-->

رواية أرهقته حربًا - بقلم الكاتبة توتا محمود - الفصل السابع الجزء الأول

 

رواية أرهقته حربًا 

الجزء التاني من رواية عشق بعد وهم 

بقلم الكاتبة توتا محمود 




الفصل السابع

الجزء الأول 

رواية

ارهقته حربا 

(الجزء التاني من عشق بعد وهم) 



نَتحوّل إلىٰ فَراشات حِينَ يُهدىٰ لنا غُصن وَرد ويتحوّل العُشق حين يجد كتَف يسَتند به إليٰ آخر العُمر… 




شعرت بدلو من الماء البارد يسقط إلى جسدها بقوة حين رأت الجميع علي الطاولة يضحكون ويمزحون بقوة وإمامهم الطعام الذي كان ممتلئ بالشهية توترت قليلا وهي تنظر خلفها حين أفسدت جميع الاطعمة خلفها كيف ومتى وضعوا الطعام في الخارج…! 



فهي حين دخلت الى المطبخ لم تري الطعام الذي كان على الطاولة تزين العرق جبينها في سوف يكتشفون الآن أن من أحد أفسد الطعام نظرت الي الجميع وجدتهم لا يلاحظون وجدوها تمامآ خرجت خارج القصر حتى لا أحد يراها ويكشفها، في خطته الآولة خربت بسبب حظ تلك اللعينة التي يلقبونها وما هي إلا " نور"





كانت يمن تأكل بشراهة وتلذذ ايضا والتي كانت تجلس بجانبها من الاتجاه الايسر " وعد " التي كانت تبتسم وتصرخ بإعجاب صارخ أما " نيفين " والدة نوح كانت تنظر الى ابنها ونور و تدعي من قلبها إن يسعد إبنها ويرزقهم بالذرية الصالحة قريبآ… 




أما نوح كان يجلس على رأس الطاولة وكان يبتسم في كل مرة يرى نور تبتسم من اعجابهم ظل مدة يتأملها عينيه لؤلؤته التي تشبه الأرض الخضراء وجنتيها الحمرة التي في كل تبتسم يتغيروا لونهم من شدة جمالهم شعرها المسترسل التي تتركة خلفها بحرية مما يعطي شكل جذاب شفتيها الحمراء التي خلقت من أجل التقبيل فقط… 




لحظت " نور " نظراته المصوبة إليها نظرت له بخجل من تحديقة به بتلك الطريقة التي تجعل قلبه يتراقص كالطبول والتي لحظت ذلك حروب نظراتهم " الجده حميدة " مما اشتعلت أكثر من اللازم وهي ترى أن " نور " تشكل خطر كبير علي حفيدها الأكبر فهي تعرف نواياها جيدآ فهي تريد أن توقع " نوح " بشبكها حتى يرضخ لها وينفذ كل طلبها حتى على حساب سعادته هو…




فهي لا تريد " نوح النويري " راجل بصلابته يتأثر من اجل فتاه بلا ليست فتاة انهي لعنة سوف تصيب هذه السعادة وهذا البيت عاجلا ام اجلا، فهي لا تسمح لها أن تقترب من عائلته فهي حتى لا تسمح لها أن تقترب من نوح ويتأثر به ليست من أجل ابنه اخيه فقط بلا من أجل العائلة بأكملها… 



لذلك عليها إن تفكر بشكل جيدا كيف تخرج تلك اللعنة من بيتهم و إلى الأبد… 




في حفيدها " نوح " دخل هذه اللعنة إلي البيت وسوف يخرجها وهذا وعد منها… 




أفاقت على رنين هاتف يمن الذي قاطع مزاحهم وقطع حرب نظرات " نوح " و " نور " 



كانت يمن تأكل نظرت إلي الهاتف وجدته " أيان " والذي رأي الاسم ايضا " وعد " الذي كانت تجلس بجانبها، رفعت انظارها " وعد " إلي يمن حتي تري تعابير وجهه وجدته متوتره من نظرت شقيقه التي يصوب نظره نحوها ضغطت الي قفل الهاتف بأكمله حتى لا يزعجها أيان بلا يوترها ايضا، اكملت طعامها ولكن توقفت حين سمعت صوت شقيقه الهادئ  



" مين بيتصل بيكي يا يمن، انا قولتلهم محدش يزعجك لا أنتِ ولا حتى وعد….! "



