-->

رواية صرخة عشق - بقلم الكاتبة منة أيمن - الفصل الحادي عشر

 

رواية صرخة عشق

بقلم الكاتبة منة أيمن



الفصل الحادى عشر

رواية

صرخة عشق



صاحت بها "هدى" بغضب من وقاحة أبنتها رغم إنها تشعر بألمها وأوجاعها، ولكنها يجب أن تنبهها إلى ما تفعله وتمنعها عنه لتردف بإندفاع:


_ ندا عيب اللى أنتى بتقوليه ده، أنتى أتجننتى


تدخلت "منى" مانعة "هدى" من التدخل بينهم، فهى تلتمس ل"ندا" العذر وتعلم كم حجم الألم الذى بداخلها، لتوجه حديثها نحو "هدى" رادفة بحزن: 


_ سبيها يا هدى  تقول اللى هى عايزاه، أبنى هو اللى غلطان ويستاهل كل تللى تعمله فيه، ولو بيحبها بجد وندمان على اللى عمله ببقى لازم يستحمل


أومأ لها "عز" برأسه موافقا على حديث والدة مُعقبا بحزن بكسرة وهو موجه حديثه تجاه "ندا" رادفا برجاء: 


_ هستحمل يا ندا، بس عشان خطرى سامحينى يا ندا، والله العظيم غصب عنى وأنتى عارفه أنا بحبك قد أيه ومقدرش أبعد عنك


أصطنعت "ندا" الجمود ولكنها بداخلها تشعر وكانها مشتته لا تعلم أترفضه أم تلقى بنفسها داخل صدره ولكنها سريعا ما تذكرت ما فعله بها فى ذلك اليوم، لتستجمع قواها وتعقب بكثير من الألم رادفة بحدة: 


_ وأنا قولتلك طلبك مرفوض يا عز ومعنديش كلام تانى أقوله


شعر "عز" بمزيج من خيبة الأمل والغضب بأنٍا واحد فهو كان متوقع أن تصده، ولكن ليس بكل تلك الحدة وكأنه تنسى ما فعله بها وأن ما فعله لا يغفره ألف أعتذار، ولكنه سريعا ما صاح بها بحدة رادفا بأنفعال: 


_ ماشى يا ندا خدى وقتك بس خليكى فاكره، هقولهالك قدام أمى وأمك وأخوتنا كمان أهو، أنتى ليا أنا بس ولو حتى وصل بيا الحال إن أموت أى راجل يحاول يقربلك أو يفكر حتى يأخدك منى أنتى فاهمة!!


خرج "عز" من الشقة وهو يشعر بكثير من الغضب، بينما "ندا" قد دلفت إلى غرفتها وألقت بنفسها على فراشها وأخذت تبكى بحرقة بسبب ما فعله "عز"، فقد كسر كل الثقة بينهم حينما صدق بها ذلك الأمر وأيضا عاملها وكأنها إحدى العاهرات، كيف لها أن تُسامحه بتلك السهوله؟! 


❈-❈-❈


دلفت "نجلاء" غرفة أبنِها بصعوبة ويبدو عليها الكثير من الألم والشقاء بالإضافة إلى تخرب ملابسِها وكانها كانت تتشاجر مع أحدهم، ليلاحظ "حازم" هيئته والدته ليخمن إنها تشاجرت معهم ليردف بأستفسار: 


_ أيه اللى حصل؟! أنتى أتخانقتى مع أم ندا ولا أيه!! وأيه اللى عمل فى هدومك كده؟!


صرخت "نجلاء" بألم وهى تجلس لتهب واقفة مرة أخرى مُعقبة بكثير من البكاء رادفة بنحيب: 


_ اااه يا حازم ضربونى وبهدلونى أوى يا أبنى بهدلونى؟!


أمتعضت ملامح "حازم" بالغضب والأنزعاج رادفا بحدة: 


_ مين دول اللى ضربوكى يا ماما!! وضربوكى أزاى يعنى؟!


