-->

الفصل السادس - صرخة عشق

 


الفصل السادس


أنتهت خطبة "حازم" و"ندا" ورحل جميع من فى القاعة، بينما لأحظت "ندا" عدم وجود عائلة "عز" باكملها، فأزدادت ضربات قلبها فهو منذ كثير من الوقت تشعر أن هناك أمراً سئ وتشعر أن "عز" ليس بخير، لتسرع "ندا" نحو والدتِها وعلى وجهها ملامح القلق رادفة بأستفسار: 


_ ماما هى فين طنط منى و زيزى والباقين!! مش ظاهرين بقالهم فترة!! هما روحوا قبلنا ولا ايه؟! 


لأحظت "هدى" فزع أبنتها والذى سوف يتحول إلى كارثة إذا علمت بخبر أختفاء "عز" الأن وأصبحت متأكدة من ذلك بعد ما أعترفت لها أبنتها بحبها له، عزمت "هدى" على إخفاء الأمر عن أبنتها وعدم إخبارها بالسبب الحقيقى رادفة بهدوء: 


_ أه يا حبيبتى روحوا، أصل طنطك منى صدعت شويه من الأغانى فروحوها كلهم 


أومأت لها "ندا" براسِها براحة، فهى كانت تخشى ان يكون هناك مكروها أصاب "عز"، لتعتذر "هدى" لأبنتها داخل نفسها رادفة بأسف: 


_ سامحينى يا بنتى إنى كدبت عليكى، مقدرتش أقولك اللى حصل عشان متنكديش على نفسك ونتفضح فى أخر الليل وأحنا ما صدقنا الليه عدت على خير 


خرج الجميع من القاعة لكى يعودوا إلى بيوتهم، ليتجة "معاذ" نحو والدته وشقيقاته رادفا بهدوء: 


_ يله يا أمى عشان أوصلك أنوى والبنات فى طريقى 


تدخل "حازم" سريعا مُعقبا بمرح لم يتقبله "معاذ" رادفا بمرح ثقيل: 


_ ليه عم دا أنا العريس وأولى إنى أوصل عروستى 


قابلة "معاذ" بملامح باردة وقد ظهر على وجهه عدم ترحيبه بتلك الخطبة رادفا بحدة: 


_ لا شكرا يا حازم مش عايزين نتعبك، أنا هوصلهم 


أنقلب وجه "نجلاء" من ذلك الجمود الذى يتعامل به "معاذ" مع أبنها وقد لأحظت "هدى" ما يحدث، لتتدخل سريعا مُحاولة إنقاذ الموقف موجهة حديثه نحو إبنها رادفة بحزم ونبرة غير قابلة لنقاش: 


_ روح أنت يا معاذ يا حبيبى عشان مراتك متتعبش وحازم هو اللى هيوصلنا متقلقش 


صدم "معاذ" من صد والدته له وتكسير كلماته رادفا بدهشة: 


_ بس يا أمى أ ... 


أوقفته "هدى" مُقاطعة حديثه مُعقبة بحدة رغما عنها رادفة بإصرار: 


_ مبسش يا معاذ، أسمع الكلام يا حبيبى 


صعد "معاذ" سيارته بغضب شديد مُصطحبا زوجته ومتجها بها إلى بيتهما وهو يلعن بداخله ذلك الحقير الذى يُدعى "حازم"، فهو لا يشعر بالرحة لهذا المُدلل "حازم" ولا يعلم لماذا تفعل والدته هكذا؟! 


بينما أخذ "حازم" "ندا" و"جنه" و"هدى" و"نجلاء" فى سيارته بعد أن ودع صديقه "هيثم" الذى لم يترك فرصة طوال الحفلة لتقرب من "جنه" ولكن كل محاولته أدت إلى الفشل الزريع... 


❈-❈-❈ 

خرج "الطبيب" من غرفة "عز" بعد أن قام بفحصه، ليسرع الجميع بالتوجه ناحية الطبيب وعلى وجوههم ملامح القلق والفزع، لتصيح "منى" ببكاء مُحاولة الأستفسار عن حالة أبنها رادفة بقلق: 


_ أبنى ماله يا دكتور؟! طمنى الله يخليك 


حاول "الطبيب" تهدئتها بعد أن لاحظ حالة الزعر والفزع التى تتملكها رادفا بهدوء: 


_ الحمدلله يا مدام إنكوا وصلتوا فى الوقت المناسب أحنا خرجنا الأزاز من دراعه وخيطنا مكان الجرح، ودلوقتى معلقينله محاليل عشان الدم اللى نزل منه من الوضح انه كتير جدا بس متقلقوش هو دلوقتى كويس جدا 


حاول "ماجد" الأستفسار من الطبيب عن حقيقة ما تعرض إليه أبنه رادفا بأستفسار: 


_ يعنى دى مُحاولة إنتحار يا دكتور؟! 


