-->

الفصل الثاني والثلاثون - قلبي بنارها مغرم


 

 

 

الفصل الثاني والثلاثون

 

صرخت ورد بإسم إبنتِها التي أعلنت عن إنهيارها التام وكأن جسدها لم يعُد لدية القُدرةِ علي التحمُل بَعد، فقام برفع رايتة البيضاء وأستسلمَ لتلك الغيمةِ السوداء التي سحبتها بداخلها ، وكأنها بفقدانها للوعي الكامل قد أعلنت إنسحابها من تلك المعركة الغير متكافئة

 

هرولت ورد خلف ذلك الذي حمل حبيبتة بقلبٍ يرتجف رُعبً علي من مَلكت الفؤادِ وأصبحت لهُ المعني الحقيقي للحياةِ ، كان يصرخ بكُل صوتهِ ويأمرهُم بإحضار طبيب ليفحصها، أسرع لخارج الحُجرة سريعً وأتجة بها إلي غرفة جانبية مُتجهزة ومخصصة لإستقبال أية زائرين تضطرهم الظروف للمبيت داخل سرايا النُعماني

 

 

إنتفضت مريم من جلستها وفارس الذي يُجاورها الجلوس بالأريكة وباقي أفراد العائلة الذين كانوا ينتظرون نتائج تلك الجلسة الساخنة، بقلوبٍ ترتجفُ رُعبً علي ثُنائي العِشق، عَدا تلك الحاقدة التي وصلت سعادتِها عنان السَماء بعدما إستمعت إلي خبر زواج قاسم علي غريمتها التي لم ولن تَبغض وتمقت أحدّاً في هذا العالم مثلما بغضتها، إنها ليلي لا غير.

 

أسرع الجميع يُهرولون خلف قاسم عَدا الجد عِثمان الذي ضل جالسً بمقعدة، سانداً وجهةُ علي كفاه المُتكئة علي عصاة الأبنوسية، ناظراً أسفلّ قدماه بخِزيٍ وقهر وألـ.ـمٍ مُـ.ـميت ، غّصة مُرة وقفت بمنتصف حلقِة جعلتة يشعر بمرارة وبشاعة ما إقترفتة يداة بحق أحفادة الذي جني عليهم بإجبارة الأعمي، وإصرارةِ علي الدخول بطريقٍ لم يردة أياً منهم بل وإرغامهم بالمُضي قدمً وإستكمالةِ حتي النهاية، برغم ما يشعر به جميعهم من مرارة وألم وضياع داخل تلك الزيجات

 

برِفقٍ شديد، وضع قاسم صفا فوق التخت وتحدث بنبرة مُرتجفة ونظرة عين هلعة:

_ دَكتور، حد يجيب دَكتور بسُرعة .

 

 

إنتفض يزن بوقفتة وبسُرعة البرق كان يقف أمام سيارتة التي مازالت مُصطفة بمدخل حديقة السرايا عِندما أحضر بها صفا من محطة القطار ، وضع كف يدة ليفتح باب سيارتة ليترجلها، توقف مكانة حينما إستمع لصوت تلك الغاضبة التي صاحت من خلفة وهي تهتف مُتسائلة بتعجُب:

_رايح فين يا يزن، لتكون سمعت كلام الممحون اللي إسمية قاسم ورايح تچيب دَكتور لچلوعة أبوها دي كمان ؟

وأكملت بنبرة مُقللة لوضع صفا :

_متخافش علي بِت ورد جوي إكدة، دلوك چدتك رسمية هتكسر لها بصلة وتدعك لها بيها مناخيرها وتجوم كيف الجِردة.

 

 

وأكملت وهي تتمشي بغنچ وتتحرك إليه بإنوثة إكتسبتها عن جديد وفقً لما خططتهُ لها والدتها فاقدة العِزة والكرامة، في محاولة منها لإستعادتة إليها من جديد :

_ تعالّ نطلعوا فوج علي شجتنا لجل ما نتحدت ويا بعض ونتصافوا، وصدجني يا حبيبي، هعيشك ليلة كيف الملوك، عكون لك چاريتك المُطيعة اللي عتوريك الهنا بألوانة

 

شملها بنظرة إشمئزاز وأحتقار مُهين لكرامتها التي وضعتها جانبً لحين الإنتهاء من الخطة التي وضعتها لها فايقة بجانب إنتوائهما الذهاب إلي المشعوذ التي تعتقد أنه بإستطاعتة إرجاع يزن لأحضانها من جديد

 

وهتف بنبرة مُميتة لشخصها:

_ تعرفي يا ليلي، أني كُل يوم بجلد حالي وبلومها علي إنها عطتك فرصة وكانت دايما توصيني بالصبر عليكِ، إنتِ إية، شيطان معندوش جلب،

واكمل بسؤالٍ ساخر:

_ إلا جوليلي يا ليلي؟

إنتِ عتبلعي ريجك زيينا إكدة عادي؟

يعني معتخافيش للسم اللي جوة خاشمك ده يسمم چسدك ويجتلك؟

ولا إنتِ كِيفك كِيف الحية عتجتلي غيرك بسمك ومهتتأذيش منية

 

ورمقها بنظرة إشمئزاز شاملة وصعد سيارتة وقادها سريعً تحت غضبها العارم من حديثةُ الساخر، وذهب إلي المركز التابع لهُ نجعهم لإصطحاب دكتورة أمل بعدما هاتفها لتتجهز إستعداداً لفحص صفا

 

أما ذلك العاشق، الجاني والمجني علية، الجـ.ارح والمــ.جروح الظالم والمظلوم بحكايتة، فكان ينحني بجسدهِ علي مالكة القلب والروح، يضرب برفق وجنتها بكف يداه كي تستفيق،

حدثها بصوتٍ يرتجف من شدة قلقة وألم قلبهِ علي مُتيمتة:

_ فوجي يا صفا، فتحي عنيكي يا نبض جلبي، جومي علشان خاطري

 

فوجئ بمن يكمشةُ من حِلتة بقبضة يدة الحديدية ويجذبهُ للخلف ويصيح بوجهةِ غاضبً لملامح كاشرة :

_ بَعد يدك عن بِتي لأجطعها لك وإنجلع من إهنيه

 

نظر إلي عمة وما زال متسمراً بوقفتة بجانب تلك الغائبة عن الوعي وهتف بنبرة صامدة:

_مهتحركش من مكاني غير لما تفتح عنيها وأطمن إنها بخير

 

أتت العاملة حُسن وهي تُهرول وتُبسط إحدي ذراعيها بإتجاة رسمية وتحدثت بنبرة مُرتجفة:

_ البَصلة يا ستي الحاچة

 

إلتقطتها منها وكادت أن تُقربها من أنفها لولا يد قاسم الذي أبعدها بعُنف وتحدث إليها مُحذراً:

_إية اللي هتعملية ده يا چدة

 

ثم نظر إلي مريم التي تزرف دموعها بغزارة علي إبنة عمها الغالية وهي تتسطح فوق الفراش بجسدٍ يُشبة الاموات، وهتف بطريقة أمرة:

_ هاتي أي بِرفن من عِنديكِ يا مريم، بسُرعة

 

إعترضت رسمية التي قربت يدها من جديد بجانب أنف تلك المَغشي عليها التي وبالفعل بدأت بالتملُل والإستفاقة التدريجية، حركت أهدابها عدة مرات متتالية في مقاومة منها بفتح عينيها، تنفس بعُمق وشعر بأن روحهُ قد رُدت إلية بعدما كان قد إفتقدها مع فُقدان أميرتة لوعيها

 

--

 

وصل يزن تحت مَسكن أمل في أقل من عشرة دقائق وذلك لسرعة قيادتة الجنونية ولقُرب المسافة بين النجع والمركز،نزلت سريعً وبغضون ثوانِ معدودة كانت تهبط من المبني حاملة حقيبها الخاصة بالفحص بعدما وضعت بها كُل ما يلزم لفحص صفا، تحركت إلي السيارة وأستقلتها بجانبة،

رمقها بنظرة حادة وتحدث وهو ينظر إلي الثياب المنزلية التي ترتديها بعدم رضا:

_ إنتِ هتاچي معاي إكدة ؟

 

أجابتة وهي تتفحص حالتها بإستغراب:

_ كدة اللي هو إزاي يعني مش فاهمة ؟

 

اجابها بإعتراض:

_أجصد لبس البيت الضيج دي، عتاچي معاي بية إكدة؟

 

رمقتة بعينان مُتسعة من شدة ذهولها وتحدثت وهي تُشير بيدها في إشارة منها لحثةِ علي التحرُك :

_ أولاً ياريت تتحرك حالاً لأن مفيش عندنا وقت علشان نضيعة في الكلام الفاضي ده

 

تحرك سريعً وكأنهُ وعي علي حالهِ وأكملت هي بنبرة تهكُمية:

_ ثانياً بقا،هو سعادتك كُنت عاوزني أقعد ألبس وأتمكيچ وإنتَ بتقولي الدكتورة حصل لها إغماء مُفاجئ ؟

 

واسترسلت حديثها بتساؤل حاد:

_ثالثاً بقا وده الأهم يا حضرة ، إنتَ مالك بلبسي يا باشمهندس ؟

 

كان يستمع إلي حديثها الذي أصابهُ بالضيق وهو ينظر إلي الطريق ويقود بسرعة عالية، بصعوبة بالغة تمالك من حالة وأجابها بلا مبالاة إصطنعها بصعوبة:

_ عتفتحي لي تحجيج عشان كلمة جولتها إياك !

خلاص إنتِ حُرة، أني اللي غلطان عشان معايزش حد يجيب سيرتك بكلمة بطالة ويجول عليكِ نازلة بخلجات البيت

 

إستشاط داخلها عندما إستمعت لكلماتة وتسائلت بحدة:

_ وده مين اللي أمة داعية علية وهيقف قدامي وكمان يتكلم عني ، وبعدين إنتَ لية محسسني إني نازلة ببچامة ولا كَاش، انا لابسة ترنج محترم وواسع ومغطي كل جسمي، والناس في القاهرة بتخرج بية عادي

 

تنهد بإستسلام من عِناد تلك المشاكسة التي لن يستطع إقناعها بوجهة نظرهِ مهما حاول، فتحدث بنبرة غائرة وهو ينظر لتلك الخصلة الهاربة من خلف حجابها التي وضعتة علي عجل بدون إحكام:

_ طب علي الأجل دخلي شعرك ولفي حجابك زين،

وأكمل مُتهكماً:

_ ولا دي كمان بتعملوها عنديكم في القاهرة عادي ؟

 

شعرت بالخجل من حالها وبسرعة رفعت كفاي يداها وعدلت من حجابها وأحكمتة جيداً علي رأسها

 

أوقف السيارة سريعً داخل سور السرايا وترجلت هي وتحركت خلفة حيثُ يسبق خطواتِها كي يُرشدها للطريق تحت إستغراب ليلي التي كانت تتوقع حضور دكتور ياسر

 

دلفت إلي صفا وخرج الجميع عَدا ورد ورسمية ونجاة، وقف علي باب حُجرتها سانداً بمقدمة رأسهِ علي جِدارها المُلصق بالباب، كان يشعر بمرارة غَزت حلقة، أصابتة حالة من الندم وجلد الذات جعلتة يحتقر حالة، تمني لو أن الزمن عاد بة إلي ما قبل سبعة أعوام،

حين رمقهُ زيدان بنظرة حارقة وهتف بنبرة تهديدية:

_ بِتي لو چرا لها حاچة مهيخلصكش من يدي غير الموت يا قاسم

وضع قدري يده علي كتف زيدان وحدثهُ بطمأنة قائلاً:

_ إهدي اومال يا زيدان، دلوك الدَكتورة عتطلع وتطمنا عليها وتُبجا زينة

 

همست ليلي بصوتٍ ضعيف إلي والدتها التي تجاورها الجلوس في الفيراندا بعيداً عن الجميع :

_ هو يزن مجابش الدكتور ياسر لية، ومين المهشكة اللي چاية من بيتها بالترنچ دي كَمان؟

 

أجابتها فايقة بنبرة هادئة تدل علي راحتها وأستقرار داخلها:

_ دي لازمن دكتورة النسا اللي عتشتغل في المستشفي بتاعت چدك ،

وأكملت بإشادة:

_ حَريم العيلة عيجولوا عليها شاطرة جوي

 

 

قطبت ليلي جبينها وأستفسرت بإستغراب:

_ ودَكتورة النسا هتاچي لبِت ورد تِعمل لها إية؟

 

تنفست بإنتشاء وأجابتها بسعادة ظهرت علي وجهها :

_ هو أني مجولتلكيش، مش بِت زيدان طلعت حِبلة

 

نزلت تلك الجُملة علي قلب تلك الحـ.اقدة وكأنها قُنبـــ.لة نوويــ.ة أحـ.رقـت معها الأخضر واليابس

 

أكملت فايقة بملامح وجة ضاحكة بهيأة شريرة دون الشعور بالتي تُجاورها الجلوس وبداخلها نـ.ـاراً شاعلة لو خرجت لفحمـ.ـت المنزل بأكملة:

_كَن كفة ميزانك عتطُب وتتعدل والدِنيي عتضحك لك من تاني يا فايقة

 

رمقتها تلك التي تكادُ تُخرج دخانً من رأسها من شدة غيرتها وهتفت بنبرة غاضبة:

_ومالك فرحانة لها جوي إكدة، الله الوكيل لو أني اللي حِبلت ماكُنتي عتفرحي إكدة

 

نظرت لها بإستغراب وتحدثت بقلبٍ مهموم:

_ عتجولي لي أني الحديت دي يا ليلي؟

ده أني مفيش حاچة جِدرت عليا وكـ.ـسرتني جد موضوع حَبلك دي، دي جهرتك معتفارجش جلبي يا بِتي وخيبتي فيكِ جوية جوي ، بس أني مش ضعيفة لجل ما أجعد ألطم واعدد علي اللي راح،

 

وأكملت بنبرة حــ.ــاقدة:

_ وغلاوتك عِندي لدوج كُل واحد في السرايا دي المُر بأنواعة، كل واحد منيهم لية عِندي نايبة من المَصايب اللي عتطربج فوج نفوخهم ، وكله هياچي بالدور

 

تفوهت ليلي بنبرة غاضبة:

_بردك مجاوبتيش علي سؤالي، إية اللي مفرحك جوي إكدة إن المدعوجة طِلعت حِبلة؟

وأكملت بنبرة تهكُمية:

_ ولجل إكدة كُنتي عتزغردي يا أمّا !

 

إبتسمت وأجابتها بتهكم:

_ عجولك إية، ما انتِ عجلك إصغير ومعتفكريش إلا بعشج المعدول إبن نچاة اللي راميكي ومهيعبركيش

 

وأكملت بتفسير:

_ زيدان كان علي شعرة ويطلج بِته من قاسم ومحدش كان عيجدِر يُجف جُصادة ولا يلومة بعد اللي عِرفوة حتي چدك بذات نفسية ، وكان عيچوزها لأي حد تاني وياخد هو الچَمل بما حَمل،

 

وأكملت بما أرعب تلك الليلي :

_ومش بعيد وجتها چِدك كان چوزها ليزن وضرب عصفورين بحجر واحد، الأول لجل ما فلوس زيدان المتلتلة متخرچش برات العيلة كيف ما جانون العيلة عيجول، والتاني لجل ما يزن يخلف منيها العيال اللي عيمدوا جذور العيلة ويخلدوا إسم النُعماني في الدنيي

 

وأكملت بإبتسامة سعيدة:

_ بس كلمة المدعوجة ورد چت في وجتها بالمظبوط،أول مرة تعمل حاچة صُح وتكيفني،

 

واكملت بإنتشاء وتمّنيّ:

_ويسلااام لو الحظ ضحك وأخوكِ چاب منيها واد، إكدة كفة ميزانا عتُبجا طبت والزمن نصفنا وضحك لينا كِلياتنا، أخوكِ عيكوش علي كُل مال زيدان وشجاة بعد زيدان بنفسية مايكتبة كِلياتة لبِتة وولدها، وإنتِ عتضمني إن يزن يفضل إكدة من غير چواز

 

تنهدت براحة وسألتها بتملُل:

_ طب ميتا عتوديني للشيخ اللي عيخلي يزن يُبجا خاتم في صُباعي كِيف مجولتي لي ؟

 

أجابتها بثبات:

_جِريب، خليكي ماشية ورا حديتي وأني عخلية يرچع لك ويترمي تحت رچليكِ ويتمني رضاكِ علية

 

تنهدت براحة شديدة ورفعت قامتها وهي تبتسم بسعادة من مجرد تخيلها برجوع يزن لعالمها من جديد

 

إلتفت سريعً إلي والدتها وتحدثت بتذكُر:

_ إلا جولي لي يا أمّا، إنتِ كُتي عارفة إن قاسم متچوز علي المخفية صفا ؟

 

ضحكت فايقة وتحدثت بإنتشاء وهي تضع ساق فوق الآخري بكبرياء:

_ فِكرك حاچة مُهمة زي دي هعتدي من تحت يدي؟

 

هتفت بنبرة غاضبة:

_ ومجولتليش لية؟

 

أجابتها بإبتسامة جانبية:

_ عشان عرفاكي غبية ومعتفكريش بعجل كيف أبوكِ بالمظبوط ، كُتي عيزاني أجول لك علشان تروحي تجولي لها لجل ما تِشفي غليلك منيها وتبوظي لي تخطيطي اللي عم بستناة من سنين كتيرة جوي

 

ألحت ليلي علي والدتها كي تقص لها أصل الرواية وبدايتها، فقصتها لها مع تشديد فايقة بعدم إخبار ليلي لأيً كان بما إستمعت

--

 

بعد مّدة من الوقت إنتهت أمل من فحص صفا، دلف زيدان ليطمئن علي صغيرتة بعدما منع قاسم من الدخول وهددة ، وجدها تتمدد ومعلق بيدها كانولا مُتصلة بأنبوب محلول مُعلق في عليقة الملابس كي يُساعد جسدها علي المقاومة والإتزان ، وكانت أمل قد أحضرت المحلول لعلمها أن ماحدث لصفا ما هو إلا إجهاد وضغط عصبي شديد تعرضت إلية بالإضافة إلي عدم تناولها لأي طعام مما أدي إلي هبوط في الدورة الدموية

 

تحرك زيدان إلي وقوف أمل وسألها عن وضع غالية أبيها فأجابتة أمل بنبرة مُطمأنة :

_ إطمن يا زيدان بيه، الدكتورة كويسة لكن محتاجة تهتم بنفسها أكتر من كده، اللي حصل لها ده طبيعي نتيجة للضغط العصبي والنفسي اللي إتعرضت ليه،

ونظرت إليها وتحدثت بنبرة لائمة:

_ ده غير إن الدكتورة مأكلتش أي حاجة من إمبارح

 

تحدثت جدتها التي تجاورها الفراش بنبرة حنون وهي تتحسس وجنتها التي مازالت دموعها الجافة تلتصق بها :

_ أني هخلي حُسن تطيب لك ديك شمورد وتاكلية بشوربتة بالهنا والشفا لجل ما يسند جلبك ويجويكِ يا ست البنات

 

هزت رأسها برفضٍ تام وتحدثت بنبرة ضعيفة :

_ معايزاش أكل

أجابتها أمل :

_ لازم تاكلي يا دكتورة علشان خاطر الجنين، هو حالياً محتاج لك علشان تاخدي بإيدة وتساعدية علي البقاء، لازم تعودي نفسك من إنهاردة آنك مبقتيش حُرة في قراراتك، لازم كمان تعملي حسابة في كل خطوة بتخطيها

وأكملت بحديث تقصد به والدتها:

_ وإوعي في يوم مايحتاج لك تخزلية وتتخلي عنة، لانك بكدة بتدمرية وبتخسرية للأبد، وهو حالياً في أشد الإحتياج ليكي

هتفت رسمية بإشادة:

_يسلم فُمك يا بِتي، كلام زين وموزون

 

إقترب زيدان من جلستها فأفسحت له ورد المجال ليجاور غاليتة، مال علي جبهتها ووضع قُبلة حانية فوقها وأردف مُتسائلاً بنبرة ضعيفة :

_ عاملة إية دلوك يا جلب أبوكِ؟

 

نظرت إلية بإنكسار وتحدثت برجاء:

_ خُدني علي دارك يا أبوي، مطيجاش أجعد إهنية، حاسة حالي بتخنج وروحي عتتسحب مني

 

تنهد زيدان وهم بالوقوف وتحدث بنبرة طائعة لأمر صغيرتة وهو يستعد لحملها:

_ فكراني عسيبك إهنية تاني بعد اللي حُصل إياك؟

 

أسرعت أمل في الحديث لتمنعة من حملها قائلة بنبرة هلعة:

_صفا مينفعش تتحرك نهائي علي الأقل إنهاردة، ده ممكن يكون فية خطورة كبيرة علي الجنين

 

ثم تحدثت إلي رسمية قائلة:

_ياريت حضرتك تجهزي لها الأكل اللي قولتي عليه وعلي ما تأكلوها أنا هتحرك للمستشفي أجيب لها حقنة تثبيت للجنين، محدش عارف الإجهاد والضغط اللي إتعرضت له طول اليوم ممكن يكون ضر الجنين بإية، علشان كدة لازم أبادر وأديها حقنة التثبيت كضمان،

