-->

الفصل العاشر - أريد أنثى

 


الفصل العاشر


في منزل خالد 

كان يقف مع منار و العمال و هم يقترحون عده إقتراحات، مثلا عن ألوان الحائط و الكثير من تلك الاشياء و كانت منار هي من تقوم بالتحديد بناء علي طلب خالد هذا، و لكن أثناء أنشغالهم رن هاتف خالد و كانت والدته، تخبره بأن ينزل لها ليأخذ مريم لانها تبكي و ربما تصمت معه "كان هذا الحديث قبل ان يأتي سالم" 

هتف خالد مسرعا:

"عن إذنكوا خمس دقايق و جاي تاني مش هتأخر" 

اومأ له الجميع بصمت، نزل خالد الدرج سريعا وجد والدته تنتظره و معها أبنته التي كانت تبكي و أول ما رأته مدت يدها له ليحملها

التقطها خالد من يد والدته مسرعا و أخذ يلاعبها حتي تهدأ، هدأت قليلا فأخذها و صعد بها ألي منزله مره أخري 

دخل فوجد العمال بالغرف ليأخذوا المقاسات، و منار تجلس علي احد المقاعد وامامها حسوبها تدون به بعض الأشياء، رفعت نظرها له عندما سمعت صوت همهمه طفوليه فوجدت طفله بين يده فإبتسمت:

" مين القمر دي، قريبتك"

إبتسم خالد و هتف ببعض التوتر:

" دي بنتي مريم"

نظرت له منار بغباء و دهشه، إبنته كيف! 
ألم يقول لها أن سيتزوج عن قريب، فهم خالد ما يدور بخلدها فهتف بخفوت: 

"أنا مطلق و دي بنتي، هي قاعده معايا أنا و أمي" 

إبتسمت منار بإحراج: 

"انا اسفه بس مكنتش اعرف يعني، علي العموم ربنا يحفظهالك هي ذي القمر والله" 

إبتسم لها خالد و هتف بإمتنان: 

"متشكر جدا ليكي" 

ثم ذهب و جلس علي مقعد بجوارها، نظرت له منار و هتفت:

" انا حددت كل غرفه هتبقي محتاجه ايه، أتفضل شوف كده"

ثم جعلت الحاسوب موجها له و جعلته يري كل تصميم لكل غرفه، كانت الصغيره تريد ان تذهب لمنار فأخذت تتحرك علي قدم والدها بعشوائيه، وهي تمد يديها الصغيريتين لمنار حتي تحملها 

حاول خالد أن يثبتها علي قدمه فهتف بعتاب طفيف و كأنها تفهمه:

"وبعدين يا مريم بطلي شقاوه بقى"

أخذت تهمهم بكلمات غير مفهومه و مازالت تحاول الذهاب لمنار، التي أول ما مدت يدها إليها إرتمت الصغيره في أحضانها بسعاده، ضحكت منار علي طفولتها و هتفت بمرح: 

"خلاص كده يا ستي مبسوطه" 

أطلقت الصغيرة ضحكات طفوليه وهي تلعب بشعر منار بطريقة جعلتهم يبتسمون عليها، هتف خالد وهو يحك عنقه بحرج:

" معلش هي شقيه شويه "

إبتسمت منار وهي تلاعب الصغيره بمرح:

" لا خالص دي عسليه اوي بص انا هاخدها معايا خلاص"

ثم نظرت للصغيره و هتفت بمرح: 

"تيجي معايا يا قمر انتي" 

ضحكت الصغيره و كأنها تفهمها و هزت رأسها بنعم 

ضحك خالد و هتف:

" بعتيني في أول محطه أيه الخيانه دي "

: الله ده أيه الجمال ده مبروك 

نظروا إلي هذا الصوت فوجد خالد أماني التي تنظر لهم بغضب، أما منار فلم تتعرف عليها فباب المنزل كان مفتوح لذلك أستطاعت أماني الدخول 

هتف خالد ببعض الحده: 

"خير فيه حاجه" 

هتفت أماني بسخريه وهي تسير امامهم بدلال:

" لا ابدا ده انا سمعت صوت في الشقه هنا قولت يبقي جبت عروسه الهنا، فطلعت أبارك ليها "

ثم نظرت لمنار وهتفت وهي تنظر لها من أعلاها لأسفلها: 

"مبروك يا عروسه" 

وقفت منار وهي مازالت تحمل مريم المتعلقه بها و هتفت بتعجب: 

، عروسه مين حضرتك أنتي فاهمه غلط، أنا مهندسه الديكور اللي بتجهز الشقه"

نظرت لها أماني بسخريه: 

