رواية نعيمي وجحيمها - بقلم الكاتبة أمل نصر- اقتباس - الفصل السابع والأربعون الجزء الثاني
رواية نعيمي وجحيمها بقلم الكاتبة أمل نصر
اقتباس
الفصل السابع والأربعون
الجزء الثاني
رواية
نعيمي وجحيمها
افتر ثغر نور بابتسامة حقيقية وهي ترد بتفكه غير مبالية:
- أمال لو تشوفيها معايا في البيت ، هتكتشفي على طول انها بتعاملني كمواطن من الدرجة التالتة، بعد ولادها ومرات ابنها التركية.
شهقت نوال غير مصدقة ما يحدث مع النجمة التي تراها دائمًا ع الشاشة بصورة أخرى غير تلك تحدثهن الاَن:
- معقول؟! ليه بقى؟ ولا هي الست بهيرة بتاعتكم دي فاكرة نفسها من الأسرة المالكة مثلًا؟
اردفت نور مؤكدة وهي تومئ رأسها مغمضة عيناها ببؤس:
- أكتر يا أختي أكتر ، هي من عيلة ليها أصول بشوات وبهوات، فدمغاها مخليها بقى متمسكة بالجزء دا بشكل غربب، لما تشوفيها وهي بتتكلم مع عدي أخو مصطفى الصغير ومراته التركية، تكتشفي انك ولا حاجة وسطيهم، بس انا والحمدلله مصطفى دايمًا بيعوضني وبيعاملني كملكة بدليل إنه جابني النهاردة من غير ما يقولها لا تشبط فينا زي كل مرة لما تشوفني فيها خارجة معاه بس اقولكم على حاجة.
قالت الأخيرة تقترب برأسها تهمس لهن:
- اقسم بالله انا حاسة ان اللي اسمه عدي ده هيطلع من وراه بلاوي و طنت بهيرة دي، اللي طايره بيه وبمراته التركية، هتاخد على دماغها منه، أصله مش مظبوط كدة ودايمًا بحسه بتاع بنات على الرغم انه لئيم وما بيبنش،
قطعت وهي تتأمل هذا التركيز الشديد الذي بدا عليهن ، لتضيف:
- أنا قولتلكم على السر واللي بحسه بس بلاش والنبي تطلعوا فتانين زيي وتقولوا لحد تاني.
قالت كلماتها بلهجة بدت جدية لتصدم الفتيات في البداية قبل أن تنطلق ضحكاتهن بصوت عالي، أجفل المجموعة الأخرى بالقرب منهن، ميري ولمياء وميرفت التي عقبت على فعلهن:
- الست الممثلة اندمجت مع صاحبتنا شكلها كدة بيئة زيهم .
أثارت حفيظة لمياء بقولها لترمقها بنظرة معاتبة ولكن لم تنطق بلسانها ما تود البوح به، فا أضافت ميري على قول قرينتها:
- عندك حق يا ميرفت بكلامك، دا انا كنت واخدة عنها فكرة تانية خالص البتاعة دي.
لم تقوى لمياء على الكتمان أكثر من ذلك فقالت على حرج:
- خلاص يا بنات بلاش الكلام دا أرجوكم .
استدركت ميرفت خطئها لتردف ملطفة على الفور دون ان تتخلى عن خبثها:
- أنا مقصديش حاجة وحشة يا طنت، أنا بس خدت بالي انهم مدينك ضهرهم وهاتك يا رغي ولا اكنك صاحبة البيت أساسًا!
كلماتها السامة اخترقت كبرياء لمياء فبدا التأثر جليًا على ملامح المذكورة، لتبادل ميري مع مرفت ابتسامتهن الخبيثة، وقد أصبن الهدف
والى مصطفى الذي انتبه على شرود طارق والتغيير الذي حل على شخصيته التي دائمًا ما كانت مرحة، فكان يناكفه بالكلمات عله يعود لعهده معه:
- إيه يا بني؟ اقسم بالله ملايق عليك دور العقل ده، إيه اللي جراك يالا؟
رد طارق مستجيبًا بابتسامة شاحبة وقد أخذ حذره بتغير وضعيته في الجلسة حتى يتجنب النظر إليها ، رغم اختراق صوت ضحكاتها النادرة الرائعة لمدينته الاَمنة لتُعاد على مسامعه مرارًا وتكررًا، فتُعكر صفوه وتزيده تشتتًا رغم ادعائه العكس .
- ما انا عقلت بجد يا عم مصطفى، ولا انت فاكرني هفضل طول عمري كدة على جناني؟
اردف مصطفى مصرًا على رأيه بتشدد:
- يا بني كل الناس تعقل إلا انت، ماتقولوا حاجة يا أخ، انا مش قادر اصدقه بصراحة.
قال الأخيرة بإشارة نحو جاسر الذي كان في عالم اَخر غير مندمجًا معهما على الإطلاق، نفض رأسه من أفكارها يربت بكفه على ركبة مصطفى ليرد بعملية :
- سيبك من طارق دلوقت، دا مشكلته معقدة وان شاءالله يجي الحل من عند ربنا المهم......
قطع جملته وقد تحفز بجلسته والتمعت عيناه ببريق غريب اثار فضول صديقيه من هذا التغير الذي طرأ على ملامح وجهه فجأة ، فسأله مصطفى مستفسرًا:
- المهم إيه يا جاسر؟
بمجرد استماعه للسؤال نهض فجأة يزرر سترته ويعدل من هندامه ليرد عليهما بابتسامة غامضة:
- الموضوع المهم بقى واللي جايبكم مخصوص عشان، هتشوفوه دلوقت حالًا، في العرض اللي هيتم قدامكم.
سأله طارق عاقدًا حاحبيه بشدة:
- عرض إيه يا جاسر .
اومأ له الاَخير بابتسامة لاتوحي أبدًا بالخير وهو يتحرك مبتعدًا عنهم وقد حان وقت العرض بالفعل .
يتبع...