-->

الفصل الاربعون - قلبي بنارها مغرم



 الفصل الاربعون





إنتفض من نومته وجلس يتطلع إليها بفزع وعينان جاحظتان من شدة هلعهما وصاح بنبرة حادة: 
_ وجعتك سودة ومجندلة علي نفوخك ونفوخ اللي چابوكِ ،  عتخرفي وتجولي إيه يا بِت المركوب إنتِ  ؟!  


إرتعبت أوصالها وأرتجف جسـ.ـدها من هيأته ونظراته التي تطلقُ شزراً ولا توحي بخير أبداً، لكنها إدعت الثبات وتحدثت بلامبالاة وتعجُب مُصطنع : 
_ فيه إيه يا أخويا،  مالك قلبت وشك كده ليه وكأني قولت لك علي خبر وحش  ! 


قفز من فوق تختهِ وتحرك إليها وأمسك ساعدها وقام بلويهِ وضغط عليه بشدة وتحدث بنبرة حادة: 
_ بلاش تعملي عليا الشويتين بتوع الرجاصين دول يا واكلة ناسك،  حِبلة كيف يا بِت وإحنا متفجين من جَبل ما نكتب الورجة إن چوازي منيكِ للمُتعة وبس  ؟ 

وأكمل حديثهُ متسائلاً وهو ينظر إليها بتشكيك: 
_ وبعدين حِبلة كيف واني جَبل ما أدخل عليكِ بيومين شيعتك عِند الحكيمة وركبت لك اللي إسمية اللولب دي ، 
عتستغفليني يا مّـ.ـرة إياك ؟   


كانت تتلوي ببن يداه مُتألمـ.ـة، هتفت وهي تحاول الفكاك من بين براثينهِ: 
_ سيب إيدي يا سي قدري حرام عليك، دراعي هيتكسر 


لم يعِر لتوسلاتها إية إهتمام بل زاد من لّي ذراعها أكثر وقبض باليد الاخري علي شعر رأسها مما جعلها تصـ.ـرخ مـ.ـتالمة ، وأكمل مُتسائلاً من بين أسنانه: 
_ بطلي رط يا مّـ.ـرة وإنطجي لأجطع خبرك 

أجابتهُ بنبرة مُرتجفة: 
_حاضر حاضر، هتكلم  
وأكملت شارحة بتوتر وزيف :
_من ييجي أربع شهور كده جالي مغص شديد ، ولما روحت كشفت عند الدكتورة قالت لي إن اللولب عمل لي مشاكل ولازم يتبدل بواحد جديد، ونصحتني إني لازم أخد راحة علشان القديم متركب بقا ليه أربع سنين وعملي لي مشاكل لازم تتعالج، 

وأكملت بنبرة زائفة : 
_ إدتني حبوب منع الحمل،  وشكلي كده نسيت أخدها في يوم وحصل اللي حصل 

صاح مُكذبً إياها بنبرة حادة : 
_كدابة يا ماچدة وممصدجش ولا كلمة من اللي عتجوليه 
     
زرفت دموع التماسيح وسالت فوق وجنتيها وهتفت: 
_  وهي دي حاجة ينفع فيها كذب بردوا يا سيد الناس 
  
وأكملت بثقة عالية: 
_وعلي العموم يا أخويا لو مش مصدقني ،  تعالّ بكرة معايا للدكتور اللي إنتَ تختاره بنفسك وخليه يكشف عليا ،  ولو طلعت مش حامل بجد إبقا إعمل فيا ما بدا لك  

نظر لها بقوة بعد أن إستشف صدق حديثها من قوة عيناها وثباتها الإنفعالي ،  فك قبضته من فوق ذراعها ودفعها بقوة فوق التخت لتسقط عليه ، إعتدلت سريعً تنظر عليه بريبة وهي تتحسس ذراعها بتـ.ـألُم 


نظر عليها وتحدث أمراً وهو يُشير بسبابته إليها بنبرة تهديدية: 
_ إسمعيني زين يا بِت المركوب إنتِ،  من بكرة تروحي للدكتورة اللي عتابعي وياها، وتتفجي معاها إنها تسجطك وتاخد الفَلوس اللي عوزاها 

شهقت ودبت علي صدرها وهتفت بإعتراض: 
_ يا مُصيبتي،  إنتَ عاوزني اعمل عملية إجهاض علشان أموت فيها  ؟ 
دقق النظر لعيناها وأردف قائلاً بنبرة تهديدية لا تحتمل الشك: 
_ صُح ممكن تموتي وإنتِ عتعملي العملية، بس دي إحتمال ضعيف 
وأكمل مهدداً وهو يتوعد لها بشر أرعبها : 
_ لكن لو معملتهاش السبوع دِه،  موتك عيبجي مؤكد يا حزينة  

إنكمشت علي حالها وضمت ساقيها بساعديها، 
وأكمل هو مُحذراً بعيون تُطلقُ شزراً: 
_ حُطي عجلك في راسك وإعرفي إنتِ عتلعبي ويا مين يا ماچدة 

ثم ضيق عيناه ونظر لها وهتف بفطانة وذكاء:
_ أني واعي لك زين، وألاعيبك الخيبانه دي معتفوتش علي مخي، 
وأكمل بتفاخر:
_  ده أني قدري النُعماني يا بِت إمبارح، قدري اللي السنين علمته وخلته يجدر يشوف في اللعيون اللي عتخبيه النفوس الخبيثة چواها



وأكمل كاشفً ما بداخلها :
_  إنتِ جولتِي في عجل بالك أما أحبل من قدري وأدبسه في عيل وألوي له دراعة وأحطه جِدام الأمر الواجع، وشيطانك جال لك إنك لما تِعملي إكده، معيكونش فيه حل غير إنه يكتب عليّ عِند مأذون 
واسترسل ساخراً: 
_ وتلاجي كمان شيطانك وشوش لك وجال لِك إن ممكن قدري المُغفل ياخدك علي السرايا تعيشي فيها كِيفك كِيف الهوانم اللي ساكنينها.، 
وأكمل بإهانة لشخصها  : 
_ غلبانه جوي إنتِ يا ماچدة،إيش جاب واحده مهشكة زيك لهوانم النُعمانية يا بِت 


نظرت إليه ودمعه سقطت من عيناها وتحدثت :
_  ولما أنتَ شايفني مش قد المقام أوي كده، إتجوزتني ليه؟ 

أجابها بصوتٍ صارم: 
_إتچوزتك لچل مزاچي يا بِت وإنتِ خابرة إكده زين، وأوعاكِ تعيشي في دور المسكينة عشان ملايجكش عليكِ 

