، حتى لو على حساب حياتى كلها


تنهدت "زيزى" بكثير من الحزن والأسئ على ما حدث لأقرب أثنين إلى قلبها شاعرة أن هناك شيئا كبير سيحدث قريبا وكم تتمنى أن تمر هذه الفترة القادمة على خير...


❈ - ❈ - ❈


دلفت "زيزى" شقتهم لتجد والدتها تجلس أمام التلفاز وتُشاهد مسلسلها المفضل، لتقترب منها "زيزى" وعلى وجهها الكثير من ملامح الحزن والأسئ رادفة بضيق:


_ السلام عليكوا يا ماما


بادلتها "هدى" السلام رادفة بحب:


_ وعليكم السلام يا حبيبتى


قالتها "منى" وهى تُحول نظرها تجاه أبنتها لتلأحظ تغير ملامح وجه "زيزى"، شعرت "منى" بأن هناك امرا ما لتغلق التلفاز بسرعة وتوجه نظرتها نحو أبنتها مٌعقبة بأهتمام رادفة بأستفسار: 


_ فى أيه يا زيزى!! مالك شكلك متضايقة أوى كده ليه؟!


زفرت "زيزى" بأسئ رادفة بحزن: 


_ كنت عند ندا يا ماما


شعرت "منى" بالغرابة رادفة بنفاذ صبر: 


_ منا عارفة أنك كنتى عند ندا، أيه بقى اللى مخليكى قالبه وشك كده


عقبت "زيزى" غير ملاحظه ل "عز" الذى فتح باب غرفته عند سماع أسم "ندا" لتردف بضيق وحزن:


_ ندا خطوبتها على حازم قريبهم الشهر الجاى


أتسعت عينىِ "منى" بصدمة مما أستمعت إليه من أبنتها ومما وقع نطرها عليه، لترى انه "عز" وقد أستمع إلى ما تفوهت به "زيزى"، بينما نهضت "منى" مسرعة نحو إبنها، فهى تعلم أن بداخله مشاعر تجاه "ندا" وما أدركته أن "ندا" أيضا تحمل نفس الشعور تجاهه، لما إذا وافقت على تلك الخطوبة!! ومن المستحيل أيضا أن تكون "هدى" قد أجبرتها على تلك الخطبة، بالتأكيد هناك شيء ما!! 


طالعت "منى" أبنها بنظرات التعاطف والحزن، فهى تشعر بحجم مُعانة وتعب أبنها، تشعر بان قلبه مكسور ومحطم ولكنها تُريد أن تعلم ما الذى حدث وأوصل الأومور إلى تلك المرحلة!! يجب أن تعلم ما الذى يحدث؟! 


بينما "عز" شعر بالاختناق الشديد كأنه لم يعد هناك هواء ليستنشقه، فموافقتها على الزواج من ذلك الحقير أثبت له أنها بالفعلى كانت على علاقة به وأنهم مثل ما أخبرته تلك الفتاة سيتزوجون بسبب ما حدث بينهم، شعر "أعز" أنه فقد الحياة باكملها ولم يعد هناك شيئا يعيش من أجله، فقد ضاعت منه حبيبته وعشق طفولته 


ولكنها هى السبب، هى من خانته وألقت بنفسها بين أحضان رجل أخر، هى من فضلت عليه غيره وجرحت قلبه وطعنته فى رجولته، هى من كسرته وجعلته يتمنى لو أن تنتهى حياته فى تلك اللحظة، ولكنه سريعا ما أستعاد سيطرته على نفسه مانعا إياها من الأنهيار فغريزة كبريائه كانت أقوى منه، لم يبين أنكساره ووجع قلبه أمام أحدا فغروره لا يسمح له بذلك، فتمالك "عز" أعصابه موجها حديثه تجاة "زيزى" ببرود رادفا بأستهزاء:


_ وأنتى أيه اللى مزعلك إن خطوبة ندا وحازم الشهر الجاى؟! مبروك عليه وعليها، يستاهلوا بعض


إندهشت "منى" من هدوء "عز" ونبرته المُستهزئة، بينما "زيزى" كان تُحاول تفسير كلامه لتعرف ما هو الأمر الذى بدل أخيها بتلك الطريقة ولكنها لم تصل لشيء، ربطت "منى" على كتف "عز" رادفة بحزن وقلق من هدوء أبنها: 


_ يا أبنى بلاش الهدوء ده حرام عليك نفسك، أصرخ أو زعق أو كسر الدنيا أعمل أى حاجه، عيط وقولى أيه اللى حصل بس بلاش السكوت ده


رمقها "عز" بكثير من نظرات الغصب والنفور مما تقوله، هو لا يريد أن يبين ضعفه وإنكساره أمام أحد، ولن يضعف مهما كلفه الأمر، فتلك الخائنة لا تستحق الندم على فقدانه لها، ليعقب "عز" بثقة رادفا بعناد: 


_ وأكسر وأصرخ وأزعق وأعمل كل ده ليه يا أمى؟! مفيش حاجه تستاهل كل اللى بتقوليه ده، خلاص كل واحد أختار طريقه هى أختارت وأنا أخترت وكل واحد ودماغه بقى


خرج "عز" من بيته لا يعلم إلى أين يذهب!! أو ماذا يفعل!! بل كل ما يريده الأن هو الذهاب لمكان ليس به بشرا والبكاء إلى أن تظرف عينيه الدماء والصراخ إلى أن يتمزق حلقه... 


يتبع