الفصل الرابع - صرخة عشق
الفصل الرابع
تجلس "نجلاء" بكثير من السعادة العارمة وهى تتحدث بهاتفها وعلى وجهها ملامح الأنتصار والرضا الشديد وهى تُطالع أبنها بملامح الفخر موجة حديثها نحو "هدى" عبر الهاتف رادفة بمكر:
_ أنتى مش متخيله يا هدى أنا فرحانه قد أيه!! من زمان كان نفسى أخد ندا ل حازم، والله كمان كان نفسى يبقى عندى ولد تانى أخدله ريهام هى كمان، انتى متتصوريش أنا بحبهم قد أيه!
أبتسمت "هدى" وهى تتمنى أن يكون ما تفعله الأن هو الصواب مُحاولة إخفاء هذا التواتر مُضيفة بهدوء:
_ معلش بقى يا نجلاء ده نصيب، المهم عايزين نحدد معاد الخطوبة والحاجات دى
بادلتها "نجلاء" الأبتسامة ولكنها كانت تُحاول أن تُخفى بها هذا المكر رادفة بود زائف:
_ أه طبعا يا حبيبتى عندك حق، تحبى نخليها يوم أيه؟!
حمحمت "هدى" وهى تتمنى أن لا تقول ما ستقوله ولكن تلك هى رغبة "ندا" التى أصرت بها عليها ومان كان أمامها سواء أن توافق على أية حال، لتعقب "هدى" رادفة بتردد:
_ أيه رائيك الخطوبة تكون الشهر اللى جى، أظن ده معاد مناسب
لمعت أعين "نجلاء" بسعادة وفرحة عارمة رادفة بلهفة وحماس:
_ أه طبعا كويس جدا يا هدى، وعندك حق خير البر عاجله وأحنا عايزين نفرح بالعيال بدرى يا هدى يا أختى
أومأت لها "هدى" بأسئ وعدم رضا على ما يحدث، فهى فى بداية الأمر كانت مرحبه بتلك الخطبة ولكن بعد أن لاحظت حالة أبنتها، تغير رأيها تماما ولكن لا تستطيع أن ترفض أمام رغبة أبنتها، لتردف "هدى" بأستسلام:
_ خلاص يا نجلاء أنا هعرف ندا وربنا يكملهم على خير
أستغلت "نجلاء" هذا الموقف لصالحها لتتردف بأندفاع:
_ يبقى كده أتفقنا، ننزل أنا وأنتى وندا وحازم نجيب الشبكة الاسبوع الجاى
أستسلمت "هدى" لرغبتها رادفة بموافقة على حديثها:
_ أتفقنا يا نجلاء
أبتسمت لها "نجلاء" بأنتصار وسعادة رادفة بحماس :
_ أتفقنا يا هدى، سلميلى بقى على ست العرايس لحد ما أشوفها الاسبوع الجاى بأمر الله
أنهت "نجلاء" المكالمة مع "هدى" ونظرتها نحو أبنها بالأضافة إلى الإبتسامة الخبيثة يملاها الشماته والحقد رادفة بإنتصار:
_ مبروك يا حبيبى ندا خلاص بقت بتاعتك أنت لوحدك دلوقتى وأبن منى ده طلع برا حياتكم نهائى
نفث "حازم" دخان سجارته بمنتهى الغرور والأستعلاء رادفا بتوعد:
_ ولسه، إن ما حرقت قلبه وحصرته عليها وهى بتضيع منه قدام عنيه مبقاش أنا حازم مختار
❈-❈-❈
أعتلت وجه "أنس" ملامح الصدمة مما أخبره به صديقه "عز" الذى لاحظ عليه الألم والكسرة منذ أن رأه، ولكنه لم يكن يتخيل أن يكون الأمر مثل ما اخبره به ، لُيعقب "أنس" بأعين مُتسعة من هول صدمته مُضيفا بعدم تصديق :
_ مش معقول الكلام اللى أنت بتقوله ده يا عز، أكيد فى حاجه غلط، أكيد الصور دى متركبه من حد متغاظ منكم
صاح "عز" بكثير من الألم والكسرة رادفا بغضب:
_ لا مش متركبه يا أنس، أنا مش عبيط وأعرف أميز كويس أوى بين الحقيقى والمتركب
أغمض "أنس" عينيه ولاتزال تسيطر عليه نفس حالة الصدمة رادفا بعدم أستعاب:
_ أزاى ممكن ندا تعمل حاجه زى دي، دى كانت بتتكثف منك حتى لو مسكت أيدها
ضرب "عز" على الحائط بكثير من الغضب والكراهية رادفا بحنق:
_ عشان كانت شايفانى عيل عبيط، كانت بتضحك عليا يا أنس، كانت بتستغفلنى، كانت بتشتغلنى
نهض "أنس" من مكانه مُتجها نحو صديقه لكى يُحاول تهدئته مُعقبا:
_ أهدى بس يا عز، الموضوع مش هيتحل بالشكل ده كده!!
ألتفت "عز" إليه والدموع مُتحجرة فى عينيه مُضيفا بألم:
_ خطوبتهم الشهر الجاى يا أنس، انا حاسس بخنقه كبيرة أوى، حاسس إنى روحى بتتسحب منى
شعر "أنس" بالأسئ على صديقه وما يمر به من ألم وحسرة ليُحاول أعطائه نصيحة رادفا بهدوء:
_ مدام موجوع أوى كده يا عز تبقى لسه بتحبها ومدام لسه بتحبها حاول تكلمها وتوجها وتعرف منها الحقيقة
سيطر الغضب والكراهية على "عز" مرة أخرى من حديثة صديقه معه، ليصبح به زاجرا إياه بحدة وضيق رادفا بحنق:
_ أواجها أزاى يعنى يا أنس انت مش حاسس بيا، انت مشوفتش صوره لحبيبتك وهى فى حضن واحد تانى و..