هز الطبيب رأسه بالنفى رادفا بتوضيح: 


_ معتقدش يا أستاذ إن دى حالة إنتحار، ده من الوضح أنه بعد ما أغمى عليه وقع على كمية أزاز كتيرة وده اللى خلاها تدخل فى دراعه وخصوصا الشمال وأدت لقطع شريان موصل للقلب بس الحمد لله لحقناه 


صاحت "منى" من بين دموعها رادفة بأستفسار: 


_ وأيه سبب الأغماء ده يا دكتور؟! 


حاول "الطبيب" على قدر مقدرته ألا يجعلهم يفزعوا على المريض، ولكنه يجب أن يخبرهم بما توضح له فى الفحص رادفا باسى: 


_ بصراحة يا مدام مش هخبى عليكوا، المريض أتعرض لحالة إنهيار عصبى كبيرة أدت إلى هبوط حاد فى ضغط الدم مما أدى للاغماء لعدم قدره الجسم والعقل على التحمل، واضح أنه تعبان نفسيا بقاله فتره بس كان بيجى على نفسه، بس لازم تاخدوا بالكوا لازم يخرج من الحاله اللى هو فيها دى، المرة دى الحمدلله انها عدت على خير، ده كان ممكن يحصله جلطه فى المخ لو كان حمل نفسه أكتر من كده 


أجهشت "منى" بالبكاء رادفة بحزن ورعب: 


_ يا حبيبى يا أبنى، ليه تعمل كده فى نفسك بس يا عز؟! 


حاولت "زيزى" تهدئة ولدتها وترك "الطبيب" ليُكمل حديثة رادفة بحزن: 


_ أهدى يا ماما مش كده، خلى الدكتور يكمل 


عقب "الطبيب" بهدوء رادفا بتوضيح: 


_ هو بس محتاج يبعد عن أى ضغط نفسى اليومين دول وياريت لو يبعد حتى عن الشغل، ياخد اجازه يريح أعصابه شويه وياخد باله من أكله وصحته كويس، جسمه فى حالة ضعف شديدة جدا، وياريت ميتعرضش لاى إنفعال نفسى، أنا هكتبله على خروج بكرة إن شاء الله، انتوا ممكن تشفوه دلوقتى بس هو نايم وممكن مرافق واحد بس هو اللى يبات معاه 


أومأ  له "ماجد" برأسه موافقا الطبيب على حديثه رادفا بأمتنان: 


_ شكرا جدا يا دكتور 


ذهب "الطبيب" لتسرع "منى" والباقية فى الدخول ليطمئنوا على "عز"، ولكنه كان بعالم أخر غير هذا العالم، قبلته "منى" من جبهته وجلست بجانبه رادفة بحزن: 


_ روحوأ انتوا، أنا اللى هبات هنا جمب أبنى لحد ما يفوق 


حاولت "زيزى" تهدئة والدتها ومنعها من الجلوس هنا خوفا على صحتها رادفة بتحذير: 


_ بس يا ماما كده أنتى اللى هتتعبى لازم تروحى ترتاحى شويه و ... 


أوقفتها "منى" رادفة بأنفعال وحزم: 


_ لا مش هتعب، أنا مش همشى وأسيب أبنى، سبونى براحتى بقى، وأتصلى بهدى وطمنيها إننا لاقينا عز بس متقوليلهاش على اللى حصل مش عايزه ندا تعرف او تيجى 


أمتعضت ملامح "زيزى" بكثيرا من الحزن والخوفا من أن تكون والدتها قامت بألقاء الذنب على "ندا" رادفة لتوضيح: 


_ بس يا ماما ندا ملهاش ذنب فى حاجه اصلا!! 


