-->

رواية مقيدة في بحور عشقه توتا محمود - الفصل الحادي عشر

 

رواية مقيدة في بحور عشقه 

بقلم الكاتبة توتا محمود





الفصل الحادي عشر

رواية 

 مقيدة في بحور عشقه




"خِصلات شَعرك سَنابل التحمت تحتَ عَرشِ الجَمال، 

عينيك به غرقا لا استطيع الطوفان…"



❈-❈-❈



سكَن المكان بأكمله وصوت انفاسهم الغاضبة تحكي وتحكي عدة أشياء لا يعرفون التعبير عنها باللسان وانفاس متوترة لا يعرف كيف يجيبها او كيف يخبرها بالأمر الذي طول هذه السنوات يخفيها عن الجميع فهي سوف تكره هي وشقيقه كيف يخبرها بالأمر… 


خرج صوت بيجاد قطع هذا الصمت الدائم : 


" سلا، ايه اللى جابك هنا…! "


ابتسمت بسخرية واضحه علي ثغرها وهي تهتف بنبرة خذلان فهو يعرف بالسر الذي يخفيه والداها ولا يخبرها بالأمر كيف يستطيع أن يفعل ذلك به كيف..!  



" اللى جابني هو اللى جابك يا بيجاد بيه…. "



بينما أكملت نبرتها وهي تنظر إلي والداها بحدة يتمنى أن تنشق الأرض ويختفي أمام نظراتها الحادة التي قلتها أكثر من اللازم خوفا أن تنكشف تلك السر اللعين وينحرم منها الى الابد…


" ما ترد يا احمد بيه الغماري ايه هو السر اللي مخبيه عني…"



بلع بما جوفه وهو يرد عليه بقلق وتوتر واضح على نبرته :


" سلا ….بنتي…سر ايه اللي بتتكلمي عنه انا…انا …مش فاهم أنتِ بتتكلمي علي ايه بالظبط …"



هتفت بحده وعصبيه من إخفاءه عن الأمر عنها وهي تقرب الهاتف الذي يحتوي علي صورة تقربه مع تلك الفتاة التي تدعى ' تمارا علام ' :


" مش فاهم انا بتكلم على ايه ….!"  


بينما أكملت بصوت مرتفع وعصبيه تزاد علي وجهها أكثر من قبل :



" ودي كمان مش فاهمها …."



نظرت إلي صدمته وهو ينظر إلي صوره الذي توجد في هاتفها كاد سوف يقع ولكن إسناده ' بيجاد ' وهو يقترب أيضا من الهاتف حتي يري الصوره جيدا وبوضوح نظر لها ببرود وحدة من أمره : 



" روحتي بيتها صح …!"



صدمت هي الاخره وهي تخفض هاتفها كيف يعرف أن هذه الصورة توجد في بيت ' تمارا علام ' ومتى أدرك بهذه الصورة …!



عدة تساؤلات في عقلها واهم سؤال كيف يعرف هذه الصوره في بيت ' تمارا ' قطع من شرودها صوته الحاد الذي كان ممتلئ بالعصبيه :



" مفكرني نايم على وداني ومش عارف ان ' سكر ' الشاغلة ساعدتك تهربي كُنت متابعك خطوة بخطوة وعرفت أنتِ قابلتي مين وروحتي بيت مين ، متفكرنيش غبي يا سلا أنا سمحتلك بس عشان اعرف أنتِ كُنتِ هتروحي فين …."




هربت عينيه من بحر عينه الذي يشتعلون من الغضب ليس إلا خرجت تنهيدة قوية محملة على صدره بضيق نظرت كلاهما بنفاذ صبر :



" انا عايزه اعرف ايه السر اللي مخبينوا عني ، ولازم اعرف ايه علاقه تمارا بـ بابا ،اي حد هيشوف صوره هيقول علاقتهم قوية لدرجة تقربهم من بعض ، وليه مقاليش إن كان يعرف تمارا قبل كده ليه بيخبي وليه مصمم يخبي …."



" مخبي ايه !….."


خرجت هذه النبرة من ' مازن ' الذي جاء للتو اقترب منهم وهو يري شرود ابيها ومازال ' بيجاد ' يسنده نحو كتفه أخرج نبرته بحيرة وهو ينظر إلي ' سلا ' " 



" في ايه يا سلا ، وبابا ماله …."



