-->

قراءة رواية جديدة نعيمي وجحيمها - اقتباس الفصل الأخير

قراءة نعيمي وجحيمها كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية نعيمي وجحيمها رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل ونصر


رواية نعيمي وجحيمها

اقتباس الفصل الأخير

❈-❈-❈


 ألتفت بفستانها الأبيض الطويل أمام المراَة تطالع هيئتها المختلفة بعد ان أكملت زينتها وتجهزت لليلتها، ليلة ارتباطها به

فرحة من القلب تغمرها، فهذا هو فستانها الذي تمنت إرتدائه، وهذا هو رجلها الذي لم تعشق من الرجال غيره، تحاول السيطرة على خفقان قلبها الذي يتسارع مع مرور الوقت لقرب لقاءه، كل شئ حولها يقارب الكمال ولا ينقصها سوى هي، هي من تجلس على احد المقاعد  خلفها الان وانعكاس صورتها أمامها بهذا الطلة الساحرة، وقد تخلت عن طفوليتها ونضجت في اختيار الالوان وقصة الشعر الحديثة وهذا الفستان القصير بزوق اختلف كليًا عن نظامها في الملبس سابقًا، والتزين المحترف، تنهدت بشعور لا تدري كيف لها ان تصفه، وهي تراها كثمرة طازجة في بدء موسمها، لقد كبرت شقيقتها واصبحت انثى تملأ العين وتسر القلب، ولكن تبدوا وكانها واحدة أخرى لا تعرفها وليست من تربت على يديها، وتعلمت تناظرها بفخر وكانت لا ترى في العالم قدوة غيرها.


- حلوة يا رباب؟

هتفت بالسؤال نحو شقيقتها التي كانت مندمجة في الإطلاع على هاتفها، والسماعات في أذنها تستمع لأحدى الأغاني الأجنبية، فرفعت رأسها تطالعها بتساؤل، لتلتف إليها الأخرى تخاطبها بغبطة، تقصد من خلفها فك الجمود الذي تستشعره منها:

-بسألك يعني عشان اخد رأيك، هو الفستان حلو عليا كدة؟ ولا في حاجة ناقصة؟

قيمتها بنظرة سريعة لتردف بلهجة تبدوا عادية:

- حلو الفستان، هو مش انتي اللي نقتيه واخترتيه عشان عاجبك، يبقى بتسالي ليه بقى؟

لا تدري لما شعرت بأن ردها له مغزى ما، ولكنها تبسمت 

تجاريها بالقول:

- طبعًا انا اللي منقياه بعد عذاب كمان في الإختيار.

توقفت تتابع في المحاولات معها:

-طب إيه رأيك في تسريحة الشعر ولا المكياج، لايق كدة؟ ولا البنت الميكب أرتست زودت في حاجة؟

قلبت رباب عينيها بسأم لتقف فجأة على طرف الكرسي الذي كانت جالسة عليه لتقول وهي تلتف عنها:

- ودي محتاجة سؤال يا كاميليا، ما انتي زي القمر اهو، انا هسيبك بقى عشان داخلة الحمام .

- رباب.

هتفت توقفها فور ان خطت قليلًا، لتلتف إليها الأخرى سائلة باستفسار:

- عايزة حاجة؟

نفت برأسها كاميليا لتقول بابتسامة متسعة:

- لا ولا حاجة يا ستي، بس كنت عايز اقولك ان الفستان اللي انتي لابساه يجنن، دي اول مرة تختاري حاجة من غير ما تاخدي رأيي، بس بصراحة مكنتش اعرف ان زوقك حلو في اللبس كدة؟

تبسمت لها الأخرى تقول بثقة وعينيها دنت على ما ترتديه بزهو:

- ما انا كبرت بقى يا قلبي وبقيت اختار لوحدي، بس اديكي شوفتي اهو، بعرف اختار وبختار كويس أوي كمان.

أومات لها كاميليا برأسها تقول بتردد:

- بس انتي مش شايفة انه جرئ شوية؟ 

اجابتها بهزة خفيفة بكتفها قبل ان تستدير وتتركها

-ومالوا يا ستي، الجرأة مطلوبة برضوا.

راقبتها حتى اغلقت باب غرفة الحمام بالغرفة، تتنهد بقلق مازال يقبض على قلبها، فهذا البرود والهدوء الشديد لا يجعلها تشعر بالراحة، لقد قضت الفترة الماضية ملتصقة بها معظم الوقت، تحاول التقرب لفكرها وشرح متواصل عن طبيعة الكائن المؤذي الذي كان سيصبح زوجها في الأيام، حتى تتعظ هي ولا تكرر خطأها، ثم عقدث مبادرات الصلح معها ومع والدها الذي لم يوافق على إعادة الهاتف سوى اليوم بعد إلحاح كاميليا، مؤجلًا ذهابها إلى جامعتها إلى وقت غير معلوم، علٌها تنسى وتريح قلبها بالإطمئنان عليها، لكن ودت لو توافق بهذا المدعو امين، رغم استنكارها في البداية، لعودة الارتباط لأي فرد من هذه العائلة، ولكن وبعد ما حدث وعلمته عما فعله كارم بعقل شقيقتها ،

