-->

رواية للذئاب وجوه أخرى - للكاتبة نورا محمد علي - الفصل الاول

 رواية للذئاب وجوه أخرى للكاتبة نورا محمد علي 




تعريف الرواية


سؤال يطرح نفسه 

من هم الذئاب؟!!

هل هم مجموعة من الحيوانات مكانها الطبيعي هو الغابة!!

ام هم بعض البشر؟!

في الحقيقة الذئب كائن فريد من نوعه!!

فقد يكون الأسد والنمر أكثر قوة!!

وأكبر حجما!! 

لكن الذئب لا يقدم عروض في السيرك!! 

لا يروض!! 

لا يستأنث!!

انه ذئب فقط ذئب....

تصنيف الرواية

سلسلة روائية مزيج من الرومانسية والدراما والاكشن...

سرد الرواية

الفصحى

حوار الرواية

العامية

❈-❈-❈

الفصل الاول

عندما تاخذك السنين و يجذبك الحنين و تقف أمام فرحة عمرك و تنظر اليها كأنك تشعر بمزيج من الأفكار و خليط من المشاعر ما بين الفرح و الفخر والحب .


وقفت تعقد ذراعيها و هي تنظر إليه في صالة التمرين و كأنها تري الوحش و ليس اي وحش هو "رحيم الديب ".


كان كأنه نسخة من والده ليس فقط في الشكل بل في المضمون قوة وطاقة و هيبة تطل في كل حركة من حركات جسده القوي كالصخر يعلن دون صوت بتمكنه و قدرته التي تلفت النظر اليه ، نظرات الإعجاب تلاحقه فهو ليس فقط ظابط في مكان حساس قد لا يعرف مركزة الخطير، الا أنه رجل اعمال من الطراز الأول، رغم انه لم يصل إلي الخامسة و العشرين بعد!!.

 الا أنه يعد حلم للكثيرات . و لكن هل هناك من يهتم بها ؟!

 أنه من فرط ما تمرن و تدرب اصبح يجنب مشاعره لا يظهر عواطفه حتي ان البعض وصل بهم الشك أنه ( آله ) لا قلب به ليس لشئ الا لرفضه الانخراط في اى علاقة او مشاعر لم تلمس قلبه ولم تحرك روحه !


ابتسمت "سهام" بحنان و هي تعقد ذراعيها وتنظر اليه دون ملل ، ورغم انها اطالت الوقوف الا ان ابتسامتها كانت تتسع اكثر و هو يبدع في التمرين . وايضا ملاحظتها لنظرات الإعجاب من أكثر من زميلة له و لكنه لم يلتفت كالعادة لهم ..

 انهي التمرين الحاد الذي يقوم به و اخذ يجفف شعره الكثيف و يتحرك ليقترب منها بابتسامه تلون عينه و وجهه وهو يقبل رأسها و كف يدها و يقول 


رحيم : حبيبتي واقفة ليه ؟! و ضمها بخفه 


  سهام وهي تحرك يدها علي خده و نظرات عينها تقول الكثير و لكنها قالت   


سهام : مستنياك يا وحش .


رحيم و هو يتحرك معها قال:- 

 كنتي قولتي و انا الغي التمرين يا قمر بس بلاش (الوحش) دى اصل كده هيبقي تعدي علي لقب (الوحش ) و انا مش قده ؟


ابتسمت له و هي تسير معه إلي مكتبه تتبعهم نظرات الاعجاب و خاصة له بجذبيته المفرطة ووسامته الواضحه و كل خطوة من حركاته الاعتيادية تكون لمن تنظر إليه خارقة.

 ربما منهن من تكن له مشاعر فعلا و قد تكون من تظنه صيد ضخم و هو كذلك .


  اما "سهام" كانت تحاول ان تكون قريبة منه اغلب الوقت فهي تعرف انه سيذهب في مهمة قريبا !


 هي من يذهب قلبها معه ما إن يسافر و تظل لأيام و أسابيع جسد بلا روح ، تضع الفكر في رأسها و الألم في قلبها و هي تكاد أن تمتنع عن كل شىء الا التفكير فيه هو رجلها الصغير، أبنها الحبيب، سندها للأيام القادمة . 