ختم جملته وهو ينظر لها بتعجب…



ابتسمت وعد بهدوء من سؤال شقيقه، كما تريد اخباره أن ايان يتصل به، ولكن لا يتصل به من أجل عمل بلا علاقة غرامية كم سوف تصيب قلب شقيقه بتلك الحقيقة، في نوح يعرف جيدا إن ايان يخفي شئ مهم عنه، ولذلك وافق علي أقامته بالشراكه فقط ليعرف ما هي الحقائق التي يخفيها تحت قناع وجهه البرئ، اه لو تود اخبار " يمن " توقظها بتلك الحقيقة… 




ولكن اخبرتها مرة بلا مرتين بلا مئه مرة، ولكن لم تستمع منها بلا تصدق قناع تلك الوجهه البرئ الذي يرتديه تلك اللعين،" فهي مرآة الحب عمياء " مثال ينطبق على " يمن" تماما في يمن عمياء وتصدق كل كلمة يقولها تلك الراجل، اه من تلك الحب الذي يخنقها هي حتما، فهي تكسر قلبها بيدها وهي لا تعرف ابدا…! 




فهي " يمن " ولا مرة ذاقت طعام الخيانة وكسرت القلب، ولكن الآن تتذوقها بعد ما تكتشف خيانة تلك اللعين الذي يضحك عليه بكلامه المعسول… 




زينت ابتسامتها بألم واضح، وهي تتذكر تلك اليوم الذي خيرتها بينها وبين أيان وبكل بساطة وسهولة اختارته هو.. 




فهي تأكدت أن ليس مكان لها في قلب " يمن " على الاقل احترامتها وقدرت قرارها ولكن لم تفعل ابدا سوىٍ الرضوخ والاستسلام لذلك الحب الكاذب… 




افاقت من دوامة افكارها على صوت نوح الذي كان مملوء بالغضب من عدم ردها ليس إلا… 




نظرت يمن بثابت زائف لنوح وهي تهتف بنبرة هادئه عكس بما داخلها : 



" دي واحده صحبتي معايا كانت في المدرسة رجعنا توصلنا من تاني، في مكلمتهاش النهارده ولا امبارح عشان كدا اتصلت…. "




نظر له بثبات وجمود لا يليق إلا بنوح النويري : 



" صحبتك…! "



بينما أكمل بحيرة كبيرة وهو ينظر له بشك لأول مرة ترى في عينيه : 



" بس انتِ لما كُنت في المدرسة مكنش عندك صحاب، جت منين صحبتك دي…! "




بلعت بما أجوافها في خوف كبير وهي ترى نظرة الشك التي لأول مرة أن تري ومن نوح،في نوح لا يشك به ابدا ويعرفها من اول نظره وهذا ما يوترها أكثر خوفا أن يكتشف الحقيقة.....! 




ظل ينظر له بنظراته الثاقبة والتي كانت ممتلئة بالشك، في يمن يعرفها منذ صغره هو الذي ربها علي يده مثل ما ربي وعد والتي يعرفهم اكثر من نفسة… 




في يمن ليس لديها اصدقاء فهي كانت في طفولتها والأن سذاجة وبريئه فهو كان يتابع يومها مثل طفلة صغيرة ترى ابيها تقص له عن يومها و ماذا حدث وماذا اتخذت في المدرسة الكثير من التفاصيل يعرفها منها والكثير يعرف من يراقبهم حتى بداخل المدرسة فهو كان يخاف عليها خوف الجنون أكثر من وعد، لان وعد تعرف نوايا البشر من أول النظره وتعرف كيف تحافظ على حياتها ايضا، اما يمن فهي ساذجة ومشكلته أن تصدق البشر في مثل هذا الزمان الذي ملئ بالوحوش وخصوصا أنه لديه اعداء ويخاف أن يصير مكروه على أشقائه… 





وقف في لحظة مما ارتبكت يمن اكثر من اللازم والذي لحظه هو قــ بـل " نور " في فــ روة رأسها بحب وهمس في أذنيــ ها بحب ودلال كأنه يدلل إبنته ليست زوجته والذي اشتعــ لت أكثر وهي تري تقربهم " جدة حميدة " : 



" انا هستأذن دلوقتي يا حبيبي عشان عندي مشوار مهم لازم اخلصه مش هتأخر، اطلعي على اوضتك ومتنزلش منها ولو نزلتي اوعى رجلك تخطي بره باب القصر دا ولا حتى الجنينة انتِ فاهمه…. "



