-->

رواية وصمة عار خديجة السيد - الفصل الحادي عشر

 

رواية وصمة عار

بقلم الكاتبة خديجة السيد




الفصل الحادي عشر

رواية

 وصمة عار



كأن كلما اقترب منها تتراجع هي بتلقائيه للخلف بخوف شديد ،اقترب ذلك الرجل يقف أمامها بوجهه وهو عـ..ـاري الصـ.ـدر ليقابل وجهها وهو ينظر لها بطريقه اقشعرت لها بدنها متسائلا بين انفاسه العالية


= ما اسمك يا جميلتي؟


نظرت اليه ولم تتحدث كانت روحها خاوية ومتعبة ،كان عقلها متعب لدرجة أنها غير قادرة على القيام باي مجهود ولا حتى التفكير بالحل...انتفضت اليزابيث فجاه بذعر وسرقها من هدوئها عندما رفع اصابعه و بدأ بتلامس شفـ.ـتها الصغيرة برغبة وبدا يكلمها مبتسماً قائلا بتلاعب


= اين سرحتٍ جميلتي؟ لم تخبريني باسمك ! علي أي حال ليس مهم 


سحبها وضغط على خصـ.ـرها بيـداه بقوة وهو يعيد بصلابة تخفي خلفها ثوران من التهور يكمل بصوت خشن مثخن بالرغـ.ـبة


= ان لم تقع عيني عليكٍ بالاول لكانت خسارتي كبيره اليوم، ان تركت لغيري يتذوقك و يأخذ مرتك الاولى... بعدها انا متاكد انكٍ ، ستكونين اميرة هذه الدار و المفضلة هنا ...و معي كل الحق في هذا فقد كنتي بين الحشد بالاسفل اجمل مخلوقة رايتها ..


ثم عادت نظراته تتجول على وجهها وانفها وفـ.ـمها وجـ.ـسدها بطريقه لم تستطع سوى ان ترتعش بسببها فاخفضت رأسها برفض الخـ.ـضوع لذلك وأطلقت صرخة ألم عالية وهي تبعد يده عنها بحده


= ابتعد عني ولا تلـ.ـمسني يا حقير


قهقهة عاليه مستفزة خرجت منه وهو يهمس بقذره بجانب أذنيها بصوته البشع المهمة


= كل هذا الجمال إليه وحدي اليوم.. اهدئي ستنسي الدنيا ومن فيها وانتٍ بين أحـ.ـضاني ،لما الصراخ حلوتي 


جزت على أسنانها بعنف صارخة و بصوت قوي رغم خوفها الشديد الذي أصبح يتزايد داخلها اضعاف   


= الم تسمعني جيدا هل انا اتحدث مع حالي؟ ابتعد عني ولا تلمـ.ـسني مره ثانيه انا اكرهك واكره هذا المكان بما فيه.. و اذا أقتربت مني مره ثانيه اقسم لك ساقتلك واقتل نفسي بعدها بدون تردد ..فقد سئمت منكم جميعاً ..أنتم وحوش بلا ضمير ولا تملكون اي ذره رحمه 


اقترب منها ببطء لتظهر ابتسامة خبيثـة مترافقـة بشظايا عبث وهو يهمس لها بصوت خشـن أرعب شيء داخلها رغمًا عنها 


= شرسه حلوتي.. اظن بأنني قد اخترت واحسنت الاختيار، لكن لا تتوقعي اني ساتركك بعد ان أشعلتي جـ.ـسدي وأصبح يشتهي لمـ.ـسك .


كادت تصرخ وهي مستمرة تتراجع لكن فجاه سقطت خلفها على الفـ.ـراش بتعثر فصرخت اليزابيث بفزع لتحاول النهوض بسرعة... لكن كان هو الإسراع و أستغل الوضع و سحبهـا من قدمها معه بقوة ليجلس على الفراش جانبها... 


ابتلعت ريقها بتوتر ليجد عينـاها ممتلئة بالدمـوع اللؤلؤيـة... وشفـ.ـتاها الصغيرة ترتعش بضعف ثم اقترب منها ببطء يريد يقبلها برقـة وما إن اقترب حاولت الهروب وهي تتحرك بعنف فوق الفراش ليتركها حتى جذبها هو له يلصقها به ثم إنقلب الوضع ليضعها على الفـ.ـراش ويصبح هو فوقهـا.. فصرخت بصوت حاد متحشرج 


= أبتعد عني تبًا لك.. لااااا أريد ذلك، أبتــعـد


وفي اللحظة التالية مد يده يـ.ـخلع فـ.ـستانها عنها فلم يجد ازرار.. لذا ومن دون تردد كان يمزقه بعنف بحركة مباغتة لتشهق برعب وهي تتلوي بصرخات متتاليه واصبحت هي تأن بألم لتشعل رغـ.ـبته بها اكثر.....


