رواية روضتني -الجزء الثالث من احببت طريدتي -للكاتبة أسماء المصري -الفصل السادس الجزء الثاني
رواية روضتني الجزء الثالث من احببت طريدتي
بقلم الكاتبة أسماء المصري
تعريف الرواية
ما لكَ في قلبي إلا مكاناً صغيراً
يُقدر بحجم قبضة يدي..
ولما شَعُرت بتخمة عِشقك.
ذهبت لطبيب العشاق ... وسألته..
ما بالِ أتألم بحضوره وفراقه ومكانه فى قلبي يُضاق؟
فقال لي إچابةٌ ولجت لنفسي كالمحراب..
إچابته كانت، ألا تعلمي أن حجم القلب قبضةٌ من يدك؟
و هو يملؤها متخماً بالعشقِ..
فشعرتِ معه أنكِ
قد وصلتى أعلى وأعظم عِناق
من خواطري
أسماء عادل المصري
تصنيف الرواية
إجتماعي، رومانسي، اجتماعى، رومانسية، أكشن
حوار الرواية
الحوار بالعامية المصرية
سرد الرواية
السرد فصحى
❈-❈-❈
الفصل السادس الجزء الثاني
رواية
روضتي الجزء الثالث من احببت طريدتي
فلاش باك..
أمسكت تلك المحرمة القماشية وقامت بغلسها وكيها، ونزلت من منزلها قاصدة ڤيلا الفهد وهناك وقفت أمام البوابة الحديدية وطلبت مقابلته؛ فناداه زملاءه فخرج لها على الفور مبتسما ومرحبا بها:
-اهلا يا آنسه دعاء، ايه النور ده؟
ابتسمت له برقه فقال متجها للداخل:
-ثانيه واحده ابلغ الهانم بوجوك.
امسكته من ذراعه بسرعه قبيل أن يغادر وقالت:
-لأ، أنا مش جايه لياسمين.
نظر لها متعجبا وهي تضيف:
-انا جيالك.
مدت ساعدها بمحرمة بدلته وهي تقول برقة:
-المنديل بتاعك معايا من يوم العزومه، غسلته وكويته وقولت ارجعهولك.
تعجب من حديثها فقال مندهشا:
-معقول جايه المسافة دي كلها عشان ترجعيلي المنديل!
اطرقت رأسها بخجل وهمهمت:
-ايوه.
ظل ناظرا لها ومد راحته متناولا منها المحرمة وشكرها بابتسامة لبقة:
-شكرا، تعبتي نفسك.
ردت عليه:
- لا ابدا مفيش تعب.
استأذنت وتحركت من أمامه فناداها بلهفة:
-انسه دعاء، استني.
وقفت على الفور والتفتت له؛ فحدثها وهو يلتفت للدخول:
-هجيب العربيه عشان اوصلك، استنيني لحظه.
لم ترفض أو تمانع على اﻻطلاق بل أومأت له وانتظرت بجوار البوابة الحديدية؛ فدلف هو ليدير السيارة؛ فاقترب منه أمجد غامزا له بمشاكسة:
-منديل الحبايب يابا وسألوني عليه.
دفعه من أمامه وهو يهدر به:
-بلاش هزار بايخ، أنت عارف مين دي كويس!
أومأ له أمجد مرددا:
-والله أنا عن نفسي عارف مين دي كويس، المهم انت تكون عارف يا زين!
زفر بضيق ودلف سيارته وخرج من البوابة ونزل ليفتح لها الباب الخلفي بلباقة؛ فلمعت عينها بتعجب وضحكت بعذوبة وهي تغلقه وتقول:
-انا مش هانم، ولا أحب أبدا اتحط في دور الهانم ده يا زين.
اتجهت للباب اﻻمامي وفتحته وجلست بجوار مقعد السائق؛ فقضم زين فمه من الداخل وهو يمسح على وجهه ودلف جالسا خلف المقود متجها لوجهته.
أوصلها لمنزلها فالتفتت تنظر له مبتسمه وشكرته:
-متشكره جدا، واسفه لو كنت عطلتك.
أجاب وهو مطرقا رأسه لا ينظر لها، وبصوت متحشرج فهو لم يتحدث طوال الطريق ولو بكلمة واحدة:
-انا تحت أمرك يا هانم.
قالت بحدة:
-ليه بتقولي يا هانم؟ انا قولت لك انا مش ياسمين، ومن فضلك بلاش هانم دي انا مبحبهاش.