ختم جملته بصرامة كبيرة مما جعلت تهز رأسها بمعنى إن تستجيب لأمره بحيرة مما ابتسم بقوة وهو يقبــ لها للمرة الثانية في فروة رأسها 




" شطور يا حبيبي… "



وقف بهيبته الطاغية ولكن قبل أن يخرج نظر إلي يمن نظرة ارعبتها ممتلئه بالشكوك الذي بداخله وبعد ذلك خرج وتركهم في حيرتهم وبعد ما اخرج من القصر صاحت الجدة في يمن مما ارتعش جســ دها بخوف : 



" هو مين اللي كان بيكلمك يا بت انتِ و مالك مش علي بعضك ليه، هااا، مالك كُنتي متوتره ليه لما اخوكي سألك مين اللي بيرن عليكي… "




اجتمعت غيمة دموع ممتلئة في عينيه بخوف كبير مما وقفت خلف " وعد " حتى تحتمي به كأنها طوق النجاة الذي سوف ينجه في كل مرة ولكن لا تعرف أن هذا الحبل الذي تحتمي به في كل مرة لن ينجها اليوم…! 




صاحت الجده للمرة الثانية وهي تري فعلتها التي كل مره تعرف هذه الحركة أنها تختبئ خلف أو احضان " وعد " كل ما تفعل مشكلة وتخاف منها تسرع الى احضان " وعد " حتى تحتمي به ومن غضبها وهي تشك به اكثر حتى اقتربت منها وهي على وشك صفعها و لكن قطعتها " نور" وهي تقف أمام "حميدة "



" ايه اللي حضرتك بتعملي دا، بدل ما تقعدي جنبها وتفهمي منها هي ليه متوتره بشكل دا…! "



صاحت الجده اكثر وهي تشتعل غيظا من تلك الفتاة التي لأول مرة تحاول أن تقف في طريقها دفعتها الى الخلف قليلا مما ارتعدت عدة خطوات الى الخلف بسبب دفعها بتلك الطريقة القاسية : 




" انتِ مالك انتِ، وبعدان احنا عائله مع بعض، انتِ مالك، اسمعي بقي انتِ ولا هتكونى من العائله دي اصلا، العائله دي كلها شايفاكي لعنة بتلعني اللي حواليكي، زي ما لعنتي بيت عمك زمان، قتلتي بنت عمك وجوزك ومراته وبنت عمك الثانية، موتيهم كلهم، بس انا مش هسمحلك تأذي شخص من العائله دي، ولا حتي نوح مش هسبهولك…. "




" ماما، ايه اللي بتقوله دي نور تبقي….. "


صاحت نيفين والدة نوح باندفاع تحاول أن تُدافع عن زوجة إبنها ولكن قطعتها " حميدة " بنفس نبرة عصبيتها   



" مش عايزه اسمع نفس يا نيفين، كفاية انك ربيتي يمن ولله اعلم بتكلم مين من ورانا، مش دي تربيتك ليها…. "




اجتمعت نور غيمة دموع في عينيه وهي تتذكر موت رحيم أمام عينيها وموت تمارا اما عينيها بسبب كارما التي صوبتها حتى تأخذ حق أشقائها ويرتاحوا في قبورهم، فهي ليست السبب في قتلهم ابدا، هي لم تقصد أذيتهم حتى…!




هزت رأسها بلا بعد ما تذكرت زكريات لا تريد أن تذكرها أبدا فهي جاءت ورجعت الي حياه رحيم بعد سنوات حتى تأخذ حق شقيقها من تلك الحية " تارا " هي الذي قتلت شقيقها فهي كانت لا تريد إذاءه رحيم ابدا كيف تأذيه بلا كيف!! 




اسرعت الى غرفتها حتى تشاركه حزنها بعد الانهيار في الجميع كان يلقبونها بقاتلة في الماضي بسبب خطه إبنه عمها " كارما " والأن الجميع يلقبونها بلعنة تلعن العائله بأكمله تذكرت " نورمان " بحنيتها المفرطة التي كانت تتعامل معها بحب فهي كانت تعاملها معاملة القاسية وانها لا تحبها ولكن رق قلبها عليها، تذكرت ايضا " كارما " فهي كانت المدللة عند الجميع ورحيم يعتبرها كل شئ وهي كانت تحبها ولكن كانت الأخرى تعاملها معاملة القاسية بسبب غيرتها علي شقيقها ولكن لم تكرها أبدا فهي لم تعرف ان تكره احد بالأساس، شهقت بقوة وهي تتذكر " رحيم " الذي فارق الحياة أمام عينيها فهي لا تعرف ان سيارتها لا توجد "فرامل" فهي لو كانت تعرف لم توافق أن يركب معها ابدا صرخت بقوة صرخه هدت أسوار القصر من حزنها الذي استولى على قلبها في حزنها لم يغادر قلبها ولكنه بالغ، بالغ بشدة هذه المرة… 




لم تشعر بشئ الا وسحابة سوداء اتخذتها على الفور وهي تستسلم لها كليا و تدعي من ربها أن كل هذا حلم وسوف تستيقظ منه قريبآ 



❈-❈-❈


كان يتابع عمله بشرود وهو ينظر إلى الأوراق بتركيز شديد يحاول أن يجد حلا في تلك الصفقة فهو في الفترة الأخيرة بدأ يشعر بقلق نحو المدعو " عدنان " من المفترض إن يتفقوا عن أحوال صفقتهم ومشاركتهم معآ ولكن استبعدهم تمامآ في قلبه لا يشعر براحة أبدا تجاههم، من كثر التفكير والشرود نحو هذه الصفقة لا يشعر بضحكات صغيرته ولا صوت ديما الذي جاءت للتو تحاول ان تخفف من توتر علاقتهم فهي منذ أكثر من سنة لا تتحسن بلا تتهد اكثر عن يومآ، تحاول إن تنقذ هذه العلاقة قبل دمرها، ولكن لا تعرف أنها دمرت ولا تنفع لها الاصلاح… 



شعر بيد صغيرة على كتفه رفع انظاره وجد إبنته الصغيرة تتضحك لها وبقوة ابتسم فورا على ضحكاته التي تشعرها انه بعالم اخر بين ضحكاتها… 



حملها على الفور وقبل جبينها وخدودها الممتلئة اخذ يلعبها بمشاكسه تحت انظار ديما التي تنظر له بحزن واضح في عينيه فهي تتمنى أن تأخذ وقت مع اسر ويلعبها هكذا مثل طفلتها… 




سنة أو أكثر بعيدة عنه كل هذا البعد وتشعر بالضيق يخنق صدرها بقوة… 



هي أخطأت وتستعد لعقاب ولكن لا تستعد لعقاب لبعده ابدآ فهي تتمني أن تزيح اخطائها بكاملها حتى يعود اسر لها… 




حتى يعود حبيبها وصاحب فؤادها.. 



تشعر بالفوضى العارمة التي في حياتها لولا إبنتها، لا تعرف ابدا كيفية العيش بدونه كل هذه المدة…! 




يجب أن تأخذ خطوة حتى يعود آسر لها، يجب أن تحارب حتى يعود حبيبها مثل ما كان في الماضي… 





" أسر، كُنت عاوزه اتكلم معاك… "



قالتها ديما بعد ما اقتربت منه وضعت يدها نحو كتفه، اوقف مزاحه ولهو نحو صغيرته ابتعد عنها بضيق وهو مازال يحمل ابنته شعرت بالحزن يكسو ملامحها وحزن يمتلئ قلبها رويدآ رويدآ… 




سمعت همهمة تصدر منه بضيق واضح بمعني أن تكمل حديثها على مضض تتذكر معاملته الآن ومعاملته الذي كانت في الماضي مما تلعن نفسها وتلعن خطئها.. 




نظرت له بحزن وعينيه الذي كانت ممتلئه بالعتاب لا أكثر : 



" أسر، احنا هنفضل لحد كده امتي، احنا بقالنا سنة على الموضوع دا، ايه موحشتكش ولا وحشتك أيامنا، كدا ديما تهون عليك…! "




نظر له بملل واضح وضيق في عينيه : 




" انا مش عايز اتكلم في الموضوع ده، وبعدان انتِ اللي عملتي في نفسك كدا مش أنا…! "




نظرت له بحيرة من قسوة قلبه عليه وهي تبكي بحرقة امامه : 