"لا والله مهندسه ديكور، وهي مهندسه الديكور يا حبيبتي بتقعد مع الزباين بتوعها في شقه لوحدهم ولا تكونيش أنتي اللي متعوده علي كده" 

هتف خالد بغضب: 

"أحترمي نفسك يا أماني و غوري من هنا يلا" 

اقتربت أماني من منار وهي تريد جذب الصغيره المتعلقه بها بعنف:

" عاوزه بنتي يا خالد، هخدها و أمشي" 

تشبتت الصغيره في منار اكثر و أخذت تبكي، حاوطت منار الصغيره بيدها و باليد الاخري دفعت أماني،

 وهتفت بغضب أمام خالد و العمال الذين خرجوا عندما سمعوا الصوت: 

"ابعدي إيدك عنها انتي إتجننتي، في حد ياخد طفله بالمنظر ده هتعوريها يا متخلفه" 

هتفت أماني بحقد و غضب:

" أيه هتعملي نفسك خايفه علي بنتي اكتر مني ولا ايه، ولا تكونيش فاكره انك بالمنظر ده هتخليه يا يتجوزك مثلا، خلي بالك انتي مش ذوقه خالص "

أنهت حديثها وهي تنظر لمنار بإشمئزاز

أعطت منار مريم لخالد الواقف بجانبها و همست بغضب: 

"بقولك أيه مش علشان بتكلم معاكي بإحترام تفتكريني محترمه و هسكت علي اللي عماله تقوليه، لا يا ماما انا متربتش اصلا و معنديش مانع امسح بيكي بلاط الشقه و اعلقك علي الحيطه ديكور، لمي نفسك وأنتي بتكلميني كده يا عمري علشان متزعليش مني فاهمه يا بت" 

نظر لها خالد بصدمه، و لكنه كان سعيد بردها علي أماني حتي أنه كان سيسقف و يشجعها علي ما تقوله 

هتفت أماني بغضب: 

"أنتي بتعلي صوتك علي أماني ابو الخير يا حيوانه" 

هتفت منار بسخريه: 

"يعني كنتي أماني سويرس و أنا معرفش" 

كتم خالد ضحكته علي مظهر أماني، سمع صوت منار وهي توجه حديثها له:

" أنا خلصت النهارده كده يا أستاذ خالد إنشاءالله شهر كده و تستلم الشقه جاهزه من كل حاجه، عن إذنك يلا يا جماعه "

تحركت و ألقت نظره إشمئزاز علي أماني، ثم ذهبت للخارج مع العمال و صديقتها في المكتب 

نظرت أماني لخالد الذي جلس مره أخري و أخذ يلاعب الصغيره التي كانت تبكي بسبب رحيل منار فحاول تهدئتها و متجاهل أماني، التي اقتربت و جلست علي الاريكه بجانبه و هتفت بحزن مصطنع غير عابئه ببكاء أبنتها: 

"يرضيك مراتك أم بنتك يحصل فيها كده يا خالد و أنت واقف ساكت" 

هتف خالد وهو مازال ينظر لابنته: 

"طليقتي أسمها طليقتي مش مراتي، و أه يرضيني بالعكس ده أنا فرحان أوي أنها ردت عليكي" 

همست أماني بدلال وهي تقترب منه:

" للدرجادي هنت عليكي يا خالد، كل حاجه بينا ملهاش أي قيمه عندك "

نظر لها خالد بإشمئزاز و ابتعد عنها وهو يلم أشيائه حتي يذهب: 

"أيوه هنتي عليا و أنسي أني أرجعك يا أماني متفكريش أن بالحركات القذره دي ممكن أرجعك، و أيه  الحاجات اللي كانت بينا اللي المفروض يبقي ليها قيمه عندي، معتقدتش أنه كان فيه حاجه بينا يا أماني حتي لما كنا متجوزين،مكنش فيه غير الزعيق و الخناق معتقدتش أنه كان فيه حاجه حلوه علشان أفتكرها ليكي" 

نظر إلي باب المنزل و أشار عليه: 

"أتفضلي إنزلي شقتك علشان مينفعش تبقي معايا في مكان واحد يا طليقتي" 

نظرت له بحقد ثم تحركت بإتجاه الباب، فسمعته وهو يقول: 

"ياريت متجيش هنا تاني رجلك متخطيش الشقه هنا" 

نظرت له بغضب و هتفت: 

"أيه خايف من السنيوره لتزعقلك" 

تمالك خالد أعصابه و هتف بحده: 

"أنا مبخافش غير من اللي خالقني و أمشي غوري علي تحت" 

تركته أماني و نزلت إلي شقتها 



❈-❈-❈



إندفعت للداخل كالعاصفه، مسكت هاتفها و تحدثت مع والدتها 

أماني وهي تلهث من فرط غضبها:

" أيوه يا ماما" 

والده أماني بأمل: 

"ها طمنيني عملتي أيه" 

هتفت أماني بغضب:

" زفت يا ماما زفت، الباشا مش فارق معاه أي حاجه ده انا طلعت ولاقيت معاه واحده "

شهقت والده أماني بدهشه و هتفت:

"واحدة واحدة أذاي يعني"

قصت لها أماني كل ما حدث، ثم هتفت بضيق و حقد:

" البت دي شكلها مش سهل و أنا مش مرتحالها "

هتفت والده أماني: 

"طب مش هي قالت أنها مش العروسه و انها مهندسه الديكور بس" 

هتفت أماني بشك:

" لا برضوا مش مرتحالها ده كان واقف بيزعقلي علشانها "

هتفت والده أماني: 

"طب بطلي هبل بقي و أسمعي كل ما الوقت زاد في البعد بينك و بين خالد كل ما رجوعك ليه بقي أصعب" 

هتفت أماني بغيظ: 

"طب أنا أعمل أيه تاني يعني، أبوس رجله علشان يرجعني مثلا" 

هتفت والده أماني بخبث:

" لا يا فالحه أنتي اللي هتخليه يبوس رجلك علشان يرجعلك "

هتفت أماني بعدم فهم: 

"إذاي يعني" 

تحدثت والده أماني بخبث:

" أقولك... 

❈-❈-❈
منذ قليل في الاسفل 

هتف سالم بدهشه: 

"هدي مين

تحدثت منيره مسرعه:

" هيكون هدي مين يعني يا سالم هو فيه غيرها "

مسح سالم علي وجهه بغضب عندما تذكر ما حدث بلأمس:

" لا يا أمي مش هتجوزها "

هتفت منيره بضيق: 

"ليه بس يا حبيبي، دي والله طيبه و بنت حلال و مش هتغلبك ذي اللي فوق دي" 

جز سالم علي أسنانه و همس بصوت منخفض:

" وإيديها طويلة عاوزه قطعها "

نظرت له منيره و هتفت:

" بتقول أيه يا سالم"

رفع سالم نظره لها و هتف: 

"ولا حاجه يا ماما أنا بقولك بس أنا مش عاوز هدي" 

هتف رجب بعد صمته:

" بص يا سالم طبعا دي حياتك يا ابني و أنت اللي لازم تختار العروسه اللي أنت عاوزها، بس قولي يعني فيه حد معين في دماغك، أو أنت لاقيت عروسه و حاطت عينك عليها يعني؟ 

هتف سالم بهدوء:

" الحقيقه لا ملقتش عروسه مناسبه لحد دلوقتي، يعني أنا بروح الوكاله و باجي علي البيت و يوم ما بتأخر بروح الچيم، معنديش وقت أدور علي عروسه" 

هتف رجب بتريث: 

"طب ما تسيبك من موضوع الجواز ده و حاول مع ليلي مره تانيه، يا أبني يمكن الحياه مابينكوا تتصلح" 

نظر له سالم و هتف بضيق:

" تاني يا بابا "

تحدث رجب مسرعا: 

"يا أبني أنا مش قصدي والله يعني أنا شايف أنك قولت الموضوع ده في ساعه خنقه، بس أنت الموضوع مش في دماغك يا أبني، و الدليل علي كده أنك مش مدي نفسك فرصه حتي انك تدور علي عروسه" 

نظرت منيره لسالم وهي كانت تتمني أن يتزوج من هدي، فتلك هي من تتمني ان تكون زوجة لأبنها حقا، و لكنها هتفت بترقب: 

"أنت فعلا عاوز ترجع لمراتك من تاني؟ 
يعني يا أبني لو حاسس فعلا أن الدنيا ما بينكوا ممكن تتعدل حاول مره تانيه، بدل ما تلظم بنات الناس معاك" 

هتف سالم ببعض الغضب: 

"أحاول في أيه يا أمي، بقولك مش عاوزه تخلف مني أكمل مع واحده مش عاوزه عيال مني، غير كل ده أنا و أماني لو فكرنا نكمل مع بعض هتحصل مصايب" 

هتف رجب بهدوء حتي لا يغضب سالم: 

"طب يا أبني أنت بجد ناوي تجوز" 

تحدث سالم ببعض السخريه: 

"أومال بلعب يا حاج، أكيد ناوي أتجوز" 

تحدث رجب بنفس الهدوء:

" يا أبني ما أخوك برضوا قال هيتجوز وخد خطوه و بدأ يجهز شقته، أنت مبتعملش حاجه "

تحدث سالم بتعجب:

" يعني لما أجهز الشقه العروسه هتيجي مثلا! 