 

وأكملت وهي توجة حديثها إلي صفا قائلة بتنبية:

_ وطبعاً مش محتاجة أقول لك يا دكتورة إن الحركة حتي ولو كانت مجرد خطوات ممكن تضُر ببقاء وإستقرار الجنين إزاي

 

سألها زيدان مُستفسراً:

_وعتجعد راجدة كتير في السرير إكدة يا دكتورة ؟

 

أجابتة بهدوء:

_ يعدي أربعة وعشرين ساعة وبعدها لو مفيش مشاكل ظهرت تقدر تتحرك لحد بيت حضرتك اللي علي مافهمت إنة بعيد عن عنها بخطوات ، بس طبعاً هتحتاج راحة في البيت لمّدة إسبوع علي الأقل

 

وافق الجميع وتحركت رسمية إلي الخارج وتلتها أمل وتركا صفا بصحبة والديها وأعاد غلق الباب من جديد

نظرت صفا إلي زيدان وهتفت برجاء ودموع:

_ طلجني منيه يا أبوي، مهجدرش أعيش معاه بعد اللي عِملة فيا

أومأ لها بإيجاب حين بكت ورد بحرقة علي عجزها أمام صغيرتها وما جري لها من تلك الزيجة التي دائماً كانت تشعر بالريبة من إتمامِها

 

تحدثت بنحيب وهي تلوم زيدان وتجلدةُ بنظراتها قبل كلماتِها:

_ ياما حذرتك وجولت لك إني ممرتحاش للچوازة دي يا زيدان، جولت لك إني حاسة إنها هتُبجا سبب شجا بتي ووجع جلبها، إتريجت عليي ومصدجتنيش.

أنزل بصرهِ إلي الاسفل خجلاً

--

 

خارج الغُرفة

تحرك قاسم إلي أمل وسألها مُتلهفً بلكنة قاهرية:

_ طمنيني عن وضع مراتي لو سمحتي

 

أسرع الجميع حيث وقوفها ليطمأنوا

 

تنفست عالياً وأخبرتة بحالة صفا بنبرة حادة وذلك لعدم تقبُلها لشخص قاسم الذي يُذكرها بخائِنها الذي فضل عليها فتاة آخري، شقيقتها التي وافقت بذبحـ.ـها علي يدها، نعم هي لم تكُن علي دراية بأية تفاصيل مما حدث مع صفا ولكن الأمر واضح ويُنذر بوجود إمرأة آخري

 

صوبت وجهتها إلي يزن وتحدثت بنبرة عملية:

_ من فضلك يا باشمهندس، محتاجة لحضرتك توصلني بعرببتك للمستشفي علشان أجيب حقنة تثبيت للدكتورة

 

أخرجت ليلي شهقة عالية وهي تسألها بنبرة تهكمية بطريقة غير لائقة:

_ سمعيني تاني إكدة عتجولي إية يا بيضة!

يزن مين اللي عيروح معاكي في الوجت دي مستشفي مجفولة يا مهشِكة إنتِ

 

نظرت إليها بملامح مُنكمشة مضيقة بين حاجبيها وذلك لعدم فهمها لبعض الكلمات وتحدثت مُستفسرة:

_ إنتِ تقصدي إية بكلامك الغريب ده انا مش فهماكي ، ويعني إية مهشتكة دي؟

ومين حضرتك أصلاً؟

 

تحدثت ليلي بكبرياء وهي ترفع قامتها لأعلي :

_ أني مّرت الباشمهندس يزن يا حبيبتي

رمق يزن ليلي بنظرات تحذيرية وعيون تطلق شزراً وتحدث إلي أمل مُغيراً معني الحديث :

_ هي تجصد إنها خايفة عليكِ من طريج المستشفي بالليل إكدة

تحرك بالسيارة واتجة في طريقهما إلي المشفي

 

أردفت أمل إلي يزن:

_مّراتك شكلها بتحبك وبتغير عليك أوي،

وأبتسمت واكملت بإعتراف:

_ علي فكرة، أنا كُنت فاهمة كلامها كويس جداً بعيداً عن كلمة مهشتكة، وعارفة إنها كانت غيرانة عليك من وجودي معاك

 

قهقة عالياً بشكلٍ مُثير مما جعلها تنظر إلية بإعجاب، وصحح لها قائلاً:

_ مهَشكة، مش مِهشتكة

واكمل بتوضيح:

_ ويكون في معلومك، ليلي مش مّرتي

 

قطبت جبينها وسألته بإستغراب:

_ مش مّراتك إزاي يعني ؟

 

تنفس بأسي وأجابها بضيق وذلك لصعوبة الموقف علية، فيزن ليس بالرجل الذي يكشف أسرار أهل بيتة، لكنه كان مُضطراً لذلك، كي يضعها معه في الصورة ولمغزي داخل عقلة سنتعرف علية عن القريب :

_ أني وليلي في حُكم المطلجين ، يعني أني معايش وياها في مكان واحد، ولولا چدي كان زماني طلجتها، ويمكن مكنتش إتچوزتها من الأساس

 

إبتلعت لُعابها ولا تعلم لما شعرت براحة عجيبة غزت قلبها بعد إستماعها لهذا الإعتراف

لكنها تحدثت إلية :

_ غريب أوي موقفك منها، مع إني شيفاها ست جميلة جداً وتجذب أي راجل ليها

 

قالت كلماتها وترقبت إجابتة بأنفاسٍ محبوسة،حين تفوة هو :

_وهي الحَريم بالچمال إياك ؟

 

أومال بأية يا باشمهندس؟

سؤال خبيث وجهتة أمل إلية وانتظرت إجابتة، لما؟ هي بالتأكيد لا تدري

 

إبتسم بجانب فمة لعلمةِ مغزي سؤالها، وتحدث بدُعابة وهو ينظر لعيناها تارة ولطريقة تارة:

_ بچنانها ولسانها اللي سابجها في الرد كِيف ماتكون الداية اللي ولَدتها سحبتها منية

 

إبتسمت بخجل لعلمها أنهُ يقصدها بحديثه فهتفت بنبرة جادة من بين بسمتها:

_ بتكلم جد علي فكرة

 

رد عليها بنبرة جادة وحديث ذات مغزي :

_ومين جالك إني عَهزر

 

إبتلعت لُعابها وسحبت بصرها عن مّرمي عيناها الهائمة التي تُقطر عِشقً،

 

وصلا للمشفي وصف سيارتة ودلف كلاهُما إلي المشفي تحت إستغراب حُراس الأمن، دلفت لداخل غرفة حُجرتها لتُجلب أنبول الدواء، حين ذهب هو إلي مكتبة لإحضار أوراق مُهمة كان يحتاج إليها،

 

وبعدها ذهب إلي حيثُ مكتبها ودلف من بابهِ في نفس، توقيت خروجها وحدث إصطدام بينهما أدي إلي إختلال توازنها وجعلها تتهاوي وكادت أن تنبطح أرضً لولا ساعدية الذي أمسك بهما كفاي يداها وجذبها إلية، إستقامت بوقفتها وتلاقت الأعيُن وتحدثت، ثواني، مجرد ثواني معدودة مّرت علي كلاهُما كدهرٍ

