رواية كما يحلو لها بتول طه - الفصل العشرون النسخة العامية
رواية كما يحلو لها
الجزء الثالث من رواية كما يحلو لي بقلم بتول طه
رواية كما يحلو لها
الفصل العشرون
النسخة العامية
-
من أنتِ، وماذا تريدين؟
هذا كان أول ما نطقه لسانها بعد أن ابتلعت وحاولت
السيطرة على شعورها بالمفاجأة المخيفة ولكن شحوب وجهها أثبت بدون أدنى شك أنها
تشعر بالخشية لما تواجهه فابتسمت لها "كلوديا" باستمتاع واضح ثم أجابتها
بما لم يتناسب مع أسئلتها لها:
-
الدقيقة أوشكت على الانتهاء أيتها الجميلة، هل تودين
رؤية ما تستطيع سكيني فعله؟!
حدقتها لمدة ثواني وهي لا تدري كيف عليها التصرف بينما
تابعت الأخرى بنبرة تهديد اختفت أسفل سخريتها:
-
بربك روان، أنتِ لا تريدين أن يمتلئ هذا المكتب الأنيق
بالدماء والمحققين الذين لن يتمكنوا من الإيقاع بالقاتل، لقد جربت الأمر على الأقل
مائة آلف مرة..
اقتربت منها أكثر وكذلك فعلت بسكينها التي جعلتها تُلامـ
ـس بشرة وجهها وأكملت بابتسامة:
-
كما أظن أنك لا تريدين افساد هذا الوجه الرائع بندبة
دائمة لن يستطيع أفضل خبراء التجميل أن يخلصوكِ منها، فقط أريد منك معروفًا صغيرًا..
هيا بنا!
قامت بالضغط قليلًا على السكين لتقول الأخرى بأنفاس
متسارعة وكلمات انطلقت من لسانها دون تفكير:
-
حسنًا حسنًا.. سأجمع أشيائي..
اتسعت ابتسامتها لها ثم أخبرتها بهدوء:
-
كم أنتِ فتاة جيدة!!
التفتت خلفها سريعًا لتُمسك بهاتفها ووضعته بجيبها وقالت:
-
ولكن هذا سيبقى معي لحين انتهاءك من الأمر!
نهضت لتقترب وهي تُمسك بحاسوبها ووضعته بالحقيبة المخصصة
له وامسكت بحقيبتها وأعينها المتوسعة لا تغفل عن مراقبتها لتنهي كل تحركاتها
المرتجفة ثم سألتها:
-
على الأقل أخبريني أي بيانات تريدين؟!
إشارة من رأسها كانت كفيلة بأن تحثها على التقدم والذهاب
في اتجاه الباب لتبتلع "روان" مرة ثانية ثم حدثتها بارتباك وهي تحاول أن
تنهاها عن ذلك بشرح قد يكون تفصيلي نوعًا ما:
-
أنا لست بقرصان محترف لأعمل على استخراج بيانات، أنا فقط
أعلم البعض عن البرمجة ولن أفيدك في استخراج أي شيء ما دمت لا أملك صلاحية الدخول
للنظام نفسه!
بعد خبرة طويلة في عالم المافيا تعرف أن أي نظام أيًا
كان نوع حمايته لابد له من ثغرة، ولكل إنسان نقطة ضعف، الثغرة ستجدها هذه الجميلة
أمامها أمّا عن نقطة ضعفها فلقد استطاعت التعرف عليها بمنتهى السهولة في حديث مع زوجها
السابق، لذا كان عليها أن تقوم بتهديدها للمرة الأخيرة قبل أن تؤذيها:
-
عزيزتي، هل الأسهل أن تجدين وسيلة للولوج لهذه اللعنة
وتحصلين على المعلومات، أم علي أن أدمر لكِ هذه الشركة وأقتل عائلتك الصغيرة التي
قمت باستضافتها لبعض الوقت حتى تستطيعين فعلها؟! الاختيار لكِ!
اتسعت عينيها باندهاش وبدأت وتيرة أنفاسها في التسارع
لتسأل بخشية:
-
ماذا فعلت بأمي وأخي؟
ابتسمت "كلوديا" ثم أخبرتها بثقة:
-
هذا ما ستعرفينه عندما تحصلين لي على تلك البيانات.
والآن ستكونين متعاونة حتى أطلق سراح كلاهما دون أن يفقد أي منهما عضو من أعضائهما
المهمة وإلا عليّ أن أبدأ بيد أي منهما كوسيلة لاختصار الوقت، يا تُرى تحبين
اختبار الأمر وأبدأ بيد والدتك، أم أخيكِ؟ أم ستأتين معي فورًا؟!