فقد بدا شديد الأعجاب بها، كما انه عرض بشكل مباشر استعداده للتقدم لخطبتها، ولكن رباب فاجئتها بالرفض القاطع له، حتى انها اخذتها في زيارة لوالدتها التي كانت دائمًا ترفض الذهاب ولكن كاميليا ألحت بشدة عليها هذه المرة فربما التقرب منها في المرض، يجعل قلبها يرق ويضعف لما حدث معها، 

خرجت من شرودها على جلبة صاخبة مع طرق على الباب الذي اندفع فجأة لتلج منه زهرة بطفلها مهللة مع 

-عروستنا عاملة ايه النهاردة؟

تبعتها غادة التي دلفت خلفها ونوال معها، لتصدح بصوت زغروطة قوية جلجلت في قلب الغرفة لتثير الضحك لكاميليا وهي تقول بحرج:

-الله يخرب عقلك يا مجنونة، دا فندق سياحي يا بت، هتلمي علينا السياح .

ردت غير مبالية بتفكه:

- يا ختي احنا عايزينهم يتلموا عشان نعملها هيصة ونسمع بقى في البلاد الأوربية والفضائيات، وسمعني بقى احلا اغنية شعبية، والنهاردة فرحي يا جدعان، هههه.

ختمت ضاحكة معهن لتتقفهن كاميليا بالعناق القوي رغم ثقل فستانها، فما قيمة الفرحة إن لم  تشاركها مع صديق أو الحبيب.


وفي داخل الحمام وبعد ان مطت شفتيها بامتعاض على هذه الأصوات الصاخبة التي تصلها من الخارج، ثم التفت على اضاءة الهاتف الذي صدح بإشعار وصول رسالة على تطبيق الوتساب، بعد انتظار دام لدقائق، بعد ارسال تحيتها:

-اهلا رباب هانم... اَخيرًا افتكرتني؟ 

بعثت على الفور إليه بلهفة:

- إيه اللي انت بتقولوا ده، هو انا عمري نسيتك اصلًا؟ انا بس كام معمول عليا حظر من جميع الجهات، بابا كان اَخد التليفون مني، وخواتي ممنوعين بالأمر ان حد فيهم يديني التليفون بتاعه، دا غير الحبسة أساسًا وعدم الخروج إلا مع حد فيهم.

وصلتها رسالته سائلًا:

- وايه اللي حصل وخلاهم يفرجوا عنك ويرجعوا تليفونك،

اجابته برسالة صوتية مستغلة الصخب الدائر في الخارج:

- انا اضطريت اجاريهم واعمل نفسي مصدقة ومقتنعة، لحد اما كاميليا اقنعت والدي يرجعهلولي، أصلك وحشتني أوي، أوي يا كارم. 


ابتسامة ملحة اعتلت وجهه وهو يعيد سماع الرسالة مرة أخرى، فقد تأكد له الاَن، ان القطة الصغيرة مازالت على عهدها، ولم تخرج عن سيطرته كما ظن في هذه الأيام التي انقطعت عن تواصلها معه، فبعث لها مرسلًا:

-وانت كمان وحشتيني، بس انا عايزك تعذري حدتي، اصل بصراحة والدك زودها قوي لما جه يهددني باللي هيعمله لو ما بعدت عنك، بس انا سكت ومرديتش ازعله عشان خاطرك. 

قرقضت رباب على اظافرها بتوتر وهي تقرأ الرسالة، ف أمر هذه الزيارة لم يخفى عنها ، فقد سمعت بها من حديث والدها مع كاميليا في اليوم الثاني لشجارها معهما، وكم احزنها هذا الأمر وهي تقطع الغرفة كالمجنونة بعد هذا الحبس الذي فرض عليها، وحرمانها من وسائل الاتصال به، كاد ان يذهب بعقلها من الوحدة:

فردت برسالة ملطفة:

-معلش يا حبيبي، قدر غضبه بقى واعذره، ما هي المفاجأة كمان كانت جامدة قوي.

- عشان خاطرك انتي بس.

بعث بها مقتضبة بغضبب مستتر، فبعثت تغير دفة حديثهم.

- على فكرة انا اشتريت الفستان اللي نقيناه انا وانت اون لاين قبل كدة، ويطلع بجنن عليا، مش قادرة اقولك على شكلي دلوقتي وانا لابساه. 

بعث لها برسالة ماكرة:

- طب ما تبعتي صور وتخليني اشوف واقرر بنفسي.

بعثها وانتظر قليلًا، حتى اعتدل فجأة عن مقعده بتحفز، وهو يرا النضوج الحديث للفتاة التي تهيم به، فقد ازهرت ثمارها وأصبحت انثى بحق بعد ان ارتدت ما يظهر جمالها المخفي، كبر الشاشة بإصبعيه يتمعن النظر بالأجزاء المكشوفا من الفستان عنها، ثم أرسل لها:

.- تجنني،  انا كنت واثق من الأول انه هيليق عليكي ويخليكي قمر.

يتبع...


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر من رواية نعيمي وجحيمها، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة