قراءة رواية جديدة للذئاب وجوه أخرى5 لنورا محمد علي - الفصل 21
قراءة رواية للذئاب وجوه أخرى5 كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية للذئاب وجوه أخرى5 رواية جديدة قيد النشر
من قصص وروايات
الكاتبة نورا محمد علي
رواية للذئاب وجوه أخرى5
الفصل الحادي والعشرون
❈-❈-❈
أن ترفض الكلام لا يوجد مجال لطرح السؤال مرة أخرى نظر له ياسين نظرة أخيرة، وتحرك ليتركه ينهي ما يفعله، حتي يرجع إلى الوطن، كان كل واحد منهم سوف يرجع بطريقة مختلفة عن الآخر، وقد يكون على نفس الطائرة أو الباخرة ولكن لن يتلاقى في نفس الطابق او نفس الدرجة، وكأنهم لا يعرفون بعض.
ولكن هل هذه نهاية الرحلة!!
سؤال يطرح نفسه علي الجميع، ما الذي حدث مع رحيم في تركيا؟ ما الذي فعله رحيم هناك؟ هل انساق وراء مشاعره؟ وانقاد لها! ام استطاع أن يرجع؛ قبل ان يغرق نهائيا!
لكن كل ما حدث تترتب عليه احداث كثيرة قد تأتي، وتكون أسوأ من كل ذلك!
رغم انشغال والده في ما حدث، وتلك الحادث التي قامت بها سهام، إلا أن كل ما فعله كان مسجل على هاتف المحمول الخاص بالوحش، الذي لم يجد الوقت حتي يتفحصه وينظر الى محتواه، مما قد يؤخر المواجهة التي قد تكون كارثية..
❈-❈-❈
بينما هناك في أثينا كانت ماريا تدخل مع جورج، أمام خالها الذي لم تراه منذ زمن بعيد، وهي تقدم جورج له، وهي تنظر له بابتسامة:
ماريا.وحشتني.اوي.يا اونكل
ببتر.يحرك كفه على خدها وهو ينظر في عينيها كأنه ينظر إلى أخته الوحيدة التي ماتت منذ زمن وهو يقول:
_ انا ايضا اشتقت لكي ماري. ونظر الي جورج وعينه تسأل هل هذا هو؟!
نظرت له بابتسامة وكأنها تقول أجل هو ما أريد، هذا من سوف أكمل معه عمري..
نظر لها بيتر بابتسامة وهو يقول:
_ اتمنى لك السعادة يا حبيبتي، لكن هل انت متاكدة؟! هل هذا هو اختيارك؟!
ماريا: انت شايف ايه يا اونكل؟!
بيتر: شايف عيونك بتلمع.
ضحكت بمرح وهي تقول:مش بس عشان عيني بتلمع، اعتقد انني كبير كفاية عشان اقدر ما يناسبني واختار الرجل اللي عاوزة اشاركه عمري.
بيتر: طيب احنا مش هنتكلم واحنا واقفين. وانا لسه ما تكلماش مع جورج، وعارف كويس انك مش صغيرة وفاهمة وعقلك كبير، لكن حبيبتي انت عارفة أن زواجنا زواج ارثوذوكس، لا طلاق فيه..
جورج: انا فاهم حضرتك عارف اننا مسيحيين لا يوجد طلاق في ديننا انك عاوز تتاكد من إحساسها وبتشوف اذا كانت تريد بعض الوقت!
ماريا: بس اما فغلا اخذت الكثير من الوقت، لقد مرت سنوات وانا بافكر عشان أتأكد ان ما اشعر به، مش هيتغير وهو كمان كان عارف ده. ولكنه لم يفكر مرة فإن يقترب أو يصرح لي بمشاعره ودي كانت أحد الأسباب اللي خلتني اتردد..
ابتسم جورج لها وكملت
أنت تدرك يا اونكل اني مش عاطفيه بتلك الصورة، انا اختار قراراتي بالعقل، ولكني في هذا الأمر تركت القرار لقلبي..
ابتسم جورج مرة أخرى وهي تتكلم كان يتركها لتتكلم تقنع خالها الذي اقترب منه يربت على كتفه وهو يقول:
_ ماريا هي من بقت لي من اختي الوحيدة، لم يبق من العائلة الا انا وهي، أنت الآن جزء مننا ولن أتأخر عن تقديم الدعم لكم، ولكن أن اتى اليوم الذي لم تستطيع ان تضعها أمام عينك و أن تعطيها قلبك، لا تقترب منها بامكانك ان تتراجع الأن..
رد جورج: هل تظنني ارعن او أمرد طفل صغير أو مراهق غر يحركني اعجابي، ان لم اكن اريدها بروح وقلبي لن أطلب منها الزواج، انت قلت منذ قليل يا خالي هل تسمح لي ان اناديك خالي..
بيتر: بالطبع يمكنك ذلك..
تم الاتفاق على ميعاد مناسب لهم، فاتفقوا على كل شيء وها هو يضعها نصب عينيه، لن يقيم نصف إكليل سيتزوجان مباشرة ويأخذها في رحلة بعيدة، لن يقيم فرحا بصورة كبيرة او المبالغ فيها، فهم لا يملكون تلك العائلة الكبيرة رغم أنهم إن فعلوا في مصر سيحضر القطاع بأكمله، فهم أحد أفراد جهاز المخابرات المصرية ومع ذلك أراد أن يحظى بخصوصية و ذكريات لهم قد يعيشون عليها باقي العمر، لتستعيد تلك اللحظات الجميلة التي قد يعيشونها يوما ربما بعد 50 عاما!!
ليتذكراها هي الأخرى فالذكريات سفينة الأيام، التي لا ترثوا إلآ على ضفاف اصحابها حينما يرحلون بخيالهم الى الزمن البعيد.
وها هم يختزلون الذكريات..
❈-❈-❈
اما هناك كانت رهف الجبرتي، تقوم بما عليها القيام به، تعيش دورها الغير عادي كعميل خامل، الذي لا يظهر للنور، لا تظهر قوتها وقدرتها تتعامل مع الناس بهدوء، وروية حتى لو اضطرها الامر ان تستعمل قواتها التي تعد مبالغ فيها الى حد ما، هي لا تظهرها قد تقبل الإهانة دون ان تظهر قوتها، حتى لا تكشف ستر تلك السنوات الماضية التي عاشوها في هذه البلدة، فقط ليقوم بإنشاء جذر أساسي لتلك الشبكة التي ستبدأ بهم وتنتهي بأعضاء كثيرون غيرهم، قد يكون في نفس البلده او لا.
ها هي تتكلم بلغة أهل البلدة وكأنها عاشت فيها طول عمرها، نفس اللغة ونفس اللكنة، مثل زوجها هشام والذي يدعوه أهل القرية (بولس) كما يدعونها هي ب (هزان) حياتهم تختلف كل الاختلاف عن ما كانت في مصر حتى أنها تذهب إلى الكنيسة تصلي تظهر إيمانها تعرف المرأة المتدينة.
ولكن هي مرحلة يجب أن يعيشوا قد تتغير او يتغير الوضع والمكان، ولكن ما بين ذلك وذاك هناك بحر من الأفكار والعادات والانتماء الذي لن يتغير حتى لو كنت في قلب الجحيم، فأنت تنتمي الى بلدك الأم، التي تعمل بكل ما تمتلك من روح وجسد وتحقق أهدافها وتحافظ على امانها حتى لو لم تكن تعيش فيها..
❈-❈-❈
اما هناك في تلك المزرعة حيث يقيم حمزة الجبارتي، حياته مستقرة، يعيش في هدوء وروية يربي أنواع مختلفة من الحيوانات، ما بين البرية والمفترسة وحتى الاليفة، يعيش الحياة التي كان يحلم بها، بعد أن يتقاعد من العمل في الجهاز الذي يعد حساس كالمخابرات، وهو نفسه ممنوع من السفر لمده 15 عام وهذا حال الجميع، لا يستطيع أحد أن يخرج الي دولة اخري، بعد ان يخرج من هذا الجهاز، لا يسافر لأي سبب من البلد او الدولة قبل ان تمر سنوات وسنوات وتنتهي تلك المهمات التي قام بها.
وإن كان منصبة وما يملكه من معلومات، قد يشكل الخطورة على الدولة تحدد اقامته الي باقي حياته، ولكنه راضي كل الرضا وهو حتي الآن، يأتون إليه إلى الآن، ابنائه من علمهم في ذلك القطاع، رغم أنه لم يملك من أبناء إلا رهف الجبرتي، ويعتبر هشام زوجها هو ابنه الآخر.
إلا أن أحمد الديب، يعتبر ابنه البكري هو من دربه وصنع منه الوحش الذي الذي يعرفه الجميع، وهو فخور بما وصل اليه احمد الذي يرفض ان يشغل منصب المدير الفعلي للمخابرات، او بمعني اصح يكتفي بأن يعمل في الظل ..
❈-❈-❈
بينما سهام لا تترك تلك الاسرة كل يوم تذهب الى المستشفى تزورهم تقف بجوارهم، تحضر لهم الهدايا واشياء كثيرة تطمئن كل يوم على ذلك الرجل، الذي تكلفت عمليته مبلغ وقدرة، ولكنها إلى الآن لم تطمئن، لم يهدأ بالها رغم ان ما حدث كان، كأن الله ارسلها له، ليحضر له العلاج ومعاش مدى حياته ومساعدة فعليه في تعليم وزواج أولاده،
ولكن كل ما حدث وكرم أحمد الذي يعد حاتمي نسبة لحاتم الطائي، جعلها تنسى كل شيء!
حتى السبب الاساسي الا وهو ان ابنها ترك مكانه في الموقع، ولكن هل لو كان رحيم في خطر؟! وكان الوحش قد عرف! أنه ليس ذلك الرجل الذي يهمل ما ينتمي إليه! هو من يوفر حراسة لكل أفراد أسرته وأسرتها على مدار السنة، هل يغفل عن أن يطمئن علي ابنه في تلك المهمة وخاصة بعد ما حدث بعد المهمة الأخرى، بالإضافة إلى أن التقارير التي ارسلها ياسين كانت تؤكد ان هو قد أبلى بلاء حسن.
قام بتصفية عدد مهول دون ان يرف له جفن، إذا هناك علامة استفهام كثيرة تدور حول شيء اخر، ولكن اي منهم يعلم..
اما احمد كان يقلب في تلك الرسائل التي تراكمت على هاتفه المحمول، ينظر الى بعض المستجدات من أحد أعضاء القطاع، في بلاد اخرى، يتابعوا الجميع عبر هاتفك ويتابع جميع عبر تلك الشاشة العملاقة ولكن ما أن نظر الى ذلك الملف الذي أرسلته مجموعة الحراسة، التي كلف بها حراسة رحيم..
حتى وقف مترددا قبل أن يرى ما يخاف منه وهو يقول لنفسه:
_ ايه خايف من ابنك ولا من عاميله؟!
رد على نفسه وكأنه يحاورها: من الاتنين!
من امتي الوحش، بيخاف؟!
وحسم أمره وأمسك المحمول يشعر بالترقب ولم يخطا حدثه كالعادة، وكان رد فعله أن وقف، مكانه يشعر بأن شعر راسه يقف، كل ذره في في كيانه تنتفض ترتجف! وكأنه في هذه اللحظة نفكر في شيء واحد، أن يقبض بيده على رقبة رحيم.
ان يكون أول من يوقفه على الطريق السوي، ان يعيد ترتيب أفكاره، ويجعله يدرك أنه في مكان ومكانة لا تسمح له بالخطأ، ليس هم من يخطئون في حق انفسهم او دولتهم، وليس هو من يخطئ في حقه هو شخصيا!!
هو الآب؛ الذي كان قائد ومدرب وصديق! وكان في نفس الوقت هو الوحش الذي يزرع الرعب في قلوب من حوله؛ ومن ينتمون له خاصة في موجة غضبه!!
❈-❈-❈
في اللحظة التي كان فيها ياسين يطرق الباب حتي يسلم ملفات المهمة قبل ان يذهب الى بيته، كان يدخل يلقي السلام والتحية ويقول:
_ فاضي سيادتك؟!
نظر له احمد بعين تحميل مزيج من الأفكار لا يظهر منها شيء وهو يقول:
_ لو مش فاضي أفضالك.
ياسين: لا ده انا غالي عليك بقي
احمد؛: عندك شك؟!
ياسين: والله انا بدا الشك يتسرب لقلبي؛ بعد الكلمتين دول.
ضحك أحمد بصوت كله، وهو يقول:
_ ليه بس يا جوز اختي؛ تعال عملت ايه ياسين..
ياسين: كثير أوي، اتفضل ده تقارير المهمة كل حاجة مش زي ما سيادتك عايز بس، ده يمكن أحسن شوية كمان، المنظمه تعتبر انتهت.
رفع حاجبه له، وكأن هذا معناه ان تكمل:
ياسين: رحيم عمل شغله على أكمل وجه، انا كنت خيئف من مهمة التصفية، بس هو فعلا ما خيبش ظني، ابن الوحش وحش.
احمد وهو يرجع في مقعده وكان امامه الدنيا باكملها قال:
_متاكد؟!
_ عندك شك؛ ولا أيه سيادتك عارف رحيم أكثر مني من وهو لسه طفل.