هتفت بحده وهي مازالت تنظر نحو والداها على الاقل تحصل على اجابه من تلك التساؤلات التي يصرخون عقلها :



" في أن بابا ليه علاقه بـ تمارا علام ..ولله اعلم علاقته بيها ايه …." 


ختمت جملتها وهي تنظر نحو شقيقها ولكنها تفاجأت وهي ترى ملامحه لا يرف له جفن على الأقل ولا حتى يتفاجأ مثلها ولا يبدوا مصدوم علي الأقل اقتربت نحو شقيقها وهي تهتف بنبرة مصدومة وغير تصديق :



" انت كنت عارف ،عارف ايه علاقة تمارا بـ بابا ….! "



نظر والدها نحو ' مازن ' خوفا أن كشف السر الذي يخفيه منذ زمن في سوف يكره هو الآخر ويبتعد عنه إلى الأبد  



نظر مازن نحو والده بهدوء وهو يهتف بنبرة هادئه مثل نظراته :



" انا عارف ان في علاقه بينهم ،بس مش عارف ايه هي سمعته هو وبيجاد بيكلموا علي موضوع سر علاقتة بـ تمارا بس مش عارف ايه هي لأن معرفتش من خلال كلامهم …"



اقتربت الهاتف نحو وجهه شقيقه وهي تهتف بـ نبرتها الساخره :



" باين أن علاقتهم قوية جدا ، لدرجة انها بتـ بوسه من خده…" 



امسك هاتفه وهو ينظر بصدمة نحو الهاتف وينظر الى والده بصدمة فهو يعرف أن في ترابط بين والده بـ تمارا ولكن لا يعرف أن يوجد ترابط إلى هذا الحد لدرجة أن تمارا تقبله وقريبه منه لهذه الدرجة :



" يا تري عشقتك ،ولا مراتك التانية …."



واقف ' احمد ' وهو علي وشك أن يصفعه وهو يهتف بنبرة غاضبة ممتلئه بالعصبيه :



" ولد انت نسيت نفسك ولا ايه ، بتيجي تحسبني علي ايه فوق لنفسك أنا والدك ….."



هتفت نبرته الساخرة وعينيه يخرجون اشمئزاز ليس أكثر من ذلك :



" والدي ،انا ميشرفنيش أن يكون عندي والدي بشكل ده اصلا ،بتخون ماما من وراها ومن ورا عيالك ،ولما تحب تخون تدور وحده على قد بنتك تمشي معاها و …"



قطعة صفعة تلطم على وجهه مما شهقت سلا وهي لا تصدق أن والداها قام بضرب ' مازن ' نظر مازن نحو ولدها وهو يضحك بسخرية لاذعة :



" ليك حق انك تمد ايدك ،انت عمرك ما مدينة ايدي عليا ويوم لما تتضرب ،تضربني عشان عشقتك صح يا احمد بيه …." 



كاد أن يصفعه نحو وجهه للمرة الثانية ولكن ' بيجاد ' امسك يده المُمده في الهواء نظر بيجاد بهدوء نحو ' أحمد الغماري ' والد سلا ومازن :



" كفايه كده ،انا من رائي كفاية ،لازم تقولهم على الحقيقة …"



اجابه هو الآخر بعصبية وغضب واضح على ملامحه :


" مش هينفع ،مش هينفع اقولهم على الحقيقة…" 



كاد ' بيجاد ' سوف يتحدث ولكن قطعه ' مازن ' وهو علي يتجه نحو غرفته :



" سواء قلت أو مقولتش ،انا مش قاعد في البيت اصلا تاني ،ومن النهارده ميشرفنيش انك تكون ابويا من أساسه …." 



سلا كانت تركض خلفه علي الاقل يتراجع عن فكرة مما قاله هي مثله غاضبة من والدها ولكن لا يجب أن تتخلى عنه فهو بالنهاية والدها فهي يستحيل أن ترى عائلتها تتفكك أمام عينيها وهي لا تستطيع أن تفعل أي شئ سوي أن تظل صامته وترى دون أن تفعل أي شئ ..




" يا مازن متعملش كده ، مهما كان برضوا ده بابا ،وانت عرفت منين انها مراته أو عشقته …."