كانت تتكلم معه عندنا حاوط كتفها و هو يفتح لها بابا مكتبه و يقول:- اتفضلي يا قلبي ...!!!


اتاه الرد فوري عندما نظر اليه والده بحدة و هو يقول:- 

 بتقول ايه ؟؟ سمعني كدة


رحيم : مفيش سيادتك بقولها اتفضلي ....!


احمد : انت هتفضل حاطت ايدك عليها كتير؟

 و لا مش محتاج دراعك ده.......؟!  


نظرت إليه سهام بصدمة......!!!

 

سهام بانزعاج : احمد انت اكيد بتهزر ؟؟؟!


نظر إلى ابنه بغضب مما جعل "رحيم" يسحب يده بسرعة و هو يقول :-

في ايه سيادتك!! دي والدتي؟


احمد نظر اليه و كأنه يقول وبعدين .....


رحيم : بس اللي تشوفه سيادتك...... 


احمد: ممم انا شايف كده برضوا ...... بس لو جاهز للتمرين يبقي ياله ؟


سهام : علي فكرة انت مزودها ، و كمان هو لسه مخلص التمرين من شوية؟  


نظر لها أحمد بحدة و هو يقول:- 

  بلاش تتدخلي و كمان حسابنا بعدين واقفة تحضنيه قدامي ولا حتي هامك ؟؟؟!


هنا لم تتمالك نفسها وضحكت بصوتها كله . مما جعل وجهه يكفهر هي تعرف بغيرته المجنونة ولكن يبدو أنه تجاوز حد الجنون !!! 


احمد : صوتك يا هانم.. و لو مش عندك حاجة مهمة؟ يا ريت تروحي .


"سهام" و هي تحاول ان تتمالك نفسها ولا تضحك مرة اخري حتي لا تثير جنانه الا انها قالت  


سهام: ايه يا وحش بتطردني ولا ايه؟؟ و بعدين انا في البريك و جايه اشوف ابني...؟! 


"احمد "اقترب منها فتراجعت و لكنه اقترب مرة اخري و هو يقول بهمس:- 

   اه ما انا عارف ما البيه من اول ما رجع من المهمة اللي فاتت و انتي مش قادرة تبعدي عنه خليه ينفعك ؟!!


نظرت له بعدم تصديق  


اما "رحيم" الذي قرأ حركة شفايف والده قال:-

 طيب انا في مكتبي يا فندم هاخد دوش و استعد للتدريب سيادتك ؟


تحرك دون أن ينتظر الرد اما "احمد" كان يمسك ذراع "سهام "و يتحرك إلي مكتبه و ما أن اغلق الباب نظر لها دون أن يقول شئ و لكن عينه كانت بحر متلاطم من المشاعر و هي لا تصدق ما تراه اقتربت لتمرر أطراف اصابعها علي خده و تداعب شعيرات لحيته التي ظهر فيه شعيرات بيضاء زادته وسامة وجاذبية و رجولة جعلته فتنه أكثر من قبل و اقتربت لتقبل خده و هي تقول 


سهام: مش معقول يا وحش  


زفر بأنفاسه وظل جامد لم يتحرك و لم يرد ولكن عينه كانت تقول الكثير كما سبق و من أكثر ما وضح كان سؤال و كانه مكتوب بين أهدابه هو إيه اللي مش معقول ؟؟


سهام : مش معقول انك تغير من رحيم ؟؟


احمد: أنا اغير؟! و من مين من "رحيم" انتي بتهزري ؟


سهام : أن جيت للحق انت الي بتهزر مفيش حد بيغير من ابنه و مفيش حد علي وش الأرض يتقارن بيك انت عارف انت ايه في قلبي؟


احمد : كنت 


الصدمة التي ظهرت في عينها و علي وجهها كانت رد كافي له الا أنه تراجع خطوة فاقتربت و هى تحرك اصابعها علي وجهه و بالتحديد ترسم شفتيه و هي تقول 


سهام : كنت ازاي؟! و شفايفك قدرت تنطقها انت عارف انك روحي و قلبي انا عايشة عشانك ، قلبي بيدق ليك، روحي في جسمي عشان حبك جويا، انت الحياة بالنسبة ليا. مفيش وجه مقارنة بينك و بين اي حد ...... بس انك تغير من "روحيم" من ثمرة حبنا تبقي بتهزر ؟!؟؟ 


نظر لها دون رد فاقتربت لتقبله و كأنها نسيت اين هم !!! اما هو ظل جامد في البداية و لكن مقاومته انهارت و هو يقربها أكثر يضمها إلي قلبه بعشق و حب كان فيما تفعله تأكيد لكلامها...

