-->

رواية مقيدة في بحور عشقه بقلم الكاتبة توتا محمود - الفصل التاسع

 

رواية مقيدة في بحور عشقه

 بقلم الكاتبة توتا محمود



رواية مقيدة في بحور عشقه

الفصل التاسع




 رأيتُ فـي عيناك مَوجًا لا يُقاوم فأبحرت فى طريق يؤدي إلى عشقك الذي اهلكني حد الموت… 



ظل ينظر إلى تلك السيارة التي اطفئت للتو وهو ينظر اليها بهدوء وقلبه يطرق كالطبول والعرق تزين جبينه وهو لا يصدق أن حبيبته كانت بتلك السيارة نظر حوله وهو يبحث عينه نحو المكان بهدوء وتركيز في قلبه يقول له أنها لم تصاب بمكروه وهو يسمع دقات قلبه ويعرفها هو يثق أنها بخير ولكن اين هي  ظل يبحث عنها بعد ان تأكد ان لا احد يوجد بسيارة أخذ يبحث بعينه وكلف رجالته أن يبحثوا عنها… 



زفر تنهيده قويه محملة بالقلق عليها فهو لم يجدها حد الان اين هي…!!؟ 



ولم قلبه يطرق هكذا… 



اقترب  من الجسر ينظر إلى ذلك البحر اسفله عينيه مملوءة بغيمة دموع في مقلتيه من الخوف على حبيبته أغمض عينيه بخوف ولكن افتحهم سريعا وهو ينظر حوله ظن أنه سمع صراخها الذي اهتز قلبه  ،  صرخ بشده للجميع التي يعملون الضجة بسبب الحادث وصرخ بعصبيه بعد ما لا يستجيبوا والي نادئه الحاد 



"   اسكتوا بقى اي حد  هيتكلم  ،  او اسمع نفسه…. "




 بينما أكمل بعصبيه اكبر ونبرته التي كانت ممتلئة بالغضب وهو ينظر الي رئيس الحرس بحده  : 



"  فرغ الرصاصة فوق دماغه ولو مفرغتهاش هفرغ هالك…."



سكتوا الجميع بخوف بعد ان اسمعه حديثه الذي كان ممتلئ بالتهديد  ،  فهما يعرفون من هو " بيجاد الجمالي " الذي اي شخص يسمي اسمه يرتعش جسده لا إرادي من الخوف الشديد من مجرد ذكر اسمه  ،  ماذا إذا هدد أمامهم فهو ممكن ان يفعل اي شئ ويقتلهم كجثه جامده متعفنة في الطريق  ، عم الهدوء وهو ينظر حوله مرة أخرى كأنه ينتظر نادئه و يصدق أذنيه وقلبه الذي مازال يطرق حد الان ،  اسمع صوت صراخها للمرة الثانية ولكن بصوت أعلى ممتلئ بالاستغاثة… 




مما قلبه صرخ للمرة الثانية كالطبول وهو يتجه الى مصدر الصوت هو ورجاله حتى يعرفوا من أين هذا الصوت…! 




أما هي  صرخت بشدة علي الاقل احدهم يساعدها ولكن لم تجد احد فهي وقعت بتلك السيارة في آخر لحظة وكادت سوف تقع من الجسر ولكن تمسكت العصا الحديديه التي مكونه منها الجسر وجسدها يتعلق بالهواء تشعر أن يدها من قوة مسك العصا أنها لا تشعر بها ابدا نظرت أسفلها بفضول حتى تري ماذا يوجد بالاسفل ولكن ملامحها تبدلت فورا أن وقعت عينيه الى النهر مما صرخت بقوه وجهه يصرخون من الفزع فهي لا تعرف العوم أبدا وإذا وقعت في سوف تموت لا محال لها…. 




ظلت تصرخ للمرة الذي لا تعرف عددها في لا تتضمن قوة يدها ان تتحمل جسدها اكثر من اللازم فهي تؤلمها و بشده.. 



تذكرت " بيجاد " وحنانه المفرطة وتملكه لها تذكرت وقت شجارهم معآ تذكرت لسانها السليط الذي يتحدث معه هو فقط بهذه الطريقة تذكرت هيبته وسامته تذكرت بحور عينيه التي تشعرها انها بعالم آخر غير العالم الواقعي… 




تذكرت كل شئ يتعلق به حتى تذكرت اول قبله بينهم ابتسمت بحزن وغيمة دموع تمتلئ في لؤلؤ عينيه فهي تحتاج له والآن تريده هو تريد أن تشعر بالأمان معه في هذا الوقت فهو الوحيد الذي يطمئنه بسحر عينيه التي تنبعث منه الأمان  ،  الأمان فقط… 





صرخت بقوة ولكن ليست صرخة استغاثة بلا صرخة عشق باسمه هو… 




وهى تشعر أنها على وشك السقوط اغمضت عينيها باستسلام واضح وتركت يدها من العصا وكادت سوف تقع ولكن قبضته تمسكت  على رسغ يدها مما فتحت عينيه براحه وهي   تري  " بيجاد " يمسك يدها بقوة مما ابتسمت بقوه وهي الآن شعرت انها بأمان معه فقط… 




قبض على يدها اكثر وهو يتمسك يبده الثانية بيدها الثانيه حتى يرفعها ويواجه نحوه همس بنبرة تملك ممتلئ بالشوق الذي بداخله… 



" مش هسيبك يا سلا  ،  مش هسيبك ابدا…. "




ختم جملته حتى صارت أمامه وبينهم الجسر أم هو بلمح البصر حملها وهو يخرجها من خارج الجسر وبعد أن أصبحت أمامه بشكل مباشر حتى عانقته بقوة وهي تتذكر تلك الحادثه مما بكيت بشده كأنه وجدت طوق الأمان الذي يطمئنه دائما أما هو عانقها علي الفور وهو يستنشق عبيرها ويطمئن قلبه انها امامه وبين احضانه الآن… 




جاءت الصحافيين والإعلاميين  بعد ان سمعوا الخبر المنتشر إن " سلا الغماري  " حفيده الغمارى وزجه بيجاد فعلت حادث ولكن وجدوا سلا بخير وهي في احضان هذا المتملك اخذوا صور عديدة لهم حتى يأكدوا هذا الخبر أن سلا بخير وفي أحضان زوجها… 




أما هما في كانوا متغيبين عن الواقع كل شخص منهم يفكر في شخص الاخر ولكن لا يعرفون أنها رابطة خلقت بينهم ويسمي الحب… 




فاقت سلا وبيجاد على أصوات الكاميرا التي تحدث حولهم بسبب الإعلاميين والصحافيين الذين حولهم آفاق بيجاد بسرعه وهو يحملها بتملك ووضعها في سيارته براحة كبيرة  أما الصحافيين والإعلاميين كانوا يركضون حوله حتى يسألوا عدة تساؤلات لا يعرفوها حد الان…! 




