مقدمة - روضتني (أحببت طريدتي)
رواية روضتني
(الجزء الثالث من رواية احببت طريدتي)
المقدمة
خمس وعشرون عاماً مرت وأنتِ بحياتي، تهبيني كل مظاهر الحياة، لم أكن أشعر قبل أن التقيك بنبض ذلك القابع بصدري حتى رأيتك؛ و سار تيار كهربي بجسدي أشعله و أشعل معه نبضاته المحترقة، و لم يكن إﻻ الشعور بالحب اﻷول.
العشق... بل العشق وليس الحب فالحب كلمة لا تصف أبداً مقدار ما شعرت واشعر به نحوك، فأنتِ الحياة ذاتها، ومن دونها يتوقف هذا الكوكب عن الدوران، بالرغم مما مررنا به طوال سنواتنا سوياً لم يفتر عشقي لك، لم يقل و لو بمقدار ذرة؛ بل زاد، و ما زاده أكثر هو المواقف الصعبة التي مرت علينا ولم تزيدنا إﻻ إصراراً على الصمود سويا من اجل عشقنا.
ها أنا ذا أعلنها صريحة وأعترف، انه بيوم من الأيام كان يعيش فهداً ضاريا يأكل ضحاياه، و يطارد فرائسه بشراسة؛ حتى التقاكِ أنتِ، مجرد غزالة جميلة ورقيقة، ولكنها قوية وشرسة؛ فأقسم على التهامها وطاردها بكل قوته حتى فعل.
والغريب باﻷمر أنه عندما نجح لم يزيدة نصره قوة و شموخا، بل كسره و آلمه أكثر من ألم تلك الغزالة المسكينة التي وقعت ببراثنه، فعلم وقتها أنه هالك لا محالة بدوامة عشقها.
فهد وقع بعشق غزالة، صياد وقع بغرام فريسته، ومفترس أحب طريدته، واصبح لزاماً عليها ترويضه؛ حتى تستطيع العيش معه دون أن يؤذيها رغما عنه بطبيعته الشرسة، ففعلت.
والآن آتيتك ياسمينتي وغزالتي الرقيقة مروضاً، وديعا كالحمل الصغير الذي يعشق كل تفصيلة بكِ، بداية بمرحك وخوفك وسعادتك، وحتى مجونك و توترك والاكثر غضبك.
فرفقا بعاشقً ارهبه قلبه من كثرة الحب.
اكتب لكِ كلماتي هذه بيوم احتفالنا بمولد صغيرتنا چاسمين وحفل خطبتها الذي تزامن مع يوم ميلادها، ابنتنا التي هي نسخة منكِ، وكم أنا سعيد أنها تشبهك؛ فأصبح عندي قلبان بدلاً من قلباً واحداً.
زوجك المحب والمخلص:
فارس الفهد.