شهقت "نجلاء" من نصف نحيبها رادفة ببكاء: 


_ هحكيلك يا أبنى، هحكيلك


قصت "نجلاء" على أبنها ما حدث لها من كلا من "هدى" و"منى"، ليصيح "حازم" بغضب وإنفعال رادفا بتوعد: 


_ طب والله لدفعهم التمن غالى على اللى عملوا فيا وفيكى ده يا ماما وبكرة تشوفى


قطع حديثة دخول ذلك الشخص الذى كان يستمع إلى كامل حديثم، ليدلف الغرفة موجها حديثه نحو "حازم" رادفا بحدة: 


_ أتكلم على قدك يا روح ماما بدل ما أبهدلك أكتر ما أنت متبهدل، وأنت تقريبا معدش فيك حتى مش متبهدله مش كده!!


قال "أنس" جملته الأخيرة بكثير من الخبث والأستهزاء، ليصيح "حازم" بكثير من الحدة والأنفعال رادفا بأستفسار: 


_ أنت مين؟! أنا شوفتك فين قبل كده!!


ضحك "أنس" بأستهزاء على غباء "حازم" رادفا بسخرية:


_ طبعا، ما العلقه اللى أنت كلتها والضربه إياها نسيتك أنت أبن مين أصلا!! بس أنا هعرفك بنفسى


سحب "أنس" أحد الكراسى وجلس بالقرب من سرير "حازم" تحت أنظار كلا من "نجلاء" المستغربة و"مريم" الخائفة التى تعلم من هذا الشخص جبدا، ليعقب "أنس" موجها حديثه نحو "حازم" رادفا بهدوء:


_ أنا يا عم اللى نقلتك المستشفى هنا، وأنا بردو اللى كنت السبب فى العلقه اللى أنت كلتها، أنا أبقى أنس صاحب عز أو تقدر تقول أخوه، وأنا بردو اللى حفرت وراك أنت والقمر


أشار بيده تجاه "مريم" التى أبتلعت من الخوف وأخذ يُكمل حديثه: 


_ وعرفت اللى أنت وهى عملتوا فى ندا وعرفت عز، وأنا بردو اللى جى أحظرك دلوقتى بس يارب تفهم


وجه "أنس" حديثه تجاه "نجلاء" و"مريم" رادفا بهدوء: 


_ طب يا جماعه أنا عايز حزومى فى كلمتين على إنفراد، ولا تحب نتكلم قدمهم ونقدرهم مش حريم


قال "أنس" جملته الأخيرة تلك وهو يغمز ل"حازم" الذى شعر بالغرابة من حديثه، ليوجه "حازم" كلماته نحو "نجلاء" و "مريم" رادفا بحزم: 


_ أستنوا برا أنتوا


كادت "نجلاء" أن تخالفه ليقاطعها "حازم" رادفا بحدة وتزمر: 


_ بقول أستنوا برا ومش عايز كلام كتير


فزع كلا من "نجلاء" و"مريم" وأسرعوا فى الخروج من الغرفة، بينما رمقه "أنس" بكثير من الأستهزاء رادفا بسخرية: 


_ لا لا براحة على نفسك مش كده، العصبيه والتشنيحه دى غلط عليك خصوصا إنك عندك جروح محتاجين إنها تلم بسرعة


أقترب "أنس" كثير من "حازم" بينما أمتدت يده سريعا لجذب الغطاء عن "حازم" الذى أنتفض أثر حركته السريعة تلك، بينما وقعت عينى "أنس" على قميص المشفى القصير الذى يصل إلى منصف الفخذى عند "حازم" 


_ أنا عايزه أقولك كلمتين بس الأول طمنى


قالها "أنس" وهو يقوم بمد يده لرفع القميص عن منتصف "حازم" السفلى مُتفحصا إياها، بينما دفع "حازم" يده بسرعه بعد أن فهم ما يرمى "أنس" إليه بحديثه، ليضحك "أنس" بسخرية رادفا بأستزاء: 


_ الدكاتره قالولك هتشتغل تانى ولا كده خلاص نحولك بقى!!


أحتدت ملامح "حازم" وأشتعلت النيران بعينيه حقدا وكراهية تجاه "أنس" ليصيح به رادفا بإنزعاج وحنق: 


_ أنت عايز منى أيه بالظبط!!


ضحك "أنس" بصوته كله، بينما بعدها بثوان قصت ملامحه كثيرا وهو يقترب من أذن "حازم" لأعبا بأعصابه مُعقبا بفحيح كالأفاعى رادفا بتحذير: 


_ أقسملك بالله يا حازم لو فكرت تانى مجرد تفكير أنك تتعرض ل عز أو ل ندا مرة تانيه، أنا اللى هتصدرلك، بس ساعتها مش هتبقى علقة صغيره زى اللى أدهالك أدم أو كام ضربه كده تحت الحزام أو فديو أهبل زى اللى أتصورلكوا ده لا


وضع "أنس" يده مرة واحدة بين ساقى "حازم" أمام رجولته مباشرة، ولكن تلك الحركة السريعة جعلت جسد "حازم" يهتز من الصدمة والفزع برغم من أن "أنس" لم يلمسه حتى، بينما كز "أنس" على أسنانه وأقترب أكثر من جسد "حازم" الرجولى مُضيفا بنبرة تحذيرة رادفا بحدة: 


_ والله العظيم يا حازم وقتها هعمل فيك عاهة بنت حرام تفضل ملأزماك العمر كله، ومش هتكون زى الضربتين الحنينين اللى ضربهوملك عز واللى مخلينك مش عارف تقعد على بعضك دول لا، دى هتكون عاهة تخليك تقعد جمب أمك وتستنى أبن الحلال، وساعتها ولا هتتعب نفسك فى التفكير لا فى ندا ولا فى غيرها، وهيكون أقصى طموحك عريس يسترك، فاهمنى يا حازم!! ياريت تكون رسالتى وصلتلك يا صحبى


قالها "أنس" وهو يبتعد عن "حازم" بهدوء، بينما أبتلع "حازم" بكثير من الخوف والتوتر من حديث "أنس" ولكنه حاول عدم إظهار ذلك الخوف رادفا بتلعثم:


_ أ.. أطلع.. برا 


لأحظ "أنس" تلعثمه ليدرك أنه يشعر بالرعب، ليضحك "أنس" بأستهزاء مُضيفا ببرود:


_ أنا كده كده طالع، بس عايز أسمعك حاجه صغيرة


أخرج "أنس" هاتفة وما كانت إلا لحظات حتى شغل ذلك المقطع الصوتى الذى سجله ل "مريم" عندما كانت بشقته معه هو و"عز"، ليطالع "أنس" "حازم" بنظرات ساخرة رادفا باستهزاء: 


_ أسمع ده كده


أنتبه "حازم" إلى ذلك التسجيل الصوتى بأهتمام مستمعا صوت "مريم" وهى تتبادل الحديث معهم رادفة بفزع:


▪︎▪︎ 


_ خلاص هتكلم، والله هتكلم وهقولكم على كل حاجه بس بلاش كده أبوس رجلك


_ أحكى بقى يا ست مريم كل حاجه وعلى أقل من مهلك، وبالتفصيل أحنا معاكى لصبح


_ أنا وحازم صحاب أتقابلنا فى عيد ميلاد واحدة صحبتى كان هو صاحب اخوها، أتعرفنا على بعض وأعجبت بيه والاعجاب ده مع الوقت أتحول لحب بس هو مكنش فى دماغه خالص ولا كان مبين أى حاجة، لحد ما جيه في من فترة طلب منى طلب صغير جدا


_ لا لا بطلى عياط وقوليلى، طلب ايه بقى اللى حازم طلبه منك يا مريم؟!


_ هحكيلك بس متأذونيش


أستمع "حازم" إلى كامل حديث "مريم" وهى تقص على كلا من "عز" و"أنس" كل ما دار ببنهم من إتفاق لتنفيذ ذلك الأتفاق، حتى تلك المكالمة التى أجرتها ل"عز" وهو يكز على أسنانه إلى أن وصل إلى نهاية التسجيل:


_ هو ده كل اللى حصل والله العظيم، وبعدها حازم أدانى رقم عز عشان أكلمه وأستفذه وبعتله الصور والفديو وقلتله الكلام اللى قولتهوله ده


▪︎▪︎ ▪︎ 


أعتلى وجه "حازم" الكثير من ملامح الغضب والكراهية تجاه "مريم" وظل يقسم بينه وبين نفسه أنه سيقتله بيده على ما فعلته، ليأتيه حديث "أنس" المتهكم رادفا بأستهزاء:


_ ده بس عشان لو حبيت تعمل محضر فى اللى خرشمك كده، انا ممكن أجى أشهد معاك وأستشهد بالتسجيل ده كدليل وكل واحد يتحاسب على غلطه ونجبلك حقك وبردو هعملك العاهة عشان مطلعش مش قد كلامى


أنهى "أنس" حديثه" بغمزة، بينما "حازم" أغمض عينيه وهو يشعر بالعجز الشديد فهو حتى لن يستطيع أن يشتكى عليهم بما فعلوا به بسبب ذلك التسجيل اللعين، لينهض "أنس" ويضع يده فى جيب سترته مخرجا علبة من العصاير المعلب مُعطيا إياها إلى "حازم" رادفا بأستهزاء:


_ ألف سلامه عليك يا حزومى وأعقل كده عشان متنامش النومه دى تانى، سلام


أنسرف "أنس" من المشفى وترك "حازم" خلفه خائفا من حديثه، فهو حقا لا يستطيع الأقتراب منهم مرة أخرى أو حتى تقديم بلاغ ضدهم بسبب تلك الصور ليلعن تلك الحقيرة التى تُسمى "مريم" ويرمقها بحدة بعد أن دلفت الغرفة متوعدا لها بالعذاب الشديد... 


❈-❈-❈


مر الكثير من الأسابيع والشهور و"ندا" لا تتحدث إلى "عز"، حتى إنها لا تسمح له برؤيتها لكى لا يصبح هناك مجال للحديث بينهم،  ولكن "عز" لم يستسلم أبدا وظل يحاول دائما الوصول إليها ويحاول أستعطافها عن طريق "زيزى" ولكن دون فائدة، نعم هى تحبه مثل ما يحبها ولكن جرحها منه كبير جدا، لذلك لا تستطيع مُسامحته بتلك السهولة..


فى منزل "معاذ" و "زينة" كانت الساعة تتخطى الرابعة صباحا وكان "معاذ" غارقا فى النوم لا يستمع إلى تلك التى تإن بجانبه وتحاول إيقاذه، لتقوم "سهر" بهز "معاذ" لكى تُيقذة رادفة بألم وأنفاسا متقطعة:


_ معاذ.. معاذ ألحقنى يا معاذ أنا بولد


تمتم "معاذ" من بين نومة وهو لم يفيق كليا رادفا بنعاس: 


_ يا حبيبتى أنتى من أول الشهر بتولدى، نامى بقى


صاحت "سهر" بكثير من الألم بسبب إحدى طلقات الولادة التى تلقطتها لتتأكد إنها حقا ستضع جنينها، لتقوم بهز "معاذ" بقوة رادفة بصراخ وألم: 


_ بقولك بولد، اااااه.. ألحقنى


نهض "معاذ" من نومه بسرعه معتدلا فى جلسته بفزع بسبب شدة صراخها، ليتأكد أن تلك المرة ليس كالذى يسبقاها ليصيح مستفسرا رادفا بفزع:


_ بتولدى!! بتولدى أزاى يعنى!! ده الدكتور قال لسه أسبوعين أنتى بتهزرى؟!


صاحت "سهر" زاجرة إياه بحنق رادفة بصراخ:


_ بهزر أيه!! بقولك بولييد، أتصرف كلم ماما منى أو ماما هدى بسرعه هموت مش قادرة


نهض "معاذ" من فراشه بسرعة ملتقطا هاتفة مُتصلا على والدته فى أول أسم خطر بباله منتظرا ردها، وما هى إلا ثوانٍا حتى أتاه صوتها الناعس، ليردف "معاذ" بلهفة: 


_ ألحقينى يا ماما ملك بتوليد وأنا مش عارف أعمل ايه ولا أروح فين؟!


نهضت "هدى" بفزع وأعتدلت فى جلستها رادفة بخضة: 


_ بتوليد!! طب خدها وأطلع على أقرب مستشفى لبيتك بسرعه وأنا هجيب منى والباقين وأحصلكوا


اومأ "معاذ" برأسه موافقا على حديث والدته رادفا بتوتر : 


_ حاضر يا ماما بس بسرعه بالله عليكى


عقبت "هدى" وهى تنهض من فراشها رادفة بموافقة: 