ولكن هو لا يهتم ابدا ولا يرد ابدا على اسئلتهم وحاول حراسه أن يبتعدوا الصحافيين عنه حتى يغادر سريعا و حتي ينفذوا أمره فهو نظر لهم فقط نظره لحراسة وقد افهموا عليه وبعد دقيقه غادرت سيارة  " بيجاد  " أمام أنظارهم وبعد أقل من دقيقة غادروا الحراس خلف رئيسهم… 




❈-❈-❈


تراجعت الى الخلف من صدمتها وهي لا تصدق انه تري و أمامها أمام عينيها فهي لا تصدق انه هنا بالفعل كيف وجدها وكيف جاء إلى هنا…! 



وماذا إذا جاء مالك في هذا الوقت ارتعشت بشدة من فكرة رجوعه الآن وهي لا تعرف لما تخاف من فكره رجوع مالك في هذا الوقت..! 



تغير لون وجهها إلى لون الصدمة والخوف وهي تهتف بنبرة خوف ليس الا  : 



"  انت بتعمل ايه هنا يا مالك…! "



اقترب منها أما هي تراجعت بخوف بعيد عن خطواته أما هو نظر لها بحيرة وقف مسافة ليست بعيدة حتى يطمئنه  : 



" جاي عشان اصحيكى من اللي انتِ فيه لازم تفوقي.. "




تغيرت ملامح وجهها الي العصبية والصدمة معآ  : 



" تصحيني ايه انا ست متجوزه فاهم يعني ايه ست متجوزه ابعد عني يا مالك وسبني في حالي… "




هتف بعصبية هو الآخر وهو يعلو صوته بتلقائيه  : 



"  بس مش بتحبي  ،  مش بتحبي مالك يا فريدة  ،  قلبك هو معايا انتِ بتحبيني انا مبتحبهوش هو  ، افهمي دا سعادتك مش معه… "



بينما اكمل بنبره حب ينبع بداخله بصدق  : 


" لكن فرحتك هي معايا  ،  تعالي نرجع ايام زمان يا فريدة محدش يستاهل انُ احنا نتعب احنا الاتنين عشان خاطر حد… "




بينما اقترب منها خطوة وهو يحاوط احدى اكتافه بحظر حتى لا تخاف منه وبينما اكمل بحب ولين يجعل قلبها يرق ويلين معه   : 



" انا مش عاوز اي حاجه في حياتي غيرك… "



نظرت له بغيمة دموع تجتمع في لؤلؤ عينيه في نبرته جعلت قلبها يلين ويرق لها وهي تتذكر أيامهم معآ تاره يضحكون وتارة يمزحون وتاره يتشاجرون فى احلى ايام حياتها هي معه فقط… 




ولكن تذكرت مالك و تلك الزيجة التي حد الآن تجعله ترتبط  بمالك ابتعدت عنه وهتفت بحده وعصبيه وهي تمسك يدها وتتجه نحو الباب  : 



"  انا لا يمكن ارجع لان مفيش امل في علاقتنا مع بعض يا ياسر افهم دا  ،  ويلا اطلع بره دلوقتي ومش عاوزه اشوف وشك تاني  ، و بلاش تجرح فيا يا ياسر انا فيا اللي مكفيني ارجوك اطلع بره…. " 



اخرجته من بيتها وكادت سوف تقفل الباب ولكن وضع قدمه بين الباب يمنعها أن تقفل بابها و هتف بنبرة عصبيه هو الآخر من تصرفه الذي غير مقابل له و الى قلبه  : 



"  مش همشى غير لما تقوليلي انك لسه بتحبيني  وانك عاوزني معاكي…. "



صرخت بعصبيه من تصرفاته التي غير مقبولة والتي جعلت الخوف يروضها مرة اخرى ان احدهم آرائهم بهذا الشكل  : 



"  مش بحبك ومش عاوزك معايا اطلع بقا برة…. "



اقترب منها وأنفاسه الساخنة تلفح بشرتها الباردة وهو يهتف بنبرة هادئه مغلفة بالصدق  : 



"  مش هصدق  ،  لانِ عارف واثق انك عايزني وانك لسه بتحبيني يا فريدة….. "



ارتعشت بشدة داخلها وهي تنظر حولها وخلفه وهي خائفة ان يراها هكذا معه بهذا الشكل  ،  هتفت بخوف رغم عنها وهي تنظر حولها تتأكد أن يوجد أحدهم اما لا  : 



"  ياسر لو ليا خاطر عندك ارجوك امشي يا ياسر امشي…"




يرى ملامح الخوف على وجهها ورق قلبه  منذ أن سمع نبرتها  وهو على وشك الخروج  : 



" ماشي هخرج  بس هنتقابل تاني…. "


ختم حديثه وخرج على الفور قفلت الباب بسرعه و أوصدت الباب جيدا وهي تجلس على الارضيه وتبكي بقوة في اليوم عاد الماضي بكل جروحه وآلامه فهي الآن تريد سعادتها ولكن لن تكرر الماضي مرة أخرى لن تعيد الماضي أبدا فهي تريد ان تبتعد من  " مالك " و " ياسر " تريد أن تنال راحتها تريد ذلك ولكن لا تعرف ابدا… 