توقف "عز" من تلقائه مانعأ نفسه من الحديث، كيف سيخبره او ماذا سيخبره!! كيف عليه موجهتها!! كيف سيسألها عن سبب خيانتها له!! كيف سيسألها عن سبب خداعها له وكسر قلبه!! كيف سيشرح لصديقة تلك المشاعر المحطمة بداخلة؟! هو لا يقدر على نطق اى شيء
ألتقط "عز" هاتفة عازما على الذهاب، بينما حاول "أنس" إيقافة ولكنه أصر على الذهاب، هو لم يعد يحتمل تلك النيران التى تحرق قلبه وتلك الغصة التى قاربت على أن تزهق روحه من داخل جسده
❈-❈-❈
أمتعضت ملامح "معاذ" بغضب شديد مما أخبرته به والدته التى تصرفت وكانه ليس لديه قيمة عند أحد منهم، ليصيح رادفا بإنزعاج:
_ ليه كده بس يا أمى!! ليه كده ليه أتسرعتى فى الحكم والتنفيذ ولغيتى وجودى أنا كمان!! هو أنا موت يا أمى عشان تعملى كده وتتصرفى من دماغك؟! وبعدين حد يعالج الغلط بغلط!! أزاى توافقى ندا على حاجه زى دي لا وكمان أنتى تروحى تخطبيها لحازم حتى هى مخدش فرصه تفكر فيه؟!
شعرت "هدى" بأنه على حق فهى حقا أرتكبت خطأ فى كبير فى حق أبنتها، فهى يبدو إنها تمر بوقت عصيب لا تستطيع أن تفكر فيه بشكل صحيح، كيف طاوعتها فى ذلك الأمر!! لتردف "هدى" بندم كبير:
_ والله يا أبنى أنا ما لاغيتك ولا حاجه، أنا حتى مش عارفه أنا سمعت كلامها ليه بس أهو اللى حصل، ندا شكلها مجروحه جدا وعايزه تلغى قلبها وتخلى عقلها هو اللى يتحكم وأنا مش عارفه أعمل أيه!! وهى مصممه على موضوع حازم ده وأنا حسه إن الموضوع فيه حاجه غلط
صاح "معاذ" بغضب وضيق ولكنه حاول أن يتحكم فى إنفعاله حتى لا ينهر والدته رادفا بأنزعاج:
_ غلط يا أمى، غلط كبير أوى وأنتى عارفه إن الخطوبه دى مش هتكمل وهيسيبوا بعض وبكره أفكرك ومفيش حد هيتعب قد ندا وع..
توقف "معاذ" من تلقائه نفسه عما كاد أن يفصح به، فهو بالفعل كان يعلم بحب "عز" ل "ندا"، "عز" قد صارحه منذ مدة بحبه ل "ندا" وأنه سيتقدم لخطبتها بأخر العام الدراسى ولكنه طلب منه أن يكون هذا الأمر سرا بينهم ولا يفصح به حتى مع "ندا"، لم تلاحظ والدته ما قارب على الأفصاح به لتردف بحزن:
_ ربنا يستر بقى يا أبنى واللى فيه الخير يقدمه ربنا، قولى صحيح زينة عامله ايه فى الحمل وازاى صحتها!!
لاحظ "معاذ" تهرب والدته من الحديث وذلك بسبب شعورها بالندم لما فعلته، فقرر أن لا يضغط عليها ويجعلها تشعر بالدم أكثب من ذلك، ليجيبها رادفا بهدوء:
_ الحمدلله يا حبيبتى كويسه بس الدكتور قالها متتحركش كتير عشان البيبى يثبت ومتشلش حاجه تقيله
عقبت "هدى" مُطمئنة إياه رادفة بهدوء:
_ فعلا يا حبيبى بس خلى بالك منها ومتخلهاش تتحرك كتير ولا تشيل حاجه تقيله ولا تنزل من على حاجه عاليه وتاخد بالها من تحركتها وتتعامل بحذر
أبتسم "معاذ" على أهتمام والدته بأمر ودزوجته رادفا بمحبة:
_ حاضر يا حبيبتى ربنا يخليكى لينا يا ست الكل
عقبت "هدى" بحب ورضا رادفة بتمنى:
_ ويخليكوا كلكوا ليا يا حبيبى يارب وأشوف عوضك على خير يا قادر يا كريم
❈-❈-❈
مرت الايام وكل يوم يشبه اليوم الذى يسبقه، كل يوم يمر على "ندا" تشعر وكأنها مفتقدة شئ مهم من أساسيات حياتها بل إنها مفتقدة حياتها نفسها، تشعر وكأنها فقدت شهيتها فى كل شئ حتى أستنشاق الهواء الذى تعيش عليه لا تريد ان تتنفسه بسبب إنعدام رغبتها بتلك الحياة
بينما على الجانب الاخر "عز" فهو يشعر وكأن الحياة وقفت ولن تستمر أبدا، فقد كره الحياة باكملِها وأصبح كلا منهما مثل الغارق أو التائه، ضائعًا دون ملجئ، فهذا هو عقاب كلا منهما فكلاهما تسرع بالحكم على الأخر دون البحث وراء حقيقة الأمر وتلك هى النتيجة
ها قد مر أسبوعا دون اى جديد إلى أن أتى يوم شراء الذهب، اليوم الذى ستذهب فيه "ندا" مع والدتها وشقيقتها لكى يقابلوا "نجلاء" و"حازم" لشراء خاتم خطبتهم
كانت "هدى" تهبط الدرج هى وفتياتها لتلتقى ب "منى" التى كانت ذاهبة لشراء بعض الأغراض لمنزلها، تقدمت "منى" نحو "هدى" مُعانقة إياها رادفة بمحبة:
_ أى نعم أنا زعلانه منك بس بردو وحشانى، مقدرش مخدكيش فى حضنى أول ما أشوفك
بأدلتها "هدى" العناق بأشتياق وود رادفة بعتاب:
_ طب أنا وحشه ومبسألش عليكى، أسالى عليا أنتى يا ستى وأطلعى أحسن مني
أبتسمت لها "منى" بحزن محاولة أن تخفية رادفة بعتاب:
_ لا أنا زعلانة منك عشان مرفعتيش حتى سماعة التليفون وعزمتينى على خطوبة ندا مع إننا مش صحاب وجيران بس، لا دا أحنا نسايب كمان وفى نفس العماره، بعتيلى العزيمة مع زيزى بنتى زى الأغراب بالظبط
هزت لها "هدى" رأسها نفية حديث "منى" رادفة بلهفة:
_ لا والله يا منى، أنا كنت هرجع النهارده وأجيلك لحد عندك وأعزمك أنتى وأستاذ ماجد وعز وزياد إنما زيزى بقى دى تبعنا أحنا
توترت "ندا" بمجرد سمعها لأسم "عز" وكانها صفعة قوية أفاقتها من شرودها وتوهانِها، كم كانت تود أن تسال عن حالته وصحته ولكن منعها كبريائها وعزت نفسها فصمتت مره اخرى، بينما أخذت "منى" تنظر نحو "ندا" وهى تشعر بالشفقة على يحدث لكلاهما هى و "عز" حتى إنها لا تعلم من السبب فيها يحدث!! أهو "عز"!! أم "ندا"؟! أم النصيب؟! أم هناك شئ لا أحد يعلم عنه وهو من تسبب فى كل ما يحدث الأن؟!
أبتسمت "منى" موجها حديثها نحو صديقتها رادفة بحزن عاملة جاهدة على إخفائه رادفة بهدوء:
_ ولا يهمك يا هدى عزيمتك وصلت يا أختى
حولت نظرها نحو "ندا" رادفة بإبتسامة تحاول إخفاء تلك الحسرة مُضيفة بحب:
_ ألف مبروك يا بنتى وربنا يكتبلك اللى فيه الخير يارب
ذهب كلا منهما فى طريقه، لتذهب "هدى" وبناتها لموعدهم مع "نجلاء" و "حازم"، بينما ذهبت "منى " لشراء أغرادها
❈-❈-❈
دلفت "منى" شقتها بعد أن أنتهت من شراء أغراضها فوجدت "زيزى" تجلس أمام التلفاز، لتتجه "منى" وتجلس بجانبها وعلى وجهها ملامح الحزن والأسئ، لأحظت "زيزى" تغير وجه والدتها لتعقب بأستفسار:
_ مالك يا ماما فى ايه!! زعلانه ليه كده؟!
تنهدت "منى" بملامح عبثة وقد زاد الحزن على وجهها رادفة بضيق:
_ وأنا نازله قبلت هدى والبنات وشكلهم كانوا رايحين يشتروا الشبكة بتاعت ندا
لانت شفتاه "زيزى" جانبا بقلة حيلة رادفة بحزن:
_ أكيد يا ماما مهى الخطوبة بتاعتها كمان أسبوعين
أومات لها "منى" بالموافقة رادفة بحزن شديد:
_ هدى لسه عزمانى وقالت إنها عايزه تعزم أبوكى وعز، أكيد متعرفش حاجه بخصوص موضوع عز وندا وحبهم لبعض
أجابتها "زيزى" مؤكدة على حديث والدتها رادفة بأسئ:
_ فعلا يا ماما، طنط هدى متعرفش حاجه خالص، اصلا ندا كانت عملاهالها مفاجأة
ضربت "منى" على فخذها بحيرة وعدم إستعاب رادفة بإستفسار:
_ أنا بس لو أعرف أيه اللى حصل بنهم وخلاهم يوصلوا لكده
تذكرت "زيزى" ما قصته عليه "ندا" وما قام أخيها بفعله، ولكنها أيضا خمنت أن من المستحيل أن يكون أخيها فعل ذلك من تلقائه نفسه، ومن المؤكد أن هناك لغز بالموضوع، لتردف "زيزى" موجها حديثها نحو والدتها مُعقبة:
_ مش عارفة يا ماما، بس أكيد اللى مكتوبله حاجه هيشوفها ولو هما نصيب بعض هيبقوا لبعض لو مهما حصل
زفرت "منى" بأسئ رادفة بتمنى:
_ يارب يا بنتى يارب
كان "عز" يستمع إلى حادثهم وهو يقف خلف باب غرفته، ليعلم أن "ندا" الأن تقوم بشراء شبكتها مع ذلك الحقير وإنها بالفعل ضاعت من يديه
❈-❈-❈
كانت "ندا" تُقيس خاتم الخطبة التى طلبت من والدتها أن تقوم هى بأختياره، فهى ليست لها مزاجا رائق كى تختار وتتشاور، فمجرد أن أقترحت عليها والدتها ذلك الخاتم ألتقطه على الفور كى لا تجعل هناك مجال لنقاش، بينما أختار "حازم" خاتمه وأثناء أخذ المقاس حاول "حازم" لمس يد "ندا" وكأنه غير مُتعمدا، ولكنها سريعا ما قامت بسحبها بغضب لدرجه إنها لفتت نظر الجميع
بينما غضب كلا من "حازم" و "نجلاء" من حركة "ندا" التى تسببت ل "حازم" بالاحراج الشديد، ولكنه سريعا ما تحكم كلا منهما فى أعصابه، لتبتسم لها "نجلاء" مُصطنعة المدح لتبين أنها سعيدة بأخلاق "ندا" وتربيتها ولكنها بداخلها تتوعد لها بعد الزواج بشتئ تنواع العذاب وأنها سوف تلقنا درسا قاصيا على كل ما تفعله
صاح الصائغ مباركا لهما بعد الأنتهاء من أخذ المقاسات رادفا بتمنى وإبتسامة مجاملة:
_ ألف مبروك يا جماعه وربنا يتمم بخير
عقبت "نجلاء" رادفة بإمتنان:
_ الله يبارك فيك
أضاف الصائغ رادفا بإستفسار:
_ تأمرى باى حاجه تانى يا مدام نجلاء
أستغلت "نجلاء" هذا السؤال لصالحها وعزمت على أن تشترى لها شيء هى الأخرى ولابد أن يكون أحلى وأغلى مما أختارته "ندا" ووالدتها، لكى تعرفها كيف تكون الأذواق، لتجيبه رادفة بتأكيد:
_ أيوه فعلا كنت عايزه أشوف السلاسل إذا كانت حلوه ولا لا!!
