-->

الفصل الخامس - صرخة عشق

 





الفصل الخامس



يجلس "حازم" فى غرفة على الأريكة بصحبة صديقه المقرب "هيثم" الذى لا يختلف شيئا عنه، فهما يشبهان بعضهما كثيرا بجميع الصفات الحقيرة والنوايا الخبيثة، عقب "حازم" وهو يشعر بكثير من الانتصار والفخر رادفا بتفاخر: 


_ ما أنا قولتلك يا ابنى لما حازم يحط حاجه فى دماغه لازم يوصلها حتى لو هيعمل ايه!!


فتح "هيثم" فمه بصدمه مما أخبره به "حازم"، ليصيح بمزيج من الدهشة والأعجاب رادفا بصدمة: 


_ ايه ياض أنت الجحود ده!! بقى أنت تخلى الواد يسيبها ويقطنع إنها بتخونه وتروح انت تطلبها وتوصلها لدرجه إنها توافق عليك، لا وكمان عازم حبيبها على خطوبتكم أيه ده!! يخرببتك شيطان!!


ألتفت "حازم" مرة أخرى نحو المرآه وأخذ ينثر من عطرة المفضل على ثائر ملابسه رادفا بفخر: 


_ مكنش فى حل تان  غير كده، ودى الطريقة الوحيده اللى كانت ممكن تخلى ندا توافق عليا وتبعد عن اللى أسمه زفت ده


أضاف "هيثم" بمرح:


_ يا عم دا أنت عقدت الواد فى صنف الحريم كله


ضحك "حازم " بسعادة وفخر من كونيه وصل لما يريد، ولكنه لم يكتفى بما قام به، ليردف متوعدا: 


_ هو لسه شاف منى حاجه!! أصبر وأتفرج أنت بس


تناول ما بالكأس الذى أمامة جرعة واحدة وقام بوضعه على الطاولة مرة أخرى مُضيفا بتذكر: 


_ المهم، هتعمل أيه فى الحوار اللى أتكلمنا فيه؟!


أبتسم "هيثم" بخبث رادفا بمراوغة: 


_ حوار ايه يا عم حازم، ما انت حوراتك كترت


رفع "حازم" حاجبه بأستنكار رادفا بمكر: 


_ حوار جنه أخت ندا، أيه نسيت ولا أيه؟!


أبتسم "هيثم" وقد غمز بعينه رادفا بمكر: 


_ وهو ده حوار يتنسى يسطا!!


أمال "حازم " برأسه جانبا بأعجاب أن صديقه لاتزال الفكرة برأسه رادفا بإبتسامة خبيثة: 


_ طب والله كويس إنك فاكر وزى ما قولتلك لازم تعلقها بيك وتخليها تحبك، وزى ما أنا أخدت ندا أنت تقدر تاخد جنه، وزى ما أنت قولت أصلا هى بت تتاكل أكل


عض "هيثم" على شفتيه بشهوانية رادفا بطريقة حقيرة:


_ ومش أى أكل يا صحبى، دى مانجه


❈ - ❈ - ❈


مرت الأيام سريعا ليس بها أى جديد قام "حازم" بشراء فستان الخطبة ل "ندا" وحجز لها فى صالون التجميل وقام بعمل كل تجهيزات هذه الخطبة، كل هذا و "ندا" بالأساس لم تشاركه فى أختيار أى شيء، فهى لم تختاره هو حتى، فقد فُرِض عليها ولكنه فُرِض منها هى وليس فرض من شخص أخر .. 


كان جميع من بعائلة "عز" يستعدون لخطبة "ندا" ولكن بحزن، فهم كانوا يتمنون أنها تكون هذه هى خطبة "ندا" و "عز" وليس "حازم"، ولكنه النصيب ولن يستطيع أحد تغير النصيب.. 