فهي تتمنى أن الأيام هذه تمر علي خير و إن  " مالك " لا يعرف بمجئ  " ياسر " هنا ابدا… 




❈-❈-❈



كانت جالسة امام التلفاز تشاهد احدى افلامها المفضلة حتى تغرق وتنسي وقعها الأليم الذي مازال يخنقها حتما  ،  تريد ان توصل لقلب  " بيجاد " ولكن لا تعرف كل مره تقترب منه شئ يحدث و يفرقهم هما الاثنين  والسبب  " سلا " صديقتها التي كل مرة تقترب من  شئ تحبه وتريد أن تمتلكه في يكفي انها اتخذت منها اصدقائها حتى عائلتها التي تمت ولو لحظة أن يحبونها مثل ما يحبون صديقتها  ،  فهما كانوا ينظرون الي  " سلا  " انها الافضل في كل شئ وانها افضل منها بكثير  ،  سرقت منها عائلتها واصدقائها والاهم هو حبيبها  " بيجاد " التي لم تسمح أبدا بأن تتخذه منها ولو هذا الشئ يكلف حياتها…! 




أفاقت من دوامة افكارها على صوت دقات الباب التي كانت تشبه إلى تكسير بابها هتفت بحيرة واتجهت الى الباب حتى تعرف من الذي يتجرأ و ان يدق هذه الدقات العنيفة…! 



افتحت الباب بسرعه وجها مملوء بالغضب من دقات الباب هذه ولكن سرعان ما تبدلت إلى وجهها معالم الصدمة وهي تري  " شريف  " ينظر لها بغضب أعمى كادت سوف تتحدث بغضب ولكن ادفعها إلى الخلف بقسوة مما جعلتها سقطت على الاريكة بقسوة وهي لا تفهم ما سر غضبه هذه كادت سوف تتحدث ولكن اقترب منها بعصبية وهو يهتف بقسوة لاذعة لا يبالي بزعرها  ابدا ولا خوفها  : 



"  ايه اللي انتِ هببتي في سلا دا انطقي… "



انكمشت ملامحها بصدمة بدلا من الخوف وهي لا تفهم اي شئ عن ما يتحدث ابدا هتفت بنبرة مهتزة بفعل صدمتها التي مازالت على وجها  : 



" أنا مش فاهمه حاجه  ،  مالها سلا !...."



هتف بقسوة وعصبية رغما عنه وهو مازال قريب منها  :  



" انتِ هتستعبطي يا روح امك  ،  سلا عملت حادثه النهارده وكانت هتموت لولا بيجاد لحقها في آخر لحظة… "




صرخوا ملامحها بغير فهم وصدمة في متى " سلا " تعرضت لحادث هكذا نظرت له مرة اخرى وهي تهتف بنبرة صادقة  : 



"  صدقيني يا شريف انا ماليش دعوه  ،  انا اول اسمع منك اصلا الخبر دا دلوقتي… "



اقـ ـتـرب منها مره اخري حتي انفــ اسه الساخــ نة تلفح بشرتــ ها البــاردة  وهو يهتف بعصبيه اكثر من قبل حتى عروق رقــ بته بارزت عن عــ نقه أكثر  : 


"  مفكرني عيل صغير وأصدق الكلام الاهبل دا  ،  مفيش حد بيكره سلا قدك ومفيش حد بيعمل العملة  الــوســـ خه  ،  دى غيرك… "



هتفت بعصبية هي الاخرى فقد طفح به الكيل في كيف فيها هكذا نعم هي تكره سلا وتأمر بقتلها ايضا ولكن كل ما تفعل حركة صغيرة تقول له كل شئ حتى لا ترتكب خطأ فادح وتندم عليها  : 



"  انا مش مضطرة اثبتلك  ،  اه بكره سلا ونفسي اخلص منها النهاردة قبل بكره بس لازم اقولك انا هعمل ايه  ،  وكل ما بخطط لحاجة  بقولك هعمل ايه  ،  تقدر تنكر دا….! "




ختمت جملتها بتساؤل وهي تصوب نظراتها نحو 



نظر اليها بحيرة فهي معه حق في كل كلمه قالتها في تفكر العديد من الخطط وتسألها اولا وتأخذ رائيه عنها اول خطه لهم هو أن  شخص يتظاهر ان يموت سلا وان تذكر اسم  " بيجاد " امامها وان تذكر اسم " تمارا علام " أمام بيجاد  فهي كانت خطتهم من البداية ومازال يخططون حتى يفرقوا سلا  و بيجاد عن بعضهم…. 



ابتعد عنها للحظة حتى يفكر ولو قليلا من الذي يحاول أن يقتل سلا حبيبته ومن يتجرأ أن يفعل هذا الشئ… 



نظر له بشك وهو يهتف بحيرة  :  



"  لو فعلا انتِ مقتلتهاش امال مين اللي عمل كدا… "



نظرت له هي الأخرى بحيره وهي لحد الآن لا تعرف مين الذي يحاول أن يقتل سلا غيرها  فكرت بهدوء حتي تحصل على إجابة لتلك التساؤلات التي في عقله  في  " سلا الغماري " اعلاميه ناجحه مين الذي يحاول ان يقتلها ولما…! 




قطع من دوامة افكارها صوت " شريف " الذي جعل أفكارها ترويضها مرة اخرى  



"  يمكن تكون الملكة…! "




وقفت امامه وهي تهتف بحيرة وعقلها مازال يفكر في حديث " شريف "



"  ممكن لان سلا قاعدة لسه بدور علي حكايه تمارا علام ولو سلا كشفت الاوراق اللي تمارا كشفتها في أنا وانت وناس كتير بتشتغل معانا والملكة هنروح في ستين داهية… "



بينما اكملت بثقه وهي تحليلا افكارها  : 



" صدقني  الملكه مش عايزه تقتل سلا  ،  لان لو سلا اتقتلت الكل يشك أن تمارا وسلا وصلوا لحاجه خطيره جدا عشان كدا اتقتلوا… "




نظر لها بخوف من كشف أمره وهو يهتف بحيرة  : 



" طيب وبعدان هنسيب سلا تكشف كل حاجه كدا… "




نظرت لها نظرة ثقة وهي تهتف بمراوغة من امره  : 



"  صدقني معتقدش أن الملكة تسمحلها تكشف كل الاوراق زي ما سمحت لتمارا  ،  الملكة بتفكر في حاجة وبترتب لحاجه عشان كدا شكيت انها عامله اجتماع لينا بكره…. "




نظر لها بحيره هو الآخر وهو يهتف بنبرة استفسار   : 



" اجتماع هيبقى كل اجتماع زي زمان  ،  ولا المره دي هتورينا وشها…! "




هتفت بتفكير واضح على ملامحها وهي تهتف بثقة  :



"  لا مش هتورينا وشها انا من اول ما اشتغلت معها و مشوفتهاش  خالص ولا انا ولا انت و اللي شاغلين معها   ،  وشكلنا مش هنشوفها لان اللي زي الملكة دي مش عاوزه تخلينا نشوف وشها يعني بتحب تلعب من تحت لتحت ومحدش يشوفها… "




نظر لها بتساؤل وهو يهتف بحيرة  : 



"  تفتكري هي حوالينا وشوفنها قبل كدا بس احنا معرفنهاش!... " 




اتجهت الى البار وهي تمسك كأس نبيذ وهي تهتف بثقة بالغة  و جمله غريبه لاول مره يسمعها جعلته يرتعب للحظة ولا يعرف لما  : 



" انا متأكده انها حواليك وانك شوفتها…. "




نظر لها للحظات وهو يفكر بالجملة الغريبة التي لأول مرة يسمعها منها هي…!  



اكملت هي وهي تنظر لها وما زالت تشرب كأس الفودكا  : 



" متنساش الاجتماع بكره الساعه 11 بالليل…. "



ختمت جملتها وهي تنظر لها بمعنى أن يخرج وبالفعل أخرج بأفكاره التي تقتل عقله وبذلك الجملة الغريبة التي لأول مرة يسمعها منها وبعد ما خرج ابتسمت بخبث وهي تنظر الي صوره سلا اقتربت من الصوره وقطعتها الى نصفين بغل وهي تتوعد لاشد الانتقام لهاا 




❈-❈-❈


وقف السيارة أمام قصره فنظر لها وجدها هادئة غير طبيعتها يظن انها في صدمة ما تعرضت لها واليوم خرج من السيارة واتجه لها وحملها بهدوء وحنان اتجه به الى القصر ولكن وقف بصدمة من فعلتها فهي اقتـ ربـت رأســ ها من عنــ قــه أكثر مما شعر بأنفاسها الباردة تلفح عنــ قه بشدة مما قلبه طرق كالطبول من فعلتها تلك والرغبة تصاعدت إلى جسده صعد على الدرج بهدوء حتى دخل الي جناحه اجلسها علي الفراش براحه كبيره وخوفا كأنها قطعه زجاج يخاف أن يكسره… 



قال لها بنبرة رجولية ممتلئة بالحنان الذي يتغلغل بداخله نحوها هي فقط  : 



"  حبيبي غيري هدومك وانا هطلب الغدا عقبال ما تغيري…"



رفعت بحور عينيه البنيه نحو بحور عينيه السوداء التي تشبه الظلام الدامس وهي تهتف بنبرة متعبه  :  



"  بيجاد انا تعبانه بجد مش هقدر انا عاوزه بس انام… "



اقترب منها وحاوط وجهها بحنان بالغ وهو ينظر لها بحب ينبع بداخله نحوها هي فقط  :  



"  انا عارف ان اليوم صعب عليكي  ،  بس خدي دش يريح جسمك و تاكلي وتنامي انتِ من الصبح مكلتيش حاجه…. "




كادت سوف تعترض بتعب ولكن قاطعها بصرامة كبيرة ونبرة لا تقبل النقاش  : 



"  انا قولت كلمه وخلاص يلا قومي وأنا هقول لصباح تجهز لنا الغدا و تطلعه هنا…. "



امسك يدها ووقفها براحة وخوف وهو يري شحوب وجهها  : 



" هتقدري تاخدي دش لوحدك…. "



هزت رأسها بنعم بخجل واضح علي ملامحها وقفت مره اخري علي رسغ يدها التي منعتها  : 



" متأكده… "


قالها بيجاد التي كان يرى ملامح شحوب وجهها التي لم تتغير ابدا 



هزت رأسها بنعم وكانت سوف تدخل إلى المرحاض حتى تنعم بحمام دافئ وكادت سوف تقفل باب المرحاض ولكن قاطعه هو بقلق  : 



"  انا هقف هنا قدام الباب لو احتجتي حاجه او تعبتي ناديني…. "



خرجت تنهيدة قوية محملة على صدرها هتف بنبرة ثقه  : 



" بيجاد انا كويسه انا بس مصدومه من اللي حصلي ومحتاجه ارتاح… "



نظر لها بقلق و هتف بنبرة عناد ممتلئه بالخوف عليها وهو يمسك هاتفها  : 



" لا هفضل هنا و هرن علي صباح تطلع الاكل هنا مش هنزل ولا هروح في حته غير لما تخرجي…. "




ابتسمت لها وهي تري قلقه وحبها لها وهي تتمني بداخلها ان لا يوجع قلبها عليها فهو استحوذ قلبها وعقلها وروحها بحنانه المفروضة التي تشعر انها تحلق بالسماء بسعاده نعم هو متملك وهي تكره التملك ولكن لا تعرف كيف ومتى احببته.. 



قفلت الباب المرحاض  بعد أن أوصدته جيدا بخجل واضح علي ملامحها  اما هو كان في الخارج وبجانب باب المرحاض فهو مازال قلقا عليها ويخاف  خوف الجنون فهو لن يدع الأمر يمر هكذا يبدو أن الحادث الأول مرتبط بالأحداث التي حدثت للتو يبدو ان في شئ لم يعرفه وهو أن شخص واحد يحاول أن يتخلص من سلا والى الابد ولكن لما فهو لن يدع الأمر يمر علي خير ابدا وسوف يعرف مين الذي يحاول التخلص من حبيبته حتى إذا كلفه حياتها بأكملها… 




ظل يفكر من الذي تجرأ أن يقترب من زوجته يبدو أنه يعرفه ويعرفها جيدا ابتسم بخبث واضح على ملامحه بعد أن فكر ماذا سوف يفعل الآن… 



قطع دوامة افكارها صوت دق الباب بأن الغد قد جاء اقترب طاولة الغداء من الفراش خرجت سلا من المرحاض وهي ترتدي بيجامه مريحه للنوم كانت تلبس بنطلون قطني أسود وتيشرت بحمالات يبزر ذراعيها لونه اسود عكس لون بشرتها البيضاء الناصعة اقتربت من الفراش بعد أن فعلت شعرها كحكه عشوائية مما سقطت خصلات قصيرة على عينيه مما اعطها مظهر خلاب اكثر ويسرق الانفاس… 




فهي سرقت انفاس ذلك الواقف الذي ينظر له بدون ملل او كلل فهو يفضل ان يوقف هذا العالم وأن يشبع عينيه منها ولكن لم يكتفي منها لم يكتفي منها وهي بجانبه لم يكتفي عشقا وروحا به فهو بدونها لا شئ ابدا فهو اذا فكر بهدوء من حياته من غيرها لا يشعر إلا بضيق في صدره… 



افاق من دوامة افكارها على صوتها الرقيق وهي تنظر لها بغرابة وهي جالسه على الفراش أمام الطاولة الطعام  : 



" بيجاد مش جايلي نفس لاي حاجه انا بجد تعبانة وعايزة ارتاح وانام…. "



جلس بجانبها في الفراش وقرب الطاولة منها اكثر وهو يمسك المعلقة التي ممتلئه بالارز واللحم وهو يقربها منه وهو يهتف بصرامة لا تحمل النقاش  : 



"  انا قولت اللي عندي ولو انتِ تعبانه فعلا هتسمعي الكلام عشان هتنامي بسرعة يلا كلي…. "



نظرت له نظره تعب ولكنها بدالها هذه النظرة الي نظرة لا تحمل النقاش ابدا كأنها يقول لها  ' لن تنامي الا إذا اكلتي..'




فتحت فمها وهي تستقبل المعلقة أيضا مضغت الطعام بهدوء ومسكت الملعقة الذي كانت الوحيدة التي كان يمسكها مسكت الملعقة بهدوء تحت أنظارها وقربته نحو فمه بعد ما امتلأت بالطعام من الأرز واللحم.. 



واليد الاخر امسكت يده الكبيرة الخشنة التي كانت ممتلئة بالوشوم  وهي تهتف بحنان لأول مرة معه  : 



" انا عارفة ومتأكدة انك مكلتش حاجه  ،  والصبح مكلتش انت شربت قهوة بس محطتش حاجة فى بوقك من الصبح والكلام دا مينفعش معايا وزي ما انت بتآمر انا بأمر هنا واضح… "



ختمت جملتها وهي تقربه نحو فمه اما هو نظر لها بحب وحنان وهو يحمد الله أن رزقة به افتح فمه وهو يستقبل الملعقة بكل سرور وبعد ذلك أخذ المعلقة واطعامها هي وهي تارة وهو تارة فهو كان سعيد أن لاول مره يشاركها بالاكل لا بالمعلقة ايضا فهو شئ سوف يحدث بداخله ولا يعرفه ولكن  الاهم انه سعيد بقربها…. 



اما هي تشعر بالأمان وتريد ان توقف كل لحظه تسير بينهم فهي لأول مرة تشعر ان قلبه يدق بأسم احد فهي تأكدت انها لم تحب " شريف " بتاتا بلا اول حب بحياتها وأول شعور يسير على جسدها واول مره تخاف علي أحدهم واول مره لا تريد أن يقترب من امرأة منه غيرها لا تعرف لما كل هذا ولكن تريد ذلك 



تريد ان تحتفظ بكل انشأ في وجهه تريد ان لا يغادر أبدا وأن يظل بجانبها طوال الوقت  ،  في اليوم أدركت انها تخاف ان تتركه وحده وأن لا تعيش معه طول حياتها  ،  فهي تريد أن تعيش معها طوال حياتها لحظه بلحظه كل دقيقه  تسير في حياتها يريد أن يكون معه  ،  معه هو فقط  ،  لا تريد شئ إلا هو  ،  في هذا المتملك أحببته بلا عشقته… 




أفاقت على ملــ مس من يدها نظرت وجدته يمسك يدها وهو ينظر له بحب وهو يهتف بحنان بالغ  : 



" سلا يلا ارتاحي  ،  يلا يا حبيبتي نامي دلوقتي… "



امسكت يدها وقربتها نحوها وهي تهتف بنبرة احتياج  والكثير من المشاعر التي لأول مرة تختبرها على يده  :



" ممكن يا بيجاد تنام جنبي النهاردة  ،  انا بجد محتاجلك النهارده…. "




نظر لها وهو يهز رأسه واقترب منها حتى يشاركها على الفراش اليوم وضع رأسه على الفراش وهو بجانبه و ابتعد عنها بمسافة ليست بعيدة حتى يطمئنها ولو قليلا ولكن فجئته حين اقتربت منه وعانقته بقوة طرق قلبه كالطبول واقسم انه تسمع هذه الدقات من شدة طبولها 




" انا كنت خايفه النهارده اوي يا بيجاد  ،  لو موقعتش من العربية كان زماني…. "



قاطعها هو وهو يعانقها بتملك واضح وهو يهتف بثقة وخوف  : 



"  هششششش  ،  انا مش هسمح لاى حاجه ممكن تحصلك او ممكن تأثر فيكي انا علطول في ضهرك والدرع اللي بيحميكي انا علطول جنبك يا قلب بيجاد ومش هسمح لحاجه تأذيكي طول ما انا عايش  ،  نامي يا قلب بيجاد… "




ختمت جملتها واغمضت عينها وسرعان ما ذهبت الي سباق عميق من النوم كأنها تنتظر حديثها جملته حتي تنعم من الراحة والأمان الذي كانت تحتاجه واليوم… 




❈-❈-❈



ظلت طوال الوقت جالسه على الارضيه وتفكر بهدوء فهي لا تريد إلم آخر في قلبها لا تريد وجع وشعور بالذنب لا تريد شئ سوى أن تحيا حياتها التي لم تحيها من قبل…  



في لا تريد الماضي أن يرجع ويسلب حياتها مرة أخرى في يكفى أن سرق حياتها مرة اخرى لا تسمح لها بأن يعيد من جديد فهي تحب ياسر وبشده ولكن لا يوجد أمل في ذلك فهي لن تصبح خائنه بنظر  " مالك " ابدا… 



فهي الآن تريد أن تبتعد عن  " ياسر " و الماضي بأكمله فهي لن تعيد تجربتها الفاشلة لن تدعِ الماضي يتكرر مرة أخرى ولو يكلف بهذا الشئ حياتها.. 