أبتسم لها الصائغ بمرح وهو يخرج بعض العلب من البترينة رادفا بمدح وثقة كبيرة:
_ أكيد هتعجبك يا هانم الحاجات الحلوه لناس الحلوه، أتفضلى
تمعنت "نجلاء" فى أختيار ما يناسبها رادفة بفخر:
_ بصراحه مش أى حاجه بتعجبنى، أنا عندى ذوقى الخاص اللى بنقى بيه كل حاجتى، عشان كده ممكن أخد دى
قالت "نجلاء" جملتها تلك وهى ممسكه بأجمل وأرق سلسال بين الجميع، بينما أعجب الصائغ بأختيارها رادفا بمدح كبير:
_ أختيار جميل أوى يا هانم، فعلا زوق حضرتك عالى جدا
شعرت "نجلاء" بالكثير من الرضا والأنتصار لمدح الصائغ لأختيارها، بينما لم يمدح أختيار "هدى"، لتشعر بالفخر والسعادة وكأنها أخبرتها بشكلا لائق أن هناك فرق كبير بينهم وأنها هى الأعلى مكانة وزوقا منهم، بينما "هدى" و"ندا" لم يهتمان بكل ما حدث أو بالأحرة لم ينتبهان لهذا الشيء
❈-❈-❈
يجلس "عز" بسيارتة بعد أن عاد من الا شيء، نعم فهو كل يوم يخرج من منزله ويدلف سيرته ليظل يسير دون تحديد وجهته وكانه يبحث فى الفراغ لعله يجد خلاصه كاد "عز" أن يخرج من سيارته ولكنه توقف مما رأه، هذا "حازم" يقوم بتوصيل "ندا" وأسرتها إلى المنزل بسيارته و "ندا" تجلس بالامام بجانب ذلك الحقير
جن "عز" عن روئية هذا الشيء وأشعلت به نيران الغضب والكراهية مما رأى، فحبيبته بل لنكون أكثر دقة من كانت حبيبته والتى تمناها كثيرا ودعى أكثر ان تكون له، ها هى الأن مع رجل أخر وخطبتهم الأسبوع القادم، ها هى تُضيع من يدِه للابد ولا يستطيع ان يُعيدها لأن كرامته ورجولته فوق كل شئ ولا يستطيع أن يتنازل عنهم خصوصا أنه راى بعينه ولا يستطيع أن ينسى أو يتجاهل ما رأئه
أمتلأت أعين "عز" بالدموع على قلبِه المُنكسر وخيبة أمله وإحساسه بالظلم والخداع واللعب بمشاعره، فاسرع فى الصعود إلى شقته بسرعة حتى أنه لم يلقى التحية على أى منهم حتى لا يلاحظ أحدا ضعفه هذا
بينما "ندا" كانت تلاحظ وجود سيارة "عز" منذ أن جائوا ورأته وهو ينظر فى إتجاهيهم وبعدها أسرع فى الصعود الى شقتِه، لم تستطيع "ندا" منع دموعها التى أنسابت بمجرد أن رأته بعد كل تلك المدة التى لم يلتقيان بها حتى، ولكنها سُرعان ما أخفت وجهها عن الجميع صاعدة بسرعة إلى شقتها بعد أن تاكدت من وصول "عز" إلى شقته حتى لا تتلقى بيه ولا يفهمها أحدا بشكلا خاطئ
لاحظ الجميع سرعة "ندا" فى الصعود دون حتى أ تودع "حازم" وأمه وذلك أغضبهم كثيرا ولكن لم يُعلق أحدا منهم حتى لا تتوتر الاجواء، ولكن "هدى" لأحظت تغير وجه "نجلاء" لتُحاول إنقاظ الموقف وتوضيحه رادفة بحرج:
_ معلش يا جماعه أصل ندا تعبانة أوى ومن بدرى كانت محتاجه تروح ترتاح
مصمصت "نجلاء" شفتيها بتهكم رادفة بنبرة سخرية:
_ لا يا حبيبتى ولا يهمك ألف سلامة علينا، مهى لازم ترتاح فعلا
حيث أدلت بباقى جملتها بينها وبين نفسها رادفة بتوعد:
_ عشان بعد كده مش هتشوف راحه أبدا يا هدى، أستنى عليا بس وأنتى هتشوفى أنتى وبنتك المتأنعره دى، وحيات أمى لربيهالك
أبتسمت لها "هدى" بأمتنان على تفهما رادفة بمجاملة:
_ طب ما تتفضلوا تتعشوا معانا يا نجلاء
تنهدت "نجلاء" بسخرية بينما خانتها نبرتها مما أظهر ذلك الأستهزاء فى كلماتها رافة بتهكم:
_ تسلمى يا حبيبتى، أحنا بردو لازم نروح، أصل أحنا كمان تعبانين أوى وعايزين نروح نستريح
شعرت "هدى" بنبرة الأستهزاء فى حديث "نجلاء" ولكنها لم تكن تريد فتح حديث أخر بتلك الليله السخيفة، لتجيبها "هدى" رادفة بأستسلام:
_ طيب يا جماعه تصبحوا على خير
صعدت "هدى" و "جنه" إلى شقتهم، بينما ذهب كلا من "حازم "و "نجلاء" إلى منزلهم
❈-❈-❈
دلفت " هدى" بصحبة "جنه" إلى شقتهم ثم توجهت نحو غرفة "ندا" لتُحدثها عن تصرفها هذا وانه غير لائق لانه أصبح واجب عليها ولابد من تنفيذ واجبتها، ولكنها لم تتفوه بحرف حينما وقعت عينيها على أبنتها التى وجدتها تبكى بشدة، أسرعت "هدى" باحتضان أبنتها وتهدئتها رادفة بحزن:
_ يا بنتى لو مش عايزه الخطوبة دى وتعباكى كده بلاش منها لكن متعمليش فى نفسك كده يا حبيبتى
هزت "ندا" راسها رافضة حديث والدتها رادفة بكثير من العند والتحدى:
_ لا يا ماما أنا أخدت قرارى خلاص ومش هرجع فيه، خطوبتى أنا وحازم الاسبوع اللى جاى
تأكدت "هدى" من أن أبنتها وافقت على تلك الخطبة لتُعاند أحدهم ليس إلا، لتُحاول مُجارتها فى الحديث رادفة بأستفسار:
_ أومال طلعتى ليه بسرعه كده من غير ما تسلمى على حازم ومامته وكأنك ما صدقتى وتحطى نفسك فى موقف وحش يا حبيبتى؟!
حاولت "ندا" أن تخترع مبررات تقولها لولدتها ولكن تفكيرها لا يُساعدها خصيصا وهى تبكى بكل ذلك الألم والحصرة، لتجيبها رادفة دون تفكير:
_ مفيش يا ماما كنت تعبانة أوى وما صدقت وصلنا عشان أطلع أرتاح شويه من الصبح واحنا بنلف فتعبت
تأكدت "هدى" أن أبنتها تُحاول أن تُخفى عنها شيئا لتعقب بمزيد من الأستفسار:
_ طيب وبتعيطى ليه دلوقتى
لم تستطيع "ندا" أن تُخفى ما بداخلها أكتر من ذلك، فهى تختنق ولم تعد تتحمل ما بداخلِها ابدا، لتشتد فى أحتضانها لوالدتها وقد تعالى صوت بكائها رادفة بصوت يشابه الصراخ:
_ عشان أنا مش بحب حازم يا ماما، عشان أنا مكنش نفسى هو اللى يكون معايا، كان نفسى اللى يكون معايا ويجبلى الشبكة النهاردة وأتخطبلوا وأتجوزا يكون عز مش حازم
أتسعت أعيُن "هدى" بصدمة فهى منذ البداية كان تشك فى أن هناك شيء بين أبنتها و بين "عز"، ولكنها كانت تظنه مجرد أعجاب أو إنجذاب، لكن يبدو أن الأمر أكثر من ذلك، لم تُقاطعها "هدى" متركة إياها أن تخرج كل ما بداخلها، لتُمكل "ندا" رادفة ببكاء وألم:
_ عشان انا بحب عز مش حازم، عشان عز هو اللى عايش جوايا مش حازم، عشان عز هو اللى كسر قلبى وخذلنى فيه، أنا تعبانه أوى يا ماما تعبانة أوى
أخذت "ندا" تبكى بكل ما فيها من قوة، لتتأثر "هدى" وأخذت تحتضن أبنتها مُحاولة تهدئتها وهى تربت على ظهرها رادفة بحزن شديد:
_ مدام بتحبى عز يا ندا خلاص نقفل موضوع حازم وحاولى تحلى المشكلة مع عز بس متعمليش فى نفسك كده يا بنتى
أنتفضت "ندا" من حضن والدتها وهى تشعر بكثير من الأهانة بسبب ما فعله "عز" معاها وما سببه لها من جرح بكرامتِها لن تنساه، لتُعقب "ندا" بعصبية مفرطه رادفة بحزم:
_ لا يا ماما عز جرحنى واللى عمله مقدرش أنساه أبدا، عز قالى كلام ميتقالش غير للبنات اللى مش كويسه، عز مفكرش فيا ولا فرقت معاه، انا كمان مش هيفرق معايا، أنا كمان هوجعه زى ما وجعنى، أنا كمان هخليه يحس باللى أنا حسيت بيه، أنا عندى أدوس على قلبى أهون من إنى أدوس على كرامتى والإ هاخسر أحترامى لنفسى
شعرت "هدى" بحجم وجع أبنتها وكسرة قلبها وشعرت أن هناك أمرا أكبر مما أخبرته به الأن، ولكنها لم تضغط عليها وستتركها لحين ما تريد أن تتحدث هى بنفسها، لتعقب "هدى" رادفة بتمنى:
_ ربنا يريح قلبك يا بنتى واللى فيه الخير يقدمه ربنا واللى فيه الشر يبعده يارب
تنهدت "ندا" بقليل من الراحة بعد أن أخرجت ولو جزء بسيط مما بداخلها رادفة بتمنى:
_ يارب يا ماما يارب
ربطت "هدى" على ظهره أبنتها مُحاولة تغير الموضوع رادفة بهدوء:
_ طب أنا هقوم بقى أحضر العشاء لحد ما تغيرى هدومك عشان نتعشى سوا يا قلب ماما
أومأت لها "ندا" بالموافقة على حديثها، لتخرج "هدى" من الغرفة وتركت "ندا" كى تُغير ملابسها، لتبداء "ندا" بنزع ملابسها، ولكن أوقفها صوت رنين هاتفها مُعلنا عن إتصالا لتلتقطه "ندا" وتدرك أنها "زيزى"، صمتت قليلا ولكنها سريعا ما قامت بفتخ المكالمة فهى لا ذنب لها فيما حدث بينها وبين "عز"، ليأتيها صوت "زيزى" رادفة بأنفعال:
_ شوفى بقى يا ندا أنا مليش دعوة باللى بينك وبين عز، أنا صحبتك وأختك متاخدنيش بذنب عز واللى حصل بينكوا وتبعدينى أنا كمان عنك
أبتسمت "ندا" على إنفعال صديقتها وتمسكها بها بالرغم من إنها شقيقة ذلك الشخص الذى لم يتمسك بها لتردف بحب:
_ مقدرش يا زيزى أبعد عنك عشان أنتى زى ما قولتى أختى وصحبتى وأقرب واحده ليا فى الدنيا والوحيده اللى مقدرش أخبى عليها حاجه، عشان كده كنت بحاول إنى متكلمش معاكى عشان اللى جوايا مينفعش يطلع خالص يا زيزى
لاحظت "زيزى" كم الحزن الواضح فى حديث صديقتها والذى تلاحظة أيضا على شقيقها، لتشعر "زيزى" بالأسئ على كلا منهما، لتُحاول التخفيف عن صديقتها رادفة بحزن:
_ أيه اللى حصل يا ندا، أحكيلى يا ندا حسه إن فى جواكى كلام كتير
شعرت "ندا" بضعف قواها وإنها على وشك الأنهيار مرة أخرى، ولكنها حاولت بكامل طاقتها أن تمنع نفسها لتردف بألم:
_ مش كل حاجه بتتحكى يا زيزى، فى حاجات من الأحسن أنها تفضل جوانا وبس
حاولت "ندا" تغير مجرى الحديث مُضيفة بالم:
_ المهم هتجلى وتقفى معايا فى خطوبتى ولا مش هتقدرى عشان عز؟!
بالرغم من مُحاولتها فى رسم تلك القوة على وجهها أمام الجميع إلا أنها لم تستطيع إخفاء تلك الغصة بحلقها عند نطقها بأسم "عز"، لتجيبها "زيزى" رادفة بحب:
_ زى ما عز أخويا أنتى كمان أختى يا ندا ومش هينفع أسيب أختى فى مناسبه زى دى لوحدها، زى ما أنا عارفه ان أختى مش مرتاحه فى الخطوبه دى، بس بتعاقب عز وبتعاقب نفسها هى كمان مش عارفه ليه؟!
أبتلعت "ندا" بألم وسريعا ما تهربت من الحديث رادفة بضيق:
_ بكره تجيلى نقعد مع بعض شويه عشان أنتى وحشانى أوى يا زيزى
واففتها "زيزى" على حديثها رادفة بتاكيد:
_ يا حبيبتى أول ما هصحى الصبح هبقى عنك
_ تصبحى على خير
قالتها "ندا" لتجيبها "زيزى" بحب:
_ وأنتى من اهله
أغلقت "ندا" المكالمة مع "زيزى" وخرجت لكى تتناول العشاء مع والدتها وشقيقتها...
❈-❈-❈
قاربت الساعة على الثالثة صباحا وجميع من بالبيت خالدين إلى النوم وجميع الأنوار مغلقه، لتصدح صرخة عالية وقوية أهتز على أثرها البيت بأكمله، فزع كلا من "هدى" و "جنه" وركضوا سريعا إلى غرفة "ندا" بعد أن تعرفوا على صوت صرخها، ليجدوها جالسه على سريرها وعلى وجهِها ملامح الفزع والزعر
أسرعت "هدى" فى التوجه إليها وسريعا ما ضمتها إلى صدرِها كى تهدائها وأعطائها بعض من الماء، وما هى إلا دقيقة حتى هدأت "ندا" قليلا وأطمئنت بأنه كان مجرد حلم لا بل كان كابوسا، لتعقب "هدى" بقلق رادفة بأستفسار:
_ مالك يا حبيبتى فى أيه!! كنتى بتحلمى بايه خلاكى صرختى وبتترعشى بالشكل ده كده؟!
رمقتها "ندا" ولاوتزال ملامح الفزع تسيطر على وجهها، لتضيق بصوت يملئه الرعب والقلق رادفة بخوف:
_ عز يا ماما، عز
ضيقت "هدى" ما بين حاجبيها وقد تسرب بعض القلق إلى قلبها رادفة بإستفسار:
_ ماله عز يا بنتى!!