يد من التي ستبدأ بها؟ ما هذا الرعب؟! لقد ظنت أنها
اختبرت الكثير بالفعل، هذه المرأة تمزح؟ لا، هي لا تمزح وإلا لما أمكنها أن تتواجد
بشركتها بصحبة سكين ولم يستطع رجال الأمن إيقافها بالأسفل، حاولت التفكير بسرعة،
لا تعرف إن كانت صادقة أم لا، وقبل أن تنطق بكلمة واحدة سقطت أرضًا مغشي عليها
بالفعل بعد أن استهدفتها بلكمة صدغية فعلتها لمئات من المرات على جانب وجهها بين شعرها
وحاجبيها مما سبب لها ارتجاج في المخ مقابل بطانة جمجمتها لتغمغم وهي ترمقها أسفل
قدميها:
-
كيف يعشق امرأة مملة كهذه! رجال أغبياء!
❈-❈-❈
دلكت رأسها وهي تحاول أن تستفيق من فقدانها لوعيها حيث
شعرت برأسها يقارب على الانفجار وحاولت أن تستجمع ما حدث لها وسبب هذا الألم الشديد
لتبدأ في استرجاع تلك التفاصيل، لقد قامت هذه المرأة بلكمها حقًا وبعدها لم تشعر
بشيء!
حاولت أن ترى ما الذي حولها حيث كانت رؤيتها ضبابية منذ
قليل لتبدأ في تفقد الغرفة حولها لتجد أنها في مكان غريب ولكنها تعلم أن هذه غرفة
خوادم لشركة ما، كيف آتت إلى هُنا؟
-
صباح الخير أيتها الجميلة، هل تريدين بعض القهوة أم
الاغتسال أولًا؟!
هذا هو صوتها الذي استمعت له قبل أن تفقد وعيها، كيف
وجدتها؟ ومن هي؟ وما الذي تريده؟! ولماذا يحدث لها كل ذلك؟!
حاولت النهوض وتتبعت مصدر الصوت لتجدها جالسة على مقعد
وتقوم بالتدخين لتشعر بالانزعاج من كل ما يحدث لها لتحدثها بقهر وعصبية:
-
لقد أخبرتك أنني لن أستطيع استخراج أي بيانات دون أن
يكون معي اسم مستخدم وكلمة مرور وصلاحيات معينة للدخول، قدومي إلى هُنا لن يحل
الأمر!! أرجوكِ دعيني أذهب من هُنا فأنا لن أتمكن من مساعدتك كما أن أخي ووالدتي
ليس لهم ذنب في أي شيء و..
-
بربك توقفي عن الثرثرة، أنتِ الآن تجسدين نسخة حية لما يتهمنا
به الرجال، لا استغرب أن كلاكما تحبان الثرثرة!
قاطعتها وهي تقلب عينيها بملل ثم نهضت لتقول:
-
لا تقلقين، أملك حساب، وأملك قرصان بارع سيساعدنا، أنتِ
فقط ستنفذين التعليمات التي سيلقنها لكِ وستغادرين وستصبح عائلتك الصغيرة بخير!
عقدت حاجبيها وهي تحاول أن تفهم ما الذي يحدث وماذا تقصد
بكلاكما تلك؟ ولو كانت تملك كل هذا لماذا عليها أن تحضرها رغمًا عنها، ولماذا هي
تحديدًا، كان يُمكنها أن تحضر الكثير من الأشخاص غيرها، كيف تعرفها من الأساس؟!
-
تناولي هذه!
ناولتها سماعة للرأس فأمسكت بها بتلقائية وهي تحاول فهم
ما يحدث، لطالما كانت هذه عادتها، عند عدم فهم الأمور واختبارها لأول مرة تصبح
مشتتة، ولا يمكنها التصرف، هذه ليست المرة الأولى لها على كل حال!!
-
ستتحدثين لأفضل قرصان عرفته بحياتي، أسوأ ما به أنه مثلي
وإلا كنت اتخذته رفيقي على الفور، ولكن دون ذلك يساعدني كثيرًا، ولولا سفره لينجز
لي بعض المهام لكان أفضل من تحمل ثرثرتك الآن!
لم تفهم ما هذا المرح الذي تتحدث به وكأنها تخبر صديقتها
عن تفاصيل حياتها فتابعتها بعسليتين مرتقبتين بخشية وابتلعت وهي لا تفهم أي شيء
مما يحدث لتجدها تتابع:
-
هيا، انتهي من الأمر حتى يمكنك العودة بسلام لوالدتك
وأخيكِ!
اشارت لها بأن ترتدي سماعة الرأس لتتوقف عن الاستجابة
لوهلة وهي تحاول فهم المزيد لتحدثها بتلقائية:
-
حسنًا، سأفعل كل ما تحتاجينه، ولكن من أنتِ؟ وكيف عرفتِ
عني أنا ووالدتي وأخي؟
ابتسمت لها لتجيبها بما لم يُفدها على الاطلاق:
-
سأجيبك على هذا لاحقًا ونحن نتناول العشاء وكأس من
النبيذ، فقط افعلي الأمر أم تريدين مواجهة سكيني من جديد؟!