احمد: تصدق عندك حق؛ من هو لسه طفل، المهم يعني التقرير دي بتقول انه نفذ مهمته زي ما انت متخيل، وزي ما انا متخيل المفروض ما اقلقش.
ياسين: طبعا سيادتك؛ كل عنصر من عناصر المهمة قام والتقرير بتاعه قدام سيادتك، وحتى تقريري انا كمان وأنا عايز ااكد لك ان هو ما غابش عن عيني لحظة واحدة.
هز احمد رأسه يمينا ويسارا ثم اعتدل في جلساته وهو يقول:
_ انت متاكد؟ لم يختفي عن عينك لحظة واحدة.
ياسين: ايوه سيادتك، انا متاكد انه ما غابش عن عيني لحظة واحدة طول المهمة، وكمان لغايه ما رجعنا.
مما جعل أحمد يبتسم أبتسامة ذئب، نهض من مقعده وهو يقف باعتدال وهو يقترب من ياسين الذي ظن انه سيسلم عليه بطريقة لائقة او يضمه بين يديه، ولكنه تلقى قبضة قويه على وجهه، مما جعل ياسين يرتطم بالباب وهو ينظر لها بدهشة وهو يقول
احمد: على كده كنت معه في تركيا؟!
بهت وجه ياسين وهو يقول: حضرتك بتقول تركيا ايه؟!
احمد: امال كنت معه في كل لحظة ازاي؟! لما ما كنتش معه في تركيا؛ أنت عايز تفهمني أنه كان في حضنك قدام عينيك، وبرده سافر تركيا عشان يقابلها؟!
ياسين يقابل مين؟!
احمد؛: أطلع بره يا ياسين، اطلع بره روح، روح شوف مراتك ابعد عني الوقت، لانك لو وقفت قدامي العقاب هيقع عليك انت، عارف ليه لانك كذبت انت بتكذب على القائد بتاعك، ولا على اخو امراتك، ولا على ايه بالضبط؟ انت عايز تطمني ولا عايز تقلقني؟! انت ما طمنتنيش انت قلقتني! لما ابني اختفى من بعد المهمة لثاني يوم تقريبا، او الي بعد نصف الليل وانت بتقول لي ما غابش عن عينك، يبقى انت كده ما انتامش مش قد الامانة، انا كده لازم افكر مرة ثانية قبل ما اديك مهمة تانية.
ياسين: يا وحش؛ انت.. انا.. انا خفت اقلقك.
احمد: وانت كده ما قلقتنيش؟!
كاد ياسين أن يتكلم، ولكنه احمد أشار إلى الباب كأنه يقول له أخرج من امامي الآن، ولم يتردد ياسين وهو ينفذ طلبه، وهو لا يعرف ما الذي حدث، أين اختفى رحيم في تلك الساعادت التي غاب فيها، أجابه احمد على السؤال الذي كان يشغل عقله، ولكن إن كان أحمد يعلم أن هناك امرأه في حياته ابنه، لما هو معترض؟!
لكن الصورة وضحت مرة واحدة علي معالم ياسين، الذي كاد ان يتصنم مكانه، وهو لا زال يقف في الباب، التفت لينظر له وكل الكلام الذي يفكر فيه واضح وضوح الشمس على وجهه، بينما جلس أحمد يضع يديه على المكتب ويسند رأسه عليهما وهو يقول:
_ اقفل الباب وراك
❈-❈-❈
بعد وقت حتى كان رحيم يدخل الى المكتب، ابتسامه على وجهي وكانه يريد ان يسلم على والده، لا احد يعرف ماذا حدث في الاختبار؟! الذي خاضه بينه وبين نفسه الا هو؛ وتلك المسمى ليزا!
لا أحد يعرف ان كان أخطأ ام ترك لعقل القيادة ام أنساق وراء قلبه ورغبات جسده، التي اتت به اليها، ولكن عينه احمد التي تسبح على وجهه وجسده، وكأنها تبحث عن شيء مختلف فيه.
كانها تبحث عن جرم او ذنب، او تبحث عن شعرة تقول انه على حق وصواب، وانه لم يفعل ما يخشى منه الوحش؟!
أقترب ليضمه ولكن والده رغم وقوفه ليقابله، إلا انه ظل جامدا لم يحضنه لم يضمه، لم يتكلم فقط سمح له ان يضمه ويقول:
_ في أيه سيادتك، اللي يشوفك يقول مش عايز تشوفني؟!
رافع احمد حاجبه ونظر له نظرة عميقة لم يعلم رحيم ماذا تعني ولكنه لم يعطي بالا لها سال باستفسار..
