-->

اقتباس - الفصل السابع والثلاثون - نعيمي وجحيمها




اقتباس


الفصل السابع والثلاثون


انتفض فجأة ينتزع نفسه من شرودها وتحركت اقدامه الكبيرة بخطواته الواسعة حتى خرج هو الاَخر من المبنى؛ فاصطدمت عيناه بغريمه الذي كان في انتظارها، واقفًا بجوار سيارته بهيئته الاَلية، واناقته المبالغ فيها دائمًا، هذا الرجل لا يعجبه حقًا!

كان قد وصل الى سيارته قبلها ، فتحركت رأسه نحو هذا الكارم بتحية فاترة ، رد الاَخر التحية بروتنية مثلها  قبل أن ينشق ثغره بابتسامة متكلفه فور أن اقتربت منه ليصدمه بفعل كاد ان يطيح بعقله، توسعت عيناه وخرج من فمه السباب بكلمات وقحة، متوقعًا اعتراضها على تقبيل هذا ال..... لها من وجنتيها، ولكن لم 

يحدث. 

❈-❈-❈   

      


 لو سمحت ياكارم ماتعملش كدة تاني. 

قالتها اَخيرًا بعد تحرك السيارة، تجاهد لضبط النفس  والتحكم بصعوبة في نبرة صوتها الذي كان يهتز من فرط غضبها الذي ازداد بعد رده:

- هو إيه بالظبط اللي معملوش؟

أجابته متنهدة بسأم:

- أن سلامك ليا يبقى بالبوس على الخدود، انا مسمحش بالكلام ده حتى لو خطوبة رسمي، مش لسة مجرد كلام .

- مجرد كلام !

قالها والتفت رأسه إليها بهدوء غريب يكمل:

- هو مش مجرد كلام يا كاميليا، احنا فعلًا بقينا مخطوبين بقراية الفاتحة، وحفل الخطوبة يبقى بس إشهار.

هتفت بحدة:

- حتى لو كان، برضوا ماينفعش، انا اتربيت على كدة ياكارم.

رمقها بابتسامة غامضة ثم قال مغيرًا دفة الحديث:

- هاتخلصي امتى مشوارك مع زهرة؟ عشان اجهز نفسي انا كمان 

حدجته مندهشة من تغيره لدفة حديثهم فجأة فقالت بامتعاض:

- معرفش هانخرج امتى؟ ثم انه كمان مش لازم توصلني، انا عارفة ومقدرة مسؤلياتك الكتير مع جاسر الريان.

التف إليها مردفًا بابتسامته:

- اصلك ما تعرفيش الجديد بقى، انا وانتِ كمان معزومين ع الحفلة الليلة.

عقدت حاجبيها بشدة لتسأله باستغراب:

- وانا وانت نروح ليه بقى؟

اجاب بابتسامة ازداد اتساعها:

- انا هاروح بصفتي مدير أعماله في المجموعة كلها وانتِ بصفتك خطيبتي، 

حركت رأسها بعدم استيعاب لقرارته المفاجئة وقالت بغيظ:

- ولما هو كدة ما اتصلتش ليه وقولتلي عشان اجهز نفسي ولا اشتريلي حاجة كويسة مع البنات امبارح؟ جاي دلوقتِ تفاجئني ياكارم؟

اجابها ببساطة:

- عشان بحب المفاجأت ياستي، وعلى العموم انا برضوا عملت حاسبي، اختارت لك اون لاين احلى فستان يليق بجمالك، وبعد ساعة كدة ان شاء الله هايوصلك على  صالون التجميل وانتِ بتجهزي مع زهرة .

مالت اليه برأسها قائلة باستنكار:

- ياسلام! عملت حسابك ونقيت الفستان اون لاين من غير ماتقولي، طب بلغني حتى عشان اقول لأهلي ، او اشوف الفستان هايليق عليا ولا لأ.

أردف يُذهلها:

- انا اتصلت بوالدك وبلغته ياكاميليا ولو ع الفستان ياستي، ماتقلقيش ابدًا من زوقي، انا راجل واعرف اقدر الجمال كويس قوي. 

قال الأخيرة بنظرة شملتها من الأعلى للأسفل، أثارت بقلبها الرجفة للمرة الثانية منه، لتكتشف اخيرًا انها لم تكن تعلم عن هذا الرجل شيئًا على الإطلاق، سوى جديته في العمل وصورته البراقة دائمًا.

- ها ياقمر ، ماردتيش يعني؟

سألها مقاطعًا شرودها، اومأت له برأسها كإجابة بالموافقة باستسلام، ثم التفت برأسها نحو الطريق لتنهي الجدال، وقد نفذت طاقتها، واعصابها لم تعد تتحمل، مرة  من كم المفاجأت التي تتلقاها من هذا الخطيب الغامض، ومرة أخرى بمواقفها مع طارق وهذا الحصار الذي يفرضه عليها وقت حضوره، ثم فعلة كارم بتقبيلها أمامه، لترى بأم عينيها اشتعال عينيه وتحفزه للشجار واحراق الاخضر واليابس دون وجه حق..


  يُتبع..