-->

رواية مشاعر مهشمة الجزء الثاني - بقلم الكاتبة شيماء مجدي الفصل الحادي والعشرون

 

رواية مشاعر مهشمة الجزء الثاني 

بقلم الكاتبة شيماء مجدي



الفصل الحادي والعشرون
رواية
مشاعر مهشمة 
الجزء الثاني 



الجمود، ربما يكون قناعا يرتديه الشخص لإخفاء تلبك فكره، أو لعدم إيجاده ردا مناسبا، ففي تلك الأثناء يلجأ إلى صمته، ظلت تعبيرات "عاصم" ثابتة، جامدة، وكأنما لا تنتظر الأخرى منه إجابة قاطعة على استفسار معبأ بالضيق؛ المرتسم أماراته على محياها، حرك وجهه للجانب، مع إغماض عينيه، وزفرة مزعوجة غادرت رئتيه، في دلالة على نفاذ صبره، وعلق بسأم مستخف قبل أن يستدير:


-انتي شكلك عايزه تتخانقي وأنا مليش مزاج.


أمسكت ساعده قبل أن يوجه لها ظهره، وعقبت بنبرة متهكمة:


-ملكش مزاج، ولا بتتهرب من الإجابة.


نزع ساعده من كفها، ورد عليها بلهجة اكتسبت حدة وشاع فيها الحنق من أسلوبها المتغير، والمحير:


-أنا مبتهربش من حاجة، وبالنسبة لاتصالاي على صاحبتك فأنا جوزك ومن حقي اعرف مراتي بتكلم مين.


تقدمت لتقف قبالته، وكلمته بنفس النبرة المشحونة:


-ما الاسم كان قدامك، رنيت عشان تتأكد من إيه؟


اربد وجهه بغضب واضح من إصرارها على إخراجه عن طور هدوئه، وصاح فيها بانزعاج منفعل:


-داليا أنا زهقت.


لم تستكِن، أو تتراجع، كأنما اشتعلت النيران بداخلها أكثر؛ مع تهربه الواضح من الرد بسبب وجيه يسكت صخب رأسها، وهتفت بنبرة غلفها الصراخ:


-أنا اللي زهقت يا عاصم، ومش عارفة إيه معنى كل اللي انت بتعمله ده، وعايز توصل منه لإيه.


قابل صراخها مستنكرا بصراخ مماثل له في القوة، مع فارق خشونة صوته المهيب:


-أنا عملت إيه؟ 


أجفلت لحظيا من علو صوته، ولكنها ظلت على موقفها، ناظرته بعينين معبأتين بالألم وهي تردف في جزع:


-عملت كتير يا عاصم.


تعقدت ملامحه، واشتدت، وسألها في استهجان بالغ:


-انتي بتحاسبيني؟


هزت وجهها في حركة تنم على الخيبة، وعلقت على تساؤله الماكر في أسى:


-دايما بتقلب كلامنا لصالحك، عشان تطلعني أنا الغلطانة وتخليني اسكت عن غلطك معايا.


انفرج جانب فمه بهزو، ثم عقب في استخفاف مخالط بالسخط:


-ولو مسكتيش يعني هتعملي إيه؟ ولا مستنية مني اعمل إيه؟ اعتذرلك يعني ولا افضل احايل فيكي شوية عشان ترضي عني.


على الفور ردت عليه في لهجة فاضت بها الكيل:


-مستنية اعرف إيه معنى اللي انت بتعمله بقالك فترة، أنا لحد دلوقتي بسألك ومش راضية اقنع نفسي بالمعنى الوحيد لكل اللي بتعمله وهو وأن انك بتشك فيا.


لم تكد تنهي آخر كلماتها، حتى رد عليها بلهجة قاتمة، مؤكدا على شكوكها:


-ايوه أنا بشك فيكي.


