رواية للذئاب وجوه أخرى الجزء الخامس - بقلم الكاتبة نورا محمد على - الفصل الثامن عشر
رواية للذئاب وجوه أخرى الجزء الخامس
بقلم الكاتبة نورا محمد علي
٠الفصل الثامن عشر
رواية
للذئاب وجوه أخرى
الجزء الخامس
كانت تتحرك وكل ذرة في كيانها ترتجف من الداخل والخارج، تشعر انها قشة في مهب الريح، أين ذلك الثبات والهدوء الذي تتسم به شخصيتها؟ أين تلك القوة والطاقة التي تنبع منها؟ هي الأن تشعر بشيء واحد، تشعر بأنها مذنبة مخطئة تحمل وزر أكبر منها، لأن الآمر صعب لدرجة لم تكن تتخيلها.
هل من الممكن أن يستطيع أحد أن يتحمل ذنب قتل النفس؟ هل تستطيع أن تخسر نفسها؟ وتحمل خطيئتها الملوثة بالدم، والتي تعد من أصعب الكبائر...بعد الشرك بالله.؟!
هي التي لا تستطيع أن تقتل حشرة رغم كل هذا التدريب والتمرين، ورغم انها تعيش مع رجل أسهل شيء في حياته هو القتل!!
انها تتحمل ذنب موت أنسان ضعيف الحال على كتفها، قد يكون اب له أسرة، و لديه زوجة و أطفال، قد تكون حياته مهمة لأناس كثيرة، ولكنها لا تدري ماذا عليها ان تفعل الآن؟
الا أنها ذهبت اليه وما أن نزلت من السيارة، بملابسها التي تعد شبهه ممرزقة، شعرها المسترسل، حجابها يواري القليل والباقي ينساب على ظهرها وعلى وجهها، عينها تدمع وكحلها يلوث عينها، وكانها طفلة لوثت نفسها، وجهها المبتسم عادة يحمل الحزن والأسى، عينيها تحمل الشتات والضياع، وهي تبحث عنه عن صخرتها وملجأها...
تحركت أمام الجميع، والكل يغض بصره، ورغم الفضول الا ان كلا منهم يلتفت لجهة الأخري،لا ينظر لأنهم يدركوا انه لن يتهاون مع أي منهم أن رفع عينه فيها وهي بهذه الصورة، تلك الملابس الممزقة لتكشف عن جزء ليس هين من جسدها، محيط رقبتها وبداية صدرها...
كان يقف بين الجموع يقوم بالأشراف علي التدريب، يفعل المتوقع منه كقائد لهذا الجزء من القطاع والذي يعد لصفوة او للنخبة من رجال المخابرات...
وقفت على الباب ترتجف وبصوت مهزوز خرج من بين شفتيها التي تحمل القوة عادة وتحمل الدنيا بينها من وجهة نظره...
سهام: احمد ...
اخرج الصوت بوهن مما جعله يدرك وجودها في المكان، ألتفت وعينه تجوب الحضور، حتى استقرت عليها بصدمة ووجع، وكأن الدنيا توقفت...
أسرع ياخذها في حضنه وهي تنظر اليه بعين يملئها الحزن والوجع،وكأن عينها التي تحمل الحب والدفئ، لم يعد فيها شيء الا هذا الشتات والضياع الذي تشعر به..
و بين ما تشعر به، وبين الصدمة على وجهه، فرق شاسع وواسع، وهو يقول:
- في أيه مالك؟ ايه اللي حصل؟ انت كويسة؟ قولي ايه اللي حصل وانا أهد الدنيا علي دماغ اللي عمل فيكي كده؛ انطقي يا سهام ..
اخذ يسأل أسئله كثيرة وهو ينظر لها يحاول أن يخرجها من تلك الصدمة، وهي لا تقوى على الرد، لا تقوى على الهمس، هي لا تستطيع ان تلتقط انفاسها، فكيف لها ان تبرر له؟ ما حدث، كيف لها ان تخبره انها بكل بساطة قتلت نفس؟ وما أصعب الإحساس بقتل النفس!! وما أصعب احتمال الذنب ووزر ذلك!! على من يدرك فداحة الخطأ
وبشفاه مرتعشة بينما واحدة من المتدربات أحضرت لها كوب من الماء، وأخرى أحضرت لها شال لترتديه، و ساعتها تنبهه الوحش أن ملابس سهام ممزقة، تلك التي لم يرى أحدهم طرف اصبع...
وما أن أنتبه حتي كان يخفيها عن عيونهم بذراعيه، يضمها داخل حضنه، وكأنها الدنيا بين يديه، ينظر لها بقلق وتوتر واستفسار، وعينه تسال الف سؤال، وكأنه ينتظر منها أجابة، بينما هي ترتعد وترتعد وفي النهايه همست..
سهام: أحمد انا عملت حادثة...
❈-❈-❈
الصدمة على وجهه كانت واضحة، اخذ يحرك يده على كتفها ويحرك يده علي سائر أعضاء جسدها، من يدها ألي قدميها ينظر في عينها وكأنه يبحث عن أصابة، وهو ينظر في عينها يستفسر وكأنه لا يقوى على السؤال، ولكن في النهاية رفع وجهها لتنظر له وهو يحرك يده على وجنتيها....
أحمد : انت كويسة؛ في حاجة وجعاكي؟! حصل لك حاجة؟!
سهام: لا انا؛ انا خبطت العربية
احمد: فداكي اشتري ليك غيرها؛ كل ده عشان عربية هتموتيني يا سوا ...
سهام: عربية أيه يا أحمد؟ انا خبطت حد والناس اتلمت وقعدوا يزعقوا، انا ما اعرفش أيه اللي حصل؟ انا في لحظة واحده ما قدرتش أوقف العربية، انا مش عارفة اعمل آيه؟!
أحمد: وانت تعملي ليه، انا هتصرف انا اللي كنت سايق العربية، مش انتى اعتبري الموضوع منتهي...
نظرت له بصدمة ودهشة وهي تهز راسها بالنفي:
- انت مش فاهمني ليه، انا مش قصدي كده، أنا لازم اتعاقب لازم اخد جزائى مش انت ..
ضمها بذراع واحد ورفع هاتفه وهو يقول.
أحمد: فضل مين اللي كان سايق العربية بتاعة الهانم؟!
فضل على الطرف الآخر بينما فتح احمد السبيكر حتى تستمع لرده قال.
فضل: انا يا باشا، انا اللي كنت سايق العربية يا أحمد باشا..
احمد: سمعتي، يبقى تهدي خالص وانا أحلها..
سهام: تحل ايه؟ انت مش فاهمني؟ انا مش خائفه من العقاب انا استحق العقاب انا استحق أتعاقب البلد فيها قانون واحنا مش في غابة ولا علشان مراتك؟؟
احمد: انتى قلتى عشان مراتي، وانا بقولك مش انت اللي كنت سايقة العربية...
اخذت نفس طويل وهي تقول:
انا مش عايزة منك كده: انا عايزاك تنقذه انا مش عايزه الراجل يموت..
أحمد: نعم يعني إيه أنا مش آله يا سهام..
سهام: أنا ما قولتش كده ..
أحمد : كويس لاني أنسان عادي مهما بلغت قوتي مقدرش أحيي حد ميت بس اقدر أعوض اهله و.
سهام : انا مش زيك انا ما اقدرش اشيل وزر الدم اللى على يدي انا ممكن اموت طول ما انا حاسه ان انا السبب؟ انت بتفكر في أيه انت عايز تريحني؟ وفاكر كده هبقي زيك
ضحك بسخريه وهو ينظر لها بصدمة ماذا تقول هي لا تشبهه في شئ، ولكن هذا ليس سيئ بقدر ما كان الأسوء انه في شهر واحد يقولها ابنه، وها هي تكررها، "انا مش شكلك انا مش زيك" هل تظنه من صخر؟ أم من فولاذ ..
وما ان رأت نظرة عينه وتلك الصدمة المرسومة علي وجهه..
سهام: انا ما قصدتش انا !!
احمد: خلاص ملوش لازمة الكلام ..
واكمل كلامه مع فضل وهو يقول:
- فضل حصل ليه ايه مات؟!