❈-❈-❈
لعنت هذا الحظ
الذي أوقعها في هذه المرأة الملعونة التي لا تعرف إن كانت تقوم بتهديدها بعدة
كلمات ليس إلا أم أنها مُحقة وأخذت تتلقى هذه المعلومات في صمت لتنتهي مما تفعله
وتغادر وقامت بكبت كل تلك الأسئلة بداخلها إلى أن تتمكن من الاطمئنان على والدتها
وأخيها أولًا..
ما تفعله غير قانوني على الاطلاق، ويبدو أن من قام
بتلقينها كل ذلك هو مجرد قرصان يريد الدخول للنظام عن طريق ثغراته الأمنية القليلة
بتجربة كل هذه البرامج التي تأخذ وقت ليس بهين، حقًا بم ستفيدها هذه المعلومات؟
ومن هي؟ وكيف تترك شركة غرفة خوادمها هكذا غير محمية لدرجة أنها قامت بالدخول
إليها واحضارها بها؟!
دلكت جبهتها وهي تحاول فهم ما الذي عرضها لهذه الورطة
ولم هي بالتحديد وكيف عرفتها هذه المرأة وانتظرت إلى أن ينتهي تحميل واحد من هذه
البرامج أمامها إلى أن استمعت للباب الخاص بالغرفة يفتح من جديد عن طريق جهاز
حماية الكتروني لتدرك أنها تملك تصريح دخول أو ربما قامت بتهديد صاحب تصريح الدخول
كما فعلت معها!
حاولت أن تلمح بطرف عينيها ما الذي عادت لتفعله ولكن
توقفت الدماء عن السريان بعروقها عندما رأته يتجه نحوها بلهفة شديدة لتترك مقعدها
ونهضت في خشية تامة ثم نظرت له بعدم تصديق وهو يسألها:
-
انتِ كويسة؟ في حاجة حصلتلك؟
اتسعت عينيها باندهاش وابتعدت عنه وهي لا تستطيع ادراك
أنه من خلف كل هذا لتجده يقترب أكثر إليها فأشارت له ألا يفعل ولاحظت أنه ينظر لها
هذه المرة وليس مثل المرة السابقة وملامحه يعتليها القلق وأومأت له بالإنكار
فوجدته يسألها مجددًا:
-
عملتلك ايه فهميني؟ ايه اللي حصل؟!
حاولت التحكم في هذا التوتر الشديد الذي يعتريها بمجرد
رؤيته أو تذكر تلك التفاصيل المريرة التي عايشتها معه لتهمس بين أنفاسها:
-
مش ممكن تكون أنت اللي ورا كل ده!
حُجبت مقلتيها خلف سحابة من الدموع المكتومة ولكنه لم
يفهم ما قالته ولم يستطع تبين ما قامت بهمسه فهتف بها:
-
روان ردي عليا إيه اللي حصل؟
حاولت الابتعاد عنه أكثر وغضبها يمتزج بخوفها ليسبب لها أولى
مراحل تصاعد نوبة قلق جديدة لن تنتهي سوى بعد أيام وستسبب لها الأرق مرة ثانية ودوامة
جديدة لن تتعافى منها أبدًا بفعل كل ما يُسببه لها سواء بملامحه أو بوجوده أو حتى
بمجرد أن تُفكر به وبما حدث لها لتصيح فجأة دون أن تعرف من أين لها القوة لفعلها:
-
أنت مش مكفيك اللي حصلي بسببك فكمان جايب واحدة تخطفني
وتخطف أهلي وتهددني علشان ايه؟ أنت عايز إيه أكتر من كده؟!
هز رأسه برفض صريح ثم حاول أن ينفي اعتقادها الذي لم يكن
صحيح على الاطلاق:
-
الموضوع مش كده، اطمني، بسام ومامتك كويسين وفي بيتهم،
وأنا مقولتلهاش تخطفك ولا حاجة.. اديني بس فرصة افهمك!
صرخت به وهو يحاول أن يقترب منها مرة ثانية لتصرخ به:
-
متقربش مني، اياك تعملها!
توقف في مكانه على الفور وهو يرفع يداه باستسلام قاصدًا
استجابته لطلبها ثم أخبرها وعينيه لا تترك ملامحها التي لم يظن أنه سيراها من جديد:
-
حاضر مش هاقرب، بس عايزك تفهمي إن كلوديا عملت كل ده
ومقدرتش امنعها عن حاجة، وهي مش هتؤذيكي، هي بس عايزة توصل لمعلومات معينة عشان
تديهاني في قضية مهمة بالنسبالها وأنا اللي ماسكها! أنا كل اللي قولتهولها إنك
كويسة في شغلك وشاطرة فيه، مكنتش فاكر انها هتوصلك بالطريقة دي!
ضيقت عينيها بغلٍ شديد والغضب ينفجر بداخلها، هل هذا هو
تفسيره المنطقي على كل ما يحدث لها منذ أن رأت هذه المرأة؟ أم تظن أنها ستساعده
بأي شيء في حياته؟ حتى ولو كل ما يحتاج له هو مجرد شربة ماء!!