صاحت بها "منى" زاجرة إياها بحدة رادفة بإنفعال شديد: 


_ عارفة يا زيزى إنها ملهاش ذنب، بس أنتى سمعتى الدكتور قال أيه!! لازم نبعد عز عن أى ضغط نفسى ولو ندا جت هنا ممكن يتعب أكتر وحالته تدهور اكتر من كده، أسمعى الكلام بقى ومتقاوحنيش 


أومأت لها "زيزى" بالمةافقة رادفة بإستسلام: 


_ حاضر يا ماما مش هقولها 


❈-❈-❈ 


يجلسون جميعا بسيارة "حازم" متجهون إلى بيت "ندا" ليستغل "حازم" تلك الفرصة مقترحا عليهم بحماس: 


_ تحبوا نتعشى فين؟! 


صاحت "ندا" بأندفاع وسرعة رافضة تلك الفكرة، فهى تتمنى أنهاء ذلك اليوم بأسرع وقت ممكن، لتردف بلهفة وسرعة: 


_ لا انا عايزة أروح، معلش أصلى تعبانة أوى ومش هقدر أفضل برا أكتر من كده، معلش يا حازم خليها مره تانية 


لم تعد "نجلاء" قادرة على التحكم فى غضبها أكثر من ذلك، وهذا بسبب أفعال "ندا" ومعاملتها مع أبنها بتلك الطريقة، لتصيح "نجلاء" بها بنفاذ صبر رادفة بحدة: 


_ فيه أيه يا ندا كل حاجه تعبانه ومش هقدر يا بنتى، ده بقى خطيبك يا حبيبتى يعنى مش غريب عليكى عشان تتهربى منه بالطريقه دى!! 


لأحظت "ندا" تغير نبرة "نجلاء" والتحدث معها بتلك الطريقة، لتعقب "ندا" بنبرة هادئة حتى لا يُغلطها احد رادفة بتوضيح: 


_ تهرب أيه يا طنط اللى بتتكلمى عنه؟! أنا بجد تعبانه اليوم كان متعب أوى النهارده وأنا بصراحه محتاجه أستريح وأنام بدرى عشان متعبش أكتر من كده، ودى مفهاش حاجه يعنى 


شعرت "هدى" بتوتر الأجواء وأن النار ستشتعل بينهم وهذا لن يكن فى صالح "ندا" ف "نجلاء" ليست بهينة، لتتدخل "هدى" سريعا مُحاولة إنقاذ الموقف رادفة بهدوء: 


_ بصراحه يا نجلاء كلنا تعبانين، أنا كمان تعبانة أوى ومحتاجه أرتاح، معلش يا حبيبتى تتعوض إن شاء الله 


أومأت لها "نجلاء" برأسها بالموافقة رادفة بتهكم: 


_ ماشى يا أختى اللى يريحكوا يا هدى 


صمت الجميع حتى وصلوا الى بيت عائلة "ندا"، ترجلت "ندا" من السيارة وكادت أن تصعد الى شقتِها، ولكن أوقفتها يد "حازم" الذى قام بجذربها من ذراعها بسرعة، لتصبح قريبه جدا منه رادفا بمعازلة ومكر: 


_ هتوحشينى أوى أوى يا قلب حازم 


أبتعدت "ندا" عنه بسرعة وكانها لامست تيار كهربى، ولكنها أصطنعت الهدوء وهى تبتسم بأقتضاب رادفة بحرج وغضب فى أنٍ واحد: 


_ شكرا يا حازم 


حولت نظراتها نحو "نجلاء" رادفة بقليل من الاقتضاب: 


_ بعد أذنك يا طنط نجلاء 


صعدت "ندا" إلى شقتها وقامت "هدى" بالحاق بها بعد أن ودعت كلا من "حازم" و"نجلاء"، بينما دلفت "ندا" غرفتها وأخذت نفسا عميقا وكانهم كانوا يمنعان عنها الهواء، بدلت "ندا" ملابسها وسريعا ما خلدت إلى النوم، فهى حقا مُتعبه وأيضا تُحاول أن تتهرب من تفكيرها ب "عز" الذى لا تعرف ما الذى حدث له بعد 


❈-❈-❈ 

خرج الجميع من غرفة "عز" ما عدا والدته ظلت بجانبه، فهى غريزه الامومه رغما عنها لا تستطيع أن تتركه قبل أن تطمئن عليه، تقدمت "زيزى" بأتجاه "أنس" رادفة بأمتنان وشكر: 


_ شكرا جدا يا أنس على وقفتك جمبنا وجمب أدم، بجد مش عارفه أقولك أيه ولا أشكرك أزاى؟! 