فضل: لا يا باشا عايش واحنا
لم يمهله ليتكلم أو يبرر
أحمد: انقله علي أكبر مستشفي وأعمل الازم معاك معك شيك مفتوح وشوف عيلته وتواصل معاهم مش عاوزهم ينقص عنهم حاجة أنت المسؤول قدامي كفاية المنظر اللي الهانم وصلت ليا بيه بدل ما ادفنك بالحيا .
اذدري فضل لعاب وهو يهز راسه ، وكأن احمد الديب أمامه! وكأنه لم يعد يقوي علي الرد.
ولم ينتظر الوحش منه رد بل أغلق الخط وهو يلقي التليفون علي طول ذراعه وهو يتنفس بصوت مرتفع وكأنه لم يعد يقوي علي احتباس أنفاسه !!
❈-❈-❈
اذدرت سهام لعابها وهي تشعر بالخوف، لأول مرة تشعر انها أخطأت ،خطأ لا يغتفر !
ربما لأن ما قالته دون تركيز كان قاسي ولذا ارتبكت وهي تهمس بصوت غير مسموع ...
سهام: أسفة
أحمد: ضحك بسخرية وكأنه لا يصدق أنها تملك الجرأة لتعتذر وهو في هذه الحالة من الجنون ودون أن يشعر اقترب منها فشعرت بالخوف وهو يمسك ذراعها بقوة غير محسوبة وهو يقول بصوت يخرج من بين أسنانه يشبه إلي حد كبير فحيح الأفاعي..
أحمد: علي إيه ولا ايه علي أنك مش زي مش زي الوحش اللي انت متجوزاه، لا ومش كده بس إبنك كمان مش زيي، لما انا وحش اوي كده؛ انت ليه مكملة؟! ليه غاصبة علي نفسك انك تعيشي مع قاتل ومجرم وكأني سادي بيستمتع بالقتل ؟!
سهام : أنا ما قولتش كده
أحمد : هاه
نظر لها ببرود يواري كومة الغضب المجتمعة في خلايا عقله وبين نياط قلبه الذي يشعر بتمزقها من تلك الكلمة التي انسابت من بين شفتيها بسهولة وكانها لا تطعنه بخنجر مسموم و تشير انه ليس كما توقعت وكأنها نسيت انه من قرر أن لا يقتل الا للضرورة، ولكن من نظرة عينها التي تنظر بها له الآن!
بصدمة وخوف عليه وليس منه، رغم انه يدرك العكس يفكر في هذه اللحظة، يظن انها تنفر منه وتخاف وأن ما في قلبها ظهر علي لسانها..
مما جعله يضحك بصوت مرتفع من تلك الأفكار، التي تراوضه وكأنه يريد في هذه اللحظة أن يقول شئ
واحد ؟
أن لعبة الجميلة والوحش ليست بالجمال الذي تتخيليه لأن في لحظة قد تنقلب عليكي، وتتغير المعطيات
الا أن من أخرجه مما يفكر فيه أمير الذي أسرع لأبعاده عنها، وهو ينظر له ولشتاته والوجع المرسوم علي وجهه وهو يقول..
أمير: ايدها لا يا أحمد، انت فيك أيه؟
نظر له أحمد وكأنه يستيقظ من تلك الموجة التي تأخذه في حين اكمل أمير كلامه..
أمير: انت ناسي هي مين ؟!
ضحك الوحش بصوت مرتفع جعل الرجفة تسكن قلوب المتدربين الذي تراجعوا الي الخلف، أن كان هذا الغضب من مجرد.كلمة منها، وهو الذي كان يذوب من القلق والخوف عليها ..
أحمد : لا عارف يا عايق الهانم تبقي المدام اللي مش زيي!!.
ولهنا ولم يضيف حرف واحد وتحرك ليترك الموجودين بعد أن أدرك وجودهم وكأنه تناسهم، ويتركها هي الأخري، ليس لشئ إلا خوف من أن يخرج شحنة الغضب التي تموج فيه؛ فيها وقتها قد تعرف أنه بالفعل وحش!!
أما هي ما ان خرج، تساقطت دموعها، وهي تقترب من ذلك الركن الذي القي فيه جهاز المحمول خاصته، وما أن همت أن تجمعه حتي اقتربت ماريان لتساعدها وهي تطالبها بالراحة
بينما أمير يسأل عن ما حدث ولكنه لم يتلقي اجابة ....
فماذا تقول له؟! وهي من قامت بتحضير الجن ولا تعرف كيف تصرفه!!
❈-❈-❈
أما هناك كان رحيم قد أنساق بالفعل إلى قلبه! وبعد ساعات كان يقف في مكان يسمح له بمراقبتها، يسمح له بأن يكتفي من النظر لها !
وما ان انتهت ورديتها فهي الآن تعمل في أحد المطاعم، لقد إبتعدت عن ذلك المكان الموبوء، الذي كانت تعمل فيه، كما طلب منها من قبل لقد استجابة لطلبه، وبعدت عن مواطن الشبهات.
ولكن هل هذا يكفي؟! وهو الذي يخون أهله وأمه ويلقي بتعاليم دينه وتربية والده وأمه !! عرض الحائط أن كان يظن أن من السهل أن يجد الخلاص، فهو مخطئ هو ينساق ورأي قلبه وينحدر الي الهاوية يسمح لقلبه بالتورط، كل لحظة يقضيها هنا يتوط أكثر وها هو يهم بالتراجع ليعود الي قبرص، قبل أن لا يستطيع العودة نهائيا فالان قلبه في الميزان وهي لا تناسبه حسيت طريقة كانت، ولو فكر بعقله لتراجع ولكن ذلك الشيطان الذي يقوده؛ دفعه ليتحرك خلفها، وهو يصبّر نفسه ويعلل لها وكأنه يجد عذر ومبرر لما يفعله!
وصلت الي ذلك الشارع حيث تقطن ولكنها في لحظة توقفت؛ وكانها تشعر بأنها مراقبة، وشعر بأن هناك من يتبعها كظلها!
التفتت تبحث حولها فابتسم وجذبها من ذراعها وهي تلقي بنفسها في أحضانه، بعد أن تغلغلت في انفها تلك الرائحة التي تحفظها، رائحته هو نفسه، وليس مجرد عطر، أخذت تهمس بأسمه وكأنه أكسير الحياة .
ليزا :ريان ريان
ضمها دون أن ينطق رفعت وجهها لتنظر له ودون أن يترك مجال لعقله إنقاد و إقترب من شفتيها يقبلها بشغف وشوق ايام طويلة، انتظر أن يتذوق زهرة فمها اليانعة! وكأنه في هذه اللحظة يتحرر من هواجس ويمتلك ما يريد دون أن يترك لعقله المجال لرفض..
اما هي بادلته بشوق وكانها اعتادت أن يقبلها الرجال، ورغم أن ذلك غير صحيح، الا انه شعر بأنها تريد أكثر من مجرد قبلة، وهي تتحرك في حضنه تقربه أكثر وهي تهمس من بين أناتها الملتهبة بأسمه ريان اشتقت اليك لما تركتني كنت انتظرك حبيبي ؟!
تجمد في لحظة ما ان قالت حبيبي
اما هي جذبته من ذراعه ليصعد معها بدل وقوفهم في الشارع الا أنه نظر لها باستفسار
ليزا: ألن تدخل ! سوف تظل معي لن اتركك اني أريدك ريان اريد حبك وحضنك وكل شىء!
شعر بالتردد للحظة ولكن سؤال يطرح في عقله لما لا؟ هل آتي الي هنا وعرّض نفسه للخطر ولأمكانية أن يُكشف من هو؟ لمجرد ان يراها ويكتفي بضمة خاطفة، وقبلة حتي لو كانت جامحة !
كانت تجذبه وهو لم يعترض، يريد ان يترك نفسه عله أن يتذوق ما يريد؟ لعله ينساها و يخرجها من رأسه ؟!
ولكن هل هناك مخرج بعد ما يفكر فيه...؟؟؟
❈-❈-❈
بينما هناك كانت سهام تجلس مكانها وهي تراجع نفسها غافلا عن وجود الجميع ، بينما أمير يسأل غيرها عندما تسرب له اليأس من أن ترد عليه .