فتح حقيبته الكبيرة وهو يجمع ثيابه نحو حقيبته بأهمال بسرعة وهو يهتف بعصبيه وهو يتذكر تلك الصورة اللعينة الذي لا تذهب من عقله أبدا :



" واحدة بتـ بوس ابوكِ من خده ومقربة منه وحـ ضانة ، ممكن تقوليلي علاقتهم ايه ببعض انا ماشى ومش طايق اشوف وشه ،ماما لو عرفت ممكن تروح فيها ،الست اللي خدمته وفضلت صابره عليه لحد ما وقف علي رجله الست اللي لتساعده في أمور شغله وبتروح من هنا ومن هنا عشان شركته تكبر ،ده حتي محضرتش فرح بنتها عشان صفقة متساوش ملاليم بس كل ده عشان ترضيه هو ومترضيش بنتها ماما هي اللي كبرت بابا يوصل للمكان اللي هو فيها ، بس هو ميستهلهاش ولا يستاهل ماما ولا حتى يستاهلني ابن ولا يستاهلك كأبنته ، جاي يفتكرني بعد ما تمارا علام ماتت و مبقتش موجوده رجعلنا وخايف يقولنا الحقيقة …."



نعم هو معه حق في كل كلمه قالها والدتها لا تراها ابدا بسبب صفقات والدها التي كانت تحضرها في الخارج ،فهي بعيدة عنهم لدرجة انها لا تعرف شئ عنها ولا تعرف شئ عن شقيقه طول الوقت مشغوله في صفقة ما أو عمل ما أو اجتماع ما …



فهي انحرمت من حنانها فهي بالسادسة عشر تركتها هي وشقيقه حتي تعمل في الخارج وتتولى الفرع الثاني لشركة والداها فهي لا تريد مال او شركه او اي شئ سوىٍ حنان الأم 




فهي تريد أن تجرب هذا الشعور تذكرت مكالمتها عن زيجتها وأنها تحتاجها بشدة في هذا اليوم ولكن ماذا قالت لها انها مشغولة في عمل ما ،ولا تسطيع أن تأخذ عطلة كل هذا بسبب العمل فهي لا تراها منذ كان عمها السادسه عشر من عمرها فهي لا تحتاج اي شئ من هذه الحياة سوي والدته وحنانها وعناقـ ها ….



فهي ندمت أشد الندم انها أخبرت ' مازن ' عن تلك الصورة فهي لا تريد أن عائلتها تفكك فهي بالأصل مفككه بسبب والدته لا تريد أن تفكك وأن تنهار أكثر من ذلك …



لا تريد فهي تريد مثل كل فتاه أن تعيش حياه سعيدة وسويه مع عائلتها ليست عائله مفككه فهي تعرف ' مازن ' وغضبه جيدآ هو يستحيل أن يرواغ في أمرها تألم قلبها بقوة واجتمعت غيمه دموع في مقلتيه فهي السبب في خروج شقيقه من المنزل إذا لم تخبره عن الأمر لم يتشاجروا ولم يبتعد ' مازن ' عن البيت ابدا اقتربت من ' مازن ' قبل أن يغادر الغرفة وهي تهتف بنبرة منكسرة تبع من قلبها :



" مازن ،خليك متمشيش ،هيعجبك يعني لما كل واحد يعيش بعيدا عن التاني ،احنا عائله يا مازن …."



نظر لها بسخرية واضحه ونبرته مملتئه بالحزن والخذلان من عائلته :


" فين العائله دي يا سلا ،هي فين ،ماما بقالها أكثر من 12 سنه بره ومتعرفش حاجه عن التاني ،ده لو سألت اصلا ،والدك اه قريب مننا بس مش عايش معانا ،والدك مشغول في الشغل واي حاجه مش عجبها يزعق ، هو لحد دلوقتي مش عارف احلامك ايه هي أو احلامي ايه هي ، في ناس كتير مش عايشين مع بعض وبينهم بلاد بس هما الأقرب لقلب يا سلا ، مفيش عائله ، العائله اللي بتقولي عنها في كمية دفا وحنان ، العائله اللي بتقولي عنها دي هما اللي يعرفكوا اكتر من نفسك ، العائله اللي بتقولي عنها دي اول ما تحصلك حاجه تجري عليهم تستنجي بيهم ،مش كل ما تكلمي حد يقولك مش فاضي مشغول ، انا وأنتِ بس اللي بنعاني ،لكن هما ولا هنا مش عايشين معانا اصلا كأنهم مش موجودين ، انا اتعلمت حاجه اه ولله اتعلمت لما اتجوز وأشوف ولادي ،مش هعاملهم نفس المعاملة بالعكس هكون قريب من ولادي مش عايز اعيش ولادي اللي انا عشته عشان ميعانوش زي ويطلعوا زي وزيك …."



