-->

اقتباس - الفصل الواحد والأربعون - قلبي بنارها مغرم

 


اقتباس

 الفصل الواحد الاربعون




صباح اليوم التالي 
كانت تتدلي الدرج وهي تترقب حولها بإرتياب خشيةً من أن يراها أحداً،  وذلك بعدما باتت تتلـ.ـوي بجـ.ـسدٍ يشـ.ـتعل نــ.ـاراً وقلبٍ يحتـ.ـرق من شدة غيرتها المُرة بعد إستماعها إلي حديث صفا الخاص بشأن زواج رجُـ.ـل حياتها يزن بغيرها ، مما جعلها تُصيب بحالة من الجنون وعدم السيطرة علي حالها ،  فذهبت في الحال إلي فارس قبل ما حدث مع والدها مباشرة وسألته عن صحة ما قصته علي مسامعها تلك الصفا،  وبالفعل أكد صحتهُ لها 
وهذا ما جعلها تتجاهل ما حدث مع والدها وتنتوي الذهاب إلي مشفي جدها لتواجه تلك الأمل وتضع لها حداً يُريها حجمها الحقيقي 

وصلت إلي نهاية الدرج وهي تتسحب، ومن حظها العثر وجدت نجاة تخرج من المطبخ، تطلعت عليها وهتفت بإستغراب: 
_ رايحة فين يا ليلي علي الصُبح إكده  ؟ 


إرتعب داخلها وتحدثت بنبرة مُرتبكة : 
_خلعتيني يا مّرت عمي،  فيه حد يطلع بوش الناس إكده من غير إحم ولا دستور  ؟ 

رمقتها نجاة بنظرة ساخرة وهتفت بنبرة مُتهكمة: 
_ سلامتك من الخضة يا مّرت ولدي،  أچيب لك طاسة الخضة لچل ما تخطيها ؟ 
أغمضت ليلي عيناها ثم زفرت بضيق وتعنت فأعادت نجاة علي مسامعها السؤال مرةً أُخري قائلة بنبرة صارمة وهي تتطلع بإستغراب علي هيأتها المُنمقة فوق العادة وثوبها الأنيق   : 
_ ما جولتليش،  متشيكة من الصُبح إكده وفايتة أمك في المصيبة اللي هي فيها ورايحة علي فين  ؟ 

تحدثت بنبرة حزينة إصطنعتها لحالها: 
_ أني طول الليل جاعدة چاريها ومفوتهاش دلوك غير لما أتوكدت إنها نامت ،  سيبتها وجولت أروح أطمن علي چدتي سَنية واطمنها علي أمي، تلاجيها عِرفت الخبر الشوم دلوك بعد ما أنتشر في النچع كلاته وزمانها جلجانه علي أمي 



نظرت لها نجاة متعجبة لأمرها ،  كيف لها بأن تكن بتلك الأنانية،  ألم يشغل بالها أو يُحزنها ما حدث لأبيها ليلة أمس وأحزن المنزل بأكمله ! 


سألتها نجاة بنبرة جادة: 
_جولتي لچوزك إنك خارچة  ؟ 
لوت فاهها ساخرة وتحدثت بنبرة تهكمية: 
_ چوزي  ! وهو فين چوزي دِه،  هو أني عُدت بشوبه ولا بلمح حتي طيقه 
وتحدثت قائلة وهي تتحرك في طريقها إلي الخارج: 
_ علي العموم أني مش هتأخر،  ساعة بالكَتير وهعاود جَبل ما أمي وچدتي رسمية ما يصحوا 
وخرجت سريعً 



❈-❈-❈


داخل مّستشفي الصفا 
خرجت أمل من غرفة الفحص الخاصة بها وتحركت داخل الرواق،  وجدت بطريقها ياسر فأوقفته وتحدثت إليه بتساؤل _
:  هي صفا إتأخرت أوي ليه كده إنهاردة يا دكتور  ! 

أجابها بتساؤل متعجب : 
_ هو إنتِ ما عرفتيش اللي حصل إمبارح لعمها؟ 

ضيقت عيناها وتساءلت بإستغراب: 
_ عمها؟  عمها مين،  وإيه اللي حصل بالظبط فهمني 

أجابها بأسي:
_ عمها قدري، والد جوزها ووالد مرات الباشمهندس يزن ، الشرطة جت قبضت عليه بالليل والبلد كُلها كانت مقلوبة،

وأكمل شارحً لها وهو يتلفت حولهُ بترقب  :
_ بيقولوا إنه طلع متجوز واحدة تانيه في السر علي مِـ.ـراته ومقعدها في المركز  ، ومـ.ـراته دي لقيوها مقتـ.ـولة في شقتها ومتهمينه هو بقتـ.ـلها 


شهقت أملّ وأتسعت عيناها بذهول، وبتلقائية وضعت يدها علي فمها وتحدثت :
_  يا نهار أبيض، طب وإيه اللي حصل؟ 

أجابها وهو يرفع كتفاه للأعلي:
_ الشرطة تحفظت عليه وبايت في مركز الشرطة من إمبارح علي ما القضية تتحول للنيابة العامة 


إنتفض داخـ.ـلها عندما تذكرت يزن وتخيلت حالة حُزنهُ،  قطع حديثهما دخول تلك المتعالية إلي رواق المشفي،  وتحركها إليهما ، ثم وقفت مقابلة لها وتحدثت وهي ترمق أملّ بإستعلاء دون إلقاء السلام عليهما  : 
_ عاوزة أتحدت وياكِ في موضوع لحالنا 



إستغرب ياسر حِدتها وطريقتها المتعالية في الحديث، و أمل أيصاً التي تحدثت بنبرة هادئة وهي تُشير إليها علي غرفتها الخاصة بالفحص : 
_  إتفضلي معايا 


دلفتا سوياً إلي الداخل وتحدثت أمل إليها وهي تجلس  : 
_ إتفضلي إقعدي وإتكلمي  ،  أنا تحت أمرك 


تحركت ليلي وهي تنظر عليها بحقـ.ـدٍ وكُـ.ـرهً واضح وهتفت قائلة بتعالي: 
_  طبعاً لازمن تكوني تحت أمري،  مش شغالة عندينا وعايشة في خيرنا 

رمقتها أملّ بنظرة تعجبية من طريقتها الفظة بالحديث،  لكنها تنبهت بفطانتها إلي أنها بالتأكيد علمت بأمر طلب يزن السابق للزواج منها 

فتحدثت بكبرياء إمتثالاً إلي كرامتها  : 
_ من فضلك، ياريت تخلي بالك من كلامك وتنتقي ألفاظك ،  أنا مش شغالة عند حد،  أنا دكتورة محترمة وليا وضعي، وباخد أجر قصاد الخدمة اللي بقدمها للناس 


هتفت ليلي بنبرة تهكمية:
_ محترمة  ؟ 
وأكملت  بنبرة ساخرة :
_بلاش الكلمة اللي تضحك دي علي الصُبح ، 
واسترسلت بنبرة غاضبة مهينة لشخص أملّ :
_  وهي فيه واحدة محترمة بردك تلعب علي راچـ.ـل متچوز وتشغل له باله وتضحك عليه لجل ما يتچوزها وتتنعم في خيره وفلوسه الكتير  ؟  

وأردفت قائلة بنبرة ساخرة : 
_ إياكِ تكوني جولتي لحالك إن يزن عيحبك بچد يا مهشكة ،  يزن بيلعب بيكِ لچل ما يخليني أغير عليه وأرچع وياه كيف الاول 


ضيقت أمل عيناها بإستغراب فتحدثت ليلي بتأكيد كاذب: 
_ يزن محبش في حياته ولا عيحب غيري،  يزن عيموت عليّ وعاوز يشعلل العشج في جلوبنا من تاني زي زمان،  ولما لجاكي رامية حالك عليه كيف الـ.ـغواني وبـ.ـنات الليل جال وماله، أتسلي وياها كام يوم وأخلي نـ.ـار ليلي تشعـ.ـلل من چديد وبعدها أرميها في أجرب كوم زبالة 



إستشاط داخل أملّ وصاحت غاضبة بنبرة حادة  : 
_  لحد هنا وكفاية أوي ،  كلمة تانية وهسمعك اللي عُمرك ما تحبي تسمعية وهطردك برة المكتب ده 


صاحت ليلي بغضب قائلة:
_ يا بچحتك يا بِت ، عتطرديني من مِلك أبوكِ إياك  ؟ 

رمقتها أمل بإشمئزاز وهتفت: 
_إسمعي يا ست إنتِ،  أنا مش هنزل مستوايا وأرد علي بني ادمة سوقية زيك،  بس هطلب منك لأخر مرة إنك تتفضلي تخرجي من هنا بالذوق،  وده بس إحترامً للدكتورة صفا والباشمهندس يزن،  غير كده أنا كُنت عِرفت أتصرف معاكِ كويس أوي،  وعاملتك بالمستوي اللي يليق بواحدة زيك 



هتفت ليلي بنبرة جارحة: 
_  وكمان ليكي عين تبجحي وتهدديني يا خطافة الرچـ.ـالة يا سو،  
واسترسلت بإتهام زائف وأهانة: 
_ وأني عستني إية من واحدة رَخيصـ.ـة رامية حالها علي راچـ.ـل متچوز وعتچري وراه لچل ماله ومال أهله اللي طمعانة فيه 


أشارت أمل بسبابتها في وجه ليلي هاتفة بحدة  :
_ إحترمي نفسك وإتكلمي كويس 
وأكملت لحرق روحها  : 
_  جوزك اللي بتقولي عليه ده هو اللي جالي وطلب مني الجواز بعد ما شرح لي طبيعة العلاقة اللي ما بينكم واللي فهمت منها إنكم في حُكم المطلقين وإنه هاجرك وقاعد لوحدة، و وعدني إنه هيطلقك علشان ما يظلمكيش 


وأكملت بكبرياء وكرامة: 
_ ومن كام يوم جه وبلغني إن جده رفض إنه يخلية يطلقك، وطلب مني إننا نتجوز علي الوضع ده،  وقال لي إنه هيبني لي بيت لوحدي علشان أعيش فيه براحتي وأكون مطمنه، لكن أنا اللي رفضت، 
واسترسلت موضحة:
_ ورفضي مش إعتراضً علي شخص الباشمهندس لا سمح الله

وأكملت قائلة بقوة وشموخ :
_  رفضي كان لأن مش أنا اللي أقبل أرتبط براجل متجوز وأخد لقب الزوجة التانية، وأسمح لاي حد يجيب سيرتي في كلمة بطالة 


هدئ داخل ليلي عند إستماعها لذلك الحديث المطمأن لروحها ثم إبتسمت بخفوت وتحدثت بنبرة ساخرة:
_شاطرة ، خليكِ بجا ثابتة علي موجفك دي جِدامة 


ثم رمقتها بنظرة كارهه واردفت قائلة بنبرة تهديدية:
_ لأن لو حصل غير إكده، متلوميش غير حالك من اللي عيچري لك علي أدين ليلي النُعماني

ثم أكملت وهي تُشير بيداها بطريقة مخيفة وملامح وجة شريرة: 
_  لو جربتي من راچـ.ـلي تاني،  عجتلك بأديا التنين دول وأشرب من دمك بمزاچ

ثم رمقتها بنظرة تهكمية وهتفت بنبرة ساخرة:
_ سمعاني يا مهشكة إنتِ 

هتفت أملّ وهي تُبسط ذراعها وتُشير بيدها إلي باب الغرفة قائلة: 
_ خلاص،  إرتاحتي وإتفشيتي وقولتي كل اللي جاية علشان تسمعهولي ،  إتفضلي بقا من غير مطرود بدل ما اتصل بالباشمهندس وأخليه يبجي ياخدك بنفسه 


إرتعب داخلها وهتفت بنبرة تهديدية: 
_ الله الوكيل لو يزن عِرف إني چيت لك إهنيه واتحدت وياكِ،  ليكون آخر يوم في حياتك يا واكلة ناسك إنتِ 


وأردفت مهددة إياها برفع سبابتها أمام وجهها: 
_ خلي كلامي حلجة في ودانك عشان معكررهوش تاني 
وأكملت  : 
_بعدي عن يزن وحافظي علي لجمة عيشك بدل ما أخرچك من المستشفي والنچع كلياته بفضيحة 



قالت كلماتها الآخيرة وهي تتحرك إلي الباب الذي فتحته وخرجت ثم قامت بصفقهِ بشدة إهتزت لها الجدران تحت ذهول أملّ وإشفاقها علي يزن من تلك المرأة الغير مناسبة لهُ والتي لا تصلح علي الإطلاق بأن تكون زوجة ذلك الخَلوق
إرتمت بجسدها فوق المقعد بإهمال وهي تنظر أمامها وعدم الإستيعاب سيد موقفها



يُتبع..