الفصل التاسع والثلاثون - قلبي بنارها مغرم
الفصل التاسع والثلاثون
في نفس اليوم
الساعة الثانية ظهراً
داخل مسكن فايقة، دلفت ليلي إليها وتحدثت بنبرة مُتسائلة:
_ أموت وأعرِف إيه اللي عِمل في وشك إكده يا أمّا ؟
شعرت فايقة بالضيق وهتفت بنبرة غاضبة:
_ وبعدهالك عاد يا بِت قدري، كام مرة عجول لك إتزحلجت في الحمام ووجعت علي وشي
رمقتها ليلي بنظرة مُشككه قائله:
_ معرفاش ليه ممصدجاش حديتك ده، مدخلش عليّ وحاسه أن أبوي ليه يد في اللحكاية دي
رمقتها فايقة بنظرة مشتعلة وصاحت بنبرة غاضبة:
_ إخفي من وشي الساعة دي و روحي علي شُجتك وفوتيني لحالي، منجصاش حرجة دم أني
إقتربت عليها ليلي وجلست بجوارها وتحدثت:
_ خلاص عاد متزعليش، معتحدتش في الموضوع دِه تاني،
وأكملت بنبرة حماسية:
_ بجول لك إيه يا أمّا، متاچي نستغل إن الكُل مشغول مع عمي زيدان ومحدش مركز ويانا ونروح للشيخ اللي جولتي عليه، چدتي كل يوم بتروح المستشفي وبتجعد عند عمي مبتاجيش غير آخر الليل،
وأكملت بنبرة حزينه وعينان منطفأتان :
_ ولا عچباكِ جعدتي في شُجتي لوحدي كيف الجِرد إكده ( القِرد)
وأكملت بإرتياب شديد:
_أني مرعوبه ليزن يسمع كلام چده ويتچوز عليا بجد، الله الوكيل أنجهر فيها وأموت
نظرت لها فايقة بغضب وتحدثت بضيق :
_ كَن عِشجك الملعون لإبن نچاة طير عجلك وخلاكِ مخَبلة
وأكملت شارحة :
_ عاوزاني أخرچ كيف يا حزينه بوشي اللزرج دي ( الأزرق)
أجابتها ليلي بإلحاح:
_ إبجي إلبسي نجاب يداري وشك يا أمّا
تنهدت فايقة وتحدثت لتهدأة إبنتها وطمأنتها:
_ إصبري يا ليلي لما اللأول نطمن علي عمك زيدان ووشي يروج شوي، وبعدها هعمل لك كُل اللي إنتِ عايزاه
دقت ليلي الارض بساقها بطريقة تعبر عن إعتراضها وتحدثت بنبرة حزينة مُعترضة :
_ عمي زيدان كيف البِسه بسبع أرواح ومهيجرلوش حاچة ، لكن أني اللي ممكن أنجلط لو يزن فكر يتچوز علي، مجدراش تحسي بيا ليه يا أمّا
وأكملت بإشتياقٍ جارف وحنين:
_ يزن وحشني جوي، نفسي أرچع أنام چاره تاني علي السرير وأدفن روحي چوة حُضنه،
واسترسلت حديثها بنبرة شبه باكية:
_ أني مبنامش يا أمّا ولا عيني بتغمض من يوم حبيبي ما ساب فرشتي وهچرني
زفرت فايقة وتحدثت بإقتضاب:
_ملعون أبو عِشجك الخيبان اللي خلا إبن نچاة يتحكم فيكِ بالطريجة العِفشة دي،
وأكملت بإطمئنان:
_ إطمني يا ليلي، يزن شكله شايل موضوع الچواز من دماغة، بجا له ثلاث شهور هاچرك من يوم اللي حُصل، لو ناوي يتچوز مكانش إستني كُل دي
إستمعا خبطات فوق الباب الخارجي، تحركت ليلي وفتحت الباب وجدت قاسم أمامها،
أمسك مقدمة رأسها ووضع قُبلة هادئة وتحدث بنبرة خافتة تدل علي إرهاقه الشديد :
_ كيفك يا ليلي
نظرت إليه وتحدثت وهي تُعيد غلق الباب من جديد :
_ أني زينة يا قاسم
وأكملت بإستغراب:
_غريبة، أول مرة من ساعة اللي حُصل لعمك تسيب المستشفي وتاچي علي البيت
أجابها بإرهاق ظهر عليه وهو يتحرك للداخل باحثً بعيناه عن والدته:
_ كنت في المركز من الساعة سبعة الصُبح ولساتني مخلص التحجيج، جيت أبلغ چدك باللي حُصل، و لجيت حالي تعبان جولت أطلع أنام لي كام ساعة وأخد حمام وأرچع لهم تاني علي المَغرب.
وأكمل بتساؤل:
_ أمك فين عاد ؟
خرجت تلك التي تفوهت بنبرة تهكمية وهي تنظر علي نجلها بضيق، وذلك لتواجدهُ الدائم بالمّشفي بجوار ورد وإبنتها :
_لساتك فاكر إن ليك أمّ وچاي تسأل عليها ؟
إتسعت عيناه فزعً حين وجد وجهها مُنتفخً وممزوجً باللونين الأزرق والأحمر الداكن جراء الصفعتان اللتان تلقتهما من قدري الغاضب ، بالإضافة إلي قـ.ـذفهِ لها بحدة علي الأرض مما أحدث إحتكاكً بين الأرض و وجهها نتج عنه عِدة كدمات شديدة
أسرع عليها وأمسك فكها ورفع وجهها يتطلع إليه بترقُب وفزع وهتف متسائلاً بإستفسار:
_إيه اللي عمل في وشك إكده يا أمّا، حد إتهجم عليكِ إياك؟
أبعدت يدهُ عنها وتحدثت متهربه من عيناه:
_ مين بس اللي عيتهجم عليّ يا قاسم، ده أني إتزحلجت في الحمام ووجعت علي وشي
ضيق عيناه مستغربً حديثها ثم هتف قائلاً بإهتمام ولهفة :
_ومجتيش المستشفي ليه كانت صفا كتبت لك أي حاچة للكدمات دي !
أجابته بتهرب وهي تتحرك إلي الأريكة وتجلس عليها:
_ سيبك من وشي دلوك وجولي، عِملت إيه في التحجيجات، علي الله تكون جبت حَج عمك من إبن المحروج كمال
أجابها بإختصار لعدم قدرته علي الحديث :
_ كله تمام يا أمّا
وتحرك إلي جانبها وجلس مُلقياً بجسدهِ للخلف بتعب، سألته بإستغراب :
_ مالك خسيت ووشك إتسخط ليه إكده
إبتسمت ليلي وتحدثت بنبرة تهكمية حقودة :
_ مش جاعد جنب الدَكتورة هي وأمها وناسي حاله، وحتي شغله لما همله لجل خاطرها
هتفت فايقة بنبرة حادة :
_ علي الله بعد كل اللي عِتعمله عشانها هي وأبوها وأمها يخلوا في عنيهم حَصوة ملح وتبطل چلع وترچع لبيتها ، كفاية إنك كُت عتموت حالك جِدام المچرمين دول ووجفت كيف الأسد وضربت عليهم نار وخلصت عمك من بين إديهم،
وأكملت بإشادة :
_ ده غير دمك اللي صفيته وأديتهُ له، ونومك چارهم في المستشفي والتحجيجات اللي رايح چاي عليها لحد ما وشك عِدم ومبجاش فيه ريحة الدموية.
قطب جبينه ونظر لها بإستغراب وهتف قائلاً بإعتراض :
_ وإنتِ فكراني بعمل إكده لجل ما أرضي صفا وأخلي عمي يرچعها لي يا أمّا، ربنا يشهد عليّ إن كل حاچة عِملتها عملتها لجل خاطر ربنا الأول وعمي ومليش أي غرض من ورا كُل ده
أردفت قائلة بتفهم وصدق لحديثهُ :
_وأني معِنديش شك في رچولتك يا قاسم، أني بتكلم عنيهم هما، وبعدين هي لا أول واحدة چوزها يتچوز عليها ولا أخرهم
أجابها بنبرة هادئة لرجُل عاشقً لإمرأته :
_ براحتها يا أمّا، صفا تعمل اللي علي كيفها كله وأني هصبر عليها وأفضل أراضيها لحد ما ترضي وربنا يهديها لي
لوت فايقة فاهها بتهكم، في حين هتفت ليلي بنبرة حقود :
_ما هي طول ما هي شيفاك مدلوج عليها إكده هتسوج العوچ فيها، عتچلع علي إيه بِت ورد؟
مش تحمد ربنا إنك رضيت بيها وأتچوزتها من الأول
وأكملت بنبرة تحريضية:
_لو عاوز نصيحتي، سيبها تنفلج وروح عند مّرتك المحامية وعيش وياها وأتهني وإجهر جلبها ، وساعتها هي اللي عتاچي لك زاحفة علي رچليها وتطلب منيك السماح والرضا
إتسعت عيناه من شدة غضبه وهتف بنبرة تهديدية:
_ ليلي، إحترمي حالك وإبعدي سمك عن صفا، وإياكِ بعد إكده أسمعك تجولي بِت ورد دي
وأكمل بنبرة شامخة أحرقت روح فايقة وليلي معاً :
_ إسميها الدَكتورة صفا زيدان عِثمان النُعماني
وأكمل مُحذراً ليضع شقيقتهُ في الصورة:
_ إسمعيني زين يا ليلي وحُطي حديتي دي حلجة في ودانك عشان متنسهوش ، صفا بالنسبة لي خط أحمر، و اللي عيجرب لها ويحَاول يأذيها حتي ولو بكلمة الله الوكيل ما عرحموا مهما كانت غلاوته عِندي، فهماني يا ليلي،
وأكمل مُحذراً:
_ إلا صفا يا بِت أبوي
لوت فايقة فاهها وهتفت بنبرة ساخرة:
_ عتهدد خيتك لچل مرتك يا قاسم؟
نظر لها وهتف:
_ أني معجيش علي خيتي لجل حد يا أمّا، بس صفا تعبانة وفيها اللي مكفيها، وليلي أختي أني عارفها زين وعارف مكايدتها
وأكمل وهو يقف ويتحرك في طريقهُ إلي الخارج:
_ أني رايح شُجتي لجل ما أنام لي ساعتين،
وأكمل:
_ عكلم فارس يچيب لك كريم وبرشام للكدمات دي وهُتبجي زينه بإذن الله، وتاني مرة خدي بالك يا أمّا
وقفت فايقة وتحدثت:
_ عخلي ليلي تنزل تچيب لك وَكل من تحت لچل ماتاكل جبل ماتنام
هز رأسهُ نافيً وتحدث:
_ معايزش أكل يا أمّا، أني كل اللي عايزه دلوك هو النوم وبس
أوقفته متسائلة بنبرة جادة:
_ قاسم، معرفتش مّرتك حِبله في إيه ؟
نظر لشقيقته التي نظرت لوالدتها بحقد، حَزن من داخلهُ لأجلها وتحدث إلي والدته وهو يبعث لها إشارات بعيناه يحثها بها علي الصمت لأجلها :
_ نبجا نتكلموا بعدين يا أمّا
أصّرت تلك عديمة الإحساس علي سؤالها قائلة:
_ عنتكلموا بعدين ليه، هي أسرار حربية إياك ؟
وأكملت بنبرة حادة:
_ متجول يا ولدي وتخلصني
نظر لها بغضب وأردف قائلاً بنبرة جادة:
_ فيها ولد يا أمّا، زين إكده
وتحرك إلي الخارج تحت غضب ليلي من أخيها ودفاعهُ المُستميت عن غريمتها التي إختارتها مُنذُ الصغر لتجعلها عدوتها اللدود، وما زاد حقدها هو إستماعها لحملها أول حفيد ذكراً للعائلة وهذا ما سيُعزز من مكانتها عند الجميع أكثر واكثر
حتي عند والدتها التي ظهرت السعادة المبالغ بها علي وجهها وتحدثت بحمد وكأنها عَثُرت علي أثمن كنوز الأرض :
_الحمدلله، الدنيي نصفتك يا فايقة، وكيف ما أنتِ چبتي الحفيد البكري للنُعماني، ولدك كمان عيچيب له الحفيد الأول
وتنفست بإنتشاء وأكملت بنبرة طامعة :
_ وبكرة الواد دي عياكل عجل زيدان ومش بعيد يكتب له كل أملاكه، وعيال نچاة يطلعوا من المولد بلا حُمص
دلف قاسم إلي مسكنه بخطوات مرهقة وما ان وصل إلي التخت حتي خلع عنه ثيابهُ وشغل المُكيف وارتمي بجسده الذي ما عاد يتحمل أكثر، وبغضون دقائق كان يغط بثباتٍ عميق
❈-❈-❈
في القاهرة
وبالتحديد داخل مكتب إيناس وعدنان
غيرت إيناس معالم المكتب خلال فترة الشهران المُنصرمان، مُنذ أن طردها قاسم هي وشقيقها شَر طردة، وقام بنفيها داخل ذلك المكتب الذي لا يرتقي إلي كبرياء وغرور تلك الإيناس، لذا فقد قامت بتبديل جميع الأثاث وجعلت من المكتب لافتً للنظر، وبدأت بذكائها وفطانتها وعلاقاتها السابقة بجذب الموكلين من جديد إلي مكتبها وبدأ إسمها وأخيها يظهران داخل ساحة المحاكم من جديد، فحقاً كانت شُعلة ذكاء تتحرك علي الأرض
كانت تجلس خلف مكتبها المُنمق وهي ترتدي نظارتها الطبية التي جعلت منها وقورة، يجلس أمامها عدنان ويُقابلهُ أحد العملاء الجُدد الذي تحدث بنبرة منتقدة:
_ إسمحي لي في اللي هقوله وياريت ما تزعليش من صراحتي يا أستاذة، حضرتك بقا ليكِ إسم في عالم المحاماة، ده كفاية قضية المخدرات الشهيرة بتاعة عزيز عبدالجبار اللي إنتِ كسبتيها من إسبوعين ومكسرة الدنيا،
وأكمل مُتسائلاً:
_ مش شايفه إن المنطقة والعمارة اللي موجود فيهم المكتب ده لا يليقوا بيكِ وبإسمك
تحمحمت وأشتـ.ـعل داخلها من سؤال ذلك الوقـ.ـح، لكنها أدعت الصمود وتحدثت بنبرة زائفة إدعت بها المثالية:
_ دي كلها شكليات ومظاهر فارغة يا مجدي باشا، وانا طول عُمري المظاهر ما تهمنيش
نظر لها بإعجاب وتحدث:
_مع إني غير متفق معاكِ في النقطة دي لان للأسف المظاهر بقت شئ مهم جداً في حياتنا، بس حقيقي برافوا عليكِ إنك قدرتي توصلي للمرحلة دي من السلام والتصالح مع النفس
وأكمل بإستحسان:
_ بس حقيقي حابب اهنيكي علي البراءة في قضية عزيز عبدالجبار، وخصوصاً إن القضية كانت لبساه لبساه،
وابتسم قائلاً بتشكيك بذمتها القانونية:
_ ده الراچل كان ممـ.ـسوك مُتلبس بشحنة الحشـ.ـيش يا أستاذة
وأكمل قائلاً بتهكم:
_ هو فيه كده
نظرت إليه وتحدثت بنبرة زائفة لتضليله:
_ الموضوع كله كان متلفق من الظابط اللي قام بالضبطية، وده اللي قدرنا أنا وأستاذ عدنان إننا نثبته من خلال تحرياتنا اللي عملناها
وأكملت بجدية لتحثهُ علي تغيير الموضوع :
_ممكن حضرتك تدخل في الموضوع وتقولي قضية حضرتك نوعها إيه ؟
علم انها تريد غلق الموضوع فتحدث:
_ قضيتي هي كمان مُلفقة، الإستيلاء علي أراضي الدولة وسرقة المال العام
قص عليها كل التفاصيل فتحدثت بنبرة جادة:
_ بصراحة قضية حضرتك صعبة ومحتاجة لمحامي مُحنك وخبرة في النوعية دي من القضايا، علشان كده هبعتك للمحامي الوحيد في مصر اللي هيقدر يساعدك،
بعد محاولات مستميتة من الرجل بأن يجعلها توافق علي أخذ القضية إلا انهُ وافق مجبراً علي إقتراحها بعد إصرارها ، أخرجت ورقة وكتبت عليها إسم قاسم وعنوان مكتبه وطلبت منه إبلاغ قاسم سلامها،
ذهب الرجل وانتفض عدنان صارخً بها:
_ إنتِ أكيد إتجننتي يا إيناس، إنتِ عارفة الراجل اللي إنتِ بعتيه لسي قاسم ده كان هيدفع لنا أتعاب كام في القضية دي ؟
وأكمل متهكمً:
_ ولا إنتِ عاجبك المكتب الكحيان اللي إحنا فيه ده وناوية تخلينا نكمل باقي حياتنا فيه
أرجعت ظهرها للخلف وباتت تتحرك بمقعدها يميناً ويساراً بتسلمي وتحدثت:
_ كُنت فكراك أذكي من كده يا حضرة المحامي المُحنك، الموكل ده مدسوس علينا من طرف الظابط اللي لبسناه قضية عزيز عبدالجبار،
وأكملت بتهكم :
_ بالهنا والشفا علي قلب إبن النُعماني، وأهو لو طلع عنده قضية بجد أدينا هنكسب بُنط عند قاسم ويبدأ يصفي لنا من تاني، ولو كان مزقوق علينا أهو شر وبعد عننا
نظر بإستحسان لشقيقتة وهتف بإعجاب:
_ مش سهلة إنتِ بردوا يا إيناس
إبتسمت ساخرة وأكملا عملهُما من جديد.
❈-❈-❈
داخل مَسكن فارس، كان يحتضن تلك الرقيقة التي تقف عند مدخل الباب لتوديعهُ وهو ذاهب إلي المشّفي بعدما أتي ليأخذ حماماً دافئً ويأخذ جوله عشقيه داخل أحضان حبيبتة ليُنفث بها عن روحهُ ويُمرر بها تلك الأيام العصيبة التي يعيشها هو وباقي العائلة
كان يضُمها إلي صـ.ـدرهِ ويلف ساعديه حولها برعاية،تُبادلهُ إحتضانهُ بإحتواء، تحدثت إليه بنبرة حنون ودلال أنثوي أسعد قلبه وأشعرهُ بالتفاخُر :
_ خليك معاي شويه كُمان يا فارس، لساتني مشبعتش منيك يا حبيبي
ضمها أكثر إليه بإحتواء وهتف بنبرة عاشقة:
_أني لو عليّ معاوزش أفوتك واصل يا مريم، بس إنتِ واعيه للظروف اللي إحنا فيها، علي العموم أني سألت صفا علي حالة عمي، وجالت لي إن هما يومين بالظبط وهتكتب له علي خروچ ونرتاح كلياتنا من الشحطته دي
خرجت من بين أحضانـ.ـه ونظرت إليه وتحدثت بترقب:
_كان نفسي أروح أشوفه وأطمن عليه وعلي صفا ومّرت عمي، بس عارفه إنك معتوافجش
رفع وجههُ للأعلي وأغمض عيناه، ثم زفر بضيق وافتح عيناه من جديد ونظر عليها وهتف بنبرة حـ.ـادة :
_ وبعدهالك عاد يا مريم، معنخلصوش منيه الموضوع ده ولا إيه ؟
مطت شفتاها بحزن وتحدثت بطاعة أثارت قلبهُ بها:
_ خلاص يا فارس، حجك عليّ، معفتحش وياك الموضوع دي تاني، إرتحت إكده
إبتسم وظهرت السعادة والرضا داخل عيناه، وأمسك فكها ورفعهُ
للأعلي وتحدث مغرمً بعيناها:
_ربنا يخليكِ ليا يا مريم ويريح جلبك كِيف ما انتِ دايماً مريحاني
ومال علي شفتاها وضع عليهما قُبلة طويلة بث بها لها عن مكنون مشاعرة التي ولدت عن جديد لكنها تخطت وفاقت عشق سنوات
❈-❈-❈
بعد مرور إسبوعان علي خروج زيدان من المّشفي وبدأ تماثلهُ للشفاء
ذهب قدري إلي أبيه ليطلب منه أن يذهب معه وقاسم عند زيدان ليشفع لولده عندهُ وذلك بعدما رأي حزن ولده وحالهُ الذي تبدل بفضل إبتعاد زوجته عنه وهجرها له ولمسكن الزوجية
وافق عِثمان علي حديث قدري وقام بمهاتفة قاسم وطلب منهُ المجئ ليذهب معه و وعدهُ بل وأكد عليه أنهُ سيُعيد له زوجته
عندما حَل المساء
أخذ عِثمان قاسم و نجليه قدري ومُنتصر وذهب إلي زيدان الذي ما زال يلتزم الفراش بتعليمات شديدة من صفا لتسريع عملية شفائه
جلسوا بصحبته هو و ورد، كان يقبع فوق تخته ويجاورهُ علي المقعد عِثمان وشقيقاه وقاسم الجالسون بالمقاعد المُنتشرة بالغرفة ، أما رسمية فكانت تتمدد بجانب صغيرها علي الفراش وكعادتها تحتضن كف يده برعاية واهتمام
وعِثمان الذي تهلل وجههُ وأبتهجت روحهُ عِندما بشرهُ قاسم بأن صفا تحمل لهُ ذكراً سيطل عليهم ليُضيف رجلاً جديداً في قائمة رجال العائلة ، سعادة عِثمان تخطت عنان السماء لأنه سيُرزق بأول حفيد ذكراً من خلال حفيدهُ الأول بل والأغلي علي قلبه قاسم
وما جعل قاسم يزدادُ إحترامً في أعيُن الجميع ككُل، وعين عِثمان بالاخص وجعلهُ يتخذ قراراً بالوقوف بصفه لإرجاع زوجته إليه، هو موقفهُ المُشرف في حل قضية زيدان والذي جعل المركز بأكملة يتحدث بإنبهار وتفاخر عن كيفية أخذ عائلة النُعماني حق ولدها وثأرها الشديد من عائلة أبو الحسن والإنتقام منهم بأشد أنواعه وبالقانون دون إراقة نقطة د. م واحدة
وأصبح قاسم حفيد النُعماني حديث المركز بأكمله حيثُ وصفه الجميع بأنهُ وريث النُعماني الصغير، وشبهوه بالثعلب الماكر الصغير حفيد الثعلب الكبير
أردف عِثمان بنبرة حنون وهو يطمئن علي غاليه:
_ كيفك يا ولدي وكيف چرحك اليوم ؟
أجابهُ زيدان برضا وهو يتحسس موضع الطلـ.ـقة :
_ الحمدلله يا أبوي، بجيت زين وكله بفضل الله
ثم حول بصرهِ إلي قاسم وتحدث بإمتنان:
_ لولاش قاسم جاني في وجته كان زماني في خبر كان
هتفت رسمية مُسرعة بنبرة حنون:
_ بعد الشر عليك، متجولش إكده يا جلب أمك، الحمدلله جدر ولطف
وأكملت وهي تنظر إلي قاسم بإفتخار وتباهي:
_ وأهو أسَد النُعمانية چاب لك حجك وزياده، حبس الخسيس هو وأخوه وولاد أخواته كلياتهم وريحنا من البِذرة السّو دي ، ده غير ولده اللي إنجتل علي يد الحَكومة، اللهم لا شماتة
وأكمل عِثمان علي حديثها وهو ينظر إلي قاسم بإمتنان وتفاخر :
_ قاسم برد جلبي وشفي غليلي ومن غير ما نجطة د. م واحدة تسيل كيف ما وعدني
إبتسم لهم زيدان والجميع وأثنوا علي حديثهما، وتحدث قاسم بنبرة جادة وتواضع :
_ كله بفضل الله يا چدي، وأني معملتش حاچة غير إني كنت سبب ربنا سخرهُ لعمي لچل ما ينچيه من تخطيط النـ.ـدل اللي إسميه كمال، وأهو خد اللي يستحجه من الله
نظرت إليه ورد بإمتنان وأردفت قائلة بنبرة شاكرة:
_ ربنا يحميك لشبابك ويكفيك شر ولاد الحرام يا ولدي
شكرها قاسم قائلاً بهدوء:
_ تسلمي يا مّرت عَمي
تحمحم عِثمان وتحدث إلي زيدان بنبرة جادة:
_ أني چاي لك لچل ما أشفع لقاسم عنديك يا زيدان وبطلب منك تريح جلبه وترچع له صفا
تنفس زيدان عالياً وشعر بضيق لأنه كان يتوقع ذلك الطلب حيمنا دلفوا إليه متجمعين، تحدث زيدان بنبرة إحترام وتقدير:
_مچيتك لحد إهنيه علي عيني وراسي يا أبوي، ولو تطلب عيني عمري ما أخِرها عنيك وإنتَ خابر إكده زين
ونظر إلي قاسم وأردف قائلاً بحنان:
_ وقاسم ولدي اللي مخلفتوش ولو طلب كُل ما أملك معزهوش عليه
وأكمل بإعتراض خجل :
_ بس موضوع رچوع صفا مش بيدي ولا أملك الحُكم فيه
هتف قدري متسائلاً بإستغراب :
_ أومال في يد مين يا زيدان لو مش في يدك؟
أجابهُ زيدان بنبرة هادئة:
_ في يد صاحبة الشأن يا أبو قاسم
ومن ميتا البِنته عيتدخلو في شؤون الرچاله ويجرروا عنيهم يا أخوي ؟
سؤال خبيث وجههُ قدري إلي زيدان
أجابهُ زيدان بهدوء:
_ ده شرع ربنا يا أبو قاسم، وأني حاشي لله إني أعصاه أو أغضبه وأغصب علي بِتي تعمل حاچة غصبن عنيها
تنهد قاسم وتحدث بنبرة هادئة:
_ محدش طلب منيك تغصب عليها يا عمي، ومش أني الراچل اللي هرچع مّرتي لدارها بالغصب
وأكمل بنبرة حنون:
_ بالرضا، أني تحت أمر ست البنات لحد مترضي وترچع لشُجتها
وأكمل مُعللاً:
_صفا حِبلة خمس شهور، ومش معجول عتكمل حملها إهنيه، أني عاوز إبني يتولد في داره وفي حُضن أبوه يا عمي
نظر عِثمان إلي ورد الجالسة فوق مقعداً جانبياً بإحترام وتنظر أرضً دون تدخل في الآمر وكأنهُ لا يعنيها وتحدث إليها بإحترام:
_جومي يا أم الدَكتورة إندهي لها، وجولي لها چَدك عاوزك في موضوع مهم
وقفت بإحترام وأردفت بطاعة:
_ حاضر يا عمي
تحركت ورد وبعد قليل دلفت تلك العنيدة تطل عليهم بهيأتِها التي خطفت أنفاس متيم أنفاسها، حيثُ أنهُ لم يلمح طيفها مُنذ ما يُقارب من عشرة أيام وذلك لإنشغالهُ الشديد في مكتبه وإنغماسهِ في القضايا التي أهملها طيلة فترة مرض زيدان وإنشغالهُ بالتحقيقات بقضيته
نظر بولهْ وقلبٍ ينتفض إشتياقً وبدأ يتفحص تلك التي إكتسبت بعض الوزن نتيجة دخولها في الشهر الخامس من حملها، وأيضاً إهتمام ورد ورسمية بغذائها بعدما أخبرهما قاسم عن ما أعلمته به الدكتورة أمل بشأن نقص وزن الجنين
نظر لها بإشتياقٍ وحنين جارف، وما جن جنونهُ وأشـ.ـعل نار الإشتياق داخل صـ.ـدره هو لون وجنتيها التي إزداد إحمراراً ووزنً حتي أنهُ بات يُشبه ثمرات التُفاح التي طابت وحان وقت إقتطافها والتلذُذ بحُلو طعمِها
إبتلع سائل لُعابهُ وأنتفض من جلستهِ سريعً وهب واقفً وهتف بنبرة عاشقة وعينان هائمتان في النظر إلي ساحرتهُ، لاحظ الجميع خالهُ وحزن لأجله :
_ كيفك يا صفا
لم تُكلف حالها عناء النظر إلي وجهه وبملامح جامدة تحدثت بإقتضاب:
_الحمدلله
جلست بملامح وجه حادة وتحدثت إلي جدها بنبرة جادة:
_ خير يا چدي، أمي جالت لي إن حضرتك عاوزني في موضوع ضروري
جلس قاسم بخيبة أمل جديدة، تُضم لخيباتهِ معها مؤخراً، وتحدث عِثمان بنبرة حنون ووجهٍ مُبتسم:
_ كُل خير إن شاء الله يا زينة الصبايا، أني چاي لچل ما أرچعك لبيت چوزك، بكفياكِ جاعدة عِند أبوكِ لحد إكده، زيدان خلاص بجا زين أهو وممحتاجش حد ويَاه
قطبت جبينها وتحدثت بنبرة إستفسارية :
_ ومين جال لحضرتك إني جاعدة إهنيه لجل تعب أبوي ؟
وتسائلت بتهكُم:
_هو حضرتك نسيت اللي عِمله فيا حفيدك ولا إيه ؟
تحدثت رسمية بتساهُل وإبتسامة حانية:
_ عفا الله عما سلف يا دَكتورة، الراچل چاي لك وطالب الرضا، وأظن بعد اللي عِمله مع أبوكِ دي، يستحج منيكِ السماح
رفعت رأسها بشموخ وأردفت بإستنكار وتعجُب :
_ وهو المِتر كان عيعمل إكده مع أبوي لچل ما يخليني أخضع وأرچع له إياك !
هتف قاسم بنبرة صارمة وهو يخاطب جدته بعدما غضـ.ـب من إسلوب صفا الساخر منه:
_ بعد إذنك يا چدتي،ياريت ما تدخليش الأمور في بعضيها، اللي عِملته مع عمي دي واچب عليا وملوش دخل بحكايتي مع مّرتي، ياريت تفصلي الموضوعين عن بعض
صمتت الجده وأكمل قاسم وهو ينظر لها قائلاً بهدوء في محاولة منه لإسترضائها:
_ أني چاي لك لچل ما أراضيكي وأحب علي راسك جدام الكل يا صفا، چاي أطلب منيكِ السماح وأرجعك معززة مكرمة لشُجتك
رفعت رأسها بشموخ وأردفت وهي تُشيح بناظريها عنه خشيةً إستسلامها لو نظرت لمقلتيه المُهلكة لقلبها:
_ إنتَ خابر شرطي زين
جن جنون قدري عِندما رأي تجبُرها رغم إزلال ولده أمامها، فتحدث بنبرة حادة غاضبة:
_ما بكفياكِ عاد يا بِت زيدان، مالك داخله في الكل شمال إكده، فيه مّرة عتتشرط علي چوزها جِدام عِيلته إكده !
رفع قاسم يدهُ لأبيه كإشارة منه لصمته وتحدث بنبرة هادئة:
_ سيبها يا أبوي،
وأكمل بنبرة جادة :
_ ست البنات تتشرط كيف ما يحلا لها، أني غلطت في حجها وچاي لچل ما أطلب منها السماح والرضا جِدام الكل، إرچعي معاي لچل خاطر ولدنا يا صفا
واكمل برجاء وعيون متوسلة :
_ ولچل خاطري
إهتز داخلها من نظرته التي أصابت جـ.ـسدها كصاعقة كهربائية، فضلاً عن نبراته المتوسلة، وبرغم كل هذا كرامة الآنثي تغلبت علي عشقها وتحدثت بنبرة قوية مصطنعة:
_ طلجها اللول
أجابها بإختصار :
_ معينفعش
رمقته بنظرة مُشتـ.ـعلة وتحدث الجد عِثمان :
_طلجها وخلصنا يا قاسم
نظر لجده وتحدث:
_ والله العظيم لو ينفع لطلجتها من أول يوم كتبت عليها فيه،
وأكمل مفسراً وضعه:
_ أني مخليها علي ذمتي إبتغاء مرضاة الله يا چدي ، أبوها راچل ضعيف وچاني مذلول وأترچاني لجل ما أستر عرض بِته وأحميها من كلام الناس اللي معيرحمش وعينهش في لحمها
وأكمل شارحً:
_سبج وحكيت لكم حكايتي معاها وكيف كُنت مخدوع وفاكر حالي عحبها،
ثم نظر إلي تلك الغاضـ.ـبة وتحدث بنبرة تصرخُ عِشقً:
_ بس لما أتچوزت صفا، إكتشفت إن عُمري ما حبيت ولا أتمنيت غيرها
وأكمل كي يُسمعها التي دائماً ما ترفض إستماعه:
_ روحت لها هي وأمها وأخوها بعد فرحي علي صفا وفضيت وياهم الخطوبه ونهيت كُل حاچة وعرضت عليهم فلوس، أبوها وجتها كان مسافر عِند أهله في الفلاحين، ولما عاود وعِرف إني سبت بِته، چاني المكتب وأترچاني وكان عيميل علي رچلي يحب عليها لچل ما أستر بِته اللي ليها سبع سنين مخطوبه لي
ونظر لجدهُ وسألهُ بنظرات ضعيفة :
_ مش إنتَ اللي علمتني إني أتجي الله وما أظلمش وما أرُدِش حد محتاچ لي ولا أرضيّ بذُل حد ضعيف جِدامي ؟
تنهد الجد بيأس ونظر له بحيرة من أمرة
فأكمل قاسم بنبرة حزينة:
_ولما فكرت مع حالي لجيت إن إني كمان غلطت وأستاهل العجاب، وعجابي هو إني أكتب كتابي علي واحدة غير مّرتي وأتكوي بنار عذاب الضمير
ونظر للجميع وهتف متألمً:
_ إوعوا تكونوا فاكرينها سهله عليّ إني أكسر عهد عمي وكلمتي اللي إدتها له، ده أني وصل بيا الآمر إن ساعات كُنت بتمني إن ربنا ياخدني لجل ما أرتاح من الصراع اللي عينهش چواتي
تنهد عِثمان وأردف بنبرة جادة :
_ وأديك إتچوزتها وسترتها جِدام الناس كيف ما أبوها كان رايد، إيه بجا اللي مانعك لچل ما تطلجها دلوك ؟
أجابهُ بنبرة جادة :
_الوعد والكلمه اللي إدتها لأبوها إني معطلجهاش إلا بعد سنة
ونظر إلي صفا التي ترسم علي وجهها الجمود وهي تصـ.ـرخ وتتـ.ـألم من الداخل، وتحدث قائلاً :
_ أني كتبت كتابي عليها وفوتها وچيت لك، وجت ما خدتك وسافرنا شرم الشيخ.
قوست فمها وابتسمت ساخرة علي حالها، لا تدري أتفرح أن حبيبها قد ترك عروسهُ بثوب زفافها وأتي إليها مُهرولاً كي يرتمي لداخل أحضـ.ـانها ويتنعم بداخلها
أم تصرخ قُهراً من زوجها بارع الخيانة الذي تزوج عليها بعد مرور شهراً واحداً لا غير وأتي إليها بكُل جبروت وندالة ليستبيح جسـ.ـدِها ويتمتع به رغم خيانته لها
رأي ألـ.ـم روحها الصَارخ بعيناها وتشتُتها ، فتحدث بنبرة صادقة:
_ ملمستهاش يا صفا، وحياة ولدي ما لمستها ولا شفتها بعيني، أني جاعد لحالي في شُجتي الجديمة، وهي في الشُجه الجديدة اللي إنتِ شُفتيها
أجابته بقوة بعدما تذكرت ذلك اليوم المُميت لكرامتها :
_ جصدك الشُجة اللي چيت وظبطتك فيها وياها وهي عم تناديك حبيبي
وهتفت غاضـ.ـبة بعيون تُطلق شزراً :
_ چاي تغني عليّ بكلمتين فارغين وفاكرني عصدجك ؟
أجابها مُتلهفً :
_ اليوم دي كان ليه ظروفه يا صفا، كان عندي جضية مهمة مشتركة وياها وكان لازمن ندرسها زين، ومواعيد المكتب ساعتها كانت خلصت، مكانش فيه حل جِدامي غير إني أروح أدرسها وياها، وللأسف مكانش ينفع نروح أي كافيه علشان سرية المعلومات بتاعة الجضية
وأكمل بقوة:
_بعد اليوم ده طردتها من المكتب هي وعدنان أخوها وتجدري تاچي معاي وتسألي وتشوفي بنفسك إنها معادتش تشتغل وياي في المكتب
وأكمل صادقً:
_مفيش حاچة بتربطني بيها غير حتة الورجة والمصروف اللي بحوله ليها بإسمها كل شهر، ودي لجل خاطر ربنا وبس
وأستطرد قائلاً بتفسير:
_چوازي منيها باطل لأنه مشروط بمُده معينه ودي مخالف للچواز اللي أچازة ربنا وحلله، الچواز أساسه السَكن والسكينة والمودة والرحمة وتكوين أسرة ، وكل ده ملوش وچود في حكايتي وياها
هتف قدري وتحدث بنبرة تعقليه:
_ خلاص يا ولدي، أديك كتبت عليها وسترتها، كفاية عليها أربع شهور وطلجها وخليها تروح لحالها ورچع مّرتك
تنهد بأسي وأجاب والدهُ:
_معينفعش يا أبوي لعدة أسباب، أهمهم إن اللي مرضهوش لأختي مرضهوش علي بنات الناس، أني فعلاً كُنت عطلجها بعد ما صفا طلبت ده وحطته شرط لرچوعها،
وأكمل بعين الرحمة:
_بس لما حطيت نفسي مكان أي راچل هياچي يتجدم لها بعد الطلاج، لجيت إني عفكر ألف مرة جبل ما أتچوز واحده معاها جسيمة طلاج بعد أربع شهور بس من چوازها، أي حد عياچي يتچوزها عيخاف ويتراچع،
وأكمل بصحوة ضمير:
_وأبجي اني نهيت عليها بعد ما خليتها تجعد چاري سَبع سنين
وأكمل بشهامة رجُل صعيدي:
_وتاني سبب هو إني راچل صعيدي وأديت لراچل غريب وعد وكلمة، كيف عروح وأجول له معلش، اني طلعت عيل إصغير ومليش كلمة وهطلج بِتك بعد ما وعدتك وطمنت جَلبك عليها
هتف زيدان بنبرة حادة مُتعجبً من أمر إبن شقيقهُ :
_ يعني إنتَ باجي علي وعدك للغريب ومفكرتش حتي في كلمتك اللي إدتهالي ووعدك ليا بإنك تحافظ علي بِتي !
أردف قائلاً بنبرة مُتألمـ.ـة نادمة :
_ ربنا وحده اللي يعلم إحساسي كان إيه وأني بكسر وعدي ليك يا عمي
وأكمل شارحً موقفهُ:
_بس إسمح لي أشرح لك الفرج بين وعدي ليك ووعدي ليه
نظر إلي متيمة قلبهُ وتحدث بنبرة صادقة:
_ صفا مّرتي وحبيبتي وأم ولدي، مّرتي جِدام ربنا والناس كِلياتها شاهدة علي إكده ، ليها عِندي كُل الحجوج ( الحقوق) والإحترام والتجدير ، ومحدش من النچع عِرف بچوازي عليها وكرامتها وكرامة حضرتك محفوظة جِدام الكِل
وأكمل بإزلال كي يُثبت مدي حبهِ وأحترامه إلي زيدان:
_ وچزمتك علي دماغي من فوج يا عمي
وأكمل بكلمات مُضادة :
_لكن الراچل الغريب ملهوش عندي غير وعد وكلمة هلتزم بيها لحد ما تعدي المُدة اللي إتفجنا عليها وساعتها هطلجها بحتة ورجة وكأن شئً لم يكن، صفحة وهطويها من حياتي ومعيكونش ليها وچود من الأساس
وأكمل بقسم صادق:
_الله وكيلي وشاهد عليّ إن أني عامل الموضوع ده لوچه الله الكريم وبس، لكن لو عليها مكُونتش إتچوزتها أصلاً
كانت تنظر إليه بملامح وجه غامضة لم يستطع تفسيرها
أخذ نفسً عميقً مما يدُل علي الضغط النفسي والداخلي الذي يتعرض لهما من خلال تلك المواجهه، وذلك لكّم الإذلال الذي تتعرض لها رجولتهُ أمام الجميع ، وهذا عكس طبيعته الحادة القوية والشامخة ، لكنها ضريبة العشق وعليهِ أن يقوم بتسديدها، حتي ولو كان سيدفع الثمن من إهدار كرامته ورجولته اللتان أُهينا بما يكفي، وقد تحمل ما لم يتحملهُ طيلة حياته فقط من أجل الحصول علي خاطفـ.ـة أنفاسهُ.
وتحدث برجاء وهو يتنقل النظر بين صفا وزيدان و ورد :
_ أني كُل اللي طالبه منيكم إنكم تساندوني علي إني أجدر أكمل في الموضوع ده لجل ربنا، عاوزكم تنسوه خالص وكأنه مش موچود من الأساس،
وأكمل بوعد:
_وأني أول ما العجد يتم سنه هطلج علي طول
وقفت تلك التي كانت تستمع إليه بصمتٍ تام وتحدثت بنبرة هادئة عكس ما يدور بداخلها من بُركان شاعل:
_ تمام يا مِتر، يُبجا نتجابل بعد ما تخلص السنه بتاعة وعدك
نظر لها الجميع بذهول وتحدث الچد:
_ إجعدي يا بِتي وإغزي الشيطان، قاسم غلط صُح وحب يصلح غلطه، بس الظروف كانت أجوي منيه وحطته في موجف عِفش، الراچل شاريكي ومعاوزش غيرك،
وأكمل إقناعها:
_ وكِيف ما سَمعتي، قاسم سايب لها الشُجة وعايش لحاله، وطاحها هي واخوها السّو من الشغل لجل ما يرضيكي، جالك إنه مخليها علي ذمته لوجه الله الكريم ولجل ما يُستر عرض البِنيه
وأكمل بتعقُل :
_ واچب عليكِ تعينيه وتجفي چاره لچل ما تشاركيه الثواب
إبتسمت ساخرة وتحدثت بتهكم:
_ معايزهوش أني الثواب ده يا چدي، متنازله عنيه للمتر يمكن ينفعه لچل ما يكفر بيه عن ذنوبه الكَتير اللي عِملها في حياته
وأكملت بنبرة جادة وهي تنظر إليه :
_ إسمعني زين يا إبن الناس، إنتَ شرحت وجولت أسبابك اللي مخلياك رافض تتنازل وتطلجها
وأسترسلت بنبرة ناقدة:
_ واللي بالمناسبة مدخلاش ذمتي ولا عجلي راضي يجبلها، ومع ذلك دِه حَجك
وأكملت بقوة وشموخ:
_ بس أني كُمان من حجي أرفض حديتك دي وأصّر علي موچفي
وقف وتحرك إلي وقفتها وتحدث بنبرة مُترجية:
_ ما تصعبهاش عليّ أكتر من إكده يا غالية، وحياة مالك ترضي وتسامحي
تحدث مُنتصر الذي لزم الصَمت مُنذ بداية عقد الجلسة:
_ خلاص بجا يا بِتي عاد، الراچل شاريكِ وعيترچاكِ جدامنا ، وكيف ما جالك، هما 8 شهور وهيعدوا كيف الهوا ومعتحسيش بيهم
باتت أصوات الجميع تتصاعد، رسمية، عِثمان، قدري وحتي ورد التي نظرت إلي إبنتها بضعف وتحدثت بقلب الأم التي تُريد الصلاح لإبنتها:
_ خلاص يا صفا، جومي روحي مع چوزك لجل خاطر اللي في بطنك
تنفست بعمق ثم زفرت بهدوء وتحدثت بثبات وهي تنظر إلي عيناي ذلك المترقب بقلبٍ يكاد يفقد دقاته بسبب التوتر، وهتفت قائلة بقوة وصمود :
_ نتجابل بعد السنة ماتعدي يا مِتر
يا لها من خيبة أمل، شعر بإحباط وحُزن العالم أجمع قد تكون داخل قلبه حين إستمع لقرارها المُميت والساحق لأحلامه
نظر لها يلومها وتسألتها عيناه؛: أحقاً تريدين الإبتعاد عن أحضاني لحين الخلاص، أواثقةً من أنكِ تستطيعين ؟
وأكملت عيناه بنظرات ضعيفة : فإن كُنتِ حقاً ستتحملين،
فها أنا أُعلنها صريحةً أمام الجميع، أني والله لم أستطع ولن أطيقُ الإبتعاد .