ذهبت "زيزى" مع "ندا" و "جنه" إلى صالون التجميل و "منى" تستعد لذهاب لصديقتِها "هدى" لكى تكون معاها فى هذا اليوم، ولكن قبل أن تذهب دلفت غرفه "عز" لتتحدث معه، أقتربت "منى" نحو "عز" الذى أعتدل فى جلسته عند دخول والدته عليه، لتُعقب "منى" رادفه بحزن:


_ عايزه أتكلم معاك شويه يا عز


أومأ لها "عز" بالموافقة مُعقبا بصوت غالب عليه الحزن: 


_ أتفضلى يا أمى


عقبت "منى" بحزن على أبنها رادفة بأستفسار: 


_ أنت عارف النهارده أيه يا عز؟!


شعر "عز" بالضعف الشديد ولكنه حاول أستبداله هذا الضعب بالجمود رادفا بحدة:


_ أيوه يا أمى عارف، النهارده خطوبة حازم


تنهدت "منى" وهى تعلم أن ما ستقوله سيألم أبنها كثيرا، ولكنها يجب أن تذكره بذلك، لتردف بحزم:


_ وندا، خطوبة حازم وندا يا عز


أبتلع "عز" تلك الغصة التى تكونت بحلقه بألم شديد رادفا بضيق وحدة: 


_ عايزه توصلى لأيه يا أمى؟!


تأكدت "منى" مما بداخل عقلها نحو أبنها رادفة بعتاب: 


_ عايزة اعرف انت ليه ضيعتها من ايدك يا عز!! ليه عملت فيها وفى نفسك كده!! ليه كسرت قلبها وقلبك يا أبنى؟!


نهض "عز" من مكانه وقد كور قبضة يده ضاغطا عليها بشدة، وقد شعر بسيران النيران داخل عروقه بدل الدماء، رادفا بأسنان ملتحمة: 


_ لو سمحتى يا أمى أنا نسيت الموضوع ده ومش عايز أفتكره تانى، وبالنسبه للخطوبه مقدرش مجيش خطوبتهم عشان تعرفى أنتى وكل اللى كانوا فكرين إنى لسه بحب ندا، أنه خلاص، معدش ليها وجود جوايا ولا حتى حنين ليها


قال هذا الكلام وقلبِه كاد أن ينفجر من شدة الالم والضيق وقله حيلته، فهو لا يعلم لماذا يُكابر لماذا لا يرتمى بصدر والدته ويقوم بالصراخ ويتركها تُخفف من هذا الالم الذى كاد ان يُقف قلبه ويفتك به .. 


شعرت "منى" أن ليس هناك أمل لأصلاح ذلك الشيء الذى تحطم بينهم، لتعقب بقلة حيلة وهى تنهض من مكانها رادفة بحزن: 


_ يعنى ده أخر كلام عندك يا عز؟!


أعطاها "عز" ظهره حتى لا ترى تلك الدمعة التى تهاوت من عينيه رغما عنه رادفة بحدة: 


_ ومعنديش كلام غيره، بعد أذنك يا أمى


خرج "عز " من غرفة هاربا من والدته التى إذا ظل معها أكثر من ذلك سيضف أمامها وقد ينهار بكل شيء، بينما "منى" شعرت برقرقة الدموع بعينيها حين رأت أعين أبنها اللأمعة بدموع، لتنظر إلى السماء رادفة بتمنى: 


_ ريح قلبه ونور بصيرته يارب


❈ - ❈ - ❈


يقف "حازم" أمام المرأة الخاصة بغرفته ويقوم بتعديل ملابسه ملتقطا سترته مستعدا لذهاب لأصتحاب "ندا" من مركز التجميل، أدلفت "نجلاء" الغرافة ناظرة نحو أبنها بسعادة رادفة بفخر: 


_ ألف مليون مبروك يا حازم يا حبيبى


أبتسم لها "حازم" بغطرسة وهو يقوم بأغلاق أزار البدلة رادفا بسعادة:


_ الله يبارك فيكى يا ماما


بأدلة "نجلاء" الأبتسامة رادفة بخبث: 


_ مكنتش أعرف إنك عنيد أوى كدة يا حازم، بس نفسى أفهم أزاى خليت ندا توافق عليك وهى أصلا بتحب عز!!


ضحك "حازم" بشدة على سؤال والدته الذى إذا علمت أجابته ستقسم إنها أنجبت شيطان وليس إنسان، ألتفت إليها "حازم" بأبتسامة غرور رادفا بفخر وإنتصار:


_ عملت حاجة لو عرفتيها هتستعيذى كل ما تشفونى


ضيقت "نجلاء" ما بين حاجبيها بأستنكار ولحظة وأتسعت عينيها بصدمة، حين وضع "حازم" هاتفة أمام أعين والدته، لتراه هو و "ندا " بالفراش معا وهما عاريان ولا يستر جسدهم سوا تلك الشراشف، لتصيح "نجلاء" بصدمة رادفة بأستفسار: 


_ أغتصبتها يا حازم؟!


ضحك "حازم" كثيرا على تلك التخمينات الغبية جدا التى تفكر بها والدته رادفا بأستهزاء: 


_ أيه التفكير القديم أوى ده يا ماما!! وبعدين هو أنا لو كنت أغتصبتها كانت هتقبل بيا يعنى!!


أزدادت حيرت "نجلاء" لتزفر بملل رادفة بفضول: 


_ ما تنطنق يا حازم على طول، عملت أيه!!


أبتسم "حازم" بخبث وقص عليها كل ما حدث بالتفصيل، لتتسع عينى "نجلاء" بصدمة رادفة بأندفاع:


_ يأبن المجانين، يخربيتك وأيه اللى جاب الفكرة القذرة دى فى دماغك!!


ألتفت "حازم" مرة أخرى نحو المرآة وأخذ ينثر من عطرة المفضل على ثائر ملابسه رادفا بفخر: 


_ مكنش فى حل تان  غير كده، ودى الطريقة الوحيده اللى كانت ممكن تخلى ندا توافق عليا و ...


قطع حديثه دلوف صديقه "هيثم" الغرفة صائحا بمكر وهو يغمز ل "حازم" رادفا بمشاكسه: 


_ مبروك يا عريس، عقبال الفرح يسطا


ألتفت إليه "حازم" بعد أن أنهى من تجهيزاته رادفا بثقة: 


_ قريب متقلقش


تقدم "حازم" عدة خطوات متجها نحو الباب رادفا بعجلة: 


_ يلا عشان منتأخرش عليهم أكتر من كده


خرجوا جميعا بينما "نجلاء" توجهت إلى الفندق، ذلك المكان الذى حجزة "حازم" لعمل الخطبية، بينما أتجه "حازم" بصحبة "هيثم" إلى صالون التجميل لأحضار "ندا" و "جنة"..


❈ - ❈ - ❈


بعد وقت ليس بكثير وصل "حازم" و "هيثم" إلى صالون التجميل لأصتحاب "ندا" منه، فى هذا الوقت وصلت سيارة "عز" أيضا الذى أتى ومعه شقيقة "زياد" وصديقه "أنس" لأصتحاب "زيزى" من الصالون 


وقفوا جميعا فى إنتظار الفتايات وكان "عز" يشعر بنغزات فى قلبه وكثير من الضيق داخل صدره وكاد أن يرحل من المكان كله، ولكن أوقفه "أنس" حتى لا يلاحظ أحداً إنزعاجه وخصيصا هذا "حازم" الذى لا يتوقف عن النظر إليهم، مال "أنس" على أذن صديقة رادفا بتحذير:


_ بلاش حد يلاحظ حاجه، لو مش عشان ندا يبقى عشان خاطر سهر، متنساش إنها مرات أخوها وحامل


أومأ له "عز" برأسه موافقا على حديث صديقة، فهو حتى لا يريد أن يأذى "ندا" ما بالك بشقيقته، أرغم نفسه على تحمل ذلك الموقف الذى من الصعب أن يتحمله أية رجل بهذا العالم 


بعد قليلا من الوقت خرجت تلك العروس الجميلة الذى لطالما حلم بها طوال عمرِه، فهى حقا تشبه الأميرات ومليكات الاساطير بتلك الطالة الساحرة الذى تمنى كثيرا أن يراها بها، ولكن يوم زفافهما وليس يوم زفافها على أحدا غير، عندما رائها "عز" أنسحب سريعا متجها نحو سيارته كى لا يراه أحد وهو ينظر إليها بمزيجا من الحب والحزن على فقضانِها، وكى لا تلاحظ هى تلك الكسرة بعينِه حتى لا يضعف 


بينما "ندا" لم تراى "عز" بسبب أنسحابه قبل أن تنتهى من نزول الدرج الخاص بالصالون، ظلت "ندا" تبحث عنه باعيُنِها فهى مازالت تحبه كثبرا، كم تمنت أن توقف كل ما يحدث الأن!! كم تمنت أن تخرج وتجده هو من ينتظرها وليس ذلك "حازم"!! كم تمنت أن يكون كل ما يحدث الأن مجرد كابوس وتستيقذ منه بأى لحظة!! ولكنها تأكدت انه ليس كابوس حين تقدم "حازم" نحوها ملتقط يدها وواضعا إياها بيديه... 


بينما على الجانب الاخر "أنس" الذى لم يرفع عينِه من على "زيزى" الذى أثرت قلبه بتلك الطلة الجميلة، فهى حقا شديدة الجمال، مثل أميرات ديذنى فهو وقع فى غرامِها منذُ النظرة الاولى 


وهناك أيضا "جنه" وهى لا تقل جمالا عن "زيزى" ولكنها أول من لفتت أنظار شخص أخر، ظل "زياد" ينظر لها بكثير من الحب والأعجاب بطلتها الساحرة، فهو لم يراها بهذا الجمال من قبل؟! 


كانت "زيزى" و "جنه" يرتديان نفس شكل الفساتين ولكن بالوان مختلفه، كانت الفساتين ليست عارية جدا ولكنها جميلة وتخطف الانظار برقتها وعلو ذوقها، فهى تُبرذ جمالهما وتُزيدهما رقة وأنوثة 


صعدت "ندا" و "جنه" بسيارة "حازم" فالعروس يجب أن تجلس مع عريسها، بينما ذهبت "زيزى" إلى سيارة شقيقها "عز" ثم توجهوا جميعا نحو ذلك الفندق لأتمام تلك الخطبة.. 


❈ - ❈ - ❈


وصل الجميع إلى الفندق وأنتهت فقرات الترحيب بالعروسين، بينما ذهب الجميع للجلوس بأماكنهم وبدأ أستعراض فقرات الحفل واحدة تلو الأخرة إلى أن جأت فقره الرقص بين العروسين، فى البداية رفضت "ندا" تلك الرقصة ولكن سريعا ما تدخلت "نجلاء" وأصرت عليها وكانها فرض ويجب أن تنفذه، لأحظت "ندا" إصرار "نجلاء" الشديد والواضح فى نبرتها وأضطرت "ندا" أن توافقها، فهى لا تريد العداوه بينها وبين "نجلاء"، يكفى عليها عداوتِها مع "عز" الذى لا تعلم ماذا سوف يفعل إذا رأها وهى ترقص مع "حازم" الأن؟! 


نهضت "ندا" من مقعدها مُتجهة للرقص بصحبة "حازم" ولكن بشرط عدم الأقتراب الزيادة عن الأزم منها وأن يلتزم حدوده، غضب "حازم" جدا من أفعال تلك الفتاة التى لا تسمح له بالقيام معها بأى شيء يحدث بين أى عروسين على عكس ما كانت تسمح به ل "عز" وهو قد سبق وراء هذا الشيء بعينيه، ولكنه سريعا ما قام بأخفاء ذلك الغضب، فهو لا يريد أن يجعلها ترأ وجهه الأخر من الأن، بينما لم يُعارض احد على ما قالته "ندا" لان هذا حقها وليس عليها خطا... 


بدا "حازم" و "ندا" بالرقص معا على موسيقى هادئة وسريعا ما أنخفضت الأضواء حولهم لكى تُهئ لهم ذلك الجو الرومنسى، بينما كان "عز" يقف فى نهاية قاعة الزفاف ويشعر بأن قلبه على وشك أن يخرج من بين ضلوعه، يبكى بداخله على حبيبته وهى تتمايل أمامه باحضان رجل أخر، أزداد غضب "عز" وأشتعلت به النيران عندما حمل "حازم" "ندا" بين يديه وأخذ يلتف بها عدة مرات مُعبرا للجميع عن مدى سعادة بإنتصارة 


بينما أنزعجت "ندا" كثيرا مما فعله "حازم" دون أن يستاذنها هذا الذى فعله لم تتخيل أن يقوم بذلك الشئ، شعرت "ندا" بكثير من الغضب بسبب اقترابه منها إلى ذلك الحد، ولكنها لم تُلفت إليها الأنظار كى لا تثير الجدل، حتى أنه لم يلاحظ احدا غضبها وخصوصا "عز" 


خرج "عز" من القاعة بل من الفندق بأكمله سريعا مُتجها نحو سيارتة وهو يشعر بكثير من الأختناق، مُتألما بسبب ذلك القلب الذى يصرخ بين ضلوعيه باكيا ومقهورا على هذا الحب الذى تحول بغمضة عين إلى سراب وكراهية 


صعد "عز" سيارته سريعا وأنطلق بسرعة البرق مبتعدا عن هذا العذاب وذلك الألم الشديد الذى لا يرأف به والذى لن يتحمله، بعد قليل توقف "عز" بسيارته أمام بيتِه ثم ترجل من السيارة صاعدا إلى شقته، وسريعا ما دلف "عز" غرفتِه وظل يُكسر فى كل شئ ويصرخ بكثير من الوجع والغضب وقلة الحيلة، فهى أثبتت له أنها لم تكن تُحبه هو منذ البداية، أكدت له أنها كانت تتلاعب بمشاعرة وحبه لها، ليصيح "عز" وهو يُكسر كل شيء تقع عينه عليه وهو يبكى بحرقة قلب صارخا بحنق وضيق صدر: 


_ ليه يا ندا ليه!! دا أنا حبيتك!! ليه عملتى فيا كده!! هو ده تمن الحب اللى أنا حبتهولك؟! هو ده جزاء قلبى اللى مشفش فى الدنيا واحدة غيرك؟! ليه تعملى فيا كده ليه!! ليه يا ندا لييييه؟!


ظل "عز" يُكسر فى كل شيء بغرفته ويصرخ بغضب مُحاولا أن يُعبر عن حجم الألم الذى يحمله وتلك الحسرة التى بداخله بسبب تلك الخيانة الذى تعرض لها، وقف "عز" أمام المرآه بغضب شديد وألتقط زجاجة العطر الخاصة به وألقى بها على تلك المرآة لتُحطم جميها إلى أشلاء وصوت تحطيمها ملاء المكان، ولكنه ليس أعلى من صراخ ذلك المُتألم الذى ظل يصرخ بوجع وقلة حيلة: 


_ ااااه ندااا، ليه يا ندا!! ليه عملتى فيا كده!! أنا عشقتك وشلتك فى قلبى وحافظت عليكى!! ليه عملتى فيا كده!! ليه كسرتينى ووجعتى قلبى وخلتينى كاره الحياة وكارة نفسى وكارك؟! ليه يا ندا ليه يا ندااا!!


سقط "عز" أرضا فاقدً للوعى لا يشعر بشئً من حوله من شدة صراخيه، حقا كان يصرخ بحدة مُحالا إخراج ذلك الألم من داخله، ولكنه جسده لم يحتمل ضعفة وإنكسارة وسقط فاقدا كل قواه بالأضافة إلى ذلك العقل الذى يتمنى أن يتوقف شفقة على ذلك القلب الذى لم يعد يحتمل كل تلك الأوجاع...