تحرك إلي عُليقة الثياب وأخرج حافظة نقودهِ من جيب جلبابه المُعلق، وأخرج منها نقوداً عديدة وتحدث وهو يلقيها بوجهها بإشمئزاز: 
_  خدي الفلوس دي وروحي للدكتورة وخليها تخلصك من المصيبة دي بالذوج،  بدل ما أخلصك أني منيها ومن حياتك كلياتها  ،  أني مبهزرش يا ماچدة وعجولهالك للمرة العاشرة،  خافي علي نفسك مني يا بِت الناس عشان إنتِ مش كَد جلبتي يا حزينة 


إلتقط ثيابهُ وتحدث إليها أمراً بطريقة فظة  : 
_ تعالي إغسلي لي ضهري من الهباب اللي دهنتهولي دي

إستشاط داخلها من ذلك الفظ الذي وبرغم جبروتهُ إلا أنهُ يرتعب من أن تلاحظ عليه فايقة أية تغيرات، ولذلك دائم الحِرص علي إزالة جميع الأدلة والشواهد قبل مغادرته وكر ماجدة الذي يأتي إليه لأخذ متعتهِ الحلال ويرحل  



بعد مُدة كان مُرتدياً ثيابهُ بالكامل ويتحرك إلى الخارج، تتبعهُ تلك الحاقدة التي ترمقهُ بنظرات كارهه،  توقف عن الحركة وأستدار إليها وتحدث أمراً  : 
_ معايزش أعيد حديتي اللي جولته تاني،  تروحي بكرة للحكيمة وتخلصي حالك من البلوة دي 

وأكمل بهدوء لطمأنتها: 
_  وأني إن كان عليا،  هنسي عملتك المهببة دي وأرچع وياكِ كيف اللول تاني

قال كلماته وتحرك إلي الخارج دون إنتظار الرد،  تحت نظرات ماجدة المتوعدة له 


ضلت ساكنه بمقعدها إلي أن تأكدت وصولهُ إلي منزله وأمسكت هاتفها وضغطت زر الإتصال،  كان قد وصل للتو بسيارته إلي حديقة المنزل وصفها وتحرك بطريقهُ إلي داخل السرايا ،
  أوقفهُ رنين هاتفهُ فأخرجهُ من جيب جلبابه، ضيق عيناه عندما وجدها ماجدة،  ضغط زر الإجابة وهتف قائلاً بضيق: 
_ عايزة إيه تاني في ليلتك اللي مفيتاش دي 


وقفت وتحدثت بنبرة حاده صارمة: 
_عوزاك تسمعني كويس أوي وتوزن كلامي يا قدري،  علشان مش ماجدة اللي يتعمل معاها كده يا حبيبي،  مش أنا اللي تاخدني لحم وعاوز ترميني عظم واقف أتفرج عليك يا عنيا،  ده أنا ماجدة والآجر علي الله 


وأكملت بنبرة قوية واثقة:
_  العيل اللي في بطني ده إبنك ومن لحمك ودمك، ومش هنزله حتي لو وقفت علي شعر راسك، وتهديدك ده يا عنيا تبله وتشرب ميته، أنا مش تلميذة علشان أخاف من تهديدك الأهبل ده، ده أنا ماجدة اللي لفيتها كعب داير، مش علي أخر الزمن  هتيجي إنتَ وتخوفني يا إبن النُعماني، 


واسترسلت حديثها بقوة: 
_ الواد هخليه وهتكتب عليا رسمي الاسبوع ده 
وأكملت حديثها بتهديد صريح:
_  ماذا وإلا هاجي النجع وهقابل أبوك وهقوله علي حكايتي معاك، وبالمرة أبلغه عن تخطيتك لما رُحت للراجل بتاع مصر وأتفقت معاه علشان تجوز إبنك علي بنت اخوك اللي مكانتش كملت شهر جواز ، وكمان هبلغ الحرباية مراتك علي جوازنا وإنك مستغفلها ليك أربع سنين بحالهم
  
كان يستمع إليها بذهول، ثم هتف بغضبٍ عارم  : 
_إنتِ واعية للي عتجوليه ده وعارفة عتجوليه لمين يا حزينة؟

إبتسمت ساخرة وتحدثت بجبروت وقوة: 
_ايوة يا قدري، أنا عارفة كويس أوي بتكلم مع مين،  بس يظهر إن إنتِ اللي ما تعرفش إنتَ متجوز مين  

وأكملت بقوة وتهديد صريح :
_  إسمع آخر الكلام ونهايته يا قدري،  قدامك بالكتير إسبوع مفيش غيره وتكون كاتب عليا رسمي،  بعد الإسبوع ما يعدي بيوم متبقاش تلوم غير نفسك 

وأغلقت الهاتف دون إنتظار الإستماع للرد مما جعل قدري يُصيب بالجنون وكاد أن يفقد سيطرتهُ،  كاد أن يهاتفها أوقفهُ صوت تلك الواقفة بشُرفتها تتطلع عليه بإستغراب: 
_واجف عِنديك عتعمل إيه وعتكلم مين في التلفون يا قدري  ؟
إرتبك بوقفته حين إستمع إلي صوتها، رفع بصرهِ يتطلع إليها وتحدث: 
_ دِه واحد كان عيكلمني وعاوز تلفون قاسم،لچل مايكلمه علي جضية واعرة عِندية

أومأت له وتحدثت: 
_  طب يلا إطلع عشان تنام،  الوجت إتأخر




❈-❈-❈




في اليوم التالي 
داخل غرفة الضيافة الموجودة بحديقة السرايا والتي إتخذها يزن كي يجعلها مسكنً له بعيداً عن تلك اللزجة التي تقتحم حياتهُ ولا تجعلهُ يتنعم بالخصوصية والراحة اللتان حصُل عليهُما مُنذُ أن مّنْ الله عليه ورزقهُ خير الإبتعاد عنها 



كان يقف أمام المرأه يصفف شعر رأسهُ ويُهندم ذقنهُ بعنايه بعد أخذهِ حمامً دافئً،  إستمع إلي خبطات فوق بابهِ الذي يوصدهُ عليه كي يقطع عن ليلي فرص أقتحامـ.ـها للغرفة كعادتها ،  تحرك إلي الباب وفتحهُ، وجد نجاة التي تحمل بين يديها حاملاً موضوع عليه بعضً من المُعجنات وكأسً من المشروب البارد 

حملهُ عنها وتحرك بهِ إلي الداخل وهتف قائلاً بإعتراض وهو يضع ذلك الحامل فوق الكومود: 
_ لحد ميتا عتفضلي تاعبة حالك إكده يا أم يزن  ؟ 