❈-❈-❈


بينما في الخارج كان بعض من بالخارج يستمعون الى صوت صرخات اليزابيث ومنهن من تجاهل وأكمل عمله ومنهن من شعر بالعطف عليها!! لكن ليس باليد حيله، في حين كانت شويكار تسير أمام الغرفه بضيق شديد وهي تستمع الى رفض اليزابيث بالدخل وترفض ان يلـ.ـمسها ويقترب منها، تنهدت بغضب مكتوم عندما مره وقت وما زالت تسمع تمرد وعنادها بالداخل ترفض الاستسلام و الخضوع له... و اصواتهم كانت عالية!! 


= أتركني.. ابتعد أريد ان أنهض لا تلـ.ـمسني يا وغد ساعدوني يا الهي


= اصمتي كفى قد تعبت منك .. اصمتي يا الـ***


تحركت شويكار بخطوات غيظ تقترب من مقبض الباب تريد تفتحه وتدلف تلقينها درس حتى تصمت وتفعل ما يريده منها، لكن توقفت مكانها لحظات عندما وجدت ان الصوت قد اختفى تماماً... ابتسمت شويكار بخبث عندما لم تسمع صوتها مره ثانيه و ألتفتت لتتحرك للرحيل إلي أسفل تباشر أعمالها.

  

❈-❈-❈


صوت همهمات من داخل الغرفة فقط تتعالي وكأنت هي فوق الفراش نثرح تبكي وتستغيث ولكن صوتها مكتومًا ، و يا ليتها فقدت حياتها ولم تعيش حتى هذا اليوم ، مشهد تقشعر له الأبدان تلك الشابة الصغيرة التي كانت تخاف اسرتها عليها من نسمة هواء تؤذيها حتي!  وكانوا يحموها بروحهم وقلوبهم.. هناك من ينـ.ـتهك روحها ، براءتها وجـ.ـسدها .. وذلك الذئب ينـ.ـتهك حرمتها دون انسانيه ولا ضمير !! ظلت هكذا حتي بدأت تنزف الدماء منها تملأ السـ.ـرير.. . 


في منتصف الليل.. .


في لحظات سقوط الأقنعة وظهور الوجه الحقيقي، تحصل لدي المخدوع صدمة تحول

الي كيان لا يدري ما يفعل او ما يقول !


كان الطابق الاخير هادئًا بشكل مريب ، وهي ممدده فوق الأرض شلت حركاتها حتى فتحت عينيها بصعوبة بالغة وكان يسترها غطاء السـ.ـرير، لم تعد تشعر بشيء بعد كانها تعيش كابوسًا وليس واقعٌ ملموس والصدمة تفوق الحد ..في عالم آخر لا تشعر بأي من حولها ؟


كل الطرق أصبحت تؤدي إلي الجحيم ذاته؟ يقولون إن النساء هبة من الله لرجل ..لايجب أن تمس و لو حتى بكلمة.. إذا ما هذا الذي على جسدها؟ ما هذا الذي على وجهها؟ لما كل هذا الألم الذي تشعر به؟ لما أليس هي من نساء ؟ أم هي نوع آخر ليحدث بها كل ذلك ؟


لتشرد في تلك التفاصيل واللحظات التي عاشتها مع نيكولا وكيف استطاع يخدعها وزيف كل ذلك؟ أحضر لها الوظيفة التي كانت بحاجة إليها؟ اعترافات حبه الدائمه؟ عشق وغرام الذي كأن يبثه كل ليله لها؟ غيرته الشديدة عليها الذي اشعرتها بحبه.. واثبت انه رجل نبيل وشجاع وتحمل المسؤولية عنها عندما أخذ منها الهاتف ليسلمه للشرطه حتى لا تتعرض لاي اذى!! وكل ذلك بالاخير كانت مجرد خدعه واكاذيب.


اغمضت عينيها بألم ولمست بقعة الارض التي بجانبها.. كان الالم هو الذي يسيطر على جـ.ـسدها لا متعة ولا اي احساس اخر .. فتحت عينيها مره ثانيه وهي مازلت ملقاة على الارض تتجرد من الثياب ولكن اثار الضرب و اغتـ.ـصابها العنيف ذلك ظاهرة ..لم يكن أي اثر احد بالغرفة معها و حمدت الله على ذلك ... 


ثم نهضت تلملم ثيابها تريدها رغم تمزقها .. خرجت من الغرفه تسير على قدمها الحافيه لم تشعر بألم ولا بنظرات الجميع التي بدات تصوب نحوها بدهشة ..و لكن لم تهتم ولا تشعر بشئ سوى ان الهواء يصطدم بجـ.ـسدها ليجعل الام بجـ.ـسدها تستفيق .. وفجاه شعرت بشئ يسيل على شفـ.ـتيها، رفعت يدها تلمس شفـ.ـتيها كانت الدماء عليها لتتذكر عندما رفضت ان يلمسها بدا يصـ.ـعفها و يعنفها بشده لتستسلم له... بدأت تهبط من فوق السلالم وهي محطمة. 


كانت شويكار جالسة بيدها كأس من الخمر وباليد الآخرى تسحب أنفاس من السيجار من بطيئة وتخرجها على هيئة حلقات من الدخان الأبيض .. وكانوا الفتيات علي الجانب الآخر يجتمعون حول مائده الطعام يتناولون بصمت لكن عندما شاهدوا اليزابيث توقفوا عن الطعام بدهشة لينظرون اليها بفضول.. بينما تنهدت هانا بعطف عليها وهي ترى حالتها تلك الميؤوس منها...


رفعت شويكار أنظـارها إلي اليزابيث لتتعلق عينـاها بتوقفها أمامها وحالتها الهزيله تلك، اتسعت ابتسامتها الخبيثة وهي تردف بمكر 


= أرى أنك استمتعتي بقدر ما استمتع ذلك الزبون معك، حتى قبل أن يغادر ، ترك لكٍ بقشيشًا أكثر من المال الذي أعطاه إلي ليام .. ما رأيك في العمل ، أليس كأن جيدا؟ أعتقد الآن أنك يجب أن تغيري رأيك بعد ما حدث؟ ولم يعد هناك مكان لكٍ اخر غير هنا بيننا


صمتت اليزابيث قليلاً وهي تدقق النظر بذلك الوجه القبيح الذي غرقت في بحور الجحيم بسببه ثم اردفت وهي تشدد فوق كلماتها ببطئ 


= اذا انتهيتي من هذه السخافه اؤمري رجالك أن يتركوني ارحل من هنا، قد اخذتي اخير ما لدي و لم يعد هناك شيء اخر املكه


كانت كلماتها قاسيه وموجعه حقا...عقدت حاجبيها هانا بيأس من عنادها فهي تعرف جيد انها مهما فعلت لم يخرج بيديها شئ.. 


ألقت شويكار السيجار بالأرض بعنف ثم نهضت  بسرعه و تقدمت منها بغل وحقد تمسك مقدم الفستان الذي ترتديه بقوة تجذبها لدرجة انها اصطدمت بـ.ـصدرها من شدة الجذب و رأيتها تدير وجهها و تنظر لها بغضب و اردفت بحقد تزمجر


= لا ما زلتٍ تملكين الكثير وانا لم اتخلى عنك... ونصيحه مني توقفي عن احلامك من الرحيل من هنا لاني لم اتركك ترحلي .. لا افهم ما بكٍ، هل تتوقعي ببساطه هكذا سيستقبلونك عائلتك بعد ان اصبحتٍ وصمه عـ.ـار بالنسبة لهم؟ انظري الى الامور بواقعيه اكثر لم يعد لكٍ مكان غير هنا بعد الان 


تركتها شويكار بحدة وهي تهمهم بصوت بارد باستفزاز 


= حتى أنني كنت أفكر في تغيير اسمك .. اسم إليزابيث ثقيل وصعب على البعض الآخر .. هممم ، ما رأيك في لوسي؟ يعجبني ، وسيصبح اسمك من الآن وصاعدًا... أهلاً بكٍ لوسي في عالمي!!. 


انسابت دموعها بألم وحسره علي ما عشاته بسبها، و بدأ يهلكها الارهاق والتعب ..مع الاصطدامات العنيفه التي تعرضت لها شعرت بألم يعتصر كل جـ.ـسدها و ازداد وهي تقول بصوت مرتجف بتصميم 


= اسمي اليزابيث وسوف اظل طول حياتي... اليزابيث.. انتٍ تعتقدي انك انتصرتي علية عندما ارغمتيني على فعل ذلك.. وبالفعل قد اخذتي ما امتلكه رغم عني.. بالاجبار! حتى افقد الأمل واستسلم لكم، لكن ما زلت على نفس قولي؟ لم اخضع لكٍ مهما حدث ومهما حاولتي ...وانا لم اكن واحده من افراد هذا المنزل 