توسعت عينيها بصدمة، جعلت لسانها يعجز عن النطق لثانيتين، ثم سألته في عدم تصديق:


-بعد كل ده؟ بعد كل اللي عملته واتحملته عشان ابقى معاك، تيجي دلوقتي تشك فيا؟


لم يكن منه ردا غير الصمت الخانق، والمُضاعِف لحالة اشتياطها البالغ، فبعد كل ما جابهته، وعانته، في سبيل الحرص على راحته، وأن يصبح لها مكان في حياته، يكون ذلك جزاءها! أن توضع في خانة شكوك زوجها، بل ويُهيء له عقله احتمالية خيانتها، عند تلك النقطة ولم تستطع إيثار الصمت، فإن كانت تمرر ما تقاسيه معه، وتسامح في حقوقها المهدورة في زواجها منه، لن يكون في مقدورها إغماض الطرف عن تشكيكه في ولائها، والمساس بشرفها، الذي لم يدنسه سواه، توهجت بداخلها غرائز الغضب الشاحن، وتحفزت لافتعال عراك طاحن، وبعدما لم يعلق تابعت في انفعال مشبع بالألم:


-طب عملت إيه عشان تشك فيا؟ ده أنا بقيت مبخرجش من البيت عشان مأهملش في الولدين وهما محتاجينلي في كل دقيقة، بقيت رامية الفون في أي حتة ونسياه خالص، مبقاش حد في حياتي غيرك، ولا حتى بقيت بروح الجامعة واقابل صحابي، وبعد كل ده تشك فيا؟ عملت إيه عشان تشك فيا يا عاصم؟


اهتاجت أعصابه من ضغطها، وازدياد حدة صوتها، وهدر فيها بعصبية مفرطة:


-مش صريحة معايا، مش بتريحيني لما بسألك عن حاجة، وسيباني لدماغي وتفكيري اللي مش راحمني.


انزوى ما بين حاجبيها بتحير غير فاهم، وسارعته متسائلة:


-مش صريحة معاك في إيه؟


قبل أن تشرد في أفكارها الحائرة، وتستبد بها الهواجس المدمرة، حدجها "عاصم" بنظرة ثاقبة، نافذة، ومترقبة، وهو يستطرد متسائلا:


-ليه صممتي تسمي رائف بالاسم ده؟


تفاقمت عقدة حاجبيها من تساؤله الغير متوقع، وانفرجت شفتيها بحركة تنم على التفاجؤ المطعم بالاستنكار قائلة:


-رائف! انت لسه لحد دلوقتي بتفكر في ليه سميته بالاسم ده، وشكيت فيا بسبب الاسم! عقلك صورلك إني مسمياه على اسم واحد ماشية معاه مش كده؟


برقت عيناه بنظرة مفعمة بالغيرة المستعرة، والامتلاك المميت، قبض على ذراعها وهو يدمدم في احتدام:


-انا لو شكيت إن في حد غيري في حياتك كنت شربت من دمك.


جذبت ذراعها من يده، وتحاملت على شعور الألم -الذي شاع في موضع مسكته- من قوة قبضته، وسألته بنفس اللهجة المستنكرة المخالطة بصدمة لم تزُل معالمها من وجهها بعد:


-امال بتشك فيا ليه؟ طالما عارف إني مفيش حد غيرك في حياتي.


كأنما قد فقد القدرة على تحكيم عقله، وتآكلت به رغبته في معرفة سبب تسميتها بذلك الاسم ابنه، لم يعبأ بما تفوهت به، وكأنه قد ترسخ في ذهنه وجود غيره مسمى على اسمه، مجهول هويته، وصلتها به، وهذا ما جعله تشتعل الدماء في عروقه، وسألها ثانيةً مشددا على نطقه:


-ليه سميتيه بالاسم ده؟


ضمت شفتيها في صمت، وهي تنظر له بنظرة امتلأت بالكبت، كادت تتحرك من أمامه، حتى لا تخور، وتنهار، وتظهر له ما أضحت عليه داخليا من دمار، ولكنه حال دون ابتعادها عن حصار عينيه، وأمسك ذراعيها بيديه، وكرر تساؤله بعصبية متزايدة، ومخيفة:


-ليه سميتي ابني بالاسم ده؟


صرخت في وجهه بصوت تمزق من غصات بكاءها المكتوم:


-عشان ربنا رأف بيا.