قطع دوامة افكارها صوت دقات على الباب جعلته تفيق من افكارها وقفت حتى تفتح الباب بهدوء وهي ترتعد خوفا أن يكون  " ياسر " قد جاء مرة اخرى… 




ولكن خالف توقعاتها وهي ترى مالك ينظر لها بغرابه من طريقه فتح الباب بهذه الطريقة ابتعدت عن الباب وهي تتجه الى السفرة ولكن توقف وهي تنظر كوب القهوة الذي اتكسر من شده صدمتها…. 



قفل الباب جيدا وهو ينظر لها وجدها تنظر الى كوب القهوة الذي انكسر الي اشلاء نظرت له بخوف والي كوب القهوة اقترب منها خطوة ولكن ابتعدت عدة خطوات الى الخلف… 



فهو الان قد أدرك أن " ياسر " هنا اما لا  ،  لا تعرف شئ سوىٍ ان تبتعد خطوات الى الخلف بخوف حتى تأخذ حذرها ولكن لا تعرف ان هذه الخطوات تجرح كحلها بسبب الزجاج الذي انكسر الى اشلاء صغيرة مما أطلقت تأوه خفيض وهي تشعر بألم في كحلها ألم لا يطاق نظرت إلى كاحلها وجدت قطع صغيرة مازالت عالقه في كحلها مما اندفع  " مالك " نحوها وهو يحـملــ ها بعيد عن هذا الزجاج اجلسها على الأريكة أما هي فقد مازالت تطلق تأوه بصوت خافض امسك قدميها بحرص وهو يخرج الزجاج الصغير الذي دخل الى قدميها بألم وكل زجاجة يخرجها كانت تتألم أكثر من ذي قبل وبعد ما انتهي زفر تنهيدة قوية تخرج فيها قلقه عليها وقف حتي يبحث عن علبة الاسعاف الاولية حتى يدوي ملاذ قلبه… 




وبعد دقيقة 


جاء لها وفي يده علبة الاسعافات امسك قدميها براحة وحرص وخوفآ أن يؤلمها وضع لها شاش ابيض علي قدميها بعد أن عقمها جيدا  وبعد ما انتهي امسك وجها وهو يهتف بلهفة  : 



" حاسه بوجع  ،  رجلك لسه وجعاكي…! "




هزت رأسها بلا دون إضافة أي كلمة أو أي حرف تنطقه وهي خائفه من معرفته بأمر ياسر ومجيئه إلى هنا ولكن احتلت الصدمة على وجهها وهي تسمع اعتذره الذي يؤلم قلبها وهو يمسك يدها بضعف لأول مرة تري  




" انا اسف  ،  مكنش لازم اتصرف معاكي كدا امبارح وخليكي تنامي زعلانة  ، بس غصب عني بغير عليكي  ،  انا مجنون بيكي يا فريدة وانتِ مش حاسه  ،  انا مبقتش عايز حد يقرب منكِ  مبقتش عايز حد يشاركني فيكيِ انا لو اطول اخدك لمكان بعيد كنت خدك بس خايف تكرهيني…. "




اقتــ رب منها حتى صارت انــ فــاسـه الساخــ نة تلفح بشرتها البيضاء الباردة ومازال يمسك وجهها بيده الكبيرة والخشنه  وهو يكمل نبرته ولكن نبرة مختلفة هذه المرة  مغلفه بالحب والصدق والاحتياج الذي بداخله  : 



" انا عارف انك هتقولي اني اناني  ،  بس انا اناني فيكيِ  ، انا مبقتش عايز في الدنيا غيرك  ،  انتِ الحاجه الوحيده الحلوه اللي في حياتيِ  يا فريده…. "




ختم جملته وهو يقبـ ـلها بشغف واضح ليست راغبة لا بلا ان يثبت انها حبها بلا عشقها ويتمنى فقط نظره منها فقط….



ظلت ساكنة لا ترفض القبــ له ولا حتى تبادله إياها ظلت هادئة وقلبها يطرق كالطبول ولكن عقلها يصرخ بأسم واحد فقط وهو  " ياسر " فهي بنظر ياسر خائنه ولو سمعت حديث عقلها وقلبها سوف تكون الخائنه الحقيقه لمالك افاقت علي

 قبـلات متــ فرقة في عنــ قها مما ابتعدت عنه كأنها حشره لدغتها وهي ترفع يدها تضع نحو صــ دره تبعده أكثر منها وهي تهتف بتوتر من أثر المشاعر التي لأول مرة تختبرها على يده هو  : 



" مالك ارجوك انا تعبانه دلوقتي…. "



ابتعد عنها بصعوبة من قوة المشاعر التي تصيب جسده وقلبه معآ لا يريد أن تجعلها تخاف فهي زوجته وحبيبة قلبه وملاذه وطنه وفؤاده… 



ابتعد عنها وبعد ذلك حمــ لها بسرعة مما شهقت بقوة من الصدمة وهو يتجه الى غرفتهم الذي بالاعلي نظرت لها فريدة بخوف وهي تهتف بنبرة خوف مثل علي ملامحها ممتلئة بالزعر  : 



" مالك انت طالع الاوضة ليه….! "



نظر لها وهو يهتف بمراوغة ويلاعب أنفها بأنفه  بمشاكسه  : 



" اكيد مش اللي في بالك  ،  بس انا عاوز اكل و جعان جدا وهنلبس فوق ونجهز وبعد كدا نتغدا بره ونقعد شوية مع بعض علي البحر… "




ارتحت قليلا وظلت ساكنة على يده وهي تنظر الي ملامحه عن قرب ابتسمت لا إرادي فهو وسيم  ببشرته البيضاء وعينيه الذي تسرح فيهم من كثر جمالهم وانفه المستقيم وذقنه الخفيفه الذي تعطي مظهر خلاب ويخطف الانظار فهي لاول مرة ترى وسيم هكذا عن قرب كما تتمنى قربه دائما وابدا… 



ماذا تتمنى قربه…! 



