رواية للذئاب وجوه أخرى - للكاتبة نورا محمد علي - الفصل الثالث
رواية للذئاب وجوه أخرى للكاتبة نورا محمد علي
الفصل الثالث
ذلك الإحساس الذي أجتاحه وهو يراها تقترب من أحد المقاعد تقبل بكلمات الغزل وهمسات الإعجاب ؛ جعله ينئوا بقلبه بعيدا عن تلك المعمعه.
حمل تلك الصينيه وهو يتحرك بين رواد المكان يقدم الخدمه وياخذ المقابل .
هو هنا من اجل العمل وليس من اجل الحب؟! حتى لو خرج قلبه من مكانه من اجلها لن يظهر شيء علي صفحة وجهه الوسيم.
هو هنا حتي يدرس المخارج و المداخل للمكان حتى يعرف ايهما اقرب. ينفذ المهمه التي اتى من اجلها .
اقتربت منه ليزا تحاول ان تلفت انتباهه الا انه ادعى الجمود والبرود وكأن لا شيء يهمه!!!
ليزا: ريان هل انتهيت من تحصيل مقابل الخدمه من تلك المائدة؟
كانت فقط تحاول ان تقترب منه تفتح معه مجال للحديث،الا انه كان كالصنم ورده كان،
"هزة من راسه دون ان يرد "
ربما لانه أن تكلم لن يسيطر على لسانه قد يقول اشياء كثيره والأهم قد ينسى ويتكلم بالعربيه ويُكتَشفْ أمره !!!
وهو الآن يلوم على نفسه ويسالها ماذا يحدث لي؟! وللمرة الثانية يهز رأسه ولكن هذه المرة بتحيه.
وتحرك يتركها خلفه.
انها تتساءل ما تلك النظرة في عينه ؟!
وما هذا الذي في قلبي ماذا أريد منه؟ أنه شخص غريب لا أعرفه؟ ولم أراه الا اليوم ومع ذلك اشعر انني اعرفه منذ زمن بعيد؟ ربما يكون وراءه زوجة او على الاقل لديه حبيبه؟ لما اعلق نفسي ولما اهتم من الاساس؟ تحركت لتنهيه ما تفعله وابتسامه رسمي لا تصل الى عينها مرسومه على شفتيها وهي تحيي الموجودين وتحصل مقابل المشروبات الروحانيه التي قدمتها.
فما ان انتهى شفت العمل حتى كانت ترجع الى شقتها الصغيره التي تبعد عن المكان مسافه ليست بعيده. كانت ترتدي بالطو طويل فوق ذلك الثوب القصير الذي ترتديه في الحانه او نايت كلوب.
فتحت الباب تدخل الى شقتها البارده تسرع الى تلك المدفئة الكهربائيه لتشعلها علها تحظى ببعض الدفئ او تتخلص من ذلك البرد الذي ينبع من داخلها بعد حمام طويل.
اوت الى الفراش وهي تنظر الى سقف الغرفه وكأنها تنظر الى تلك العين الزرقاء التي شغلتها طوال اليوم ولكنها في الحقيقه ليست زرقاء كما انه ليس (ريان) بل هو شخص اخر لن تتقاطع طرقهم مره اخرى!!
ما ان ينتهي من المهمه التي اتى من اجلها حتى لو خرج قلبه من مكانه لن يلتفت هذه اول القواعد التي تعَلّمها في مهنته عليه ان يفصل بين مشاعره وعمله ولكن السؤال الأهم هل يستطيع (رحيم احمد الديب ) ان يبتعد عما يشعر به ان يقاوم عواطفه التي شعر بها لأول مرة ..
في الوقت الذي كان فيه هو يعمل في الشقه يستعد و يجهز اسلحته يراجع خطته للمره المئه بعد الألف كما اعتاد دائما ويدرس خط سير ذلك الخائن المدعوه (رؤوف )مره اخرى نظر اليه احد العاملين بالقطاع وهو يتعجب من تركيزه وكانه يحمل على كتفيه هم الدنيا .
باسل :شايفك مركز اوى دا الموضوع مش كبير ؟!
نظر اليه( رحيم )طويلا وهو يقول
رحيم: مافيش موضوع كبير وموضوع صغير دي مهمه لازم تخلص زي ما انا راسم بالضبط وأي غلطه لو بسيطه ممكن تكشف عناصر القطاع الموجودين هنا ما اعتقدش ان انا ممكن اغامر اني حد منكم ينكشف ولا اني اسيب اي احتمال للصدفه؟!
باسل: وجهه نظر برده بيقولوا من شابه اباه فما ظلم.
نظر اليه( رحيم) متعجباً فهو يلمح لانه( ابن احمد الديب) وان تلك المهمه التي يستعد لها لا تعد شيء بالنسبه له ولكن (رحيم )لم يهتم لرايه او كلامه هو يعمل بهذه الطريقه لا يغيرها يهتم بادق التفاصيل فاقل شيء قد يحدث مشكله هو من عاش في بيت يعرفون فيه و يدركون فيه انه لا مجال الخطا ولا مجال للتجربه وما ان خاض الحياء العمليه حتى صارت تلك القاعده في كل مهماته وخاصة بسبب نظرت والده له قبل كل مهمه والتى تضع عبئا على كتفيه وجود والده في القطاع يجعله يهتم بأدق ادق التفاصيل ليس لشيء الا لعدم مقارنته به.
لان تلك ستكون مقارنه ظالمه بكل التفاصيل!
فاين هو مهما بلغت قوته من الوحش الذي خاض غمار الحياه وتغلب على الصعاب وقاوم الموت واستطاع ان يعيش.
❈-❈-❈
في اليوم التالي كان من الممكن ان يكون مجرد اختبار او حتى يستمر في العمل ويشترك معهم حتي لا تكون هناك شبهة فيه ولا يوجد اي تخوف من ناحيته فلم يكن يتوقع ان ياتي (رؤوف )اليوم لذا كان يقوم بعمله بهدوء ويتحرك براتابه يحاول ان لا يلفت نظره الا( ليزا) يحاول ان لا يلتفت قلبه اليها هو من لقبوه بمن لا قلب له.
ولكن في اليوم الثالث لم ينتظر يجب عليه ان ينتهي مما اتى من اجله كان يتحرك بين الموائد وعينه تدرس في المكان قدمه تحسب الخطوات وعقله يرتب كل شيء كل التفاصيل اللحظه التي اوقف فيها (باسل) الاضاءه كان هو بعيد عن المكان ولكنه في لحظه كان قريبا من (رؤوف )يطعنه بتلك السكين في جنبه اكثر من مره قطع ذلك الشريان الرئيسي الذي يرفع الدم الى المخ مما جعله يفرق الحياه وهو ينظر في عين (رحيم )القريب منه وقبل ان تعود الاضاءه مره اخرى كان (رحيم) في ابعد مكان في القاعه يتحرك يتحرك بالقرب من احد المواد البعيده كليا عن مائده (رؤوف) الذي تسير الدماء من ينزف دون توقف وما ان اتت الاضاءه مره اخرى كان يبدو جالسا كانه يتابع ولم ينتبه احد ممن حوله انه فاقد الحياه فاغلبهم يحتسون الخمر ينظرون الى تلك الراقصه منتاشين بما هم فيه وما ان انتبه احدهم انه لا يتكلم لا يتحرك لا يتنفس على صوته وهو ينادي على سيد(رؤوف) هل تسمعني هل تسمعني؟!
هل انت بخير ولكنه لم يتلقى اجابه كان يتكلم بلغه تركيه واضحه فمن المعروف عنه انه يجيد التركيه والانجليزيه وايضا بعض اللغات الاخرى فهو يعمل في ترويج الافكار هو يستند الشباب على كل شيء يخصه لقد فقد حياته على يده شاب في سنه هؤلاء الشباب الذي استطاع عن يجندهم في يوم ما والذي استطاع بكل بساطه ان يجعلهم يذهبون الى الموت بقدمهم وهم شهداء فهم يظنون انفسهم سيصلون الى الجنه ان الله قال من( قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض فكانما قتل الناس جميعا) وايضا قوله تعالى( ولا تقتلوا النفس التي حرم الله قتلها الا بالحق).
ولكن أليس عقابه كان كما يستحق تماما!!..
كما يجب ان يكون ها هو يفقد حياته هل كان يقدر على ان ينطق او يفتح فمه ان يصرخ او يستجير او يستغيث باحد.
على الصراخ في المكان ما نعرفه ان هناك قتيل الكل يتحرك خارج ومرج وحياه بعد طلقات النار التي اصابت أحد يحاول يخرج منها انه هو الفاعل ولكن تلقى تلك التي كادت ان تمر بجوار (عيسى )
كان رحيم يتحرك الى تلك الطلقه الناريه التي كادت ان تصيب (ليزا) في مقتل جعلت( رحيم) ينسى انه يجب ان يتصرف برتابه ان يبعد الخطر فدفعها بعيدا واصابته هو في الوقت الذي لم يكون هناك احد من رجال في الوقت الذي على فيه الهرج حاولت( ليزا )ان تسنده ليخرج ولكنه ماء اوقفت سياره اجره وهي تقول المستشفى ضغط على يدها وهمس لها بتركيا ضعيفه لا اريد ؟نظرت له مطولا هوالذي القى بنفسه في الموت من اجلها نظرت الى السائق مره اخرى وهي تقول له عنوان شقتها تحركت سيارات الاجره الى حيث البيت والسائق ينزل لها باستفسار فردت لتبرر ليزا: لقد حاول انقاذي فاصيب هو انه زميلي.
سال السائق: هل هو مجرد زميل فقط .
وردت ليزا بثقه : لا ليس فقط انه حبيبي وكنا على خلاف ولكنه لم يتحمل ان اصاب امامه
بسرور ابتسم السائق وساعدها لتصعد به الى شقتها وضعته في فراشها وهي تحاول ان تفعل شيء ماذا عليه ان تفعل يجب ان تنظف الجرح كيف تخرج تلك الرصاصه ولكنها بالفعل خرجت هناك فقط النزيف ذراعه تنزل بقوه فقدت كثيره من الدم الاصابه بحد ذاتها ليست خطيره ولكن كميه الدم التي نزفها جعلته يفقد الوعي اقتربت منه تحاول ان توقف النزيف تحاول ان تجعله يستيقظ ولكنه كان يفضل ان تاخذه تلك الغامات السوداء ليحظ ببعض الراحه او يستريح من ذلك الالم الذي يشعر به في دماغه ومن كثره فقد الدم هبط ضغطه.
بينما كانوا هناك يبحثون عنه كان( باسل) يفتش عنه وكذلك بعض الرجال ولكنهم لم يجدوا له اثر .
لقد اخذته (ليزا) دون ان يراها احد، لم تمر ساعه ،حتى شعرت بان حرارته ارتفعت، لقد اصابته الحمى وها هي تبكي بجواره، تغير عليه تلك الكمادات، تحاول ان تجعل جسده يبرد، ولكنه الان يهزي.. لقد استمعت الى بعض كلمات منه
ما هذه اللغه انها ليست تركيا على الاطلاق!! ولكنه يقول ماما ابي هل هو عربي؟!! هل هو ارهابي؟!!
كانت تسأل، وتجاوب وعقلها يكاد ينفجر من الخوف..
لا لا ليس ارهابيا، لقد كان بجواري ما ان قالوا انه هناك قتيل!! وما انا اقتربت الطلقه مني انقذني!! لا ليس ارهابيا !!
حتى لو كان لقد انقذني وساكون بجواره، لن اتركه، لن اتركك حبيبي.
الليل يمر عليها طويلا ،وهي مستيقظه تقاوم النوم، وتحشى أن تغفو ، يحدث له مكروه يدها تحتضن يده، شفتيها تنتقل على صفحة وجهه كان يفتح عيني ينظر اليها ، فقط ينظر اليها ثم يعود ليغلقها مرة اخرى
نطق اسمها مما، جعل قلبها يرقص، بين ضلوعها وهي تهمس باسمه (ريان) (ريان) هل انت مستيقظ؟!! هل عاد اليك وعيك حبيبي؟!
مما تتالم اخبرني؟!! تكلم قل اي شيء!!
فتح عينه لينظر لها مره اخرى، وهو يقوم الالم يحاول ان يتذكر اين هو، يحاول ان يركز ،حتى لا يقول شيئا قد يكشف هويته..
ابتسم لها وهو ان يسوق الكلام على شفتيه، يهمس لها بكلمات الحب التي جعلت عينها تجحظ وهي تنظر لها غير مصدقه، انه يتغزل فيها ويخبرها كم تعلقه قلبه بها في تلك الايام القليلة ، اقتربت منه تقبل شفتيه، لم يعترض لم يقاوم علاه ينسى من هو، في هذه اللحظات بينما هي تضمه اليها، تضاعف الأم و ذلك الجرح الغائر في الكتفه يعاود تلنزيف مره اخرى وهو يتعمق في قبلته المتطلبه، وكان الحياه تنبع من شفتيها..
متناسيا من هو؟!!
❈-❈-❈
ان ما يفعله الان يعد مهمه، وليزا رغم ما شعره تجاهها ، الا انه لا تزيد عن مجرد عقبه في طريقه، عليه ان ينفضها الان ، عند فرصه قبل ان يحدث ما لا يحمد عقبه ،نظرات عينها كانت تطلب بالمزيد ولكن في لحظه شعرت بذلك السائل الذي تحت يدها، دمه ينزف نظرت الى يدها الملطخه بالدماء وهي تكاد ان تصرخ، لم تدري كيف وضع يده على فمها؟!! وهو يقول
ريان: عليك ان تهدائي اخفضي صوتك، انا بخير
ليزا: لا لا لست بخير انك تنزف يجب ان نذهب الى المستشفى
نظره في عمق عينها يحاول ان يقنعها وهو يقول
ريان : لا استطيع الذهاب الى هناك ماذا اقول لهم اين اصبت
ليزا : انت المصاب لما انت خائف؟! هل هناك شئ ؟!!
ريان: لا يوجد شيء اخاف منه
ليزا :الا يوجد ما تخاف منه هل انت تركي؟!! ولو كنت من اي منطقة انت؟
نظر لها مطولا وهو يقول: ماذا تريني! كان يحاول ان يستجمع نفسه وقوته
ولكنه لم يعد يقوى لقد نزف الكثير من الدماء وهي اسعافته بطريقه بدائيه، وهذا الجرح لم يقطب بعد الرصاص لم تصبه بصوره مبالغه، لقد خرجت مثل ما دخلت، ولكنه يتالم ان وضعت يدها على كتفه وما ان اقتربت من الجرح ، حتى أن بصوت مرتفع وهو يشعر بانها تضغط على جرحه
شعرت بالصدمة وتراجع وهي تعتذر اليه وتسأل ماذا يجب أن تفعل له
ليزا : لا اعرف.. لا اعرف ماذا على ان افعل؟! ونظلت دموعها علي خدها تغسل وجهها بخوف
نظر اليها مطولا وهو يقول: اهدئي!! انا بخير لا اريد شيء ،
هل استطيع ان انام هنا
ليزا لا تعالي إلي الداخل سوف ترتاح اكثر
ريان اين ،!!
ليزا: في غرفتي سترتاح فيها اكثر
ابتسم بخفه وهو لا يدري عن اي شيء تتكلم بالفعل، لو كان بكامل صحته لكنه فسر الامر بطريقه اخرى، ولكن ابتسامه هادئه وهو ينهض معها وهي تحاوط خصره وتتحرك وكانها تدعم ، بينما هو يستطيع دون مساعده، كان يتحرك الى فراشها الذي يعد صغيرا بالنسبه له، وهو ينظر لها بابتسامه تداعب شفته، التي اثرت قلبها وهي تحاول ان تتملك تلك الخفاقات المضطربه بين طلوعها كلما تذكرت مذاق قبلته الجامحة رغم ما يعانيه من وهن
وها هي تساله لمره اخيرا هل احضر لك اي نوع من الادويه، ماذا يوجد عندك
ليزا: خافض للحراره و مضاد حيوي بعض المسكنات طويله المفعول ..
ريان هو لا يعرف هل يغامر وياخذ مسكن ، قوي المفعول قد يجعله ينام، وهل يستطيع ان ينام هنا، هل عليه ان يثق فيها ؟! ولكن تردد ثم قال
ريان خذ خافض للحراره، ومضاد حيوي..
ليزا : لا تخف مني ريان، لن افعل شيئا يؤذيك..
نظر لها مره اخرى وهي تقترب منها تساعده يتسطح على الفراش وتهمس ربما لم اراك الا من يومين فقط، لكني اشعر أني اعرفك منذ زمن، هناك شيء مختلف يربطاني بك عزيزي..
ولكن هل يثق بها ربما لا ولكن ليس من الجيد ان تعرف انه متخوف من شئ ..
هز راسه موافقا علي كلامها وهو يبتسم ولكنه فعليا لا يثق في احد الدنيا علمت ان لا يثق في احد.. فذلك كان اول درس من والده الذي يتذكره الان
يتبع...