أجابته بنبرة حادة لائمة: 
_ لحد ما ربنا يهديك وتتچوز وأطمن إن بجا لك واحدة تراعيك وتاخد بالها منيك، وتچيب لي منيها الحفيد اللي عموت عليه 


وأكملت بنبرة حزينة وهي تتحرك إلي التخت لتجلس عليه : 
_ لحد ميتا عتفضل حارمني من إني امّني عيني بشوفة عوضك يا يزن،  العُمر بيچري يا ولدي وعيالك إكده عيموتوا في ضهرك يا حزين 


قهقه بشدة وهتف قائلاً بتفاخر مصطنع: 
_  متخافيش علي أحفادك يا أم يزن،  العيال في ضهري كتير بس الصبر 


أجابته بنبرة يائسة: 
_الصبر مّل من كتر صبري يا ولدي

وأكملت وهي تنظر إليه بترقب:
_  أجطع دراعي إن ماكانت الحرباية اللي إسميها فايقة عملالك عمل، وعشان إكده معتفكرش في الچواز علي العجربة بِتها 


أبتسم لها وأقترب وجاورها الجلوس وتحدث بإبتسامة حانية:
_  وإن جولت لك إني لجيت بِت الحلال اللي كُنت عدور عليها ونويت خلاص  ،  عتجولي إيه 


إتسعت عيناها من شدة سعادتها وتساءلت متلهفة: 
_ عتكلم چد يا جلب أمك، 
وأكملت بتلهف:
_  بِت مين في النچع 
إشتدت سعادته عندما لاحظ لهفة وسعادة والدته، فأخبرها بعيون تنطقُ فرحً:
_الدَكتورة أملّ اللي عتشتغل في المستشفي ويا صفا 


إبتسمت بسعادة وتحدثت مُبتهجة : 
_ الله الوكيل أني حبيتها أمل دي من أول مرة شوفتها فيها،  ده غير الكلام اللي عتجوله عنيها أختك مريم،  عتجول فيها شِعر 

إبتسم بسعاده لحديث والدتهُ المُبهج الذي أدخل السرور علي قلبه  ، أما نجاة فقد إختفت إبتسامتها بلحظة وكأنها تذكرت شئً، فتساءلت بترقُب قلق: 
_ بس تفتكر إن الدَكتورة أمل عتوافج عليك يا ولدي  ؟ 

ضيق عيناه قائلاً بتعجُب   : 
_ وأني عيبي إيه يا أمّا لچل ما ترفضني ! 

هتفت سريعً بحنان وفخر : 
_ إنتَ سيد الناس كلياتهم ومليكش زي  يا ضنايا   
وأكملت مُفسرة :
_  بس متأخذنيش يا ولدي، دي لساتها بِت بنوت ومدخلتش دنيي جبل سابج، وإنتَ يعني، راچل متچوز  


تنهد بإرتياح وتحدث بهدوء :
_ من الناحية دي إطمني يا أمّ يزن ، أني فاتحت أمل في الموضوع وهي وافجت، بس ليها شرط 

ضيقت نجاة عيناها وسألته بإستغراب: 
_ ويطلع إيه الشرط دي كمان يا ولدي 
تنفس عالياً وأجابها:
_عوزاني أطلج ليلي 

زفرت بضيق وتحدثت بإستسلام :
_ أهو إكده هي بتحط العُجدة في المنشار  ،  لأن چدك مستحيل يوافج علي طلاج الملعونة ليلي 

تنفس بضيق ونظر أمامه بشرود يُفكر فيما هو قادم عليه ، فأكملت نجاة بنبرة تشجيعية لتبث داخلهُ الحماس وذلك بعدما لاحظت الأحباط الذي أصابهُ جراء حديثها الواقعي بحكم معرفتها بتفكير عِثمان  : 
_ عتكلم چدك ميتا  ؟ 

أجابها بنبرة هادئة: 
_أني كُنت مستني لما عمي زيدان يشد حيله شوي،  بس بصراحة خجلان أكلمه عشان اللي خُصل مع قاسم وصفا 


زفرت نجاة وتحدثت بإمتعاض: 
_ ودي ماله ومال موضوع چوازك،  ولا هُي فايقة وعيالها عيفضلوا موجفين لك حياتك طول عمرهم 

تنهد بضيق وأقنعته والدتهُ بأن يذهب إلى جده مساء اليوم ويفاتحهُ في طلبه


بعد قليل، خرج من غرفته لإنتوائهِ الذهاب إلي المّشفي ليري وجه فاتنتهُ التي لم يعد بإستطاعته عدم رؤياها طيلة الوقت 
نظر للأعلي وجد فارس ومريم يجلسون في شرفتهم يتسامرون ويبدو علي ملامح وجهيهما الإنسجام، تحدث إلي فارس بعدما ألقي التحية عليه وعلي شقيقتهُ الغالية  : 
_ عاوزك في موضوع مهم يا فارس 

أومأ له وتدلي،  وبعد قليل كانا يجلسان في الحديقة الخلفية في صمتٍ تام وترقُب من يزن بعدما أبلغ فارس بأنتوائه الزواج وإبلاغ جده طلاق ليلي 

تحدث يزن علي إستحياء خشيةً حُزن صديقهُ: 
_ أني جولت أجول لك اللول جَبل ما أفاتح چدك في الموضوع لأنك صاحبي ومش عايزك تزعل مني 

أومأ لهُ فارس الذي ينظر أرضً حُزنً علي شقيقتهُ وأردف قائلاً بتفهم  : 
_ أني عارف إن من حجك تتچوز وتخلف زي بجيت الخلج،  بس مكانش ليه لزوم تطلج ليلي يا يزن 

تحدث يزن مفسراً قراره علي إستحياء: 
_ إكده أحسن لـ ليلي يا فارس ،  أني معينفعش أكون معاها زي الأول تاني وإنتَ خابر السبب زين،  معاوزش أظلمها بهُجراني ليها وأشيل ذنبها في رجبتي 

أومأ فارس بتفهم ثم سألهُ مُتعجبً  : 
_ ميتا حُصل العشج اللي بيناتكم إنتَ و أمل دِه  ! 

قطب جبينهُ وسألهُ بإستغراب: 
_  ومين جال لك إننا عنعشج بعض  ! 

نظر لهُ فارس وتحدث بإبتسامة خافتة: 
_ عشان أني عارفك زين يا يزن،  معتاخدش خطوة الچواز مرة تانية إلا إذا كُنت عشجان علي حَج 


إبتسم علي إستحياء وفضل الصمت لعدم أذية مشاعر صديقهُ، فـ ربت فارس علي ساق يزن بإخوة وتحدث بنبرة هادئة:
_ إنتَ راچل زين وتستاهل كل خير يا يزن، مُبارك يا أخوي 


قال كلماتهُ وتحرك إلي الخارج تحت ضيق يزن وحزن قلبه علي اذية قلب صديقهُ الحنون 


                            ❈-❈-❈

ليلاً 
جلس يزن بصحبة جدهِ وأخبرهُ أنهُ إنتوي الزواج من أمل ،  وأنهُ يُريد الخلاص من تلك الزيجة التي تضغط علي عاتقه ولا تدعهُ وشأنه، إستمع الجد له ووافق علي الزواج لكنه إعترض وبشدة متعللاً بقانون العيلة،  


جن جنون يزن وهتف بنبرة غاضبة: 
_ ملعون أبو الجوانيين اللي دمرتنا وخلتنا نلعن حياتنا ونكرهها 


أردف الجد قائلاً بصرامة: 
_ إختشي يا يزن واسمع الحديت،  مش كفاية إني وافجت علي چوازك من واحدة منعرفلهاش أهل وكمان عتجولي إن أمها وأختها معيحضروش فرحها عشان بيناتهم مشاكل  ! 


إعترض يزن بشدة فتحدث الجد مُترجيً:
_  إعملها لوجه الله يا ولدي،  بِت عمك بجت كيف الأرض البور،  محدش عيرضي يتچوز واحدة معتخلفش إلا إذا كان طمعان في مالنا وأراضينا ،  
هتف يزن مُعترضً : 
_حرام عليك يا چدي،  بكفياك ظُلم فيا لحد إكده،  ظلمتني زمان لما أختارت لي ليلي وحطيتها چوة حُضني بالغصب ، 
وأكمل شارحً:
_ وكانت النتيچة إيه؟  عِيشت وياها سنتين ونص چسد بلا روح،  كُت بصبر حالي كل يوم وأجول إرضا بنصيبك يا واد لجل ربنا ما يراضيك،  وحتي بعد اللي عِملته فيا هي وامها وجتلت رچـ.ـولتي وطعنتـ.ـني في ضهري جِدامكم كلياتكم وحبيت أخلص منيها،  بردك وجفت في طريجي وجولت لي بِت عمك وجانون عيلتي مفهوش طلاج،  سكت وجولت سمعاً وطاعاً كيف العادة 

وأكمل صارخً بإعتراض : 
_بس دلوك ربنا فتح لي طريج چديد لجل ما أبدأ حياة چديدة وأخلف عيال ويبجالي بيت زي خلج الله، 
وسألهُ بعيون مُتألمة:
_ مرايدش لحفيدك الراحة ليه يا چدي  ؟ 

تنهد عِثمان بثقل، فحقاً كان الآمر ليس بالهين عليه وتحدث بنبرة حنون: 
_  كيف تجول إكده يا يزن،  ربنا يعلم غلاوتك في جلبي كد إيه،  ده كفاية إن إنتَ الوحيد اللي عمرك ما عِملت حاچة تكدرني،  طول عُمرك طوع وراچل محترم وسداد 
وأكمل شارحً  : 
_  بس غصب عني يا ولدي،  لو سمحت لك تطلج ليلي عمك زيدان عيطلب مني إني أخلي قاسم يطلج صفا،  وعُجد العيلة عينفرط من يدي زي السبحة ومهعرفش ألملمها تاني


نظر لجده وتحدث بتألُم: 
_يعني حضرتك لتاني مرة عتضحي بيا وبسعادتي لچل راحة قاسم ؟  
تنهد الجد بحيرة وتحدث: 
_ متجولش إكده يا يزن، واطمن يا ولدي، أني بنفسي عروح لحد الدكتورة في المستشفي وأطلب يدها لحفيدي الغالي 


إنتفض من جلسته وتحدث بنبرة صارمة: 
_ متتعبش حالك يا چدي،  أني كفيل بإني أظبط أموري بحالي وممحتاجش لحد وياي 
وأكمل بقوة أدمت قلب عِثمان وشطرته لنصفين :
_ بس لازمن تعرف إني ممسامحش في حجي ليوم الدين 


وخرج غاضبً من الحُجرة تاركً عِثمان لعذاب ضميرهُ وألام روحهُ التي أصبحت لم تنتهي



❈-❈-❈




داخل القاهرة في الساعة الثامنة مساءً 
فاق من غفوته علي صوت قرع جرس الباب،  إعتدل وجلس يتطلع أمامهُ،  وتحرك إلي الباب وفتحهُ،  قطب جبينهُ وتحدث مُستغربً وهو يتطلع إلي تلك الزائرة الغير مرغوب فيها  : 
_ إيناس،  إيه اللي جابك هنا  ! 


أظهرت حُزنها بعيناها وتحدثت بنبرة زائفة: 
_ هي دي بردوا مقابلة تقابلني بيها يا قاسم بعد كل الفترة اللي بعدنا فيها عن بعض دي 


زفر بضيق وهتف قائلاً بنبرة صارمة  : 
_ إمشي من فضلك يا إيناس،  أنا اصلاً تعبان لوحدي ومش متحمل أي مناهدة أو مناقشة من أي حد 


تحدثت بنبرة جادة  : 
_ أرجوك يا قاسم،  فيه حاجات كتير محتاجين نتكلم فيها علشان نحط النقط علي الحروف  
وأكملت بترجي: 
_  أرجوك 

زفر بضيق ثم وضع يدهُ فوق شعرهِ وسحبهُ للخلف بطريقة تدلُ علي كّم الضيق الذي أصابهُ ،  أشار لها بيده لتدلف وتحرك خلفها فتوقفت هي وتحدثت وهي تنظر إلي الباب قائلة: 
_ نسيت تقفل الباب يا قاسم 


أشار بكف يده سريعً وتحدث بنبرة حازمة : 
_ أنا قاصد إني أسيبه مفتوح ،  إتفضلي قولي اللي عندك بسرعة علشان عندي مقابلة برة بعد ساعة بالظبط، ولازم أكون مستعد لها قبل الميعاد 


إشتـ.ـعل داخلها من إنتقاصهِ الدائم لشخصها وعدم تقديرهُ لكونها زوجته، لكنها خفت مشاعر الغضب وأظهرت حُزنها المُصطنع وتحدثت بحزن : 
_ للدرجة دي يا قاسم؟ 


أجابها بملامح وجه مقتضبة وتحدث بنبرة تدل علي وصولهُ للمنتهي : 
_ ياريت تقولي اللي عندك من غير تضييع وقت، لأن زي ما قولت لك معنديش وقت كافي أقضية في عتاب وكلام لا هيقدم ولا هيأخر 


