-->

الفصل الثالث - القانون لا يحمي المغفلين




الفصل الثالث


"معلش إحنا بنتغفل "


صباح اليوم التالي أمام مقر الشهر العقاري كانت تقف " نجمة " برفقة والدها في إنتظار السيد " عاصم " مالك المطعم ليقوم بتسجيل عقد البيع الخاص بهِ ليصبح المطعم ملكها أخيرًا، كانت السعادة بادية بشدة على ملامحها حتى لاحظها والدها فأبتسم قائلًا بنبرة حانية:- شكلك مبسوطة أوي يا " نجمة "! 

أبتسمت بأتساع قائلة:- أوي أوي يا بابا.


=يارب دايمًا يا حبيبة أبوکِ وعقبال المطعم الـ 100.

آمنت على دُعائه وبعد قليل أتى السيد" عاصم " الذي رحب بهِ السيد " صابر " بشدة وبعد الإنتهاء من الإجراءات المطلوبة تحدث الأخير قائلًا بنبرة وقورة:- ألف مبروك عليكُم وبإذن الله يكون فتحة خير عليکِ يابنتي. 

نظرت إليه " نجمة " بسعادة قائلة:- الله يبارك فيك يا بابا يا حبيبي. 

تحدث السيد " عاصم " قائلًا بنبرة هادئة يشوبها بعض الحُزن:- أستأذنك يا أنسة " نجمة " تسمحيلي أقضي اليوم في المطعم النهاردة عشان أجمع حاجتي اللي هناك وأودعه يعني لو دة مش هيضايقِك! 

أبتسمت " نجمة " بطيبة قائلة:- أكيد طبعًا يا أستاذ " عاصم " دة مطعم حضرتك وتيجي في أي وقت. 

أبتسم العجوز ببشاشة قائلة:- الله يرضا عليکِ يابنتي. 

رحل العجوز بعد أن ودعها هي ووالدها الذي هتف قائلًا بتساؤل:- ها هتعملي إيه دلوقتي يا " نجمة "؟! 

أجابت قائلة بتفكير:- متفقة أنا والبنات هننزل نشوف شوية حاجات كدة للمطعم، عايزة أبدأ أجهز المطعم عشان نفتح ع أول الشهر بإذن الله. 

عقد حاجبيه قائلًا بتعجُب:- أول الشهر دة اللي هو كمان 10 أيام!! 

أومأت لهُ بحماس فهتف قائلًا بقلق:- مش وقت قليل كدة يا " نجمة " وممكن تتعبي وتُرهقي! 

أبتسمت لهُ بحنو قائلة:- متقلقش عليا يا حبيبي، أخواتي و " هنا " مش سايبني في أي حاجة وبيساعدوني، وأنت كمان مش هتسيبني مش كدة! 

ضحك على دلالها عليه قائلًا بحُب:- طبعًا ياقلب بابا، هو أنا أقدر أسيب بنتي لوحدها في حاجة! 


=ربنا يخليك ليا يا حبيبي وميحرمنيش منك أبدًا. 


بعد ساعة كانت " نجمة " تتجول بعربة التسوق بداخل إحدى الماركات الكبيرة برفقة شقيقتيها وصديقتها " هنا " التي هتفت قائلة بسعادة:- والله وبقالك مطعم وبقيتي من أصحاب الأملاك يا قلقاسة. 

ضحكت " قمر " بقوة قائلة:- بكرة محدش هيعرف يكلمها والأهم من دة كله إنها هتلعب بالفلوس لعب. 

شهقت " نجمة " قائلة:- الله أكبر من عينيكم، محدش هيجيبني الأرض غيرها والله. 

ضحكت " سما " قائلة بدلال فطري:- سيبيک من الوحشين دول يا " نجمة "، وركزي في الأكل اللي هتعمليه في المطعم، أنا متشوقة ليه من دلوقتي. 

أبتسمت " نجمة " بمحبة قائلة بمرحٍ:- هعملك كل الأكل اللي بتحبيه، إنتِ وبس مش حد تاني. 