❈ - ❈ - ❈


كانت "زيزى" تتنقل فى جميع أركان القاعة وخاجها باحثة عن شقيقها بعد أن لأحظت إختفاءه وعدم تواجده بالقاعة باكملها، أمتلئ شعور القلق قلب "زيزى" التى أسرعت فى التوجه ناحية "أنس" الذى كان هو الأخر يبحث عن صديقه "عز"، تقدمت إليه "زيزى" بسرعة ويبدوا عليها الفزع رادفة بقلق: 


_ لو سمحت يا أنس


إلتفت إليها "أنس" مُطالعها باهتمام وكانه كان ينتظر مجِئها ولكنه شعر بالارتباك بسبب هذا القلق الواضح عليها ليردف بأستفسار:


_ أيوه يا زيزى، خير فيه حاجه؟!


أكملت "زيزى" بقلق مُمزح بطيف خجل من نظرته المتمة تلك التى جعلتها للحظة إنها ترغف فى رؤيتها إلى باقى العمر، ولكنها تذكرت ذلك الشيء التى أتت لأجله رادفة بأستفسار: 


_ هو عز  فين يا أنس؟! أنا مش لاقياه فى القاعة خالص!!


أنتبه "أنس" إليها ليشعر وكانه كان يحلم وأستيقظ ليردف بأستفسار: 


_ أنا كمان كنت بدور عليه بقالى ساعة بس مش لاقيه، مش عارف أختفى راح فين ده؟!


ازداد قلق "زيزى" وقد أخذت مخيلتها تصور لها كثير من الأشياء السيئة، ولكنها نفضتها من راسها موجه حديثها نحو "أنس" رادفة بأرتباك: 


_ يعنى أيه!!


لاحظ "أنس" زيادة قلقها وإرتباكها، ليحاول تهدئتها رادفا بهدوء: 


_ متخافيش يا زيزى، أكيد هنا ولا هنا، تعالى ندور عليه وإن شاء الله هنلاقيه


توجه كلا من "زيزى" و "أنس" ليبحثان عن "عز" فى كل مكان ولكن دون فائدة، شعرت "زيزى" بالفزع الشديد على شقيقها خوفا من أن يكون فعل بنفسه شيئا، فهى تعلم انه يُحب "ندا" كثيرا كما تعلم أن هذا اليوم لم يكن سهلا عليه أبدا ولن يمر مرار الكرام 


بينما أخرج "أنس" هاتفة ليتصل على "عز" بعد أن قام بالبحث عنه فى كل مكان ولم يجده، ولكن دون جدوه فهاتف "عز" كان مغلقا، أرتعبت "زيزى" كتيرا على أخيها و "أنس" أيضا تملك منه الشعور بالقلق على صديقه، لتعقب "زيزى" بعد أن فقدت الأمل رادفة بلهفة وعجلة: 


_ لا كده كتير، أنا لازم أقول ل ماما وبابا حالا


أسرعت "زيزى" متجه نحو والديها ويتبعها "أنس" أيضا، أخبرت "زيزى" والديها بعدم وجود "عز" بالقاعه وأن هاتفه مغلق ولا يعلم احد أين هو منذ أكثر من ساعة!! فزع والديها فهما يعرفان "عز" جيدا ويعرفان مقدار حبه ل "ندا"، لتصيح "منى" بكثير من الخوف وقد أوشكت على البكاء رادفة بلهفة: 


_ يعنى أيه!! أبنى راح فين؟!


حاول "ماجد" تهدئتها مُعقبا بهدوء: 


_ أهدى يا منى مش كده، أكيد زمانه روح البيت


عقبت "منى" بأندفاع ناتج عن خوفها ورعبها على أبنها رادفة بعجلة وسرعة:


_ أومال تليفونه مقفول ليه يا ماجد!!


شعر "ماجد" بطيف من القلق ولكنه أستطاع أن يجعله ألأ يسيطر عليه معقبا بإحسام للأمر رادفا بعزم: 


_ يلا نروح وفى البيت نشوف فيه أيه!!


أسرعت عائلة "عز" بالأسعداد للخروج من القاعة للأطمئنان علي ابنهم، بينما لأحظت "هدى" توجهم للخروج من القاعة لتُسرع هى الاخرى باللحاق بهم لتعرف ما الامر!! ولماذا يبدوا عليهم القلق هكذا؟! لتعقب "هدى" بأستفسار موجهة حديثها نحو "منى" رادفة بلهفة وقلق:


_ فى أيه يا منى؟! رايحين فين كده بسرعة!!


