-->

رواية جديدة لا يليق بك إلا العشق الجزء الثاني لسماح نجيب اقتباس

رواية جديدة لا يليق بك إلا العشق الجزء الثاني

من قصص وروايات الكاتبة سماح نجيب

الجزء الثاني من رواية لا يليق بك إلا العشق


الاقتباس الأول


لم يكن وجود ذلك الشاب بالقصر مرحباً به من جانبه هو فقط ، وكيف يأمن وجوده بالمنزل ، وهو يراه يذهب هنا وهناك ويجلس مع أفراد عائلته ، بل إستطاع أن يحوز على محبة الجميع عداه هو ، ولكن ربما ذلك عائد لخوفه الشديد من تلك الخواطر والهواجس ، التى بدأت تملأ رأسه ، من أن يحاول جذب زوجته إليه ، خاصة الآن والطرق بينهما صارت مسدودة وكأن ليس هناك سبيل للعودة ثانية 


خرج من دوامة أفكاره وشروده وتأمله ، على صوت الصغير ، الذى اوشك على إتمام عامه الأول بعد بضعة أيام ، ويبدو عليه أنه إستيقظ من نومه بعد غفوة دامت لمدة ساعتين 


فأقترب من الفراش حاملاً إياه مبتسماً وقال :

– صحيت يا حبيبى 


رفع الصغير يداه الصغيرتان والناعمتان الملمس وجذب تلك النظارة الطبية الأنيقة الموضوعة على وجهه ، فقهقه الصغير كأنه ألقى إحدى الدعابات ، فما كان منه سوى أن ضحك هو الأخر وقبل وجنتيه المكتنزتين


ولكن سمع "راسل" صوت طرقات على باب الغرفة ، ففتح الباب وأخبرته الخادمة بأن والده يريده بشأن أمر هام ، فصرف الخادمة مع وعده بالذهاب إليه 


فبعد خمس دقائق هبط الدرج وهو يحمل الصغير ، الذى لا ينفك عن العبث بنظارته وأزرار قميصه ،التى ربما وجدها طيبة المذاق بفمه ، الذى بدأت تتشكل به أسنانه البيضاء الصغيرة


وصل "راسل" لغرفة المعيشة وجد أبيه ورجل لم يعرف من يكون ، ولكن على أحد المقاعد كانت "حياء" جالسة بصمت تضم يديها كأنها بإنتظار قرار مصيرى ، فما أن وقع بصرها عليه ، حتى أرسلت إليه عيناها نظرات باردة ، تنم عن مشاعرها المتبلدة بتلك اللحظة خاصة وهى تراه يحمل الصغير 


فتبادل معها النظرات الباردة وهو يقول بصوت كالصقيع :

– خير كنت عايزنى فى إيه ، ومين الأستاذ


لم تكن نظرات أبيه ودية ، إذ شمله بنظرة باردة هو الآخر رافعاً عصاه كأنه يشير إليه وقال بأمر لاجدل فيه :

– ده المأذون علشان تطلق "حياء" لأن مش هخليها على ذمتك دقيقة واحدة كمان وهى موافقة أنك تطلقها وكل واحد يروح لحاله ، وكمان علشان لما عدتها تخلص هجوزها واحد تانى

❈-❈-❈


لاشئ يؤنسها بليالى الشتاء ، سوى كوب دافئ من مشروبها المفضل ، وجلوسها قريباً من النافذة ، حدقت بالساعة المعلقة على الجدار ، فوجدت الوقت قد تخطى التاسعة مساءً ، فلما تأخر هكذا بالعودة للمنزل ، خاصة بهذا الطقس المطير ، ولكن عادت و تذكرت منذ متى وهو يعود إليها باكراً  ؟ فهو يرحل مع أول خيوط النهار ، ويعود بعد أن يدركها النعاس وهى جالسة بإنتظاره ، فإنتظارها له يشبه إنتظار المطر بموسم الصيف الحار ، والذى تأبى شمسه الرحيل ، فبكت تزامناً مع سقوط قطرات المطر ، فكلاهما يتشابهان فى الصدق والنقاء ، وكلاهما قادم من الأعماق


سمعت صوت جرس الباب ، فأزالت عبراتها وتركت مكانها لترى من القادم ، لعله عامل توصيل الطلبات للمنازل ، قد أتى لها بما سبق وأوصت به إحدى المتاجر المجاورة الخاصة ببيع المستلزمات المنزلية من خضراوات وفاكهة وما شابه 


فتحت الباب ولكن أصابتها الدهشة من رؤية صاحب المتجر ، والذى نشأت بينه وبين زوجها صداقة قوية، يحمل لها أغراضها ، فهتفت به بشعور طفيف بالخجل :

– هو حضرتك اللى جايب الطلبات بنفسك


مدت يدها لتأخذ منه الأكياس البلاستيكية ، فأبى أن تحملها وأصر هو على وضعها بالداخل ، فوجدته يقتحم الصالة وهو يقول بصوته القوى :

– لاء عنك أنتى دا الأكياس تقيلة عليكى 


رغم شعورها بالإستياء من فعلته ، إلا أنها ذهبت لتجلب له النقود ، فولجت غرفة نومها تبحث عن حقيبتها ، وجدت الحقيبة على منضدة الزينة ، فتحتها وسحبت النقود ، ولكن ما أن رفعت وجهها ونظرت بالمرآة وجدته يقف خلفها قريباً منها 


فدارت على عقبيها صارخة به :

– إيه ده أنت إزاى تدخل هنا أنت أتجننت أتفضل أطلع برا


لم يؤثر به صياحها وعلامات الحنق التى أعتلت قسمات وجهها ، فقطع المسافة الفاصلة بينهما وطوقها بذراعيه قائلاً برغبة مجنونة :

– أنتى حلوة أوى وتجننى كمان ، دا أنتى خسارة فى جوزك ده ، صدقينى أنا حبيتك من أول دقيقة شوفتك فيها ، أنا هقدر أسعدك أكتر منه ، أطلقى منه وأنا هتجوزك ، أنا كل ما أشوفك معاه بتجنن


ماذا يقول ؟ وماذا يفعل ؟ فهى تنظر إليه بفزع وخوف، فهو كأنه عاشق مصاب بالهذيان ، وضعت يديها على صدره ودفعته عنها قائلة بحدة :

– أنت إيه اللى بتعمله وبتقوله ده أنت مجنون


إستطاعت التخلص من ذراعيه ، فأطلقت لساقيها الريح لتركض خارج الغرفة ، ولكن ما أن وصلت للباب أصطدمت بزوجها ينظر إليها بعينين قاسيتين ووجه كأنه قد من حجر ، أرتعشت شفتيها وهى تحدق به حائرة مذعورة ، ووقفت أمامه دون حراك وغير قادرة على أن تفه بكلمة واحدة ، ضاعت الكلمات وعقدت الدهشة لسانها وحبست الصدمة كلماتها فى حلقها 


إلا أنها سمعت صوت يأتى من خلفها وهو يقول بصوت مرتجف :

– أنا مش عايزك تفهم الموضوع غلط 


حدق بهما بقسوة ومرارة ، فيما غابت الدماء من وجهه ، ثم وثب عليه ، فصرخ به بعدما طرحه أرضاً وجثى فوق صدره :

– عايزنى أفهم إيه لما الاقيك مع مراتى وفى بيتى وفى وقت زى ده ، هى دى أخرة الصحوبية يا ندل


حاولت هى فض العراك بينهما ، فتشبثت بذراع زوجها وحاولت جذبه إليها ليتركه قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة ، فدفعها عنه بقسوة وحدة وأرتطم رأسها بحافة الكومود ، فتأوهت بألم وسقطت مغشياً عليها والدماء تسيل من رأسها بغزارة.

يُتبع..

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة سماح نجيب من رواية لا يليق بك إلا العشق، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية و حكاية


رواياتنا الحصرية كاملة