-->

رواية شد عصب - بقلم الكاتبة سعاد محمد سلامة - الفصل السابع عشر

 

رواية شد عصب 

بقلم الكاتبة سعاد محمد سلامة 



الفصل السابع عشر 

رواية 

شد عصب 

«رد آخر» 


بمنزل صالح

زفر زاهر نفسه بغضب وهو يُلقى هاتفه أمامه على طاولة الطعام قائلًا: 

كمان قافله موبايلها هى وأبوها. 


بنفس اللحظه كان يدخل صالح الى غرفة السفره تهكم قائلًا بإستفسار: 

ومين دي بجي اللى قافله موبايلها هى وبوها، لا تكون ناويت تتجوز من ورايا. 


تهكم زاهر ونظر لجلوس صالح على مقعد خلف طاولة الطعام  قائلًا: 

لاه إطمن أنا مش بفكر أتجوز من وراك ولا من جدامك دلوك. 


وضع صالح قطعة طعام بفمه يمضغها قائلًا بتلميح: 

وليه مش بتفكر فى الچواز دلوك، إنت عديت التسعه وعشرين سنه، ولا بيك عِله وخايف تتجوز وتنكشف. 


نظر زاهر له ببُغض قائلًا بتلميح: 

وأيه العِله اللى هخاف منيها، كل الحكايه إني مش عاوز أتجوز  أي ست وبعد كده أزهق منيها بسرعه وأفكر فى غيرها،أو أعيش إمعاها غُصبانيه،وأخونها مع الغوازي وبنات الليل،وأرچع ليها آخر الليل سكران وريحة الخيانه بتفوح مني،ومش بعيد أجتلها وأنا مش داريان،بس متوكد وجتها مش هلاجي اللى يوالس على چريمتي.


بصق صالح الطعام الذى بفمه ونهض واقفًا يُنادي على الخادمه بصوت جهور قائلًا:

طعم الوكل ماسخ،كأن الخدامه كبرت وبجت تنسى تحط ملح.


تهكم زاهر مُبتسمً حين آتت الخدامه وبدأ صالح فى توبيخها،ثم تحجج بذالك وترك غرفة الطعام بعصبيه...بينما الخدامه بكت وكادت تُبرر بدفاع عن نفسها لكن زاهر  قال لها:

لاه، حديتك أنا خابره طعم الوكل زين، ومحتاج كوباية شاي سُكر زياده من يدك. 


إبتسمت له الخادمه بإيماءه قائله:

ربنا يُجبر بخاطرك، ويرزجك بـ بِت الحلال اللى تحلى حياتك وتخليها سكر زياده. 


سئم وجه زاه‍ر وتنهد بحسره  فمن يهواها قلبهُ، تهوى آخر كآن بنظرها هو الرجُل الوحيد بالعالم لاترى غيره، بسببها أحيانًا يحقد قلبهُ عليه ما الفرق بينه وبين جاويد، لاشئ يُذكر الإثنان تقريبًا بنفس المستوي المادي والدراسي، لكن لديه يقين أن لعمته صفيه يد فى ذالك، هى على خلاف بلا سبب مع والده منذ زمن،يبدوا أنه ورث الحظ العثر منذ صِغره حُرم من حنان الأم،كذالك يبدوا أنه سيُحرم من نيل ما هواها قلبه والسبب هو سوء خِصال والده. 

   

.... 

بأحد المشافي الحكوميه. 

تنهدت حسنى براحه حين أخبرها الطبيب بتحسُن ضئيل، إبتسمت لطبيب بفرحه قائله: 

يعني أبوي حالة تنفسه إتعدلت وبجي يقدر يتنفس من غير كمامة الأوكسچين. 


رد الطبيب: 

لاء، لسه لازمه كمامة الأوكسچين  وكمان حالته تستدعي إستمرار الحجز إهنه لبكره او يومين كمان على حسب عودة التنفس عنده طبيعي. 


تحيرت حسنى بإستفسار قائله:

مش فاهمه جصدك يا دكتور مش بتجول إن التنفس عند أبوي إتعدل.


رد الطبيب بتفسير:

هو فعلًا تنفسه إتعدل بس لسه آثر الدخان فى الرئه ولو خرج دلوقتي ولو شيلنا كمامة الأوكسچين من عليه  ممكن يحصله إنتكاسه،ويرجع يضيق نفسه،وكمان انا معرفش المريض ده إزاي تسمحوا له يشرب دخان،وهو عنده مرض فى صدرهُ.


إستعجبت حسنى قائله:

بس أبوي بطل شُرب سچاير وكمان مبجاش بيروح القهوه كيف الأول عشان يشرب أرجيله.


تنهد الطبيب قائلًا:

يعنى هكون بكدب عليكِ،الآشعه أهى بتوضح أن المريض إستنشق دخان بطريقه مُباشره. 


إستغربت حسنى ذالك،فى نفس الوقت كانت زوجة أبيها تقترب من مكان وقوفها مع الطبيب،وتحدثت بلهفه مُصطنعه:

خير يا دكتور طمني على چوزي.


