رواية للذئاب وجوه أخرى - للكاتبة نورا محمد علي - الفصل الرابع
رواية للذئاب وجوه أخرى للكاتبة نورا محمد علي
الفصل الرابع
مرت اللحظات طويلة، على (ليزا) التي جفها النوم بعد ذلك الاحساس الذي شعرت به، وهي بين ذراعيه ذلك الغريب، الذي لا تعرف عنه سوي اسمه، تلك الإبتسامه الشاحبه التي تداعب وجهها، كلما تذكرت تلك قبله التي حركت بداخلها مشاعر قوية ، تسيطر عليها وهي الآن تقاوم نفسها حتي لا تشاركه الفراش، وكأنها لا تريد منه إلا أن تلتمس الدفئ، وتشعر بأنفاسه المنتظمة تدغدغ مشاعرها، وما ان شعرت بالخوف من ما تشعر به
تحركت لتقف، تحت رزاز الماء المنهمر ، وكانه يوقظها من تلك المتاهه التي هي فيها، وما أن خرجت تلف ذلك البرنس ،حول جسدها وهي ترفع شعرها الذي يتساقط منه الماء لأعلى ، وهي تلقي عليه نظره، تضع يدها على جبهته، لتطمئن عليه أو تتاكد من إنخفاض الحرارة، ثم تكومت على نفسها على ذلك المقعد علا النوم يريحها وياخذها مما تفكر فيه ..
مر الليل وأت الصباح وها هي تتحرك تعد له طعام ، كانت تتعامل على ان وجوده شيئا عادي وكانه من الطبيعي ان يكون معها احد، هي التي لم يشاركها شقتها احد من قبل، ليس فقط شقتها حتى فراشها تلك التي اضطرتها الظروف فقط لتعمل مجرد جرسونه في ذلك المكان الذي يعد الى حد ما مشبوه، رغم انها تتجنب قدر الامكان اختلاطها بمن يعمل هناك، او حتى يرتاد المكان، ولكنها لا تدري ما الذي حدث لها ما أن وقعت عينيها، على ذلك الغريب الطويل المختلف، الذي ينظر لها وكانه يحللها ويعود تركيبها مره اخرى، هل ما تشعر به تجاهه شيء مميز، ام هو مجرد اعجاب؟!! بشخص مختلف عن من تتعمل معهم من قبل...
الرائحه المنبعثه من المطبخ حيث تعد له طعام دافئ، عله يعوض ما فقده من دم، جعلته ينهض من الفراش ولكنه يشعر بوجع، في كل جسده ربما لانه لم يشعر بالراحه، او ربما لذلك الجرح في كتفه، الذي من الطبيعي ان يكون عاديا بالنسبه له، فليست المره الاولى التي ينزف فيها،او حتي يصاب !! ولكن ربما من قربهم الذي يداعب مخيلته وربما من ذلك الخائن السكن بين ضلوعه، والذي خذله في اول اختيار، اختار من لا تتناسب معه!! ومن لا تصلح ان تكون له، ومن لا يستطيع ان يكون معها، ولكن عليه ان ينهض.
ان يترك هذه الشقه باسرع وقت حتى لا يحدث ما لا يحمد عقبها، ولكنها كانت تتهادى في مشيتها، وهي تدخل اليه تحمل تلك الصينيه!! المحمله بحساء، تفوح منه رائحه طيبه، ولكن الاطيب كان رائحتها العطره التي تجذبه اليها، وكانها حبل وهميه يربط قلبه بقلبها، دون ادنى مجهود منه او منها ..
❈-❈-❈
بينما هناك في القاهره يشعر (احمد) بالغضب ولمحه من الخوف وهو يعرف كل المعلومات ولكنه لا يعرف اين اختفى (رحيم)؟!!
واين هو الان ؟!!
هل اصيب ام استطاع احد ان يصل اليه ؟!!ام هرب الى مكان مجهول؟!! ولكنه حتى لو لم يتصل بفريقه يخبرهم المعطيات، كانت تصل اليه النتيجة مع (باسل) او احد افراد الفريق، ولكنه الى الان لم يرجع ...
مره الليل و(احمد) يتقلب في مركضه على غير هدى يدعي النوم حتى تغفو زوجته ربما لانه بعرف جيدا ن علمت بما حدث او باختفاء (رحيم) حتى لو بضع ساعات قد تموت فيها، تقلب في مرقده وما ان وجد ان النوم يجافيه وهو لا يعرف ماذا يفعل؟!! كان كالمقيد الذي لا يستطيع ان يتحرك !!