هتفت منيره: 

"يا حبيبي مش قصدنا كده بس أنت هتفضل ساكت لحد أمتي" 

وقف سالم و هتف بحنق:

" إنشاءالله ربنا يسهل يا ماما، عن أذنكوا علشان عندي شغل "

ثم تركهم و رحل، نعم حديثهم يوجد به أشياء صحيحه لما لم يبحث عن عروس حتي الان؟ 

"هدي" أتى أسمها في ذاكرته، هل يمكن أن يتزوجها مثلما قالت له والدته أيعقل! 

لا مستحيل فهو حتي لم يأخذ بثأره منها مما حدث بلأمس، يكاد عقله أن يجن فكيف كانت مسالمه و هادئه و بلحظه واحده تحولت إلي تلك الوقحه التي قامت بصفعه دون أن يرمش لها جفن

 نعم هو أخطأ عندما هتف بأنها يتيمه و لكنه غضب بشده عندما وجدها تسير في الشارع بذلك الوقت المتأخر، ذهب إلي الوكاله وهو يفكر فهذا الموضوع 

❈-❈-❈
في منزل هدي 

ظلت حبيسه غرفتها منذ الصباح، وهي تتخيل أن سالم يدخل غرفتها في أي لحظه و يقوم بصفعها مثلما فعلت به، أو يقوم بطردها هي و خالتها من الحاره بأكملها، أنتفضت من مكانها عندما فتح باب غرفتها ولكنها وجدت ساره أبنه خالتها

فوضعت يدها لي قلبها و تنفست براحه: 

"هو أنتي يا سارة" 

رفعت ساره حاجبها بتعجب: 

"أيوه أنا أومال كنتي فاكره مين يعني! 

هتفت هدي بخوف:

" كنت خايفه ليكون سالم"

نظرت لها ساره و تحدثت بدهشه: 

"وايه اللي هيجيب سالم هنا يا هدي" 

هتفت هدي بخفوت و الدموع بعينيها: 

"أنتي مش عارفه عملت أيه إمبارح، أكيد بيحضرلي مصيبه أنا خايفه أوي" 

حاولت ساره تهدئتها و هتفت: 

"بصي أنا قعدت أفكر و ملقتش غير حل واحد، ممكن ينجدنا منه" 

هتفت هدي بأمل: 

"حل أيه قولي بسرعه" 

شرحت لها ساره الامر ببساطه:

"بصي يا ستي إحنا هنروح للمعلم رجب اللي هو أبوه" 

شهقت هدي و هتفت بدهشه: 

"أنتي عاوزاني اروح لقضايا برجلي، هروحلي برجلي يا ساره هو ده الحل" 

تحدثت ساره بهدوء: 

"يا بنتي مش هيحصل حاجه أهدي، بصي إحنا هنروح للمعلم رجب ليه علشان نفهمه اللي حصل و طبعا إحنا لينا الحق ليه؟ 

هتفت هدي خلفها:

" ليه؟ 

تحدثت ساره بإبتسامة وكأنها حصلت علي جائزه كبيره: 

"علشان أبنه هو اللي أبتدي قله الأدب، و رمي علينا بالكلام و هو أكيد هيجيبه و نتفاهم" 

هتفت هدي بزعر:

" لا لا أنا مش هقدر أقف قدامه والله مش هقدر بلاش أروح أنا يا ساره، ده ممكن يموتني لو شافني قدامه بصي روحي أنتي "

مسكت ساره يدها و همست بتشجيع: 

"يا حبيبتي إحنا هنبقي قي أمان هنبقي عند أبوه يعني مش هيعمل حاجه، وحتي بعد ما نمشي لو فكر يعمل حاجه أبوه هيعرف، و أديكي شوفتي ماما كانت بتشكر في المعلم رجب إذاي يعني حقنا عنده محفوظ ها" 

فكرت هدي قليلا بالرغم من خوفها الشديد لكنها هتفت بتوتر: 

"يعني مش هيعملنا حاجه صح؟ 

حركت ساره رأسها بنعم:

" صدقيني والله مش هيحصل حاجه بإذن الله خير و هنروح و نيجي مجبورين الخاطر"

هتفت هدي و قد لمعت في رأسها فكره: 

*طب أيه رأيك نقول لعمرو يجي معانا، يعني هحس أني مطمنه برضوا "

شهقت ساره و هتفت مسرعه:

" لا لا عمرو مين انتي عاوزه يحصل حرب في الحاره، عمرو لو عرف اللي حصل مش بعيد يبقي عاوز يقتل سالم، بلاش عمرو علشان خاطري" 

يأست هدي و صمتت مره أخري، فلا فرار من الواقع ذلك هو الحل الوحيد حتي تتجنب أذى سالم أبو الخير..




يُتبع..