نظر لها الطبيب قائلًا:

أنا عطيت للآنسه بالتفصيل حالة والداها تقدري تعرفي منها أنا عندي حالات تانيه لازم أباشرها عن أذنكم.  


غادر الطبيب وتركهن وحدهن، تحدثت زوجة أبيها بنزك قائله: 

هو ماله الدكتور بيكلمنا بآنرحه إكده ليه هو السؤال حُرم ولا إكمننا فى چايين له فى مستشفى حكومي لو عينديه فى العياده  كان كلمنا زين. 


نظرت حسني لزوجة أبيها سأله: 

الدكتور مش بيتحدت بآنزحه، بيتحدت عادي، الا جولي "ثريا" يا مرت أبوي هو أبوي إمبارح نزل للقهوه وشرب مِعسل. 


إرتبكت ثريا قائله بكذب: 

وأنا هعرف منين أنا مش كنت چيت ليكِ بالغدا للعمال اللى فى المخزن، يمكن إنتهز فرصة عدم وجودي بالدار وخرج، وجعد عالقهوه وإتغوي وشرب حجر مِعسل.


تنهدت حسنى قائله:

معرفاش أبوي،ليه غاوي يأذي نفسيه بالهباب المِعسل ده،وزين إنك فكرتيني،بالعمال اللى كانوا بيشتغلوا فى المخزن أنا نسيتهم بسبب حالة بوي،هتصل على الريس بتاعهم أجوله يرچع يكمل شغله فى المخزن،عشان الراچل اللى مأجر المخزن شكله مستجعل عليه،بس موبايلي فاصل شحن،أنا هنا من قبل الفجر ومشحنش هاتي موبايلك يا مرت أبوي اما أتصل منيه.


بحثت بحقيبة يدها ونظرن لـ حسنى  قائله 

موبايلي مش فى الشنطه يظهر سيبته فى الدار من اللهوجه والخضه اللى إتسبب فيها أبوكِ.


تنهدت حسنى وصدقتها بنيه طيبه:

تمام،أنا شويه وهرچع للدار واشحن موبايلى وأبجي أتصل على ريس العمال.   


ردت ثريا:

وهى يعني الدنيا طارت.


ردت حسنى:

لله الدنيا مطارتش بس هو مستعچل ،وحقه طالما دفع الإيجار .


تخابثت ثريا بالسؤال:

الچدع ده باين عليه إنه إكده عصبي.


ردت حسنى بحُسن نيه:

عصبي ولا هادي متفرجش إمعاي كل اللى يهمنى إنه يدفع الإيجار فى مواعيده وغير إكده

ميهمنيش أنا هناسبه إياك...وكفايه حديت إكده خلينا ندخل لابوي .


تركت حسنى ثريا وتوجهت نحو الغرفه الموجود بها والداها بينما لمعت عين ثريا بمكر  ودخلت خلفها الى الغرفه تسمعت عتاب حسنى لوالدتها ،الذى أخفض وجهه بكسوف دون رد .


بينما بعد قليل وقفت حسنى تشعر بالإرهاق قائله:

أنا هروح الدار دلوك وبكره من بدري هكون إهنه.


نهضت ثريا سريعه سأله:

هتروحي الدار أمال مين اللى هيبات مع أبوكِ.


نظرت لها حسنى بإستغراب قائله:

إنتِ يا مرت أبوي،أنا إهنه معاه من ليلة إمبارح ومنمتش .


تلبكت ثريا قائله لتبرير:

ما إنتِ عارفه خواتك فى المدرسه ويادوب رچعوا من المدرسه على دروسهم،وأنا كنت مشغوله بيهم،ودلوك كمان لازمن أرچع للدار عشانهم،إنتِ مش هتقدري على خدمتهم وتلبية طلباتهم ، وكمان رغم أن بكره الچمعه بس حداهم دروس بدري،ولازمن أصحيهم قبل الميعاد على ما يقول من النوم ،وإنتِ إهنه هرتاحي وتنامي على أي سرير فاضى بالاوضه وحظك الأوضه فيها كم سرير خالي ،والدكتور جال أن صحة بوكِ اتحسنت يعنى بس هتيجي مرافجه له ونس.


نظرت حسني لها بإنصياع قائله:

تمام يا مرت ابوي انا هبات الليله مرافجه لابوي بالمستشفى ،بس بكره تچي بدري .


إبتسمت ثريا قائله:

يا دوب بس خواتك يروحوا دروسهم من بدري وهكون إهنه.


❈-❈-❈


دار القدوسي

دخل محمود إلى غرفة مؤنس وسمع  نهايه حديث على الهاتف،زفر نفسه بغضب وهو يجلس جوار مؤنس على الآريكه...نظر له مؤنس بإستفسار قائلًا:

فى أيه مالك.


وفي محمود نفسه بغضب قائلًا:

يستغرب على حال الدنيا،وصعبان عليا قلب بتِ مِسك اللى إتكسر بسبب جاويد ،اللى معرفش عاچبه أيه فى سلوان،وبيچري وراها وهى ولا على بالها ،وآخر المتمه كمان إتسحبت كيف الحراميه آخر الليل ،ومعرفش راحت فين.


رد مؤنس:

راحت لـ هاشم الفندق أبوها وهتبعد عنيه وعاوزه تشبع منيه،بس هو إتصل علي وحالي إنه چايبها وچاي لإهنه،عشان بكره فرحها وهتطلع من داري عروس لدار چوزها.


تنهد محمود يشعر بآسى...وضع مؤنس يدهُ فوق فخذ محمود يشعر هو الآخر بآسى قائلًا:

أوعاك يا ولدي تكون فاكر إنى مش حزين على مِسك وقلبها اللى إتكسر ...مِسك عيندي غاليه بس كل شئ نصيب ومكتوب ،هى كانت جدام جاويد من سنين،وانا نفسي إستغربت لما هو طلب مني يد سلوان وظنيت وجتها إنى سمعت حديته غلط وأكدت عليه وجالي أنه عمره ما شاف مِسك غير زي أخته،ربنا هو اللى بيوفج  الجلوب يا ولدي،ومِسك لساها صبيه  وألف مين يتمناها ،وربنا أكيد رايد ليها الأفضل من جاويد...اللى يبادلها مشاعرها.


تنهد محمود بأمل مُتمنيًا تحقيق ذالك وتفوق مِسك من ذالك الغرام البائس لها. 

❈-❈-❈

بسيارة جاويد 

إبتسم وهو ينظر إلى سلوان المغشي عليها تنهد بشوق وهو ينظر إلى وجهها الملائكي وطال نظره لـ شفاها قبل أن يحسم أمره وكاد يُقبلها ،لكن ضوء تلك السياره التى 

توقفت على الطريق خلفه جعله يتراجع ،متنهدًا بشوق لم يأتي الوقت بعد لتحقيق تلك الأمنيه وهى تذوق قُبله من شفاها.


سمع صوت طرق على زجاج باب العربيه المجاور له ،فإبتسم وفتح الزجاج،ورأي لهفة هاشم الذى نظر نحو سلوان وإنخض بتسرُع وإتجه للناحيه الأخرى للسياره، ةفتح الباب قائلًا"

مالها سلوان.


تبسم جاويد قائلًا:

سلوان بخير يا عمي هى بس أُغمي عليها بقصد.


شعر هاشم  بوخز فى قلبهُ سألًا:

مش فاهم يعني أيه مُغمي عليها بقصد.


فسر جاويد له ما حدث بينه وبين سلوان وأنه ضغط على العرق النابض بعُنقها حين فقد السيطره عليها.


تنهد هاشم قائلًا:

أنا عارف إن سلوان عنيده ومش عارف رد فعلها هيكون أيه لما تعرف إنك جاويد الأشرف،مكنش لازم أطاوعك،كان لازم تعترف ليها إنك مش جلال قبل كتب الكتاب.


زفر جاويد نفسه قائلًا:

حضرتك قولتها سلوان عنيده ولو كنت أعترفت ليها قبل كتب الكتاب كانت هتعند وثقتها فيا هتقل بل يمكن تنعدم.


تهكم هاشم قائلًا:

ودلوقتي لما تعرف ،ثقتها فيك هتزيد ومش هتعند معاك.


تبسم جاويد قائلًا بثقه:

متأكد هتعند وثقتها فيا هتقِل ،بس بسهوله هقدر أسيطر على عِنادها وهى مراتي وكمان هقدر أرجع ثقتها فيا تاني ،كُن متأكد وإطمن على سلوان معايا يا عمي.


تنهد هاشم قائلًا:

للآسف أنا شاركت معاك فى خداع سلوان وقسيت عليها جامد ومبقاش قدامي غير إن أثق فيك،بس عاوزك تحطها فى عينيك يا جاويد لأن سلوان أغلى شئ فى حياتي وكُن متأكد إنها لو فى لحظه لمحت لى إنها مش مرتاحه معاك ...


قطع جاويد بقية حديث هاشم قائلًا:

مالوش لازمه الكلام ده يا عمي ،حضرتك شوفت بنفسك ثقتها فيا،لو مكنتش واثق إني أقدر أحتوي سلوان وإني ليا مصداقيه عندها بغض النظر عن إنها متعرفش إنى جاويد الأشرف ،بس مع الوقت هى هتتأكد إن جلال وجاويد نفس الشخصيه اللى وثقت فيها من الأول ،مفيش فرق غير الأسم فقط .


تنهد هاشم بإقتناع قائلًا:

تمام  أنا بقول بلاش تفوقها وسيبها نايمه وأنا هتصل عالحج مؤنس أقوله إنك راجع بـ سلوان 

تاني لداره،سلوان هتطلع عروسه من دار القدوسى.  

...    ...

بعد قليل 

ترجل جاويد من السياره كذالك هاشم 

الذى فتح الباب المجاور لـ سلوان وإنحنى وكاد يحملها،لكن توقف وهو يشعر ببعض الآلم بظهره وإستقام ،ونظر نحو إقتراب جاويد قائلًا بمزح:

حظك إن عندي ديسك فى ضهري وإلا كنت شيلت أنا سلوان دخلتها لجوه بس هى شرعًا وقانونًا دلوقتي مراتك وإنت الأحق بها.