عقبت "ندا" ولاتزال ملامح الزعر والفزع تُسيطر على وجهها رادفة بهلع:
_ عز كان بيتخانق مع حازم وانا جريت أخلصهم عن بعض، راح عز بصلى بزعل وغضب ومشى وهو ماشى وقع فى حفره غويطة أوى، أنا جريت عليه وفضلت أحاول أطلعه لكن معرفتش والغريب إن حازم أعد يضحك علينا وشمتان فى اللى بيحصل، وعز فضل يصرخ بصوت عالى وصوت ضحك حازم بيعلى هو كمان كل ما صوت صريخ عز يعلى، وأنا فضلت أعيط وأصرخ من خوفى على عز وأحاول أطلعه لحد ما الخفرة أتفتحت أكتر وأتسحب لتحت خالص
شعرت "هدى" بالقلق الشديد من حلم "ندا" الذى يُفسر أن هناك مشكلة كبيرة واقع بها "عز" وأن هناك من يُدبر له مكيدة، ولكن لما "حازم" أيضا معهم بذلك الحلم، حاولت "هدى" إخفاء قلقها حتى لا تلاحظه "ندا" هذا ويزيد فزعها وزعرها، لتعقب "هدى" رادفة بهدوء:
_ ربنا يستر يا بنتى، إن شاء الله مفيش حاجه
أحتضنت "هدى" أبنتها "ندا" لكى تطمئنها، وسريعا ما سقطت "ندا" فى النوم مرة أخرى، لتخرج كلا من "جنه" و "هدى" من غرفتها، لتوجه "جنه" حديثها نحو والدتها رادفة بإستفسار:
_ تفتكرى يا ماما معنى حلم ندا ده أيه؟!
شعرت "هدى" بالكثير من القلق، ولكنها حاولت أن تتجاهله رادفة بتمنى:
_ خير يا بنتى إن شاء الله
❈-❈-❈
كانت "زيزى" ترتدى ملابسها مستعدة لكى تذهب إلى "ندا" كما وعدتها ليلة أمس، بينما بالخارج كانت "منى" تُنادى على الجميع للخروج لتناول الافطار، ليخرج الجميع من غُرافِهم وجلسوا على طاولة الطعام، لاحظ الجميع أن "زيزى" تستعد للذهاب ولكنها اليوم عطلتها!! لتُعقب "منى" بدهشة موجهة حديثا نحو "زيزى" رادفة بإستفسار:
_ أيه ده يا زيزى أنتى خارحه؟!
هزت لها "زيزى" رأسها بالنفى واندفعت بالكلام دون ملاحظتها لما ستتفوه به رادفة بحماس:
_ لا يا ماما معلش أصلى معرفتش أقولك أمبارح عشان كنتى نايمة، أنا رايحه عند ندا عشان أبقى جمبها اليومين دول، أنتى عارفه فاضل كام يوم بس على ...
أوقفها صوت إلقاء "عز" للملعقة بعد أن توقف عن تناول الطعام ونظر نحو "زيزى" بكثير من الغضب، فهى شقيقته ولم تراعى مشاعره حتى، وسرعا ما نهض "عز" من مكانه ثم توجه إلى غرفته وأغلق الباب خلفه بغضب وعصبية كبيرة
ضربت "زيزى" وجنتها بلوم على ما قالت، فهى لم تتعمد أن تذكر أسم "ندا" أمام "عز" وتذكره بخطوبتِها وكسر قلبه، بينما زجرتها "منى" مُعاتبة إياها بغضب وحنق رادفة بإنزعاج كبير:
_ هو أنتى بهيمه ولا مش بتفهمى ولا أنتى أيه بالظبط!! أزاى تقولى كده قدام عز؟!
شعرت "زيزى" بالغضب من تسرعها مُجيبة على والدتها بندم كبير:
_ والله يا ماما مكنش قصدى ماخدش بالى اصلا، أنا بس كنت فرحانه ان ندا مش زعلانه منى، مع إن الغلط جى من عندنا أحنا
ضيقت "منى" ما بين حاجبيها بعدم أستعاب رادفة بأستفسار:
_ جى من عندنا أحنا أزى يعنى؟!
شعرت "زيزى" بأنها تُخبط بالحديث منذ أن أستيقظت، لتنهض سريعا من مكانها مُحاولة الهرب من سؤال والدتها رادفة بعجلة وتهرب:
_ هاا لا ولا حاجه، يلا سلام بقى عشان متأخرش عليها
شعرت "منى" أن هناك شيئا ما تعرفه "زيزى" ولكنها لا تريد أخبارها بهذا الشيء، بينما "زيزى" أسرعت فى الخروج من البيت ذاهبة نحو شقة "ندا"
❈-❈-❈
خرجت "زيزى" من شقتهم متجهة نحوشقة "ندا" وكانت تهبطت الدرج بسرعة كبيرة فأصتدمت بشدة بشاب غريب لم يسبق لها ان تراه من قبل، فسقطت "زيزى" أرضا من شدة الصدمة، لترفع وجهها إليه وهى ملامحها تصرخ بالغضب والإنزعاج، لتصيح رادفة بحدة:
_ مش تفتح يا بنى أدم أنت، أيه هو أنت أعمى؟!
كاد "أنس" أن يُمد لها يده ليُساعدها ولكنه توقف عندما وصفته بالأعمى، ليجيبها رادفا بأنزعاج:
_ لو سمحتى يا أنسه من غير غلط، أنا أسف أكيد يعنى مكنش قصدى، أنا كنت جاى لواحد صحبى بس مش عارفه هو ساكن فى الدور الكام أو أنهى شقة و...
