-->

رواية للذئاب وجوه أخرى - للكاتبة نورا محمد علي - الفصل السابع

 رواية للذئاب وجوه أخرى للكاتبة نورا محمد علي



الفصل السابع


الوجع الذي شعرت به الينا كان فوق الاحتمال، اخذت تنظر له بصدمة وهي لا تصدق ما تراه بعينها، هل من تراه الان هو عادل وهل حقا يحتضن امراة اخرى، هل من الممكن أن تصدق عينها؟! من هذه التي بين ذراعيه، لم تقوي علي الوقوف، ولا علي الكلام لم تعد تقوي علي شئ. اي شي. وهي تنظر له بغضب وغيرة تستعر في عينها، وكأنها قطعة من الجحيم، وهي تري شريط حياتها يمر أمام عينها، وهي تري كل امرأة مرت في حياته، إلي أن تزوجها كم مرة رأت علاقته، كم مرة عانت وهي تحاول أن لا تهاجمها الذكريات، وهي بين ذراعيه، ولكن بعد كل ما عانت من الماضي، ها هو الحاضر يعد اسوء. والف سؤال وسؤال. يطرح في عقلها، إلي أن انتبه لها ورأي الوجع في عينها وكأنها في بحر متلاطم الأمواج حاول أن يخرج من ذلك الحضن الذي يحصاره وهو يحاول أن يبرر. او يفسر إلي أن تحولت الينا الي نار مشتعلة وهي تقول 
الينا: عاوز تقول ايه يا محترم؛ اي ان كان اللي عاوز تقوله؛ مش مهم بس كان ممكن تقفل الباب يا دكتور!!
عادل: انت فاهمة غلط، أنا ...
الينا: أيوة انت، والغلط بعينه اني كنت مصدقاك، وفاكرة انك بقيت بني آدم، لكن بعد العمر ده كله اكتشفت انك لسه زي ما انت، ما نضفتش!!
 
اقترب منها فتراجعت، ولكنه كان أسرع منها قبل أن تصل إلي الباب امسك ذراعها ليجذبها لترتطم بصدره، وهو ينظر في عمق عينها، وقبل أن يتكلم كانت تقول ..
الينا : طلقني.. 
تخشب وجهه. وهو ينظر لها بصدمة، ورفض وهو يقول:

عادل : بتقولي ايه؟! ممكن اسمع!!
الينا: انت سمعت كويس، انا مش قادرة ابص في عينك، مش قادرة استحمل ايدك علي جسمي، ابعد عني يا ملوث..
كادت أن تخرج الا أنه ورغم كل ما به من وجع من كلماتها، ونظرات عينها التي تحمل الكثير الا أنه نظر في عمق عينها وقال...  
عادل: خدي نفسك وابلعي ريقك، في ايه يعني؟! بعد السنين دي كله مش عارفاني!! ولا ايه يا ام احمد؛ تعالي اعرفك.. 
دفعته بقوة لم تكن تتوقع في خيالها انها تملكها، أقترب بعند اكبر وهو ينظر لها بصدمة، ويقول: في ايه يا (أيلي)؟! (أودي) تبقي ..
الينا: هتكون ايه غير جزء من ماضيك الوس*خ؛ ولا يمكن من الحاضر بتاعك اللي واضح انه اوس*خ  
عادل: حتي لو من الماضي؛ انت شريكة ليا؛ في الماضي والحاضر والمستقبل، يعني بدل ما تفكري معايا في حل؟! وازاي هقول لولدنا عنها؟!!

ضحكت بصوتها كله، وهي تنظر له بغضب وغيرة ، وتقول:
الينا: وكمان عاوز تعرف ولادنا علي ست الحسن ، وزعلان اني بقولك نطلق!! لا بجد مفيش بجاحة كده!!
أودي: (الينا) انا لست حبيبته. 
الينا : وهل تربدن مني ان اصدق هذا الهراء؟! أن لم تكوني حبيبته فمن انت؟! وكيف تحتضنيه بهذا الشكل المقذذ؟! ولكن العيب ليس عيبك بل الغيب يقع عليه؛ هو من حن الي حياته السابقة وذلك المجون الذي عاشه من قبل..
عادل: الينا اهدي.. 
الينا : انت ليك عين تتكلم ؟!
عادل ليا؛ عارفة ليه؟! عشان لو عجبتني واحدة مش هصاحبها ولا هغضب ربنا وأنا الشرع حلل ليا أربعة يعني مش هأرتكب معصية بس هتجوزها يا (الينا )..
بهت وجهها وهي تنظر له، وكأنه غرز نصل سكين حاد في قلبها!!
الينا: انت بتقول ايه؟! انت عاوز تقول ان البتاعة دي مراتك؟!
عادل: لا؛ دي تبقي بنتي!! 
(الينا) شعرت بأن الدنيا تدور بها، لا الدنيا لا تدور هي التي تترنح، وكأنها لم تعد تقوي علي الوقوف، وها هي تتحرك حتي جلست علي أقرب مقعد، وهي تنظر له ولها، وكأن كل ما مر في حياتهم لا حساب له، وعقلها يسال ويجاوب علي نفسه، بنته كيف؟!! 
الينا :بنتك إزاي؟!! 
أودي: ولكني لست ابنتك.. 
الصدم علي وجهه (عادل) كانت واضحة وهو ينظر لها بصدمة، و يتكلم بغضب ..
عادل: الم تقولي انك من دمي؟! 
أودي: اجل؛ انا من دمك ولكنك لست ابي دكتور عادل!! 
عادل: ماذا تعني؛ هل تمزحي انت قولي ان دمنا واحد، وانك لم تكوني علي علاقة بي، ولم نتقابل من قبل!! 
أودي: اجل قولت ولكنك لست ابي؛ انت اخي..
(عادل) و(الينا) في تفس واحد :نعم! ماذا تقولي؟! 
أودي: انا اختك.. 
الينا : بعد أن استجمعت قوتها قالت: وكيف هذا ؟! هل انت في منتصف الخمسين ؟!!
أودي: لا انا في نهاية الثلاثين؛ سوف أتم الأربعين بعد عدة اشهر.. 
عادل: من أين اتت لكي الجرأة؛ لتاتي إلي هنا لتكذبي عليا، انا ما جعلتي اصدقك انك قريبة الشبه بي، عينك ولون بشرتك حتي درجة الشعر، وملامح الوجه هي تفسها، وذلك الاحساس الذي خدعني، ولكن ماذا تعني بأنك أختي؟! وكيف ذلك وابي لم يخبرني بأن له اولاد غيري! وان كنت ابنت (عبد الله السيد) لما لم تاتي من قبل ؟! هل تحاولين النصب؟!! 
أودي: انا لست ابنة (عبد الله السيد) 
(عادل) ضحك بسخرية وهو يقول: حقا، اذا كيف تكوني اختي؟! 
أدركت (الينا) لما هناك شبه بين (عادل) و(أودى ) لانها لو كانت ابنة والده، ربما لاخذت شكل ابوه او امها، وليس شكل (عادل ) وهنا اذدرت لعابها وهي تقول: 
الينا: ما الذي يثبت كلامك؟!! 
أودي: مع كل ما يثبت؛ ان اسمي (اوديل جوناثان ماركسيوس) 
نظر لها عادل وهو يضحك بصوته كله؛ ويقول: فعلا في تشابه أسماء كبير بين اسمك واسمي !!
أودي: اسم الام (جوليا فولبتير بيار)
عادل: ماذا هل جننتني؟ انه اسم امي التي توفين وهي تلدني !!
نظرت له أودي بشفقة وهي تهز رأسها بالنفي ...
الينا : اهدي يا (عادل) ممكن تسمعها الاول!! 
عادل: اسمع ايه؟ اي واحدة نصابة، تيجي تقولي اننا اخوات أصدق، يمكن لو فضلتي في كدبتك الاولي و انك بنتي، كانت نفعت لكن اختي دي ما تنفعش، انا امي ماتت وهي تلدني. 
أودي: حقا هل تصدق ما تقوله، امك لازالت علي قيد الحياة إلي الآن!!
كان كلامها كأنه نصل حاد غرز في قلبه ما الذي تقوله، وكيف لأمه أن كانت حيه أن تتركه كل هذه السنوات؟! ولما الأن تذكرت ان لها أبن؟! أسئلة كثيرة تموج في قلبه؛ وعقلها وتظهر علي معالم وجهه!!
❈-❈-❈
 أما هناك. في تركيا كان. (رحيم) يستعد لينزل إلي القاهرة، رغم اعتراض (باسل) و(عدي)، الا أنه أكد أنه بخير.. 
عدي: عليك انت تبقي لبعض الوقت. 
باسل: حتي تستعيد قوتك، علي الاقل !!
رحيم: انا لقيت كويس.. 
باسل: خلاص خليك لبكرة في طيارة هينفع تطلع عليها.. 
نظر إليه رحيم وهو يهز رأسه موافقا

عدي: هعمل ليكم شوية تورلي وصاية شغل تركي..
ابتسم (رحيم) باليه فلقد كان يفكر في سبب تعجله، هو لا يريد الا الهروب من شوقه لها، ومن وجوده معها في نفس المكان، وكأنه يخشي أن يضعف أو يذهب إليها،. وها هو يجلس في غرفته، ينظر إلي السقف وهو يقرر أن يراها لمرة أخيرة قبل أن يرحل. نهائيا عن هنا، وها هو بالفعل ما أن تنتهي الطعام واقترب الليل كان ينزل رغم نظرة الاعتراض التي ظهرت في عين (عدي)..
الا أنه لم يكتفي بمناسبة الشقة من بعد كامت تتحرك في الشارع وهو يتبعها إلي أن أصبح المكان منعزل لم تشعر ليزا بذلك الذي جذبها في شارع جانبي كادت تصرخ الا ان تلك الرائحة تعرفها جيدا لذي تركت ما في بدها وهي تضمه وهو نفسه لا يعرف لنا فعل ما فعله لم ظهر لها 
ليزا بلغة تركيا اشتقت اليك ريان اين كنت لقد ظننت اني رأيتك بالامس 
لم يرد كان يتركها تتقوقع في حضنه، واستمع إلي كلامها ويدها تتحرك علي جسده بحرية، وهو فقط يتنفس بصوت مسموع، وكأنه يعرف أن ما يفعله هو الممنوع بعينه، انها تلك الشجرة المحرمة، الا أنه اتي ليستظل بها!!
ليزا : اين ذهبت هل انت بخير ،؟!
هز راسه فقط.. 
ليزا: هل تأتي معي؟! 
عينه كانت تسأل إلي اين؟! ام فمه ظل صامت!! 
ليزا سنتاول العشاء معا، فقط العشاء (ريان) انا لا اريد شئ آخر  
هز راسه بالنفي وهو يقول بتركيا سليمة والهجر اهل أفيون كما سبق وأخبرها  
ريان لقد أتيت لاودعك 
ليزا نظرت له بصدمة والقت بنفسها في حضنه لا تعرف ماذا بحدث لها وهي بالقرب منه 
ليزا هل سترحل 
ريان اجل 
ليزا إلي أفيون 
ريان ربما إلي اللقاء 
ليزا هل سنلتقي مرة اخري 
نظر اها مطولا وتحرك الا أنه وقف علي صوتها 
ليزا لن انساك ابدا ريان 
نظر لها دون رد ولكنها قرأت في عينه انه ايضا لن ينساها ...
❈-❈-❈
في اليوم التالي كان يستقل تلك الطائرة بوجه مختلف حتي وصل إلي القاهرة ...
اما هناك مانت سهام بعد أن اطمئنت علي رحيم تعيش بسلسة وهدوء تشارك ادم في التمرين تتكلم معه تمزح مع احمد حياتها رجعت إلي طبيعتها وها هس تترك كل شئ وتقف في المطبخ لتعد الطعام الذي يفعله رحيم حتي ان احمد وقف بالباب الخاص بالمطبخ وهو يقول 
أحمد كل ده عشان حبيب قلبك راجع 
سهام انا خبيبي قلبي واقف قدامي 
احمد ممم كان زمان 
سهام يا راجل دا انت امبارح خلتني أقول رفقا مولاي رفقا أن اتنفس عشقا ...
ضحك احمد بصوته كله وهو يتحرك ليقترب منها 
أحمد انت شايفة كده ووقف خلفها، يحاصرها بين ذراعيه، يضمها علي جسده، وهو ينزل بفمه علي رقبتها يدمغها بعشق وهو يقول والليلة وحياتك 
ضحكت وهي تقول: مش هنعقل بقي؟ 
أحمد: أبد؛ هفضل مجنونك طول العمر . .
اقترب ليقبل شفتيها، وهو يضمها علي جسده، بقوة اعتمدتها منه ، الي ان استمع إلي صوت تلفونه يرن رفعه ليرد.. 
أحمد: الووو
عادل: احمد انت فبن؟! 
أحمد: في البيت مال صوتك في حاجة يا عادل ؟!
عادل : محتاجلك.. 
أحمد: تحب أجي ليك؟ 
عادل: لا انا داخل علي الكمبوند؛ وهاجي ليك علي البيت بس مش لوحدي.. 
احمد: تنور يا عادل..
 اغلق الخط ونظر الي (سهام ) التي قالت : ابقي اطفي الفرن.. 
احمد: نعم!!  
سهام: الأكل هينحرق يا (احمد)
أحمد: انت بتهزري صح ؟! 
سهام: لا والله؛ انا طالعة البس حاجة ولا أنت عاوز حد يشوفني كده؟! 
(أحمد) وهو يحرك يده في شعره قال: روحي يا (سهام) الله يسامحك يعني لازم تدي الخدم اجازة 
سهام: مم عندك مانع 
احمد: وأنا اقدر، الليدي سو تعمل اللي هي عاوزاه..
 اقتربت منه تقبل خده وتحركت، بتلك البيجامة التي تعد جلد ثاني علي جسدها، تظهر أكثر ما تخفي، وتحركت إلي الطابق الثاني ام هو ما أن رن جرس الفرن اغلقه كما طلبت وتحرك إلي مكتبه...يجمع بعض الأوقات ليضعها في الخزنة خلفه، لقد كان بناقش احد المهام لعميل في الخارج، يتابع كيفية انتهائها لكل مهم مما يحدد أن كان يستحق الترقية أم لا، وهو في هذا الحال ليس رحيم بالمرة، هو حاد وجاد في عمله إلي حد أن لقبه ينطبق عليه أكثر من أي شئ!!
اما هناك كان عادل يقود السيارة بهدوء، يصل إلي الجمود لم يقبل ان يأتي معهم السائق، وها هو يصل إلي البوابة الخاصة بفيلا احمد الديب نظر افراد الامن إلي السيارة وما أن انزل عادل الزجاج الفامية القاتم الذي لا يظهر ما خلفه، حتي فتحوا البوابة فلديهم تعليمات بأدخاله، ولكن ما أن تحركت السيارة حتي كان مسؤول الحرسات يتصل بأحمد ويخبره عن وصول الدكتور عادل وزوجته ومعه أمرأة اخري !!
كانت سهام ترتدي فستان طويل من الون الأسود وعليه حجاب فاتح وتنزل السلم في الوقت الذي توقفت فيه سيارة عادل بالخارج تحركت إلي المطبخ بينما تحرك احمد إلي الباب ليفتح وهو يردد..
أحمد : الله يسامح يا سو!!
سهام: سمعت علي فكرة .
ضحك بخفة وهو يفتح لعادل قبل أن يرن الجرس 
سلم عليه ونظر له بطريقة جعلته يدك أن عادل منهار، هز له راسه وهو يشير له ليدخل تبعته الينا وهي تقول 
الينا : عملت أيه بس سو 
احمد: ابدا (ام احمد) أدت الخدم كلهم اجازة ..+
عادل: أحنا جينا في وقت مش مناسب؟! 
نظر له (أحمد) بطرف عينه ولم يعقب علي كلامه..
عادل: ممكن نستأذن ونيجي وقت تاني.. 
احمد: انت هتتعرف عليا النهاردة؛ لو الوقت مش مناسب كنت حددت معاد تاني، ولا قولت ليك مش فاضي، كل الحكايا انها عاوز تطبخ لحبيب القلب بيدها ..
ابتسم (عادل) و(ألينا) علي غيرة (احمد) الواضحة من أبنه، وهو يتحرك معهم الي الصالون، بعد أن القي نظرة على أودي وهز رأسه بتحبه خفيفة لم يكلف نفسه أن يمد كف يده، ونظر إلي عادل بستفسار ولكنه أدرك أن الكلام علي الباب لا بجوز ..
كان يجلسون في الرسبشن (وسهام) تخرج من المطبخ لتقدم واجب الضيافة، ولكنها وقفت كأنها صنم، وهي تستمع الي كلام (عادل)، ولكن عينها انتقلت ااي تلك التي تجلس بجوار (الينا) ولكنها تنظر الي (أحمد) بأعجاب !!
أحمد: مش تعرفني علي الآنسة.. 
جعدت (سهام) وجهه وهي تردد دون صوت آنسة،!! 
مما جعل (احمد) الذي ينظر لها يحاول ان يكتم ضحكته، التي قد تجلجل في البيت بأكمله !!
ولكن تلك الكلمة التي خرجت من فم (عادل) جعلت (احمد) ينتبه 
عادل: الماضي..
نظرت (سهام) إلي (الينا) بشفقة وهي تقترب لتربت عليها، تحت أنظار (احمد) المصدومة من محاولتها التخفيف عنها وهي تقول . 
سهام : معلش يا (أيلي) انت كنت عارفة أنه مش ملاك، بس ازاي ماضي دي شكلها صغير، ولا اقول ايه دا كان سافل ..
نظر لها (عادل) وهو يحاول أن يتمالك نفسه.. 
اما (احمد) قال بصوت هادئ يحمل تنبيه : سوووو
سهام : ايوة هو انا قولت حاجة غلط، هو عارف هو كان ايه بس مش لدرجة الأطفال !!
الينا عادل كان فاكرها بنته 
هنا اذدرت (سهام) لعابها وهي تجلس بجوار (احمد) وهي تنظر ألي (عادل) بشفقة والي (الينا) بدعم وهي تقول:

سهام: ولما هي بنته ايه االي جابها الوقتي ليه مش من عشرين سنة؟!
عادل : هي لما قالت من دمك ومش اتقابلنا قبل كده انا فكرت كده بس هي قالت اني مش ابوها..
أحمد: نعم ازاي ده الشبه واضح اوي ده اللي ممكن يخليك تصدقبس لو مش بنتك تبقي مين؟!!
أودي : انا اخته 
سهام: نعم وده ازاي ؟! (عادل) ملوش اخوات، لا بنات ولا رجالة امه توفت وهو طفل؛ ووالده ما تجوزش مرة تانية!! 
أودي: والده مش اتجوز بس امه اه.
شهقت (سهام) وهي تنظر الي (أودى) بصدمة؛ والي (عادل) بشفقة وهي تقول: 
سهام نعم!!  
أودي: أمي لم تموت بل والده لفق لها تهمة ، وكان سبب في أن تسجن عدة سنوات، وهي التي كانت سبب ليأخذ الإقامة والجنسية ايضا، ولكن والدك كان ظالم أستغل انها وحيدة لا أحد لها ولا مال ، ليتزوجها رغم فارق السن الكبير بينهم، وايضا ما أن تأكد انها تحمل طفل ذكر،حتي ظهر وجهه الاخر تلك المعاملة الطبيبة تغيرت وكان بكاملها بقسوة وهويردد أن النساء كالحشرات، وهي لا تذيد عن حشرة!! امي كانت تقول:
" انه يقول ما انت سوي أمرأة ما أنت سوي حشرة" وكأن يضربها بقسوة وكأنه..
 ونظرت إلي (عادل) الذي ينظر لها والحزن يظهر علي وجهه؛ وسكتت..
 
احمد: وكأنه ماذا؟! 
أودي : سادي ..
بهت وجه (عادل) وهو يستمع إلي اشياء كان يظنها انه علي الاقل يعرف جزء منها، وأولها معتقدات والده، أن تلك الكلمة هو من علمه ايها، ما هي سوي أمرأة ما هي سوي حشرة، وما انت الا صياد تملك شبكة عنكبوت!! ومن لا تستطيع أن تخرج فما هي إلا حشرة!! هذا ما كان يفكر فيه (عادل) 
وما تذكرته (سهام)، ان هذا الكلام سمعته من عادل قبل ما يقارب ٢٧ سنة ... 
كانت (الينا) تعرف ان هذه كانت افكار والد (عادل) فلقد عملا معه لفترة صغيرة ولقد حاول أن يتقرب منها الا أنهى كانت متعلقة (بعادل ) حتي قبل ان تعمل معه 
اما (احمد )كان يسمع في صمت وهو يجمع الخيوط ببعضها لينسج قطعة من القماش ترسم معالم الحقيقة...
اما أودي أكملت 
أودي:حتي انها حاولت أن تهرب، وقتها حبسها داخل الشقة، وكانت لا تخرج من باب البيت لأي سبب وأيضا ما أن وضعتك وكنت علي هذا الشكل اتهمها بالخيانة، رغم وجود تلك العلامة في جسدك، التي كانت في جسد والدك، اي انه كان متأكد انها لم تفعل او تخرج من باب البيت، الذي كان يغلقه عليها، وما أن أكملت شهرين فقط، لفق لها تهمة السرقة وبعد عدة سنوات خرجت من السجن لتبحث عنك أخبرها انك موت بعد سجنها..
كانت تتكلم وهم يستمعون لها بصدمة 
نظر عادل إلي أحمد وكأنه يسأله هل تصدق ما نسمعه
هز أحمد رأسه فهي عفوية بالإضافة أن لغة جسدها توحي بانها تقول الحقيقة 
احمد لو فرضنا أن كلامك صح وده سهل نتأكد منه
أودي : أه طبعا صح مفيش أي عقبة في عالم الإلكتروني المفتوح الذي نعيش فيه
أحمد: لما الان ظهرتي ؟!!
أودي: لن أكذب عليك 
أحمد : حتي لو حاولتي لن تستطيعي...
أبتسمت له بأعجاب مما جعل سهام تستشيط غضب وهي تنظر لها بحدة ...
يتبع ...