لاحت الغرابة على ملامحه، ولم يدرك مضمون عبارتها، في حين تابعت هي بإيضاح بنبرة كسيرة، منتحبة:


-كان ممكن اتفضح، والكل يعرف إني ولادي من الحرام، ربنا رأف بيا وسترني، وبقيت من واحدة خاطية، لزوجة، الاسم جه في بالي من رأفة ربنا بيا، كون إنك فسرتها بشكل تاني دي مشكلتك انت مش مشكلتي.


أنزل يديه عن ذراعيها، تزامنا مع تنكيس رأسه في خزي أرضا، فنظراتها المعاتبة كانت كالسهام، تشعره بمدى إلحاقه بروحها الآلام، بدأ الندم في الإطباق على صدره، فظلمه فاض، واستفاض، وشكه عن الحد زاد، تركها تغادر دون أن ينبس بحرف، فقد أصبح صاغرا أمام براءتها من سوء أفكاره، لوهلة الأولى أدرك خطأه الفادح من البداية في حقها، وما كان سيُلحق بها لولا زواجه بها، انتشله من الحرب الذي شنها عليه ضميره، وأعادته إلى أرض الواقع، صوتها القائل:


-وعلى فكرة مش انت لواحدك اللي بتشك فيا، أنا كمان بشك فيك.


رفع حدقتيه لها، كانت مولية ظهرها، لم يتفاجئ من تصريحها، ولكن ما جعله يشعر باختناق غزا روحه، عندما التفتت برأسها إليه، وأبصر بعينيه نظراتها الشاجنة، وهي تكمل بقهر وتحسر:


-بس الفرق بينا إني معايا حق في شكي، على عكسك خالص يا عاصم.


تسربت من أمامه، كهواء لفح جسده، وترك البرودة تزعزع دواخله، ومع ذلك ظل كالصنم محله، لم ينتَبه شعور بالندم مثل ذلك الذي يقطعه الحين، فرحمة ربها، ورأفته بها، ألهمتها إلى تسمية ابنها، فقد وجدت في زواجه بها النجاة، وانتشال لها من ظلمة الحياة، عقله البغيض لم يصدق حسن نواياها في ذلك الأمر، أو يقتنع ببساطة ردها وظن أن وراء ذلك سر، راقبها، وتابع تحركاتها، حتى يتوصل إلى سبب اختيارها لذلك الاسم بالتحديد، كأنما كان ينتظر ظهور رجل آخر من العدم، يجمعه صلة بها، أو حتى تكن له شعورا داخلها، يثبت صدق حدسه، ويعطه الحق في الازدياد في بطشه، أإلى ذلك الحد انتزع منه الشعور! حتى يغمض عينيه عن رؤية معاناتها، ومخاوفها التي كانت تستبد بها، وهو المتسبب الأول والوحيد بها، وبعدما أتى ترتيب المولى، وأمر بنفاذ قضاءه في سترها، رحمة ورأفة منه بها، لم تسلم من شيطان رأسه، وإيذاء شرور نفسه.



❈-❈-❈




احتضنت كفه بين يديها، وهي جالسة جواره على الأريكة المتهالكة، المتوسطة صالة بيتها المعدم، بعدما أعدت لهما فنجاني الشاي، امتلأت عينيها بعاطفة أمومية حانية، وهي تتابعه بنظراتها المتفحصة، رؤيته نضر المحيا، وبهي الطلعة، تنعش قلبها، وتغمره بسعادة، وراحة عارمة، فبالها كان مشغولا للغاية، وفكرها ظل متكدسا بتساؤلات جمة، حول تغيره، وتبدل حاله الآونة الأخيرة، ولكن مجيئه إليها الحين أراحها بدرجة كبيرة، أنزل كوب الشاي عن فمه بعدما ارتشف منه، وجه إليها نظره ثم أخبرها بهدوء:


-ماما أنا هروح اعيش في الفيلا مع عاصم.


ظهر طيف تعجب على وجهها، من قراره المفاجئ، إلا أنها لم تعارضه، وردت بحكمة:


-شوف يابني الصالح ليك واعمله.


اعتدل في جلسته، موجها كامل جسده نحوها، واستطرد بجدية:


-بس انتي هتيجي معايا.


توسعت عينيها قليلا بتفاجؤ من طلبه، وفي لحظتها شعرت بوخزة استقرت بين حنايا قلبها، من تذكرها لهالة "كمال" المهيبة، والباعثة على الخوف حتى بعد موته، فذلك المكان مقرونا به، ولن تستطيع العيش في بيت كانت روحه تطوف بين جدرانه، هزت رأسها بالسلب، ورفضت في عبوس:


-مش هينفع يا عز.


ضم ما بين حاجبيه في غرابة من رفضها المباشر، حتى دون أن تأخذ وتعطي معه في الحديث، وسألها مستفسرا:


-ليه مش هينفع؟


لم ترِد أن توضح له سببها الذي ربما لن يتفهمه، وهو خوفها المرضي من البقاء في مكان احتضن الآخر من قبل داخله، وتحججت وهي تمد يدها ممسكة بكوب الشاي:


-أنا مليش حاجة في البيت ده.


علق على تعذرها برد مشبع بالتصميم:


-بس أنا ليا، وانتي هتقعدي في حقي.


تهريت بنظراتها المتوترة عنه، وهي تقول في اعتراض:


-يا عز..


قاطع كلماتها بإصرار على قراره:


-يا ماما أنا مش هروح من غيرك، مش هتنقل لعيشة تانية ومستوى تاني واسيبك هنا.


هتفت في إيجاز بنبرة ضائقة من تضيقه عليها الخناق:


-أنا مرتاحة هنا.


عقب بنفس الشاكلة المصرة والمهتمة في نفس الآن:


-وانا مش هبقى مرتاح وانا هناك وسايبك هنا لواحدك.


صمتت لحظة تفكر في حجة أخرى، وبعد زفرة مطولة، طرأت احتمالية جائزة الحدوث للغاية في رأسها، سريعا ما قالتها له كتنبيه ظنت أنه غائب عن ذهنه:


-ممكن أخوك ومراته يتضايقوا من وجودي.


قست تعبيراته على فورها، واشتدت عضلات وجهه، ودمدم في انفعال ساخط:


-يخبط دماغه في الحيط، أنا مش رايح اطلب منه صدقه ولا لاجئ عنده، ده بيتي زي ماهو بيته.


طغى التعجب عليها من لهجته المشحونة، والمنافية لطباعه الحسنة، وسألته في تشتكيك متوجس:


-انت بتتكلم عن أخوك كده ليه؟ في حاجة حصلت بينكم أو حصل منه حاجة معاك ضايقتك؟


حاد بعينه عنها وانحنى بجذعه قليلا للأمام، واضحا كوب الشاي فوق الطاولة، وهي يقول بنبرة فاترة:


-حصل اللي حصل.


ضاعف رده من شكوكها حول حدوث خطب ما، مع تغيره الغريب الفترة الماضية، وسألته ثانية في تشدد:


-اتكلم يا عز، إيه اللي حصل بينكم؟


لفظ نفسا مختنقا من صدره، تبعه قوله بأسى يخالطه جمود زائف:


-مفيش، بس عاصم طلع ميفرقش حاجة عن كمال بيه.


تعقدت ملامحها في مزيد من الغرابة، خاصة من رغبة ابنها في العيش مع الآخر في مكان واحد، رغم إدراكه بسوء خصاله، وعلقت في تساؤل مستنكر:


-واما هو شبهه، ليه عايز تروح تعيش معاه؟


احتفظ بملامحه الجامدة، المواري خلفها حزنه من تحول علاقة أخوية، كان يود أن يشد اواصرها، إلى عداء وضغينة، عاد بنظراته ليحملق في وجه والدته، وقال بنبرة غير متهاونة:


-عشان ده حقي، ومش هتنازل عن حاجة فيه.