رحيم: ماما فين؟ وحشاني.
هز احمد راسه وهو يرجع يجلس على مكتبه، يبحث في عينيه عن شيء، يريد ان يقوله ولكنه سال:
_ وحشتك وأنا كمان وحشتك والبلد مش وحشك، ولا هتوحشك بجد، مش هتحطنا في الميزان..
رحيم: سيادتك بتقول ايه؟!
_ باقول اللي سمعته؛ ولا انت ما سمعتش؟!
_سمعت ايه بالضبط؟! مش فاهم!
_ مش فاهم ولا مش عايز تفهم؟!
نظر له رحيم دون ان يتكلم، لم يعد لديه شيء ليقوله، يبدو ان هناك شيء في جعبة والده، يبدو أنه أدرك اين هو؟!
وهنا اتضحت الصورة بوضوح أمام وجهه، هؤلاء الذي شعر بانهم يراقبونه، كانوا موجودين بالفعل، ولكنه لم يكونوا من المنظمة او من الجهاز، لقد كانوا تبع والده، لقد كانوا تبع الوحش.
رحيم: انت بتراقبني؟!
احمد: ليه عيل صغير وخائف عليك؟!
رحيم: انا اللي باسال؛ لما انا مش عيل صغير بتراقبني ليه؟!
احمد: لا وبيسال كمان؛ يعني مش عارف؟ لما الموضوع ما يخصنيش واني مش جزار، لما الموضوع ما يخصش اني قاتل ولا أني دكتور جراحة يبقى الموضوع يخص حاجة ثانية،.
رحيم.: حاجة. تانية زي أيه؟!
احمد: بتسال، طيب حاجة تانية زي قلبك!
رحيم: ايه؟
أحمد: يخص قلبك انت، اللي كان في الميزان، بس كان قصاد قلبك مين؟! انا وامك والبلد؟!
رحيم: سيادتك بتقول ايه؟!
احمد: باقول سيادتك سيبت المهم. والمجموعة وسافرت تركيا بتعمل ايه؟! ما دام المهمة في قبرص سيادتك كنت عند ليزا بتعمل ايه؟! بدل المهمة في قبرص سيادتك عملت معاها اية؟! لما طلعت شقتها! سيادتك حطتني انا وامك مبادئنا وحياتنا وكلنا في الميزان؛ عشان ايه؟! عشان دي؟!
رحيم: أنا ما اسمحش لحضرتك.
احمد: وانا لسه هاستنى لما تسمح لي؛ ولا ما تسمحش! انت مين انت عشان تسمح؟ انت اللي هتسع دلوقت، اللي في دماغك ده لو ما شلتوش انا هاقتلك، هاصفيك بيدي.
بهت وجه رحيم وتراجع خطوة وكأن والده يعني كل حرف في كل كلمة قالها..
لم ينتظر اكثر وهو يفتح. درج مكتبه ويخرج منه مسدسه الخاص في اللحظة التي كانت فيها سهام
تدخل إلي مكتبه كالعادة دون استأذن ولكنها توقفت كأن الدنيا توقفت عن الدوران، تراجعت خطوة وكادت أن تشهق وهي تراه يرفع المسدس ويكاد يضغط علي زر الإطلاق
نظرت الصدمة في عينها لم تكن لان المسدس موجه إليها فمنذ متي تخاف انثي الوحش؟!
لكن ما صدمها أنه يرفعه علي أبنها
أو بالأصح علي الملازم أول رحيم الوحش
احمد: ده الرد اللي عندي علي أفعالك، وكلامك الغير مقبول.
رحيم وكأن والده لا يهدده بالموت: مش هيفرق؛ واللي بتطلبه مني هو الموت بعينه، يبقي فخر ليا اني أموت علي ايدك يا وحش، الموت علي ايدك شرف.
سهام: في أيه وأيه اللي ببحصل؟!
احمد: لو ما ترجعتش عن قرارك هتتصفي، انا اللي هصفيك بأيدي.
سهام تصفي مين يا وحش انت اتجننت؟!
احمد وهو ينظر لها بغضب قال:_اطلعي برا
سهام: بر فين؟! لا طبعا.
احمد: نعم!!
وقفت أمام أبنها وهي تقول: زي ما سمعت قبل ما تمس شعرة منه اقتلني الأول.
احمد: مش هكرر كلامي؛ بقولك اطلعي بره، بدل ما حولك لتحقيق.
سهام: تقدر سيادتك بس مش هطلع.
يتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة نورا محمد علي لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية