-->

رواية صرخة عشق - بقلم الكاتبة منة الله أيمن - الفصل العاشر

 رواية صرخة عشق بقلم الكاتبة منة الله أيمن



تعريف الرواية: 

هذه الرواية تتحدث عن الخذلان وإنعدام توافر الثقة الكاملة بين الطرفين فى بعض قصص الحب، وبسبب عدم توافر تلك الثقة ستُدمر تلك العلاقة بأقرب فرصة إختبار لها، لطالما كانت الثقة هى أهم شيء بين أى شريكين بالعالم ولكن عندما يدخل الشك فى تلك العلاقه بالتأكيد ستحطم نهائيا مهما كان رصيد الحب بها.. 

تصنيف الرواية: 

رواية رومانسية، إجتماعية، دراما، حب 

حوار الرواية: 

اللغة العربية، اللهجة العامية المصرية 

سرد الرواية: 

اللغة العربية الفصحى

❈-❈-❈
الفصل العاشر

وصلت "نجلاء" إلى المشفى بعد أن أتاها إتصالا منهم حيث يتواجد كلا من "حازم" و"مريم" بغرفة الطوارئ فهما الاثنان لديهم جروح وكسور فى أماكن متعدده ومتغرقة فى أجسا دهم وهذا بالأضافة إلى ضربات الحزام التى تكاد ان تكون مزقت جلدهم، ولكن "حازم" كان ليديه اصابات اخرى ليست خطيرة ولكن مؤلمة حد اللعنة 

دلفت "نجلاء" غرفة أبنها برعب وهى تتمنى أن لا يكون شيء خطير أصابه، فزعت "نجلاء" عندما رأت إحدى ذراعى وقدامى "حازم" مكسروتان و مُتجبسان بالأضافة إلى وجهِه المُتورم من شده الضرب وأيضا أنفه المكسور، صرخت "نجلاء" بفزع وزعر على ابنِها، متقدمة نحوه صائحة بفزع:

_ يالهوى يا أبنى، أيه اللى عمل فيك كده؟!

لم تنتبه إلى باقى جس-ده وأسرعت بأ.حتضان أبنِها الذى أخذ يصرخ بمجرد أن لمس-ته، ليصيح "حازم" نهى إياها رادفا بألم: 

_ ااااه متلمسنيش

أمتعضت ملامح "نجلاء" بأنزعاج وعدم فهم مما يقصده لتحت-ضنه أكتر وأخذت تحرك يديها على جس-ده، لترضيه أعتقادًا أنه منزعج منها لهذا يُحذرها من لمسِه، لتعقب "نجلاء" وهى مازالت تحتضنه وهو يصرخ من الألم رادفة بعاطفة: 

_ ليه بس يا حبيبى انا معملتلكش حاجه تزعلك، أنا عايزه اعرف بس ايه اللى حصلك و..

أوقفها صراخ "حازم" العالى الملئ بالألم والوجع مرة أخرى، دلفت على أثر صوت صراخه إحدى الممرضات الى الغرفه بسرعه لتبعدها عنهِ رادفة بتحذير و بحدة: 

_ ايه اللى انتى بتعمليه ده يا مدام؟!

أمتعضت ملامح "نجلاء" بأنزعاج زاجرا إياها بحدة: 

_ بعمل أيه يعنى!! بحضن ابنى وبساله ايه اللى حصله فى ايه؟!

عقبت الممرضة بتحذير وطيف من الغضب رادفة بحدة:

_ يا مدام مينفعش تقربى من جسمه عشان كده بتوجعيه أكتر، أبن حضرتك جس-مه كله من جوا متبهدل خالص كأن حد كان ضربه بكرباج هو والبنت اللى معاه دى

قالتها الممرضه وهى تُشير بأصبع يديها على "مريم" التى لا تقل عنه سوء، ضربت "نجلاء" على صدرها بفزع وزعر رادفة بصراخ: 

_ يالهوى كرباج!! يا حبيبى يا أبنى- ومين اللى عمل فيه كده!! وايه اللى حصل لكل ده!! ومين دى أصلا؟!

قالت "نجلاء" جملتها الأخيرة وهى تنظر نحو "مريم" بغضب ظنًا منها أنها هى السبب فيما حدث لأبنها، ليزفر "حازم" بغضب وحدة موجها حديثه نحو والدته رادفا بإنزعاج: 

_ خلاص يا ماما، تعالى وانا هقولك على كل حاجه، بس متلمسنيش او تحطى أيدك عليا خالص

أومأت له "نجلاء" بالموافقة ليقص عليها "حازم" كل ما حدث ومعرفه "عز" و "ندا" بالحقيقه والمجئ إلى بيته وتصويره هو و"مريم" عاريان تماما، لتصيح "نجلاء" بصدمة رادفة بلهفة:

_ يالهوى يعنى عز و ندا عرفوا كل حاجه وخطتك كلها راحت على الفاضى

أضاف "حازم" بغضب وإنزعاج رادفا بغيظ: 

_ ده مش كده وبس، ده كمان ندا ضربتنى بالقلم ورمت خاتم الخطوبة فى وشى ومشيت

نهضت "نجلاء" من مكانها بسرعة غاضبة مما فعلته "ندا" صائحة بوقاحة، وكان لها الحق فى الانزعاج مما فعلته "ندا" و بالمقابل "ندا" ليس لها الحق فى الانزعاج، لتصيح "نجلاء" رادفة بغضب:

_ هى تضربك بالقلم وهو يخرشمك كده!! والله عال يا بنت هدى انتى وأبن منى، طب والله لوريهم هما الاتنين وأمهاتهم كمان

خرجت "نجلاء" من غرفة "حازم" بل من المشفى بأكملها وهى تشعر بكثير من الغضب مُتجه نحو بيت "هدى" وهى فى قمة غضبِها عازمة على أن تسترد حق أبنها بمتهى البجاحة وكان أبنها لم يفعل شئ ابدا، بل وصاحب حق أيضا.. 


❈-❈-❈
تجلس "منى" تستمع إلى "زيزى" وعلى وجهِها ملامح الغضب والكراهية تجاه كلا من "حازم" و"مريم" و"نجلاء" أيضا، فهى تعلم أن "نجلاء" ليست سهلة أو طيبة بل إنها خبيثة وحقودة وتنظر دائما لما فى يد غيرها ولا شك إنها كانت تعلم ما كان يفعله أبنها، بينما قلبِها حزين على "ندا" وما حدث لها من تخطيط هذا الحقير للإيقاع بينها وبين "عز" الذى تصرف هو الأخر بحماقة وحقق هدف "حازم" الذى نجح فى إبعادهم عن بعضهم، لتعقب "منى" موجهة حديقها نحو أبنتها رادفة بأستفسار:

_ طب وندا عملت أيه؟!

رطبت "زيزى" شفتيها بمرارة وحزن على ما حدث لصديقتها وما تعرضت له من مؤامرة حقيرة، ولكنها أيضا سعيدة لكونها فسخت خطبتها مع هذا الحقير رادفة براحة:

_ ندا ضربت حازم بالقلم ورمتله الخاتم ومشيت، عز حاول يهديها ويعتذرلها بس هى رفضت أعتذراه وشكلها مش هتقدر تسامحه بسهولة

تنهدت "منى" بحزن وقلة حيلة رادفة بصدق:

_ حقها يا بنتى هى أتخدعت وأتجرحت أوى لا وكمان أخوكى الغبى زود عليها وظلمها وصدق عليها كل حاجه مع أنه كان المفروض هو اللى يبقى أول واحد واقف جمبها وميصدقش عليها حاجه

أومأت "زيزى" برأسها موافقة والدتها فى حديثها رادفة بحزن:

_ عندك حق يا ماما، وده فعلا اللى جرحها جدا وخلاها توافق على حازم، هى أصلا مش مجروحه من اللى عمله فيها حازم قد ما هى مكسوره من اللى عمله فيها عز

حزنت "منى" بشدة لتنهض سريعا من مكانها عازمة على الخروح من المنزل رادفة باندفاع:

_ أنا قايمه أنزل ل هدى وأطمن على البت

وأفقت "زيزى" والدتها الرأى بأن يكونوا جميعا بجانب "ندا" فى هذا الوقت لكى تتخطى تلك المحنة رادفة بتأكيد:

_ عندك حق يا ماما أحنا لازم نفضل مع ندا وجمبها لحد ما تطلع من المحنة دى، أنا جايه معاكى

خرج كلا من "منى" و"زيزى" مُتجهاتان إلى شقة "ندا" للاطمئنان عليها 

❈-❈-❈

فى أحد المقاهى على النيل كان يجلس "عز" بصحبة صديقه "أنس" ويتحدثان فى ما حدث اليوم وأكتشافهم للحقيقة، ليصيح "أنس" زاجرا "عز" بكثير من كلمات العتاب رادفا بتأكيد: 

_ مش قولتلك يا عز إن أكيد فى حاجه غلط ولو كنت أنت وجهتها بالفديو والصور وقتها وحاولتوا تعرفوا الحقيقه مكناش وصلنا للى وصلناله ده!!

أغمض "عز" عينيه بحزن وغضب من نفسه لأعنًا غبائه وتسرعه الذين أوصلوا إلى تلك المرحله، ولكنه أيضا تذكر حرقة قلبه عندما رأى تلك الصور رادفا بألم:

_ غصب عنى يا أنس انا لما شوفت الفديوهات والصور دى أتجننت وعقلى طار من مكانه، مكنتش عارف أعمل أيه أو أتصرف أزاى!! واللى أكدلى اللى شوفته يوميها وموفقتها على حازم وكانى مكنتش فى حياتها أساسا كل ده كان عمينى

أمتعضت ملامح "أنس" بالغضب من صديقه الذى لايزال يبرر عملته ولم يعترف بخطائه رادفا بانفعال: 

_ أنت أنانى أوى يا عز، كنت عايزها بعد كل اللى أنت عملته فيها ده وعدم تبريرك لكلام اللى قولته واللى عملته يوم ما جتلك، كل ده وكنت عايزها هى ترفض حازم عشان خطرك أنت!! وهى كمان متعرفش حقيقة القذر ده، ولا أنت حتى حاولت تنقذها وتحذرها منه وتوريها غدره بيها، لو فى حد غلطان فى كل الحوار ده يبقى أنت يا صحبى

شعر "عز" بكثير من الغضب والكراهية تجاه نفسه، وأيضا شعر بالأنكسار بسبب عدم قدرته على جعلها تسامحه، ليتنهد والدموع تملا عينيه رادفا بضعف وندم: 

_ أنا عايزها تسامحنى يا أنس أنا غلطان ومعترف بس هى تسامحنى وتدينى فرصه تانيه، والله عمرى ما هشك فيها تانى بعد كده، أنا بحبها أوى يا أنس، بحبها أوى وحاسس إنى هموت من غيرها

شعر "أنس" بالحزن على صديقه الذى إنهار بشدة وسقطت دموعه رغما عنه مش شدة شعوره بالحزن والندم على خسارة حبيبته، ليحاول "أنس" تهدئة صديقه وتطمئنه رادفا بتعاطف: 

_ طب أهدى طيب وإن شاء الله ندا هتسامحك بس الموضوع هياخد وقت وصبر يا عز ، وأنت لازم تستحملها مهما عملت عشان ده حقها، وحاقها تعمل فيك أى حاجه

أومأ له "عز" برأسه موافقا على حديث صديقه رادفا بندم: 

_ عندك حق يا أنس أنا اللى غلطان ولازم أتحمل مسؤلية غلطى ولازم أخلى ندا  تسامحنى وترجعلى تانى مهما حصل ومهما عملت فيا

حاول "أنس" إخراج صديقه من هذا الحزن وإضحاكه رادفا بمرح:

_ بس أنت ربيت الواد اللى أسمه حازم ده أوى وعملته الأدب بس شكله أتعور جامد أوى

صاح "عز" بكثير من الغضب والكراهية رادفا بحنق: 

_ كان نفسى أطلع روحه فى أيدى

ضحك "أنس" بشدة على ما يدور براسه رادفا بمرح بكلمات ذات معنى: 

_ لا أنت كده خلاص مش محتاج تطلعها يا أخويا، أنت شكلك خليته عايش زى الميت بالظلط

ضيق "عز" ما بين حاجبيه بعدم فهم رادفا بأستفسار:

_ يعنى أيه مش فاهم؟!

عقب "أنس" مستفسرا عن حقيقة الأمر قبل أن يجيبه رادفا بأستفسار: 

_ قولى أنت الأول هو أنت ضربته أزاى أو بأيه!!

زفر "عز" بملل من مراوغة صديقه وروده الغير صريحة على أسألته ورده عليه السؤال بسؤال ليردف بضيق: 

_ بالحزام وتوكة الحزام يا عم، ليه بقى 

فتح "أنس" عينيه بصدمة وقد تأكد بما يدور برأسه رادفا بأستفسار: 

_ أنت ضربته على جس-مه من فوق بس ولا من تحت كمان؟!

ضيق "عز" عينيه محاولا التذكر ليعقب رادفا بتوضيح: 

_ مش فاكر أوى بس يمكن ضربتين تلاته كده ولا حاجه فلتوا منى ونزلوا على رجله من تحت

حك "أنس" مؤ-خرة رأسه رافعا حاجبيه بأسئ مصطنع رأدفا بتوضيح: 

_ لا هما شكلهم كده مجوش على رجله خالص، ومن الواضح كده إنك سبتله تذكار هيفضل فاكرك بيه فترة طويله لحد ما يعالجوا ويرجع تانى بس مش زى الأول خالص

فتح "عز" عينيه بصدمة وكأنه أدرك ما يُحاول صديقه إخباره به رادفا بدهشة: 

" قصدك أيه!! قصدك ال...؟؟

قاطعة "أنس" الذى أخذ يحرك رأسه بالموافقة على ما يفكر به صديقه رادفا بتأكيد: 

_ أيوه، هو ده، بوظت الراجل

ضحك الأثنان بشده إلى أن أدمعت عينيهم، ليعقب "عز" من بين ضحكاته رادفا بشماته: 

_ هو أبن حلال ويستاهل كل خير

❈-❈-❈
كانت كلا "هدى" و"منى" جالستان معا يتحدثان فى ما حدث لأولادهم، بينما كان كلا من "زيزى" و"جنه" جالستان برفقة "ندا" بغرفتها، لتعقب "منى" موجها حديثها تجاة "هدى" رادفة بحزن:

_ والله يا هدى ما كنت أعرف حاجه وزيزى هى اللى لسه حكيالى على كل حاجه، أنا عارفه إن عز غلطان من ساسه لرأسه، بس هو بيحب ندا وأكيد دلوقتى عرف غلطته وندمان 

وأفقتها "هدى" الرأى فهى تعلم "عز" جيدا، تكاد تكون هى من ربته وتعلم جيدا إنه إذا قال أنه يحب أبنها فهو لن يخدعها ولن يفعل مثلما فعله إلا إذا كان فقد عقله من شدة صدمته، لتعقب "هدى" بتأثر رادفة بحزن:

_ أنا عارفه يا منى وعارفه أنه كان غصب عنه، أبن الكلب ده اللى أسمه حازم بمساعده القذرة اللى أسمها مريم دى حفروا الحفره ووقعوهم فيها وعرفوا يضحكوا عليهم ويخدعوهم كويس أوى

كأدت "منى" أن تتحدث ليقاطعها صوت جرس الباب الذى يُضرب بسرعة مُعلنا عن مجئ احداً وأن ذلك الطارق غاضبا للغايه، خرجت "جنه" من غرفة "ندا" وأسرعت لفتح الباب، وبمجرد أن فتحته تفاجأت بتلك التى تدفعها وتدلف إلى البيت بعفويه 

خرجت "منى" و"هدى" لمعرفة من ذلك الزائر، فى نفس اللحظة التى دلفت فيها "نجلاء" المنزل وبمجرد أن رأتهم صاحت بكثير من الغضب رادفة بوقاحة: 

_ الله الله ده أنتوا الاتنين أعدين مع بعض عمالين تحكوا وتضكوا على قفه أبنى وأعدين تتكلموا فى حقه ومش مكفيكوا اللى عملوا أبنك وبنتها الأو-ساخ فى أبنى الغلبان

صاحت "منى" بكثير من الغضب وكادت أن تذهب لتضرب "نجلاء" ولكن منعتها يد "هدى" التى أمسكتها، لتعقب" هدى" رادفة بحدة: 

_ أبن مين ده اللى غلبان يا نجلاء؟! ده أبنك ده مفيش أ-حقر منه، ومفيش حد أو-سخ منك أنتى وهو، أنتى كمان ليكى عين تتكلمى بعد ما أبنك عمل خطة حقير-ة زى دى عشان يبعد بين عز وندا ومستبعدتش إنك أصلا عارفة من الأول 

صاحت "نجلاء" بغضب ووقاحة لم تنتبه على ما تتحدث بيه، لتُظهر ذلك الوجه الحقيقى وتخرج كل ذلك الحقد والغل من داخلها رادفة بأنفعال:

_ أيوه كنت عارفه يا منى وكنت بساعده كمان، أنتى أيه يا أختى عايزه تكوشى على كل حاجه أنتى وعيالك، صحبتى هدى زمان وبقيتوا أقرب أتنين لبعض لدرجه إن الناس كانت بتحسدكوا على صحبيتكوا دى وأتجوزتى الراجل اللى بتحبى، وخلفتى بدل العيل أربعه، وجوزك لسه معاكى لحد دلوقتى، وبنتك متجوزه اللى هى بتحبه وعايزاه، أيه كفايه عليكى كده بقى أنتى مبتشبعيش!!

أتسعت عينى "منى" بصدمة من كل هذا الكم من الحقد والغل بداخل "نجلاء" تجاهِها وتجاه عائلتِها، أهناك مثل هذا الحقد والكراهيه داخل أية إنسان، عجزت كلا من "منى" و"هدى" عن الكلام من هول صدمتهم من كل ذلك الحقد والمرض، بينما "نجلاء" لم تكتفى بهذا أبدا وأخذت تصرخ بِها مُضيفة ومزيد من الحقد رادفة بإنفعال:

_ أنتى أيه أنتى وعيالك!! حتى أبنك كمان طالع أنانى زيك، رايح ياطأخد البت اللى أبنى كان عايزها وعايز يتجوزها، راح أبنك جى وضحك عليها وكل بعقلها حلاوه وأستولى على قلبها وعقلها، ولما قدرنا نبعده عنها رجع تانى زى العمل الأسود وخادها وبعدها عن أبنى تانى، أنتوا أيه يا أختى مبتشبعوش؟!

قالت "نجلاء" جملتها تلك وهى تُلوح بيدها فى وجه "منى"، بينما "منى" و"هدى" غير قادرين على الرد من هول زُعرهم من كمية الحقد والسواد داخل تلك المرأة، لتخرج "ندا" من غرفتها غاضبة جدا  بسبب ما أستمعت إليه من حقد وغل "نجلاء"، لتقف أمامها صائحة بغضب وحنق بعد أن شعرت بعدم تحمل الامر موجهة حديثها نحو "نجلاء" رادفة بأنفعال: 

_ تصدقى بالله لولا إنك قريبة ماما وست كبيرة وفى بيتنا أنا كان هيبقالى معاكى تصرف تانى، أبنك ده قذ-ر هو والحق-يرة اللى كانت معاه، أبنك مبيعرفش يحب عشان اللى بيحب مبياذيش، مبيخدعش، مبيعملش للى بيحبه مصيبه عشان يوقعه فيها، مبيفرقش بين اللى بيحبوا بعض عشان هو أصلا مبيعرفش يحب، بس هو معزور هيطلع بيعرف بيحب ويقدر العلاقات بين الناس أزاى؟! إذا كانت أمه أللى خلفته مبتعرفش تحب أصلا غير نفسها، هيطلع أبنها أيه!! التربيه دى زى الزرعه، يا زرعه طيبه يا زرعه خبيثه وأنتى للأسف أبنك طلع زرعته خبيثه زى أمه

وصفعة قوية تهاوت على وجه "ندا" من "نجلاء" لكى توقفها عن إهانتِها لها وتوبيخها بذلك الكلام الذى أغضبها كثيرا، حقا فالكلام يُغضب إذا كان فى محله 

غضبت "هدى" و"منى" مما فعلته "نجلاء" ب"ندا" وقد وصل غضبهم إلى حد السماء، لتسرع "هدى" بمد يدها جاذبة "نجلاء" من شعرِها من شده غضبها على ما فعلته بأبنتها، فكيف لها الحق أن تمد يدها عليها بعد كل ما فعله أبنها، فتلك المرأة هى وأبنها كلمة الحقا-رة قليلة عليهم 

أحكمت "هدى" قبضتها على شعر "نجلاء" الذى أخذت تصرخ بين يديها من شدة الألم وغير قادرة على إبعادها بسبب تدخل "منى" التى تدخلت وقيدت يدها خلف ظهرها مساعدة ل"هدى"، لتكز "هدى" على أسنانها متوعده لها رادفة بحدة:

_ ورحمة أبويا لنربيكى يا نجلاء الكلب على أللى عملتيه أنتى وأبنك فى بنتى، وعشان لما تتربى تعرفى تربى أبنك الوسخ اللى طالعلك

أخذ كلا من "هدى" و"منى" "نجلاء" إلى غرفة "هدى" وألقوها على الفر-اش وذهبت "هدى" إلى الداخل وأحضرت خرطوم المياة وحبلا ودلفت الغرفة مرة أخرى وأغلقت الباب جيدا لكى يعلماها درسا لم تنساه 

أعطت "هدى" طرفا من الحبل إلى "منى" بعد ان أخبرتها بما سيفعلا بها، وقد راق ل"منى" جدا ما أخبرتها به "هدى" وألقت "نجلاء" على الفر-اش بعد أن أحكما ربط يديها وقدمِيها وألقوها لتسقط على وجهِها

أمسكت "هدى" بخرطوم المياة بينما جلست "منى" بجانب "نجلاء" لتثبيتها ومنعها من النهوض، أخذت "هدى" تضرب "نجلاء" على مؤخر-تِها بكل ما فيها من قوة وغضب بمساعدة "منى" التى أخذت تصف-عها وتلكمها على ظهرها بغضب وحده، وصوت صُراخ "نجلاء" يصل إلى خارج الشقة 

لتزيد "هدى" من شدة ضربتها بغضب رادفة بحدة:

_ عشان كل ما تيجى تقعدى وبالك مرتاح كده، تحسى ولو بجزء بسيط من الوجع اللى سببتوا أنتى وأبنك الو-سخ لبنتى، عشان لما تتربى تعرفى تربى أبنك يا نجلاء

فى هذا الوقت كان "عز" عائدا إلى البيت ليسمع صوت صُراخ عالى خارج من شقة "ندا" ليتملكه الفزع والرعب وأسرع بالتوجه نحو باب شقتهم، وأخذ يطرق الباب كالمجنون إلى أن فتحت له شقيقته "زيزى"، ليصيح "عز" بفزع رادفا بلهفة: 

_ فى أيه يا زيزى!! أيه الصريخ ده كله؟!

أبتسمت "زيزى" بشماته وهى يروقها كثير ما يحدث بالداخل ل "نجلاء" رادفة بأبتسامه:

_ لا أبدا دى طنط هدى وماما بيعلموا طنط نجلاء مامت حازم درس عشان تعرف تربى أبنها كويس بعد كده

تنهد "عز" بملل وإنزعاج من شدة ذلك الصوت رادفا بحدة:

_ مينفعش كده يا جماعه، الصوت عالى وجايب لحد بره، الناس تقول أيه هما فين لتموت فى أيدهم

ضيقت "زيزى" ما بين حاجبيها بأنزعاج رادفة بحنق:

_ مينفعش أيه دى ضربت ندا بالقلم على وشها

شعر "عز" بكثير من الغضب وللحظة كان سيتركها لهم  ولكن صوت الصراخ عالً جدا وقد يظن أحدا أن هناك مشكلة كبيرة ليزفر بحنق رادفا بحدة:

_ هما فين يا زيزى؟!

لأنت شفتى "زيزى" بسخرية رادفة بتهكم: 

_ فى أوضه طنط هدى، ومتخفش يا حبيبى مش دى اللى تموت من الضرب دى عايزه دبابه تفرمها عشان تغور فى داهيه

تنهد "عز" بملل وأسرع فى التوجه نحو غرفة "هدى" وطرق الباب عدة مرات ولكن لم يفتخ له أحد فاضطر لفتح الباب والدخول ليوقفهم عما يفعلوا، ما إن فتح "عز" الباب حتى صُعق مما رائه، "هدى" و"منى" يضربان "نجلاء" الموكبلة أمامهم وهما يضرباها كالمعلم الذى يُعاقب تلميذه بأسوء أنواع العقاب وهو ضربهِ بهذه الطريقة المُهينة 

أستطاع "عز" بصعوبة كتم ضحكته على ذلك المنظر الذى أمامه و"نجلاء" تصرخ من شدة الألم، ليحاول "عز" التدخل وإيبعاد كلا من "هدى" و"منى" عن "نجلاء" الذى أخذت تستنجد به بين صرخاتها، ليردف بهدوء: 

_ خلاص يا جماعة هتموت فى أيديكوا، هى كده أخدت كفايتها خلاص

تهاوت "هدى" بضربة أخرى على "نجلاء" رادفة بغضب وتوعد: 

_ لا لسه والله لوريها وأنزلها من هنا ملط عشان تفرح قلب أبنها الوسخ أبن الواطية

ألتقط "عز" الخرطوم من يد "هدى" رادفا بحدة:

_ خلاص بقى يا جدعان وأنتى كمان يا ماما بتساعديها بدل ما تمنعيها دول ناس زباله ميستهلوش تفرهدى نفسك عشانهم خلاص سيوبها تمشى عشان خطرى

أبعدهم "عز" بصعوبة عن "نجلاء" وأخذ يحل قيودها ويفتح لها طريق للخروج دون أن يلمسِها أحد مره أخرة، ما إن مرت "نجلاء" من بينهم وأبتعدت عنهم كثيرا حتى صاحت بهم بغضب رادفة بتوعد وبكاء:

_ والله لويكوا كلكوا وأدفعكوا تمن اللى عملته ده غالى أوى يا حوش

أنحنت "هدى" وألتقطت حذائها بحذائها وألقته سريعا بوجه "نجلاء" ردا على ما قالته لهم من توعد وردا على بجاحتِها رادفة بغضب وتهديد: 

_ أنتى هتمشى ولا أجيبك من شعرك وأعلمك الأدب تانى

أسرعت "نجلاء" بالخروج من المنزل بعد أن لأحظت تقدم "هدى" منها مرة أخرى، لتذهبت وهى تشعر بكثير من الألم والأهانة الشديدة مما فعلوا بها، بينما حاول "عز" تهدئة "هدى" وأستغلال الموقف رادفا بحرج: 

_ خلاص بقى يا حماتى، كفايه عليها كده

نظرت له "هدى" بدهشة وقد رفعت حاجبيها بصدمة على جرائته ومما يقوله، فهى لم تُعاتبه بعد على كل ما فعله وبالطبع لن يكون الأمر هينًا بتلك السهوله، لتعقب بتهكم على حديثه رادفة بأستفسار:

_ حماتك؟!

أومأ لها "عز" برأسه بالموافقه وهو يشعر بكثير من الحرج والغضب من نفسه، ليحاول "عز" إصطناع البجاحة لعلها تاتى بنتيجه رادفا بمشاكسة:

_ أيوه حماتى وأظن أنتى كده عرفتى كل حاجه ومش هتكسفينى ولا هتستخسرى ندا فيا، عشان انا بحبها بجد وندمان على اللى عملته، كانت هضيع منى مره ومش عايز أضيعها تانى و...

قاطعه خرج "ندا" من غرفتها وهى غاضبة كثيرا منه ومن طلبه الذى يبدو وكانه جاء متأخرا، لتعقب بغضب موجها وحديثها نحو "عز" رادفة بحدة وجمود: 

_ طلبك مرفوض يا عز

ألتفت "عز" إليها وأخذ يطالعها بكثير من ملامح الحزن والندم والأستعطاف رادفا برجاء:

_ ندا أسمعينى بس وأنا هشرحلك كل حاجه

صاحت "ندا" بكثير من الألم والقهر ولم تعد تستطيع السيطرة على بكائها لتنساب دموعها على جنتيها وأخذت تعقب بين شهقاتها رادفة بحرقة وإنفعال:

_ وأنت كنت سمعتنى وقت ما أتهمتنى؟! كنت قولتلى سبب إتهماتك دى ايه!! كنت وثقت فيا ودورت على حقى!! كنت حافظت عليا ومنعتنى أتخطب لشخص أللى عايز يدمر حياتى!! كنت صعبت عليك يوم ما كنت عندك وتملت اللى عملته؟! جى دلوقتى تطلب منى إنى أسمعك وأسامحك؟! لا يا عز، لا يا أستاذ عز الحبل اللى كان بينى وبينك أنت اللى قطعته، وأنا مش هدور على اللى باقى منه عشان أوصله ببعضه لأنى معدتش عايزاك أصلا فى حياتى ولا عدت عايزه أعرفك، ودلوقتى أتفضل أطلع برا يا عز

يتبع...