❈-❈-❈




أعطى إشارة من عينيه إلى العاملة، سامحا لها بالإنصراف، بعد أن أحضرت له فنجان قهوته، المعتاد على تناولها عند عمله، وقبل أن يشرع في رفعه نحو فمه، صدح رنين هاتفه، معلنا عن تلقيه اتصالا من أحدهم، أمسك بالهاتف بيده الأخرى، وجد المتصل العاملة الذي زرعها في بيت "توفيق"، كعين جساسة له، نفخ في ملل قبل أن يجيب، فأغلب مكالماتها الماضية كانت تبلغه بتراهات لا تُفيد، إلا أنه ضغط على موضع الإيجاب مجبرا، فلربما تلك المرة آتية بخبر هام، سيعود بفائدة بشكل أو بآخر، فعل خاصية مكبر الصوت، ورد عليها في لهجة متغطرسة قبل أن يرتشف من قهوته:


-على الله تكوني جيبالي المرادي أخبار مهمة.


آتاه ردها المتلجلج بعض الشيء وهي تقول بنبرة صاقلة:


-هو أنا بصراحة مش عارفة اللي هقوله ده مهم ولا لأ، بس حسيت إنه ممكن يفيد سعادتك.


بغير أن تتغير تعبيراته، أو نبرة صوته، أخبرها بصيغة آمرة:


-قولي اللي عندك بسرعة عشان مش فاضي.


حمحمت ثم أخبرته بصوت خفيض، دل على عدم إنتهاء دوام عملها:


-من شوية وأنا بحط المشروبات على التربيزة اللي توفيق بيه بيجمع عليها رجالته، شوفت واحد من الموجدين كان جه الفيلا عند سعادتك قبل كده.


استرعى ما قالته انتباهه، استقام في جلسته، وهي يسألها باهتمام بالغ:


-ليا ولا لبابا.


ردت عليه على الفور بإجابة واثقة:


-لأ لساعدتك.


حرك بؤبؤا عينيه في تحير، وسألها بتسؤال جال في ذهنه بشأن المجهول المُتحدَث عنه:


-اسمه إيه؟


لم يجد ردا لبضع ثوانٍ، ظن أن شبكة التليفون انقطعت، ولكن صوتها عاد مرة أخرى للظهور، ليعلم أنه متعذر عليها الحديث بشكل سلس بين محاصرة العاملين، وقالت له بنبرتها الخفيضة التي بدأت في إثارة إزعاجه:


-ملحقتش اعرف اسمه لإنه كان مشى علطول، وهو أصلا شكله عارفني لإن لما شافني اتوتر وكان بيحاول يداري في وشه عشان ماخدش بالي منه، بس أنا كنت خلاص لمحته.


شعر بالتخبط مما ابلغته به، وعجز عن التوصل إلى شخص بعينيه، تطرق إلى فكره احتمالية وجود لبس عندها، وتداخلت الوجوه في ذهنها، لذا سألها في تأكد:


-انتي متأكدة إنك شوفتيه عندي في الفيلا وكان جايلي أنا.


ردت عليه في لحظتها بثقة بالغة لا يوجد بها طيف شك:


-أيوه يا عاصم بيه، لإن المرة اللي شوفته فيها كان في عزا كمال بيه.


توسعت عينيه عندما قاده تخمينه إلى أول شخصٍ جاء على باله، تجمعه به عداوة، وشهد حضوره ذلك اليوم بنفسه، بل وتبادل معه حديث لا يود تذكر أطرافه، ولكن شكه نحوه ما يزال ناقصا، فلا يوجد صلة جامعة بينه وبين "توفيق"، حتى تصبح الأدلة كاملة نحوه، وغير قابلة للتشكيك.


يتبع