ختم جملته وهو يغادر بعيد عن عينيه التي تبكي ركضت خلفه وهي تنادي بأسمه علي الاقل يقتنع بيها فهي بالأصل لا تريد مخاوفها أن تحقق وأمام عينيها ….





في الاسفل ..



" انت لازم تقولهم الحقيقه كامله ،مش لازم تخبئ اكتر من كده…."



صاح بحدة وهو ينظر له بعصبيه من فكرة البوح في سره الذي طال سنوات حتي يخفيه :



" مش هينفع اقولهم ، انت عاوزين اقولهم السر اللي خبيته زمان ، هيكرهوني هيكرهوني يا بيجاد صدقني …"




صاح هو الأخر بحده من هذا الأمر الذي يخفيه :



" هما كرهوك ، بقي عشقتك ولا بـ…."



قطعه هو الأخر بعصبيه وهو يقترب منه :



" اسكت ، تعرف تسكت متكملهاش ، مش هقولهم حاجه …"



نظر هو الأخر بعصبيه ملامحه الحادة تزادد وتزادد :


" بس اناهعقولهم انا صبرت عليك كتييير وقولت محتاج وقت يفكر ، بس انت لو مقولتلهومش انا هقولهم كل حاجه وبشكل ده هيكرهوك ، لكن لو انت اللي قولتلهم وشرحت وجهه نظرك هيفهومك دول مهما كان ولادك ، معاك لحد النهارده ، لو مقلتلهومش ، انا هقولهم انا كده ادتتك وقت ، وقتك بدأ من دلوقت ……"



نظر له علي الاقل يفهم اهو يتكلم بجدية اما يمزح معه ولكن بملامحه الحاده ونبرته العصبيه التي كانت ممتلئه بالجدية جعلته يتوتر كاد أن يتحدث معه علي الاقل يعطي له وقت أكثر ولكن قطعه صوت صراخ سلا في ' مازن ' علي الاقل يرواغ لأمرها ولا يتركهم ولكن لا يسمع منها بلا يري صوره والده مع تلك اللعينه التي لقبها منذ قليل …




اتجه ' بيجاد ' بسرعة نحو سلا وهو يري انهيارها وهي تركض خلف شقيقها التي لا يسمع منه ولا يراها سوي خيانه والده أمام عينه …



أمسكت يد ' مازن ' وهي تهتف بصراخ نتيجه انهيارها الحاد :


" انا مش هسمحلك تمشي يا مازن مش هسمحلك …"



اجابها بعصبيه وهو يحاول التخلص من قبضتها الصغيرة :


" لا همشى ، ومش هتشوفي وشي تاني طول ما ابوكي هنا …" 



تحقق مخاوفها أمام عينيها في عائلتها الوحيدة تفككت وبسببها هي أو بسبب والداها في هي تضع كل الذنب عليها ليس والداها خفق قلبها بخوف ولا تشعر بشئ سوىٍ سحابة سوداء اتخذتها علي الفور كادت سوف تقع علي الارضيه ولكن وقعت بين يد ' بيجاد ' التي صرخ باسمها …


❈-❈-❈


نظرت له بصدمة فهو الآن أدرك أنها كانت مع ' ياسر ' وكانت تبكي في أحـ ضانه ارتخى جـ سدها بضعف وكادت سوف تقع من مرخاة جـ سدها ولكن عانـ قها بحب وهو يقبل رأسها بحنان وهو يهتف بحنان :



" مالك يا حبيبي أنتِ كويسه اجبلك الدكتور …."



رغم شحوب وجهها ورغم خوفها من أدرك الحقيقه ولكن هتفت ملامحها بحيرة والسؤال الأهم الذي كان في عقلها 



لما قلق عليها هذا الحد من المفترض أن يكون منزعج منها ولا يطيق أن يرى وجهه …



نظرت له بحيرة وهو ينظر لها ويتفحص وجهها جيدا خوفا من أصابه مكروه هتف بحنان بالغ : 



" انا السبب ،انا اللي سيبتك تعيطي لوحدك ،شوفتك وأنتِ بتعيطي لوحدك بس حبيت أن اديلك مساحتك الشخصية عشان هربتي مني ، مكنتيش حابه تعيطي قدامي صح …."



نظرت له بصدمة وهي لا تصدق أنها تخلصت من هذه المشكلة دون أي مجهود فهي تريد أن ترسم الخطه الذي قال لها ' ياسر ' حتى تتخلص منه إلي الأبد لا تعرف لما تشعر من الخوف من فكرة ابتعاد ' مالك ' له و إلى الأبد لا تعرف ما الشعور الذي تشعر به تجاه يبدو أنه تعلق من نوع أخر ولا تريد أن تبتعد عنه لهذا السبب تشعر هكذا ظلت هذه المده تتطلع إليه وتفكر بعدة افكار وتركت هذا العاشق الولهان ينظر لها بعشق يخرج من عينيه وقلبه ينظر إلي تورم عينيه من كثر البكاء رغم تورم عينيه إلا أن تعطي منظر خلاب كل مرة ينظر لهم …



شعرها المسترسل الذي كانت تفعله كعكة عشوائيه حسب تعليماته الصارمة …


خديها المتورد الذي كانت قابلة لأكلهم …


شـ فتيها المنتفخة من كثر البكاء والذي كانت باللون الأحمر بلع بما جوفه وتصاعدت الرغـ بة أضعاف رغبـ ته وهو ينظر إلي شـ فتيه يتذكر طعمه لأول مرة فهو سافر معها لعالم غير العالم الذي يعيشون فيه بسبب تلك الشـ فاه اقترب منها وهو لا يستطيع أن يكبت رغبته أكثر من ذلك اقترب منها وهو يقـ بلها بعشق يعبر عنها من خلال عشقها وحبه المكبوت الذي لم يعرفه أحد إلا هي …



اعترضت في بداية الأمر ولكن تشعر بمشاعر لأول مرة تختبرها على يده هو فقط …


هذه المشاعر لم تختبره مع ' ياسر ' ابدا بلا اختبرتها لأول مرة مع ' مالك ' الذي يزداد تعلقا به يوما عن يوم …



رفعت يدها الصغيرة وقـ ربته منها وهي تـ بادله بخجل مفرط تركت عقلها يصرخ بكلمة ' لا ' وسمعت قلبها وجـ سدها الذي يستجيب إلى لمساته التي تتطرق قلبها كالطبول ..



ابتعد عنها بعد ما شعر بحاجتها للهواء تنفست بسرعة وهي تعانقه وتسمع حديث قلبها الذي يصرخ باسمه هو فقط هتفت بنبرة متعبة وخجل رغم عنها :



" مالك …انا تعبانه ممكن انام في حـ ضنك النهاردة…."



ابتسم ابتسامة تزين ثغره وهو يعانقـ ها بقوة داخل أحـ ضانه هتف بمراوغة وحنان :



" بس كده الجميل يطلب حضـ ني وانا تحت امرك يا اميرتي …."



ختم جملته وهو يحـملـ ها ويتجه به نحو غرفتها في الأعلى وصل إلي غرفتهم بعد دقائق وضعها علي الفراش براحة وخوف امسك كحليها وهو يخلع الحذاء عن قدميها حتى تنام براحة وبعد ما انتهي نام بجانبها وهو يأخذها بداخل أحـ ضانه هتف بحنان وهو مازال يعانقـ ها :



" اخواكي عامل حفله بالليل بمناسبة الذكرى السنوية لشركتنا مع بعض ، نامي ساعتين وبعد كده اصحى عشان تجهزي نفسك …."



هزت رأسها وهي تغمض عينيه حتى تنام براحة وأمان لأول مرة في احضـ أنه 


❈-❈-❈


فتحت عينيه البنية بتعب واضح وهي تنظر حوليها بحيرة وجدت بيجاد يمسك يدها بقلق وخلفه فتاة اكبر منها بخمس سنوات تقريبا وخلفها شقيقها مازن الذي كان يصرخ وجهه بالقلق التي رأته جيدا 



نظرت إلي بيجاد حتي تفهم ماذا حدث أو علي الأقل تتذكر ولكنه قاطعه هو وهو يهتف بقلق اكبر :



" أنتِ كويسه يا حبيبي ،حاجه بتوجعك…"


هزت راسها بتعب وجلست نصف جلسه علي الفراش نظرت إلي ' بيجاد ' بشرود وهي لا تعرف لما يخفي عنها هذا السر 


ولما يريد بالأصل أن يخفيه 


وما علاقته بهذا السر الذي يخفيه …



قطع شروده صوت الفتاة التي تبدو بنظراتها الطبية انها طبيبه :


" ده أنتِ طلعتي مش بتستحملي اي حاجه يا مدام سلا ،ضغط واطي شويه ويا ظاهر كده انك بنعاني في فتره مش لطيفه خالص عليكي ، في ياجماعه ابعدوها عن أي ضغط نفسي بتمر بيه الأيام ، وحمد الله علي السلامه يا مدام سلا …"



ختمت جملتها وغادرت مع ربه المنزل حتى توصله إلي الخارج ..