كانت تستمع و عينـاها حمراء حادة وعروقـها بارزة بجنون وكأنها ستقتلها فهي أصبحت تكرة عنادها وعدم خضوعها لها، جذبتها شويكار و قامت بدفعها للخلف حتي ارتديت هي بقوه واصطدمت بالطاوله التي خلفها و اثرها سقطت بقوه على الطاوله و اوقعت الاشياء التي فوقها... الم يكفها ما حدث؟ تقلبت على جانبها و أمسكت بظهرها الذي تهشم تتأوه بألم.. و راحت تهدر شويكار بصوت ساخره


= لم أعد أنتظر رأيك ، في البداية كنت أحاول معك بطريقة لطيفة .. لأن لدي قلب طيب! لكنك الآن أخرجتي أسوأ ما فيه ، لذا تحملي القادم.


وبنبرة غاضبة هتفت شويكار بقولها بصرامة


= هكذا ستكون الأمور مثلما أنا أريد ... لهذا عليكٍ أن تعتادي على هذا الوضع رغما عنك...و إياكي أن ترفضي لي طلب مرة أخرى.. مفهوم


لم تجيب اليزابيث عليها لكن أمرت شويكار ليام بان يصطحبها الى غرفتها الجديده وفعل ذلك كعادته دون اعتراض.. حتي بعد أن ادخلها بالقوة خرج من الغرفة بعدما أغلق الباب بقوة... ولازالت اليزابيث تحت الصدمة لم تتوقع أبدا يوما أن يحدث كل ذلك معها ويعاملها أحد مثلهن بهذه الطريقة كادت تختنق.. وجـ.ـسدها كله يرتعد.  


سقطت بالأرض بضعف شديد واصبحت تبكي بهستريه فهي لم تشعر من قبل بالضعف كما شعرت اليوم، انها الان مثل طائر قد كسرت جناحه ولم يعد باستطاع الطيران مجددا 


تحاملت على نفسها لتنهض تأخذ حماما تحاول أن تغسل به أي اثر له عليها.. ذهبت نحوه المرحاض ثم اخذت حمام ساخن بعد أن خلعت الفستان المقطوع بشده مين وحشيه اغتـ.ـصبها دون رحمة، شعرك بالاختناق من كثر البكاء و الالام بجـ.ـسدها حتى ظلت وهي تستحم تغسل جـ.ـسدها بعنف شديد وقسوه ودموعها تتساقط بضعف، جلست بالبانيو و هي تبكي بحرقة و تفرك جـ.ـسدها بعنف

متعمد إلى أن ادمت يدها ...صوت بكاءها اخذ يتعالى و صارت تصيح و هي تنتحب باكية متالمة لما وصلت اليه الأمور...


بعد فتره خرجت من المرحاض بعد مده وهي ترتدي بورنس طويل، فهي لا تمتلك ملابس هنا بعد ثم استقلت على الفراش بعد ان أحكمت البرنس.. وفي نفس اللحظه انفتح الباب لتدلف تلك الفتاتين الذي يدعون جومانة و هانا ..!! 


❈-❈-❈


مدت هانا يدها لتلامس وجنة اليزابيث التي تلطخت باللون الاحمر بسبب صفعة طبعت عليها وقالت بقلق


=هل ضـ.ـربك بقوة؟ اي يؤلمك ذلك


قالت اليزابيث وهي تبكي وتعصر يدها بعيد عنها 


= انا بخير .. دعيني فقط بمفرده..ما الذي تريدي مني انتٍ ايضا ،ابتعدوا عني واتركوني بحالي


ابتسمت جومانه ابتسامة صفراء لتضم لتلك البائسة ..و كانت تضع مساحيق التجميل بطريقة مقرفة ومبالغ فيها هاتفه بصوت بارد


= اهدئي يا فتاه ليس نريد منك شيء جئنا لنواسيك


أقتربت اليزابيث لتندس في فـ.ـراشها وتغطي جـ.ـسدها بالكامل و اقتربوا منها الفتيات بجاور فراشها وقالت وهي ترتجف خائفة لتزفر بعمق وحدة مسموعة بصلابة 


= لا اريد منكم شيئا غير حريتي


تقوس جومانة فمها باستهزاء وهي تتجرع من كأس الخمر الذي بيدها ببرود قائله بابتسامة ساخرة


= لا تزال على نفس الحديث، يا عزيزتي إذا كان هناك حل آخر يساعدنا على الخروج من هذا المستنقع القذر، فكنا ما فعلناه دون تفكير ولم ننتظر هنا دقيقة واحدة.