منذ متى تتمنى قربه…؟ 



فهي تحب ياسر ويستحيل ان تحب شخص اخر في ياسر حب حياتها ونور فؤادها…  



فهي تتمنى قرب ياسر ليست قرب مالك. 



نظرت الي مالك مرة أخرى وجدته يبتسم لها هذه المرة وهو يضعها على الفراش براحه كبيره وخوف اقترب منها وهو يهتف بمشاكسه  : 



" أنا رايح أغير هدومي  في الحمام لو احتجتي اي مساعده خبطي عليا ولو خلصتي برضوا خبطي عليا… "



نظرت له نظرة غريبة فهو بهذا الأسلوب يعطي لها مساحة حتي لا تجعلها تخاف وتشعر براحة ابتسمت لها لا ارادى ومكانته تكبر في عينيه يوم عن يوما…. 





❈-❈-❈


استيقظت ولكن لم تجد بيجاد بجانبها اتجهت إلى المرحاض حتى تنعم بحمام دافئ وبعد عدة دقائق خرجت واتجهت الى غرفه  الملابس الذي كانت في نفس الغرفه مسكت فستان لونه ابيض يصل بعد الركبه ومحتشم عند عنقها وفي ثواني معدودة واقفة امام المرأة بفخر وهي تتطلع الي نفسها فهي كل مره تخطف الأنفاس والأنظار كالعادة تركت عنان لشعرها أن تتركه بحرية مما أعطاها مظهر جيدا فوق مظهرها… 




اتجهت الى غرفة السفرة ولكن لم تجد " بيجاد " مما هتفت ملامحها بحيرة واضحة اتجهت الى مكان " صباح " رئيسه الخدم  وبعد ان وجدتها هتفت بحيرة مثل ملامحها تماما  : 



"  صباح مشوفتيش بيجاد….! "




هزت رأسها بلا وهي تهتف بنبرة احترام   : 



" لا والله يا هانم هو خرج من ساعه كده بس معرفش راح فين بس هو قالي قبل ما يخرج بصي علي تليفونك وانتِ هتفهمي هو دا اللي قالوا…. " 




هزت رأسها بنعم بعد أن شكرتها واتجهت الى الخارج حتى تقود سيارتها ولكن قبل ان تقود فتحت هاتفها وجدت رساله من " بيجاد "




" صباح الفل علي عيونك يا حبيبي  ،  أنا مشغول في كام حاجه كدا تخص الشغل هخلصها واجيلك  ،  ولو هتخرجي ابعتيلي اللوكيشن  ،  وااه في حرس هتبقي وراكي زي ضلك انا اسف اني عملت كدا من غير ما اقولك بس انا مش ببقى مطمن غير لما يبقوا معاكي  … "



أطلقت تنهيدة قوية محملة على صدرها في تختنق انها مقيدة  ،  فهي تكره الامتلاك وتكره التقييد  ،  تارة مقيدة في المنزل ولم تهتف بكلمة ولكن بالخارج مقيدة أيضا  ،  يكفي انها مقيدة بسحر عينيه الذي لا ينتهي حد الهلاك… 




قادت سيارتها بهدوء حتى تشتم بعض الهواء الذي يريح صدرها وهى تنظر الي خلفها تجد سيارتين تتبعها من الخلف اغمضت عينيها بنفاذ صبر وبعد مدة وقفت أمام الكافية… 



دخلت الى الكافية ومن حسن حظها وجدت " ملك " صديقتها بصدفه جلست بجانبها وهي تهتف بعاتب حقيقي  : 



" معأني زعلانه منك انك مقولتليش ان ياسمين بتحب بيجاد بس مش وقته  ،  انا عاوزاكي في خدمة بسيطة ومحدش هيقدر يساعدني غيرك و بجد محتاجلك في الخدمه دي  … "




ابتسمت لها بشدة وهي تمسك يدها بحنان ودعم داخلي وحقيقي  : 



" اولا كده انا اسفه بس لو انتِ بدالي هتعملي كدا وخصوصا انيِ مش عاوزكيِ تفهمي ياسمين غلط  ،  ثانيا انا معاكي في اي حاجه…. "



تجاهلت حديثها الذي كان في السابق عن حديثها عن " ياسمين" فهي لا تفهم شئ ما يدور حول عقلها لهذه الخبيثة ولكن تريد أن تأخذ  " بيجاد " منها بأي ثمن.. 




هتفت بنبرة سريعة  وهي تهتف بنبرة غامضة بعض الشئ  : 



" عاوزاكيِ  تكلمي حاتم تقوليله اعملي بحث عن تمارا علام  ،  مين اللي كان بيقابلها قبل موتها  ،  وكانت فين بالظبط وصلت للمكانة دي ازاي  ،  مين صاحبها  ،  مين بيكره كدا…. "




هزت رأسها بنعم وهي تتفهم حديثها ولكن هتفت بحيره  : 



" تمام هجبلك كل المعلومات دي  ،  بس انتِ عاوزه تجيبي كل المعلومات دي عنها لييه…! "




نظرت له نظرة سريعة  وهي تهتف بنبرة هادئه  : 



" مش وقته هقولك بعديها بكل حاجه و…. "