خرجت تنهيدة قوية تحمل في صدرها ممتلئ بالأفكار والتساؤلات التي بداخلها ولا تعرف الجواب عليهما ..



شعرت أن أحد جلس بجانبها في الفراش نظرت نحو الاتجاه وجدت شقيقها ينظر لها بأسف ويقبل يدها : 


" انا اسف يا حبيبتي انا اسف كل ده بسببي …"


هزت راسها بلا وهي تهتف بنبرة متعبة واضحه في نبرتها جعلت قلب ' بيجاد ' يتألم من نبرتها المتعبة :


" يا حبيبي انا كويسة ولله ، ومش انت السبب بالعكس أنا السبب في كل ده …."



كاد أن يرفض حديثها فهي ليس لها أي ذنب بلا الذنب بأكمله هو والده وحده فهو ليس غاضب منها بلا غاضب من تصرفات والده الذي جعلته لا يريد ولا يسمع نداء سلا ..



قطع دوامة من شروده صوت والده الذي كان ممتلئ بالاسف والندم والذي دخل إلى الغرفة للتو :



" مش أنتِ السبب يا بنتي ،انا السبب انا كُنت فاكر اني لما اخبي عليكم يبقي انتو كده مش هتكرهوني ،بس انتوا لازم تعرفوا الحقيقة كاملة عشان حقكم تعرفوها بعد الحفله عقولكم كل حاجه بالتفصيل و هجواب على اسئلتكم بس سامحوني انا عملت كل ده عشان خاطركم انتوا عشان تفضلوا جنبي …" 



ختم جملته وخرج على الفور أمام أنظارهم التي ازددت حيرة من قبل فهو بهذا الحديث أكد ليهم أنه ليست هذه الحقيقه الكامله …



قطع شرودها شهقة أطلقت منها بسبب ' بيجاد ' الذي حملها بدون اضافه اي كلمة كادت سوف تتحدث ولكن قاطعها هو وهو يري وجهها مملوء بالخجل أمام شقيقها : 



" هنروح علي البيت كفايه كده عشان نلحق نجهز انا وانتِ علي الحفله ، بعد ازنك يا مازن …"



ختم جملته وخرج من أمام عينيه بهدوء …


❈-❈-❈


بعد ثلاث ساعات 


جلست في الاسفل تنتظر قدوم مالك بعد أن تجهزت حتى يوصلها إلى الحفل حسب تعليماته الصارمة وحديثه الجاد 


فهي يجب أن تتحدث معه عن انفصالهم ولكن لا تعرف التحدث معه فهي تعرف ' مالك ' فهو لا يتنازل عنها بهذه السهولة ولكن يجب عليه أن يتنازل عنها و الى الأبد في هذه الزيجة من بدايتها خطأ وسوف تنهي هذا الخطأ بأسرع وقت فهي وعدت ' ياسر ' أن تتخلص من ' مالك ' بأسرع وقت في هذه الزيجة تخنقها بشدة فهي مازالت تحب ' ياسر ' بلا تعشقه بجنون في عليها أن تتخلص من أي عقبة في طريقهم ،واول عقبة في طريق حبها هو ' مالك ' 


خرجت من شرودها على خطوات ' مالك ' التي تعرفها جيدا ابتسمت ابتسامة مرتعشة على ثغرها وهي تقول بهدوء ممتلئه بالحيرة بعد ما رأت وجهه الذي لا يدل على خير ابدا 


" مالك ..في ايه …"


ظل ينظر لها بشك واضح على ملامحه أجابها بهدوء عكس بما داخله وعينيه التي تخرج منه الشك ليس إلا :


" جايبلك ضيف معايا ،و هيعجبك جدا…" 


ختم جملته وهو ينظر خلفه نظرت بهدوء حتى تعرف من هو الذي يتحدث عنه كان قلبها يدق بسرعه وعقلها يردد اسم ' ياسر ' ظلت تنظر خلفه وصوت خطوات يدق قلبها بسرعه بخوف من الذي تظنه ولكن زفرت براحة حين وقعت عينيه علي عمتها ' صباح ' وسرعان ما اقتربت منها ورحبت به بشدة قاطعه من ترحيبها صوت مالك الساخر :


" كانت فاكرني ياسر ،إلا قوليلي صحيح يا فريده مين ياسر ده…!"