_ حاضر يا حبيبى مسافه السكة، خلى بالك أنت بس منها وسوق براحه


أغلقت "هدى" المكالمة وسريعا ما ذهبت لإيقاظ بناتها ليأتون معهم وأخبرت "جنه" ان تذهب لمنزل "منى" وأخبارها بولاده أبنتِها وأن تستعد إلى أنت يستعدوا هم


❈-❈-❈


أستيقظ جميع من فى المنزل بسبب صوت طرقات "جنه" على الباب فى هذا الوقت المتأخر، أسرعت "منى" بالتوجه إلى الباب لتعرف من الطارق ويتبعها زوجها، لتجدها "جنه"، لينتابها شعور القلق، لتسألها بلهفة وفزع رادفة بخضة: 


_ فى أيه جنه؟! هدى حصلها حاجه؟!


صاحت "جنه" بلهفة رادفة بتوضيح: 


_ لا يا طنط ماما كويسه الحمدلله، دى بتقولك ألبسى بسرعه عشان معاذ كلمها وقالها إن سهر بتوليد


أتسعت عينى "منى" بصدمة وفزع رادفة بهلع: 


_ بتوليد أزى دى لسه فضلها أسبوعين؟!


شعرت "جنه" بالقلق هى الأخرى من خوف "منى" لتردف بأستعجال: 


_ مش عارفه يا طنط ألبسى بسرعه بس


شعرت "منى" بالتشتت وأخذت تلتفت حول نفسها، لا تعلم ماذا تفعل رادفة بهلع:


_ بنتى.. بنتى


تدخل "ماجد" مُحاولا تهدئتها رادفا بهدوء وتفهم: 


_ خير إن شاء الله يا منى متقلقيش بتحصل عادى، ألبسى أنتى بس والولاد دخلوا يلبسوا أهو


وبالفعل دخلت "منى" لتبديل ملابسها، وسريعا ما أستعد الجميع لذهاب وعند ركوب السياره تقابل كلا من "ندا" و"عز" لتحاول "ندا" الأبتعاد عنه متجنبة إياه، لتصيح "منى" موجها حديثها نحو "عز" رادفة بلهفة: 


_ خد معاك أنت يا عز البنات وزياد وأنا و هدى هنركب فى عربيه أبوك


أمتن "عز" كثيرا لطلب ولدته بأن تركب معه "ندا" بالسيارة، ولكن سريعا ما صاحت "ندا" رادفة بحدة: 


_ أنا هركب معاكوا يا طنط منى


أومأت لها "منى" بالموافقة وسريعا ما صعدت "ندا" مع "هدى" و"منى" بسيارة "ماجد"، بينما شعر "عز" بكثير من الحزن لانها لا تسمح لفرصه ان تجمعهم معا 


❈-❈-❈


بعد وقت ليس بكثير وصل الجميع إلى المشفى وصعدوا جميعا نحو أعلى مُتجهين إلى "معاذ" الذى يبدو عليه الكثير من القلق والتوتر، لتتقدم "منى" نحوه ويبدو عليها الكثير من القلق رادفة بهلع: 


_ أيه يا معاذ!! بنتى فين؟!


تنهد "معاذ" ويبدو على ملامحة الخوف والتوتر الشديد رادفا بتمنى:


_ جوا أهى أدعلها يا طنط تقوم بالسلامة


تقدمت "هدى" نحو أبنها وسريعا ما قامت بإحتضانه مُحاوله تطمئنه رادفة بعاطفة:


_ إن شاء الله يا حبيبى هتقوم بالسلامه وهيتربى فى عزكوا أنتوا الاتنين إن شاء الله


حاولت "ندا" الدخل مطمئنه لاخيها رادفة بحب:


_ متقلقش يا معاذ ربنا هيقومها بالسلامه ان شاء الله، أهدى أنت بس وخير إن شاء الله


تدخل "عز" مُستغلا الفرصة مُأكدا لحديث "ندا" رادفا بتأكيد:


_ ندا عندها حق يا معاذ أهدى وإن شاء يطلعولك بالسلامة


لأحظت "ندا" ما يُحاول "عز" فعله لتبتعد عنه كأعلان منها كى ينسى الأمر، بينما "عز" عينيه متسلطتان على "ندا" ويحاول أستغلال أية فرصة لتحدث معها لكى تُسامحه وتعود له من جديد، قاطع تفكيره صوت رنين هاتفه ليجده أنه إتصال من صديقة "أنس" ليسرع بالرد عليه، ليأتيه صوت "أنس" رادفا بأستفسار:


_ أيه يا عم فينك؟!


