-->

رواية روضتني -الجزء الثالث من احببت طريدتي -للكاتبة أسماء المصري -الفصل الثامن

رواية روضتني الجزء الثالث من احببت طريدتي للكاتبة أسماء المصري


الفصل الثامن
رواية روضتني

تجمد مكانه ونظر له بلمعة عين غريبة وشعور ربما يعاصره لأول مرة، بالرغم أنه قد عاصر ذلك الحدث من قبل إلا أن الأمر تلك المرة مختلف كليا، فبالرغم من حمله للقب الخال والذي ربما لم يستمع له أبداً من ابن أخته، أو شعر بحنانه إﻻ أن تلك المرة قد يحمل أكثر من ذلك اللقب بكثير، فأخته تحمل بأحشاءها نطفة أخاه.

ابتسم وتلك اﻷفكار تغزو عقله وهو لا يجد تفسير لمشاعره وعقله يسأل سؤالاً ويكرره ( هل سيلقب بالعم أم الخال؟)

حاد ببصره قليلاً لينظر بالفراغ وتنفس بهدوء وسأله:
-انت لسه من كام يوم بس أخدت القرار أنت وچنى.

رد مازن بضيق واضح بنبرة صوته:
-ما الهانم اختك استكردتني وكانت عارفه أنها حامل ولعبتهم عليا.

لم يهتم بحدته ولا بضيقه ولكنه سأله بفضول:
-انت مش مبسوط من الحمل ده؟

نفى سريعا وأكد:
-مبسوط ومش مبسوط.

تعجب فارس من رده الغير واضح ولكنه أستمع له يوضح:
-مبسوط عشان هي كان نفسها أوي في بيبي، وعشان تبطل تفكر اﻷفكار اللي كل شوية تعمل بينا زعل واني ممكن في يوم من اﻷيام اسيبها أو ازهق أو...

قاطعه فارس متسائلا:
-وهل ده ممكن يحصل؟

نفى وأجاب:
-ﻷ طبعا، يا فارس أنا بحب چنى وبجد مش قادر حتى أفكر مجرد فكرة إنها متكونش في حياتي، بس هي دايما حاسه مني بالغدر مش عارف ليه!

ربت على كتفه فأضاف اﻷول:
-الحاجه الوحيده اللي مش مخلياني مبسوط هو خوفي على البيبي اللي جاي أنه يتيتم، و طلعت لنا الحكايه الجديده دي كمان قلقتني زياده.

تنهد فارس تنهيدة عميقة وعاد للجلوس أمامه وقال بتروٍ:
-كل حاجه ربنا كاتبهلنا هنشوفها مهما حاولنا نبعد عن القدر، بس الواحد في النهايه بيعمل اللي عليه وبيسيب الباقي على ربنا.

ابتسم فارس من طريقة حديثه التي أصبح دائما ما يتحدث بها؛ فهذا الذي أمامه ليس بفارس الفهد الذي يعرفه، ليس بذلك القاسي والصارم الذي لا يهتم بأحد، ولا ليس بذلك العربيد الذي كان يقضي وقته يعذب الفتيات أثناء ممارساته الشا ذة.

نطق جملة واحدة كرد على حديثه:
-ونعم بالله.
❈-❈-❈

لم تتوقف التجهيزات بمساعدة عائلتها التي حرصت على التواجد معها بيوم كهذا وظلوا حتى المساء؛ فوقفت أخيراً تنظر للحديقة بفرحة بعد أن انتهى العمال من تزيينها، فابتسمت بسعادة وأيضاً تفقدت باقي التجهيزات استعداداً لحفلة الغد.

اقتربت نرمين منها واحتضنتها بحب وقالت:
-الڤيلا بقت حلوه أوي يا سو، ربنا يسعدك يا روحي.

التفتت تراقب وجهها الحزين والشاحب وتفحصت نظراتها الباهتة وهمست لها:
-أنا زعلانه منك يا نرمو.

تعجبت اﻷخرى وسألت بلهفة:
-ليه؟ أنا عملت إيه زعلك مني؟

أجابتها وهي تسحبها من راحتها للداخل:
-تعالى نقعد في المكتب.

دلفتا وجلستا على الأريكة واستهلت ياسمين حديثها متسائلة:
-تقدري تقوليلي إيه اللي بيحصل معاكي؟ ولا هتفضلي مخبيه عني كل حاجه كده؟!

اطرقت رأسها لأسفل ودمعت عينها فبكت ياسمين تشاطرها حزنها وقالت بصوت باكٍ:
-عشان خاطري قوليلي فيكي إيه وأنا أوعدك اني مش هقول لحد خالص على أي حاجه هتقوليها، إحنا طول عمرنا سرنا مع بعض.

ردت وهي تستنشق ماء انفها:
-اللي بيحصل معايا يا ياسمين صعب أنه يتحكى.

تنهدت بضيق وهمست:
-طيب احكيلي.

رفعت وجهها وقالت بتحذير:
-بس اياكي تحكي لحد حتى جوزك، أحسن انتي بقيتي كل حاجه بتقوليها لفارس يا ياسمين وأنا مش عايزاه يتدخل في حياتي، فاهمه؟

أومأت لها فتفوهت قائلة:
-مالك من يوم ما اتجوزنا عمل حاجه غريبه أوي وأنا مقدرتش أحكي عليها لحد، وحاولت اتخطاها بس مقدرتش، ومن بعدها حياتي بتنهار ومش عارفه اعمل حاجه عشان أحافظ علي بيتي.

تخوفت ياسمين من حديثها فاعتدلت بجـ سدها تسألها بلهفة:
-احكي من غير مقدمات يا نرمو ارجوكي، انا هموت من القلق كده.

مسحت دموعها بظهر يدها وقصت عليها موضحة:
-يوم الدخله محصلش كده كده يعني عشان كان الموضوع صعب و...

قاطعتها ياسمين صارخة بلهفة:
-عنده ضعف؟!

كتمت نرمين فمها بيدها وقالت بتحذير:
-وطي صوتك لحد يسمعنا، العيلة كلها بره.

هتفت بحدة وضيق:
-ايوه يعني أنا فهمت صح؟

نفت برأسها وقالت:
-كان في صعوبه وانا مكنتش فاهمه وقالي اخويا دكتور وهخليه يشوف إيه الحكاية.

لمعت عين ياسمين وهي تستمع لها تكمل:
-فضلت أقوله هتكسف.

بكت وانهارت وهي توضح:
-أنا كنت أول مره اتكشف على راجل يا سو، بنوته أول مره تكشف نسا والوضع كان محرج ومخيف بالنسبة لي.

علت اصوات تنفس ياسمين وهي ترى عزيزة قلبها بهذا الشكل وتعلم أن القادم أكبر بكثير مما تقصه اﻻن؛ فانتظرت تستمع لباقي حديثها وهي تكمل:
-اخوه كشف عليا وكان......
❈-❈-❈
طرق الباب فإتجه ليفتحه فدلف مبتسما بسخرية:
-ايه يا عريس مش عارف تتمم المهمه ولا ايه؟

رد عليه مالك بسخرية مماثلة:
-لا يا خفيف، في حاجه مش مظبوطه، وريني بقى شطارتك هتعرف تشخص ولا نجيب دكتور بجد.

ابتعلت ريقها وسحبت زوجها تهمس بأذنه:
-عشان خاطري يا مالك بلاش تكسفني وخلينا نروح لاى دكتورة، أنا مش هقدر اتكشف على رجاله وخصوصا اخوك.

رمقها بنظرة متعجبة وقال بلامبالاة:
-في ايه يا نرمين؟ ده دكتور وعادي بيكشف على كل العيله.

ثم التفت لأخيه وقال مازحا:
-أومال إحنا صارفين عليه علام وطب ليه؟

ضحك اﻵخر وقال:
-آه عشان تستغلوني ببلاش، ما تروح تودي عروستك لدكتور وادفع كشف وريني شطارتك.

ضحكا وضحكت معهما والدتهما الواقفة بجوارهما، وقالت تسخر هي اﻷخرى:
-بس يا واد منك له، ويلا يا أنس شوف عروسة اخوك مالها!

أشار لها بيده وابتسامة عريضة تشف وجهه:
-اتفضلي يا عروسه جوه

التفت وغمز لأخيه قائلا بسخرية:
-هتتفضل معانا ولا تخليك أنت.

دفعه من ظهره ضاحكاً ودلف خلفه ونرمين تشعر بجـ سدها ينتفض؛ فتمددت على الفراش وأغلقت عينها وهو يوقع عليها الكشف، و فور أن انتهى قال موضحا:
-هو النوع سميك عشان كده حسيت بصعوبة، شوف بقى براحتك عايزني اشيله ولا تحاول أنت كده واحده واحده؟ بس هتاخد كام يوم على ما تخلص.

اعتدلت وغطت جسدها ورفضت بهلع:
-لأ، ﻷ

رمقت مالك بنظرات مترجية وقالت بتوسل:
-بلاش يا مالك، خلينا نروح بكره الصبح للدكتوره و....

قاطعها أنس:
-اخص عليكي يا مرات اخويا، حتى انتي؟

اقترب منها وقال هامسا:
-متخافيش والله أنا دكتور شاطر وثانيه وتبقي كويسه.

بكت رغما عنها فهتف مالك بحدة:
-متكبريهاش يا نرمو بقى، شكه دبوس وبعدين وجع ساعه ولا كل ساعه، يلا خلى أنس يخلص وبكره تبقي أحسن.

وقفت من مكانها وهرعت للمرحاض واغلقت عليها الباب وهتفت بضيق:
-انسى، مش هيحصل أبداً وكفايه أوي اني سبته يكشف عليا.
❈-❈-❈

ظلت ياسمين تنظر لها متعجبة مما سمعته وقالت بنفور:
-ايه الدياسه دي؟ وأنتي يا عاقله يا اللي كلنا بناخد برأيك، إزاي توافقي على كده وتسمحيله يكشف عليكي؟

ردت وهي تبكي:
-مبعرفش اتصرف، كل حاجه بتحصل بسرعه وهما كأنهم بيعملوا جبهه ضدي وفي لحظه بلاقي اللي هم عايزينه حصل، بس أنا موافقتش وروحنا تاني يوم للدكتوره وقالت انه فعلا مكانش هينفع أبداً إلا بالجراحه، وبعدها حاولت أنسى الموضوع وأقول معلش شاب ومكانش فاهم إن مينفعش أبداً أخوه يكشف جسم مراته حتى لو دكتور، بس هو رامي كل حاجه على اهله.

تضايقت ياسمين وقالت:
-مكانش ليكي جواز في بيت عيله، أنا مكنتش موافقه على كده بس انتي وافقتي يا نرمو.

بكت وسألتها بحيرة:
-چنى مبسوطه مع مازن مش كده؟

انزعجت من سؤالها فجعدت ملامحها ونظرت لها بحدة وقالت بضيق:
-انتي اكيد عقلك مش فيكي، ايه اللي جرالك يا نرمين ده انتي كنتي اعقل واحده فينا؟

ردت عليها بحزن:
-عشان بسأل اذا كان قراري كان صح ولا غلط؟

ردت عليها وهي ترمقها بنظرات متعجبة:
-انتي متجوزه وهو متجوز وملوش داعي ابدا الكلام ده، انا مش مصدقه اللي بسمعه منك!

بكت واطرقت رأسها فاقتربت منها تحتضنها وسألتها بحيرة:
-معقول لسه بتحبيه؟

اجابتها وعبراتها متعلقة بأهدابها:
-مش قصة حب يا سو، كل الفكرة اني مش مبسوطه مع مالك ومش عارفه اشتكي لحد، ومن ناحيه تانيه شايفه حياة چنى واللي كلنا كنا متوقعين انهم يتطلقوا ولا انه يخونها ولا ولا، بس كل ده محصلش وهو حاله اتصلح و...

قاطعتها بحدة:
-حالة اتصلح علشان طلع كان بيحب چنى من زمان ومخبي، مازن محبكيش يا نرمين وانتي لازم تشليه من دماغك لان كده غلط.

ظلت تبكي فربتت على ظهرها تواسيها وتؤازرها هاتفة:
-انا مش قصدي ازعلك، بس الوضع اللي انتي فيه ده غلط، لو مش مرتاحه معاه اتطلقي وانتي لسه ع البر ومحصلش لا حمل ولا غيره.

رمقتها بنظرات حزينه وسألتها:
-انتي ممكن تطلعي حامل مثلا؟

نفت برأسها موضحة:
-لا، انا باخد وسيله لاني قولت آخد وقتي لما حسيت اني مش مرتاحه.

سحبت ياسمين شهقيا عميقا وطردته بزفرة كبيرة وسألتها:
-انتي لسه في حاجه مخبياها عليا مش كده؟ الموضوع مش بس حكايه ليلة الدخله واللي حصل فيها.

نظرت لها بنظرات باهته فصرت ياسمين على اسنانها وقالت بغضب:
-ما تتكلمي يا بنتي، هو انا هسحب منك الكلام بالعافي؟ طيب انا كان ممكن اسيبك لعقلك في اﻻول وانا مطمنه لتصرفك لانك كنتي عاقله، بس بصراحه دلوقتي انا خايفه منك وعليكي ولازم اعرف كل حاجه وإﻻ هزعل منك ومش هعرفك تاني.

قوست نرمين فمها واخبرتها بتوتر:
-أنس بيتحرش بيا.

انتفضت اﻷخرى بفزع وهي تصرخ بعدم تصديق:
-ايه؟! بتقولي ايه؟

سحبتها لتجلسها بجوارها وهي ترجوها:
-وطي صوتك يا سو ابوس ايدك، انا فعلا لاول مره مبقاش عارفه اتصرف ولا اﻻقي حل ومحتاجه مساعدتك.

صمتت قليلا وهي تنظر لها بدهشة وسألتها:
-ايه اللي حصل منه خلاكي تحسي بده؟

ردت وهي تصر على اسنانها:
-ده مش احساس، ده يقين.

اشارت لها بمعني هيا هاتِ ما عندك فأطنبت:
-طبعا البيه اللي انا متجوزاه اي حاجه محتجاها يقولي عندك انس وماما، وسي أنس عيادته جنب البيت وفي لحظه بيكون عندي.
❈-❈-❈

هاتفته مراراً وتكراراً حتى أجاب بالنهاية:
-ايه يا نرمين، معقول رن رن رن، طلاما مردتش من اول مره اعرفي اني مشغول.

تحدثت بضيق حاولت اخفاءه:
-معلش يا مالك، بحسبك جاي في الطريق وكنت عايزه حاجات للبيت.

صاح موبخا:
-بذمتك كل المكالمات دي عشان طلبات البيت؟ ما عندك ماما ولا أنس!

زفرت بضيق وقالت:
-هو انا متجوزاك ولا متجوزه ماما وأنس؟ مش معقول كل ما اطلب منك اي حاجه تقولي ماما واخويا.

رد عليها بحدة:
-اسيب شغلي وآجي اجيبلك طلباتك يعني؟ هو انا شغال صبي بقال يا بنتي؟ انا ظابط وشغلي خطر وطول الوقت مهدد.

تذمرت بضيق وقالت:
-انت محسسني انك في القوات الخاصه! انت شغال في القسم يا مالك يعني اكتر حاجه خطر بتعدي عليك النشالين.

اغلق الهاتف بوجهها فجعدت ملامحها واضطرت لمهاتفتة والدته وقالت بأدب:
-ازيك يا طنط، معلش انا كنت محتاجه حاجات لو في حد عندك فاضي.

ابتسمت اﻷخرى وقالت بحبور:
-شوفي عايزه ايه وانا هبعتلك كل اللي ناقصك، مالك لسه قافل معايا وقالي ابعتلك كل اللي ناقصك.

ابتلعت ريقها وأملت عليها احتياجاتها ومن ضمنها بعض العقاقير المسكنه والفوط الصحية وسألتها بخجل:
-مين اللي هيجيب الطلبات يا طنط؟

ردت عليها فورا:
-اللي هلاقيه فاضي من ولادي أو احفادي يا نرمين، اقفلي اشوفهم.

مرت نصف ساعه واستمعت لطرقات على الباب فتوجهت لتفتح وسألت من خلف الباب:
-مين؟

اجابها مبتسما:
-أنا أنس.

وضعت مئزرها وفتحت مرحبة به بأدب:
-اهلا وسهلا، معلش تعبتكم معايا.

دلف ووضع أكياس المشتريات على طاولة الطعام وهو يرد:
-يا ستي تعبك راحه، انتي هنا بقيتي واحده مننا ومش عايزك تتكسفي ابدا مننا كلنا.

ابتسمت له بحبور وشكرته:
-بجد متشكره.

ضحك عاليا واقترب منها هامسا بمشاكسة ظنت بالبدايه انها مداعبة بريئة:
-انتي اعتبريني زي جوزك تمام، يعني كأنك متجوزة اتنين بالظبط.

ضحكت على ما ظنت انه مزحة وأومأت له مبتسمة فهمس مجددا وهو مقترب منها اكثر:
-وأنا برده في الخدمه لأي متطلبات زوجيه لو مالك مقصر.

اندهشت من حديثه الوقح وقبل ان تفيق من صدمتها وجدته يخرج الفوط الصحية والمسكنات وقال ساخرا:
-جبتلك النوع ده احلى من اللي طلبتيه وبرده المسكن ده افضل بكتير.

غمز لها بطرف عينه اليمنى فنهجت بأنفاسها وابتعلت ريقها تحاول أن تبتلع حديثه الفج وهمت بالحديث:
-أنت...

قاطعها مازحا:
-شكلك اتخضيتي من كلامي، عموما أنا كنت بهزر.

فاجئها بقرص وجنتها باصبعيه الوسطى والسبابة وتحرك للخارج وهو يمزح:
-شكلك عسل أوي وانتي مخضوضه مني، وبس بصراحه انا عندي حق ما انتي لو تشوفي العينات اللي بتجيلي العياده؟

تحرك ضاحكا واغلق الباب وراءه ولا زال حاجبيها منعقدان بشدة؛ فلم تعي لفتحه للباب مجددا بمفتاح يملكه بحوزنه واقترب منها واضعا راحته على جبينها يحاول فرد انعقاد حاجبيها وقال مازحا:
-بلاش التمانيه الشريره اللي على وشك دي.

ابتسم لها بعد أن اعتدل وجهها قليلا وقال متغزلا:
-كده احلى بكتير، محظوظ الواد مالك ده اوي متجوز واحده زي القمر.

لا تعلم لما تلجم لسانها بهذا الشكل من هول صدمتها فخرج مجددا ولكن تلك المرة هرعت خلفه تغلق الباب بالمزلاج وهي تتنفس بصعوبة وذهول.

❈-❈-❈

ارتشفت قطرات من المياه لتروي ظمأها وجفاف حلقها من اطنابها بالحديث واﻷخرى تنظر لها بذهول ولكنها هدرت بالنهاية بسبة نابية:
-ال*** ال**** معقول الو*** توصل للدرجة دي؟ لأ ودكتور قال!

لم تعقب وظلت صامته فسألتها بحيرة:
-ومقولتيش لمالك؟

نفت برأسها موضحة:
-اذا لما قولت له ازاي اخوك معاه مفتاح للبيت هنا؟ قالي وفيها ايه، هو في حد هيسرق حاجه تخصك، انا كل اخواتي سايبين نسخ مع ماما وده عادي.

مسحت عبراتها واكملت:
-قولت له بس مش عادي إن اخوك يفتح عليا بالشكل ده، رد عليا ولا كأن في حاجه وقالي انه اكيد خبط اﻷول، وفضل بقى يقولي عن فضل اخوهم عليهم كلهم وانه حرم نفسه من كل حاجه عشانهم بعد موت ابوهم وانه هو اللي صرف على تعليمهم وانه اكبر واحد ومع ذلك متجوزش علشانهم والقصة البايخه اللي كل ما اتكلم يرصهالي دي.

زفرت بضيق وقالت بتساؤل:
-تفتكري لو قولت له اخوك بيتحرش بيا هيعمل حاجه؟ ده لو صدق اصلا.

صرت ياسمين على اسنانها وقالت بنفور:
-ديوث بجد ومعندوش ريحه الرجوله، ده فارس بيغير عليا من ساهر حته العيل الصغير، بيغير من جاسر اللي حته مني ومنه.

حركت رأسها بحزن واستطردت بحدة:
-ومش عايزاني اقول لفارس! مش يمكن هو يلاقي حل؟

رمقتها بنظرة غاضبة وقالت بتحذير:
-اياكي يا ياسمين، عارفه لو حد عرف هيكون باللي بينا.

سألتها بضيق:
-طيب ناوية تعملي ايه؟

سحبت شهيقا عميقا وزفرته للخارج وقالت بتاكيد:
-هلاقي حل، يا يجيبلي شقه بره، يا كل واحد يروح لحاله.
❈-❈-❈

وقف يهندم ملابسه ونظر لرفيق دربه مبتسما وربت على كتفه وقال:
-أنا همشي بقى كفايه على ياسمين كده.

ضحك اﻻخر وسخر منهما:
-ده انتوا غلبتوني انا شخصيا، وقال مستغرب اللبس التنكري اللي بتلسه چنى وتقولي صيعت البت، حط ايدك في جيبك كده وانت تعرف ان الليڤل اللي عندك عدى كل التوقعات.

مرر فارس راحته على لحيته الكثيفة وضحك بشدة فسأله مازن:
-انت مالك سايب دقنك كبرت اوي ليه كده؟ مش بتضايق السلطانه في البوس.

ضربه فارس خلف رأسه بخفة وحذر لظروف مرضه وقال عابثا:
-لا يا خفيف، ياسمين بتحب الدقن الطويله.

ضحك عاليا وقال:
-آااه قولتلي، علشان كده سايبها .. السلطانه بتاعتك امرت.

زغر له بتحذير من التمادي في السخرية منه ولكن اﻵخر لم يعبأ فضحك وشاطره فارس ضاحكا وهو يتحرك للخارج محركا رأسه باستسلام على افعاله التي لا يمل منها ابدا.

شرع بالتحرك بسيارته برفقة حرسه الخاص وفور تحرك السياره تحدث لحارسه متسائلا:
-زين، عملت ايه في موضوعك؟

ابتسم اﻵخر ونظر وراءه لموضع جلوس رب عمله ورد ممتنا:
-كله تمام يا باشا، عزمت اﻻستاذ احمد على حفلة بكره وكمان بلغته اننا هنروح نتقدم بعد الحفله بس محددتش يوم لسه، مستني سيادتك.

وافق بحركة من رأسه ورد مؤكدا:
-ماشي بنظام خير البر عاجله انت يا زين.

ضحك وضحك معه حارسه وسائقه ولكنه شرد قليلا وتجهم وجهه فسأله زين بحيرة:
-حضرتك قلقان ليه بس يا باشا؟ دعاء غير اخوها خالص والله و...

قاطعه رافعا يده امامه وأكد:
-أنا عارف انها غير اخوها، بس أنت لازم تعرف إن في تهديد كبير ليا ولعيلتي وكل حد حواليا عدو محتمل عشان كده عايزك تحرص وتاخد بالك ومتخليش الحب والمشاعر تتحكم فيك.

أومأ له مقتضبا واعتدل ينظر امامه للطريق حتى وصلوا لأبواب الڤيلا فوجدها تقف في استقباله بالداخل فابتسم وسحبها داخل حضنه وانحنى يقبلها بشغف وحب فبادلته ولكنها ابتعدت على الفور هامسة:
-اهلي لسه هنا.

غمز لها وهمس بدوره:
-قال يعني بتفرق معانا.

ابتسم بمشاكسة وعاد لتقبيلها من جديد متحركا بها لتستند على الحائط خلفها فارتطم جسدها بالحائط وظل هو يعمق قبلته فتجاوبت معه وشيرين تقف على مقربة منهما تشاهد ما يحدث بين العاشقين وهي تتسائل، لماذا لا تشعر بنفس الشغف تجاه زوجها الذي تحبه ويحبها؟ ولكن ذلك النفور الذي لا تعلم سببه ورفضها له بذلك الشكل، اذا لما شعرت بتلك الاثارة التي اجتاحت جسدها بمجرد مراقبة تلك القبلات الحارة لاختها الروحية برفقة زوجها الذي تفنن بالتغزل بها غير عابئ بأحد؟

وجدته يطوق فخذها ويرفعه قليلا ليحيط جسده به ويقبلها هامسا بصوت استطاعت سماعه لقربها منهما:
-هموت عليكي من الصبح وخصلت شغل وجيتلك جري.

اختفت قليلا عن اﻻنظار حتى لا يلاحظها أحد وهي تراقبهما واستمعت لابنة عمها ترد بدلال لم تعهده بها من قبل:
-كان معاك أمانه تخصني، يا ترى هي فين؟

غمزت له فابتسم وأخرج قطعة الملابس التحتية من جيب سترته فأخذتها منه وارتدتها على الفور؛ فلمعت عينه وهو ينظر لجرأتها واثارتها له بهذا الشكل الذي تخطى ادراكه فزم شفتيه وتوعدها:
-حسابك معايا بالليل في جناحنا يا سلطانه.

ضحكت ضحكة رقيعة وارتفعت على اطراف اصابعها ودفنت رأسها بعنقه تقبله بشغف وحب وهو يطلق اصوات خافته مستمتعه وتأوهات تعجبت لها تلك المتلصصة عليهما وهي تتسائل بداخلها، هل هذا هو فارس الفهد الرجل الذي يهابه الجميع؟ وكيف يتحول لهذا العاشق الولع أمامها بذلك الشكل؟

وجدت يد على كتفها فشهقت ولكن كف نرمين كان اﻻسبق بكتم انفاسها وسحبها بعيدا وهمست موبخة:
-ميصحش كده، انتي واقفه تراقبيهم؟

رمقتها بنظرة حزينة واجابتها موضحة:
-قولت اشوف العيب عند مين يا نرمو، انا بجد حياتي بتنهار ومش عارفه المشكلة فين.

تحدثت معها بصرامة وقالت:
-انتي معندكيش مشكله يا شيري، انتي مشكلتك كلها في عقلك.

زفرتا بحزن وتحركتا للداخل وتبعهما فارس وياسمين الذي رحب بالجميع ترحيبا حاراً:
-منورين يا عيلة غزال، اهلا وسهلا.

اقترب من الجد وحياه باحترام:
-منور يا حاج.

ربت السيد على كتفه بمودة:
-بنورك يا بني.

بعد التسامر وتناول العشاء حاولوا المغادرة ولكن كان لفارس رأي آخر فقال تأكيد:
-ايه لازمة تروحوا وترجعوا بكره، خليكم والبيت واسع يساع من الحبايب الف.

وافقت هدى فورا على اقتراحه فتحدث محمود رافضا:
-بس نرمين بايته معانا وكمان الهدوم بتاعة الحفله في البيت و...

قاطعه فارس:
-سهلة يا أستاذ محمود، هبعت حد يجيب الهدوم ولو على نرمين فمظنش جوزها هيمانع.

رفضت فورا معللة:
-الحقيقة هو مش هيوافق، وكده كده انا كان لازم اروح انهارده علشان هدومي في البيت مش عند بيت جدو.

ترجتها ياسمين:
-علشان خاطري يا نرمو وافقي، وفارس يكلم مالك وييجي هو كمان على هنا ولا مكانش ناوي يحضر الحفلة؟

ردت موضحة:
-انتي عارفه نظام شغله و...

مل فارس من الثرثرة فهو يريد الصعود لجناحه واﻻستلقاء على فراشة بحضن زوجته فهتف بشكل صارم:
-خلاااص، انا هتصرف واتفضلوا انتم علشان تشوفوا اوضتكم.

التفت ينظر لخادمته وأمرها دون انتظار موافقة أو رفض من اي منهم:
-جهزي لهم اوض الضيوف بسرعه.

بقرار نفسها كانت سعيدة للغايه لمكوثها تلك اليلة بهذا المكان الراقي الذي تشعر بالغيرة أن ابنة عدوتها اللدودة تملكه؛ فنظرت هدى حولها ومنعت زوجها من اﻻعتراض وهي تؤيد رأي فارس:
-معاه حق، ايه اللي يودينا ويجيبنا بكره؟ واهو ياسين معاه مفتاح يعدي يجيب لنا هدومنا ويجيي على هنا والباشا هيبعت له عربيه.

ابتسم فارس فهو يعلمها جيدا ويعلم ما بداخلها فحاول اخفاء بسمته الساخرة والتي لاحظتها زوجته على الفور فوبخته بنظراتها التي اضحكته وهو يقول:
-اتفضلوا علشان ترتاحوا اكيد تعبتوا طول اليوم.

صعد الجميع لغرفهم وهي تنظر له تخفي ضحكاتها العابثة، وفور أن تفرق الجميع انطلقت ضحكاتها وهي تهتف ساخرة:
-حرام عليك تحرجني كده قدامهم، مسكت الضحك بالعافيه.

رمقها بنظراة ساخرة وقال:
-والله ما لها حل مرات عمك، لما انا حياالله وجوز بنت سلفتها وبتعمل معايا كده، أومال بتعمل ايه دي مع المسكين ساجد؟

همت بالحديث ولكنه حملها على الفور فكتمت صرختها بداخلها فابتسم وهمس لها:
-لينا حساب مع بعض وانتي عماله تضيحي الوقت بالكلام عن مرات عمك استاذة الفصلان دي.

صعد بها الدرج وهي تتمنع بدلال وقالت:
-طيب مش هتشوف الناني الجديده؟

رفض وقبلها من عنقها هامسا:
-بكره.

دلف جناحهما والقى بها على الفراش واعتلاها فورا ومد راحته يمسك تلك القطعة أسفل ملابسها وقال عابثا:
-دي مكانها في جيبي.

نزعها ووضعها داخل جيبه واستطرد:
-وطالما كنت قاعده من غيره تقدري تكملي كده.

غمز لها فأحمرت وجنتيها خجلا فضحك وسخر:
-قال يعني البت وش كسوف اوي.

بدأ بنزع ما تبقى من ملابسها وهو يقبلها بشغف وهمس لها محذرا:
-اوعي بقى صوتك يعلى، اهلك هنا معانا.
❈-❈-❈

استيقظ الجميع على اضواء الصباح المنبعثة من النوافذ العالية للغرف المطلة على الحديقة والمسبح وبدأ الجميع بالتزين لحضور الحفل الذي استعد له الجميع بشكل مناسب لمقامه، وبدأ المدعويين بالحضور الواحد تلو اﻻخر، حتى بدأت فقرات الحفل من فقرات خاصة باﻻطفال وغيرها خاصة بالكبار، حتى دلف عمر الباشا برفقة زوجته الرقيقة تحمل صغيرتهما على كتفها فرحب بهما فارس بحرارة وسحب زوجته لجانبه وقال بمودة:
-تعالي يا ياسمينا اعرفك على عمر بيه.

ابتسم لها عمر وهز رأسه مرحبا مادا ساعده:
-اهلا يا هانم، عمر الباشا ودي مراتي خديجة الباشا.

ابتسمت ورحبت بهما ونظرت لتلك الجميلة المحجبة وقالت مازحة:
-المفروض انا كمان أبقى ياسمين الفهد بقى طالما اعتمدتوا لقب الزوج زي اﻻجانب.

ضحكت خديجه ووضحت لها وهي تصافحها:
-لأ ابدا، أنا فعلا خديجه الباشا.

وضح عمر اﻻمر:
-خديجه بنت عمي.

ابتسمت واقتربت تنظر للرضيعة على ذراعها وقالت بحبور:
-ماشاء الله تبارك الله، زي القمر .. اسمها ايه؟

ردت مبتسمة:
-دنيا ... دنيا عمر الباشا.

ربت فارس على كتفه وقال:
-ربنا يخليهالك يا عمر، وعقبال ما تخاويها.

أومأ له متمنيا:
-آمين يارب.

سأله بحيرة:
أومال فين الولاد؟

التفت يسأل زوجته:
-فين الولاد؟

استدعت المربية وهي تحمل طفليها بعربتهم المتحركة فانحنت خديجة تحمل الصغيرة وقبلتها وقرأت آيات من القرآن لتحفظها، وفعلت المثل بجاسر فأخرج عمر هديته المغلفة وناولها لفارس مباركا:
-الف بروك ويتربوا في عزك يا فارس باشا.

فتح فارس الهدية فوجدها حلق وخاتم فالتفت وناولهما لزوجته:
-لبسيهم للولاد.

شكرته ياسمين:
-كلك ذوق يا عمر بيه.

البست الخاتم لجاسر والحلق لچاسمين فاقترب فارس وهمس باذنها:
-ميتقلعوش نهائي، دول أجهزة التتبع بتاعة الولاد.

لمعت عينها فعاد هامسا:
-ومحدش يعرف عنهم حاجه، مفهوم؟

أومات بتوتر فقبلها من وجنتها وتحرك تاركا السيدات لتتسامرن ووقف هو برفقة الرجال فتسائلت خديجة بمرح:
-عجبتك الهدية؟ حاولت أختار على ذوقي بس عمر الباشا بقى وتحكماته.