زفـرت اليزابيث بصوت مسمـوع، وداخلها شيء لا يستوعب حتى الان ما يحدث !! قلقها وخوفها أصبح كالأشواك ينغـزان داخلها.. رفـعت هانا أنظـارها لها لتتعلق عينـاها بحركتها وهي تعض على شـ.ـفتاها الصغيرة لتمنع بكاءهـا بصعوبة، ومن دون تردد 

قالت هي بنبرة تصارع الحنان


= الافضل لكٍ ان لا تصمتي.. و أخرجي ما بداخلك حتى تشعري ببعض الراحه.. نحن لا نريد اذيتك ولا تخافي منا احنا بالأخص جمعنا هنا مرينا مثلما مر عليكٍ، و أنا أعرف جيداً هذه الألم لذلك نحن بجانبك ستواجه صعوبه في النوم لأنها الليله الاولى لكٍ هنا.. و ستظلي تفكري بما حدث.. لذلك تحدثي ولا تكتمي الألم بداخلك؟   


أسندت اليزابيث جـ.ـسدها للخلف بتوتر ثم نطقت بحدة عدائية تنبع من جوفي عينيها الزرقاء 


= و ‏من أخبرك إنني لو تحدثت عما بداخلي سارتاح؟ ما بداخلي يقتلني ولو أخرجته اشعر بالالام تتزايد اضعاف ولا احد يساعدني 


تابعت وانسابت دموعها تتساقط وصوتها يخرج مقهور متغللًا ايـاها نغمات مضطربة وهي تردد بصوت مبحوح 


= لما يحدث لي كل ذلك؟ انا طول حياتي ما آذيت شخص ولا تمنيت الشر إلي أي شخص ورغم ذلك تألمت من الجميع ..أشعر كاني أبلع جمرا و ادعي أنها مكعب ثلج ..و‏اتظاهر بأن كل ما حدث لي كان عاديًا، بينما هو يؤلمني، يؤلمني جدًا.


اقتربت جومانه تعطيها كأس الخـ.ـمر وهي تقول علي مضض


= خذي اشربي كاس من الخمره سوف يساعدك على الاسترخاء والنسيان قليلا


هزت اليزابيث رأسها نافية وهي مرددًة بأصرار 


= لا اريد ..وابتعدي عني أشعر بالغثيان والقرف منه


مطت جومانه شفتاها وأخبرتها ببرود وبصوت قاسي 


= كما تحبي ،لكني أراهنك ، بعد أيام قليلة ، ستحبي أن تشربي الخمر ، وستطلبي مني بنفسك ذلك .. أنا أخفي بعض الزجاجات وأحضرها إلى المسكن و أسكبها لنا جميعًا ... يساعدنا جميعًا على الاسترخاء وتحمل ما يحدث هنا لنا.


نظرت اليزابيث إلي جومانه بغضب وعينيها تقدحان نارا وهي تقول بصوت غاضب بشده


= لكن انا لم اظل هنا كثيرا بالتاكيد سوف اجد مهرب من هنا انا ليست مثلكم ولم أخضع إلي تلك السيده ابدا


ضحكت جومانه بشده عليها باستفزاز وهي تجيب من بين ضحكاتها العالية باستخفاف


= جيدا جدا استمري هكذا و أفعلي كل ما يطلع معك حتى بعد كل ما حدث مزال لديكٍ امل ان تخرجي من هنا وتعودي الى عائلتك .. لا اصدقك حقا 


نظرت إليها هانا بضيق شديد وقالت بصوت منخفض بتحذير


= جومانه اصمتي قليله الم تري حالتها توقفي عن ذلك الحديث واتركيها بحالها 


قالت جومانه بنظرة باردة تصدر من عينيها السوداوتين هاتفه بجدية


= ما بكٍ انتٍ الاخرى لا اريد منها شيء ،أنا أنصحها يجب ان تعلم انها لم تخرج من هنا مهما فعلت ، وإذا نجحت في ذلك رغم انه احتمال ضعيف سيكون بانتظارها عقاب قاسي جدا من الكونتيسه.. لذلك الافضل لكٍ لا تحاولي ..جميعنا متشابهين هنا .! مجرد إله لأجل مـ.ـتعة الرجال 


حينها صمت اليزابيث تشعر بنزيف روحها وكرامتها تدمر بطريقة أسوء واقسى مما تتخيل ،كانت دموعها كجريان الأمطار على نهر من الكبت والألام تهبط.. ظلت دموعها تهبط بصمت.. وبعد فترة الفتيات ذهبوا وتركوها بمفردها وبالفعل لم تعرف طريق للنوم تلك الليلة وظلت مستيقظه تفكر فما حدث.. حتي أنهارت في وصلة بكاء عنيفة تعبر عن الألم الذي تشعر به..........!



يتبع.