او يفعل اي شيء، رغم انه متاكد وواثق كل الثقه من قدره ابنه، على ان يؤدي المهمه بسهوله، دون ان يغمض له جفن، او يشعر بالالم او الخوف، وفي اقل وقت ولكن ربما تاتي الرياح بما لا تشتهي السفن...
نزل الي مكتبه في بيته يجري بعض الاتصالات، ولكن الى الان لم يتواصل معهم، الى الان لم يتصل بهم، وايضا لا يوجد اي اشاره الى وجوده في المستشفى، او قسم شرطه!!
لذي علي (أحمد) ان يهدأ لان (رحيم) ليس بطفل ليخاف عليه هو رجل بما تشمله الكلمة .. وتم تدريبه علي اعلي طراز ، و سيعود فهو يعرف طريق العوده جيدا، هي ليست المره الاولى التي يكون فيها في مهمه خارج البلاد انهي الاتصال بأحد العملاء وجلس في المكتب، يراجع المعطيات يشاهد ذلك الشريط الذي صور لذلك الملهي الليلي، الذي تمت فيه الواقعه، ولكن لا توجد اصابات بليغه، ومن اصيب كانوا من العاملين في المكان ، اخذ يبحث بين السطور ولكنه لم يجد ضلته!!
ربما لان ضلته الان يجلس في الفراش وهي تضع امام تلك المائده الصغيره، التي عليها الطعام وهي تطعم بيدها، هو الغارق في بحور لم يكن يتوقع ان يقابله هنا.. ولكنه لن يضيع الفرصه فربما لن تاتي مره اخرى، او بمعني اصح لن يراها حتى في خياله، ولكنها ستظل ذلك الطيف الذي يذهب عقله، ويشاغل روحه قد يمنعه عن ان يشعر تلك المشاعر او يكنها لاخرى.....
والف سؤالا يطرح في عقله هل من الممكن ان يقف امام الدنيا من اجلها؟ حتى لو كان هذا اختياره هل ستقبل عائلته؟!!
هل سيرضى والده ان يترك كل شيء!! كل شيء من اجل امراه؟!! بكل الطرق لا تناسبه !! ولا تناسب عمله ، وحياته ومكانته الاجتماعيه!! اه من ذلك لوجع الذي ينخر القلب، و يقتل الروح ، ولكنها تقترب منه وهي تضع قطعه من الطعام في فمه ، وعينها تنظر له وكانها تمني نفسها ان يشعر بها، وبما تشعر به، ذلك الذي يدعي البرود وكل ذره من ذره عقله وجسده تفور وتثور عليه ، تطالبه بها رغم كل الالم الذي يشعر به، من ذلك الجرح الذي لم يقطب ولم يعقم!! بطريقه جيده!! بالاضافه الى ان خافض الحراره لن يجدين نفعا بمفرده ؛ عليه ان ياخذ مضاد حيوي طويل المفعول، ومسكن قوي المفعول او بمعنى اصح نسبه مخدره!! ليستطيع جسده ان يتعامل مع ما يشعر به، من تمزق وتشتت و الم....
❈-❈-❈
الحب ذلك الموت الذي ياتيك بالبطيء، يملك روحك وعقلك يجعلك تفكر بجزء اخر غير العقل تفكر بقلبك فقط .. وهي اتت له في وقت غير مناسب وزمن غير مناسب!!
ولكنه يعرف انها اقتحمته لذا سيستغل هذه اللحظات يختزن من الدنيا ما يقتات به فيما بعد ...
اخذ يتكلم معها اخذت تسال من أي مكان هو ؟!!واخذه يعطيها معلومات لا تمت للواقع بصلة!!
ريان : من (افيون)..
ابتسمت وهي تنظر له وتسال
ليزا : حقا هل انت من افيون؟!
ريان: اجل ولكن من قريه بجوارها، لست من المدينه نفسها ..
ليزا :ما هي اكلتك المفضله...
اخذت تسال عن اشياء ان تافهه، اشياء سطحيه عن كل شيء ما لونه المفضل،، اكله المفضل،، اشياء كثيره.. كثيره وكان يجاوب بابتسامه عن اشياء ليست عنه في الحقيقه لا تشبهه، هو ليس ذلك الذي يتكلم عنه هو فقط عميل؛ في مهمه وعليه ان يبني لنفسه جذور وشخصيه مختلفه
يتكلم بالهجه (افيون) الان
ولكنه حينما كان يهزي تكلم بلغه اخرى، ليست تركيه .. ولذي سألت
ليزا: هل تتقن لغه اخرى ريان؟!!
نظر لها مطولا وهو يبتسم يستجمع الافكار في عقله، وهو يرد
ريان: بالطبع .. لقد تعاملت مع كثير من الناس، اتذكر كلمات حتى اني ارددها بيني وبين نفسي..
ليزا : حقا؟!! لقد كنت تتكلم العربيه..
ريان : ربما
ليزا: انا من أصول عربية ولكني لا اتحدث العربية هنا وأيضا تركت العائله، وأعيش بمفرده سأمت من تحكمهم ومطالبهم ، باشياء كثيره..
نظرا لها مطولا وهو يقول:
وهل بعملك في ملهى ليلي حققتي ما تريدين؟!!
ليزا : لا ،لم احقق شيء ولكني خرجت من ذلك السجن الكبير المسمى بالعائله، بالتلك القيود والعادات والتقاليد وخاصة والدي وقوله الدائم أصولنا التي لا تسمح، أن كانت اصوله لا تسمع بما افعله فلما اتى ليتزوج من هنا ؟!!
نظر لها وهو يفهم ما تقول ..هي ترفض وقعها وحياتها ترفض ما اوجبته عليها العائله، ولكن هل هو مثلها ؟!!!
هو المربوط بذلك الخيط الوهمي الذي يكاد ان يكون شفاف!! لا يراه بالعين ولكنه يرى القلب يعد اقوي من الحديد وانعم من الحرير انه الانتماء والعائله....
في المساء كان ينهض يرتدي ملابسه ليذهب وقفت تنظر له بلهفة وشوق وكانها تعرف انها ستشتاق له رفع عينه لينظر إليها الا انه كان مخطئ عينها تحمل هوة أولها حب واخرها الهلاك !!
اقتربت منه تضمه في حضن طويل لم يدرك ما هو السبب في عدم ممانعته، وهو يتركها لتغوص في حضنه بانوثتها حتى كاد أن يترك عقله وينقاد معها يفقد فيها روحه الا ان تلك الذرة الباقية منه ، جعلته ينظر في عينها بعقلية العميل النشط وهو يعطيها وعود.. لن يلتزم بها، الا انها اقتربت منه تقبله بعشق ورغبة ، وهي تضم نفسها له أكثر، حتي كان في موقف لايحسد عليه قلبه، يطالبه بالبقاء، وعقله يحثه على الهروب، وما بين القلب والعقل ، فرق السماء عن الأرض أحدهم حالم والآخر عالم !! وها هو يتعمق في قبلته يسندها علي ذلك الحائط وهو يقبلها بنهم.. وشوق ولهفة؛ وما ان شعرت بالخدر يسري في عروقها، حتي كان يفتح الباب وهو يلقي عليها نظرة اخيرة ، ويفر هاربا من نفسه.. قبل أن يكون منها!!
❈-❈-❈
بينما كان روحيم يتخفى ويتحرك بين الناس ، يذوب بينهم وكأنه واحد منهم، يتاكد من انها لا تتابعه، وهي فعلا لا تتبعه، هي لا زالت الى الان تقف في مكانها ، وكانه يحاوطها تشعر به حولها وعطر يغرق المكان، اما هو كان يخطو بخطوه سريعه رغم ما يشعر به من الواهن ، و يضع يده في جيبه يتاكد من انه يحمل المال الكافي لياخذ سياره اجرة، الى اقرب مكان من وجهته، فهو لن يقف بالسياره في ذلك المكان ، حتى لا يكشف امره هو الذين لم يفكر الا الان في ان يطمئنهم او يخبارهم أنه لازال علي قيد الحياه، في الوقت الذي كان فيه والده يجلس في مكتبه يناقش احد المعطيات واخر النتائج، ويحاول ان يتوصل الى شيء او يعرف اين مكانه بالتحديد .
كانت فيه سهام تجلس في مكتبها الخاص حيث تعمل على احد الاجهزه والظاهر لمن حولها انها تعمل على احد المهام الجديده ..
ولكنها تدخل على الباركود الخاص (برحيم) تحاول ان تطمئن عليه ولكنها تدرك ان ذلك يشكل خطورة كبيرة عليه، وحتي وهي تعرف ذلك كانت تحاول أن توقف ذلك الشعور الذي ينخر قلبها ويستنذف راحتها ... لذا ها هي تاخذ احتياطها وتحاول ان تدخل من مكان بعيد كل البعد عن مصر ...
تتبع أحد الشبكات المخفيه، في احد الدول الاخرى كانت تعمل بهدوء تطمئن عليه تعرف انه الان لا زال في ذلك المكان او قريب منه !! الى حد ما ..
في الوقت الذي دخل فيه (أحمد) كالوحش ولقبه يليق عليه الان اكثر من اي وقت مضى، عينه تطلق شرارا من الحمم ، وهو ينظر الى الجالسين في غرفه التشفير دون أن يلقي التحية او يهتم بها ...
فكل منهم في ملكوت خاص به وما أن ألتفت بنظره اليها وهو يقول:
احمد ::بتعملي ايه
سهام: زي ما انت شايف باشتغل!!
احمد :على ايه
سهام: مهمه...
اقترب منها و فرد يديه على مكتبها وقرب وجهه منها ويقول ...
أحمد: والمهمة دي اسمها (رحيم ) فظهر الصدمه عليها وهي تنظر له باستفسار ،كيف يعرف انها تعمل و تبحث عن ابنها ؟!! او تتقصى بعض المعلومات عنه ، هو لم يخبرها شيء وهي ايضا لم تخبره شيء، لم تخبره أنها تشعر ببعض الالم في قلبها وكانها تدرك انه ليس بخير !!
سهام:جبت الكلام ده منين؟!!
احمد: بتدخلي على الباركود بتاع (رحيم) ليه ؟!!عاوزه تأذيه؟!!
سهام : انت بتقول ايه سيادتك؟!
احمد: بقول اللي سمعتيها يا هانم انت كده مش بتحبي ابنك انت كده بتضريه، عايزه يتكشفيه ، دخلتي منين ؟!!
سهام: شبكه بره مصر انا ما اقصدش اللي انت بتفكر فيه، كل الحكايه عايزه اطمن قلبي واجعني...
احمد: وهو يقف معتدل يصلب طوله حتى يواري ذلك الضعف، الذي يعتمل في عينه والخوف الذي يحاول ان يواريه، وهو يقول
احمد: سلامه قلبك خلصي اللي وراك وتعالي مكتبي، عشان اشوف ايه حكايه قلبك ده!!
نظرت له بصدمه وهو يلتفت ليخرج من المكتب باكمله دون ان يضيف حرفا، اخر وكانه اخبرها كل ما يريد .
ام هي، نهضت بهدوء وكأنها لم ترتكب شئ، يغضبه وتحركت إلي مكتبه تلقي السلام ...
سهام : سلام عليكم
ولكنها لم تتلقي رد منه ،وابتسامة خجل تزين وجهها وعينها تنظر إليه ...
وهو يجلس علي مكتبه بهيبة ووقار وكأنه ليس ذلك العاشق لكل تفصيلها عينه تنظر بهدوء ممزوج بالحدة ، والف الف احساس، يظهر علي وجهه والذي لا يظهره الا لها ولها فقط ... مما جعلها تقترب منه تحاول ان تبرر او تعتذر، ولكن ما أن نهض من مقعده مرة واحدة جعلها تشعر بالخوف وتتراجع ولكنه ظل يتقدم منها ، بخطوات ثابته وهو يضع يده علي قلبها الثائر او المرتجف، والاثنين لهم نفس العرض، قلبها ينبض بجنون يوازي جنون عشقه ورغبته وكأنه نسي ما يشعر به من قلق، وتلك اللحظات التي مرت عليه بثورة وجنون، وهو يبحث عن من يتتبع أبنه، ويتتبع خطواته!! والف سؤال في عقله ؛ عن من يعرف هويته إلي أن هداه عقله إليها!!!
همت لتتكلم ولكنه لم يسمح لها؛ وهو يهوي بفمه علي شفتيها يأكلها بقوه وكأنه يعاقبها علي ذلك الخوف الذي سكن قلبه ، ويده التي تقربها منه لم تكن هينة او لينه، بل كانت متطلبة بكل المجون الذي يسير في عروقه، ولا يتحرك إلي لها وبها هي فقط!!!
وما ان ابتعد حتي كانت تأن بأسمه وكانها تطالبه بالمزيد، فهل سيتاخر!!!
ولكن ما الذي تغير في هذه الدقائق ليجعله يهدأ بعد أن كان ثائر حائر ربما ذلك الاتصال الذي اته واستمع فيه الي صوت رحيم ....
خليني اقول لو التعليقات عجبتني في حلقة تانية قريب يعني حلقتين اسبوعين بس لو لا يبقي زي ما احنا حلقة كل أسبوع
يتبع...