شعر "أنس" بالحرج والتشتت الشديد لا يعلم أيخبرها أن لا تشكرة أم لا تضع عينيها بعينيه هكذا كى يستطيع أن يتحدث، ليتحكم "أنس" فى نظراته رادفا بهدوء: 


_ تشكرينى على أيه بس يا زيزى، عز ده أخويا مش بس صحبى، ولو عايزه تشكرينى بجد فممكن توافقى وتدينى رقم تليفونك 


رفعت "زيزى" حاجبها بإستغراب وكأدت أن تصيح به موبخة إياه، ليوقفها "أنس" بلهفة بعد أن أدرك بماذا فسرت حديثه وتغير ملامح وجهها، ليعقب موضحا لها ما يقصده مُضيفا: 


_ والله ما قصدى حاجه من اللى جت فى راسك، ده بس عشان أبقى أطمن على عز وأعرف صحته بقت عامله أيه وأبقى أديكوا خير قبل ما أجى 


أبتسمت "زيزى" على طريقة "أنس" وعلى لهفته كى يوضح لها حديثه قبل أن توبخه، فهو يبدو عليه انه بالفعل يُحب شقيقها وأنه من هولاء الأشخاص الأفياء لتوافقة على طلبه وتعطى له رقم هاتفها... 


❈-❈-❈


تجلس "جنة" بصحبة والدتها تتحدثان معان لتذكرها بأنصراف "منى" بهذه السرعه دون علم أحد، لتعقب "جنة" رادفة بأستفسار: 


_ صحيح يا ماما، هى طنط منى مشيت بدرى ليه كده هى وعيلتها كلها مره واحده، دى حتى مقالتش لحد خالص 


تذكرت "هدى" سريعان ما حدث لتنتفض من مكلنها رادفة بقلق: 


_ صحيح يا جنة فكرتينى يا بنتى، لا هى قالتلى أنها ماشيه 


قصت عليها "هدى" ما حدث بينها وبين "منى" وعن أختفاء "عز" المفاجئ، أتسعت عينى "جنة" بصدمة رادفة بكثير من القلق: 


_ يا خبر يا ماما ده زمانهم أترعبوا على عز، أنا هتصل بيهم أطمن عليه وأعرف لاقوا ولا لسه؟! 


أخرجت "جنه" هاتفها وأسرعت بالاتصال على هاتف "زيزى" ولكنه كان مُغلقًا، فتذكرت أنها لديها رقم "زياد" وسريعا ما أتصلت به لتطمئن على "عز" وبعد ثوانً اتاها صوت "زياد" لتردف بحرج: 


_ ألو يا زياد أنا جنه 


عقب "زياد" بعدم إستعاب وهذا بسبب قلقه على شقيقه رادفا بأستفسار: 


_ جنه مين؟! 


رفعت "جنه" حاجبها بعدم رضا وهى تشعر بكثير من الغضب رادفة بأستفسار: 


_ وأنت بقى تعرف كام جنه؟! 


ضرب "زياد" على رأسه بحرج وكثير من الغضب من غبائه رادفا بلهفة: 


_ جنه بنت طنط هدى، معلش يا جنه والله الرقم مكنش متسجل عندى 


ألتوت شفتاه "جنة" بضيق وحنق وعدم رضاء رادفة بأقتضاب: 


_ لا ولا يهمك أنا كمان الرقم مكنش عندى أصلا، انا أخدته من ماما بس عشان أطمن على عز 


لأحظ "زياد" نبرة "جنه" المنزعجة ولكنه لم يعلق على الأمر ليردف بحزن: 


_ أهو الحمدلله جيت سليمه، الدكتور هيكتبلنا خروج من المستشفى بكره إن شاء الله 


أعتدلت "جنه" فى جلستها من هول صدمتها رادفة بفزع: 


_ مستشفى ليه أيه اللى حصل يا زياد؟! 


قص عليها "زياد" كل ما حدث ل "عز" وحديث الطبيب وهو لا يعلم بالحديث الذى دار بين والدته وشقيقته بعدم إخبار عائلة "ندا" بالأمر، لتردف "جنه" بكثير من الحزن: 


_ طب و عز عامل أيه دلوقتى!! وطنط منى كويسة؟! 


تنهد "زياد" بقلة حيلة رادفا بهدوء: 


_ الحمدلله الاتنين بخير وماما مع عز فى الاوضه بايته معاه مرافق 


أضافت "جنه" بحزن رادفة باسئ: 


_ طيب إن شاء الله بكره هنيجى نطمن على عز مع ماما بعد ما يخرج من المستشفى 


أبتسم "زياد" لعلمه برؤيتها غدا رادفا بحماس: 


_ تنورونا فى أى وقت يا جنه، أنتى عارفه البيت بيتكوا 


أبتسمت "جنه" مُضيفة بحرج: 


_ شكرا يا زياد وسلملى على طنط وقولها ألف سلامه على عز 


أضاف "زياد" رادفا بأمتنان: 


_ الله يسلمك يا جنه 


أرادت "جنه" إنهاء المكالمة لتعقب بتمنى: 


_ تصبح على خير 


أجابها "زياد" بكثير من الحب: 


_ وأنتى من أهله 


خرجت "جنه" من غرفتها لتقص على والدتها كل ما أخبرها به "زياد"، شعرت "هدى" بالغضب المُمزج بالفزع من صديقتها "منى"، وهذا لأنها لم تخبرها بما حدث ولكنها سريعا ما خمنت أنها لم تقول لها خوفا على فرحتها ب "ندا" وأن تُخرب خطبتها، لتعقب "هدى" موجها حديثها نحو أبنتها "جنه" رادفة بحزن: 


_ يا حبيبى يا أبنى، طب هو هيطلع بكره من المستشفى الساعه كام كده؟! 


هزت "جنة" راسها بالنفى رادفة بتخمين: 


_ مش عارفة يا ماما، بس ممكن على الضهر كده 


أومات لها "هدى" بالموافقة رادفة بتأكيد: 


_ عندك حق يا بنتى، خلاص بكره نرحلهم الضهر إن شاء الله 


❈-❈-❈



فى صباح اليوم التالى ذهبت "هدى" كى تيقذ أبنتها "ندا" لتتناول الأفطار معهم رادفة بحب: 


_ يلا بقى يا ندا أصحى يا حبيبتى عشان تفطرى، أنا حضرت الفطار خلاص 


أستيقظت "ندا" من نومِها ويبدو عليها أنها لم تاخذ كفايتها من النوم، ولكنها أحثت نفسها على الأفاقة رادفة بإنصياغ: 


_ حاضر يا ماما أنا صحيت أهو يا حبيبتى 


جلست "هدى" بجانب أبنتها للأطمئنان عليها رادفة بأستفسار: 


_ أنتى لسه تعبانة يا حبيبتى ولا بقيتى أحسن دلوقتى؟! 


عقبت "ندا" دون وعى رادفة بهدوء: 


_ أنا مكنتش تعبانه اصلا يا حبيبتى متقلقيش عليا 


أضافت "هدى" رادفة بأستفسار: 


_ أمال قولتى كده ليه أمبارح وأحنا فى عربية حازم ؟! 


عقبت "ندا" بتذكر رادفة بأستحياء: 


_ اه صح أنا قولت كده بس الصراحه أنا مكنتش تعبانة، أنا كنت بقول كده عشان أتهرب من عذومة العشا دى بس مش أكتر 


حاولت "هدى" جعل "ندا" تتقبل الأمر وتعطى نفسها وتعطى ل "حازم" فرصة لكى يتعرفان على بعضهم رادفة بهدوء: 


_ أنتى ليه بتتهربى من حازم يا ندا؟! لازم يا بنتى تديله فرصه عشان تقدرى تكملى حياتك معاه 


أعتدلت "ندا" فى جلستها بعد ان أستيقذت كلياً بعد سماعها لحديث والدتها، لُتحاول أن تتقبل ما وصلت له وأن تتعايش مع الأمر رادفة بهدوء: 


_ هحاول يا ماما، هحاول 


قاطع حديثهم دخول "جنه" التى أنتهت من إعداد طاولة الافطار وهى متلهفة لذهاب سريعا إلى شقة "منى" للأطمئنان على "عز" ورؤية "زياد"، لتضيف "جنه" بكثير من اللهفة: 


_ أنا حضرت الفطار خلاص يا ماما 


أومأت لها "هدى" بالموافقة رادفة بحب: 


_ طيب يا حبيبتى أحنا جاين نفطر أهو 


لاحظت "ندا" أن كلا من "جنه" وولدتها مرتديان ملابس الخروج، بالأضافة أنها لاول مره تستيقظ مبكرا لتُحضر الطعام، لتشعر "ندا" بأن هناك شيء غريب، لتعقب "ندا" موجها حديثها نحو "جنه" رادفة بأستفسار: 


_ انتوا خارجبن ولا أيه يا جنه؟! 


