-->

رواية تعويذة العشق الأبدي - بقلم الكاتبة سمر إبراهيم - الفصل الرابع


رواية تعويذة العشق الأبدي 

بقلم الكاتبة سمر إبراهيم 





الفصل الرابع

رواية تعويذة العشق الأبدي




اشتاق قلبي لجمالها

فذهبت مهرولاً لمنزلها

وجدتُ ميهي في مركبته

على الطريق مع عصبته

ترى كيف أبعد نفسي عنه

ميهي يطاردني في كل مكان

في نزهتي وسيري في البستان

لا أعرف مكاناً أضع فيه قدمي

كم أنت أحمق يا قلبي

إذا مررتُ بميهي سأخبره بلوعتي

سأقول: أنا لك، فيال حرقتي

لكنه سيصرخ باسمي لا بمحبتي

ستكونين ضمن حريم أحد رجاله

فيال تعاستي.


"شعر فرعوني"



❈-❈-❈



تجلس شاردة الذهن لا تعي شيء مما يدور حولها تفكر فيما حدث في الأسبوعين المنصرمين فمنذ أن عادت من منزل والدتها وهو يعاملها أسوأ معاملة وهي لا تقدر أن تنطق بكلمة فهي من عادت بمفردها فلتتحمل إذًا،  تحيىَ معه ك ثور معصوب الأعين يدور في حلقة مفرغة لا يستطيع التوقف حتى لا يُضرب بالسياط.


اغرورقت عيناها بالدموع وتنهيدة حارة خرجت من صدرها وهي تتذكر كلماته السامة التي قالها لها عندما دخلت الشقة مع أطفالها و لايزال يتردد صداها في أذنها حتى الآن:


- انتي شرفتي يختي إيه اللي جابك؟ وأنا اللي قولت هرتاح من قرفك بدل منا بصطبح بسحنتك دي كل يوم كان نفسي تخلي عندك كرامة ومتجيش وانا مكنتش هعبرك حتى لو قعدتي سنة في بيت أهلك.


قال ذلك ونهض ليمر من جوارها خارجًا من باب المنزل ولكنه قام بلكزها في كتفها بقوة أثناء مروره وهو يتمتم قائلًا:


-  داهية في شكلك كان يوم أسود يوم ما اتهببت واتجوزتك كانت جوازة فقر.



دون أن تدري نزلت دموعها وأخذت تبكي بقهر على حالها ليهتز جسدها من كثرة البكاء ويزداد نشيجها وهي تتذكر معاملته الفظة معها وأوامره التي لا تنتهي وهي لا تجرؤ على الاعتراض وفوق كل ذلك فإنه يرغمها على معاشرته يوميًا وكأنه يعاقبها على عودتها بتلك الطريقة غير الآدمية فلقد اعتاد طوال تلك المدة أن يعاملها وكأنها مكب للنفايات يرمي به قاذوراته ويمضي دون أن ينظر خلفه.


مجرد جماد لا روح بها يفعل ما يريد ويقوم غير مبالي 

بما تريد أو تشعر.


أفاقت من شرودها على يد طفلتها وهي تربت على يدها بحنان فنظرت إليها فوجدتها تبكي على بكاؤها هي الأخرى ليتقطع قلبها على بكاء صغيرتها فقامت بحملها وجففت دموعها وسألتها من بين نشيجها المتقطع:


- إيه يا أيسل يا حبيبتي بتعيطي ليه؟ سليم زعلك ولا حاجة؟


ردت عليها بحروف متقطعة من بين بكائها:


- لأ، لأ يا مامي انا زعلانة علشان انتي بتعيطي انا مبقتش أحب بابا خلاص؛ علشان كل شوية يزعلك.


تعجبت كثيرا من حديث طفلتها ذات الخمس سنوات فلم تكن تعتقد أنها ستدرك ما يحدث بينهما،  فأجلستها على قدميها، وأخذت تضمها إليها، وتقبلها، وتربت على ظهرها علها تهدأ، وللحظات نسيت ما بها من ألم، فحاولت طمأنتها وإزالة تلك الصورة السيئة من ذهنها وحدثتها بحنان أمومي:


- لا يا حبيبتي انا مش بعيط علشان زعلانة انا بس عيني بتوجعني شوية صغيرة وبابا مش مزعلني ولا حاجة.


قالت ذلك ثم ضيقت عينيها وتحدثت بضيق مصتنع:


- وبعدين في بنت شاطرة تقول كدا على بابي انتي عارفة إنه بيحبك انتي وسولي أكتر حد في الدنيا صح ولا غلط؟


ردت عليها بتلك العفوية الطفولية التي لا تعرف تجميل الكلمات فتخرج منها معبرة عما تشعر به دون تزييف:


- لا يا مامي بابا مش بيحبنا.


