رواية فاتنة والهوى - بقلم الكاتبة أميرة أحمد - الفصل الرابع
رواية فاتنه و الهوى
بقلم الكاتبة أميرة أحمد
الفصل الرابع
رواية
فاتنة والهوى
"ماذا حدث لينقلبوا هكذا؟ بأى لعنه قد أصابتهم ليتحول كل الحب الذى بينهم إلى عداوة كبيرة لن ينهيها الزمن"
أنطلقت رصاصه بدر سريعا نحو وجهتها و الجميع فتح عينيه على وسعها منتظر سلسال الدم الذى سيبدأ مرة أخرى من جديد ، و والدته التى أغمضت عينيها و هى واقعه مكانها على ألارض بصدمه لما فعله أبنها
و الرصاصه التى رأتها تمر أمامها لقتل من قتل أبنها و التار الذى لن ينتهى حتى يتم أخذة من بدر الذى قتل أبنهم
لكن هى من ستخسر فقط فقدت أبن لها و الثانى بالطريق اى عقاب تناله ألان جزاء فعلتها؟!
أغمض مصعب عينيه بقوة أستعداد ليلقى حتفه و كى يرتاح من عذاب الضمير الذى مازال يلاحقه منذ وفاة حسن، فهو السبب حتى لو هذا الشئ ليس بيديه لكن هو من دفعه لهذا
لكن دقيقه ثم الثانيه و لم يكن شئ قد أصابه فتح عيونه على وسعها وهو يدرك أن أحدهم واقف أمامه يحميه ألان
نظر أمامه سريعا و وجد ما قد أخاف منه، و أن من أمامه هى
حبيبته ثم قال
بصدمه" جوهرة"
فتح الجميع عينيه سريعا بصدمه بعد جملته تلك و كانت أول من فعل والدتها التى صرخت بشدة لأبنتها و هى تقول
" جوهرة بنتى"
أقتربت سريعا منها و هى ترأها تقف أمام مصعب و لكن لحسن الحظ لم يصيبها شئ
أحتضنتها والدتها بشدة و هى تبكى و قالت
بلهفه أم" إى إللى أنتى عملتيه داا يا جوهرة؟ ليه كدة يا حبيبتى "
و جذبتها أكثر لحضنها و هى تقول ببكاء" كويسه يا قلب أمك مش كدة؟"
أومئت جوهرة بخفوت و هى تنظر بطرف عينيها لمصعب الذى يتألم بشدة عندما رأها تبتعد بعينيه عنها هكذا
وضع يديه على موضع قلبه الذى يتألم ولا يعرف هل يسعد لفعلتها تلك و إنها أنقذت حياته! إم يحزن لأبتعادها و جفائها معه؟ و من يلومها
هى محقه بكل ما فعلته و لديه كامل الأعذار لكن هو لا يتحمل بعدها عنه و الله لم يتحمل.
أبتعدت جوهرة بعينيه عنه و يؤنبها عقلها لأنها قد عادت و فتحت تلك الصفحه التى أغلقها مجددا، لكن ماذا بيديها أن تفعل و فكرة أن تراة على حافه الموت تدفعها للجنون
فمهما هى أنكرت فهى لا تقوى أبدا على فراقه.
أقترب منها بدر و هو يقول بعدم تصديق
" اى إللى عملتيه داا أنتى أتجننتى؟"
و كان على وشك صفعها لكن وقفت والدتها و مصعب أمامها ك حمايه
فأبتسم بدر بسخريه شديدة و قال " بتحاولى تدافعى عن مين هااا؟ بتحاولى تدافعى عن مين ؟ عن إللى قتل أخوكى بدم بارد؟ بدل ما تقتليه أنتى بتدافعى عنه "
و لم تجيب جوهرة التى خفضت وجهها فى ألارض و بدأت تبكى مثل والدها الذى خفض وجهه فى ألارض و بكى بتألم على فراق أبنه الصغير
أقترب بدر منها و هزها بعنف و قال بصراخ
" ردى علياا بتدافعى عن مين دلوقتى؟؟ و لو كانت جات فيكى كنتى فرحتى؟
ردى عليااا"
رفعت جوهرة نظرها إليه و قالت بصراخ " ياريت.. ياريتها كانت جات فيه عشان أرتحت
أرتاح منكم و من التار إللى ليل نهار بتتكلم عليه و عايز تاخدة و فاكر أن الدنيا كدة هتتحل و الموضوع هيتقفل، ياريتك قتلتنى بدل ما كل دقيقه بتبصلى و كأنى السبب فى موته ولا إللى قتلته بأيدى، عشان أنت مش مستوعب ولا عايز تفهم أن هو إللى طخ نفسه، ياريتك كنت قتلتنى عشان ينتهى سلسال الدم إللى مالوش نهايه داا "
صاح بدر بها بصراخ " و كأنك مش السبب ف موته ؟ لا أنتى زيك زيه"
نفت جوهرة بصراخ شديد و هى تقول
" لا مش السبب و متحاولش تشيلنى ذنب مش ذنبى أنت سامع؟؟"
كان بدر على وشك ألاقتراب منها و صفعها لكن أوقفه صوت الشيخ عزت الذى دخل و سمع حديث جوهرة بأكمله ثم قال بهدوءة المعتاد
" بس جوهرة معاها حق يا بدر يا أبنى"
كأن أول من رأة هو متعب الذى أقترب منه يساعدة على الدخول ثم حول الجميع نظرة إليه يستفهم عن حديثه
فأبتسم عزت لبدر و قال " اى يا بدر مش هترحب بياا؟"
و كما هو واقف بهدوء أجاب " نورت يا شيخ عزت"
أبتسم له الشيخ عزت و هو يقترب بهدوء منه يأخذ منه المسدس الذى بيديه و
ثم عاد للخلف قليلا يستخوذ أنتباة الجميع وهو يحرك هذا المسدس بيديه
و نظر لجوهرة قليلا ثم أبعد نظرة عنها و هو ينظر لفايز و قال بهدوء
" الباقيه فى حياتك يا فايز "
فايز بحزن " حياتك الباقيه يا شيخنا"
نظر لفايز وهو يقترب منه و جلس أمامه و قال
" الله من أعطى و من أخذ يا فايز"
" و داا نصيب حسن مهما أنكرنا داا ، ف ليه مننهيش العداوة دى إللى هتقضى على إللى بينكم و أنتم أخوات قبل كل حاجه"
رفع فايز عينيه له و هو يستمع لحديثه
مع صياح بدر الذى قال " مش هننسى تارنا يا شيخ عزت و إللى قتل أخويه هيحصله"
نظر الشيخ عزت له و قال بهدوء
" و داا قانون مين يا بدر؟ عايز تشيل مين تانى قتله؟ شويه مصعب و شويه جوهرة؟ رغم أن المسدس عليها بصمات أخوك عايز اى عشان تصدق أن داا نصيبه و دااا قضاء و قدر ؟"
ضم بدر قبضته بعنف و قال
" قضاء و قدر لمى يكون راجعراجع من شغله و مات، أو قاعد معانا بياكل و يموت لكن مش نبقى نسيبه هنا و أحنا فى الحفله نرجع نلاقيه مقتول"
و نظر لجوهرة و قال بغضب" و خصوصا إللى كان موجود وقتها مش راضى يقول أتقتل أزاى؟ "
نظرت جوهرة له و هى تبكى و قالت بأنفعال" عايز تعرف مات ازاى ؟ دلوقتى هقولك يا بدر عشان تريحنى و ترتاح"
و فتحت فمهما لكى تخبرة لكن أصمتها الشيخ عزت الذى قال
" و إللى معاة الدليل أنه هو داا نصيبه و أن هو إللى قتل نفسه ؟ هااا تنسى العداوة دى يا بدر ؟"
نظرت زينب سريعا له و هى تقول بلهفه
" معاك الدليل؟ ورهولى يا شيخ عزت ورهولم و أنهى العداوة دى "
أبتسم الشيخ عزت لها أبتسامه صغيرة دليل على موافقته و نظر لفايز الذى قال
" ورهولى"
أخرج الشيخ عزت من جيب عبائته فلاشه صغيرة فأسرع فايز وهو يتحرك بها حتى وضعها فى شاشه العرض
و كان على وشك تشغيله لكن أوقفه بدر الذى قال
" و حتى لو شوفته يا شيخ عزت تار أخويه هاخدة"
و أشغل الشاشه و أنفتح التسجيل و نظر الجميع بأهتمام ماعدا جوهرة التى أغمضت عينيها فهى تعلم و تتذكر جيدا ما حدث
و سرها هى و مصعب إلذى سينكشف ألان
كانت تمشى جوهرة بجانب مصعب حتى ظهر حسن لهم و هو يمسك مسدسه فى يديه و كان على وشك قتل مصعب لولا أنه تفادها بجدارة ثم القتال العنيف الذى حدث بينهم، و كل هذا و حسن كان يمسك مسدسه ثم أنتهت بموته
أغمض متعب عينيه براحه وهو يجلس مكانه على ألارض و هاا قد أنكشفت الحقيقه و أن ليس لأبنه اى ذنب، و فايز الذى فعل مثله و لم تتحدث
نظرت زينب لوجه حسن الغارق فى دماءة و قالت ببكاء " حسن "
و لكنها مسحت دموعها سريعا حتى تغلق هذا الموضوع و هى تنظر لبدر و قالت
" دلوقتى شيلت الموضوع من دماغك؟ شيلته ولا لا يا بدر؟*
ضرب بدر يديه فى الحائط و قال بصراخ
" حسن مش مجنون عشان اول ما يشوفه يجرى عليه و يبقى عايز يقتله سامعانى؟ أخوياا مش مجنون و فى حاجه حصلت عشان تخلى حسن يثور بالشكل دااا "
و أقترب من مصعب و هو يجذبه من لياقته و قال بصراخ
" قولى.. قولى عملت اى عشان أخويا يبقى بالشكل داا رد علياا "
و لكمه بعنف على وجهه و مصعب صامت لا يتحدث لأنه يريد أنهاء هذا الموضوع للأبد
ظل بدر يلكمه و والدته تصرخ أن يتوقف لكنه لم يفعل حتى أقترب منه فايز و أبعدة عن مصعب
و صفعه بشدة جعلت جميع الموجودين يشهق بشدة من فعلته التى فعلها لأول مرة
و نظر له بقوة و قال " أنا سيبتك لحد دلوقتى عشان كان معاك حق و حق أخوك و عايز تاخدة لكنك أتماديت فى الموضوع داا، و قليت أدبك و نسيت أن داا عمك و داا أبنه
و حتى أختك مسلمتش منك
و حتى لمى وراك الشيخ عزت أن حسن إللى كان عايز يقتله مهتمش و إللى ف دماغك ف دماغك بس دلوقتى بقولك فوووق لأفوق أنك و يبقى مبقاش عندى ولاد خالص "
و أبتعد عنه وهو يتحرك جهه الشيخ عزت و قال بصوت خافت
" جبت منين التسجيل داا "
نظر له الشيخ عزت و قال "
داا الفاصل بيت أبو السعد و بيتك و انت عارف أن أبو السعد حاطط كاميرات ف رحت هناك و دورت لغايه ما لقيت دااا"
و عشان كدة جبته و جيت على هنا بسرعه عشان ننهى العداوة دى "
أومئ فايز و هو يضع يديه على قلبه و قال
" أنا نهيتها خلاص "
نفى الشيخ عزت حديثه و أقترب منه و قال
" العداوة دى مش هتنتهى غير لمى تتنسبوا عشان ترجع الميه لمجراها تانى و تقابل أخوك و تصفاله و هو كمان، أنا عارف أن ممكن دااا تشوفوة صعب بس داا الحل الوحيد و إللى لازم تعملوة، كنتم أيد واحدة لحد النهاردة و هتبقوا"
وقع الخبر عليهم كالصاعقه و هم ينظروا للشيخ عزت الذى إلقى جملته ثم حمل عبائته و قال
بهدوء " فكر يا فايز و أنت كمان يا مصعب و قرروا
مع أن الحل فى أيديكم بس داا قرراكم"
و رحل بهدوء شديد مثلما دخل بهدوء ...
❈-❈-❈
هزت والدته رأسها بنفى و هى تقول " مستحيل لااا مستحيل أجوز بنتى لأبنهم"
و نظرت لمصعب و قالت بصوت باكى" مستحيل مش هستحمل لااا"
لكن بدر لم يكن يستمع لها فعقله واقف على حديث الشيخ عزت و أنهم يجب أن يتزوجوا يتزوج هو و فتون تلك ألاميرة الحالمه التى طالما يحلم بها منذ سنوات يرأها فى أحلامه و فى واقعه
و كم كان يتشوق حتى يأتى ذلك اليوم التى تكون فيه زوجته ملكه وحدة، لكن هذا الحلم الجميل دوما كان يتحول لكابوس بسبب والدتها التى أخبرته كثيرا أنها لن تزوجه منها
لكن اليوم هاا قد أتت له على طبق من ذهب لتصبح زوجته و بين ذراعيه ملكه
هز رأسه ف عن اى رفض تتحدث والدته! لقد نسى تار حسن و موته من ألاساس و كل ما يفكر به ألان هو كيف سيحصل على تلك الجميله و تكون ملكه!
كيف سيكسر غرور والدتها عندما تراة زوجها بنهايه ألامر
كيف سيتحمل قلبه هذا الخبر ؟؟
و لم يكن فايز أقل منه نظر لمصعب و عادت ذكرياتهم معا تلوح فى عقله، دوما كانوا معا شراكتهم كل شئ
و لكن ألان كل هذا على المحك
و لم يكن مصعب أقل حاله من بدر فبعد أخر شئ قد حدث و وفاة حسن أيقن أن جوهرة بالنسبه له أصبحت بعيدة كل البعد عنه لكن ألان !
و جوهرة التى رفرف قلبها بهذا الخبر و مهما حاولت أن تنكر أن هذا الأمر لم يؤثر بها لكنه أثر بها و بشدة
خرجوا من شرودهم على صوت بدر الذى قال
" أنا موافق "
نظرت والدته له بصدمه فأكمل هو
" أنا مستحيل أنسى أن مصعب هو السبب فى موت أخويه حتى مهما قال إن داا مش بأيدة، و هفضل أحاول أخد تار أخويه مهما مر الزمن و عشان كدة موافق عشان أوقف التار داا كله، و نبدا من جديد و القرار يرجع ليكم "
و تحرك إلى أعلى بهدوء خلفه قلب يتراقص بشوق و لهفه لقدوم حبيبته إلى هنا
نظرت جوهرة لمصعب بتوتر شديد و هى تفهم نظرة عينيه تلك
فهزت رأسها بنفى لكنه كان قد سبقها عندما قال
" و أنا موافق "
وقف فايز و قال بهدوء رغم حزن قلبه
" و أنا موافق عشان نرجع الشمل إللى بينا رغم كل الخلافات دى، عايزين نرجع أيد واحدة تانى و ميكونش لينا ألا بعض، حسن معانا و مش هننساة بيوم و ليله بس على ألاقل نمنع التار داا منه أن يكبر علينا كلنا "
و نظر لجوهرة و قال " موافقه يا حبيبتى مش كدة ؟"
خفضت جوهرة عينيها و قالت " إللى تشوفه يا بابا "
❈-❈-❈
فى بيت متعب
كانت تجلس فتون فى غرفتها و تمسك كراسه الرسم الخاص بها و ترسم بها كعادتها حتى تتناسى قليلا عن هذا العالم و الوجع الذى قد أصابهم بعد موت حسن
دقيقه و الثانيه و دقت الخادمه على بابها و هى تقول
" متعب بيه عايزك تحت "
أومئت لها ببسمه و هى تقول " نازله وراكى"
و لم تكذب خبر فأغلقت كراستها و هى تنزل خلفها إلى ألاسفل لترى ماذا يريد والدها منها
دقت الباب و دخلت لوالدها و قالت ببسمه
" نعم يا بابا.. بيقولوا أن حضرتك عايزنى"
نظر متعب لها بتوتر و يعلم جيدا أن هذا ألامر سيزعجها بشدة لكن ماذا بيديه أن يفعل
نظر لها و قال " أقعدى يا فتون عايز أتكلم معاكى شويه"
نظرت له و بدأ يقص عليها ما يريد
نظرت لوالدها بصدمه و قالت : أنت بتقول اى يا بابا! عايزنى أتجوز بدر.. بدر أبن عمى طب أزاى ؟
أقترب منها والدها وهو يضع وجهها بين يديه و قال برجاء= داا الحل الوحيد يا فتون عشان نوقف الثأر إللى عايزين ياخدوة من..
و بلع ريقه و قال = من أخوكى!
فتون بقهرة= بس أنا مبحبوش.. عشان أخويا و عشان تنقذوة.. تدفنونى بالحياء؟
نظر لها والدها بضعف حقيقى لكن ماذا يفعل ف إذا لم تتزوج من بدر سيقتلوة إبنه.. أخيها.. إبنه الوحيد
و لهذا لم يتحمل وهو يقف
و ينظر لها بقوة خلفها قلب مشتعل و قال = و أنا قولت إللى عندى يا فتون .. إنتى هتتجوزى بدر إبن عمك.. و داا أخر كلام عندى!
يتبع...