رد باقتضاب:
-انا شغال عند الباشا وحضرتك...
قاطعته تقول بتأكيد:
-ما تبص يا زين انا ساكنه فين وحياتي عامله ازاي! هانم ايه بس ضحكتني والله.
ابتسم ورد:
-تمام يا آنسه دعاء.
زفرت بفروغ صبر وقالت بجدية:
-بص، زي ما بقولك زين قولي يا دعاء .
رد عليها بحيرة:
-ازاي يعني؟
رفعت كتفاها لأعلى وقالت بسلاسة:
-زي الناس، انت بتقول لشادي ولا ياسين يا بيه ولا استاذ؟
ضحك ونفى برأسه فعقبت على رده الصامت:
-خلاص، يبقى تقولي يا دعاء، بسيطه خالص.
أومأ لها ونزل ليفتح بابها بلباقة فابتسمت وشكرته وتوجهت لمنزلها؛ فنظر هو في إثرها متعجبا ومتمتما:
-غير اخوها خالص، لذيذه ومتفاهمه مش راس الكلب أخوها اللي عامل فيها شمشون الجبار وهو جبان.
مر الوقت حتى حادثة زواج شادي المزعوم وتلك الرسائل التي تلقاها زين على هاتفه وياسمين بحضنه، وما توالت بعدها من أحداث حتى قرر فارس أن يحبسه ويعذبه لأيام جراء فعلته، وهنا وعندما تأخر كثيرا عن الظهور لعائلته باﻻضافة لقلق والده عليه ومحاولته طلب المساعدة من ياسمين التي فشلت بالطبع في تقديمها بعد ثورة زوجها عليها؛ آثرت هي التحدث معه عله يعلم اي معلومات عنه فذهبت لملاقاته مجددا.
خرج لها أمام البوابة الحديدية فوجدها واقفة تبكي بحرقة؛ فحاول تهداتها قائلا:
-في ايه؟ مالك؟
هدرت به بعنف:
-يعني مش عارف! اخويا فين؟
جعد جبينه ورد متصنعا عدم المعرفة:
-شادي! ماله؟
بكت وانتحبت وقالت بضيق:
-قولي اخويا فين يا زين ارجوك؟ مختفي بقاله كتير وبابا سأل عليه طوب اﻻرض ومحدش عارف طريقه.
ابتلع ريقه وقال بهدوء مغايرا لما بداخله:
-والدك كان هنا فعلا من يومين، بس انا معنديش معلومات عن حاجه يا آنسه دعاء.
زفرت أنفاسها الحارقه واكملت ببكاء:
-يعني اللي اسمه فارس ده مش و السبب في اختفاءه؟
رد كاذبا:
-وهيكون سبب اختفاءه ليه؟ هو من ساعة ما رد ياسمين هانم لعصمته وكل حاجه انتهت ومفيش بينهم مشاكل على ما اظن، وبعدين أنا كنت مسافر مع والباشا ولسه راجعين ومعرفش حاجه.
لأول مرة منذ لقاءاتهما التصادفية يراها تنظر له بهذا الحقد والغل وتحدثت بكره وغضب:
-متعرفش حاجه! أنا عارفه كويس إن أخويا تحت ايديكم وانك عارف مكانه ومش عايز تقول، بس...
صمتت واطرقت رأسها باكية وهمهمت بحزن:
-طمني عليه بس ومش عايزه أي حاجه تاني.
قضم اسفل شفته وقال بحدة:
-شوف انا بقول ايه وحضرتك بتقولي ايه؟! بقولك يا آنسه دعاء إن الباشا ملوش دخل باختفاءه، سألتوا عنه في الشغل؟
أومأت معقبة:
-اكيد يعني، وميعرفوش عنه حاجه، أرجوك يا زين ساعدني الاقيه ده اخويا الوحيد.
حزن على انفراط قلبها على هذا المخنث الذي لا يكره اكثر منه وقال يهدأها:
-طيب سبيني كده أعمل اتصالاتي وربنا كريم.
مدت راحته أمامه وقالت:
-طيب هات موبايلك اسجلك رقمي.
ناوله اياها فطبعت الرقم على شاشته وسجلته باسمها وبعدها قامت باﻻتصال على نفسها وهي تضيف:
-كده رقمك كمان معايا، عشان ابقى اطمن منك عليه.
وافقها ونظر لها بحرج قائلا:
-كنت عايز اوصلك بس للأسف مش هعرف، الڤيلا جوه متكهربا عند الباشا ومش هعرف اسيب الشغل.
سألته بفضول:
-خير يا ترى؟
ابتسم ورد:
-الهانم حامل ومش ضامن ممكن يحتاجوني في ايه.
ارتفع حاجبيها وقالت مازحة:
-دي ارنبه ولا ايه؟ ولا تلاقيها بتقول تربطه بالعيال بدل ما يطلقها تاني لما يزهق!
تجهم وجهه لظنها السيئ برب عمله الذي ينتمي له انتماءا كبيرا فقال بضيق:
-على فكره، الباشا بتاعتنا مفيش زيه، المشكله انكم شفتوا الجانب الوحش بتاعه بس، لكن مشفتوش الجانب الكويس واللي أنا عارفه وعيشته معاه.
تهكمت ساخرة:
-مش عايزين نشوف لا الوحش ولا الحلو بتاعه، كفايه أنه يبعد عننا بحلوه ومره.
❈-❈-❈
عاد يكمل اطنابه لرب عمله وهو يوضح:
-لو فاكر جنابك وقتها أنا طلبت منك تخليه يكلم اهله ويطمنهم عليه عشان محدش يشك في حاجه، وبعدها لما سافر اتقابلنا كذا مره كده ما بين صدف وبين مقصوده، يعني قربنا من بعض لحد ما حضرتك عارف الباقي بقى.
رمقه فارس بتفحص لملامحه وعض على شفته بتفكير قائلا:
-عندك شك على حكمي للأمور؟
نفى سريعا ودون تعقيب فأضاف اﻻول:
-انا مش مرتاح، ومتأكد إن في حاجه وراها.
توتر زين وحاول الدفاع عنها قائلا:
-والله دعاء غلبانه مش زي اخوها يا باشا، بس اللي تشوفه سيادتك أنا هعمله.
رد عليه باقتضاب وحذر:
-وانا مقدرش على زعلك أبدا يا زين، احنا مش مجرد راجل والحارس بتاعه! وعارف ومقدر مشاعرك وانها مش بايدك.
وقف من مكانه وتحرك صوبه ملتفا حول مكتبه ووقف خلفه؛ فحاول اﻵخر الوقوف ولكن فارس احكم قبضته على كتفه وتكلم:
-خليك قاعد.
ظل واقفا خلفه يفكر وتمتم بصوت مسموع:
-ربنا يخلف ظني.
التفت زين بتفاجئ ونظر له منتظرا منه أي تلميح بالموافقة أو بالرفض حتى؛ فابتسم فارس وتكلم بقوته المعهودة:
-ابعت كروت دعوه للأستاذ أحمد وعيلته عشان حفلة الولاد بعد بكرة، و خد لنا ميعاد منه يوم بعد يوم الجمعة عشان نطلبلك ايدها من ابوها.
انتفض زين بفرحة عارمة ولمعت عينه وهو يكاد لا يصدق نفسه وسأله بذهول:
-حضرتك قولت إيه يا باشا؟
ربت على كتفه وقال بمودة:
-مبروك يا زين.
لم يتمالك نفسه ذلك الملهوف ذو البنية القوية والعضلات المفتولة فرمى جسده على رب عمله يحتضنه بفرحة وامتنان قائلا بعدم تصديق:
-ربنا يخليك لينا يا باشا، أنا والله ما مصدق.
ربت على ظهره ودعم جسده وقال:
-الف مبروك وربنا يسعدك ويخلف ظني.
❈-❈-❈
صعد جناحه فوجدها بالمرحاض وكعادتها دائما تترك الابواب مفتوحة؛ فضحك عليها ودلف واقفا مستندا على الحائط ينظر لها بعشق قد فاق الحدود، ولكنه لم يتمالك نفسه من منظرها المهلك لرجولته فحمحم بصوت مسموع؛ فالتفتت بخضة هاتفة:
-خضتني يا فروستي، كنت فين؟
رد مبتسا:
-بشوف الولاد.
وقف معها اسفل المياة فشهقت تخبرة:
-هتتبل.
لم يهتم وانحنى يقبلها من عنقها فأغلقت عينها وقالت هامسه من بين سكرتها بخمر عشقه:
-انا متأكده اننا هنخاوي الولاد قريب.
ضحك وابتعد عنها بعد أن ابتلت ملابسه قليلا وغمز لها وهو يسحب المنشفة ليجفف نفسه قليلا، وقال وكأنه يتحدث بأمر عاديا:
-انا بعت كروت دعوة لعمك أحمد.