نظرت إليه بقوة لتخبرهُ عيناها أنها حقاً قادرة وستستطيع
تحدث قدري بنبرة حادة موجهً حديثهُ ألي زيدان :
_ ساكت ليه يا زيدان، ما تجولك كلمك لبِتك اللي ممكبراش حد ولا حتي عاملة حساب لوچود چدها
تحدث زيدان بهدوء ونبرة حزينة :
_ اللي عوزاه صفا هو اللي عيكون يا أبو قاسم، هي صاحبة الشأن ومن حجها تعيش حياتها بالطريجة اللي ترضيها وتريحها
كاد عِثمان أن يتحدث فأوقفته كلمات قاسم القوية الذي ما زال ينظر داخل عيناي صفا ولكن بصمود وتحدي :
_ معدلوش لزوم الحديت خلاص يا چدي، الدَكتورة جالت كلمتها خلاص والموضوع إتجفل لحد إكده
إنتفض قلبها رُعبً من كلماته ونظراته القوية الغامضة المتوعدة لها، فهي كانت تتمسك برأيها لأخر وقت كي تحثهُ وتجبرهُ علي التنازل، وحينها ستتحري الصدق من كلامه، وتتأكد من صحة حديثهُ الدائم عن عشقهِ الهائل لها
حول بصرهِ إلي عمه زيدان وتحدث بجمود وقوة:
_ حمدالله علي سلامتك يا عمي والله لا يعودها
وأكمل بقوة وهو يتحرك إلي الخارج كجبلٍ من الجليد :
_ السلام عليكم
كّم أنها مؤذية خيبة الأمل عندما تأتي من الشخص الذي لم يدق القلب لسواهُ يومً ، شعور مرير بالإنكسار والخزلان أصابها جراء خروجهُ بهذا الشكل المفاجئ ، وكأنهُ يُخبرها بأنها إستنفذت كل فرص الإسترضاء وحان وقت رؤيتها لوجههِ الآخر، وجه الجمود واللامبالاة
صمتٍ تام أصاب الجميع وباتوا ينظرون علي تلك التائهه التي تقف كصَنمٍ بلا روح،يبدوا علي ملامحها الزُعر وكأنها فقدت للتو مصدر أمانها وقوتها بخروجهِ
وعت علي حالها عِندما إستمعت إلي صوت رسمية التي أردفت بنبرة مُتألمة لأجل عزيزاي عيناها الغوالي :
_ ليه إكده بس يا بِتي، تمشي چوزك مجهور يا حبة عيني وهو كان چاي ومتأمل يرچعك وياخدك وياه
وأكملت بدمعة عزيزة خانتها:
_ ده مكلمني في التلفون من صباحية ربنا يا حبيبي بعد ما چده كلمه و وعده إنه عيرچعك ليه ، جال لي أخلي حُسن والبنات يطلعوا ينضفو لك الشُجة زين ، وچاي فرحان وچايب لك وياه شُنط ياما وطلعها علي فوج
وأكملت بقلبٍ نازف لأجل كليهما:
_إكده تكسري فرحته برچوعك وتجهري جلبه
كانت تستمع إلي كلمات جدتها وكأنها حُمّم بُركانية تنزل علي قلبها النـ.ـازف تكوي كُل ما يُقابلها بطريقها، تحركت بساقان مُتثاقلتان وخرجت تجر أذيال خيبتها العظيمة، صعدت إلي غُرفتها وأوصدت بابها عليها،
ثم رمت حالها فوق فراشها وحينها تركت العنان لإنسياب دموعها الحبيسة، تعالت شهقاتها وبكت بكل صوتها، بكت علي ما وصل إليه كلاهُما،
سألت حالها بتشتُت:
_ لما يتمسك هكذا بوعدهِ الواهي لتلك الحقيـ.ـرة التي إختطفته من داخل أحضـ.ـانها وحرمتهما من التنعم داخل أحـ.ـضان بعضيهما، لما لا يحل حالهُ من ذلك الوعد الملعون ويعود إليها إذا كان حقاً يعشقُها !
أقسمت بداخلها لو عاد الآن وأخبرها أنه إنتوي إحلال حالهُ من ذلك الوعد الملعون ستلقي بحالها لداخل أحضـ.ـانه وتعوضهُ وحالها مُر ما حدث
أما ذلك الغاضب الذي صعد الدرج مُهرولاً ودلف إلي مسكنه كالمجنون، دلف إلي المطبخ وأخرج كل ما أتي به من أطعمة وحلوي كان قد جلبها للإحتفال، وحتي نوع الشيكولاتة المفضل لديها والذي حلُم ومّنيّ حالهُ بأن يتذوقها من فوق شفتاها المُهلكة كما السابق
لعن غباؤهُ ولملم كل الاشياء داخل كيسً كبير وفتح الباب وهتف بأعلي صوته الغاضب :
_ خالة حُسن، إبعتي لي أي حد من اللي عندك في المطبخ
صعدت سريعً مُنيرة ، تلك الفتاه التي تبلغ الثامنة عشر وتحدثت بإحترام :
_ تحت أمرك يا قاسم بيه
أجابها بجمود ونبضات قلب كطبول الحرب:
_ خدي الحاچات دي وأديها لخالة حُسن تفرجها عليكم في المطبخ
وأغلق الباب وهرول مُتجهً لداخل غُرفة النوم، نظر إلي التخت المُتناثر عليه ورقات الورود باللونين الأبيض والقرمزي اللتان تعشقهما هي، والذي نثرهما لأجل إسعادها
وقعت عيناه علي ذلك الثوب الرقيق المخصصً للنوم والموضوع بعناية بين ورقات الزهور، والذي إبتاعهُ لها منذُ الأمس ليحتفل بهِ معها بعودتهما كما وعدهُ عِثمان وأكد عليه ، تحرك إليه وأمسكهُ وخيبة الإمل تملئ روحهُ وتسكُنها، قبض عليه بقوة بين راحتاه واغمض عيناه بغضب، ثم قربهُ من عيناه المُشتعلتان بعد ان فتحهما من جديد، وألقاهُ أرضً بغضبٍ عارم ، مال بجذعهِ وأمسك فراش التخت وجذبهُ بعنف وألقاه أرضً لتتناثر ورقات الورود بشكل عشوائي وتملئ أرضية الغُرفة،
أغلق الإضائة وتحرك إلي الخارج بوجهٍ غاضب، قابلته فايقة التي تسائلت بنبرة مستفسرة:
_ مچبتش مّرتك ليه يا قاسم، مرضيتش تاچي إياك ؟
أجابها وهو يهرول علي درجات السُلم ويتدلاه بطريقة عنيفة تدل علي مّدي غضبه:
_ من إنهاردة كُل واحد حُر ويعمل اللي يريحه يا أمّا
هرولت خلفهُ وسألته من جديد:
_ إنتَ رايح فين؟ وبتچري ليه إكده
أجابها بنبرة حادة غاضبة :
_ رايح في ستين داهية، محدش ليه صالح بيا
كاد أن يخرج من باب السرايا أوقفه دخول عِثمان وباقي الجمع، نظر لهُ عِثمان وسألهُ مستفسراً عندما وجد الغضب يسيطر علي جسـ.ـده وملامح وجههُ:
_ علي وين العزم يا ولدي ؟
أجاب جده بملامح وجه صامده:
_ راچع القاهرة يا چدي
هتفت رسمية بنبرة متوسلة :
_ إستهدي بالله يا حبة عيني وإطلع علي شُجتك دلوك، وأني شوية إكده وعروح لها تاني تكون هديت وعرچعها لك،
وأكملت بوعيد لطمأنت روحه :
_ووعد مني معتباتش الليلة غير وهي چوة حُضنك
أجاب جدتهُ بنبرة حادة غاضبة :
_ بعدي عن طريجي يا چده الله يرضي عنيكِ، مفاضيش أني للعب العيال دِه
أفسحت لهُ وخرج هو مُسرعً واتجه إلي سيارته إستقلها وقادها بسرعة جنونية مما أحدث صوت صفيراً عالي، حدث نتيجة إحتكـ.ـاك إطارات السيارة بأرضية السرايا ،
إرتعبـ.ـت قلوب جميع الحاضرين جراء إستماعِهم لصوت الصَفير المُرعب، حتي تلك الباكية التي ترتمي فوق فراشها في الأعلي
إنتفضت بجلستها وأرتعب داخلها حينما إستمعت إلي صياح فايقة المُرتعب علي ولدها وهي تصيح وتتحدث إلي قدري:
_ إتصرف يا قدري ورچع لي الواد ليچرا له حاچة وهو سايج إكده
ثم رفعت بصرِها إلي أعلي حيثُ إضائة غرفة صفا وهتفت بنبرة حقودة لأمٍ ترتعب علي صغيرها حقاً:
_ علي الله تكوني إرتحتي يا بِت زيدان ونـ.ـارك بردت ، أهو فات لك النچع كِلاته ومشي لجل ما تهدي ، حَني إديكِ وأفرحي إنتِ وأمك
وأكملت بتوعد مرتعب وصياحٍ عالي أسمع المنزل بأكملة :
_ بس الله في سماه، لو ولدي چرا له حاچة، لكون جتلاكي بإديا دول
تحدث إليها عِثمان الواقف بجوارها بنبرة حادة:
_ إجفلي خاشمك يا مّـ.ـره وإخفي من وشي الساعة دي
إنتفض قلب صفا وأصابت جسـ.ـدها إرتعاشة هائلة، وضعت كف يدها علي فمها تكتم صوت شهقاتها الذي علا
بالأسفل هتف عِثمان قائلاً إلي قدري:
_إتصل بفارس شوفه وين، وخليه يحصِل أخوه علي المطار ويهديه ويرچعه
تحدث قدري سريعً بطاعة:
_ أوامرك يا حاچ
هاتف قدري فارس الذي كان يجلس بصحبة يزن بالمحَجر، إرتعب فارس خوفً علي شقيقهُ، وبلحظة كان يستقل سيارتهُ وقادها بسرعة جنونية،وأثناء قيادته أخرج هاتفهُ وضغط زر الإتصال بشقيقهُ لكنهُ لم يجب
بالفعل وصل إلي المطار وألتحق بقاسم قبل صعوده إلي الطائرة بنصف ساعة
تحدث إليه بنبرة حنون:
_ خلي بالك طويل شوي عليها يا قاسم، صفا مچروحة وبتعمل إكده لچل ما ترد كرامتها جِدام الكِل
كان يجلس بجوار أخيه داخل صالة الإنتظار بجـ.ـسدٍ مُرهق وروحٍ مُتعبه، مسح علي وجههِ بإرهاق وتحدث بنبرة مرهقة ضعيفة لرجُل ما عاد لديه القدرة بَعد:
_ أني فايت لها النچع كِلاته وماشي، علي كيف كيفها بِت زيدان
وضع فارس كف يده علي راحة يد شقيقهُ وتحدث بنبرة حنون:
_ طب جوم روح معاي يا أخوي، أبوك وأمك عيموتوا من جلجهم عليك، أبوك كلمني وصوته مرعوب، وچدك حزين لچل خاطرك يا قاسم، عشان خاطري تاچي معاي يا أخوي
أجابهُ بإقتضاب:
_ عاوز أجعد لحالي شوي يا فارس، محتاچ أخد هُدنه وأبعد عن كُل الناس اللي حواليّ، ده غير شُغلي اللي محتاچ يتظبط، إكده أحسن ليا وللكُل
إستمعا إلي النداء الذي يخبر الرُكاب بموعد إقلاع الطائرة، وقف ثم أحتضن شقيقهُ وتحدث:
_ خلي بالك من نفسك واللي حواليك يا فارس،
وأكمل علي إستحياء:
_ وخلي بالك من صفا
كان يستمع إلي شقيقهُ بقلبٍ يتمزق وتحدث بإطمئنان:
_ صفا في عِنيا يا أخوي، خلي بالك إنتَ من نفسك ، وبالله عليك ماتزعل حالك يا اخوي، بكره تتعدل وصفا ترچع لك من تاني
أومأ بيأس لشقيقه وأحتضنه، ثم تحرك إلي سُلم الطائرة وصعدهُ تحت صرخات قلب فارس التي تإنُ علي حال شقيقهُ
_____
بعد مرور إسبوع علي تلك الأحداث
داخل مسكن قدري الخاص بماجدة
كان مُنبطحً علي بطنهِ فوق التخت، مسلمً جسـ.ـدهِ لتلك الماجدة التي تُدلك لهُ ظهرهُ بمهارة عاليه وتضغط عليه بكفاي يداها المنغمسه ببعض الزيوت العطرية التي تساعد علي الإرتخاء
تحدث بإستمتاع وهو مغمض العينان :
_تسلم يدك يا ماچدة، معارفش لولاكِ ولولا شوية التدليك دول كُت عِملت إيه
وأكمل بإشادة:
_يدك تتلف في حرير يا بِت
تحدثت بخلاعة وهي ما تزال تضغط علي كتفاه مروراً بظهره بنعومة :
_ انا جاريتك يا سي قدري وتحت أمرك ، وكُل منايا في الدنيا دي هو رضاك وبس
أجابها بصوتٍ خَامل من شدة الإستمتاع :
_ كُل الرضا يا ماچدة، ده أنتِ الوحيدة اللي عَلاجِي عِنديها راحتي يا بِت
إبتسمت بخبث وتحدثت بدلال كي تفجر قُنبلتها التي باتت أربعة أشهر بالكمال تعَدُ لها عُدتها، حتي حدث ما كانت تتمناه وتسعي إليه:
_بس سامحني بقا لو قصرت معاك الفترة اللي جاية، أصلي هبقا تعبانه ومش هينفع أعمل لك مساچ لمدة سبع شهور علي الأقل
أفتح عيناه وسألها مُستغربً:
_ تعبانه كيف يعني، مالك يا ماچدة
إبتعدت عنه وتدلت من فوق التخت بدلال وأعتدلت بوقفتها، ثم وصعت كفاي يداها فوق أحشائها وتحدثت بخلاعة:
_ مبروك يا سيد الناس، هتبقا أب بعد سبع شهور بس
إنتفض من نومته وجلس يتطلع إليها بفزع وعينان جاحظتان من شدة هلعهما وصاح بنبرة حادة:
_ وجعتك سودة ومجندلة علي نفوخك ونفوخ اللي چابوكِ ، عتخرفي وتجولي إيه يا بِت المركوب إنتِ ؟!
يُتبع..