أخذت نفسً عميقً لتُهدئ بهِ من روعها وغضبها من طريقتهِ الفظة وتحدثت بإستفسار : 
_  ممكن أعرف إنتَ ليه رفضت القضية اللي بعتها لك الإسبوع اللي فات،  الموكل رجع لي تاني وقالي إنك رفضتها 


قضب جبينه ونظر لها بإستغراب وتحدث بنبرة حادة: 
_ رفضتها لسببين،  أهمهم إننا خلاص إنفصلنا عملياً ومش حابب إن يكون فيه بينا أي إرتباط تاني 

وأكمل بنبرة حادة  : 
_ وتاني سبب إن القضية دي مشبوهة يا أستاذة، وإنتِ عارفة إن طول عمري وأنا شغلي نضيف ومليش في القضايا الشمال والطرق الملتوية بتاعة بعض المحامين  

وأكمل برفع سبابته بوجهها: 
_  وياريت الموضوع ده ما يتكررش تاني وإلا رد فعلي هيبقي غبي ومش هيعجبك ولا هتتحمليه 


إتسعت عيناها بإفتعال وتحدثت بنبرة زائفة: 
_ مشبوهة إزاي؟  ده الموكل شكله كان محترم جداً، وكمان كان باين أوي الصدق من كلامه،  وبعدين أنا بعتها لك علشان حسيت إنها قضية مهمة ومن المؤكد إنها هتضيف لك وتعلي من رصيد أسمك ومكتبك في الوسط 


قوس فمه وأبتسم ساخراً وتحدث بنبرة تهكمية: 
_ ولما هي قضية جبارة كده وليها فوايد عظيمة ما أخدتيهاش إنتِ ليه علي الأقل علشان تضيف لإسمك إنتِ ومكتبك زي ما بتدعي  


أجابته بمراوغة وعيون تدعي العِشق: 
_  ده الفرق اللي بيني وبينك يا قاسم،  أنا حبيتك لدرجة إني بقيت أفضلك علي نفسي،  لكن إنتَ ماحبتنيش بالشكل الكافي اللي يخليك تغفر لي موقفي وغضبي لما كنت حابب تفض خطوبتنا وتسيبني بعد ما علقت قلبي وروحي بيك 


وأكملت بنبرة حنون واشتياق: 
_  إنتِ وحشتني أوي يا قاسم،  أنا بعدت عنك وأحترمت رغبتك،  جيت علي قلبي واتحملت وجعه المُميت علي أمل إن حبك وشوقك ليا هيرجعوك لحُضنـ.ـي من تاني، 

وأكملت بأسي مُصطنع:
_   بس للأسف قلبك بقا قاسـ.ـي أوي عليا،  وبدل ما حُبك يرجعك زدت في قسوتك ونسيت أنا كُنت إيه بالنسبة لك  

تنفس بعمق ثم زفر بضيق وبمنتهي البرود واللامبالاة تحدث قائلاً شبه طارداً لها  : 
_  لو خلصتي كلامك اللي جاية علشانة ياريت تتفضلي علشان لازم أقوم أجهز نفسي علشان أنزل للمقابلة 


نزلت دموعها التي إستدعتها بمهارة وتحدثت بإعتراض : 
_ أرجوك كفاية إهانات لحد كده يا قاسم،  أنا إن كُنت متحملة طريقتك دي فأنا متحملاها علشان خاطر بحبك،  بس لازم تفهم إن أنا إنسانة وعندي كرامة وشعور وبحس 


زفر بضيق وسألها بإستفسار: 
_  إنتِ عاوزة إيه من الآخر كده يا إيناس؟ 


عوزاك يا حبيبي،  جُملة متلهفة قالتها إيناس بعيون راغبه 

وأكملت بخجل مصطنع: 
_ يا قاسم أنا مراتك وبحبك،  وليا عليك حقوق شرعية من حقي عليك تديها لي،  ده شرع ربنا يا حبيبي،  من حقي استمتع معاك بحياتنا الزوجية وأعيش معاك كأي زوجة طبيعية بتحب زوجها،  من حقي أحصل علي حقوقي الشرعية كاملة  


أجابها بملامح وجه صامدة: 
_ الكلام ده كان ممكن اتقبله منك لو كان جوازنا حقيقي وجائز شرعً،  وأظن إن إحنا إتكلمنا قبل كده في الموضوع ده وشرحت لك الوضع،

وأكمل شارحً من جديد:
_ إحنا جوازنا صوري وغير مكتمل للأركان اللي تخليه شرعي يا أستاذة القانون 

سألته بدموعها: 
_ إنتَ إزاي إتغيرت كده،  نسيت إزاي حُبنا وأحلامنا اللي ياما حلمنا نحققها مع بعض،  فين حبك ليا يا قاسم  ؟ 

أجابها بنبرة نادمة:
_ مكانتش أحلام،  طلعت كوابيس خرجت منها مكسور ومتحطم ، 
وأكمل سارحً:
_  إسمعي يا بنت الناس،  وفري محاولاتك دي لأن أنا راجل بحب مراتي ومستحيل أخونها تحت أي مسمي 


أجابتهُ بنبرة غاضبة واعتراض شديد : 
_ حاسب علي كلامك يا قاسم،  أنا كمان مراتك زيي زيها وليا نفس الحقوق اللي ليها ، وحتي لو مكنتش مقتنع بصحة العقد فده مايديلكش الحق في إنك تجرحني وتوصف علاقتي بيك بإنها خيانة لمراتك التانية  
إحتدت ملامحهُ عند إستماعهِ للقب (مراتك التانية)  وتحدث بنبرة صارمة غاضبة : 
_ قصدك مراتي الأولي والآخيرة،  أنا مليش زوجة غير صفا ومش هيكون لي 


وأكمل  وهو يقف لُينهي هذا اللقاء الغير مرغوب فيه قائلاً بإقتضاب.: 
_ ولو مش عاجبك الوضع ومحتاجة تحسي إنك زوجة ،  ممكن تحليني من الوعد اللي رابطني من رقبتي وخانقني، وأطلقك وتروحي تتجوزي وتعيشي حياة طبيعيه 

وأكمل بنبرة جادة : 
_  وتبقي عملتي فيا جميل عمري ما هنساهولك ، 
وأكمل بإغراء لعلمهِ مّدي جشعها:
_  وصدقيني هعوضك مالياً بمبلغ محترم يأمن لك حياتك 



وقفت وتحدثت بنبرة زائفة مليئة بالحزن: 
_  إنتَ كده بتقضي عليا وبتظلمني يا قاسم 

وأكملت متسائلة: 
_ تقدر تقولي بعد ما تطلقني وأتجوز من راجـ.ـل تاني ، 
وأكملت بحُزن مُصطنع:
_  ده لو فعلاً قدرت أعملها أصلاً وأكون مع راجـ.ـل غيرك  ،  هقول للراجل اللي هيتجوزني إيه لما يلاقيني لسه virgin  ؟ 


نظر لها وتحدث بنبرة هادئة: 
_بسيطة، قولي له الحقيقة  ، وأنا كمان مستعد أروح له وقتها وأشرح له اللي حصل 
وأكمل بتضييق بين عيناه:
_ وأظن إن ده شئ يسعد أي راجـ.ـل لما يكتشف إن مراته لسه بِكر وأنه هيكون أول راجل في حياتها،  ولا أيه يا أستاذة 


وأكمل بضيق شبه طارداً لها وهو يتجه إلي الباب المفتوح علي مصرعيه ويقف بجوارة  : 
_  إتفضلي يا أستاذة 

إستشاط داخلها من ذلك العنيد التي ستخرج كعادتها بيدٍ خاوية وهي التي أتت ومّنت حالها بإستسلامهُ وخضوعهُ لها، خاصةً بعدما هاتفتها ليلي وأخبرتها بما حدث وكيف ترك النجع وهو غاضبً ويتوعد لزوجته التي أهانته أمام جميع العائلة 



تحركت ثم وقفت قُبالته وتحدثت بنبرة حنون زائفة وعيون عاشقة: 
_ أنا ماشية يا قاسم، بس عوزاك تعرف إني هفضل قاعدة في بيتنا ومستنياك، لحد ما قلبك يحن ويعرف مين هي اللي بتحبك بجد ومستعدة تضحي بعمرها كله علشانك 
  
وأكملت بتمني: 
_ هستناك لأخر العمر يا حبيبي 

كان واقفً بشموخ، يستمع لها كصنم لم يتحرك لهُ رمشً ولم ينطق بحرفً واحد ، وما أن خطت بساقيها متجهه إلي الخارخ حتي إستمعت إلي صفق الباب بحدة إهتز لها بدنها وأنتفض علي أثرها 
قبضت علي يدها بشدة وتحركت بنـ.ـارها متوعدة بعدم الإستسلام نهائياً حتي الحصول علي ما حلمت به وتمنت،  وهو التنعم بالعيش داخل ثروة النُعماني وجلب حفيداً ترث به وتضمن به بقائها علي ذمة ذلك العنيد



❈-❈-❈


داخل المّشفي 
قص يزن علي مسامع أمل ما أقرهُ جدهُ بشأن عدم موافقته علي تطليقهُ ل ليلي وطلب منها الموافقة علي الزواج منه علي هذا الوضع وبأنهُ بدأ بتشييد منزلاً خاصً به بجانب منزل عمهِ زيدان،وءلك كي يحميها من غدر ليلي وفايقة 


أجابتة بقوة رداً علي حديثهُ : 
_ إنتَ عارف رأيي كويس بخصوص الموضوع ده يا يزن،  أنا لا يُمكن أكون زوجة تانية تحت أي ظرف أو أي مُسمي ، 
واسترسلت بنبرة قاطعة: 
_ده مبدأي ولا يمكن هغيرة
إنصدم من ردة فعلها الحادة وسألها مستفسراً  : 
_ أفهم من إكدة إنك معيزانيش؟ 

أجابته بثقة وهدوء :
_  بالعكس يا يزن،  أنا عوزاك ومحتاجة لك في حياتي أكتر ما أنت محتاجني بكتير 

سألها بإستغراب حاد : 
_فزورة دي إياك،  كيف عوزاني ومجدراش علي بُعدي، وفي نفس الوجت بتستغني عني وترفضي چوازنا  ؟ 



تنهدت بأسي وأردفت شارحة لهُ وجهة نظرها  : 
_ بس أنا مرفضتش عرض جوازنا يا يزن،  أنا فعلاً عوزاك ومتمسكة جداً بيك ،  وحقيقي وصلت معاك لدرجة إني مش هقدر أستغني عن وجودك في حياتي 


مفهمكيش أني يا بِت الناس ، وضحي حديتك لجل ما أفهمك زين،  جملة نطق بها يزن بتشتُت واضح 


زفرت بضيق وأجابتة بصرامة : 
_ طلقها يا يزن، لو فعلاً بتحبني طلقها 

أجابها بنبرة حادة : 
_معينفعش يا أمل،  چدي مراضيش 


نظرت له بضيق وتحدثت بنبرة قوية: 
_ بس أنا هتجوزك إنتَ يا باشمهندس مش هتجوز جدك. 

أردف قائلاً بنبرة مترجية وعيناي متوسلتان  : 
_ خلينا نتچوز ونطفي لهيـ.ـب جلوبنا اللي عم تتحرج في بُعادنا وبعدها يحلها الحلال 


تحدثت بإهانة بالغة : 
_ للأسف يا باشمهندس، إنتَ ضعيف قدام تحكمات جدك ، وأنا أسفة، مش أنا اللي أتجوز راجل ضعيف 
  
إشتـ.ـعل داخلة ورمقها بنظرة غاضبة بعد أن أهانت رجولتة وتفوهت بما لا يقبلة رجُلً صعيدي علي كرامته وتفوه بنبرة حادة : 
_ لحد إكده وتلزمي حدك يا دَكتورة ، 
وأكمل شارحً لها:
_ أني لا ضعيف ولا جليل ،  أني راچل إبن عيلة ومتربي علي الأصول والتجاليد صُح ،  والأصول بتجول إن العيلة ليها كَبير ولازمن يتسمع كلامة،  ده غير إن مفيش في عيلتنا حاچة إسميها طلاج 


تنفست عالياً وتحدثت: 
_دي مُشكلتك مش مشكلتي ،  وأنا ولا يفرق معايا كُل تقاليدكم وعادتكم دي ، أنا قولت لك شرطي للموافقة ولسه مصممة عليه 


صاح بنبرة حادة غاضبة:
_ ملعون أبوة شرطك علي أبو جلبي اللي عِشج واحدة جلبها كيف الحچر زيك،  مش أني الراچل اللي علي أخر الزمن حُرمة عتتشرط عليه وتمشيه علي كيفها   
وأكمل بقوة:
_   أنا ماشي،  بس جبل ما أمشي أحب اعرفك إني سحبت طلبي الملعون،  ومن إنهاردة يا بِت الناس أني في طريج وإنتِ في طريج 


قال كلماتة وتحرك مسرعً إلي الخارج،  وتركها بقلبٍ يرتجف ويشـ.ـتعل حُزنً علي ما أوصت لهُ ذلك البرئ،  لكنها مازالت مصممه علي رأيها وعدم تغيير مبدأها حتي ولو كان لأجل قلبها،  فليست هي من تقبل بلقب الزوجة الثانية مهما كان الثمن 

❈-❈-❈


قبل يوم واحد من إنتهاء مرور المُهلة التي أعطاها قدري إلي ماجدة 
كانت السرايا تإجُ بالزائرين من جميع المحافظة للإحتفال الضخم الذي أعد لهُ عِثمان للإحتفال بفوز زيدان في الإنتخابات البرلمانية وحصوله علي مقعد البرلمان بإكتساح ،  حيثُ أقام إحتفالاً ضخمً وقام بذبح الذبائح ومّد الولائم الفاخرة أمام الحضور لأجل غاليهُ زيدان 

كان قدري يقف جانبً بهيأة متوترة ويتحدث بالهاتف ويبدوا عليه الإضطراب،  ذهب إليه فارس وتسائل مُستفسراً  : 
_ مالك يا أبوي،  فيه حاچة جلجاك إياك  ؟ 

أجاب ولده بنبرة زائفة  : 
_ مفيش يا ولدي،  ده أني كُت بتصل علي أخوك أطمن وأشوفه وصل لفين 



بعد قليل أتي قاسم إلي الإحتفال حيث كان أول حضور له مُنذ تلك المواجهه الحادة،  دلف بسيارته عصراً ودلف لإحتفال الرجال داخل الحديقة تحت إحتفاء بحضورهُ من جميع العائلة، وذلك بعد المجهود الذي بذلهُ لإنجاح عملية وتنظيم الإنتخابات،
أما تلك التي أصحبت حزينة جراء إنقطاع حبيبها عن النجع فكانت داخل سرايا النُعماني، حيثُ إحتفال النساء الذي لا يقل إهتمامً عن إحتفال الرجال، حيث تقديم الاطعمة الشهية والحلوي والمشروبات بكل أنواعها 



إقترب من جلسة جده ومال بجذعهِ وقام بتقبيل كف يده وتحدث بإحترام: 
_ كيفك يا چدي وكيف صحتك 

ربت الجد علي ظهر حفيده بحنان وتحدث بتفاخر وسعادة: 
_ أني بخير طول ما أنتَ وباجي رچالتي بخير يا سبعي   


أومأ له قاسم وتحرك إلي أبيه الذي إحتضنهُ بشدة وربت علي ظهرة بحنان مروراً بعمهِ مُنتصر حتي وقف أمام عمه زيدان ونظر له بهدوء وتحدث بإحترام: 
_ ألف مبروك يا حضرة النايب، وعجبال ما تاخد الدورة الجاية بإكتساح بردك إن شاء الله  



وقف زيدان وتحدث بإحترام وتقدير لدور قاسم قائلاً  : 
_ الفضل لله ثم ليك يا قاسم

وأكمل بإمتنان وأستحسان :
_  لولا الرچالة اللي بعتهم لي من مصر لجل ما يساعدوني وينظموا لي التحركات والدعاية الكبيرة اللي عِملوها لي في المحافظة كلياتها ،  ما كنُتش عاخد الكرسي بالعدد الكبير جوي دي  


إبتسم بخفوت لعمهِ وتحدث بنبرة جادة: 
_ دخولك البرلمان شرف للعيلة وللنچع كلاته يا عمي،  وحجيجي تستحجها،  ألف مبروك 

تركهُ وذهب لشقيقهُ الذي إحتضنهُ بحفاوة،  أما يزن الذي تحرك إليه ووقف يُقابله ثم نظر إليه وتحدث بنبرة مترقبة: 
_ حمدالله علي السلامه يا قاسم 

أجابه قاسم بصمود: 
_ الله يسلمك يا يزن 
شعر بخجله وترددهُ في إظهار مشاعر الاخوة والاشتياق ،  فبادر قاسم بجذبه إلي داخل أحضـ.ـانه وربت علي ظهرة بحماية وأخوة وتحدث بنبرة أخوية حنون: 
_ إتوحشتك يا أخوي. 


إنتفض صـ.ـدر يزن وشعر بحُزنٍ عميق تملك من قلبه،  ولام حالهُ علي تلك السنوات التي أضاعاها أبناء العّم في عداوة واهية  

تحدث يزن الذي مازال قابضً من إحتضانهُ إلي قاسم: 
_ وأني كُمان إتوحشتك جوي يا قاسم،  حجك عليا يا أخوي 

أخرجهُ قاسم من داخل احضانه ونظر لهُ وتحدث وهو يربت علي كتفه: 
_  حجك إنتَ عليّ يا يزن 
  
كاد فارس أن يبكي جراء تأثرهُ بتلك المُصالحة التي تأخرت كثيراً، لكنها بالنهاية أتت،  فأن تأتي مُتأخراً، خيراً من أن لا تأتي من الأساس 

جلس شباب العائلة يتسامرون لحين إنتهاء الإحتفال 
ودلف الرجال لداخل السرايا،  كانت لاتزال بالداخل تجلس بجانب جدتها لحتي تري أسر عيناها الذي إبتعد وكأنهُ يُريد إرسال رسالة إليها ويُخبرها أنهُ ما عاد يهتم لرضاها أو الإبتعاد


دلف للداخل وألقي السلام علي الجميع،  أسرعت فايقة إليه وقامت بإحتضان صغيرها التي إشتاقته حقاً، بادلها حُضنها برعاية وأهتمام 
ثم أقترب من جلسة جدته ومال بجذعهِ علي مقدمة رأسها وقبلها ثم أمسك كف يدها بإحترام ووضع بهِ قُبلة إحترام وتقدير 

كانت تجلس بجانب جدتها بإلتصـ.ـاق،  تسللت إلي أنفها رائحة عِطرهِ الممزوجة برائحة جـ.ـسدهٌ التي تعشقها، وذلك لقُربهِ المُهلك لقلبها العاشق حتي النُخاع فجعلتها ترتجف بجلستها، دق قلبها بوتيرة عالية تُطالبها بالكف عما تفعله والرجوع والتنازل عن عِنادها المميت، ولولا كبريائها وكرامتها لانتفضت واقفة لتُلقي بحالها داخل أحضانه الحانية التي إشتاقتها حد الجنون      


نظر علي ورد التي تجاور رسمية الجلوس بالجهه الأخري  ،  ثم. ألقي عليها السلام بإحترام وقام بتهنأتها بحفاوة تحت إشتـ.ـعال صـ.ـدر فايقة وغيرتها من أن غريمتها أصبحت زوجة النائب وهذا ما سيعزز من مكانتها أمام المركز بأكملة  