انحبست أنفاسها الساخنة خوفا أن عمتها قالت لها كل شي عن ما يدور بـ ياسر وماضيها الذي لم يعرفه مالك ابدا طرق قلبها بخوف وجهه يصرخ بهلع وتزين العرق جبينها وهي تفكر ماذا تقول له حتى تتخلص من هذه الكارثة التي وقعت علي راسها من حيث لا تعلم 



أنقذتها عمتها التي تدعي ' صباح ' وهي تهتف بخفه : 


" معلش يا حبيبي اصلا انا كبرت ومخي فوت الأيام ده ،اصلا كان في واحد متقدملها اسمه ' ياسر ' في افتكرته انت معرفش بقي أن اترفض وجيت انت اصلا زيما فهمتك انا مش عايشه معاهم في هتلاقيني مش عارفه اخبارهم اوي …"



اشتعل نار غيرته من الداخل فهو يعرف أن أي فتاه يتقدم لها الشباب ويرفضون ولكن يحمد ربه أن اتخذ حبيبه قلبه ومعشوقته والأن اصبحت زوجته وملكه هو…



قطعة من شرودها على صوت ' فريدة ' : 


" مش يلا بقى ولا ايه احنا اتأخرنا …"



هز رأسه بنعم وأمسك يدها بتملك واتجه إلي سيارته حتى يتجهون الى الحفل…


❈-❈-❈


" أنتِ رايحه فين ….!"


سألها بيجاد وهو يراها تخرج عدة فساتين وتنظر لهم بحيرة نظرت له بحيرة واضحة من أمره :


" بعمل ايه يعني ،هختار فستان عشان احضر بيه الحفلة …"


نظر لها ببرود مميت وهو يهتف بسخرية :


" ومين قالك انك هتحضريها …!"


نظرت له بصدمة وهي لا تفهم حديثه :


" يعني ايه …."


أجابها بصرامة كبيرة وهو ينظر إلى المرأة ينظر نظرة أخيرة على نفسه حتى يتجه الى الأسفل : 


" يعني مفيش نزول …"


إجابته هي الأخرى ببرود عكس بما داخله :


" مش عايزه انزل اصلا ،بس لازم اقابل بابا عشان اقابله واعرف منه الحقيقه …"



اتجه بها وهو يخرج خارج الغرفة ولكن قبل أن يخرج أخرج نبرة بارده :


" وريني هتخرجي ازاي تقابلي والدك …"


ختم جملته واقفل الباب بعد ما أوصده جيدا أما هي تصرخ و تدق علي الباب بعنف وانزعاج من أمر تصرفه هذا صرخت به بعصبيه :


" بيجاد افتح الباب …."



" لا يا سلا مش هفتح …."


أجابها ببرود كعادته ويتجاهل صراخها وعصبيتها ..



" بيجاد قولتلك افتح الباب دلوقتي…. "


قالتها بغضب واضح رغم عنها وهي تتطرق إلى الباب بعنف علي الاقل يراوغ امرها وحديثها ولكن لم يراوغ ابدا مما استشاطت غضبا اكثر في اكثر من طريقته معها التي لأول مرة أن تراها… 


نظر الى الباب أمامه ببرود واضح على ملامحه الحاده وهو يشعل سيجارة ويشعلها بالقداحة ببرود مثل ملامحه تماما : 


" وانا قولت لا مش هفتح ومش هعيد كلامي كتير وانتِ عارفة…. "


هتفت بشراسة وصوتها يعلو أكثر لدرجة أن اسوار القصر استمعت ولكن في الخارج لا يسمعون بسبب الموسيقى العالية التي تملأ المكان بأكمله : 


" بيجاد، قولتلك افتح الباب ايه هتفضل حبسني كتييير…. "


أسمعت نبرته التي كانت ممتلئة ببرود التي يغضبها ويـسير اوتار جـسدها أكثر من اللازم : 


" انا هحضر الحفلة، لو عرفت انك حاولتي تهربي، هتتعاقبي اكتر من اشد العقاب يا سلا اللي عاقبته امبارح وانتِ وبشوقك…. "