أرسلت إليها قُبلة في الهواء وهي تنظرُ بطرفة عيناها إلى " قمر " و " هنا " بإغاظة وتتلاعب بحاجبيها بمرحٍ، أستمرت رحلة شراء الأغراض الخاصة بالمطعم لعدة ساعات وعلى الرغم من التعب الذي أستهلك طاقة الفتيات إلا أن شعور السعادة هو السائد بينهُن.... 


❈-❈-❈


قبل ذلك الوقت بعدة ساعات، أشرقت أشعة الشمس بداخل غرفة " سيد " بمنزل عائلتِه، صدح رنين جرس المنبه لكنهُ أغلقهُ وعاد للنوم من جديد ليمر بعض الوقت ويعود المنبه للرنين مُجددًا، تأفف بضيق ونفض الفراش عنهُ قائلًا بغيظ من بين أسنانِه:- يعني كان لازم ياعم " كرم " تاخد ميعاد من الراجل تاني يوم وصولنا على طول! 

نهض من على الفراش وتوجه إلى مرحاض صغير مُلحق بالغُرفة لكنهُ تفاجيء بعدم وجود مياه بالصنبور زفر بضيق قائلًا:- ممممم هو صباح باين من أولُه. 

خرج من الغُرفة بأكملها وتوجه إلى المرحاض المُلحق بالصالة ولحُسن الحظ كان بهِ مياه، بعد أن أنتهى توجه إلى غُرفة " خالد " ليراه إذا كان أستيقظ أم لا لكنهُ وجدهُ غارقٍ في النوم وكأنهُ قتيلًا، صاح " سيد " قائلًا بنبرة عالية:- " خالد " أصحى. 

صمت لثواني لكن لا أستجابة فأعاد النداء مرة أُخرى بنبرة أعلى وأيضًا دون رد، جز " سيد " على أسنانه قائلًا:- حلوف نايم أقسم بالله مش انسان. 

حك ذقنه بأصابعه يُفكر في طريقة ليجعل هذا " الحلوف " يستيقظ حتى لمعت عيناه بشرٍ، خرج من الغُرفة بل من المنزل بأكمله وعاد بعد قليل وهو يحمل بين يديه شيءٍ ما، دلف إلى غُرفة " خالد " مرة أخرى وهذه المرة أستمر بالصياح حتى يجعلهُ يستيقظ وأخيرًا فعلها وفتح عيناه، في البداية كانت الرؤية غير واضحة بالنسبة لهُ لكن بعد دقائق قليلة بدأ يستوعب أن هُناك.. قـــطــ.. على فراشِه، بجانبه ووجهه قريبًا منهُ، وبأقل من الثانية كان " خالد " ينتفض من على الفراش وهو يصرخِ بهيستيرية مُضحكة ويركضُ بين أرجاء الغُرفة، هناك قط بلدي من قطط الشوارع بداخل غرفته وعلى فراشه أيضًا، كيف حدث هذا! كان " سيد " يمسك بطنه من الضحك على مظهر صديقه، كان يعلم أن " خالد " يُعاني من فوبيا من القطط لكنهُ أراد أن يُشاكسهُ قليلًا، صرخ الأخير قائلًا برُعبٍ:- إيه اللي دخل البتاع دة هنا! طلعُه برة بسرعة. 

ألتقط " سيد " القط بين ذراعيه يدللهُ ثُم هتف قائلًا بلؤم:- ليه بس دة جميل وكيوت خالص! 

وقف بأخر زاوية بالغُرفة وهو يُصيح برُعبٍ:- ياسطا طلعه برة وحياة أمك، وحياة أمك يا " سيد ". 

هتف " سيد " قائلًا بشرٍ:- بعد كدة هتصحى بدري ومن نفسك ولا أجيب " شيكو " يصحيك! 

هتف " خالد " قائلًا ببلاهة:- " شيكو " مين! 

نظر " سيد " إلى القط البلدي مُمتليء الجسد الذي كان يتمدد بين ذراعيه بدلالٍ وينظرُ إليهُما بهدوءً وكأن ما يحدث لا يعينه ثُم صاح قائلًا بحماسٍ:- القُط دة أسمه " شيكو ". 


=ودة من أمتى إن شاء الله!! 