حاولت "منى" أن لا تقلق "هدى" فهى تعلم مقدار حبها ل "عز" وأنها تعتبرة مثل "معاذ" أبنها تماما، وإذا علمت بالأمر يمكن أن تأتى معهم وهذا سوف يُخرب حفل الخطبة، لتردف "منى" بهدوء مصطنع: 


_ مغيش يا هدى رايحين نجيب حاجه كده


أدركت "هدى" أن صديقتها تكذب عليها وتحاول أن تخفى شيئا عنها، لتشعر "هدى" بالقلق رادفة باستفسار: 


_ رايحين تجيبوا حاجه كلكوا!! فى أيه يا منى؟!


صاحت "منى" بعد أن فقد قدرتها على إصطناع القوة وقد ظهر عليها ملامح الخوف والزع رادفة بلهفة: 


_ مش لاقين عز يا هدى، مش عارفة راح فين حتى تليفونه مقفول، هنروح نشوفه يمكن يكون روح البيت، أنا خايفة عليه أوى يا هدى وقلبى مقبوض


سيطر الخوف والقلق على قلب "هدى" هى الأخرى وقد نست أين هى وماذا تفعل، لتردف بقلق ولهفة: 


_ إن شاء الله خير يا منى، أنا جايا معاكوا


صاح بها "ماجد" مُفوقا إياها رادفا بأستفسار: 


_ تيجى معانا فين يا هدى، أنتى ناسية أنك فى خطوبة بنتك، خليكى جمب البنت، أحنا هنروح وهنبقا نطمنك إن شاء الله متقلقيش


أستوعبت "هدى" ما قالته وإنها لا تستطيع أن تذهب معهم وتترك أبنتها، لتعقب باستسلام رادفة بموافقة: 


_ طيب يا جماعة بس متنسوش تطمنونى على عز بالله عليكوا


أومأت لها "منى" رادفة بأمتنان: 


_ حاضر يا حبيبتى، سلام


خرج جميع أسرة "عز" بصحبة "أنس" مُتجهين نحو البيت للأطمئنان على "عز" والجميع يتمنى أن يكون بخير.. 


❈ - ❈ - ❈


وصلوا جميعا إلى البيت لتدلف "منى" شقتها بلهفة مُتجهة نحو غرفتة "عز" لتبحث عنه، وما إن دلفت الغرفة ورأته حتى كادت أن تفقد وعيها من هول صدمتها، لتصرخ "منى" بأستغاسة رادفة بزعر:


_ عز ألحقونى، يا ماااجد ألحقنى، أبنى


أسرع الجميع بالتوجه إلى الغرفة بهلع ليُصعقوا جميعا عندما وجدوا "عز" مُلقِاً على الأرض غائبا عن الوعى وتلك الدماء تسيل منه دون توقف، لتصيح "زيزى" بزعر صارخة بصدمة: 


_ أيه ده!! أيه الدم ده؟! عز


صاح "أنس" بزعر وهلع لا يقل شيء عنهم، فهو صديقه الوحيد والمقرب ويعتبر أخيه، ليصيح صارخا: 


_ شلوا معايا على العربية بسرعة، لازم ننقله المستشفى حالا


أسرع كلا من "أنس" و "ماجد" و "زياد" فى حملِ "عز" والنزول به إلى السيارة، بينما "منى" و "زيزى" قاما باللحاق بهم إلى السيارة: 


دلف "أنس" سيارتة بصحبة "زياد" بعد أن قاموا بوضع "عز" داخلها مُتجهين نحو المشفى وسيلحقا بهم "منى" و "زيزى" بسيارة "ماجد" 


توقف "أنس" بالسيارة أمام إحدى المستشفيات وقام بأحضار ذلك السرير المتحرك وقام بوضع صديقه عليه بمساعدة أحد الممرضين مُتجها نحو قسم الطوارئ لكى يطمئنوا عليه ويوقفوا ذلك النزيف...



يُتبع..