 

سألها بعيون هائمة جراء حالة العشق التي تملكت منه لإقترابة منها لهذةِ الدرجة :

_ لجيتي اللي عتدوري علية؟

 

إستوعبت حالها وابتعدت سريعً وتحدثت إلية بعيون مُتهربة زائغة تتلفت هُنا وهُناك :

_ لقيته، يلا بينا علشان مانتأخرش علي صفا

 

إستقلا كلاهُما السيارة وعادا إلي السرايا بصمتٍ تام، ولكن بقلوب مُنتعشة، تعيش حالة جديدة لم يشعر بها أيً منهما من ذِي قَبل

 

دلفت إلي صفا وتأكدت من انها تناولت طعامها ثم حقنتها وتحركت إلي الخارج، وجدت قاسم يقف بالمرصاد لزيدان الذي يمنعة الدلوف إلي صفا

هتف قاسم بنبرة حادة:

_ مش من حجك تمنعني أدخل أطمن على مّرتي

 

أجابهُ زيدان بقوة:

_واني جولت لك معتدخلش يعني معتدخلش

 

خرج عِثمان علي مناقرتهم وتحدث بحدة إلي قاسم :

_ معتسمعش الحديت لية يا وِلد قدري، عمك جال لك معتدخلش،

 

وأشار بيده لأعلي وتحدث بنبرة أمّرة:

_ إطلع دلوك علي شُجتك نام والصباح رباح

 

رمق جده بنظرة غاضبة وأردف مُعانداً إياة :

_ لحد إكدة وخلاص يا چدي، زمن الچبر والأوامر إنتهي.

 

وأسترسل حديثهُ بنبرة صامدة:

_ أني عدخل لمرتي، ومفيش جوة عتمنعني إني أطمن عليها وأطمنها علي حالها

 

تحدث زيدان بنبرة أشد حِدة وهو يقف أمام باب الحُجرة ويسدهُ بجسدهِ العريض :

_ ورينا عتدخل إزاي غصب عني يا واد أبوك

 

وهُنا قررت أمل التدخُل لفض هذة المُشادة الكلامية التي من الممكن ان تتحول إلي إشتباك بالأيدي نظراً لعناد كلا الطرفين وتشبُث كُلً منهما برأية:

_ أستاذ قاسم لو سمحت، إحنا هنا مش في خناقة ولا حد عاوز يمنعك إنك تدخل لمراتك وتطمن عليها،

وأكملت بتفسير:

_ كُل ما في الأمر إن دكتورة صفا إتعرضت لإجهاد شديد ولضغط نفسي وعصبي أدي لهبوط في الدورة الدموية عندها وسبب لها إغماء، ولحد الوقت اللي بنتكلم فيه ده أنا مقدرش أجزم إن مراتك والجنين بقوا في أمان ، أنا عن نفسي إدتها إبرة مُثبتة للجنين تحسبً لتفادي أي حاجة طارئة ممكن تحصل لها وللجنين،

وأكملت ما جعلهُ يتراجع:

_ ولو حضرتك دخلت وإتكلمت معاها وهي في الحالة دي، من المؤكد إنك هتزيد بنقاشك الضغط علي أعصابها وبكدة أكيد هتتعرض لإنتكاسة ممكن جداً تؤدي لخسارة الجنين

 

وتحدثت بنبرة واثقة:

_ فلو حضرتك مش فارق معاك لا مراتك ولا الجنين إتفضل إدخل لها، وأنا أوعدك إني هخلي زيدان بية يبعد حالاً ويدخلك

 

هتفت فايقة بصياح:

_ إطلع علي شُجتك وإغزي الشيطان يا ولدي والصباح رباح كيف ماجال چدك

 

رمقها عِثمان بنظرة ساخطة، ثم حول بصرة ونظر بإستحسان لتلك الذكية ذات العقل الواعي التي إستطاعت بكلمات مُرتبة إقناع ذلك التور الهائج بالتراجع عن موقفة وحِدتة ، أما يزن فكان ينظر إليها بإعجاب وقلبٍ ينتفض من ما شعر به تجاهها بعدما تلاقت اعينهم عن قُرب داخل المّشفي

 

نظر قاسم إلي أمل وزفر بأسي وتحرك كالإعصار لخارج المنزل والشـ.ـر يتطاير من عيناه وكل ذرة بجسدة تنتفض غضبً

 

حالة من الهدوء والسكينة أصابت المكان بعد خروج ذلك الغاضب ، تحدث الجد إلي مريم بنبرة هادئة :

_ خدي الدكتورة يا مريم علي مندرة الضيوف البحرية، وخليها ترتاح لحد ما حُسن تچهز لها العشا

 

وأكمل وهو ينظر إلي أمل :

_ وإنتِ يا بِتي، عتنورينا إنهاردة وتباتي إهنية عشان الوجت إتاخر

إستشاط داخل ليلي من قرار جدها بمبيت تلك الدخيلة التي لم تشعر بالراحة في حضرتها

 

أما أمل فأجابتة برفضٍ هادي :

_ متشكرة جداً لذوق حضرتك، بس مش هينفع

 

أردف يزن مُفسراً وهو ينظر بساعة يدة:

_ عتروحي فين دلوك والساعة داخلة علي 3 الفچر، باتي اللي باجي من الليل إهنية وبُكرة أني عوصلك للمستشفي

 

تحدثت بإعتراض:

_يا جماعة بجد مش هينفع، إزاي هروح المستشفي بكرة بالترنج ؟

 

أجابتها مريم بهدوء:

_ لو علي الخَلجات محلولة يا دَكتورة، أني وإنتِ نفس المجَاس، وعِندي هدوم لساتني شرياهم إمبارح من علي النت ووصلولي أون لاين، يعني هدوم زينة وعتعچبك، إطلعي وياي وشوفي الطجم اللي يناسبك منيهم وإلبسية

 

نظر يزن إلي شقيقتة بإستحسان لقلبها الرحيم

 

أكد زيدان علي حديث أبية قائلاً بنبرة قلقة:

_ معلش يا دكتورة إسمعي كلام الحاچ، وكمان أني خايف لصفا يچري لها حاچة

 

إقتنعت بكلام زيدان وأردفت قائلة بنبرة خجلة:

_ أوك

 

أما صفا فكانت تقبع فوق فراشِها بقلبٍ يإنُ ألـ.ـمً وحُزنً وهي تستمع إلي صوت ذلك الثائر الذي يصّرُ علي الدخول إليها ، كانت واضعة ذراعها تحت رأسها ودموع عيناها المُنسابة تُبلل وسادتِها لغزارتِها، أما دموع القلب فكانت تزرفُها دمً علي من أمنت لهُ وسلمتة عن طيب خاطر قلبها البرئ وكُل كيانها، ولم تُجني من وراء ذلك العِشق الملعون سوي الألـ.ـم والمذلة والإنكـ.سار

 

تائهة هي كطفلة فقدت مصدر أمانها، تشعر بإنهيار عالمها الحالم وعُش غرامها الواهي التي باتت تُبني تفاصيلةُ بكل قطرة من دمها، وبالنهاية ماذا فعل يا تُري؟

خدعها وأستغل عشقها لهُ للوصول لدق حِصونها العالية، إرتضي لها المهانة والإنكسـ.ـار أمام الجميع

 

أما ورد فكانت تتمدد بجانب صغيرتِها وتحتضنها من الخلف، تزرفُ دموع الألــ.م وغَصة مُرة تقف بحلقها علي إبنتها التي لم تكتمل فرحتها بخبر حملها لجنينها الأول،بل وإنـ.ـكسارها علي يد من عشقتة مُنذُ نعومة أظافرها

 

--

 

كانت أمل تجلس فوق الفراش داخل حُجرة الضيافة، تنظر لكمية الطِعام الموضوعة فوق المَنضدة والتي أحضرتها لها إحدي العاملات بناءً علي تعليمات عِثمان بنفسهِ بعدما أُعجب بحديثها السلس وتأكد من حكمتِها بالحياة وحُسن تصرفها بالمواقف الحياتية

 

إستمعت لطرقات خفيفة فوق الباب فسمحت للطارق بالدلوف، إبتسمت حين رأت أمامها تلك الخلوقة التي تمتلك إبتسامة رائعة تجعل كُل من يراها من الوهلة الآولي يشعر بالإستكانة والسلام الروحي،

 

تحدثت أمل ببشاشة وجة:

_ إتفضلي يا مريم

 

إقتربت عليها وبسطت ذراعيها بعدة أثواب جديدة وتحدثت وهي تضعهم فوق مقعد جانبياً :

_ لما لجيتك مرضياش تطلعي معاي علشان تنجي فستان ، جولت أكيد مكسوفة، وجبت لك الخلجات لحد إهني وإنتِ إختاري اللي يعچبك من بيناتهم، وعلي فكرة، كلياتهم متلبسوش ونضاف

 

إبتسمت أمل وتحدثت إليها:

_ متشكرة ليكي جداً يا مريم علي كرم اخلاقك

 

شكرتها مريم وسألتها وهي تنظر إلي الطعام الموضوع كما هو :

_ مكلتيش لية يا دَكتورة، وَكلنا معجبكيش إياك، ولا تكوني مش مأمنة لنظافة الوَكل عِندينا ؟

أجابتها سريعً وهي تُنفي:

_أكيد مش قصة الأكل مش عاجبني أو شاكة في نظافتة يا مريم، الكِتاب بيبان من عنوانة وإنتم ماشاء الله،

 

وأكملت بتفسير:

_الحكاية كُلها إني ماشية علي نظام غذائي علشان كان عندي مُشكلة نفسية من فترة وسببت لي مشاكل في المعدة، ومن وقتها وأنا ماشية علية، وأخر وجبة باكلها الساعة 7 مساءً، فياريت متزعليش ومن فضلك تبعتي حد ياخد الصنية لأني مش هقدر أنام وهي موجودة في الأوضة

 

أومأت فأكملت أمل بتساؤل جاد:

_ هو إحنا مش هنشوفك تاني في المستشفي ولا إية يا مريم؟

أنا سألت صفا عليكِ قالت لي إنك قعدتي علشان تاخدي بالك من بنتك

 

أجابتها مريم بإبتسامة صادقة:

_ ده حجيجي يا دكتورة، ماأنكرش إني لجيت نفسي في الشُغل وياكم وحبيتكم جوي وحبيت شُغلي ، بس لما فكرت لجيت بِتي وچوزي أولي بوجتي

 

وافقتها أمل وتمنت لها الأصلح وخرجت مريم وبعثت بإحدي العاملات أخذت الصنية إلي المطبخ،

 

تحركت أمل إلي النافذة المُطلة علي الحديقة وبدأت بالتدقيق والتمعُن في جمال الأشجار الخضراء والطبيعة الخلابة المُبهرة ، وبلحظة وجدت يزن يتحرك في الحديقة وكأنهُ يحاول تصفية ذِهنهِ بالنظر إلي تلك المناظر الطبيعية كي يستطيع النوم،

 

لا تعلم لما باتت تشعُر مؤخراً براحة غريبة تغزو قلبها كُلما رأت وجة ذلك اليزن، إبتسمت حين وجدته ينظر إليها ويبتسم وهو يهز رأسهُ لها كتحية منه، ردتها لهُ بمثلها ثم أغلقت النافذة وتحركت إلي الباب وأوصدتة جيداً بالمفتاح كي تضمن أمانها،

 

ثم تحركت إلي الفراش وتمددت علية ومازالت إبتسامتها تُرافقها، باتت تسترجع كل ما حدث بينهما اليوم من مواقف، وما كان حالهُ ببعِدٍ عنها وكأنهما يتذكرا ويفعلا الأمر ذاتة بنفس التوقيت

 

--

تحركت مريم داخل مسكنها بقلبٍ حزين وبعد مُدة من نقاشها مع فارس حول ما حدث اليوم

تحدثت بنبرة حادة وعينان مُتسعتان من شدة ذهولهُما :

_ يعني إنتَ كُنت عارف إن أخوك متچوز علي صفا وساكت يا فارس ؟

 

جبلتها علي بِت عمك كيف؟

دي صفا يا فارس، صفا اللي عُمرها ما أذت حد فينا ودايماً كانت بتجابل مُعاملتنا السيئة بالحُسنة، طب بلاش صفا، رضييتها كيف علي عَمك زيدان اللي طول عُمرة بيعتبرنا كلياتنا كيف ولادة؟

 

تنفس بعُمق وأجابها بنبرة ضعيفة خجلة:

_ سُكاتي كان غصب عني يا مريم، وصدجيني اللي حُصل كلياتة كان غصبن عن قاسم نفسية، قاسم إنجبر علي الچوازة دي

 

رمقتة بنظرة حادة وهتفت بنبرة غاضبة:

_ متحاولش تبرر له خيـ.ـانتة لوعد عمة بس لأنة أخوك

وأكملت لائمة:

_يا خسارة يا فارس، إفتكرتك راچل زين وبتِعرف ربنا ومابترضاش بالظُلم،

 

أردف قائلاً بتفسير:

_ يا حبيبتي إفهميني.

 

أردفت مُتسائلة بنبرة تشكيكية:

_أني حبيبتك صُح يا فارس؟

وأكملت بإرتياب:

_ تعرف يا فارس، أني بجيت خايفة مِنيك لتُغـ.ـدر بيا كِيف أخوك وترچع تجولي كان غصب عني يا مريم

 

جحظت عيناة وتحدث إليها بنبرة غاضبة :

_ هي دي فكرتك عني يا مريم؟

للدرچة دي شيفاني واحد خـ.ـاين وغشـ.ـاش وممكن أغـ.ـدر بيكِ ؟

 

هتفت بنبرة حادة لعيون غاضبة :

_ اللي يجبل المهانة والمـ.ـذلة علي بِت عمة اللي بيعاملة كيف أبوة، يجبلها علي غيرها عادي

 

قالت كلماتها وهرولت لداخل حُجرة نومها سريعً واختفت من أمامه تحت حُزن فارس وخزلانة من حالة وألمـ.ـهُ الذي أصاب قلبه علي ما أوي إلية شقيقة

وبرغم وجعه الذي أصابهُ من حديث مريم، أمسك هاتفةُ محاولاً الوصول لشقيقة الذي ذهب إلي الخارج ورفض ان يُصاحبهُ فارس وأبلغهُ أنهُ يُريد البقاء والإنفراد بحالة

--

داخل مسكن قدري

كان يجوب الغُرفة ذهابً وإيابً بوجةٍ غاضب وعيون مُتسعة من شدة غضبها ، واضعً هاتفةُ علي آذنة محاولاً الوصول إلي نجلهِ الذي لم يُكلف حالهُ عناء الإجابة علية

 

تحدثت إلية فايقة في محاولة منها لتهدأتة:

_ إهدي يا قدري وإجعد، ولدك مش إصغير لجل ما تجلج علية إكدة

 

أجابها بنبرة حادة :

_ولدك عنيد وممكن يضيع حالة بعندة جِدام أبوي وزيدان أخوي، خايف علية ليضيعة عِندة ويسمع لحديت زيدان ويطلج البِت ويخسر كُل حاچة

 

إبتسمت ساخرة وأكملت لطمأنتة:

_ من الناحية دي طمن بالك وحُط في بطنك بطيخة صيفي ، إبنك غرجان لشوشتة في عشج بِت ورد وهيعمل اللي مايتعمل لجل ما ينول الرضا ويرچعها لچوة حُضنة تاني

 

تنهد بأسي وتحدث بنبرة إنكسـ.ـار وقلق أب علي نجلة:

_ خايف ومعارفش اللحكاية المغفلجة دي عترسي علي إية، لو قاسم ضعف جُصاد عِشجة وأستسلم لأوامر زيدان وطلج البِت اللي إتچوزها في مصر، مش بعيد المُرة السّو اللي إسميها كوثر تاچي وتفضحنا جِدام أبوي

 

وأكمل مهمومً:

_وجلجان لو جال لچدة إنة عيكمل السنة لجل ما يوفي بوعدة لأبو المحروجة بتاعة مصر، زيدان أخوي يِعند ويغصبة يطلجها ويُبجا خسر كل حاچة

 

أجابتة بإطمأنان:

_ ميتا أبوك سمح لحد بالطلاج في العيلة لجل ما يسمح لبت زيدان، وبعدين البِت طلعت حِبلة في شهرين، يعني ربنا نچدنا بأخر وجت

 

وبلحظة تحركت إلي قدري وتحدثت بتذكُر:

_ إلا جولي يا قدري، أبوك كان يُجصد إية لما جال لولدك أبوك غـ.ـدر باللي يستحج؟

 

إبتلع سائل لُعابةُ رُعبً وبلحظة قرر الصمود وقلب المواقف، فتحدث بنبرة حادة وإتهام :

_ أكيد كان يجصد اللي عِملناه مع يزن في حكاية التحاليل،

 

وأكمل لائماً إياها كي يُبعد الشُبهة عنة:

_وكلة من ورا تخطيتك المجندل ومن تحت راسك يا فايقة ، ياما نصحتك وجولت لك وجتها بلاش، بس إنتِ اللي أصريتي ونشفتي راسك، واديكي شفتي بعنيكي اللي حُصل

 

دققت النظر لداخل عيناه وتحدثت بنبرة تشكيكية:

_ وأبوك بردك عيجول علي يزن يستاهل الغـ.ـدر يا قدري؟

 

إرتبك بوقفتة وصاح بكامل صوتهِ وهو يتحرك إلي الفراش هاربً من تلك الفايقة:

_ أني جولت لك اللي فهمتة من حديت أبوي، ولو ممصدجاش هناك أبوي تحت، روحي عِندية وإسألية لو تجدري

 

وأكمل وهو يتمدد علي التخت:

_ وبطلي رَط عَاد وإجفلي النور دي لجل ما الحج أنام لي ساعة جبل النهار مايكشف، ونبدأوا من چديد في إجتماع ومرار طافح ملوش أخر

 

--

 

أما قاسم فقد ذهب إلي إحدي المساحات الزراعية المملوكة لجده وأفترش أرضً ، نــ.اراً شاعلة تكوي صدرة لأجلها ولما أوصلها له وبيدة، قضي ما تبقي من الليل علي وضعة وعند ظهور أول شُعاع لضوء الصباح تحرك عائداً إلي المنزل، دلف للمنزل وجدهُ خالي إلا من العاملات التي بدأن بالتنظيف بهدوء وتجهيز المخبوزات وإحضار الحليب وإدخالة إلي المطبخ،

 

وقف عند باب الحُجرة التي تقبع داخلها ساحرة عيناة ودق بابها بهدوء شديد، تحركت ورد وقامت بفتح الباب بهدوء وأمسكتهُ بيدها لتمنعهُ الدلوف

فتحدث إليها قائلاً وهو يدور بعيناة مُتلهفً داخل الغرفة باحثً عن مالكة قلبة:

_صفا عاملة إيه دلوك يا مرت عمي

 

رمقتة ورد بنظرات لائمة وهمست متسائلة بتهكم:

_ هماك جوي صفا وچاي تسأل عليها ؟

 

أجابها بصوتٍ مُرهق:

_عاوز أشوفها يا مّرت عمي

 

أردفت بتوتر:

_ عمك موصي ماتدخلهاش، إطلع نام جبل ما ياچي من الببت ويشوفك واجف إكدة ويتعارك وياك،

 

أردف متحدثً بنبرة راجية:

_ وسعي علشان أدخل يا مّرت عمي، هشوفها وأطلع علي طول جَبل ما عمي ياچي، غير إكدة مهتحركش ولو جعدت شهر بحالة واجف إهنية

 

زفرت بضيق وتحركت لتُفسح له المجال بإستسلام كي لا تشعر صغيرتها وتستفيق من غفوتها التي بالكاد دخلت بها

 

دلف للداخل وتحرك علي اطراف أصابعه كي لا يُزعجها، حتي وقف بجوارها يتأمل ملامح وجهها بكيانٍ مُدمر لأجلها، إنفطر قلبه حينما وجد أثاراً لدموع جافة فوق وجنتيها، ملس علي شعرها بهدوء وتألم لاجلها، كاد أن يميلُ عليها ليضع قُبلة إعتذار فوق مقدمة رأسها، لكنهُ خشي من أن يُفسد عليها غفوتها

 

تحركت إلية ورد وهمست بضيق:

_ مش شفتها واطمنت عليها كيف ما جُلت، يلا بجا إطلع جبل ما عمك ياچي وتُبجا مصيبة

 

تنهد بألم وألقي نظرة علي أميرتة النائمة وتحرك الي الأعلي كي لا يفتعل المزيد من المشاكل مع زيدان، إرتمي بكامل ثيابةِ فوق تختة بإهمال، وبلحظات خَر صّريعً داخل غفوتة من شدة إرهاقة وتعبة

--

في مساء اليوم التالي

 

أخذ زيدان صغيرتة إلي منزلة بعدما أطمئن عليها بعد فحصها من أمل، جن جنون قاسم بعد رفض زيدان القاطع دخولهُ لحُجرة صفا والحديث معها، وطلب زيدان من أبية إجتماع مُصغر من رجال المنزل ووالدتة وفقط لبحث مستقبل إبنته وجنينها

 

حضر الإجتماع، عِثمان، زيدان، قاسم، قدري، مُنتصر، رسمية، فارس الذي حضر بناءً علي إلحاحة لمساندتة لشقيقةُ

 

كان يجلس بمقعداً جانبياً كالمنبوذ، سانداً ساعدية فوق ركبتية، ناظراً برأسةِ علي أسفل قدماه بملامح وجة يكسوها النـ.ـدم والألـ.ـم والضياع

 

تحدث عِثمان موجةً حديثةُ إلي زيدان قائلاً بنبرة جادة:

_ شوف إية اللي يرضيك ويرضي بِتك وقاسم عينفذهولك يا زيدان

 

هتف زيدان بنبرة حادة وهو يرمق قاسم بنظرات نارية:

_ مفيش حاچة عترضيني وتبرد نار بِتي غير الطلاج يا أبوي

 

أردف قدري مُترجياً زيدان بعيناة:

_إعجل وفكر مليح ومتخربش علي بِتك يا زيدان

 

أجابه زيدان بنبرة صارمة:

_الخراب إبنك اللي بدأ بيه يا قدري،مش أني

 

تحدث مُنتصر محاولاً تهدأت الوضع:

_ طلاج إية بس يا أخوي اللي عتتكلم فية وبتك حِبلة

 

ثم نظر إلي قاسم وهتف من جديد:

_ قاسم غلط وعيصلح غلطة ويطلج المصراوية ويرچع لمّرتة واللي في بطنها

 

رد زيدان بلهجة صارمة:

_بِتي معيزاهوش، عغصبها علي العيشة معاه إياك؟

 

تحدث عِثمان بتعقل:

_ بِتك ريداة يا زيدان ومتنساش إنها شايلة ولده

 

نظر زيدان لأبية وتحدث بقوة وثقة:

_صفا موصياني واني چاي لهنية إني مرچعلهاش إلا ومعاي بُشرة طلاجها من اللي خـ.ـان الوعد،

وأكمل بثقة:

_ ولو ممصدجنيش يا أبوي تجدر تروح لعِنديها وتسألها ، ولولا إن الدكتورة منعاها من الحركة كُنت چيبتهالكم إهنية وجالت لكم الحديت ده بنفسيها

 

تحدث قاسم مُترجياً إياة:

_ خليني أجعد وياها وأني هرضيها وهفهمها علي كُل حاچة، صفا غضبانة ومعرفاش هي بتجول إية

 

صاح زيدان بنبرة حادة ساخرة:

_إياك فاكر حالك عتضحك علي عجلها بكلمتين وهي عتصدجك وترچع تأمن لك من تاني، دي بِت زيدان النُعماني اللي معترضاش بالذُل والمهانة أبداً ،تربية أبوها اللي معتسلمش حالها للي خـ.ـان

 

رد علية قاسم بنبرة حادة وتحدي:

_طالما واثج فيها جوي إكدة، حارمني منيها ومعايزنيش أجعد وياها لجل ما نتحدت ليه يا عمي ؟

 

نهرةُ زيدان قائلاً بنبرة صارمة:

_ متجولش كلمة عمي دي تاني علي لسانك ، معايزش أسمعها منيك يا بايع ناسك

 

تنهد قاسم بأسي،وحزن فارس علي حال شقيقهُ، حين تحدثت رسمية بنبرة تعقلية:

_إهدي يا ولدي علشان صحتك، ومتخليش غضبك ينسيك جانون العيلة عِندينا، ناسي إياك إن جانون العيلة عيجول إن مفيش طلاج مهما حُصل؟

ده غير إن بِتك حِبلة ولساتها عروسة مكملتش شهرين، الناس عتجول عليها إية يا ولدي

 

أردف زيدان بقوة وجبروت :

_تتحرج الناس علي حديتهم اللي ملوش عِندي ايتوها عازة ، أني كل اللي فارج وياي هي بِتي وبس، وبخصوص العيل اللي في بطنها أني كفيل بيه وهربية أحسن تربية ،

وأكمل وهو يرمق قاسم بنظرات غاضبة:

_ ولولا إنها هتُبجا كبيرة من الكبائر كُنت وديتها للحكيمة وسَجتها وخَلصت بِِتي منية كيف مهخلصها من أبوة، بس هعمل إية، جدرها تشيل عيل من اللي خانـ.ــها وكَسـ.ـرها وخلاها مسخرة الخلج

 

تحدث بنبرة حادة:

_ معاش ولا كان اللي يخليها مسخرة ، صفا مّرتي وهرچعها لحُضني هي وولدي، ومهيبعدنيش عنيها غير الموت، سامعني يا عمي، مهيبعدنيش عنيها غير الموت

 

هتف عِثمان بنبرة صارمة موجةً حديثةُ إلي الجميع:

_ خلاص إكدة، كل واحد جال اللي في نفسة وإرتاحتوا؟ إسمعوا بجا حُكمي اللي معايزش فية نجاش من حد فيكم

 

نظر إلي قاسم وتحدث:

_ أول حاچة قاسم عيطلج المصراوية أول ما يرچع مصر ، ويجوم يحب علي راس عمه وعلي يده ويطلب منية السماح،

وأكمل وهو ينظر إلي زيدان:

_ وإنتَ يا زيدان، تخلية يجعد وَيا مّرتة ويتفاهم وياها ويراضيها، معيزينش نِضَحكوا الخلج علينا ونشمتهم فينا يا ولدي

 

هتفت رسمية بنبرة حماسية:

_ عين العجل يا حاچ

 

فهتف عِثمان مُتسائلاً زيدان:

_ جولت إية في حُكمي يا زيدان ؟

 

برغم كَم الغضب الهائل الذي يسكُن قلب زيدان ويُشعل كيانهُ بالكامل، إلا أنهُ رضخ وأستسلمَ لحُكم والده وتحدث رُغمً عنه:

_ مفيش جول بعد جولك يا أبوي

 

أومأ برأسهٍ وتحدث بإستحسان:

_تسلم وتعيش يا ولدي

 

ثم نظر إلي قاسم بنظرة ساخطة وتحدث إلية بنبرة حادة:

_ مسمعتش رأيك في حُكمي يا وِلد قدري

 

نظر قدري إلي ولدهِ ولأول مّرة مُشفقً علي حالة وما أوي إلية بفضل ما صنعتة أيادية هو وفايقة،

 

في حين تحدث قاسم وهو ينظر إلي عمهِ بنظرات يملؤها الندم والإعتذار :

_ لو علي الأسف أني مستعد أتأسف لعمي ومّرتي وأجَضي اللي باجي من عُمري كلياتة وأني بحب علي يدهم ورچليهم لجل ما يسامحوني علي اللي حُصل مني

 

نظر لهُ الجميع بإستحسان وترقبوا لباقي حديثة الذي أصابهم جميعاً بالصدمة والذهول

 

أكمل قائلاً بنبرة ضعيفة مُنكسرة:

_ بس أني معينفعش أطلج زميلتي إلا بعد ما يعدي علي چوازنا سنة.


..يُتبع