هتف " سيد " قائلًا ببرود:- من دلوقتي، أنا قررت كدة. 


=ياعم طلعُه برة وأبقا سميه براحتك، أنا رايح البلد عند أمي ومش هتشوف وشي تاني. 

زمجر " سيد " وأعطاه نظرة تهديدية فأبتلع ريقه قائلًا بتوتر:- هروح زيارة بس وهرجع، هو أنا أقدر أستغنى عنك يا " أبو السيد "!. 

نظر إليه " سيد " بغرور وأنحنى للأسفل حتى يترك القط " شيكو " على الأرض، صرخ " خالد " بهلعٍ قائلًا:- ياااللللههههووووي، ياعم بتسيبُه ليه دلوقتي، حرام عليك يا " سيد "! 

ضحك " سيد " قائلًا:- يابني دة القُط هو اللي خاف منك مش أنت يا " بغل " اللي تخاف منه. 

تحرك القط " شيكو " بهدوء وبدلالٍ نحو الخارج و " سيد " خلفهُ حتى فتح لهُ باب المنزل ليرحل دون أن يُلقي نظرة واحدة عن الأثنين المجانين بالداخل، بعد ما يُقارب الساعة صدح صوت رنين جرس المنزل، ذهب " خالد " ليفتح الباب وهو مازال عابسًا بسبب ما حدث صباحٍ ليجد " كرم " أمامهُ يحمل بين يديه عدة أكياس بلاستيكية ويدلف إلى المنزل صائحًا بمرحٍ:- صباح الفل على شباب أمريكا والدول المُجاورة. 

زم " خالد " شفتيه قائلًا:- أدخل ياخويا، أنت شرفت!

هتف " كرم " بتعجُب قائلًا:- مالك ياض لاوي بوزك كدة ليه على الصُبح زي الولية اللي جوزها طلقها يوم صباحيتها! 

جز على أسنانه قائلًا:- أبقا أسأل صاحبك عمل فيا إيه. 

بتلك اللحظة خرج " سيد " من غُرفته وهو يرتدي كامل ملابسه أستعداد لموعد اليوم، وجد " كرم " قد وصل فأبتسم قائلًا:- جبت فطار يالا؟ 

وضع " كرم " الأكياس أمامهُم على الطاولة الخشبية المُستديرة وأحضر " خالد " عدة أطباق وبدأوا الشباب بتناول الطعام وسط مُشاكسات " سيد " لـ " خالد " وبلاهة " كرم " الذي لا يفهم ما يحدث بينهُما.. 


بعد ساعتين كان الثلاث شباب يتجولون بين أروقة المطعم الذي لاقَ أستحسانهُم، هتف " كرم " قائلًا بأعجاب:- أنا شايف إن المطعم حلو أوي ومش هياخد كمان توضيب كتير. 

وافقهُ " خالد " في الرأي لكن " سيد " تساءل بجدية قائلًا:- هو صاحب المطعم عايز يبيعه ليه؟! 

أجاب " كرم " بالامُبالاة قائلًا:- بيقولوا بيصفي كل حاجته هنا في مصر ومسافر لابنه يعيش معاه. 


=ممممممم. 

نظر إليه " خالد " قائلًا بتساؤل:- ها نتوكل على الله ونشتري؟! 

ألقى " سيد " نظرة أخيرة على أرجاء المكان ثُم تنهد قائلًا براحة:- أيوة، توكلنا على الله.. 

أتفق الشباب مع صاحب المطعم على كافة التفاصيل ورحلوا على موعد باللقاء غدًا لتسجيل عقد البيع والشراء بالشهر العقاري.... 


❈-❈-❈


"منزل آل شندويلي مساءً "


كانت تسير على أطراف أصابعها كاللصوص وهي تخرجُ من غُرفتها متوجهة إلى الغُرفة المُقابلة لها، دلفت إلى الداخل دون أن تطرُقَ الباب وفور أن أغلقتهُ وألتفتت حتى صرخت برُعبٍ قائلة:- عاااا، أخس عليکِ يا عمتو خضتيني. 

زمت السيدة " صابرة " شفتيها قائلة:- خضيتِك!! إنتِ اللي جاية بتتسحبي على طراطيف صوابعك زي الحرامي اللي هربان من الحكومة ليه! 

زمت " سما " شفتيها قائلة بنبرة طفولية:- حرامي إيه بس يا عمتو! دة أنا جاية أدردش معاکِ شوية. 


=مممممم جاية تدردشي معايا ولا جاية تنمي معايا يا " رويتار "!. 

ضحكت" سما " وألقت بنفسها بين أحضانها قائلة بحماس طفولي بريء:- لا بصراحة جاية أنِم معاکِ أة. 

سحبتها السيدة " صابرة " من رسغها وأجلستها على حافة فراشها وجلست بجانبها ثُم هتفت قائلة:- ها قولي اللي عندك وبسرعة من غير لف ودوران. 

سحبت " سما " نفسًا عميقًا ثُم همست بنبرة خافتة قائلة:- متعرفيش يا عمتو البت " قمر " مالها! 

أجابتها عمتها قائلة بحيرة:- لا والله معرفش، بس هي مالها البت دي! 

تحدثت " سما " قائلة ببراءة:- مممممم مش عارفة، هي بقالها كام يوم كدة متغييرة وسرحانة، مش " قمر " بتاعتنا يعني. 

نظرت إليها عمتها لدقيقة كاملة بتفحُص وعلى حين غرة كانت تقبض على أذنها قائلة بتحذير:- عارفة يا سوسة لو مقولتيش اللي إنتِ عارفاه دلوقتي هعمل فيکِ إيه، همسك الزفت بتاعك دة وأمسحلك اللعبة اللي كلها ضرب نار وقرف دي من عليه. 

تأوهت بشدة وبعد أن أنتهت عمتها من حديثها صاحت قائلة بفزعٍ:- لا كلُه إلا بابچي، أنا هقول على كل حاجة. 

تركتها أخيرًا لتفرُك أذنها وهي تتألم لتلكزها عمتها قائلة:- ما تنطقي يابت، الفضول يقتلوني. 

فزعت " سما " لكنها تمالكت نفسها سريعًا وهمست قائلة:- في واحد في الجامعة بيحب " قمر ". 

شهقت السيدة " صابرة " بمُفاجئة قائلة:- هيييي، بيحبها! 

أومأت لها ببراءة لتهتف قائلة:- وبعدين يا سوسة كملي! 


=هو معاها في السيكشن وبيحبها وأعترفلها بس " قمر " رفضتُه. 

شهقت مرة أخرى لكن بغضب هذه المرة ثُم هتفت قائلة:- البومة، رفضتُه ليه اللي عايزة قطم رقبتها دي! 

رفعت كتفيها وأنزلتهُما قائلة بدلالٍ:- قالتلُه مش بفكر في الموضوع دة. 

جزت السيدة " صابرة " على أسنانها قائلة:- وليه مش بتفكر إن شاء الله، هي أصلًا عمرها فكرت في حاجة. 

صمتت لثوانٍ ثُم هتفت قائلة بغيظ:- بقولك إيه أنا هقوم أجيبها من شعرها. 

قبضت " سما " سريعًا على معصمها قبل أن تنهض وهتفت قائلة بتوتر:- رايحة فين بس يا عمتو، إنت عايزة تفضحينا! 

زمت شفتيها وهدرت قائلة بضيق:- أمال عايزاني أسيبها تطفش العريس اللي زي الفل وتضيعه من بين إيديها! 


=وإنتِ إيه عرفک إن هو زي الفل بس! 

هدأت قليلًا ثُم نظرت إليها قائلة بتساؤل:- صحيح هو مش معاكُم في الجامعة يعني أكيد عارفين إذا كان كويس ولالا! 

" سما " بتأكيد بالغ:- لا الشهادة لله إن الواد زي الفل وسمعتُه لا غُبار عليها. 

قبضت على تلابيبها قائلة بغيظ:- ولما هو زي الفل ولا غُبار عليه يا قطرانة أنتِ مسكتيني ليه، بقولك سبيني أروح أجيبها من شعرها! 

قبضت " سما " على معصمها من جديد قائلة بلهفة:- أستهدي بالله بس يا عمتو، وهو إنتِ يعني لما تروحي تجبيها من شعرها هتجبريها تحبه هي كدة! دي لما تعرف إن أنا عرفت وقولتلك هتعنِد أكتر وإنتِ عارفة عيال ابنك راسهُم ناشفة إزاي! 

هدأت مرة أُخرى ووضعت قبضة يدها أسفل ذقنها بتفكير قائلة:- تصدقي يابت إنتِ سوسة ورويتار والفولة مش بتتبل في بوقك بس أوقات كدة بتقولي حاجات عليها القيمة. 

أبتسمت " سما " بغرور وأثناء أنشغالها بالتفكير مع عمتها في مُعضلة " قمر " أقتحمت " نجمة " لكن لم تشعر إحداهُما بها، عقدت الأخيرة حاجبيها من حالتهُما الغريبة تلك وصاحت قائلة بنبرة عالية:- ياناااس! 

أنتفضا بفزعٍ ونظرا إليها بضيق لتهتف " سما " قائلة:- حد يخُض حد كدة! 

زمت " نجمة " شفتيها قائلة بتبرُم:- دة على أساس إنتِ كنتِ مركزة وأنا بقا خضيتِك قصد! 

لم تُجيبها " سما " ولكن هتفت العمة " صابرة " قائلة بضجر:- إنتوا هتتخانقوا وأنا قاعدة، ما تحترموني شوية! 

هتفت " نجمة " قائلة بلامُبالاة:- ولا هنتخانق ولا حاجة، أنا جاية أقولكُم إني حضرت العشا لو عايزين تاكلوا. 

صاحت " سما " بحماس وجوع مُفاجيء تملكها قائلة:- تسلم إيديك ياروحي. 

أبتسمت لها " نجمة " بحُب وتحركن ثلاثتهُن نحو المطبخ لتناول العشاء بعد أن أنضمت لهُن " قمر " بالطبع.... 


❈-❈-❈


" المطعم.. بعد يومين "


كانت " نجمة " تقف بين عددًا من العُمال يقومون بتجديد أجزاء مُعينة بالمطعم بينما بداخل المطبخ تقوم مجموعة أخرى بتركيب المُعدات اللازمة للعمل، كان اليومين السابقين شاقين عليها للغاية إلا أنها بمُساعدة أهلها وصديقتها أستطاعت أن تنجز الكثير وإذا أستمر العمل على هذا المنوال ستفتتح المطعم بالموعد الذي تُريده، صاحت قائلة بحماس:- أسرع شوية يا جماعة، لسة ورانا حاجات تانية. 

أومأ لها الرجال وأستمروا بالعمل وبعد قليل صدح صوت من خلفها قائلًا بمرح:- طبختنا القمر عاملة إيه النهاردة. 

ألتفتت " نجمة " لترى صديقتها " هنا " تقف خلفها وتبتسم بسعادة جعلت وجهها يُشرق وتزداد جمالًا على جمالها، أبتسمت لها بأتساع قائلة:- إنتِ جيتي أمتى! 


=لسة واصلة حالًا. 

نظرت " هنا " إلى أرجاء المطعم الذي أختلف تمامٍ بعد أن بدأ العُمال بتجديده ثُم هتفت قائلة بإعجاب:- بسم الله ماشاء الله، المطعم أتشقلب حالُه في يومين أتنين بس، شكلك هتلحقي الأفتتاح في أول الشهر الجديد. 

تحدثت " نجمة " قائلة بتمني:- والله بتمنى إن الوضع يفضل ماشي على كدة ومتحصلش أي مطبات تبوظلي تخطيطي. 


=بإذن الله ياقلبي. 


-تعالي لما أواريکِ المطبخ بعد ما أتركبت الإفران والبوتجازات الجديدة. 


أصطحبتها " نجمة " بجولة بداخل المطبخ وجولة أخرى بحديقة المطعم الخارجية، توقفت بمُنتصف الحديقة قائلة بحماس:- وهنا بقا هيكون كورنر رومانسي كدة، هيكون في شموع وليست مخصوص للي هيجوا على الكورنر دة، يعني بأختصار هيكون للمخطوبين والمتزوجين والكابلز عمومًا.. 