ختم جملته وكاد يخرج ولكن توقف حين بكت بقوة ألمت قلبة : 


" انت بتحاول تحميني من مين يا بيجاد، بتحاول تبعدني عن ايه، عن الحقيقه اللي خبتوها انت وبابا، الحقيقة دي ليها علاقة بيا يا بيجاد انا ومازن مش كده….! "


أغمض عينيه بألم فهو يريد أن يحميها عن تلك الحقائق التي لا تعرفها وإذا أدركتها سوف تنهار بأي لحظه وخصيصا أن حالتها متعبة لا تسمح لأي انهيار بعد… 


استند إلى الباب برأسه وهو يغمض عينيه بألم اخرج تنهيدة قوية محملة علي صدره تحمل خوفه وقلقه عليها هو لا يرفض أبدا أن تعرف الحقيقة بأكملة ولكن الان هو يرفض في " سلا " متعبة وقالت لها الطبيبة بأن تبتعد عن اي ضغط واي كان حزن فهي لو أدركت الحقيقة اليوم في سوف تنهار وهو لا يسمح بهذا الشيء… 



نظرت الى الباب بحزن شديد هي الأخرى واستندت عليها برأسها تريد ان تعرف تلك السر الذي يتعلق به والدها تريد ان تعرف لما وما هو السر الذي يخبونها… 



" انا رافض تعرفي دلوقتي، انا مش عايزك تعرفي دلوقتي يا سلا، وخصوصا دلوقت مش هتستحملي الحقيقة… " 


وقف بهيبته الطاغية وارجع الى برودة مرة اخرى بعد ما اخرج تنهيدة قوية تخرج قلقه وخوفه عليها وهو على وشك الخروج ولكن قبل أن يخرج يهتف بنبرة حنان ممتلئة بالخوف الذي بداخله : 


" انا بعمل كل ده عشانك يا سلا، عشانك…. "


ختم جملته وخرج على الفور تركها مشتتة لا تعرف كيفية التفكر ولا تعرف ماذا عليها أن تفعل..! 


جلست على الفراش بهدوء وهي تتذكر توتر والداها وتلك الصورة التي تجمعها بتمارا هي متأكدة أن علاقة قوية تربطهم ولكن ما هي…! 



تفاجأت بالباب يفتح براحة ومن غير صوت تظنه " بيجاد " ولكن خالف توقعتها " ملك " الذي دخلت بهدوء عانـقتهــا سريعا وهي تقـبلها من وجنتها وبعد ذلك تركتها حتى تواجهه والداها ولكن قطع طريقها أمراءه كبيرة واضح عليها التعقيد التي تحت عينيه والتي يدل علي كبر سنها نظرت لها بحيرة ولكن تجاهلته ولكن توقفت حين قبضت على رسغ يدها بقسوة جعلتها تتأوه بألم كادت سوف تتحدث لها بحيرة من طريقه هجومها وتلك القسوة التي ظاهره علي عينيه : 


" انتِ كمان نازله كده، امك معلمتكيش ازاي ترحبي بالضيف يا حفيدة الغماري…. "


هتفت بصراخ بسبب إلامها الذي تشعر به في يدها فهي تقسو علي يدها أكثر وأكثر مما جعلتها تصرخ وتصرخ بألم : 


" ابعدي عني يا ست أنتِ، أنتِ اتجننتي…. "


ختمت جملتها ودفعتها إلى الأرض بقسوة مما جعلت تتأوه ورفعت عصاتها التي تستند عليها وعلقتها في الهواء ولكن قبل أن تتضربها بقسوة هتفت بغل واضح في نبرتها :


" لا ده أنتِ بت قليلة الادب بقي، ومحتاجه تتربى من اول وجديد وانا اللي هربيكي… " 


اغمضت عينيها بسرعة وهي تصرخ صراخ هدت اسوار القصر على الأقل ينجدها احد من تلك السيدة العجوزة وبعد ما صرخت شعرت أن صوتها لم يعد يكون اغمضت عينها بقوه اكبر وهي تستعد لضربه العصا انتظرت وانتظرت كثيرا ولكن لم تتلقى الضربة مما افتحت نصف عينها حتى تري لما تأخرت ولكن وجدت ما صدمه حقا رأت بيجاد يمسك العصا التي كانت معلقة في الهواء وعينيه تحولوا الى اللون الأحمر الناري بسبب غضبه وعصبيته المكبوتة… 



يتبع…