إبتسم جاويد وإنحني يحمل سلوان ،شعر برجفه خاصه حين إتكئت رأس سلوان على صدره  ،بلاش شعور منها ...دخل بها من بوابة منزل مؤنس الذى كان فى إنتظاره مُبتسمًا،لكن رأى محمود ذالك المشهد ،الذى غص بقلبه .


❈-❈-❈


بغسق الليل 

مازالت صفيه تمكُث مع مِسك ،بنفس الغرفه 

نظرت نحوها وتنهدت بحقد قائله بوعيد:

وحق رجدتك ( رقدتك)دى فى السرير كيف اللى فى غيبوبه ،لم أسيب اللى إتسببوا فى رجدتك دى ينتهوا دجيجه واحده ببعض,

نهضت صفيه وخرجت من الغرفه تتسحب مثل اللصوص إلى أن وصلت إلى   

خلف الباب الخلفي لـ دار القدوسى،وقامت بفتحه بهدوء لكن الباب كاد يُصدر صوت زمجره  عاليه ،خشيت أن يكون سمعها أحد ،فتوقفت تُراقب الطريق لبضع لحظات قبل أن تعاود فتح الباب أكثر ،لكن إنخضت وتلبس جسدها حين رأت عينين حمراوتين يُشعان بنار من ظلام دامس حولهما ،للحظه نطقت "بسم الله،أعوذ بالله".


إغتاظت منها الآخري وقالت بشيطانيه:

كانك چنيتي وبجي جلبك رُهيف يا صفيه.


إزدردت صفيه ريقها الجاف وقالت بتقطُع:

غوايش.


ردت غوايش يتهكم:

أه ،غوايش مش كان بينا ميعاد من ليلة إمبارح،وأها أنا چيتلك ، وأنا عمري ما عملتها وروحت لحدا بيت حد بس عشان تعرفي إنك غاليه عيندي،اللى إتحدت فيه وياكِ فيه أها ،فى الجزازه ( الإزازه) دى , كل المطلوب منك ترشيه على عتبة الأوضه اللى هيتجوز فيها چاويد وبت مِسك،وبعدها جاويد هيشوفها مسخ ويخاف يقرب منيها.


بيد مُرتعشه أخذت صفيه الزجاجه من يد غوايش،حتى أن الزجاجه كادت تقع منها لولا أن تمسكت بها غوايش،وتهكمت قائله:

مالك،يدك بترعش ليه ، هى دي أول مره إياك.


نظرت صفيه خلفها وتحججت قائله:

لله بس دى أول مره تجي،لإهنه وخايفه حد يشوفك.


تهكمت غوايش قائله بثقه:

لله متخافيش من دي،وبعدين فين قتر بت مِسك اللى طلبته  مينكي .


أخرجت صفيه وشاح سلوان من ثنايا ثيابها قائله:

أها الطرحه دي بتاعتنا وكانت لبستها ومتغسلتش،يعني فيها عرقها،كيف ما طلبتي.


بعين تلمع بريطانيه مدت غوايش يدها وأخذت الوشاح من صفيه قائله:

زين،يبجي كيف ما طولت لك رُشى اللى فى الجنازه دي قدام باب التوبه اللى هيتجوز فيها جاويد وأتوكدي أن محدش هيخطي قبل العروسه للأوضه...ومتخافيش حتى لو حد تاني خطي مش هيأثر فيه ،العمل متعزم عليه بإسم جاويد وسلوان كيف ما جولتلى إسمها،ويومين وتعاليلى أكون حضرت ليكِ المطلوب اللى هيخلي عقل بِت مِسك بشت منيها وتطلب الطلاق،أو تهچ من إهنه من غير راجعه.


أمائت صفيه برأسها موافقه بظفر قائله:

تغور بلا رجعه.


تبسمت غوايش بشيطانيه توهم صفيه:

هتغور ،بس نفذى اللى حولت عليه،لازمن أمشي دلوك...بس حاذري حد يشوفك وإنت بترُشي الجزازه،دار صلاح بكره هيبجي فيها فرح،والداخل أكتر من الخارج.


ردت صفيه بثقه:

لله متخافيش أنا خابره الدار زين.


لمعت عين غوايش وبلحظه تلفتت صفيه خلفها وعادت تنظر أمامها لم تجد غوايش إختفت كآنها تبخرت مثل الضباب الأسود،شعرت برجفه قويه وسريعًا أغلقت خلفها باب الدار وعادت تتسحب بهدوء إلى أن إقتربت من سلم المنزل الداخلي تلبشت مكانها كادت تتقابل مع مؤنس على درج السلم الذى رأها على ضوء خافت بالمكان،وتسأل:

كنتِ فين دلوك يا صفيه.


إبتلعت صفيه ريقها برجفه ومثلت الثبات قائله يتهكم:

كنت نائمه چار مِسك ومنظرها وجع قلبي وحسيت إنى هتخنق،سيبتها وطلعت أتمشى هبابه أتنفس هوا فى الچنينه،بس إنت أيه اللى صحتك دلوك،لساه وجت على الفچر الآولاني ما يأذن؟.


رد مؤنس بعفويه:

كنت يطمن على سلوان ،هاشم سابها أمانه عيندينا فى الدار.


تهكمت صفيه بسخريه قائله:

وإنت سيد من يحفظ الأمانه عالعموم هانت كلها ساعات وتسلم أمانتك تاني لـ هاشم وهو حر فيها, أنا حاسه إنى راسي بتوچعني هطلع أمدد چسمي چار مِسك.


مرت صفيه من جوار مؤنس وذهبت نحو غرفةمِسك ودخلت الى الغرفه وأغلقت خلفها الباب تلتقط أنفاسها تشعر فعلًا بضيق تنفس بسبب حقد قلبها زغلوله من إهتمام مؤنس 

بـ سلوان ،أكثر من إبنتها،لكن وضعت يدها  بين ثنايا ملابسها وأخرجت تلك الزجاجه ونظرت لها بظفر قائله

أما أشوف يا جاويد منظرك هيكون أيه لما تفضحك سلوان اللى فضلتها على بتِ وقهرتها فى قلبها. 


بينما مؤنس لم يُبالي وعاد إلى غرفته وجلس يشعر بصدع فى قلبه ،مِسك مثل سلوان فى قلبه لكن القدر تدابير وشؤن أخري.

❈-❈-❈

بالمشفى

نادي ناصف على إيلاف التى كانت تسير بممر المشفى قريبه من مكانه،توقفت سلوان تنتظر وصوله إلى مكانها،إبتسم حين إقترب منها قائلًا:

صباح الخير يا دكتوره،معليشي هعطلك خمس دقائق بس هسألك على حالة مريض هنا فى المستشفى،قالولى إنك إنتِ اللى كنتِ متابعه حالته ،عشان أعرف أكتب تفاصيل حالة الوفاه .


تسألت إيلاف عن المريض،وأخبرها ناصف عنه،تنهدت بإستغراب قائله:

غريبه حالة المريض ده كانت مُستقره وكنت متوقعه يخرج من المستشفى النهارده أو بكره بالكتير.


رد ناصف ببساطه:

يمكن كانت سكرة الموت ،وعادي بتحصل كتير يبقي المريض خلاص حالته إتحسنت وفجأه تحصل إنتكاسه ويتوفي .


ردت إيلاف:

فعلًا ده بيحصل مش بس للشخص المريض،عالعموم أنا هكتب تقرير بحالة المتوفي وأبعته لمكتب حضرتك.


إبتسم ناصف ثم تنحنح يُمثل الحرج قائلًا:

فى أمر تاني يا دكتوره كانت عاوز أعرضه عليكِ وبصراحه مُتردد ،مش عارف ردك هيبقى أيه.


قطبت إيلاق حاجبيها وتساءلت بإستفسار:

لاء،بلاش تتردد وإتفضل قول الآمر التانى.


إستجمع ناصف شجاعته وعدل وضع نظارته الطبيه قائلاً: 

بصي يا دكتوره، أنا ومجموعه من الدكاتره أنشأنا مستشفى خاصه، وهدفنا مساعدة المرضى بسعر  رمزي،إيمانًا منا برسالة الطب الاولى وهى مساعدة المحتاجين،وكمان المستشفى فيها جزء إقتصادي للمرضى اللى قادرين على تكاليف العلاج،وأنا كنت إتكلمت مع الدكتور جواد الأشرف وشرحت له وطلبت منه إنه ينضم لينا بالفريق الطبي للمستشفى،وبصراحه هو أبدي موافقه مبدأيه،وأنا بعد ما شوفت نشاطك هنا فى المستشفى وتعاملك المُتفاني مع المرضى على إنهم بشر ويستحقوا الرعايه إتخذن القرار وإتجرأت إنى أطلب منك تنضمي لفريق المستشفى اللى انشأنها.


إرتبكت إيلاف وصمتت ثواني للتفكير،إنتهز ناصف ربكة إيلاف قائلًا بتحفيز:

دى مستشفى تعتبر خيري،لمساعدة المرضى  المحتاجين،واللى مش لاقين مكان لعلاجهم فى مستشفيات الحكومه.


ردت إيلاف:

أنا بصراحه عجبتني جدًا فكرتهم بمساعدة المرضى المحتاجين،بس أنا يادوب لسه متخرجه،وهنا فى التكليف،يعني لسه ببدأ طريق الطب،غير إنى هنا لوقت محدد وبعد ما تنتهي مدة تكليفي،هرجع لبلدي تاني.


تبسم ناصف بمكر ومدح قائلًا:

الطب مفيهوش مبتدأ ومتمرس،الطب فيه اللى يعرف يشخص المرض  ويساعد المريض مظبوط،وده أنا لاحظته فى إهتمامك وتعاملك مع المرضى، وإنتِ قولتيها مدة التكليف وإنتِ يادوب لسه فى أول المده، ليه متستغليش المده دي وتكوني إيد تساعد المرضى المحتاجين، غير كمان ممكن تكتسبي خبره كويسه فى الطب. 


ترددت إيلاف وشعرت بالحرج لو رفضت عرضه، لكن أنقذها إقتراب جواد من مكان وقوفهم، قائلًا: 

خير يا دكاتره واقفين كده ليه فى ممر المستشفى. 


إرتبك ناصف ونظر الى إيلاف قائلًا: 

أبدًا يا دكتور أنا كنت بسأل الدكتوره على تفاصيل حالة مريض توفى وهى اللى كانت المسؤله عن حالته، وطلبت  منها تكتب تقرير مُفصل عن حالته. 


نظر جواد لـ إيلاف  التى تغيرت ملامحها بسبب تبرير ناصف لـ جواد  سبب وقوفهم الآخر، توغل إليه شعور بالغِيرة، وإنتظر رد إيلاف التى ظلت صامته، الى أن إنتهز ناصف فكره وأستغلها قائلا: 

وبعدين مبروك يا دكتور أيه مش تفتكر إننا هنا زملاء والمفروض تدعينا فى الفرح. 


للحظه شعرت إيلاف بنغزه فى قلبها، ونظرت نحو جواد، الذى رد بمجامله: 

بسرعه كده الخبر إنتشر فى المستشفى، عالعموم إنت مش محتاج لدعوه.


إبتسم ناصف قائلًا:

فعلًا،وفضيت نفسي المسا عشان حضور فرح 

"جاويد الأشرف" اللى هتحكي عنه الاقصر كلها.


رد جواد:

بلاش مبالغه الفرح هيبقى عادي وبسيط.


رد ناصف:

وماله بس برضوا فرح أخوك يبقى فرح اخونا كلنا ولازم نكون أول الخاضرين،هستأذن أنا منكم عندي مرور.


قال ناصف هذا وخص  إيلاف بالنظر قائلًا:

هستني منك التقرير يا دكتوره وياريت ميتأخرش،عشان أنا كمان أكتب تقريري ويترفع التقريرين لادارة المستشفى.


أومات إيلاف رأسها له،بينما تستغرب تلك المشاعر التى تشعر بها لأول مره.  


غادر ناصف وترك إيلاف مع جواد الذى إبتسم لها قائلًا: 

بصراحه كنت بدور عليكِ فى المستشفى  عشان أدعيكي، الليله فرح أخويا التاني، ويشرفني حضورك للفرح وبالمناسبه كمان عم بليغ أكد عليا وأنا جاي لهنا أنى أأكد عليكِ إنك تحضري الفرح، بالنيابه عنه لأنه مشغول مع العمال  بسبب فرح جاويد،اللى حصل بسرعه دربكه فى  الشغل معاهم.


إبتسمت إيلاف قائله:

تعرف إني كان نفسي أحضر فرح صعيدي وأشوف طقوسهم اللى بنشوفها فى الافلام والمسلسلات الصعيديه.


ضحك جواد قائلًا:

المسلسلات والافلام بتجيب صوره مش مظبوطه عن الصعايده،حتى فى مبالغات فى الأفراح،الأفراح هنا بسيطه جدًا،وعالعموم قدامك فرصه  دعوه تحضري فرح صعيدي.


إبتسمت إيلاف قائله:

طالما عم بليغ طلب منك إنك تبلغني إنى أحضر الفرح،فأنا موافقه،فرصه أقابل عم بليغ بقالي كم يوم مشفتوش،وكنت لسه هسأل عليه،بس دلوقتي خلاص عرفت سبب غيابه عني.


شعر جواد بالغِيره من بليغ لكن أخفى ذالك قائلًا:

تمام الساعه سبعه ونص هتكون ورديتك خلصت فى المستشفى،هستناكِ فى مكتبي عشان نروح للفرح.


إبتسمت إيلاف قائله:

تمام،عن إذنك هروح أشوف بعض حالات المرضى.


أماء لها جواد برأسه يرسم بسمه،الى أن غادرت زفر نفسه وهو يشعر بالغِيره قائلًا:

مش عارف أيه سر عم بليغ معاكِ.


بينما إيلاف لم تذهب الى المرضى بل ذهبت الى حمام المشفى ووقفت خلف الباب تضع يدها فوق قلبها بإستغراب قائله:

أنا ليه إتوترت لما ناصف بارك لـ جواد،ليه حسيت بنغزه فى قلبي.


ردت إيلاف على سؤالها:.

أكيد بدون سبب،يمكن النغزه دى بسبب إني إستغربت رد ناصف على سؤال جواد وليه مقالش قدامه عن حكاية طلبه مني أشتغل فى المستشفى الخاصه،طب ليه مقالش له رغم أنه قالى أنه طلب نفس الطلب من جواد وهو وافق مبدئيًا!


سؤال جوابه لدى ناصف...هكذا وافق عقلها على الجواب. 