تفقدته بمقتٍ بينما طالعها هو باشتياقٍ شديد لها وحدثها
بهدوء:
-
أنا كنت عايز احكيلك على كل حاجة، كلمتك عشان اخد رأيك
في حاجات كتيرة، وانتِ رفضتِ!
في هذه اللحظة تحديدًا علمت ما معنى تعبير غليان الدماء
بالرأس، فكل كلماته أصبحت لا توضح لها سوى مقدار تلك العلة بعقله التي لا تُمكنه
من فهم الأمور بشكل واضح، ما الذي يظنه عنها؟!
فشلت بالكامل في الابطاء من أنفاسها التي تتسارع دون
هوادة لتحدثه بملامح مُزقت بين مشاعر عدة، فنوبة قلقها عندما تبدأ لا تندثر سوى
بعد وقت لا بأس به، ولكنها تمالكت نفسها لتحدثه باستهزاء:
-
تحكيلي ايه وقضية ايه؟ أنت بجد مش فاهم معني اللي أنت
عملته؟ ولا فاكرنا متجوزين زي زمان، ولا مع كلمتين مثلًا هرجعلك وكل حاجة هتبقا
تمام!
اغضبته كلماتها ليقترب منها متناسيًا طلبها السابق منه بعدم
الاقتراب فتوجه نحوها باندفاع وكلما ابتعدت اقترب هو إلى أن استطاع الإمـ ــساك
بها وحدجها بغضب هائل ثم صاح بها:
-
افهمي واسمعيني، احنا لا بقينا متجوزين، ولا بقولك ارجعيلي،
أنا وافقت اكمل في القضية دي عشانك، عشان صاحبتها شافت نفس اللي أنتِ شوفتيه، كنت
فاكرها قضية عادية بس طلعت قضية كبيرة وكل الناس تعرف أصحابها ولما دورت ورا أي
اثباتات لقيت أنهم ليهم علاقة بالمافيا.. مش أنا اللي جبتك هنا ولا كان باختياري،
يمكن آه عايز اشوفك قدامي واكلمك عن كل حاجة بتحصل في يومي بس القضية دي بالذات مش
شايف غيرك فيها، كنت ببقا تايه وعايزك تقوليلي اعمل ايه واعرف ايه اللي يرضيكي
عشان اعمله.. بس أنتِ اللي رفضتي.. يمكن وجودك هنا بسببي بس استحالة اسيب حد يعملك
حاجة! حاولي توصلي للي هي عايزاه عشان تمشي من غير مشاكل وعشان تبقي فاهمة كل حاجة
كويس هي محتاجاكي واستحالة تعملك حاجة!
فرغ من ثرثرته بما لم تُعطه انتباه، كل تركيزها كان
مُسلط على قبضتيه التي تنعكس كلتاهما كلهيب تحرقها، لم تستمع ولم تفهم شيء، كل ما
أرادته هو أن يبتعد عنها قبل أن تفقد وعيها بسبب تصاعد شعور القلق بداخلها الذي
يدفع نبضات قلبها لأقصى سرعة أحست بها في حياتها وكل ما تيقنت أنه على وشك الحدوث
هو أن قلبها سيتوقف لا محالة!
لاحظ كيف يتشنج جسدها ولهاثها يزداد بقوة فحاول أن يلـ
ـمس وجهها ليرفعه حيث كانت انظارها مثبتة للأسفل وهي تحاول السيطرة على ما تمر به
فسألها بتلهف:
-
روان انتِ كويسة؟
بالكاد استطاعت الهمس لعله يُدرك أن مجرد اقترابه منها
أصبح يقربها خطوة للموت:
-
ابعد عني وهابقا كويسة!
لم يستطع تفهم الأمر في البداية ولكنه أخذ على نفسه
عهدًا بأن يفعل كل ما يحلو لها سواء يحلو له أو لا، فابتعد عدة خطوات للخلف ثم
حدثها متعجبًا من هذه الحالة التي باتت تمر بها:
-
اديني بعدت، فهميني انتِ بيحصلك ايه؟ ليه فجأة بقيتي
عاملة كده؟
ما تمر به هو ليس نوبة هلع تأتي وتذهب فجائيًا دون
مقدمات، بل هي تمر بنوبات من القلق التي تبدأ بمسببات تدريجية إلى أن تصل إلى هذه
الأعراض الشديدة، فهي لا تشعر سوى بالخوف الملازم للغضب، من شدة تفكيرها بالأمر
الذي لا يترك رأسها باتت مصابة باضطراب قلق واضح، وكلما ظنت أنها تعافت مجرد تفكير
أو صدفة أو تهديد كالذي تلقته من جديد يعيد تحفيز مشاعرها لتسقط في نفس الدوامة، بداية بأعراض خفيفة من تفكير
دائم في الأمر وأرق وبعض الشرود، إلى اللهاث وسرعة ضربات قلبها، وألم شديد في كامل
عضلات جسدها يُصيبها بالتشنجات ولا تستطيع التركيز في أي شيء سوى أن تتخلص من تلك
الحالة التي تمر بها!
حاولت الاتصال بالواقع، تحدق في تفاصيل الغرفة، تتجه
بعيدًا بعسليتيها بعيدًا عن وجهه، لا تريد رؤيته لأنها لو فعلت لا تدري هل سيتوقف
قلبها، أم ستفقد الوعي، أم سينعدم الهواء بأكمله حولها إلى أن تجد ما لا تتنفسه وتصرع
خنقًا، هي تفهم مليًا ما يحدث، لقد أخبرها المعالجون آلاف المرات، كل ما مر بينهما
أصبح أكبر المحفزات لما تُصاب به، هو وتاريخهما الأسود سويًا ثقب روحها بما لم يعد
هناك ما يداويه، وحتى تلك العقاقير لن تداوي سوى حالة التوتر الشديدة التي باتت
تتحكم بها!
بمن عليها الاستغاثة الآن؟ كل تفاصيل الغرفة، الخوادم،
الحوائط، هل هذا البرنامج انتهي؟ هل ستأتي هذه المرأة من جديد لتقوم بتهديدها؟
أخيها ووالدتها، هل هما بخير؟ أي شيء وكل شيء عداه هو لتحاول الاتصال بالواقع من
جديد سيكون أفضل!
رويدًا رويدًا شعر بأن آلام العضلات تقل نوعًا ما ولكن
لابد لها من حقيبتها التي تحمل بها تلك الأقراص التي باتت تتناولها بشكل مكثف، من
سيحضر لها حقيبتها الآن؟ اللعين، هذا الوغد الذي يظن أن العالم بأكمله رهن إشارة
منه، لو أراد أن يتزوجها أو يشتتها أو ينتحر أو حتى يتحدث له يفعل كل ما تسوله له
نفسه كما يحلو له وكأنها ليست لها الحق في أن تعيش بسلام بعيد عنه!
-
أنا عايزة الشنطة بتاعتي!
تحدثت بين لهاثها المتواصل وهي تحاول استجماع قوتها للاتجاه
لأقرب المقاعد بينما تعجب هو من كل ما يراه أمامه خصوصًا وهو لا يفهم طبيعة ما تمر
به واستغرب طلبها بينما صاحت من جديد:
-
قولت عايزة الشنطة بتاعتي!
عقد حاجباه بدون فهم لما تقصده فسألها وهو يقترب منها من
جديد:
-
ممكن تفهميني فـ..
-
قولت عايزة الشنطة عشان اخد الدوا وبطل تقرب مني عشان كل
اللي بيحصلي ده بسببك!
قاطعته بصراخ بينما بدأ في فهم ما تعنيه فاتجه نحو الباب
مباشرة وتركها ولتركه إياها لعدة دقائق ليست بالقليلة بدأت تدريجيًا بالهدوء!
❈-❈-❈
بعد عناء مع "كلوديا" وشجار معها لم يصل
لكيفية احضار "روان" إلى هنا ظنًا منه بأنها هي من اوصلتها لهذه الحالة،
ولكنه استطاع أن يحضر هذه الحقيبة وقام بتفقد محتوياتها عد أن افرغها أمامه على
احدى الطاولات وركز على الأدوية ليجد الكثير من العقاقير التي لم يفهم لأي شيء
تستخدم سوى نفس المنوم الذي يتناوله من أجل الأرق الشديد بهذه الآونة..
أعاد كل شيء بداخلها ثم اتجه ليُمسك بها ويذهب إليها من
جديد لتوقفه بعد أن رأت لهفته الشديدة وخوفه يتضح على ملامحه:
-
انتظر أيها العاشق الأبله، هل ستتناول دوائها دون مياه؟
التفت لها ليجد أن كلماتها منطقية فاتجهت لتقوم باستدعاء
من يحضر لها زجاجة مياه وهي تتحدث بالإيطالية التي لم يفهمها وكل اهتمامه هو
ارادته في العودة إلى "روان" من جديد بعد تلك الحالة التي تركها بها لتلتفت
له "كلوديا" مرة ثانية وأخبرته بنبرة تهديدية واضحة:
-
لا تنسى أن هذه البيانات مهمة لكِ بقضيتك، وستكون محامي
أفضل بالحصول على ما يُثبت مصدر أموال ليو وزوجته الخرقاء، لذا توقف عن الثرثرة
معها ولا تنسى أنني هنا لأساعدك أيها الغبي، كما أنني لا زلت أملك الأوراق التي
تحتاجها، تذكر ذلك حتى حين موعد الجلسة!
دخل احدى الرجال وناوله المياه فاتجه سريعًا ليعود لها
بالداخل ليجدها تنهض في فزع من أمام حاسوبها الذي قامت بتوصيله بواحد من تلك
الخوادم وهناك عدة نوافذ أمامها لا يفهم منها أي شيء..
-
سيبها عندك واطلع برا!
اقترب قليلًا وترك حقيبتها والمياه على طاولة صغيرة ثم
هز رأسه بالموافقة وتفقدها لمرة أخيرة وبداخله لا يريد سوى أن يحدثها عن كل شيء،
بأي طريقة ممكنة، ولكن لا يريد رؤيتها بمثل تلك الحالة التي كانت عليها منذ قليل!!
❈-❈-❈
بعد مرور أربع ساعات..
لا شيء يتغير، لا تلك الآلام ولا تفكيرها ولا حتى تلك
الخوادم تريد الاستجابة بالرغم أنها فعلت كل شيء لقنه لها هذا الرجل الغريب!!
لا تدري متى ستفلح وستستطيع فعلها فقط لتغادر هذه اللعنة
وتنتهي من كل ما يحدث لها بسببه، حتى هذا الموقف هو السبب به!! لُعن اليوم الذي ذهبت
له بقدميها، ليت "علا" لم تنطق باسمه يومها!
شدة التفكير باتت تؤلم رأسها، ولكنه لن تدعه ليُفسد ما
تبقى من حياتها، لابد من أن تأتي لحظة واحدة تستطيع الاطمئنان للأبد أنه هو ووالده
وكل من عرفه يومًا أنهم سيصبحون ماضي في حياتها، كما أن هذا الغضب بداخلها لن تخمد
جحيمه إلا برؤيته يُعاني مثل ما عانت هي يومًا ما!
أخذت تتطبع بعض الأوامر خلال شيفرات معينة متمنية أن تجد
خلال هذه الطريقة ثغرة أمنية وحيدة فاسم المستخدم وكلمة المرور التي استخدمتها لم
تكن كفيلة باستخراج سوى معلومات قليلة وليس لها كامل الصلاحية في استخراج قوائم
كاملة تخص سنوات!
فجأة استمعت لصوت فتح الباب ليظهر من خلفه بملامح واثقة
مصممة على عدم التراجع لتصيح به:
-
أنت ليه مش فاهم إني مش طايقة اشوفك؟ كام مرة هقولك ابعد
عني؟!
وقف خلف الباب مباشرة بعد أن أغلقه وتفقدها بأعين متلهفة
ثم تحدث بهدوء:
-
اسمعي، أنا بس هتكلم معاكي عشان تفهمي كل حاجة، أنا مش
بعمل حاجة غلط المرادي!
شعرت بأنها ستنفجر غضبًا حتمًا لو أكمل في هذا الطريق،
هي لا تكترث بما سيقوله، أو بما قد يفعله، لماذا يظن أنها ستهتم بما سيقوله؟!
-
روان، القضية دي قضية تحفظ على أموال والمنع من الصرف،
وكل الأملاك اتحجز عليها، واحد كتب لمراته كل حاجة، بس من حوالي سنة نزل فيديو
ليهم وهو بيعذبها وبيغتــ ــصبها قدام الناس بعد ما اداها كل حاجة، وفجأة بعدها أتقدم
أدلة بتقول إن الفلوس دي مصدرها مشبوه.. أنا شايف إن حقها وحق أهلها بعد كل اللي
جوزها عمله فيها، حاسس إني لو قدرت الغي القرار بحكم محكمة هبقا عوضتها حتى لو
ماتت، هي ملهاش ذنب في كل اللي حصل ده، زي ما أنتِ مكنش ليكي ذنب! غصب عني وأنا
بدور على أي حاجة تثبت مصدر الفلوس لقيت إن ليه علاقة بالمافيا، كلوديا دي هي اللي
عرفت انتِ مين وبتشتغلي ايه عشان كده قالت إنك هتعرفي توصلي للميزانيات القديمة
اللي احنا عايزين نثبت بيها مصدر كل حاجة!
كادت أن تصرخ به ليتوقف عن الحديث بينما بادر هو ليقول
بندم:
-
صدقيني لو القضية دي اتحلت هحس إني لأول مرة بعمل حاجة
صح، الست اللي ماتت دي ملهاش أي ذنب هي وأهلها يعيشوا بالطريقة دي، حتى لو كان
التعويض الوحيد ليها هو الفلوس بعد كل اللي حصلها أنا عايز اجيبلها حقها.. انتِ
ممكن تدخلي بنفسك في يوم وتدوري على الكلام ده، هتلاقي كل الناس كانت بتتكلم عليه!
تستطيع رؤية مُقلتيه اللامعتين من على مسافة، ثرثرته
الكثيرة على النقيض من يوم حفل خطبة أخته، يظن أنه يستطيع أن يكسب قضية بعد انقطاع
عامان كاملان عن تولي أي قضية، لا يبكي، وليس ثمل، تلك الطريقة التي استطاع أن
يُمسك بها بقوة شديدة تُشابه قوته التي عهدته عليها ببعض الأوقات، ينظر لها مباشرة..
لا يكترث لما تقوله وتركيزه مُسلط عليها تارة وتارة على شاشة حاسوبها وأحيانًا
ينظر لمحتويات الغرفة ثم يعود ليحدق بها من جديد! هي ترتاب بشيء ما!
-
أنا ممكن افهمك كل حاجة عشان متبقيش خايفة، ممكن اعرفك
أنا عايز أوصل لإيه بالظبط، الشركة هنا من ضمن الحاجات اللي اتصادرت واحنا لازم
نوصل لميزانيات قديمة، أخو شهاب كان ماسك كل حاجة ليها علاقة بالحسابات بس مكنش
مديله access إنه يشوف كل
حاجة قديمة، مبقاش قدامي حل غير إني أوصل للميزانيات دي بطريقة مش قانونية عشان
اثبت إن مصدر الفلوس مفيهوش مشاكل، أنتِ اللي بتعمليه ده مش هيساعدني أنا بس.. ده
هيساعد صاحبة القضية!
ثرثرة من جديد، جمل متراصة، تصميم منه على فعل شيء ما
دون توقف، وثقة بالنفس زائفة بأنه يستطيع تحقيق شيء ما، هي تعرف هذا جيدًا، ملامحه
تبدو مفتقرة للنوم ولكنه لا يشعر بالرغبة به!
-
عمر انت اخر مرة نمت امتى؟
سألته وهي تقترب خطوة واحدة، ليس عليها سوى التحمل والاقتراب،
هذه هي الفرصة الوحيدة التي آتت لها على طبق من ذهب!
-
مش فاكر بس أنا كويس، أنا عايز اخلص القضية، وخلاص معاد
الجلسة مبقاش فاضل عليه كتير!
إجابة بنبرة غير مكترثة اتضح عليه اولًا عدم الاهتمام
تبعها بنبرة أخرى واثقة للغاية، نوبة من نوبات هوسه الخفيف!
وكعادته معها، وكما علمها، لآلاف من المرات، هي تعرف
جيدًا أنها لو قامت باستغلاله الآن لتحقيق ولو واحد بالمائة مما تريد ستكون أفضل
حالًا وهي لا تستطيع النوم كل ليلة، على الأقل ستطمئن لاحقًا أن ما توشك على فعله معه
سوف يخمد القليل من نيران غضبها المتواصل!
-
ممكن تفهمني القضية دي بتتكلم عن إيه؟! وازاي ناوي تجيب
حق الست دي؟ أنا كده كده مش هاعرف امشي غير لما اخلص!
لقد أصبحت ممثلة مخضرمة بسببه، ولقد أصبحت بارعة بأن
تُشتته؛ خصوصًا في حالته تلك، هو لا يريد سوى تحقيق الرغبة بداخله بما يظن أنه
سيستطيع فعلها كالقفز يومًا ما من شرفة غرفته، ووقتها موافقتها الظاهرية له منعته
من فعلتها!
اقتربت له بخطوة واحدة وتحاملت على مشاعرها بالخوف لتجلس
على نفس مقعدها وهي تدعي العمل على الأمر في حين أنها كانت تصغي لكل حرف ينطق به
عن هذه القضية، وما عليها سوى الاقتراب والتحلي بالشجاعة لقليل من الوقت، ستتركه
يثرثر كيفما شاء، على كل حال، الاقتراب من الظلمة القابعة بداخله خلال كل يوم بقيا
سويًا لم تصبها سوى بظلمة مماثلة، لم يكن التعود هو السبب، بل؛ يستحيل أن تعشق دون
أن تُشابه حبيبك!! الأرواح المتشابهة تتآلف دائمًا، ولقد تآلفا لمرات ظن كلاهما
أنه لا يوجد عشق على وجه الأرض سوى عشقهما..
ولكن أن تستقبل بداخلك كل هذا الكم من العتمة
الحالكة بدافع العشق، من أجل أن تغوص في ظلام وكل غايتك أن تنقذ من تكترث له، ثم
فجأة تجد نفسك تتجرع الألم على يد من ظننت أنه الضحية، ألم يتبعه ألم إلى أن يخيل
لك موتك وتستيقظ بعدها على مزيد من العذاب، عذاب انتزع العشق بالكامل، لم يُبق على
ذرة منه، بل حوله بأكمله لإرادة بأخذ الثأر!!
قد تكون هي مخطئة بما توشك على فعله، ولكنه
لم يترك لها حل آخر غير أن تُسقه من نفس الكأس! آلم وعذاب بكل ما لديها من قوة،
حيل، وبنفس مقدار تلك الظلمة التي سمحت لنفسها بأن تصيبها من أجله.. دون توقف أو
كلل!! على الأقل، هي تدين لنفسها بهذا!
تُقسم أن هذه القضية المزعومة بصحبة نوبة هوسه، بما
تُملكه من أوراق عنه تُثبت أنه محامي يستخدم آلاف الطرق المشبوهة للحصول على ما
يُريده ستكون بمثابة نهايته!
وحتى لو كان عليه الاعتراف بأنها من عاونته في قرصنة هذا
النظام بأكمله حتى تحصل على ما يُثبت أن مصدر أموال هذا المرأة شرعي وقانوني! لا
تمانع السجن لسنوات وهي تعلم أنه هو نفسه حُكم عليه بسجن مؤبد طيلة حياته بما تملكه
من أدلة عليه!
❈-❈-❈
الساعة الواحدة صباحًا..
ادعت التثاؤب أسفل عين كلاهما ومنذ أن انتهى من سرد قصته
السخيفة التي تنتهي بانتصاره كمحامي نزيه يدافع عن حقوق البشر وهي لا تسلط تركيزها
سوى على شيء وحيد، انتظار اللحظة المناسبة بمجرد أن يُصبح أسفل الضوء من جديد والجميع
يعودون لمعرفة من هو "عمر الجندي" ستفاجئه بتقديم كل ما تملكه يديها من
مستندات بالإضافة إلى التعاون بشكل غير قانوني في هذه القضية! وربما ستحصل على حكم
مخفف لو تم الأمر بالإجبار وتحت التهديد كما حدث معها!
نهضت فتابعتها "كلوديا" بعينيها فأشارت لها
نحو الحاسوب:
-
سينتهي نقل الملفات ووقتها كل النظام بأكمله ستستخرجين
منه ما تريدين!
وجهت حديثها لها دون أن تنظر له، كل ما ادعته هو تفهمها
أنها مجبرة على فعلها، وهو في هذه الحالة عمومًا أمره بسيط، كانت تتركه يثرثر
ويفعل ما يحلو له، كانت تتحاشاه إلى أن آتت تلك العقاقير بمفعولها، لا تعرف إن كان
يتناول شيء ما بهذه الآونة ولكن كل ما تعرفه أنه يفهم جيدًا رغبتها بعد اقترابه
منها، لذا، ليس هناك احتمال لوقوعها كضحية اغتصـ ـابه من جديد، ولسخرية القدر
منها، وجود هذه المرأة معهما مثل لها الأمان منه هو نفسه!
-
هل يمكنني المغادرة الآن؟!
ترقبت اجابتها بإرهاق صاحب انزعاجها بينما راسلت
"ماثيو" ليؤكد لها أنها نجحت في فعلها ولكن عليها التأكد أولًا بعد الدخول
للنظام نفسه واستخراج البيانات التي تريدها منه!
-
ربما لم يكن يمزح بشأن براعتك في عملك!
غمغمت وهي تغلق شاشة هاتفها بينما تعجبت
"روان" لوهلة مما استمعت له ولكنها لم تكترث بينما نهضت الأخرى وتوقفت
أمامها مباشرة تعقد ذراعيها واجابتها بمرح:
-
ليس قبل أن نتحدث سويًا ونقضي وقت للفتيات بالنميمة على
هذا الأبله، وينتهي نقل هذه الملفات بالطبع وأتأكد أنني وصلت لما اردته..
أصدرت إشارة برأسها نحوه ثم اعادت نظرها إليها مباشرة
بابتسامة بينما قلبت "روان" عينيها لتتابع الأخرى متسائلة:
-
هيا أخبريني، ما الذي فعله معكِ هذا الأبله حتى يُطلقك؟!
لا أملك نهاية قصتكما بشكل واضح، وهذا الثرثار يتحدث بكل التفاصيل غير المهمة،
ربما ستفيدنني أنتِ ونحن نضيع بعد الوقت في الانتظار!
تفقدتها باستغراب وهي تضيق ما بين حاجبيها، ماذا ستفعله
هذه المرأة الآن؟ هل تريد أن تتسلى حقًا وهي تسرد ما لم تستطع سرده للأطباء؟ هي
حتى كلما تذكرت ما حدث تسقط في دوامة لا تنتهي منها!
اتضح الاهتمام الحقيقي على ملامحها بينما أضافت:
-
هيا لا تجعليني انتظر، لقد قابلك صدفة بمكتبه، ووقع في عشقك،
وكذلك فعلتِ أنتِ، وكنت تشبهين حبيبته السابقة وكذلك كنت تظنين أنه مريض، ولم
يُصدقك، وطلقك وقام بمحاولة قتل نفسه.. ما الشيء البشع الذي فعله ليجعلك لا تريدين
الاستمرار معه وتصممين على الطلاق؟ وما الذي فعله ليحاول قتل نفسه؟ لا أصدق ولو
لجزء من الثانية بأن مرضه هو سبب طلاقكما الوحيد!! وخصوصًا أنه يعشقك كالأبله
تمامًا ولا يتحدث سوى عنكِ!
يُتبع..