ردت شهد وهي تقول ما حدث دون تفصيل
جلس أمير أمامها وهو يقول.
أمير : طيب ٱهدي و هو أكيد ما يقصدش يزعلك هو انفعل من غير ما يقصد، يعني انت هتتعرفي عليه النهاردة ، ده روحه فيكي .
رفعت عينها له ولم ترد فهو يتكلم دون أن يدرك أنها أخطأت خطأ لا يغفر !
فماذا يقول أمير هو لا يعرف كم أوجعته ؟! ولا يعرف كم هي موجوعة ؟! مما حدث ومما فعلته وبين ما فعلته وما قالته كانت الهاوية؛ التي قد تنهار فيها علاقتهم لقد كان كل ما في عقله أن يطمئنها ، بينما كل ما في نفسها أن تأكد له انها تختلف عنه ، وقتها بهت وجهه وهو يدرك أن كل ما قصدته شئ أخر عن ما يحاول فعله !
نهضت دون أن ترد علي أمير وتحركت إلى مكتبه بينما وقف أمير يطالبها بالعودة.
أمير: مش وقته هو بِعد عشان مش يدايقك لو سمحتي اسمعي كلامي أحمد مش شايف قدامه يا ام رحيم ..
ولكنها لم تستمع له لم تقوي علي الوقوف فهي تدرك أنه يتألم ومع كل خطوة تخطوها كانت تشعر بالخوف مما حدث ومما قد يحدث !
فتحت باب مكتبه دون أن تطرقه بينما أمير ظل واقف في المنتصف لا يعرف أن كان يستطيع أن يكمل أو يتدخل في هذا الوقت؟ أم عليه ان ينتظر علها تستطيع ان تنسيه غضبه وان تخترق تلك القشرة التي ظهرت في لحظة بين نظرات عينيهما وبين قلبيهما. ...
❈-❈-❈
بينما هناك كانت إلينا، تشرف علي تجهيز بيت الضيافة، وتضع اللمسات النهائية، وهي تمني نفسها بقرب حضور عادل الذي أشتاقت له ولحضنه وهي سعيدة بعودتهم مثل ما هو سعيد بحضور عائلته .
وقت أروي بالباب تنظر الي ما تم تنفيده بأبتسامة وهي تقول
أروي : ماشاء الله بصراحة مش متخيلة كل ده يحصل بسرعة كده يا إيلي هانم .؟
الينا: أيه رأيك ؟
أروي : أكثر من رائع يا مامي بجد تسلم أيدك
ابتسمت إلينا وهي تضع بعض اللمسات ومن بينها ذلك الصندوق الذي يحوي مجسم للسيد المسيح وصليب من الفضه في أحد الأركان .
نظرت لها أروي بدهشة ؟ ولكنها لم تعقب فهي لا تريد أن تتكلم في هذا الموضوع الشائك، وخاصة بعد أن رأت ذلك الفيديو الذي تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي...
اما هناك كانت داليدا تراجع نفسها ،وهي تفكر هل هناك من يستحق كل هذا الحب ؟ لا ليس كل هذا الحب؟ هل هناك من يستحق كل هذا العذاب الذي تشعر به؟ وأن كان الحب لعنة فهي تريد الخلاص !
وان كان مرض فسوف تبحث عن علاج، علها ترتاح وتصل الي ما رسمته لطريقها ، ورغم أنه ارتاحت لمجرد ان أيدت أمها قرارها برفض هارون.
فلن تترك مجال لقلبها ليحكم هذه الأيام الحاسمة والضرورية في حياتها ومستقبلها وتحديد مصيرها.وحلمها...
وها هي تخرج تلك الأفكار من رأسها..
اما هناك في القطاع ما أن دخلت الي مكتبه وجدته مكفهر ويظهر الغضب علي وجهه! وليس الغضب فقط بل مشاعر متضاربة ما بين حزنه من أنفعاله عليها أمام الحضور وهو الذي لم يفعلها من قبل، وبين كلامها الذي يشعره بالوجع ..