" أسر انت المفروض تعاقبني أي عقاب أنت عايزه انا متكلمتش، بس إلا العقاب ده، أنت عاقبتني بزياده يا أسر وانا متكلمتش، بس كفاية لحد كده ارجوك، عشان حتي خاطر بنتنا…. "




نظر له نظرة تهجم ونبرته كانت ممتلئة السخرية والاستفزاز : 



" بنتنا..؟، وانتِ كُنتي فين لما فكرتي تهربي مع خالد وتسيبي جوزك وبنتك، حتي من غير ما تفكري في بنتك هيحصل فيها ايه من بعدك، لكن مفكرتيش، مفكرتيش في ده كله حتي مفكرتيش فيه ولا حتى فكرتى في مشاعري أنا، أنتِ كسرتيني يا ديما من غير ما تحسي، كله ده كوم وانك تقتلي ابويا اللي رباني وعلمني وخلني صاحب شركات بطولي كان بفضله تقومي تقتلي بتبدليله الادواية عشان تسوء حالته، لا وكمان كُنتي هتقتلى وهو في نص بيته، يا بجاحتك جايبه البجاحه دي كلها منين، يا شيخه ده أنتِ بتشوفيني بتعذب قدامك بس عشان يفوق ويبقي كويس، طلعتي أنتِ اللي مخططه كل ده، خيانتك ليا وهروبك من البيت بغير علمي ولو مكنتش جيت في الوقت المناسب كُنتي هربتي معه، انك تبدلي ادواية أبويا وتخليه تعبان اكتر ما هو تعبان، ثالثا انك كُنتي هتقتلي ابويا اللي رباني وعلمني وخلاني أزاي ابقي راجل، رابعا كُنتي بتشوفيني كل يوم بتعب وبضايق وباجي اشتكيلك انتِ، واقولك الشركه هتقع منى، الشركه روحي فيها، وكنت اسلمك الملفات بأيديا يا شيخه ده انا شكت في اخويا رحيم الله يرحمه و مشكتش فيكي انتِ، عارفه عيبي الوحيد ايه هو يا ديما….! "




كانت كل كلمة يقولها تبكي بمراره، فهي قد ندمت بشدة على أفعالها المستهترة اغمضت عينيه وتبكي بقوة حتى شهقاتها أخرجت، لذلك الدرجة هي جرحته….! 




لا ليس جرحته إنما قتلته بدم بارد…! 





أكمل أسر وهو يسقط دمعة خائنة من عينيه التي يبرقون خذلان وإلم ينبع من داخله :




" أني كل مرة، برجع اثق في ناس ميستهلوش، وأنتِ من ضمنهم يا ديما، يارتني ما وثقت فيكي ولا دخلتك حتى حياتي… "




ختم جملته وخرج على الفور تركها تعاني وتبكي من غبائها الذي ضيعت حبيبها من يدها… 





وهي تعلن غبائها وتلعن " خالد " انها استمعت الي حديثها يوما..


❈-❈-❈


جلس بجانبها بقلق واضح علي ملامحها وهو لا يعرف ما به ولما كنت تصرخ مثل ما أخبرته " وعد " علي الهاتف 




لا يعرف ابدا عليها التصرف ولكن يريد أن يطمئن عليها فقط وان يريح شوقه وقلقه لها… 




يريد منها أن تستيقظ علي الاقل حتي يخبرها انه معها وفي كل وقت… 




يريد أن يأخذها ألي مكان بعيد يكون فيه هو وهي فقط حتي يشبع لهفته وشوقه لها…




قبل يدها الذي كان يمسكها طوال الوقت حتى يطمئن قلبه انها معه وأنه لا تذهب بعيد عنه ابدا… 




اهدأ قليلا حين الطبيبة قالت إنها تعرضت لضغط منخفض لذلك تسبب لها بحالة الإغماء ولكن لا يعرف من هو الذي تسبب بسوء ضغطها رفع انظاره نحو " وعد " التي لم تتركه ولو لحظة واحدة بسبب اغمائها فهما كانوا يتشاجرون في الاسفل وفجأة اسمعوا صوت صراخ مؤلم اتجهوا الى الاعلى بسرعة وجدوا نور ملقاة على الارضيه بجسدها الضئيل اتصلت علي الطبيبه وبعد ذلك شقيقها ولم تتركه أبدا حتى وصول شقيقها بجانبها مازالت ترفض تركها وهي لا تفهم لما كانت تصرخ بهذه الطريقة المؤلمة الذي جعلت قلبها يصرخ من الوجع نظرت الى انظار شقيقه التي مصوبه عليها أدركت نظراته واقتربت منه وهي تقص لها عن ما حدث بعد ما تركهم " نوح " وغادر وقصت له عن حديث جدتها القاسي الذي قالته لنور من شدة عصبيتها والذي جعلت نوح يتحول الي هادئ الي يشبه الثور الهائج الذي يستعد إلي الأنقاض… 






وقف بعصبية وتركها ولكن قبل أن يتركها قال بنبرة حازمة وثابته تحمل الكثير والكثير : 




" خليكي معها يا وعد عقبال ما اجي اوعي تسيبها لوحدها.. "





تركها تجلس بجانبها وهي تنظر الي ملامحها رغم ملامحها متعبة إلا أنها يزين ملامحها الجميلة الذي تزاد عن جمالها اكثر، لون بشرتها الذي يشبه كالحليب، شفتيها الممتلئه الحمراء، رموشها الطويلة والتي تعطي لها اكثر جمالا فهي جميلة بحق لا توصف ابدا ولكن تبدلت ملامح نور الهادئة إلى الخوف والزعر ولكن عينيه مغلقة وهي تصرخ بأسم " رحيم " التي لأول مرة تسمعه منها تحاول أن تهدئها ولو قليلا ولكن فشلت يبدوا انها تحلم حلم غريب حاولت أن تستيقظها من ذلك الحلم الذي يجعلها ترتعب والزعر يرتسم على ملامحها بخوف ركضت الي الخارج وهي تصرخ بأسم نوح حتي تنادي بقلق من حالة نور الذي تخفيها… 


❈-❈-❈


كانت تذهب إياها وإيابا وهي تهتف بحيرة من حالة " نور " الغريبة التي ترويضها في عقلها فهي ليس لديها أي فكرة لما كانت تصرخ بهذه الطريقة المرعبة التي جعلت قلبها يقع بين يديها أفاقت من دوامة افكارها اندفاع الباب بتلك الطريقة الوقحة كادت سوف تهتف بنبرة عصبية ولكن فمها لا يتكلم من صدمتها بأن حفيدها الأكبر هو الذي دخل عليها بهذه الطريقة، كادت سوف تتحدث بحيرة من تعبير وجهها الذي تشبه الشراسة والي طريق فتح الباب بتلك الطريقة ولكن قاطعها هو بعصبية جعلتها تتجمد من الصدمة : 




" اسمعي بقي، انا بحترم قرارك ولا مره زعلتك لو الامر يخصني، لكن لو جيتي علي نور او قولتلها حاجه تاني تزعلها او حتى يحصلها حاجه لقدر الله انا همشي من البيت ده وهنسي اني ليا جده، واللي مش بيحترم مراتي يبقي مش بيحترمنى وساعتها هفهم انك ادتيني الاذن او المفتاح اللي هخرج به بره البيت ده…. "




نظرت له بعصبية هي الأخرى من طريقة حديثه عن تلك اللعنة التي جاء بها إلى البيت والتي جعلت حفيدها لاول يتكلم معها بتلك الطريقة القاسية : 



" انت بتهددني يا نوح، بتهدد ستك، من امتي اصلا بتكلم ستك بطريقة دي!، وكل دا عشان خاطر لعنة و. … "





قاطع حديثها هو الذي كان يهتف بقسوة وعصبية لأول مرة وأمامها : 



" اوعي تكمليها، لانك لو كلمتيها، هسيب البيت باللي فيه و همشي، وانا مش بهدد انا بنفذ وبس، لو عايزني اقعد في البيت يبقي لازم تحترميني، واحترامي يبقى من احترام مراتي…. "




نظرت له بصدمة كبيرة في كيف لها حفيد النويري و الوريث الوحيد لعائله النويري النويري أن يترك القصر ويعيش في مكان آخر غير قصره في عاداتهم وتقاليدهم تقول أن الوريث الوحيد لا يعيش خارج قصره ابدا ولو كلفه حياته في اجداده والداها قد فارقوا الحياة في هذا القصر، كيف يقطع عاداتهم وتقاليدهم من أجل لعنة، ماذا فعلت به حتى يريد أن يترك قصره ويعيش بعيد عن اهله بلا يخالف عاداتهم وتقاليدهم ايضا… 