قاطعته "زيزى" زاجرة إياه بوقاحة رادفة بحدة:
_ بس بس أنت هتحكيلى قصة حياتك، وأنا مالى أصلا بحوراتك دى، أنا مسالتكش أصلا ولا أنت عايز ترغى وخلاص
أنزعج "أنس" كثير من وقاحة تلك الفتاة سليطة اللسان، ليصيح بها بحدة رادفا بكثير من الإنزعاج:
_ فى أيه يا بت أنتى مالك كده محدش همك، ما تحترمى نفسك بقى بدل ما أكلك على وشك
فى تلك اللحظه أستمع "عز" إلى صوت "زيزى" وهى تصرخ على احداً ما على السلم، ليسرع "عز" بالخروج من الشقة ليرى ما الذى يحدث بالضبط، أقترب منهم "عز" رادفا بأستفسار:
_ أيه ده فى أيه!! أيه اللى بيحصل هنا؟!
نظرت "زيزى" نحو شقيقها ويبدو عليها ملامح الأنزعاج والغضب الشديد رادفة بحنق:
_ تعالى يا عز شوف الحيوان خبط فيا ووقعنى على الأرض، لا وكمان بيحكيلى قصه حياته وبيقولى أحترمى نفسك يا بت بدل ما أكلك على وشك
لو لم يكن "أنس" هو صديق "عز" المقرب ومثل أخية "زياد" تماما لكان "عز" جعله بهبط الدرج مرة أخرة، ولكن تلك المرة على وجهه، لان "عز" بشفتيه بابتسامة جانبية رادفا بعتاب:
_ ينفع كده يا عم أنس، تعملها مع أختى بردو؟!
ضيقت "زيزى" ما بين حاجبيها بعدم فهم رادفة بأستفسار:
_ أيه ده يا عز هو أنت تعرف البنى أدم ده؟!
حاول "أنس" تبرير ما حدث لكى لا ينزعج منه صديقه رادفا بتوضيح:
_ والله يا عم عز ما كنت بعملها معاها ولا حاجه، أنا فعلا مكنتش عارف شقتك فين بالظبط قولتلها يمكن تساعدنى قامت داخله فيا شمال وحستها هتضربنى
أبتسم "عز" بخفوت مُجاملا صديقه مُحاولا إصلاح الموقف رادفا بهدوء:
_ خلاص يا جماعه حصل خير، أعرفكوا على بعض
نظر "عز" نحو "زيزى" وهو يُشاور على "أنس" رادفا بتوضيح:
_ ده أنس صحبى يا زيزى وزى زياد عندى بالظبط
أشاح بنظره عنها محولا نظره إلى صديقه "أنس" رادفا بشيء من المرح والعتاب:
_ ودى يا عم أنس زيزى أختى، معلش هى بس لسانها لسنها طويل شويه ومش بتركز مع الكلام اللى بيخرج منها
شعرت "زيزى" بالحرج الشديد مما فعلت منذ قليل، ومما قاله "عز" عنها لتو فيبدو أنه يقصد ما تفوهت به على الإفطار، لتضع "زيزى" خصلات من شعرها خلف أذنيها مُعقبتة بكثير من الحرج وهى توجه نظرها نحو "أنس" رادفة بحرج:
_ أنا أسفه جدا، بعد أذنكوا
أنصرفت "زيزى" سريعا من أمامهم مُتوجه نحو شقة "ندا"، بينما لاحظ "أنس" حرجها الشديد وشعورها بالخجل، ليوجه حديثه نحو "عز" زاجرا إياه رادفا بعتاب:
_ ليه كده بس يا عم عز!! كسفتها وأحرجتها قدامى
أجابه "عز" بعدم أهتمام رادفا بلا مبلاه:
_ لا متحرجتش ولا حاجة، تعالى ندخل جوا يلا عشان أعرفك على أمى وأبويا و زياد
دلف "عز" إلى شقته بصحبة صديقه "أنس"، لينهض والديه سريعا ليرحبا به وهو يزورهم لأول مرة فى منزلهم:
❈-❈-❈
تجلس كلا من "ندا" و "زيزى" تتحدثان لتُخبرها "زيزى" بما حدث لها مع ذلك "أنس" وكانت "ندا" تبتسم على ما فعلته "زيزى" وإندفاعها الشديد فى نهره، ولكن وسريعا ما تغيرت ملامحها عند ذكر اسم "عز"، شعرت "ندا" بالاختناق الشديد وضيق صدرها، لاحظ "زيزى" تغير ملامح وجه "ندا" لتشعر إنها فى حاجة قوية لمعرفة أجابة "ندا" على ذلك السؤال الذى يدور فى راسها، لتعقب "زيزى" رادفة بتردد:
_ ندا هو أنا ممكن أسالك سؤال وتردى عليا بصراحه؟!
حاولت "ندا" التماسك وعدم إظهار إنزعاجها رادفة بهدوء:
_ أه طبعا يا زيزى أسألى يا حبيبتى
رطبت "زيزى" شفتاها مُحاولة أن تقدم لها السؤال بطريقى لابقة حتى لا تجرحها رادفة بأستفسار:
_ ندا هو أنتى لسه بتحبى عز؟!
أمتلئت أعين "ندا" بالدموع وأخذت فى الأنسياب من مُقلتيها دون إرادة منها، وسريعا ما نعالت شهقتها رغما عنها، لتُحاول التحدث من بين شهقاتها بترجى رادفة بنحيب وضعف:
_ لو سمحتى يا زيزى بلاش نتكلم فى الموضوع ده تانى، عشان خطرى يا زيزى، عشان خاطرى
أحتتضنتها "زيزى" بشدة شاعرة بالندم على سؤالها ذلك، ولكنها تأكدت من الأجابة التى كانت تدور برأسها، لتربط "زيزى" على ظهر "ندا" الذى تبكى بشدة وحرقة وألم وقلبها مكسور رادفة بأسئ:
_ حاضر يا ندا، أنا أسفة جدا يا حبيبتى
يُتبع..