اقتربت منه دون تفكير ولو كانت تحمل ذرة من العقل لأختبأت حتي لا يصب عليها نيران غضبه .!
ام هي قبل أن يتكلم كانت تلقي بنفسها في أحضانه وكانها تشتكي له منه وهي تترك لدموعها العنان ..
ورغم كل ذلك الوجع في قلبه الا أنه تضاعف عندما بللت دموعها قميصه وهي تقول
سهام: حقك عليا يا حبيبي حقك عليا يا احمد، أنا خانني التعبير، بس ما أقصدش أني ازعلك، أنا ما كنتش شايفة قدامي! انا مش مصدقة اني وصلت هنا! أنا لما الناس هجموا عليا وحاولوا يطلعوني من العربية كأني مجرمة ؟
بهت وجهه وهو يستمع لها..
سهام: ما حستش بحاجة غير أني خايفة علي الراجل؟ خايفة يموت؟ ده مش مجرم ,ولا متهم, ولا خاين, ده انسان طالع يشوف أكل عيشه وأنا بسهولة عشان سرحت كان ممكن يموت؟!
عارف وقتها ما حستش بالست اللي بتقولي عشان راكبين عربيات تدوسو علي خلق الله ! ولا حسيت بأي حاجة تانيه، ولا حتي كنت
عاوز ة الحراسة تطلعني!
أن كنت عاوزة اطمن عليه وبعدها أهرب لحضنك! مش عشان تحميني من العقاب عشان وقتها بس حسيت إني يتيمة! حسيت ٱنك ضهري وسندي وراجلي ما كنتش عاوزة غير انك تحضني وطمني علي الراجل الغلبان .
اربت علي كتفها وهي تمتص غضبه بكلماتها التي تشعل في قلبه العشق هي تبحث عنه لتطمئن ..
سهام: كنت محتاجة منك تطمني علي الراجل مش علي نفسي لاني مجردوجودي بين ايدك يطمني يا وحش انت عارف اني مليش في الدنيا غيرك
ابعدها عن حضنه وهو يقول
احمد: اهدي
سهام: وانا بعيد عنك وعن حضنك اهدي ازاي؟!
ورغم ما يشعر به ابتسم وهو يعيدها لمكانه الطبيعي حيث تنتمي
❈-❈-❈
وقتها ارتفع رنين هاتف المكتب تحرك مرغما ليرد .
احمد : هاه يا فضل في جديد ؟
فضل : لا سيادتك، انا بس حبيت اعرفك اننا في المستشفي مع الحالة، وهو داخل عمليات والدكتور بيقول الحالة مش سهلة وممكن .. ؟!
احمد: العمليات بدأت
فضل: لسه
احمد: إديني الدكتور
وما أن قال الطبيب : الووو
احمد: الحالة اللي عندك دى، حياته تهمني، يعني لو حصل ليه حاجة ناتجة عن تقصيرك أو تقصير المستشفي؟ أسهل حاجة اعملها اني اقفل المستشفي وارميك في السجن ؟
الطبيب : مين حضرتك ؟!
احمد : الواء احمد المصري المسئول عن الأمن العام ...
اذدري الطبيب لعابه وارتبك ولكنه أكد عن اهتمامه بالوضع.
احمد: هقفل وأكلمك بعدين بس وقتها موته قصاد موتك؟
وأغلق الخط وهي تنظر له بدهشة وصدمة .
احمد: أيه مش عاوزاه يعيش ؟
هزت رأسها بموافقة .
احمد: يبقي بلاش تبصي ليا كده ؟!
اتاه صوت فضل من الجهه الأخري
فضل: يا باشا احنا وصلنا لبيته ومراته بتقول انه تعبان ومريض كلي وكأن محتاج زرع و ..!!!
احمد : تمام بلغ المستشفي تعمل اللازم وتشوف لو فيه متبرع أو لو فيه إمكانية انهم يعملوا العملية ومش هوصيك علي بيته معاك شيك مفتوح ؟
انهى المكالمة ونظر لها وهو يقول شوفتي وقع قدام عربيتك عشان تنقذيه مش تقتليه!!
سهام : مش فاهمة قصدك ...؟؟
احمد : هقولك ......
يتبع .....