كانت سترد عليها وتعنفه بتلك الطريقة القاسية ولكن قطعتها هذه المرة " وعد " وهي تدخل الى الغرفة باندفاع دون أن تطرق الباب مثل شقيقه وملامحها يهتفون بزعر حقيقي وخوف يتصاعد بداخلها : 




" الحق يا نوح، نور صحيت وعامله تصوت ومش عارفه اعملها حاجه….. "




عند هذه الجملة خرج نوح بزعر وركض وهو يتجه الى جناحه وخلفه وعد وتركه " حميدة " تغلي من الغضب وهو تتوعد أشد الانتقام من تلك الفتاة التي تخطط جيدآ لكسب نوح في صفها وقد نجحت في ذلك… 


❈-❈-❈


دخلت الي غرفتها بتعب من كثر التساؤلات والشك الذي يحاوطه أكثر في اصبحت جدتها تشك به ونوح ونيفين ايضا فهي بأي لحظه سوف تنكشف بأي طريقة من الطرق يجب أن تتصل علي أيان حتى يرى تلك المشكلة أوصدت الباب حتى لا احد يزعجها ولا حتي شقيقته " وعد " فهي تعرف وعد وغضبها في سوف تتجه الي غرفتها تتسأل ايضا عده تساؤلات تريد أن تريح عقلها ولو قليلا حتي تفكر في حل في المشكله التي دخلت إلى حياتها بدون حسبان… 




كادت سوف تتجه إلى الفراش ولكن شهقت بقوة وهي تنظر الي أيان الذي ينظر لها نظره مشاكسة فهي لا تشعر به حتى بوجوده في الغرفة اتجهت له بخوف حقيقي : 




" ايان، انت بتعمل ايه هنا، حد شافك وانت داخل، وجيت ازي، و….. "




قاطعه هو بمشاكسه جعلت أبتسامتها تزين ثغرها وقد نسات مشكلتها كأنها لم تحصل : 




" حيلك، حيلك، براحة شوية، محدش شافني يا ستي اطمني، وجيت امتي، جيت من عشرة دقائق كده، وجيت ازاي علي رجلي يعني، وجيت ليه عشان الهانم قافله تليفونها وقلقت عليها…. "




ختم جملته وهو يضحك لابتسامتها ولكن سرعان ما أخفتها حين هتفت بتوتر : 



" أيان، في حاجه حصلت انت لازم تعرفها…. "



هز رأسه بتركيز بمعني أن تكمل حديثها، وسرعان ما تلك الحركة شجعتها علي الفور وقصت له عن ما حدث في الصباح حتى ابتسم قليلا وهو يمسك يدها بحنان : 




" اطمني، يا يمن انا معايا الحل اللي هيحل كل ده، متقلقيش….. "



هزت رأسها بحيرة وهي لا تفهم شئ ابدا عن ما يقوله بينما أكمل حديثه وهو يخرج ورقة وقلم من جاكت البدلة الكلاسيكية  




" الورقة دي فيها جوازنا، هتوقعي هنا في الورقة، يبقي انتِ كدا بقيتي مراتي رسمي وهاخد الورق دي أثبت لنوح أني كنت راجل معاكي وأثبت حبك…. " 




نظرت له بحيرة وعدم اقتناع من حديثه مرة أخرى هتفت بحيره : 



" طيب ما انت تروح لنوح وتتقدم ليا، وهو هيوافق…. "




اقترب منها وامسك يدها بتشجيع : 



" مفيش وقت يا حبيبي، انا بعمل كل ده عشان خاطرك انتِ، ولو مش واثقه فيه في خلاص انا ممكن…. " 




قطعته هي بحديثها بحنان : 



" ايه اللي انتِ بتقوله ده، لا طبعا انا واثقه فيك وعشان كده هوقع الاوراق يا سيدي انا ماليش غيرك يا أيان انت حبي الاول….. "




ختمت حديثها وامضيت الى تلك الأوراق بفرح ولو كانت تعرف ما بداخل تلك الأوراق كانت تبكي بمرارة كبيرة على هذا الحب الخائن اما هو ابتسم بخبث واضح لنجاح خطته على تلك السذاجة الذي أوهمها أنه يحبها، ابتسم اكثر وهو يتكلم بداخل عقله " أول ضربة تمت بنجاح…. "



يتبع…