قاطعها صوت اهتزاز الهاتف بمكالمة من ياسمين هتفت ملامحها بحيرة فهي لاول مره تتصل عليها امسكت هاتفها وردت عليها كادت سوف تعنفه ولكن توقف حلقها وهي تسمع حديث بيجاد الذي كسر قلبها إلى أشلاء صغيرة دون رحمة  




"  مين دي اللي احبها واقرب منها انتِ اتجننتي ولا ايه  ،  انا بيجاد الجمالي اسمح لواحده كلبة زي دي تقرب مني  ،  انا اخري اني اقضي معها يومان  ،  دا لو قضت اصلا  ، ومش هسمح لحشرة زي دي تقرب منها  ،  مش عشان قولت ليها كلمتين حلوين ابقي بحبها انا بقرب منها لغرض تاني  ،  وهوصل لغرضي و هرميها  في الشارع   ،  لان بيجاد الجمالي يستهل دا…. "




أقفلت الهاتف وهي تطلق العنان لدموعها وتشهق بقوة بعد ما اسمعت حديثه القاسي معها فهي فكرت انه يحبها واحببته بقوة لدرجه أن روحها غادرت الان بسبب حديثه القاسي الذي آلامها وبقوة…. 



رفعت يدها الصغيره وهي تمسح دموع عينيه  أمام انظار صديقته والتي تساءلت عن حالتها تلك التي لا تعرف سببها ابدا رفعت الهاتف مرة أخرى  وهي تتصل على بيجاد هذه المرة بعصبيه حتى أتاه الرد بصوته الرخيم الرجولي حتى صرخت بعصبيه وحديثه مازال عالق بعقلها  : 



" انا فعلا اكتشفت انك ولا حاجه بنسبالي  ،  وانك انت وسيله بس عشان اوصل بيها لشريف  ،  أنا بحب شريف  و ههرب معه وهسيبك  ،  ايه رائيك بقى لما الناس كلها تقول عنك ان مرات بيجاد الحمالي هربت منه عشان بتحب حبيبها خبر هايل وهيكسر الدنيا حقيقي  ،  ولو انت خايف اوي كدا طلقني يا بيجاد طلقني لان مبحبكش ولا هحبك  ،  مش هحب واحد قاسي بيحب يمتلك الحاجه انا بشفق عليك يا بيجاد الجمالي  ،  ولو انا وافقت علي الجوازه دي  ، في انا وافقت عشان خاطر بابا غير كده لا  ،  مفيش حاجه تربطني بيك اصلا و الجوازه دى مش بعترف بيها و هخلص منك و هبعد عنك…. "




ختمت جملتها وهي تغلق الهاتف مما صرخت صديقتها بشدة من اثر حديثها  : 



"  انتِ اتجننتي يا سلا انتِ ازاي تقولي لجوزك كده !.... "



قامت بعصبيه وهي تتجه إلى الخروج ولكن قبل أن تخرج هتفت بعصبيه وتحدي  : 



" انا هخلي يعرف مين هي سلا الغماري وممكن تعمل ايه يا انا يا هو…. "



ختمت جملتها وتركتها مصدومه وهي لا تفهم اي شئ سوىٍ ان حربهم بدأ الان…. 




❈-❈-❈



كانت جالسة أمام طاولة الطعام فهي قد جاءت إلى المطعم بسبب مالك الذي اصر ان يأكلون في الخارج فهي ليس لديه أي شهية فهي مازالت تفكر بعلاقتها مع  " ياسر " وماذا عليها أن تفعل أفاقت على صوت اهتزاز هاتف مالك مما استأذن مالك منها وبعد بخطوات ليست بعيدة عن الطاولة… 




مما أمسكت كأس العصير وشربت منه وهي تحاول ان تهرب من عقلها الذي مازال يصرخ بأسم ياسر مما شهقت بقوة شديدة وهي تري  " ياسر "  يجلس امامها مكان مالك تنظر بصدمة لياسر الذي جلس للتو وتنظر الي مالك الذي مشغول في الهاتف ويعطي لهم ظهرهم…. 




"  انت بتعمل ايه هنا انت اتجننت… "


قالتها فريدة بصوت منخفض للغاية ممتلئ بالعصبية والذعر خوفا ان مالك يرائهم  




نظر لها ببرود وهو يهتف بنبرة هادئه  : 



" مش همشى غير لما تقوليلي انك لسه بتحبيني ولا لا… "



صرخت بصوت منخفض من حديثه الذي يستفزها أكثر وهي تنظر الي مالك بخوف شديد خوفا أن يلتفت و يرئهم  : 



" ياسر ارجوك امشي ارجوك عشان خاطري… "



اجأبها ببرود واستفزاز ايضا ومازال ينظر لها  : 



" مش همشي…. "



نظرت لها بعصبيه حتى تنهي هذه المهزلة  : 



" خلاص انا لسه بحبك  ،  ارتحت كده امشي بقى… "



وعند هذه اللحظة التفت مالك لهم وهو ينظر بصدمة كبيرة لهم اما هي قلبه طرق بجنون من نظرات مالك الذي تأكلها وعقلها يصرخ بجملة  ان كل شئ لن يصبح بخير ابدا تظن ان مالك أسمع جملتها لذلك ينظر لها نظرات صدمة وغضب في إن واحد    




❈-❈-❈



جاءت إلى البيت بوقت ليست قصير وهي نائمه على الاريكه بتعب واضح 


اغمضت عينيها البنيه  بألم واضح على ملامحها وهي تشعر إن يوجد إلم بداخل رأسها يفتك بها من كثر التفكير بهذا اللغز الذي يقلق حياتها  ،  افتحت عينيه البنيه بحيرة بعد ما شعرت أن أحدهم موجود في غرفتها ولكن صعقت بقوة وهى تتراجع الى الخلف لا إرادي من صدمتها  وهي تنظر الى ذلك الجالس الذي يجلس على الاريكه بكل اريحيه ويضع رجل على رجل فوق الطاولة التي أمامه   ،  كتمت أنفاسها بخوف بعد ما أشتمت رائحته الرجولية التي تملأ المكان وهي تردد جملتها بصوت خافض  " أنها سوف تتعاقب لا محال لها "…!





يُتبع..