ثم أخذت تعد على أصابعها ببراءة وطفولية وهي تكمل حديثها:


- هو مش بيقعد معانا، ولا بيلاعبنا، أو بيخرجنا، انتي اللي بتعمليلنا كل حاجة، حتى لما بنحتاج حاجة انتي اللي بتجيبيهالنا، ولما بنيجي نكلمه ديما بيشخط فينا ويقولنا روحوا العبوا في أوضتكم.


صدمت من كلمات طفلتها التي نزلت عليها كالصاعقة فتلجم لسانها ولم تستطع أن تنطق فهي محقة في جميع ما تفوهت به فهو لا تربطه أي صلة بأطفاله ولا يشغل تفكيره بأي من شؤونهما وكأن دوره في الحياة اختصر على أنه جعلها تحمل بهما فهو يعتبر والد بيولوجي ليس إلا ولكن ما الذي بيدها لتفعله فلقد حاولت كثيرًا أن تقربه من الطفلين وتجعله يشارك في أي شيء يخصهما ولكنه كان يحبط كل تلك المحاولات ويبتعد أكثر وأكثر فلا يهتم بشيء سوى نفسه فقط.


تنهدت بقوة، ونزلت دموعها على خدها دون أن تشعر، وهي تضم طفلتها ولم تنطق بكلمة تحاول ان تبث بها الأمان أو بالأحرى هي التي تشعر بالأمان كلما احتضنتهما، وشعرت أنها قد أخطأت في استمرارها في تلك الزيجة فهي لم تؤذي نفسها فقط، ولكنها قد أساءت لأطفالها أيضًا ظنًا منها أنها باستمرارها معه سيتربى أطفالها في بيئة صحية بين أب وأم ولكن ما حدث كان عكس ذلك.




❈-❈-❈



بعد مرور شهر ونصف



ترقد في ذلك الثبات العميق منذ ما يقارب الشهرين لا تعي شيء مما يدور حولها يلازمها اثنتين من الممرضات يقومان بتقسيم الساعات بينهما حتى لا يتركاها بمفردها فهذه هي أوامره فهو يخشى أن يحدث لها شيء ولا أحد معها.


أزال الطبيب جبيرة يدها وقدمها بعد أن اطمأن أن العظام قد التأمت بشكل سليم ولا يستطيع عمل شيء آخر غير الإنتظار إلى أن تفيق ليرى ما إذا كانت ستحتاج لجلسات العلاج الميتافيزيقي أم لا.


التأم أيضا جرح رأسها وأزيلت عنها الضمادات لتتضح ملامح وجهها أكثر فأكثر رغم شحوبه بسبب طول فترة الغيبوبة.


أما هو فلقد اعتاد زيارتها يوميا يجهل سبب ذلك؟ هل هو شعوره المتفاقم بالذنب والذي يزداد يوما بعد يوم؟  أم تلك الأحلام الغريبة التي تجمعهما سويا في ذلك العصر الغريب؟ 


لا يعلم لما يراها يوميًا في أحلامه؟ ولكنها تبدوا أصغر سنًا كما أن تلك الابتسامة الجميلة التي تأسره لا تفارقها.


تنهد بارتباك وهو ينظر إليها بثاقبتيه عله يجد أي إجابة لتساؤلاته التي لا تنتهي ولكنه لا يحصل سوى على الصمت المميت من جانبها  وكأنها تنتقم مما فعله بها باستمرارها في ذلك الثُبات المقيت.



❈-❈-❈



تقوم بعملها المعتاد تمسح على جسدها بتلك المنشفة المبللة ثم تغير ثيابها وتغير وضعية نومها لتفادي أي من قرح الفراش ولكنها شعرت بالدهشة عندما أحست أنها قد قامت بتحريك أصابعها.


 في بادئ الأمر اعتقدت أنها تتوهم ذلك، ولكنها قامت مسرعة تستدعي الطبيب عندما رأتها وهي تكرر فعلتها مرة أخرى كما قامت بتحريك جفونها وكأنها تريد أن تفتح عينيها.


حضر الطبيب فور سماعه تلك الأخبار السعيدة، وقام بفحصها ليتأكد من أنها بدأت تستفيق بالفعل، كما جاء يونس مسرعا هو الآخر عندما أخبرته الممرضة بما حدث ف فيما يبدوا أن أميرته النائمة كما يطلق عليها سوف تستيقظ من ثباتها أخيرًا.


تحاول جاهدة فتح عينيها ولكنها تجد صعوبة شديدة في ذلك وكأن هناك من قام بلصق جفنيها حتى لا تقدر على فتحهما كما أنها تشعر بذلك الألم الشديد في رأسها وكأن هناك عدة مطارق تضرب رأسها دون هوادة.


استطاعت فتحهما بالفعل بعد عدة محاولات لتجد أن الرؤية مشوشة لديها لا ترى سوي خيالات لثلاثة أشخاص لا تتبين ملامحهم ولكنها استمعت لصوت أحدهم يتحدث إليها بنبرة هادئة:


- حمدلله على السلامة انتي سمعاني كويس يا آنسة؟


هزت رأسها لأعلى ولأسفل كعلامة على استماعها لحديثه لتجده يسلط ذلك الكشاف الصغير ذو الضوء القوي لعينيها وقام بفحصما ثم استمعت لصوته يقول:


- حاولي تغمضي و تفتحي عنيكي كدا وقوليلي شايفة كويس ولا لأ؟


قامت بإغلاق عينيها وفتحهما أكثر من مرة لتتضح الرؤية لديها شيئا فشيئا ليكون يونس هو أول شخص تقع عينيها عليه فوجدت نفسها دون أن تدري تبتسم له وتتحدث باللغة المصرية القديمة:


- حابي هل هذا أنت؟


وكأن صاعقة قد أصابت كامل جسده عند سماعه لتلك الكلمات منها فتسمر مكانه ولم يقدر على الحركة أو قول شيء وهناك الكثير من الأسئلة التي تدور في عقله فمن تكون هذه الفتاة؟ وكيف تتحدث بتلك اللغة الغريبة التي يراها تحدثه بها في أحلامه؟ وكيف علمت هذا الإسم؟


اسئلة كثيرة لا يعلم لها إجابة ولكنه أدرك أنه أيًا ما كانت ماهية تلك الرؤى الغريبة فهي ليست من جراء إحساسه بالذنب أو مجرد أضغاث أحلام فمن الواضح أن لها صلة وثيقة بتلك النائمة أمامه والتي تنظر له ببلاهة الآن.


تعجب الطبيب كذلك من نطقها لتلك الكلمات ولكنه اعتقد أنه من الممكن أن يكون المخ قد تضرر من الحادث أو  من طول مدة فقدها لوعيها مما جعلها تنطق بتلك الكلمات الغريبة فيجب عليه التأكد من ذلك بعمل أشعة مقطعية لها على المخ ليعلم سبب ذلك.


❈-❈-❈



لا تعلم كيف نطقت بتلك الكلمات الغريبة أو لماذا نطقت بها هي تعلم كثيرًا عن اللغة المصرية القديمة ولكنها لم تتحدث بها قط ومن هو حابي؟ 


أخذت بعض الوقت إلى أن بدأت تستوعب ما يدور حولها فأخذت تتلفت يمينا ويسارًا لتعلم أين هي فوجدت نفسها في مكان غريب عنها كليًا ومع أناس تراهم لاول مرة  فجاهدت ليخرج صوتها ولكنه خرج متقطع بعض الشيء:


- أنا، أنا فين؟ وإيه اللي جابني هنا؟


نظر إليها  بجدية وتحدث إليها بصوته الرزين:


- حاولي ترتاحي ومتجهديش نفسك بالكلام علشان متتعبيش إحنا ما صدقنا انك استعدتي وعيك ومش عايزين أي مضاعفات.


ضيقت ما بين حاجبيها تحاول استيعاب حديثه ولكنها فشلت في ذلك فتحدثت بصوت مجهد:


- انت مين؟ وتقصد إيه بكلامك ده؟ انا مش فاهمة حاجة.



جلس على طرف الفراش ثم تحدث إليها بشفافية شارحًا لها ما حدث بقدر ما استطاع:


- انتي حصلتلك حادثة من شهرين ومن يومها وانتي في غيبوبة ومفوقتيش غير دلوقتي واحنا لسه هنعمل فحوصات وأشعات علشان نشوف تأثير الغيبوبة الطويلة دي عليكي بس عايزك دلوقتي تجاوبيني على شوية أسئلة علشان اتطمن على حالة المخ قبل ما نعمل الأشعة.


كانت تنظر له ببلاهة لا تعلم بما تجيبه فعن أي حادث يتحدث؟ وكيف ذلك؟ هي لا تتذكر شيء فآخر ما تتذكره ما حدث في المقبرة وغضبها من توقف العمل وهنا بدأت تتذكر عبورها الطريق والظلام الذي غلفها بعد ذلك.


حاولت الجلوس ولكنها لم تستطع بمفردها فساعدتها الممرضة في ذلك وبعد بعض الصمت أشارت  إلى الطبيب لكي يسأل ما يريد من الأسئلة.


حمحم الطبيب وبدأ أن يلقي عليها بعض الأسئلة الروتينية ليعلم من خلالها هل ذاكرتها بحالة جيدة أم تأثرت من الحادث:


-  اسمك إيه؟


حمحمت ثم قامت بترطيب شفتيها وأجابته:


 - عهد عادل السيد


- عندك كام سنة؟


-  ٢٦ سنة


- آخر يوم فاكراه كان يوم إيه؟


قال ذلك وأعطاها ورقة وقلم لتكتب تاريخ اليوم فوجدها قد كتبت التاريخ الذي وقع به الحادث فسألها مرة أخرى:


-  فاكرة عيلتك؟ والدك، ووالدتك، واخواتك، وأصحابك.