❈-❈-❈


بالظهيره

بالمقابر

رفع هاشم يديه وقرأ الفاتحه، ثم تنهد بشعر بإنخلاع فى قلبه ثم تحدث بمأساه: 

وحشتيني يا مِسك، روحك كانت هنا دايمًا، كآنك مفارقتيش المكان، حتى من قبل ما ترحلى من الدنيا، عارف إني قصرت فى حقك ومجتش لهنا عشان أزورك،كنت خايف على سلوان، بس إنتِ ساكنه قلبي، ومفيش حد خد من مكانتك فى قلبي غير سلوان 

بنتنا، سلوان النهارده فرحها يا مِسك، كِبرت سلوان اللى كانت دايمًا مترضاش تحتفل بعيد ميلادها عشان منقولش لها إنها كِبرت سنه والمفروض تبطل تسرُع،كِبرت وبقت عروسه، مش هقول كِبرت بسرعه لان محستش بالوقت بعد منك  إن كان سريع او بطيئ، أمنيك ربنا هيحققها، فاكر لما قولتلي أنا مطلعتش من دار أبويا عروسه، بس نفسي بنتِ هى اللى تطلع من دار أبويا عروسه،كان سبب رئيسي إني أوافق على جواز جاويد من سلوان هو أمنيتك دى يا مِسك،رغم إنى جوايا خايف من كلام العرافه،بس مؤمن بالله إن هو اللى رسم طريق سلوان وخلاها تجي لهنا من ورايا،رغم تحذيري ليها،آمنت "إن الحذر لا يمنع القدر" والقدر هو اللى بيرسم  لينا طريقينا غصب عننا،صحيح جوايا مازال هاجس،بس أنا حاسس إن وجود روحك هنا هى اللى هتحمي سلوان.   


❈-❈-❈


مساءً 

منزل القدوسى

دخلت يُسريه الى غرفة سلوان لكن بنفس اللحظه إرتجفت من الخضه حين سمعت خلفها مباشرة صوت زغروطه عاليه،ثم شعرت بيد تبعدها قائله:

بعدي إكده يا يُسريه خليني أشوف عروسة جاويد الأموره،أنا من أول ما شوفتها ودعيت ربنا  تكون من نصيبه حتى إسأليها.


قالت هذا وإقتربت من سلوان وتمعنت منها النظر قائله:

بمين بالله إن البنات اللى كانوا بيزينوكِ ما ضافوا على جمالك شئ،إنت جميله من غير أحمر وأخضر،أوعي تكوني نسيتني بسرعه إكده،أزعل منيك،أنا محاسن،أو خالتك محاسن،أنا أبجي خالة جاويد أخت أمه،دي،يسريه أختي الكبيره والعاقله.


للحظه رغم شعور سلوان بالغضب لكن تبسمت لـ محاسن،التى إنحنت تُقبل وجنة سلوان وهمست لها بمزح قائله:

يُسريه أختي تبان قويه إكده،بس هى قلبها أبيض تكسبيها بكلمة حاضر،وأنا أها موجوده إن زعلتك بس جوليلي وانا اللى هتوجف ليها.


تبسمت سلوان لـ محاسن....بينما إقتربت يُسريه وتمعنت بـ سلوان وتذكرت صورة الماضى بل هذه أبهي من الأخري لديها وهج خاص بها،تنهدت قائله:

ألف مبروك يا بنتِ.


قالت هذا وأخرجت مُصحف صغير بحجم يقترب من كف يد طفل صغير، وإنحنت على سلوان وقامت بوضعه بصدرها أسفل فستان العُرس قائله: 

ربنا يحفظك. 


إستغربت سلوان فعلة يُسريه، لكن شعرت براحه قليلًا حين لامس المُصحف جسدها. 


بعد قليل 

دخلت إحدي الخادمات الى الغرفه قائله:. 

الموكب اللى هياخد العروسه وصل جدام الدار. 


إبتسمت يسريه ومحاسن ونهضن، بينما  محاسن  ساعدت سلوان بالنهوض وهي تُغني بعض الاغانى الفلكلوريه القديمه. 


حين خرجت سلوان من الغرفه وجدت بإنتظارها أمام الغرفه 

مؤنس وهاشم الذى نظر لـ سلوان بحنان بينما تجاهلت  سلوان النظر إليه حتى لا يزداد شعور الخذلان لديها، وإقتربت من مكان وقوف مؤنس الذى مد كف يده لها،إقتربت محاسن من سلوان وأنزلت الوشاح الأبيض على وجه سلوان تُخفيه،

بينما سلوان نظرت ليد مؤنس للحظات  بتفكير  قبل أن  تضع  يدها بيده ليصطحبها الى خارج الدار.


رأت زفه كبيره لكن إستغربت من ذالك الكهل الذى إقترب منها وأخذها من يد مؤنس وقبل جبينها بمودن قائلًا:

ألف مبروك يا بنتِ أنا عمك صلاح والد جاويد.


إستغربت سلوان التى للحظة ظنته هو العريس،وكادت تصطدم قبل أن تعرف هويته،لكن تهكمت بداخل نفسها قائله:.

جاويد الأشرف الشخص الغامض بالنسبه ليا،لاء وباعت أبوه مكانه،وماله خليني أكمل للنهايه عشان أكتشف الشخص الغامض وأسأله هو شافني فين قبل كده عشان يفكر يتجوزني...

لكن إستغربت سلوان 

تلك العربيه الصغيره التي يجُرها إثنين من الخيول العربيه(الكارته)،ويد صلاح الذى مدها لها قائلًا:.خليني أساعدك تركبي الكارته.


مدت سلوان يدها له حتى صعدت الى العربه وتفاچئت بجلوس مؤنس جوارها الى أن وصلت الى دار الأشرف،الآن تسخر من تلك المظاهر التى رأتها سابقًا  قبل أيام وتمنت عُرس مثل هذا،لكن الآن تود الفرار من هذا العُرس...أو ينتهي وتري صاحب الفرح الغامض بالنسبه لها وتسأله أين رأها ليريد الزواج بها.


إستقبلت يُسريه دخول سلوان الى دار الأشرف ودخلت بها الى خيمه بها بعض النساء،جلست لبعض الوقت بينهن تشعر بترقُب وإنتظار أن تنتهي هذه المظاهر الفارغه بالنسبه لها وترتاح من تلك العيون التى تخترق النظر إليها،ويتهامسون بجمالها ويمدحون ذوق وحظ جاويد الأشرف،الغامض بالنسبه لها....


بعدوقت نهضت كل من يُسريه ومعها محاسن التى ساعدت سلوان بالنهوض،ذهبت معهن بلا إعتراض،الى أن صعدن الى إحدي الغرف بالدار، أهرجت يُسريه مفتاح الغرفه وضعته بمكانه بمقبض الباب وفتحته،دخلت محاسن الى الغرفه اولا تقوم بالتهليل والغناء المرح،دخلت خلفها سلوان،ثم يُسريه...تبسمت محاسن بغمز قائله:

ألف مبروك يا زينة  الصبايا، لاه خلاص كلها  هبابه ويدخل جاويد،وبعدها ومتبجيش صبيه هتبجي ست الهوانم.


شعرت سلوان بالخجل،بينما قالت يُسريه:

خلينا ننزل للستات يا محاسن.


وافقت محاسن يسريه التى إقتربت من سلوان قائله:

ألف مبروك ربنا يجمع بينكم بخير.


غادرن يُسريه  ومحاسن وظلت سلوان وحدها بالغرفه،جالت عينيها بالغرفه بتمعن رأت بابان  آخران بالغرفه غير باب الغرفه،حذرت قائله:

أكيد واحد من البابين حمام،طب والباب التانى ده أيه،بفضول منها جمعت ذيل فستانها ونهضت نحو أحد البابان وفتحته ونظرت بداخله تعجبت كثيرًا فتبدوا مثل غرفة صالون، ولها باب آخر بالتأكيد يفتح على الخارج، أغلقت الباب وتوجهت نحو الفراش وجلست عليه تشعر بغصات فى قلبها وخذلان من أقرب  الناس لها والدها، كذالك تذكرت  خذلانها من جلال، وتفاجؤها حين إستيقظت صباحً ووجدت نفسها بمنزل مؤنس القدوسي، وحين سألت من الذى اعادها الى منزله جاوبها أنه شخص قال له، إنك مُتعبه وطلبتي منه إيصالك الى منزله، جلال من وثقت به ها هى تجني الخذلان منه هو الآخر، قدمها لـ جاويد الأشرف "الغامض".


بعد دقائق شعرت سلوان بملل من الإنتظار والترقُب لدخول جاويد،نهضت وقامت بخلع وشاح  رأسها بضيق،وكادت تمد يدها على ظهرها فوق سحاب فستانها  لكن بنفس اللحظه إنطفئ ضوء الغرفه وعم الظلام،وسمعت صوت فتح مقبض باب الغرفه،للحظات شعرت بالتوجس،لكن حين سمعت صوت جاويد الرخيم والذى يتحدث بلهجه صعيديه قائلًا:

الجناح ده إتجهز قبل واحد وتلاتين  سنه لإستجبال عروسه، فى الليله دى العُرس ما تمش، بس أنا إتولدت فجر الليله دي. 


تهكمت سلوان قائله: 

يعني الليله عيد ميلادك، أعتقد بعد السنه دى مش هتفتكر عيد ميلادك لأنه هيبقى أسوء ذكري بعد كده. 


تغاضى جاويد وضحك قائلًا: 

نورتي مُطرحك يا عروسه.


تهكمت سلوان قائله بغرور أبله:.

فعلًا نورت حتى نوري غلب عالكهربا عشان كده قطعت أول ما حضرتك دخلت للاوضه.


ضحك جاويد قائلًا:

فى ست تجول لچوزها حضرتك برضك. 


تهكمت سلوان قائله:

وعاوزني أجول لك أيه.


فجأة عاد ضوء الغرفه بنفس اللحظه قال جاويد:

تجوليلى.....يا جاويد.


إنصدمت سلوان وجحظت عينيها بذهول قائله بتقطع:

"ج ل ا ل"... مستحيل. 


ضحك جاويد قائلًا: 

أنا مش جلال، أنا جاويد الأشرف. 


نظرت سلوان له بذهول قائله:. 

إنت جاويد الأشرف، إنت عريس الغبره والغفله. 


ضحك جاويد على قول سلوان، لو أخري قالت له هاتان الكلمتان لكان قتلها بدمِ بارد ولن يدفع ديه لها، لكن مع سلوان هنالك رد آخر. 


يتبع