ثم حول بصرهِ إليها ينظر عليها بجمود،  وجدها تجلس كشمس صيفٍ ساطعة فرضت أشعتها علي كل ما حولِها فآٌنارتة وجملتة وأعطت لهٌ رونقً خاصً،  طالبهُ قلبهُ بالتنازل عن كبريائه وأن يقوم بسحبها لداخل أحضـ.ـانهُ كي يُشبع روحهُ وروحها ويرحمهما من لوعة الإشتياق 

نظر لها بجمود وتحدث بنبرة حادة عكس ما يدور بداخلهُ : 
_ ألف مبروك لسيادة النايب يا دَكتورة 



أما هي، فقد دق قلبها بوتيرة عالية حين رأته يقف أمامها بوسامته الطاغية وطولهٌ الفارع ،، فبرغم كل ما حدث منه وما فعلة بها وأشعرها كم هي عديمة الفائدة ولا تعني لهٌ بشئً ، إلا أن ذلك الملعون المسمي بقلبها مازال نابضً بعشقة ،بل متيمً بغرامة المشؤوم 

وكعادتها إستعادت توازنها علي الفور وتحدثت بنبرة قوية وهي تنظر لهُ بجمود مماثل: 
_ الله يبارك فيك يا متر 


تحدث إلي الجميع وهو يتحرك بلامبالاة نحو الدرج للصعود إلي الأعلي : 
_ تصبحوا علي خير 


هتفت الجدة كي تستقطبهُ ليجلس بجانب صفا لعل يحدث في الأمر شئً ويلينا قلبيهما وتصعد معه: 
_ لسه بدري يا ولدي،  تعالّ إجعُد وياي شوي واتعشي معاي 


أجابها وهو يصعد للأعلي: 
_  إتعشيت برة يا چدة،  عطلع أخد حمام وأعمل كام تلفون للشغل 


شعرت بنـ.ـاراً شـ.ـاعلة داخل قلبها من إهانته لها وعدم تقديرهُ الواضح وضوح الشمس إلي الجميع،  إنتفضت بجلستها وتحدثت وهي تتحرك إلي الخارج  : 
_ أني ماشية،  تصبحوا علي خير 


وقبل خروجها من باب السرايا قابلتها تلك الحقود التي وشت لها وهمست بكلمات كالسـ.ـهام القاتـ.ـلة قائلة كي تجعل الشك يتسلل داخل صـ.ـدرها  : 
_ فِكرك قاسم طالع لجل ما يعمل مكالمات شغل بچد 
  
وأطلقت ضحكة شريرة وتحدثت  : 
_ تلاجية إتوحش مّرتـ.ـه المصراوية اللي راح رمي حاله چوات أحضـ.ـانها اليومين اللي فاتوا،  وتلاجية كمان عايز يرچع أمجاده وياها ومكالماته كيف زمان 



نظرت لها بصـ.ـدرٍ يعلو ويهبط من شدة إشـ.ـتعالهِ بفضل نـ.ـار الغيرة التي أصابتها جراء حديثها المسموم ،  سُرعان ما تمالكت من حالها ونظرت لها بقوة وهتفت بعدما إنتوت بقلب الأدوار : 
_  تجصدي كيف يزن مع الدَكتورة أمل إكده؟ 


جحظت عيناها ونظرت لها بعدم إستيعاب 

فأكملت صفا بقوة وعينان سعيدتان وهي تري إحتـ.ـراق روح ليلي: 
_  معرفاش إياك ! 

وأكملت شارحه بتشفي :
_ مش يزن طلب يد الدَكتورة أمل وهي وافجت،  بس شرطها الوحيد إنه يطلجك ويرميكِ برة حياته لجل ما ينضف ويليج بيها 

وأكملت ضاغطة علي كرامة تلك الليلي: 
_وهو وافج علي شرطها لجل ما ينول رضاها عليه ويتنعم چوة حُضـ.ـنها بالحلال، وطلب من چدك إكده 

وأكملت بنبرة حزينة مصطنعة  : 
_ بس يا خسارة،  چدك مرضاش،  مش علشان خاطرك، لا،  

واسترسلت بمكايدة: 
_ چدك مرضاش لجل ما يجطع عليا طريج إن أني كمان أتشجع وأطلب الطلاج من أخوكِ ،  يعني چدك موافجش لچل خاطري أني وقاسم  
نظرت لها بإشــ.ـتعال وتحدثت : 
_كدابة. 

أجابتها بقوة وثبات: 
_ يزن عِندك، وأبوكِ وأخواتك اللي چدك بلغهم بالآمر،روحي إسأليهم،  حتي أمك فايقة،  تلاجيها عارفة ومستغفلاكي 


قالت كلماتها وتحركت إلي الخارج تحت إشتـ.ـعال قلبها وقلب ليلي أيضاً 


بعد مرور حوالي ساعة،  كانت تقف بشرفتها تراقب شرفته وتنتظر خروجهُ كي تري ماذا يفعل بعدما إشـ.ـتعل صـ.ـدرها بـ.ـنار الغيرة من حديث تلك الحقودة 

خرج إلي الشُرفة مُمسكً بيدهِ قدحً من القهوة التي صنعها لحاله مع إحاطة الذكريات التي لم تتركهُ وهو يتذكرها عندما كانت تصنعها له بحب. 

نظر أمامهُ وجدها تتطلع عليه بغيـ.ـرة ونـ.ـار شـ.ـاعله،  لم يعر لوجودها إهتمام،  وبات ينظر للأعلي إلي السماء بترقب واستنشاق الهواء مع إحتساء قهوتهُ بلامبالاة،  كانت تنظر عليه والغل ينهش صـ.ـدرها منه،  كان يشعر بها ومستمتعً بحالتها تلك إلي أن قطع حبل تفكيرهما دخول سيارة الشرطة إلي الحديقة وأزعجهما صوت سرينتها العالي مما جعل قاسم ينتفض ويتحرك سريعً إلي الأسفل 


وصل إلي الحديقة وجد جميع العائلة بدأت بالخروج لمعرفة ما يجري،  فتحرك هو إلي ضابط الشرطة وسألهُ بإستفهام  : 
_ خير يا أفندم 

أجابهُ ضابط الشرطة قائلاً بقوة : 
_  معايا أمر بالقبض علي السيد قدري عِثمان بتهمة قتله لزوجتة، السيدة ماجدة سمير عبداللطيف 
   
جحظت أعين فايقة ونظرت إلي قدري الذي تفوه بنبرة مُرتعبه: 
_ ماچدة إتجتلت . 



يتبع...