التفتت تنظر لها بشرود وهمهمت:
-ها؟ بتقولي حاجه؟

ضحكت خديجة وقالت بمزاح:
-انتي مش معايا خالص، انتي كويسه؟

أومأت لها ولكنها عادت وتذكرت تحذيره وتلك التهديدات التي عملت على تناسيها، ولكنها عادت لها بقوة فعلت انفاسها التي لاحظتها خديجة فقالت بهدوء:
-تحبي اجيبلك حاجه تشربيها؟

رمقتها بحيرة فابتسمت وقالت:
-انا عارفه بكل حاجه، عمر حكالي وبجد ربنا معاكم.

تعجبت فهل تعلم تلك الغريبه ما لا تعلمه هي؟ فحاولت استنباط اﻻمر منها ولكن قاطعها زوجها الذي اقترب وسحبها هاتفا:
-تعالي سلمي على ميار يا ياسمين.

رحبت بأخت زوجها التي ليس لها صلة بها فابتسمتا بتصنع وانحنت تداعب صغيرها وفارس يسألها:
-فريده هانم مجاتش معاكم ليه يا ميار؟

اجاب عنها زوجها:
-تعبانه شوية يا باشا.

ربت فارس على كتفه مرحبا:
-منور يا سامي.

التفت بعد أن استمع لتلك الفقرة التي دعت اليها هدى لتقوم ياسمين بالتحرك فوق موقد النار كعادة مصرية قديمه تقام بتلك الحفلات، وهدى جالسه على اﻻرض تدق الهاون بقوة وتضحك مداعبة:
-اﻵوله بسم الله، والتانية بسم الله.

ضحك الجميع عندما قالت:
-اسمعي كلام أمك ومتسمعيش كلام ابوكي.

خرج صوت الجد الساخر:
-مين ده اللي يستجري ميسمعش كلام الباشا؟

ضحك الجميع ليهتف مازن ساخرا:
-واسمعي كلام عمك مازن وبلاش كلام ساجد.

ابتسمت چنى وهو يحيطها بذراعه وطوله الفارع فاسندت رأسها اسفل صدره ووضعت يدها على بطنها فلاحظت نرمين حركتها العفوية؛ فشعرت بغصة تؤلمها ولكنها عادت سريعا تحاول اخفاء المها وعادت تبتسم بتصنع.

انتهت هدى فسحب فارس زوجته لحضنه اخيرا وبدأ يتراقص معها على أنغام الموسيقى، وشاركه الكثير من اﻻزواج الحاضرة فسألته أثناء رقصاتهما:
-كل التحضيرات دي علشان خطر كبير اوي يا فارس ومرات عمر الباشا تعرفه وأنا لأ!

رمقها بنظرة ضاحكة وقال ساخرا:
-واضح إن مش أنا بس اللي هيبته بتضيع مع حبيبته، عمر الباشا مبيعرفش يخبي سر عن مراته.

ضحكت رغما عنها من طريقته الساخرة واستمعت له يقول باعجاب:
-بس واخده بالك من لبسها؟

رمقته بنظره متعجبة وسألته:
-ايه الغريب في لبسها؟ واحده محجبه.

رد باعجاب:
-وده اللي عاجبني، محدش لا شاف جسمها ولا يعرف حتى لون شعرها.

قوست فمها وقالت بمزاح:
-شيخ فارس، واحده واحده عليا أنا مش مستعدة لده دلوقتي.

مزح معها :
-انا متكلمتش، بس بقول يعني انك لو جيتي معايا الحج تفتكري هتقدري تقلعيه مره تانيه؟

قوست فمها واجابت بمراوغة:
-لما ابقى اروح معاك يبقى يحلها حلال.

انتهت الرقصة ولكن نظر فارس للهرج الدائر أمامه وسامي يتحدث لساجد ومازن بلهفة وخضة؛ فترك يد زوجته واتجه ناحيتهم وسأل بقلق:
-في ايه؟

ابتلع مازن ريقه ونظر له واللهيب ينطق من حدقتيه وقال بغضب وصوت ثائر:
-كارثه يا فارس.

وقف منتظرا تفاصيل اكثر فرمقهم بنظرات حادة وصرخ بهم:
-قولت في ايه؟

رد مازن بارتعاش صوته:
-حصل حريق في مصنع العاشر ولسه مش عارفين التفاصيل.

صر على اسنانه والتفت ينظر لسامي وأمره بجمود:
-اتفضل يا بيه روح شوف ايه اللي بيحصل؟ انت مش مدير المصانع دي؟

أومأ له وهرع على الفور تاركا الحفل؛ فاقتربت منه ياسمين واسندت كفها على كتفه وربتت عليه تؤازره:
-ان شاء الله سليمه يا حبيبي.

حرك رأسه نافيا وعقب بصوت غاضب واجش:
-دي لسه اول القصيده.

يتبع....