أجابه "عز" بهدوء رادفا بتوضيح:


_ فى المستشفى مع أختى


أعتدل "أنس" بفزع وقد ظن أنه يقصد "زيزى" ليسرع رادفا بلهفة:


_ ليه أيه أللى حصل؟! والمستشفى فين؟! 


لأحظ "عز" لهفته وفزعه ليُحاول تهدئته رادفا بهدوء: 


_ متخفش يا عم دى سهر أختى بتوليد


زفر "أنس" براحة بعد أن أطمئن قلبه على "زيزى"، ليضيف بسعادة وفرح رادفا بحماس: 


_ لا يا جدع!! الف مليون مبروك يا خالو


ضحك "عز" بخفة، بينمل أستغل "أنس" الفرصة أنه سوف يرا "زيزى"، ليسال "عز" رادفا بأستفسار: 


_ أنتوا فى مستشفى أيه عشان أجيلك؟!


حاول "عز" منعه من إتعاب نفسه رادفا بامتنان: 


_ ملوش لازم تتعب نفسك يا أنس


عقب "أنس" بسرعة نهايا حديث "عز" رادفا بلهفة: 


_ لا طبعا لازم أجى،  قصدى يعنى دى أختى بردو ولازم أجى أطمن عليها، ولا أنت عايز تبقى خالوا لوحدك يا عم


أبتسم "عز" بخفة على حديث صديقه رادفا بأستسلام: 


_ لا يا عم مش لوحدى، هبعتلك لوكيشن المستشفى على الواتس


أبتسم "أنس" بكثير من السعادة واللهفة رادفا بحماس: 


_ مسافة السكه بس وأبقى عندك


❈-❈-❈


وصل "أنس" إلى المشفى ليقابله "عز" مرحبا به ممتنا على مجيئه ليذهب "أنس" ويلقى التحية على الجميع وعلى "زيزى" الذى تفاجئت من مجيئه، ذهب "أنس" ووقف بجانب "عز" وظل يخطف بعض النظرات إلى "زيزى" الذى كانت تلأحظ البعض منهم، وعلى الجانب الأخر "عز" الذى يُطالع "ندا" ويفكر فى طريقة لجعلها تسامحه على خطائه وتقبل به مرة أخرى 


زفر "عز" بحنق موجها حديثه نحو "أنس" رادفا بإنزعاج: 


_ متفكر معايا يا عم أنت كمان، أومال أنا مصحبك ليه!! عشان تقف تتنحلى كده كتير!!


توسعت عينى "أنس" بصدمة مُصطنة من بجاحة صديقه رادفا بحدة: 


_ تصدق بالله أنت عيل واطى ومش بيطمر فيك حاجه، دا البنى أدم الوحيد اللى بينقذك فى كل مصيبة بتعملها بغبائك ده هو أنا


لكزه "عز" فى ذراعه بإنزعاج مُصطنع رادفا بتحذير:


_ هضربك يلا وأعرفك الغباء على أصله


ضحك "أنس" بخفة على إنزعاج صديقه رادفا بأستفسار: 


_ ماشى يا عم هركليز، كنت عايزنى أفكر معاك فى أيه؟!


خطف "عز" نظرة إلى "ندا" ثم أعاد النظر إلى صديقه مرة أخرى مُعقبا بقلة حيلة رادفا بأنكسار: 


_ أنا عايز طريقة أقدر أتكلم بيها مع ندا وأخليها تسامحنى، أنا أموت لو فضلت بعدانى عنها أكتر من كده، عندى أستعداد أموت نفسى بس تسامحنى


ضحك "أنس" بسخرية على غباء تفكير صديقه رادفا بأستهزاء: 


_ عندك حق هى وقتها بس هتسامحك، وأنت ساعتها هتكون بتتحاسب بقى وهى هتقول الله يرحمك يا حبيبى أنا خلاص سامحتك


لأحظ "عز" تلك النبرة الساخرة فى حديث صديقه، ليصيح بغضب رادفا بحدة: 


_ أنت بتتريق عليا، على فكرة أه لو ده اللى هيخليها تسامحنى هعملها يا أنس


يتبع ...