أشارت برأسها لأعلى ولأسفل دليل على تذكرها لهم فابتسم الطبيب لها وحدثها مطمئنًا إياها:


-  كويس جدا كدا اتطمنا على الذاكرة وإن شاء الله الأشعة تكون كويسة وميكونش فيه آثار جانبية للحادثة.



لم تعقب على حديثه واكتفت بابتسامة بسيطة وإيماءة من رأسها ولكنها تحدثت  بتعجب بعد ذلك عندما استوعبت أنها ليست في غرفة إحدى المشافي كما أن عائلتها ليست بجوارها فنظرت إليهم وتحدثت بتيه:



- طب هو انا فين؟ و ليه مش في مستشفى؟ وفين أهلي؟


لم يعلم الطبيب بما يجيبها فحمحم ونظر إلى ذلك الصامت خلفه والذي لم ينطق بحرف منذ أن أفاقت وتحدث بعملية:


- اللي يقدر يجاوبك على أسئلتك دي يونس بيه.


قال ذلك واستأذن بالخروج هو ومساعدته لكي يترك لهما مساحة ليتحدثا بمفردهما.


بعد خروجهما نظرت له عهد بعد أن طال صمته لتتعجب أكثر فهي تشعر أنها رأته قبل ذلك ولكنها لا تتذكر أين ومتى.


لم يقطع صمت الغرفة سوى حمحمته التي أخرجتها من شرودها لتدرك أنها قد اطالت النظر إليه أكثر من اللازم فنظرت للأسفل دون إرادة منها ولكنها أعادت النظر إليه مرة أخرى عندما سمعته يتحدث بتردد وكأنه لا يجد ما يقول فلقد كان يتحدث وهو ينظر إليها بعينان مملوءتان بالأسى لا تعلم شفقة على حالها أم لشيء آخر:



- أنا مش عارف ابتدي منين بس كل اللي عايز أقوله إني آسف جدا على كل اللي حصل.


ضيقت عينيها بعدم فهم لما تحدث بيه ثم قطعت حديثه لتمطره بالعديد من الأسئلة :


- آسف على إيه؟ وانت مين أصلًا؟ وانا هنا فين؟ انا حقيقي مش فاهمة حاجة ياريت تفهمني اللي حصل؟


 لا يدري كيف يمكنه أن يقول لها ما حدث ويعترف بذنبه أمامها ولكن ليس لديه خيار فتقدم بضع خطوات تجاهها وجلس على المقعد القريب من الفراش وهو متهدل الأكتاف لا يقوى على النظر في عينيها ولكن ماذا بيده أن يفعل فهذه المواجهة ستحدث حتما إما عاجلًا أم آجلًا فلينتهي منها إذا الآن عله يستطيع أن يتخلص من ذلك الحجر الجاثم على صدره و يمنعه من التنفس.



حاول أن يستجمع شجاعته ثم نظر إليها وهو يحمحم ويحاول إخراج صوته دون أن يتلعثم وتحدث إليها بصوت مليء بالخزي والألم:



- من شهرين كنت سايق عربيتي وانتي ظهرتي قدامي فجأة مقدرتش افرمل  وخبطتك بالعربية.


رأى علامات الصدمة البادية على وجهها فلقد حملقت بعينيها وفتحت فمها تحاول التحدث ولكنه أكمل دون أن يدع لها مجال للحديث قبل أن يكمل هو:


-  أخدناكي المستشفى والدكاترة عملتلك اللازم ودخلتي وقتها في غيبوبة بس مقدرناش نتواصل مع حد من أهلك لأن مكانش معاكي أي حاجة تثبت شخصيتك ولا بطاقة ولا موبايل ولا أي حاجة نقدر بيها نوصل لحد من أهلك علشان كدا لما الحالة استقرت جيبتك هنا الفندق بتاعي علشان تكملي علاجك وزي ما شوفتي كان فيه دكتور مشرف على حالتك واتنين ممرضات يعني كأنك كنتي في المستشفى بالظبط.


أنهى حديثه ونظر للاسفل مرة أخرى وهو يقول:


- طبعا أنا عارف إن مفيش حاجة تقدر تعوضك عن اللي حصل بس أنا مستعد لأي تعويض تطلبيه سواء مادي أو معنوي أنا على أتم الإستعداد إني انفذ كل طلباتك.




حاولت استيعاب كلماته ولكنها وجدت صعوبة في ذلك ووجدت آلاف الأفكار تتصارع داخل عقلها فلا تعلم من أين تبدأ  هل تفكر في عائلتها وما حدث لهم وما عانوه في فترة غيابها أم تفكر في عملها التي من المؤكد أنها فقدته وضاع جهدها سدى وعند تلك النقطة وجدت نفسها تنتفض واغرورقت عينيها بالدموع فلقد كانت قاب قوسين أو أدنى من تحقيق حلمها ويكتب اسمها في التاريخ بأحرف من نور وفي لحظة يضيع كل شيء على يد شاب  متهور من طبقة الأغنياء التي تمقتها كثيرًا فهم يعتقدون أنهم يستطيعون شراء البشر بنقودهم وهنا تذكرت كلماته عن التعويض الذي حدثها عنه فلم تستطع تمالك نفسها وانفجرت به غاضبة دون أن تعي الكثير مما تفوهت به:



- يعني انت عايز تفهمني انك لما خطبتي بعربيتك ودخلت المستشفى محدش بلغ عن غيابي ولا انت بنفوذك  عرفت تطرمخ على  الموضوع وقدرت تخليهم ميعرفوش عني حاجة.


قالت ذلك وهي تطلع يمينًا ويسارًا وكأنها فطنت لما يحدث لتكمل حديثها مستنكرة ما حدث:


-  علشان كدا انا مش فى المستشفى يبقى انت خرجتني علشان الحكاية متتكشفش مش علشان الحالة استقرت ولا حاجة.



لم يستطع أن ينطق بكلمة فهي على صواب في كل ما قالته، لقد كان مخطئًا في حقها لأقصى درجة ولم يضع في حسبانه عائلتها وما حدث لهم في تلك الفترة المنصرمة.


بقاءه صامت هكذا وهو ينظر أرضا جعل غضبها يتأجج بداخلها أكثر فأكثر فبصمته هذا قد صدق على حديثها.



حاولت النهوض والسير على قدمها ولكنها لم تستطع أن تخطو خطوة واحدة وكادت أن تقع أرضًا لولا يده التي أحاطت بخصرها ليحول بينها وبين الأرض وقام بمساعدتها لتجلس على الفراش مرة الأخرى رغم نفورها منه ورفضها أي مساعدة منه فحاولت إبعاد يده عنها ولكنه أبى أن يتركها إلا وهي جالسة على الفراش وتحدث بصوت يتضح عليه الإهتمام بها:


-  أرجوكي متتحركيش أي حركة غلط ممكن تتسبب في مشكلة، انتي كنتي في غيبوبة لمدة طويلة والحركة المفاجئة غلط عليكي كمان كان فيه كسر في رجلك ولحد دلوقتي مش عارفين تأثيره إيه.


رأى علامات الرفض الواضحة على وجهها ليكمل حديثه لكي لا بترك لها فرصة لرفض حديثه.


-  ياريت مترفضيش كلامي لمجرد العند خليكي على ما تتحسن صحتك وترجعي زي الأول أو على الأقل تقدري تتحركي كويس وساعتها اعملي اللي انتي عايزاه حتى لو عايزة تبلغي عني معنديش مشكلة.


أنهى حديثه ونظر إليها ليجد أن كلماته بدأت تؤثر بها وبدأت تستجيب لها إلى حد ما ليتزين ثغره بتلك الابتسامة الساحرة والوقورة في نفس الوقت والتي يتميز بها كثيرًا.



للحظات نسيت كل ما حدث وشردت في تلك الابتسامة الغريبة ولكنها سرعان ما عادت لرشدها وزجرت نفسها على حملقتها به وتحدثت إليه بعملية شديدة لطالما اتسمت بها:


-  تمام انا مضطرة أوافق مؤقتا على كلامك ده لحد ما أقدر أقف على رجلي من تاني وساعتها بس هشوف ممكن أعمل معاك إيه؟ من فضلك عايزة تليفون علشان أكلم أهلي وأطمنهم عليا وياريت تسيبني لوحدي دلوقتي.


رفع حاجبه كعلامة للتعجب من طريقتها في الحديث معه والتي تحدث له لأول مرة ولكنه وجد نفسه ينصاع لأوامرها دون إبداء أي اعتراض منه وتحدث إليها باقتضاب:


- حاضر دقايق والموبايل هيكون عندك.


قال ذلك وغادر الغرفة مغلقا الباب خلفه تاركًا إياها في صراع مع مئات الأفكار التي جعلت رأسها على وشك الانفجار ولم تشعر بمرور الوقت الذي قارب الساعة ليخرجها من شرودها تلك الطرقات على باب الغرفة يتبعها دخول تلك الممرضة ومعها هاتف جديد من أحدث إصدار وعلبة أخرى بها خط للهاتف وبطاقة كُتب بها كلمة المرور الخاصة بالشبكة اللاسلكية للبيانات.


أخذت الهاتف بانبهار شديد حاولت إخفاؤه قدر استطاعتها وقامت بفتح العلبة وأخرجته منها وهي تقلبه يمينًا ويسارًا فتمتمت بصوت منخفض وهي تتأفف وتلوي ثغرها بسخرية:


-  بتتمنظر عليا حضرتك وباعتلي موبايل جديد لا ومش أي موبايل دا من أبو تفاحة  وأحدث حاجة نزلت السوق كمان، دا الواحد محتاج يحوش ١٠ سنين علشان يجيب تليفون زي ده فعلا صدق من قال الفلوس مع التيوس.


تركتها الممرضة لتبقى على راحتها فأمسكت بالبطاقة الملحقة بالهاتف والخط وتفقدتها لتجد أن تلك البطاقة المزينة بالألوان الترابية قد طبع عليها اسم علامة تجارية ما لا تعرفها، وكأنها ترجع لمكان ما وتساءلت فيما بينها أين هي؟ هل هذا اسم فندقه؟ أم ماذا؟ ووجدت نفسها تضحك بشدة عندما تذكرت الفندق الذي كانت تقيم به قبل الحادث وكيف كانت حالة الغرفة التي  لم تكن بالطبع تمكث بها بمفردها  بل كانت تتقامسها مع اثنتين من زميلاتها فهزت رأسها وابتسمت ابتسامة ساخرة مما يحدث وقالت بصوت مرتفع إلى حد ما:


-  الكارت ده انضف من حياتي وربنا  دحنا طلعنا مش عايشين.


قامت بتركيب الخط داخل الهاتف  وتذكرت رقم هاتف شقيقتها بصعوبة شديدة فيبدو أن تلك الغيبوبة اللعينة قد أثرت على قدرتها على التركيز إلى حد ما وطلبت الرقم وهي تدعو بداخلها أن يكون صحيح.




❈-❈-❈



تتسطح فراشها غير مبالية بشيء تنظر للفراغ أمامها وكأنها قد انعزلت عن العالم وفقدت القدرة على التواصل مع الآخرين تذهب إلى عملها صباحًا لتتجنب الشحار مع والدها وتعود تغلق عليها باب حجرتها وتبكي في صمت كما تعودت في الأيام الماضية حتى لا تسمعها والدتها فتنهار هي الأخرى.


لا تفكر في شيء سوى ذكرياتها مع شقيقتها، لا هي ليست شقيقتها بل والدتها التي لم تنجبها فبرغم فارق السن الضئيل بينهما إلا أنها كانت دائما السند والظهر بالنسبة لها هي من كانت تحميها من بطش والدها ولولاها لما استطاعت إكمال دراستها فلا تصدق أنها قد رحلت ولن تراها ثانية.


قلبها يحدثها أنها ستعود ولكن كل الشواهد تقول أنها قد رحلت بلا رجعة فلا شيء يمنعها عنهم سوى الموت.


أفاقت من شرودها على صوت رنين هاتفها الملقى بإهمال جوارها ولكنها لم تهتم بالرد على المكالمة بل اكتفت بكتم الصوت حتى تعود لذكرياتها مرة أخرى ليعود الهاتف للرنين مرة أخرى فأخذته بانفعال وكادت تغلق الخط في وجه المتصل لولا أنها وجدت على شاشته هذا الرقم الغريب ليدفعها الفضول للرد عليه عله يحمل اخبار عن شقيقتها.


فتحت الخط ولم تكد تجيب حتى استمعت للصوت الأقرب إلى قلبها فتجمدت مكانها وكأنها قد أصيبت بماس كهربائي و وقع الهاتف من يدها فهي لا تصدق أنها قد استمعت لصوت شقيقتها الآن وهي حية ترزق.


لحظات من الذهول مرت عليها لا تقوى على فعل شيء ولا يتحرك بها سوى رموش عينيها حتى تمالكت نفسها بعض الشيء وأخذت الهاتف مرة أخرى ووضعته على أذنها ليأتيها صوت شقيقتها مرة أخرى وهي تقول:


- ألو، وعد انتي سمعاني؟ 


لم تستطع كتم شهقاتها وهي تبكي فرحًا لسماع صوت شقيقتها وتأكدها من أنها حية ترزق وتحدثت من بين شهقاتها بحروف متقطعة:


-  انتي، انتي عهد بجد ولا أنا بحلم؟ أرجوكي قوليلي إنك عهد.


ردت عليها وهي تبكي هي الأخرى:


-  أيوة يا حبيبتي انا عهد،  انا بخير متخافيش انتوا عاملين ايه؟ وماما فين؟


ذكر اسم والدتها جعلها تستعيد وعيها بعض الشيء وفي لحظة قامت بالقفز من فوق الفراش تصيح باسم والدتها وهي محتضنة الهاتف وكأنها قد وجدت ضالتها بعد طول انتظار.



فتحت باب الغرفة وهي تنادي بأعلى صوت لديها:


-  يا ماما يا ماما تعالي بسرعة.


فزعت سميحة عند سماعها لصياح ابنتها وظنت أنه قد حدث لها مكروه هي الأخرى فأتت مهرولة من داخل غرفتها لترى ما بها فهي لاتستطيع تحمل خسارة ابنتها الأخرى فيكفيها ما خسرته.


اقتربت منها لترى ما بها لتتعجب من حالها فهي تبكي وتضحك في نفس الوقت وتحتضن هاتفها بشكل غريب فتلمست ذراعها وتحدثت بخوف ظاهر على تقاسيم وجهها.


 -   مالك يا حبيبتي فيكي إيه؟ وبتنهجي ليه كدا؟


ردت عليها بصعوبة شديدة وهي تلهث وكأنها كانت تعدو في ماراثون للركض:


-  عهد يا ماما، عهد عايشة ومعايا عالتليفون.


لم تصدق ما سمعته أذنيها وأخذت الهاتف بأيدي مرتعشة تحاول الجلوس على أقرب مقعد حتى لا تسقط لتدخل في نوبة بكاء هستيري عند سماع صوت فلذة كبدها لا تصدق أن الله قد استجاب لدعائها وأعادها إليها مرة أخرى بعد أن فقدت الأمل بذلك.


وضعت الهاتف بصعوبة شديدة على أذنها من أثر اهتزاز جسدها وهي تدعي ألا تكون تحلم أو تتخيل كعادتها طوال الشهرين الماضيين فسمعت صوت طفلتها الحبيبة وهي تتحدث:


-  الووو، يا ماما، يا وعد روحتوا فين حد يرد عليا.


أجابتها والدتها بصوت مهزوز وهي تحاول التوقف عن البكاء:


-  أنا هنا أهه يا قلب ماما،  أنا مش مصدقة اني سامعة صوتك بجد يارب ما كون بحلم زي كل مرة.


ردت عليها عهد من بين بكائها هي الأخرى ولكنها تمالكت نفسها وحاولت مداعبتها حتى تتوقف عن البكاء:


-  لا يا حبيبتي مبتحلميش ولا حاجة انا كويسة وزي الفل الحمد لله متخافيش عمر الشقي بقي يا سموحة بنتك زي القطط بسبع ترواح. 


ابتسمت عندما سمعتها تدعوها بذلك الاسم الذي لطالما اعتادت أن تناديها به وبدأت في الهدوء قليلًا وأخذت تتحدث معها لتعلم ما الذي حدث معها وما هو سر اختفائها لكل هذه المدة.


❈-❈-❈




أنهت المكالمة مع عائلتها بعد أن قصت عليهم ما حدث لها  وأخذت من شقيقتها رقم هاتف رهف صديقتها لكي تطمئنها هي الأخرى في مكالمة  لم تختلف كثيرًا عن مكالمة أسرتها فقلد كانت مليئة بالبكاء وعدم التصديق أنها يخير وكأنها قد غابت عنهم لأعوام وليس لشهر أو اثنين حسب كلام الطبيب.



كما أنها قامت بالاتصال بخدمة الغرف  لتعرف منهم اسم الفندق وعنوانه لتعطيه لرهف بعد تصميمها  على السفر إليها في أول طائرة آتية إلى الأقصر.


 بعد إنتهاء المكالمة مع صديقتها قررت البحث في الشبكة العنكبوتية عن أخبار الكشف الأثري الذي حرمت من جني ثماره بعد طول جهد وها هو ذهب من بين يديها.


أخذت تتنقل بين المواقع التي تتحدث عنه في ذهول شديد عيناها مفتوحتان فاغرة الفاه لا تصدق شيء مما تقرأه فلقد كانت كافة المواقع تتحدث عن إيقاف العمل في المقبرة وغلقها لعدم استطاعة أحد من الدخول بها دون أن يقع مغشيًا عليه بعد دقائق معدودة من دخوله.


وبالطبع العديد من المواقع ربطت ذلك بلعنة الفراعنة وهناك من قال أن صاحب المقبرة كان كبير كهنة وعلى علم واسع بفنون السحر الأسود وقد وضع لعنة على كل  من يقتحم مقبرته.



كما ذكرت بعض المواقع أنهم قاموا بجلب أكثر من ساحر مخضرم لكي يساعدوهم في دخول المقبرة ولكنهم فشلوا في ذلك فشل ذريع وأجمعوا أن السبب في ذلك هو أن المقبرة محمية أو مرصودة على حسب قولهم بعشيرة من الجن ويقودهم ملك من ملوك الجان ولا يمكن كسر اللعنة أو الدخول دون أن يأذنوا هم بذلك. 


هناك أيضا من ذكرها في بعض المقالات وربط بين اختفائها ولعنة الفراعنة وإنه من المؤكد أن سبب اختفائها هو دخولها المقبرة بصفتها الناجية الوحيدة التي دخلت وخرجت دون أن يحدث لها شيء ومن المؤكد أن الجان قد أخذوها لعالمهم.



بل هناك من شطح بخياله وقال أنها قد تم تقديمها ك قربان لفتح المقبرة وتم ذبحها لذلك الغرض ودفن جثتها.


كانت تتنقل بين المواقع وهي تتمتم في داخلها:


-  إيه الهبل اللي بيقولوه ده؟ لعنة فراعنة إيه؟ وقرابين إيه اللي بيقولوا عليها؟ ويعني إيه محدش عرف يدخل المقبرة منا دخلت وخرجت محصليش حاجة ولا يكونش الجن هما اللي خبطوني بالعربية وانا مش واخدة بالي والناس اللي شوفتهم دول كلهم مش بني آدمين ولا حاجة.


قالت ذلك وهي تلوي فمها بسخرية مما قرأته وأكملت وهي تضرب كف على كف:


- يخربيت الجنان والأفلام الأجنبي اللي لحست عقول الناس الناس شكل اللي كاتب الكلام ده بيسمع أحمد يونس كتير لحد ما أثر على طريقة تفكيره.


أنهت تصفحها على الهاتف و أغلقت الأنوار علها تستطيع أخذ قسط من النوم قبل مجيء رهف غدًا ولكنها لم تستطع ذلك فلقد هاجمتها العديد من الأحلام المزعجة التي ترى بها نفسها في زمن مختلف وترتدي ملابس غريبة بل وتتحدث أيضا لغة مألوفة بالنسبة لها ولكنها لم تتحدث بها بتلك الطلاقة من قبل.




❈-❈-❈



تقف في شرفة القصر تفكر في ذلك الغريب الذي يشغل تفكيرها منذ اللحظة التي رأته بها لأول مرة، لا تعلم سبب تعلقها به أو تفكيرها الدائم فيه وهي لم تره سوى للحظات قليلة.


شيء به يجذبها نحوه تجهل ما هو ولكن كل ما تعرفه هو أنها تريد أن تراه دائما.


أفاقت من شرودها على صوت وصيفتها وهي تنادي عليها فالتفتت ناحية الصوت لتجدها تنحني أمامها كما جرت العادة ثم استقامت وحدثتها بابتسامة وبتلك النبرة الحنونة التي لطالما خاطبتها بها ولكنها يشوبها القلق على حالها هذه المرة:



-  ماذا بكِ مولاتي؟ أراكِ دائما شاردة الذهن منفصلة عن كل ما يدور من حولك.



ارتبكت كثيرا لا تدري بما تجيبها فقامت بفرك يديها معًا وأزاحت خصلات شعرها خلف أذنيها وتهربت من النظر في عينيها و أجابتها بتلعثم أقلقها أكثر:


-   لا شيء،  لا شيء "ماكنيا" أنا بخير لماذا تقولين ذلك؟



رفعت وجهها لتجعلها تنظر في عينيها وحدثتها بحنان أمومي:


 -  لا لستِ بخير فأنا من قامت بتربيتك منذ أن كنتِي طفلة صغيرة و أعرفك جيدًا، بكِ شيء غريب منذ يوم الاحتفال لم تعودي كما كنتِ وكأنكِ شخص آخر غير مولاتي إيزادورا التي أعرفها.



لم تستطع أن ترد عليها واكتفت بالنظر أرضا فكفت ماكنيا عن إلحاحها وقررت أن تتركها وشأنها ولا تضغط عليها أكثر من ذلك وتحدثت معها برسميه لم تعهدها إيزادورا عليها من قبل:


-   كما تريدين  مولاتي لن أقوم بإزعاجك بأسئلتي أكثر من ذلك ولكن اعلمي أنني موجودة في أي وقت تريدين الحديث فيه، عذرًا فلتأذني لي بالانصراف.


سمحت لها بذلك وشردت مرة أخرى وهي تنظر إلى حديقة القصر فهي لا تستطيع إخبارها بما تشعر به الآن على الأقل.


كانت تنظر  للورود الجميلة التي أمامها عندما وجدته ينظر إليها بهيبته وابتسامته الجذابة.



لم تصدق عينيها في بادئ الأمر فأخذت تفركهما عله يختفي من أمامها ولكنه ظل وافقًا في ثبات كما هو لا يفعل شيء سوى النظر إليها فنادت على وصيفة من وصيفات القصر غير ماكنيا بالطبع حتى لا تشك بأمرها وسألتها عمن يكون وهي تشير نحوه ليحيد بنظره عنها حتى لا تراه الوصيفة التي أجابتها أنه القائد الجديد لحرس القصر.



لم تستطع إخفاء ابتسامتها وأخذ قلبها يقرع كالطبول حتى أنها كانت تسمع صوت دقاته فلا تصدق أنه سيكون أمامها دائمآ وستراه في كل الأوقات فوضعت يدها على قلبها وهي تبتسم ولا تستطيع أن تحيد ببصرها عنه ليتأكد هو من أنها تبادله الإعجاب هي الأخرى وأن محاولاته المستميتة للمجيء لذلك القصر لم تذهب سدى.




يتبع