صاحت " هنا " قائلة بأنبهار:- Wwooww، طب ما إنتِ ليکِ في الرومانسية أهو ويجي منك أمال مطلعة عين عمتك ليه عشان تتجوزي! 

زمت شفتيها بضيق قائلة:- عشان أنتوا مش عايزني أخد وقتي وأختار شريك حياتي، عايزين تفرحوا بيا ساعتين في أي قاعة وألبس أنا بقا مع راجل غريب باقية حياتي. 

أتسعت عينان " هنا " قائلة من بين أسنانها:- راجل غريب! طب هو إنتِ كُنتِ جبتي حد وقولنا لا، ما أهو لا صالونات عاجب ولا حب ولڤلڤة عاجب، نعملك إيه! 

كادت " نجمة " أن تُجيبها لكن صدح صوت سيارة بالخارج ويليها صوت عدة رجال، نظرت إليها " هنا " بتعجُب قائلة:- هو في عُمال تاني جاين النهاردة ولا إيه! 


=لا مفيش، تعالي نشوف في إيه. 


قبل ذلك الوقت بقليل كان " سيد " برفقة " كرم " و " خالد " وبعض العُمال في طريقهُم إلى المطعم للبدأ في تجديده، كان الحماس يرتسم على الوجوه والسعادة تُرفرف بالقلوب، هتف الأول قائلًا بحماس:- بإذن الله تكون فاتحة خير علينا. 

هتف " خالد " قائلًا بأبتسامة واسعة:- الواحد مش مصدق أمتى تجديد المطعم يخلص ونبدأ شغل بقا. 

تدخل " كرم " بالحوار قائلًا بتأكيد:- متقلقوش إحنا هنفضل على إيد العُمال وفي ظرف أسبوع هيكونوا خلصوا ونفتتح على أول الشهر الجديد. 

هتف " خالد " قائلًا بمرح:- صحيح قولي من أمتى كنت عاقل كدة وبتحافظ على فلوسك عشان تقرر تشاركنا في المطعم! 

أعتدل " كرم " بجلسته وهو يقود قائلًا بغرور مُفتعل:- أنا طول عمري عاقل يا حبيبي، أنا بس حبيت أشارككم وقولت أهو يبقا دخل ينفعني في الجوازة. 

صاح الأثنين بصوتٍ واحد:- جوازة!! 

ضحك " كرم " بقوة قائلًا:- أة أنا ناويت أتجوز. 

أبتسم " سيد " قائلًا:- ودي مين سعيدة الحظ! 

أجاب " كرم " ببلاهة:- لا أنا لسة مش عارف بس هي النية موجودة. 

لكمهُ " خالد " قائلًا بغيظ:- ولما هو لسة مفيش حد بتشوقنا ليه! 

ضحك " كرم " وأستمر بمُشاكسة " خالد " حتى وصلوا إلى المطعم وبمُجرد أن ترجلوا من السيارات ووطأت أقدامهُم أرض المطعم حتى تفاجئوا بمجموعة من العُمال يعملون بهمة ونشاط، هتف " خالد " قائلًا بدهشة:- هو في إيه ومين دول!! 

أجاب " كرم " بدهشة مُماثلة:- مش عارف والله. 

أوقف " سيد " العمال قائلًا بصوتٍ جهوري:- أنتوا مين وبتعملوا إيه هنا؟! 

توقف العُمال عن العمل وأجاب رئيسهُم قائلًا:- عدم اللامؤاخذة أنت مين يا هندزة وبتسأل ليه! 

هتف " سيد " قائلًا من بين أسنانه:- أنا صاحب المطعم اللي أنت واقف توضب فيه دة على مزاجك يابني أدم. 

حك الرجُل ذقنه بأصابعه قائلًا بشك:- صاحب المطعم! بس صاحبة المطعم دة الست " نجمة ". 

حلت الصدمة على وجوه الشباب وعقد " سيد "حاجبيه قائلًا:- " نجمة "! مين " نجمة " دي كمان! 


=أنا " نجمة " أنت اللي مين! 


يتبع