سريعا ما أجابتها "جنه" بتلقائية رادفة بتأكيد: 


_ اه رايحين عند طنط منى أنا وماما 


شعرت "ندا" بالغرابة وأن هناك شيئا ما هى لا تعرفه لتردف بأستفسار: 


_ ليه فيه ايه؟! 


سريعا ما تدخلت "هدى" مُحاولة إخفاء الأمر عن "ندا" رادفة بتردد: 


_ أبدا يا حبيبتى مفيش حاجه، انا رايحه أشوفها وأقعد معاها بقالى كتير مقعدتش معاها وشكلها زعلانه منى من أخر مره 


لم تصدق "ندا" حديث والدتها وأزذاد شعورها بالقلق بأن هناك شئ ما تحاول والدتها إخفائه عنها، بينما لاحظت "هدى" عدم تصديق "ندا" لحديثها، لتقرر الهرب قبل أن تسألها مرة أخرى، نهضت "هدى" سريعا متجهة نحو البارب رادفة بلهفة: 


_ يلا بقى تعالوا عشان نفطر 


كادت "جنه" ان تلحق بوالدتها ولكن سريعا ما جذبتها "ندا" من ذراعها راغمة إياها على الجلوس رادفة بأستفسار: 


_ أنتوا بجد رايحين عند طنط منى ليه؟! 


حاولت "جنه" التهرب من سؤالِها بعد أن لأحظت أن والدتها لا تريد إخبار "ندا" بالأمر، لتردف "جنه" بتوتر: 


_ ما هى ماما قالتلك يا ندا 


صاحت "ندا" بغضب وحنق رادفة بحدة: 


_ متكدبيش عليا يا جنه وقوليلى فيه أيه؟! 


شعرت "جنه" بالحيرة بين أن تخبرها أو لا تخبرها رادفة بتشتت: 


_ أنا مش عارفه أنا المفروض أقولك ولا لا؟! 


صاحت "ندا" بقلق أكبر بعد أن تأكدت أن هناك أمرا سئ يحدث لتردف بحدة: 


_ تقوليلى أيه!! فيه أيه يا جنه أنطقى؟! 


فزعت "ندا" كثيرا وكاد قلبها ان يتوقف من شدة الخوف والقلق على "عز"، لتشعر بضيق فى صدرِها وأخذت تلوم نفسها بأنها هى من تسبب فى حدوث هذا ل "عز" وكانها نست كل شئ دار بينهم، لتصيح "ندا" وهى على نفس حالتها رادفة بلهفة وإندفاع: 


_ أنا هاجى معاكوا ، لازم أجى معاكوا 


قلقت "جنه" من إندفاع شقيقتها وما سيترطب على ذلك الأندفاع لتُحاول أن تذكرها رادفة بتنبيه: 


_ تيجى معانا أزاى يا ندا؟! طب وحازم هيوافق!! 


صاحت "ندا" بكثير من الغضب المُمذوج بالرعب وكأنها هى لم تعد تهتم لهذا، اهم ما يُعنيها هو الأطمئنان على على "عز" لتصيح بإنفعال: 


_ ما يولع حازم، يوافق أو ميوافقش أنا هاجى معاكوا لازم أروح أشوف عز، لازم أعرف أيه اللى حصله 


قاطعتهم "هدى" التى دلفت إلى الغرفة فجاة بعد أن أستمعت لحديث بناتِها، لتوجه حديثها نحو "ندا" التى كادت ان تفقد عقلها رادفة بهدوء: 


_ لا يا ندا مينفعش تروحى هناك دلوقتى عشان خطيبك، أنتى مبقتيش حرة 


أنفجرت "ندا" بالبكاء وكأنها بركان خامل وتم تنشيطه لتركض نحو والدتها، واخذت تترجاها بأن تذهب لتطمئن عليه رادفة بتوسل: 


_ بالله عليكى يا ماما خلينى أجى معاكوا مره واحده بس، عشان خطرى يا ماما، عشان خطرى 


أرتجف قلب "هدى" من شدة حزنها على أبنتِها وما يحدث لها وتلك الدوامة التى أدخلت نفسها بها رادفة بحزن: 


_ حاضر يا ندا أما أشوف أخرتها معاكى أيه يا بنتى!! 


ضمت "هدى" أبنتها إلى صدرها وأخذت تهدأ من بكائها، وبعدها أستعدوا جميعا وذهبوا إلى منزل عائلة "عز" 


يتبع ..