لم تعقب ولكن ارتسمت ابتسامة سعيدة على وجهها وهو يضيف:
-لاني كنت مسقطه من دماغي مش فكرة مش عايزه يحضر بدليل أنه بيحضر عزومات رمضان.
أومأت بصمت فتحدث وهو يغادر المرحاض:
-ووافقت على جوازة زين.
خرج فما كان لها إﻻ أن هرعت تمسك بمنشفة أخرى وتلحقة بلهفة وهي تسأله:
-انت قولت ايه؟
أبتسم وداعب اسفل ذقنها بأنامله قائلا:
-لأ.. انتي سمعتيني بس مش مصدقة.
قرص وجنتها بمداعبة فظلت تنظر له بهيام؛ فابتسم وقال وهو يهمس باذنها:
-لو أعرف إن موافقتي هتخليني أشوف العشق اللي في عنيكي ده؛ كنت وافقت على كل حاجه وأي حاجه حاجه يا سلطانه عشان تفضلي تبصيلي كده.
عانقته وأحاطت رقبته بذراعيها؛ فانحنى قليلا حتى تطاله وحاوط خصـ ـرها بيديه الغليظتين، وظلت صامته وكأن لغة العيون هي من تتحدث لتقول وتقص قصة ذلك الفهد المفترس الذي وقع في حب غزالة استطاعت ترويضه بدلا من أن يلتهمها.
اخرجت تنهيدة حارة وقالت بعذوبة:
-بحبك يا فارس.
قبلها من تجويف عنقها وردد:
-وأنا بحبك يا سلطانة قلبي.
❈-❈-❈
ظل متسمرا أمامها وهو يشعر بغبطة أم غصة لم يستطع تحديد ماهية شعوره! ولكنه لم يفكر سوى بأمر واحد فقط، كيف حدث بهذه السرعة وهما قد اتفقا على اﻷمر منذ أيام معدودة تعد على أصابع اليد الواحدة؛ فأحتدت ملامحه بعد أن فهم أنه قد تم التلاعب به بكفاءة وجدارة منها، لتجعله يظن انها قد أخذت برأية وموافقته لفعلها؛ فصر على أسنانه وقال بصوت أجش:
-الحمل ده من امتى؟
ردت بتوتر:
-انا عرفت من يومين.
حرك رأسه وهو زاما شفتيه وسألها بحدة:
-من أربع ايام بس كنا لسه بنتفق على الموضوع.
ابتسمت بتصنع وسألت بدلال حاولت رسمه على وجهها:
-هو انت مش مبسوط؟
حاولت محاوطة عنقه، ولكنه أنزل ذراعيها ونظر لها بجمود:
-انا وافقت لما أنتي الحيتي عليا وكنت مفكر الموضوع ممكن ياخد شهرين ولا عشره، لكن انتي كنت بتلاعبيني وانتي عارفه أنك حامل.
غضبت منه وبكت وهي تشعر بألم في قلبها وقالت بوهن:
-انت ندمت يا مازن مش كده؟
رمقها بعدم فهم فوضحت:
-ندمت على الحمل وندمت على الجواز وندمت على انك بقيت معايا، بقيت على طول مضايق ومخنوق ومتعصب، فين مازن اللي كان على طول بيضحك ويهزر وكانت خفة دمه هي اللي محليه ايامنا؟
صمت وقوس فمه وهي تكمل:
-بجد مش عافه اقولك ايه؟ أنا بعمل المستحيل عشان مخلكش تحس بالملل وانا عارفه كويس طبعك وانك بتحب التغيير وكان في ستات كتيره في حياتك، كل يوم بتعلم حاجه جديده عشانك والبس واغير من شكلي وفي اﻵخر برده مليت وندمت.
بكت بحرقة فصاح بها:
-ايه اللي بتقوليه ده؟ انا مضايق انك خبيتي عليا حملك وضحكتي عليا.
صرخت باكية:
-آه عرفت اني حامل من قبل ما اطلب منك ده، بس انا محملتش فيه لوحدي يا مازن.
زغر لها بغضب:
-بس مكانش اتفاقنا انك تحملي دلوقتي!
ردت بضيق:
-ولا كان اتفاقنا أننا نتمم جوازنا وبسرعه كده، ولا كان اتفاقنا نحب بعض، وبعدين أي اتنين متجوزين وبيكونوا مع بعض بشكل شبه يومي زينا كده يا أستاذ مازن؛ فوارد جداً يحصل الحمل لاننا بنام مع بعض وكتيير كمان.
اشاح وجهه عنها وبلل شفتيه بطرف لسانه فقالت معقبة:
-تمام يا مازن، أنا هنزله لو ده يريحك.
رفع وجهه ونظر لها بدهشة فاضافت متسائلة:
-ايه؟ اتفاجئت؟!
صر على أسنانه واستمع لها تقول بحزن:
-اظن كده بقت واضحه، أنت خلاص عايز ترجع لحياتك القديمه ومش عايز حاجه تربط بيا، وانا موافقة عشان كده هنزله وتطلقني وترجع تعيش حياتك زي ما انت عايز.
اقترب منها ونظر لها وهي تبكي فرفع وجهها بسبابته وقال بحيرة:
-قد كده مش واثقه في حبي ليكي؟
ازداد بكاءها فابتسم رغما عنه وهو يتمتم بصوت مسموع:
-هي دي هرمونات الحمل اللي كان فارس بيتشكي منها دايما؟ يا نهاااار سواااد.
ضحك عاليا وسحبها داخل حضنه؛ فحاولت اﻻبتعاد عنه ولكنه أحكم ذراعيه عليها وقال هامسا بنبرة مثيرة:
-بحبك يا جوجو والله، وعمري ما حسيت باﻻحساس ده إلا معاكي انتي.
عادت لبكاءها فضحك عاليا وهو يحملها قائلا بمشاكسة:
-لااا، ده انتي هتاخدي لقب العيوطه من ياسمين بقى من هنا ورايح.
ضحكت وضعتت ذراعيها حول عنقه ودفت رأسها بصـ دره وسألته بخفوت:
-بجد بتحبني يا مازن؟!
أومأ لها وقال:
-بموت فيكي كمان.
تحرك وهو حاملها ناحية الدرج فقالت متسائلة:
-على فين بس؟
غمز لها هاتفا بمرح:
-هنحتفل بالنونو على طريقة مازن الفهد.
ضحكت بصخب وهي تعقب عليه مازحة:
-وما ادراك ما طريقة مازن الفهد!
صعد بلهفة كل درجتين معا، ودلف جناحهما ووضعها على الفراش برقة وانحنى يهمس باذنها قاصدها دفع انفاسه الحارة داخلها حتى يزيد من إثا رتها:
-طريقة مازن الفهد زمان كانت حاجه ودلوقتي حاجه تانيه.
اعتلا ها على الفور واستند بجـ سدة على ذراعيه واضاف:
-دلوقتي مازن الفهد بيعمل كل حاجه للحب مش للشـ ـهوة والر غبة يا چوچو.
أنهى حديثه وبدأ يدا عب جسـ دها على الفور بلمساته الخبيرة التي جعلتها تحلق بسماء عشقهما اﻻبدي.
❈-❈-❈
لم يتمالك نفسه من الفرحة فهرع على الفور واستقل احد السيارات التابعة للحراسة وذهب لمنزلها صاعدا الدرج بلهفة وطرق الباب؛ ففتحت له دون ان تنتبه لارتداءها ملابس منزلية طفولية؛ فابتسم فور أن رآها فلمعت عينها ودفعته بيدها في صد ره قائلة بدهشة:
-زين! ايه اللي جابك هنا يا مجنون، بابا جوه.
ابتسم لها ورد بصوت قوي وواضح:
-عايز أقابل اﻻستاذ أحمد، معايا له رسالة من فارس باشا.
مالت برأسها للجانب وسألته بهمس:
-فيه ايه يا زين؟
غمز لها وقال:
-ناديه بس.
لحظات وحضر احمد ناظرا له بتخوف وسأله:
-خير يا بني فيه ايه؟
رد وهو يمد ساعده بمظروف الدعوة:
-دعوة حفلة ولاد الباشا بعد بكره، الباشا بعت للعيلة كلها ومكانش فاضل غير حضرتك.
اخذها منه وابتسم قائلا:
-والله أنا قولت مش عايزني احضر، بس فيه الخير برده واشكره لحد ما أشوفه بكره.
أوما له وقبل أن يغادر نظر له مبتسما وقال بحرج:
-والباشا عايز يحدد مع حضرتك ميعاد بعد يوم الجمعه؛ فشوف هيتناسب معاك امتى؟ عشان جدول اعماله بس.
رمقه بنظره متحيرة وسأله بخوف:
-خير يا رب؟
رد زين مبتسما:
-متقلقش، موضوع نسب يا عمي.
يتبع