 ولكن بعد العودة إلي البيت كان التأكيد الفعلي كانت ذائبه بين ذراعيه كأنها حمم منصهرة وهو يضمها اليه أكثر عينه تحمل كلام لا تقوي اكبر المعاجم علي ترجمته وحل لوغاريتماته ولكنها كانت تعي كل حرف فيه !!

.حبه مرسوم بين جفنيه ببونط عريض و قلبه انتقل من مكانه ليظهر في عينه. وهو يهمس لها بعشق ملتهب وشوق جارف وكأنها ابتعدت عنه دهر او حتي شهر وليس ايام.؟! 


 وكما كل ليلة بينهم ساحة معركة بين اثنين اثرهم الشوق مملكتهم الحب تحكي قصة ليلة ولا الف ليلة وكأن الدنيا بين ذراعيه لها طعم ومذاق مختلف. 


في اليوم التالي كانت تنزل معه السلم او بمعني اصح تتحرك في محيط ذراعه الذي بحاوطها تحت ونظرة "رحيم" المبتسم و" أدم" الذي لا يعي ما حدث ..


احمد :صباح الخير 


ادم : صباح النور دادي صباح العسل يا مامي 


أحمد : همس لسهام عسل طيب اما اشوف اخرتها مع ولادك .؟!


تمالكت نفسها حتي لا تضحك


ابتسم له "رحيم" وهو يرد:- صباح الخير يا بابا كنت عاوز حضرتك شوية في المكتب بعد الفطار .


هز "أحمد "راسه .  


وجلس يتناول الافطار بهدوء وكأن أمامه باقي اليوم ...


سهام : أحمد هنتاخر 


نظر إليها وهو يرتشف قهوته وهو ينظر إلي "رحيم" الذي يتكلم معه دون صوت . 


ربما لم تعي "سهام" ذلك الحوار الظاهر حولها فهي لم تلتفت لابنها الذي يحرك شفتيه فقط !!! 


هز "أحمد "راسه لم تدرك "سهام" انه لا يهز راسه لها الا انها التفتت إلي" رحيم" تسأل   


سهام : عامل ايه النهاردة انت كويس؟؟؟؟ 


رحيم : هز راسه بموافقة 


سهام: يعني الضلع كويس 


أحمد: ايه هو من بسكوت ولا ايه ؟!؟!؟ ياله عندك شغل...! 


سهام: هيروح الشعل ازاي? 


أحمد :زي الناس في غيره كان الضلع بيبقي مكسور وبيشوف شغلة !!!


سهام: بس غيره مفيش زيه 


أحمد: لا طبعا لازم مش بس يبقي زي لازم يبقي افضل ده الإنسان الوحيد اللي موافق انه يتفوق عليا؟ 


رحيم: بس صعب !!!!


أحمد: انا ما قولتش انه سهل بس مش مستحيل!؟


هز "رحيم" راسه ووقف وهو يقول:- طيب استأذن انا وريا شغل 


ادم: انت نسيت ولا ايه؟! 


رحيم :لا ما نسيتش 


سهام : هتروح فين الشركة ولا القطاع ؟!


رحيم :القطاع  


سهام: تمام انا همر علي الشركة وبعدين احصلكم 


أحمد نظر الي ادم  


ادم :هتحرك عشان الباص دنا نسيت ورايا بعد ما اخلص عندي تمرين تنس وبعدها جيم ...


سهام: خلي بالك من نفسك يا "ادم "


ادم : هز راسه موافقا و اقترب من امه يقبل رأسها وتحرك.


يتبع...