-->

رواية كما يحلو لها بتول طه - اقتباس النسخة العامية

رواية كما يحلو لها

الجزء الثالث من رواية كما يحلو لي بقلم بتول طه

 

رواية كما يحلو لها

اقتباس

الفصل الثاني عشر

النسخة العامية


تحتاج إليه؟ هل هذا حلم أم واقع يعيشه واستمع له بأذنيه؟ ما حاجة امرأة مثالية مثلها لرجل مضطرب مثله؟ هل ما زالت تحمل بداخلها ولو ذرة من العشق له لذلك تحتاج إليه؟ هي تريد أن توقفه عن فعل الأمر ليس إلا!

 

تجمد بمكانه وأنفاسه ارتبكت بفعل ما استمع له، ورأت هي تلك الحالة التي أخذته وكأنه غير مُصدق لقولها، أيًا كان الدافع خلف نطقها بذلك، هي مُدركة أنها لا تريد أن تراه جثة هامدة على ذلك الأسفلت البعيد!

 

-       بُصلي.. أنت ياما كنت بتقولي ابصلك في أسوأ لحظات في حياتنا وعلى قد ماكنتش بقدر بس كنت بسمع كلامك..

 

ابتلع وهو يدرك ما المغزى من وراء كلماتها، تعيق عقله بتذكر كل ما مر بينهما، تنبش في ماضيهما بكلمات كسيوف تقتل كلاهما، دائمًا وأبدًا تطالبه بكل ما لا يتحمله ولا يطيقه، أن يكون رجل غير سادي معها، وأن يتقبل كونه فاقد لعقله، وأن يتكيف على حياة بأكملها ظن أنه سيفشل بكل ما بها، وتأتي الآن لتطالبه بالأقسى عليه.. أن ينظر بعينيها.. وبكل ما يُعانيه وما يؤلمه حد الموت، وبكل ما سيُعانيه وسيتركه كجثة هامدة بأعين شاردة لا يُمكنها سوى رؤية صور لذكريات شتى جمعتهما، لها ذلك.. كل ما يحلو لها سيفعله، وحتى لو ارادته أن يبقى على حياته التي ليس لها معنى دونها سيفعل!

 

التفت بحرص وهو يخشى النظر لها بتلك الدموع التي ما زال أثرها يلتمع على وجهه في وسط هذه الليلة السوداء التي لا تريد أن تنتهي ليرى الخوف ينهمر من عينيها، هل تخاف منه؟ لأجله؟ أو تخاف على حياة إنسان مثلما خاف هو في يومٍ من الأيام من قتل امرأة لا تعني له شيء؟

 

-       ممكن تساعدني.. أنا خايفة..

 

تلعثمت لوهلة ثم انهمرت دموعها التي لا تدري ما الدافع خلفها، الغضب منه على ما فعله، الحزن، أم هيبة الموقف نفسه بأن تجده من جديد يحاول قتل نفسه أمامها، لا تعرف ولكنها لا توافق على أي شيء يحدث بينهما الآن:

-       أنا خايفة اتحرك.. حاسة إني لو اتحركت حركة واحدة مش هاعرف وهاقع من هنا!

 

امتنع عن البكاء وعن التحرك عندما ناشدته بعسليتيها ولقد حرقه جحيم الاشتياق لكل نظرة منهما ليُصبح تذكرة دائمة له بأن كلما اشتاق كلما تعذب بفعل يديه، وعقله، وكلماته، وأفعاله.. هو الوحيد الذي وصل بهما إلى هنا، نهاية الطريق الذي ظن أنه السبيل للحياة، بعد الكثير مما ظن أنه سيتغلب عليه معها، أوقفهما هنا بنفسه ليكون الموت هو النهاية لكلاهما من طابق فندق شهير، يا للسخرية!

 

تراجع عن فعلته لو أن هذا ما تُريده، تطالبه بالإنقاذ؟ تريده أن يظل حي يُعذب بابتعاده عنها وبإدراكه أن كل ما آلت له الأمور كان هو السبب به، لها كل ما شاءت!

 

هبطت قدماه أرضًا وتوجه نحوها ومد يده يقدمها لتأخذ بها وقتما يحلو لها، نظرة أخيرة منها تجاه الأسفل حدثت بطريقة غير مباشرة ثم فجأة شعرت وكأن قدميها كالهلام، لا تستطيع حملها، ولا يُمكنها التحرك، شعور بالقشعريرة يماثل ذاك الشعور وهي كانت على وشك اليقين بأنه سيقتلها لا محالة، الموت، وللاقتراب منه شعور خاص، وبرودة لا يماثلها شيء..

 

-       هاتي ايدك!

 

ربما الكلمتان المقتضبتان السابقتان يفسران أمر مباشر، ولكن تلك النبرة التي تتمزق ألمًا كانت ابلغ من آلاف الكلمات المتوسلة التي لو نطق بها بنبرة مختلفة كانت لتصيبها بالتقزز والغضب، ولكن كل ما تشعر به في هذه اللحظة أنها ستسقط مثل ما كان سيفعل منذ ثوانٍ ولن تستطيع التحرك.. هي لا تشعر سوى بالخوف، وبكل ما بداخلها من عفل ما زال يستطيع التفكير ولو بنسبة، هي لا تريد الموت بأي شكل من الأشكال!

 

-       أنا خايفة.. مش قادرة اتحرك..

 

نظرة ثم احتواء لها بين ذراعيه؟ يقسم أن تلك القفزة منذ قليل أسهل بكثير مما تطالبه به الآن، لماذا تتملك المزيد لتعذبه به؟ ألا تعي أن اقترابه منها أصبح أسوأ من الموت عليه؟! تبًا له، وليديه، ولكل ما فعله بها وبنفسه يومًا ما!

 

اقترب وهو يحتوي خصـ ـرها بذراعه اليُسرى وتملكت الأخرى ساقيها لتتساقط هي بين ذراعيه ببكاء هيستيري لم تدرِ ما السبب خلفه تحديدًا، وسقطت تلك الزجاجة من بين يديها أرضًا وشعرت وكأنها لا تستطيع التحكم في أي من اعصابها على الاطلاق!

 

لن يحتمل هذا، هذه ليست قصة عشق تاريخية اسطورية حيث تقع البطلة في عشق قاتلها بعد أن اعتادت عشرته، هذه قصة واقعية، بطلها ليس إله اغريقي بحكم منه سيجعلها تتناسى أو سيحولها لنهر أو شجرة حتى يدوم عشقهما للأبد، بل بطلها رجل مضطرب بأعراض فصامية كل ما قد يكترث له هو خوفه من مواجهة نوبة جديدة وهو معها قد تقتلهما حقيقةً وواقعًا وليس بمجرد سطور خطها رجل مات منذ ألفي عام!

 

حاول أن يخفضها لكي تنهض بينما انعدمت قوة قدميها في أن تحملاها ليلعن بداخله وهو لا يقوى أن يتحمل وزنها ليتجه سريعًا لنفس تلك الأريكة التي كانت تجلس عليها منذ قليل واخفضها لتحمل هي الثقل بدلًا منه، فيكفي عذاب اذنيه بسماع صوتها الباكي الذي كان ليكون اطيب ما استمع له يومًا، ولكن ربما بالسابق، الآن بكائها يعلم أنه ليس لغرض مُتعته، بل لتذكيره بفداحة ما ارتكبه!

 

-       كفاية ارجوكِ، كفاية عياط..

 

توسلها لتكف بينما وجدت نفسها تنشج بغير وعي لصوته الهامس:

-       مش عارفة.. يا إما اعيط وأخاف يا إما أحس بعصبية وبتجيلي أفكار وحشة اوي!

 

اتجه بعيدًا لكي يتحاشى النظر إليها، لطالما كان ضعيف معها ولها وأمامها وما تفعله به الآن يدفع به لضعف من نوع آخر، لا تدفعه بفعلتها هذه سوى بأن يتشبث بالموت بكل ما تبقى داخله من عقل، لا يرى سوى أن هذا هو الحل الوحيد ليلهمها بعض من الراحة، وليُبرهن لوالده أنه لا يستطيع العمل وهو ميت، ويقترب خطوة من العذاب الأزلي الدائم الذي سيناله عندما يأتي وقت حسابه، فهو لم يفعل الخير قط في حياته.. ليُعذبه الله على ما فعل بها إذن!

-       ايه فكرة أوحش من إنك تموتي نفسك عشان بس قابلتي راجل صدفة سابلك أسوأ حاجة في حياتك، مظنش إن فيه حاجة أسوأ من إنك تبقي عايزة تخلصي من حياة أنا شخصيًا اتمناها!

 

اوقفتها كلماته عن البكاء، وكأنما اختفى نحيبها تمامًا، ليُكمل هو من حيث توقفت هي وتواترت دموعه دون أن تراه، يعرف أنه سيستغلها لو أدركت ما أصبح عليه، ويعرف أنها لطالما امتلكت قلب من ذهب مهما مر عليه الزمن بمصاعبه لن تتوقف عن العشق أبدًا!

 

نهضت وهي تنظر نحوه بغلٍ شديد وقالت بقهر نقل تلك النيران التي تحرق روحها:

-       فيه، أسوأ من إنك تنهي حياتك هو إنك تؤذي غيرك..

 

ابتسم بحسرة على كلماتها وابتعد قليلًا حتى لا يُلاقيها بوجه لن يحمل سوى عار ما ارتكبه طيلة حياته هذا لو بقي بها الكثير وعقب هاكمًا:

-       خديها من واحد أذى ناس كتير، الأذى حاجة وإنك تؤذي نفسك وأنتِ بتؤذي غيرك بس من غير ما يطولك الأذى حاجة تانية خالص صعب اللي زيك ينجحوا فيها

 

هل يُعطيها دعم نفسي؟ أم يشعر بالخوف من أجلها ويكترث بما يحدث لها؟ أم ربما جلساته جعلته فيلسوف نفسي جديد ليصبح مهووسًا بالتاريخ، الأساطير، شعر هذا الوغد أوفيد، بالإضافة إلى امتهانه العلاج النفسي، يا له من مثال ليراه الجميع ويبصقون عليه!

 

-       اللي زيي!! والمفروض كلامك ده أخد منه العبرة والدرس المستفاد مش كده؟ ليه، ضعيفة زيك، ولا غبية ومبقتنعش بصوت العقل؟

 

امتنع عن البكاء في راحة شديدة، راحة سرت بدمائه لم يشعر بها منذ بداية الليلة، لقد استطاع استفزازها بنفس المكان الذي استفزها به بالسابق، ولكنه اليوم كان لا يريد سوى أن يُخلصها من هذا الخوف، سيتحمل هذه الإهانة لو كان السبيل هو أن يراها كما عهدها يومًا ما!

 

لم يُزدها صمته سوى استفزاز وتملك كيانها ذلك الغضب الشديد الذي بات يسيطر عليها ثم صفعته بكلماتها متابعة:

-       على الأقل أنا مش ضعيفة لدرجة إني مبصش في عين حد.. ومش ضعيفة عشان أحاول اموت نفسي مرة واتنين وتلاتة والرابعة كانت من شوية، ومش ضعيفة عشان أروح انتقم من حد في إنسان تاني مالوش أي ذنب..

 

جففت دموعها بعد أن فهم ما تعنيه من كلماتها التي تقصده بها فلقد فعل هو كل ذلك يوم ما وهتفت به بلهاثٍ غاضب:

-       على الأقل أنا مش أنت.. أنا مش جبانة زيك!

 

كادت أن تلتفت لتغادر لتسمع ما تفلت منه دون أن يُفكر بكلماته:

-       مش جبانة، ومش ضعيفة، هصدقك، والشرب ودمارك لنفسك وخوفك مني ومحاولة إنك تموتي نفسك قدامي، حياتك اللي اتقلبت عشان واحد زيي ميستاهلش

-       وياريته ميستاهلش وبس، لا ده مش راجل كفاية إنه يبص فـ عيني، ولا يقدر ياخد قراراته بنفسه، محتاج دايمًا حد يوجهه، بابا، يمنى، بابا، روان، بابا، عُدي.. صدقني أحسن كلمة قولتها من يوم ما عرفتك هو إنك متستاهلش فعلًا..

 

قاطعته ولم يعد هناك لعقلها دور سوى في الادلاء بكل ما سيجعله يتألم حقًا، لقد جربت معه أن تصفه بقلة الرجولة يومًا ما ولقد رأت ما فعله، لم تنسه، ولن تتوقف عن فعل كل ما سيهلكه، لن ترضى سوى برؤيته يُعاني ليلًا ونهارًا بكل الطرق الممكنة!

 

من جديد عزمت على أن تغادر غير مكترثة بما يشعر به وتوقف بداخله لجزء من الثانية ليلتفت وهو يتابعها بعينيه ليتحدث مستفهمًا بصوتٍ غالبه الألم:

-       ولما أنا مستاهلش، منعتيني ليه اموت نفسي؟

 

اكتفت بإعطائه لمحة جانبية في غاية الغطرسة ثم اجابته:

-       الموت راحة ورفاهية ومبيجيش في الوقت المناسب غير للمحظوظين بس، وأنا مش هاسيبك ترتاح أبدًا!

-       لو ده كل هدفك وأكتر حاجة هتريحك، فاعملي كل اللي أنتِ عايزاه.. أنا عمري ما هامنعك..

 

اجابها في نفس اللحظة دون اطناب بتفكير أو محاولة منه لتضييق خناق الحديث عليها لتلتفت نحوه وهي ترمقه باحتقار لتجده لا يستطيع النظر لعينيها مجددًا لتقول وهي تنطق الكلمات بمنتهى الهدوء دون أن تدع أي من مشاعرها ليقف بينهما هذه المرة حتى ولو كانت الغضب:

-       متستعجلش، ويكون في علمك، مبقتش هتقدر تمنعني عن حاجة، لو كنت زمان حاولت تقنعني بالتخلف اللي كان في عقلك بتاع أنا اللي امشي حياتنا وأنا الست تسمع كلامي والطاعة وكل اللي حاولت تقنعني بيه وفشلت لأنك فاشل طول عمرك، مبقاش هينفع دلوقتي.. خلاص أنا عرفتك على حقيقتك، وأكتر حاجة اتعلمتها منك إني ازاي اتفنن في الأذى، وازاي أقدر الاقي طريقة اوجع بيها اللي قدامي..

 

اقتربت من الباب ولم تلق بالًا لإعطائه نظرة واحدة من جديد فهو حقًا لا يستحق المزيد من الوقت لتضيعه عليه ليزداد شعوره بتلك السخرية وذلك الاحتقار الذي هتف بكل كلمة نطقت بها ليدفع عقلها للمزيد من التشويش الذي لم يقصده، فهو لم يقصد سوى البوح بعد كتمان دام طوال ذاك الوقت الذي حرم وجودها معه وبجانبه:

-       ويا ترى اتعلمتي كمان ازاي متؤذيش نفسك زي ما أنا مكونتش بؤذي نفسي؟

 

زفرة ساخرة انطلقت منها والتفتت نحوه بتلقائية شديدة لتجد الكلمات ترتمي على لسانها بمنتهى السهولة ولم تشعر ببذل أي مجهود بالنطق بها:

-       ومين قال إنك كنت مبتؤذيش نفسك! أنا مش هتكلم على اضطرابك ولا اللي كنت بتعمله بسببك عشان مكنش ليك ايد لأغلب اللي بيحصلك وبتعمله بسببه، بس مش فاكر صورة نفسك اللي كنت فاكرها باباك وصورتي اللي عايزها تبقى نسخة من مامتك عشان بعد ما تحقق صورة الأب والأم اللي اتربيت عليها ترمي نفسك في حضني في آخر اليوم وأنت فاكر إني هعوضك عن اللي اتحرمت منه؟

 

التوت شفتيها بسخرية بينما تغيرت ملامحه للصدمة الشديدة ولكنها لم تتركه واستطاعت تبين ما يحدث له من ألم شديد وتابعت بتفسيرات شتى وجدها عقلها في وقت لم تفكر خلاله سوى بكل ما مر عليهما معًا:

-       هي كرهتك فبتنقل كل كرهك للستات بإنك سادي، وإنه أسلوب حياة، مع إن المفروض تواجهها هي مش أنا ولا يمنى ولا اللي كانت هتموت في ايدك، بس أنت جبان.. ضعيف، ببساطة مش راجل! تصدق إن دي أكتر حاجة صح أنا قولتها وأنت عاقبتني عليها إنها غلطة من غلطاتي بس كان كلامي صح! يا ريتني فهمتك من بدري!

 

رأت الألم واستحسنت ذلك الوجع الذي تسببه له، ولكن لم الاستعجال في كل ما يتضح على ملامحه التي يوجهها نحو الأرضية، ما زال في جُعبتها المزيد:

-       مين قالك إنك مكونتش بتؤذي نفسك وأنت شايف كل الناس أحسن منك وبتحارب تطلع قدامي إنسان كويس وبتداري حقيقتك، حقيقي معرفتش قد إيه أنت بتعاني من واحد زي يونس اللي اثبتلي واثبتلك إنه أحسن منك بكتير، فكر كده، أو اقولك.. اكتب..

 

تفقدته بتشفي فرحة بما وصلت له أمامه ثم أخبرته بشماتة:

-       امسك ورقة واقسمها نصين واكتب في ناحية عمر وفي ناحية يونس، عمر المتخلف ويونس الراجل اللي حب بجد وحاول أكتر من سنة عشان يرتبط بصراحة وشرف واحترام بنت شافها وعجبته، وعمر المتخلف اللي بمنتهى القذارة هدد وأجبر وعذب البنت اللي شافها وعجبته.. تخيل بقا، يونس اللي كل الناس بتعتبره طفل زنان أحسن منك.. أشرف منك، والنهاردة بس وأنا شايفاه مبسوط ندمت كتير أوي إني موافقتش على جوازي منه.. شوف قد إيه اذيت نفسك وأنت صورتك عبارة عن واحد ضعيف مكروه من الناس كلها، سواء اللي يعرفوني ولا يعرفوك..

 

احتقنت دماء وجهه بالغضب المختلط بالصدمات المتلاحقة التي سببها حديثها لتهمس له في النهاية بانتصار والمزيد من شعور التشفي الذي تشعر به:

-       لو إني اؤذيك معناها إني اؤذي نفسي فأنا موافقة.. صدقني أنا جربت كل أنواع الأذى اللي ممكن تتخيلها على ايديك، تمثل بقا دور الضحية المتعذب عشان تستعطفني، ولا تفكر إنك هتكفر عن اخطائك بإنك تعمل إن هدفك أكون كويسة وكل المثاليات بتاعتك دي وأنت عامل موجوع وبتعاني، فافهم إن كل حركاتك معايا بقت محفوظة وتكرارها كأنك بتتفرج على فيلم ممل شوفته آلف مرة.. أعمل بس حسابك إن الأذى لما بيجي من حد حبك في يوم من الأيام بيبقى أقسى ووجعه عمره ما بيعدي ولا بيتنسي!   

 





يُتبع..